(536)
(228)
(574)
(311)
الصوفية هم الذين اشتغلوا بتصفية نفوسهم عن جميع الصفات الذميمة وسعوا للتحلِّي بالصفات الحميدة المرضية، واقرأ كتاب التعرف لمذهب أهل التصوف للإمام أبي بكر بن محمد الكلاباذي من علماء القرن الرابع وتجد فيه أسماء أوائل الصوفية، ومنهم علي زين العابدين والحسن البصري من سادات التابعين ومن سواهم ثم من تابعي التابعين وتابعيهم بإحسان ، تجد أن عامةَ الذين نفع الله بهم من مفسرين ومحدثين وأهل أصول للفقه وأصول للدين في الشريعة الغراء هم المنسوبون إلى ذلك التصوف، وأن عامة مَن أجرى الله على أيديهم ردَّ المعتدين والجهاد في سبيله على مدى القرون هم أولئك المنسوبون إلى التصوف والذين يقال عنهم الصوفية ، ثبَّت الله قدمَك وأعاذنا وإياك من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا .
ثم إن أهل هذا المسلك الحميد أرباب الخلق الكريم - الذين كانوا يقولون: التصوف خلُق ومن زاد عليك في الأخلاق زاد عليك في التصوف - كغيرهم من طوائف المسلمين ينتمي إليهم من ليس منهم ومن يعمل على خلاف قواعدهم وأصولهم، وكذلك يتكلم عنهم المتكلمون بالكلام المختلف، شأن جميع طوائف أهل الحق وأهل الباطل وبالله التوفيق .
أما أهم الكتب التي تتحدث في علم التصوف والسلوك والأخلاق فمنها كتاب بداية الهداية وكتاب منهاج العابدين وكتاب الأربعين في أصول الدين وكتاب إحياء علوم الدين .. هذه الكتب الأربعة للإمام حجة الإسلام أبي حامد الغزالي ، ومنها كتاب النصائح الدينية والوصايا الإيمانية للإمام عبدالله بن علوي الحداد، ومنها كتاب التعرف لمذهب أهل التصوف للإمام أبي بكر بن محمد الكالاباذي الذي أشرنا إليه سابقا ، ومنها كتاب لواقح الأنوار القدسية في العهود المحمدية للإمام الشيخ عبدالوهاب بن علي الشعراني، وكتاب الحكم لابن عطاء الله ولها شروح، شرح لباعقاد وشرح للشيخ الشرنوبي وشرح لابن عجيبة.. وفي كل هذه الكتب صورة واضحة ومنهاج قويم عن التصوف والسلوك وغيرها كتب كثيرة، غير أن الأخذ بمثل هذه الكتب يرقى بالإنسان ويكون سلَّما له للإطلاع على ما سواها.. وبالله التوفيق .
17 صفَر 1426