الذبح لغير الله
يجب أن لا يخفى عليك أن الناس يرِدون على الناس ضيافةً مثلاً، فيُقال ذبحنا للضيف الفلاني وللوارد الفلاني كذا وكذا وهو واقع في الأمة بصورة كبيرة فما تقول في ذلك ؟ أوَ تعده من الذبح لغير الله ؟ يجب أن لا يخفى عليك أن معنى الذبح لغير الله تبارك وتعالى هو كمعنى السجود لغير الله تبارك وتعالى قد يكون من الشرك وهو مع اعتقاد الذابح كاعتقاد الساجد أن المذبوح له أو أن المسجود له إله مع الله تبارك وتعالى يذبح له باسمه متعبداً له بذلك متقرباً إليه ويسجد له كذلك متقرباً إليه معتقداً ألوهيته أو ربوبيته.
وأن الذبح والسجود لغير الله تبارك وتعالى قد يأتي بمعنى غير ذلك كأن يكون الذبح لإهداء الثواب إلى روح فلان أو فلان أو يكون الذبح لإكرام ضيف قادم فهو يذبحه له لا اعتقاداً بألوهيته ولا ربوبيته ولكنه يذبح باسم الله لله تبارك وتعالى فيكون المقصود به إكرام ذلك الضيف الوارد أو إهداء الثواب إلى ذلك الميت، وكذلك السجود وقد حرمه الله في شريعتنا وجعل الشرك منه ما اعتُقد أن المسجود له إله وجعل غير ذلك ليس بشرك فقد أباحه في الملل السابقة وعمله الأنبياء بل قد صرح القرآن بأن الله أمر الملائكة أن يسجدوا لآدم، وآدم من غير شك غير الله تبارك وتعالى ومن المعلوم أن ذلك السجود لم يكن باعتقاد ألوهية ولا ربوبية في آدم عليه السلام وأنه كان عبارة عن تعظيمٍ وإكبارٍ وإجلالٍ له مشروع لهم بأمر الله تبارك وتعالى، وقال تعالى في سيدنا يعقوب عليه السلام وأبناءه ( ورفع أبويه ) أي يوسف رفع أبويه ( على العرش وخروا له سجداً ) من المعلوم أن سيدنا يعقوب الكريم ابن الكريم ابن الكريم رسول من رسل الله قد سجد ليوسف وخرّ ساجداً ليوسف وخرّ ( وخروا له سجداً ) كما قال الله تبارك وتعالى فهل ترى شرك رسل الله وأنبيائه، إذن فالواجب عليك كمال التثبت في معلوماتك وما يصل إلى ذلك وعقلك من النظر في النصوص وتأمل هذه الآيات القرآنية لتعلم أن الإطلاق أن نسجد لغير الله شرك أكبر لا يصح فكيف بالذبح والسجود أقرب إلى العبادة من الذبح، إذن فالإطلاق لا يصح..
وتأمل أن كل من يذبح للضيف القادم عليه لا يُعد من المشركين وليس ذلك الذبح لغير الله تعالى بالمعنى الذي يقتضي الشرك فكن متثبتاً حتى تلقى الله تعالى سليماً بقلب سليم من التطاول على عباد الله تبارك وتعالى أحياءاً أو أمواتاً فإن الله سيسألنا و( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا ) ثبتنا الله على الاستقامة ودفع عنا شر النفوس والهوى والجهالة، ورزقنا الاستقامة على منهج رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
24 ذو القِعدة 1425