لي رئيس في العمل ينتهج نهج التحامل والتكفير لبعض الناس، وأنه إذا تكلم أمامه كفر أهل التصوف وغيرهم هل آثم على سكوتي وعدم الرد أو أتخذ أسلوب المداهنة أم أبين أنني منهم وما إلى ذلك؟

الواجب عليك إن كان يفيد معه ومع غيره البيان فيكون البيان واجباً على وجهه، ولكن إن كان المتحدث كما هو الغالب عن عصبية وهوى فليس يفيد الكلام بالرد المباشر في وقت غضبه، ولكن أوصِل إليه المعاني والأدلة في شيء من الأوقات، وانظر إلى من يسمع واختلِ بكل منهم نصحاً لكل من ترى فيه أن ينتفع أو أن يهتدي أو أن يتبين له الحق، وبين لهم ذلك.

 وبعد ذلك لا تصل إلى حد الإثم بالإعراض عنه عند عِناده وعند تعصُّبه وعند هواه، بل الإعراض عنه بذلك لك فيه مندوحة ولكن يبقى الواجب عليك فيه هو نفسه إن كان يمكن أن يقبل بأي صورة أو أي وسيلة فافعل وفي غيره ممن يسمع فافعل ذلك أيضاً معه،

 هذا رتبة الخروج من الإثم، وبقي بعد ذلك الأفضل يأتي بالمقارنة بين إذا تصرفت تصرف المبيِّن بقوة ذبّاً عن أعراض الألوف أو الملايين من عِباد الله تبارك وتعالى وما تكسب في ذلك من الثواب إن كان لا يترتب عليه سوء ولا شر أشد منه فذلك محل التضحية ومحل الفداء والبذل والدرجة العالية وإن لم يكن في محل الوجوب وإن لم يكن تركه في محل الإثم فهذه درجات.