وصف الرسول بـ"مولانا"
إن من معاني المولى: مَن تواليه وتحبه وتناصره وتؤازره، وذلك واجب علينا نحو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فهو مولانا ومولى كل مؤمن ، وقد قال الله تبارك وتعالى في كتابه ( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ) وقد صح في الحديث عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: من كنت مولاه فعلي مولاه . وجاء في القرآن أيضا ( وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين ) فجعل المولى للمصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم هو الله أولا ثم إن جبريل وصالح المؤمنين مولاه عليه الصلاة والسلام ، وقد قال سبحانه وتعالى ( فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم ) فإذا كان الذين لهم الولاء علينا صح أن نسميهم موالينا فكيف بمن يجب علينا ولاؤه بكل معنى ونصرته بكل معنى !؟ فهو المولى الأعظم من الخلق فهو سيد الخلق نبينا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ، مولانا ومولى كل مؤمن .
قال الله سبحانه وتعالى ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ) فالآية صريحة في أن نقول الله مولانا، ورسوله مولانا، والذين آمنوا هم موالينا الذين يجب أن نواليهم في الله تبارك وتعالى ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون* ومن يتولَّ الله ورسوله ) فمن تولَّى الله فالله مولاه، ومن تولى رسول الله فرسول الله مولاه ( والذين آمنوا ) فمن تولَّى المؤمنين فالمؤمنون مواليه كذلك جاء القرآن، فكيف يكون الإشكال إلا من جهلٍ مركب يصيب الناس من ذلك التعنت والتعصب الممقوت ما يتجاوزون به الحد ويتجرأون به على مقام سيد الخلق ، فكل مؤمن مولانا فكيف بسيد المرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، فإذا كان كل مؤمن من الراكعين المؤتين للزكاة الصالحين موالينا فكيف بمولانا سيد المؤمنين وخير المرسلين والنبيين صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه .
16 شوّال 1425