(228)
(536)
(574)
(311)
حملت لنا كتب السيرة المشرفة حضور سيدتنا مريم وآسية عند سيدتنا آمنة وقت ولادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقد أشار إلى ذلك الإمام البيهقي في (دلائل النبوة) كما هو في (سبل الهدى والرشاد) في السيرة وغيره من كتب السيرة ، أما مسألة كيفية هذا الحضور فإن الأرواح الموجودة في البرزخ قامت الأدلة في سنة نبينا عليه الصلاة والسلام على إمكانية حضورها إلى أمكنة في الدنيا أو في السماء أو في غير ذلك ، فأصل مستقرها في عليين كما قال تعالى ( كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين* وما أدراك ما عليون* كتاب مرقوم ) ثم إن لكل روح اتصال وثيق بالمكان الذي يُدفن فيه جسدها، وفي ذلك جاء في الحديث الصحيح ( ما من عبد يمر بقبر رجل كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا عرفه ورد عليه السلام ) وفي رواية (واستأنس به ..) ثم ما جاء أيضا من لقائه صلى الله عليه وسلم بالأرواح التي مات أصحابها وخرجوا من عالم الدنيا كما في حديث سلام جعفر بن أبي طالب عليه في نفر من الملائكة بعد قتله في مؤتة إلى غير ذلك، ثم ما جاء مبيَّنا في الصحيحين من وصفه لهيئات الأنبياء ولقائه بهم في ليلة الإسراء والمعراج، كل ذلك يثبت إمكان حضور أي روح من الأرواح التي قد ماتت إلى شيء من المواطن والأماكن ، وفي كتاب (شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور) للإمام جلال الدين السيوطي إيراد للأحاديث الكثيرة في هذا الشأن ، وبذلك يُعلم أن حضور آسية ومريم كان أمر من الله بحضور روحيهما مع الحور العين ليشهدن وضع المصطفى الأمين محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
29 جمادى الآخر 1425