(228)
(536)
(574)
(311)
شرح العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ على كتاب كشف الغُمَّة عن جميع الأمة، للإمام عبدالوهاب الشعراني: متابعة فصل في مبايعته صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم الوفود
الإثنين: 23 ذو القعدة 1444هـ
متابعة
فصل في مبايعته ﷺ الوفود
"وقال بشير بن الخصاصية : بايعني رسول الله ﷺ على الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد، فقلت: يا رسول الله إني لا أطيق الزكاة ولا الجهاد، وإنه ليس لي مال إلا عشر ذودهن زمل أهلي وحمولتهن، وأما الجهاد فإني رجل جبان أخاف أن أفرّ فأبوء بغضب من الله، فقبض رسول الله ﷺ يده ثم حركها ثم قال: يا بشير لا صدقة ولا جهاد فيم إذن تدخل الجنة! قلت: يا رسول الله ﷺ ابسط يدك أبايعك فبسط يده فبايعته عليهن كلهن .
وجاءته أميمة بنت رقية في نسوة من الأنصار يبايعنه على الإسلام فقلن : يا رسول الله نبايعك على أن لا نشرك بالله شيئاً، ولا نسرق، ولا نزني، ولا نقتل أولادنا، ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا، ولا نعصيك يا رسول الله في معروف، فبايعهن على ذلك .
وبايع ﷺ هند بنت عتبة وجماعتها من النساء فقال ﷺ : أبايعكِ على أن لا تشركي بالله شيئاً، فقالت : لا كفر بعد إيمان، فقال: ولا تسرقي، فقالت : ولا نسرق فقال: ولا تزنی، فقالت: یا رسول الله الحلال من ذلك قبيح فكيف بالحرام! فقال: ولا تقتلن أولادكن، فقالت : نحن ربيناهم صغاراً فقتلتهم أنت كباراً، فسكت ﷺ ولم يتم المبايعة.
وكان ﷺ لا يصافح النساء في المبايعة ويقول ﷺ : قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة.
قالت عائشة رضي الله عنها وما مس رسول الله ﷺ بيده امرأة قط إلا أن يأخذ عليها فإذا أخذ عليها وأعطته قال:"اذهبي فقد بايعتك".
وكان في بعض الأوقات يضع يده في قدح الماء فيضع النساء أيديهن في الماء فيبايعهن ويقول : "لا أمس أيدي النساء".
قال ابن عمر رضي الله عنهما : وكنا إذا بايعنا رسول الله ﷺ على السمع والطاعة يقول لنا: فيما استطعتم، وكان ﷺ كثيراً ما يطلب من أصحابه المبايعة قبل أن يسألوه فيقول: "ألا تبايعون فيبسطوا أيديهم ويبايعونه على ما يريد"
قال أنس رضي الله عنه : وجاءت امرأة بابن لها صغير فقالت : يا رسول الله بايع ابني، فقال رسول الله ﷺ : هو صغير ثم مسح على رأسه ودعا له .
ولما أخذ عبد الرحمن بن عوف يد علي رضي الله عنهما في قصة خلافة عثمان قال عبد الرحمن لعليّ : أبايعك على اتباع كتاب الله تعالى وسنة محمد ﷺ وفعل أبي بكر وعمر فقال : اللهم لا ولكن على جهدي وطاقتي، والله تعالى أعلم ."
اللهم صلِّ أفضل صلواتك على أسعد مخلوقاتك سيدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم، عدد معلوماتك ومداد كلماتك، كلما ذكرك وذكره الذاكرون وغفل عن ذكرك وذكره الغافلون. (3 مرات)
الحمد لله مكرمنا بشريعته وبيانها على لسان خير بريته حبيبه وصفوته سيدنا محمد صلى الله وسلم وبارك وكرم عليه وعلى آله وأهل بيته وعترته وعلى صحابته، وعلى من والاهم في الله واتبعهم بإحسان في ظاهره وسريرته، وعلى آبائه وإخوانه من الأنبياء والمرسلين خيرة الله من بريته، وعلى آلهم وصحبهم وتابعيهم وعلى الملائكة المقربين، وعلى جميع عباد الله الصالحين وعلينا معهم وفيه من أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين.
