(228)
(536)
(574)
(311)
نسأل الله أن يوفقهم وأن يأخذ بأيديهم، يُلاحَظ تدني مستويات الطلاب في عامة العالم العربي وتصل منه الآثار إلى العالم الإسلامي أيضاً، وذلك نتائج لما أغويناهم وشغلناهم وأغريناهم به من مختلف الوسائل والأسباب التي ابتثت من بينهم، فتأخذ منهم أذهانهم، وتأخذ منهم أوقاتهم، وتأخذ منهم أفكارهم؛ لذا يجب علينا أن نعالج الأمور من طريقين:
من طريق علاج أساسي، ومن طريق محاولات للحاضر بما يمكن إصلاحه. فأما العلاج الأساسي فبُحسن تحكُّمنا في توجيه هؤلاء الأبناء إلى عمارة الأوقات والانشغال بما ينفع وأخذِ النصيب من التروُّح بالأفعال المباحة والألعاب المباحة مضبوطاً في وقته لا يتعداها إلى الحرام ولا يزيد عن الحاجة ولا يمتد وقته زيادة على ما يُحتاج إليه، فعلينا أن نعمل على هذا العلاج وأن ننأى بهم عن قضاء أوقاتهم الكثيرة أمام المناظر السيئة وسماع الكلمات السيئة لأن ذلك مؤثر عليهم. فبذلك تبدأ الأذهان تصفو.
وبطاعة الله تبارك وتعالى وبتعليم حسن النية في الدراسة يتهيئون لأن يؤيِّدهم الله تعالى منه بمعونة وتوفيق، فنعلمهم النية الصالحة في هذه الدراسة بأن ينووا بها خدمة شريعة الله تعالى العائدة بالخير على وطنهم ومجتمعهم وأهاليهم ودنياهم وآخرتهم، فينبغي أن يكون ذلك متركزاً في أذهانهم في أي اتجاه يتجهون إليه من اتجاهات الدراسات المتعددة، ليكون هذا هو القصد والأساس، ويُمزج ذلك بأفكارهم فيكون أعونَ لهم على أن يقبلوا عليه إقبالاً حسناً لائقاً.
أما الأمر المؤقت فينبغي التوجيه لنصيب من ذكر الله تعالى ونصيب من المطالعة والمراجعة وحفظ الوقت عن أن تؤخذ أوقات المراجعة فيما لا ينبغي وما لا يضطرون إليه، ومساعدة أهليهم لذلك، واختيار الصديق الصالح لهم، فكل ذلك من الأسباب المعينة على تحسين المستوى الدراسي لدى طلابنا.. فنسأل الله أن يرزقهم النية الصالحة وأن يرزقهم التوفيق ويرزقهم إعطاء الشيء حقه.
16 ربيع الثاني 1427