(228)
(536)
(574)
(311)
الاهتمام بأمرِ المسلمين واجبٌ قبل الأحداث وأثناءها وبعدها، ومَن لم يكن له حُسن تضرُّع ودعاء لله في لياليه وأيامه فقد قصَّر في الهمِّ بأمر المسلمين، ومن كان مُتمكِّنا مِن مساعدةِ أقرباء له وأصدقاء وأُناسٍ في بلدِه فقصَّر في ذلك فهو ضعيفٌ في الهمِّ بأمرِ المسلمين.
والعلماء يرشدون الكلَّ، الطالبُ والمطلوب، يرشدونهم إلى ما أرشد رسولُ الله صلى الله عليه وسلم له سيدَنا عمر بن الخطاب، وقال: مُره بِحُسن الطلب، ومُرنِي بحُسن القضاء، يؤكِّدون على الجميع حُرمةَ الدماء وحُرمةَ الأموال وحُرمة الأعراض، لتأكيدِ رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، ويقولون: على كلِّ مَن كان وليَّ أمرٍ أو من الرعية أن لا يضرَّ ولا يؤذيَ الآخرين، ولا يستحلَّ شيئًا مِن دمائهم ولا أموالِهم ولا أعراضِهم بأيِّ وجهٍ من الوجوه.
ويجب أن يُعرف القدرُ لعلماء الإسلام بأن لا يكونوا مُنتَتَفاً يُتَناتَف عند الحاجة مِن أولياء الأمور أو من الرعية، لكنهم أهلُ أمانةٍ وإرثِ نُبوةٍ يجب أن يُحترم قولُهم في الأحوالِ كلها، وأما مَن يعيش يخالف كلَّ ما يقولون من أولياء الأمور، ثم يتذرَّع بهم عند حاجته، أو يعيش من الرعية ناسياً لهم لا معرفةَ له بِقدرهم فعند حاجته يقول أين العلماء؟ فليسوا بضاعةً تُنتَتف من قبل هؤلاء ولا من قبل هؤلاء.
وإن فِتناً واقعةً وفِتناً تحصل قد أُنبِئنا عنها على لسان النبوة، وحُذِّرنا أن نكون طرفاً فيها، وأُخِذ علينا العهد أن نبين للكل ما يجب عليه فمن قبل فليقبل وليتعرَّض لرحمة الله، ومن أبى فإن حساب الكلِّ على الله.
ومع ذلك كله فإنه مِن وراء الفتن الشديدة والصعوبات القوية فرج لله تعالى وغارةٌ لأمة النبي محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، نسأل الله أن يجعل العاقبة خيراً وأن يصلح المسلمين أجمعين حيثما كانوا.
16 ربيع الثاني 1432