وبعدُ، فيواصل سيدنا الشعراني عليه رحمة الله ذكر الأحاديث المتعلقة بالبيعة والعهد وإعطائه، وذكر لنا "عن بشير بن الخصاصية.." أنه ﷺ أراد أن يبايعه "وقال: بايعني يا رسول الله.." يعني: فعلى ما تبايعني؟ قال: "على الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد، فقلت يا رسول الله إني لا أطيق الزكاة ولا الجهاد.." وفي رواية قال: كلا إلا اثنتين فإني لا أطيقهما، "وإنه ليس لي مال إلا عشرُ ذودٍ من الإبل إلا عشرُ ذودٍ هن زمل أهلي وحمولتهن" يعني: أحمل عليه أهلي وأضع متاعهم وزادهم عليها إذا سافرنا "وأما الجهاد فإني رجل جبان،" جاء في رواية "وقد سمعت ما قلت أن من فر في الجهاد فقد باء بغضب من الله"، "قال: أخاف أن أفرَّ فأبوء بغضب من الله
فقبض رسول الله ﷺ يده ثم حركها، قال: يا بشير لا صدقة ولا جهاد فبمَ إذًا أنت تدخل الجنة؟"، أنت تريد القرب من ربك والقيام بأمره ودخول جنته والخلود فيها ولا تريد تتصدق ولا تجاهد! فبماذا تدخل الجنة؛ لعبةهي؟ وهي في غلاها وعظمتها تأتي هكذا! "فبم إذن تدخل الجنة! قال: .. ابسط يدك فبايعته عليهن كلهن ﷺ." هكذا جاء في عدد من الروايات منها عند الحاكم في المستدرك وعند الإمام أحمد في المسند والطبراني كذلك والبيهقي في السنن.
وعند ابن عساكر يقول ابن الخصاصية - قال: أتيت رسول الله ﷺ لأبايعه على الإسلام فاشترط علي: تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد اً عبده ورسوله وتصلي الخمس، وتصوم رمضان وتؤدي الزكاة وتحج البيت وتجاهد في سبيل الله، قال: قلت: يا رسول الله، أما اثنتان فلا أطيقهما !!. أما الزكاة فما لي إلا عشر ذود وهن ِرسلُ أهلي وحمولتهم !! وأما الجهاد فيزعمون أنه من ولّى فقد باء بغضب من الله، فأخاف إذا حضرني قتال كرهت الموت وخشعت نفسي.. قال: فقبض رسول الله ﷺ يده ثم حركها، ثم قال: لا صدقة ولا جهاد فبم تدخل الجنة؟ قال : بشير ثم قلت يا رسول الله أبايعك، فبايعني عليهن كلهن ﷺ.
"يقول وجاءته أميمة بنت رقية في نسوة من الأنصار.." وفيهن أنزل الله (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَىٰ أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ ۙ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ)[الممتحنة :12]
"أميمة بنت رقية تقول أتيت النبي ﷺ في نسوة من الأنصار نبايعه، نبايعك على أن لا نشرك بالله شيئًا ولا نسرق ولا نزني ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيك في معروف،" قال: فيما استطعتن وأطقتن وقلن الله ورسوله أرحم بنا هلم نبايعك يا رسول الله. فقال رسول الله ﷺ: "إني لا أصافح النساء" أي: لا تمس يدي يد امرأة "إني لا أصافح النساء إنما قولي لمائة امرأة كقولي لمرأة واحدة" أو قال "مثل قولي لامرأة واحدة ﷺ" هكذا في رواية النسائي ومالك وأحمد
وجاء أيضًا في الرواية عند الحاكم في المستدرك، تقول: بايعت رسول الله ﷺ في نسوة من المسلمين، فقلن له: أتيتك يا رسول الله نبايعك على أن لا نشرك بالله شيئًا ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل أولادنا ولا نأتي ببهتان نفترينه بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيك في معروف قال: فقال رسول الله ﷺ فيما استطعتن فقلنا: الله ورسوله أرحم بنا من أنفسنا، قلنا: بايعنا يا رسول الله، قال: اذهبن فقد بايعتكن؛ إنما قولي لامرأة واحدة كقولي لمائة امرأة وما صافح رسول الله ﷺ منا أحدًا.
أي: عادته عندما يبايع الرجال يصافحهم ويمدوا أيديهم إلى يده الكريمة ولكن لم يفعل ذلك مع النساء ﷺ. وذكرت رفقهُ ﷺ وتبينه أن ما خرج عن الإستطاعة مما يفعل في نسيان أو غفلة أو إكراه أنه معفو عنه وقال: فيما استطعتن، وهكذا لقنها عددا من الرجال والنساء يقول فيما استطعتم، ويقول للواحد منهم فيما استطعت ﷺ.
ويذكر أيضا بيعة هند من عتبة وجماعة من النساء بعد فتح مكة وكان منها ما ذكرت من الجراءة على رسول الله ﷺ، وذكر في هذه الرواية التي ذكرها الشعراني "أبايعكِ على ألا تشركِ بالله شيئًا قالت لا كفر بعد إيمان، قال: ولا تسرقي، قالت: ولا نسرق، قال؛ ولا تزني، قالت: يا رسول الله الحلال من ذلك قبيح فكيف بالحرام!" أوَتزني الحرة في رواية "قال: ولا تقتلن أولادكن، قالت نحن ربيناهم صغارًا وقتلتهم أنت كبارًا" في رواية قالت: ببدر كبارًا، "فسكت ﷺ ولم يتم المبايعة" هكذا جاء في هذا الكتاب والروايات المشهورة ما فيها فلم يتم البيعة، فصوابه: فلم يردَّ عليها، نعم ما رد عليها؛ لأنَّ كلامها كان فيه إساءة أدب وفيه جراءة؛ ولكن ما ردَّ عليها ﷺ وأكمل لهن البيعة وكانت معها عدد من النساء، وهذا يُنبي عن بقايا رعوناتٍ في النفس وسوءٍ في الضمير لم يتم بعد، وهو ﷺ واسعٌ للكل وميسرٌ للطريق لمن أراد أن يصدُق؛ لمن أراد أن يراجع نفسه ﷺ.
جاء في رواية عنها عند أبي يعلى، "قال: أبايعك على ألا تشركي بالله شيئًا ولا تسرقي ولا تزني، قالت: أوَتزني الحرة! قال: ولا تقتلن أولادكن خشية إملاقٍ، قالت: وهل تركت لنا أولادًا نقتلهم، قال: فبايعته، ثم قالت له: وعليها سواران من ذهب، ما تقول في هذين السوارين؟ قال: جمرتان من جمر جهنم" يعني: إذا أرادت التفاخر والتباهي بها أو لم تؤدي زكاة على قول من يقول بوجوب الزكاة، أو كانت أكثر من عادة نسائها في ذلك الحي الذي فيه والوقت الذي فيه.
وهكذا ص كما جاء في صحيح مسلم وعند أبي داود "ما مس رسول الله ﷺ بيده امرأة قط إلا أن يأخُذَ عليها" يعني" في الكلام "فإذا أخذ عليها وأعطته قال:"اذهبي فقد بايعتك" ﷺ " وبذلك تعلم أن قول من يقول وهو يصافح النساء الأجنبيات أن قلبي طاهر؛ نقول لهُ: عندك كدر وقذر من من إبليس المكابر؛ ما أحد أطهر من مُحمَّد ﷺ، لما ما مدَّ يده، هل في قلبه ﷺ شيء؟ أطهر خلق الله وأصفاهم وأنقاهم، شرع لك يا أبله ألا تمد يدك إليها تعرف ولا ما تعرف؟ هذا المبلغ عن ربي علمك هذا؛ وتقول: قلبي..! قلبي..! قلبي..! كلامك دليل على أن قلبك وسخ، ما عرفت البلاغ؛ ما عرفت الأداء؛ ما عرفت الأمانة التي أدها ﷺ؛ ما عرفت أنّ ربك أعلم بك وبقلبك وبالخلائق كلهم؛ وأدرى بهم وهو أحبّ ذلك، وجاء بالحديث "لأن يطعن أحدكم بمخيط في عينه خير له من أن تمس يده يد امرأة لا تحل له" ولا يحل له مسها، وهكذا مضى ﷺ على كمال الطهر والنقاء وهو الأطهر الأنقى الأتقى في جميع الخلائق ﷺ.
"وذكر رواية ربما يضع في بعض الأوقات يده في قدح الماء" ثم يقدم الماء إلى النساء "فيضعن أيديهن في الماء ويبايعهن ﷺ ويقول: لا أمسُّ أيدي النساء" صلوات ربي وسلامه عليه، قال ابن عمر ومنه جاء أيضًا بعد ذلك عند بعض الذين يأخذون العهود أيضًا على النساء من خيار الأمة، وقد يمد ردائهم فيمسك النساء بطرف الرداء كما جاء في مس أيديهن في الماء.
قال: وقد يطلب من أصحابه ﷺ البيعة رغبة في ثوابهم ونيلهم منحًا ومراتب بمبايعته عليه الصلاة والسلام وحسبهم في الشرف قول الرحمن [إِنَّ ٱلَّذِینَ یُبَایِعُونَكَ إِنَّمَا یُبَایِعُونَ ٱللَّهَ] ﴿الفتح: 10) ويطلب لهم مراتب فيبتدأهم "ويقول: ألا تبايعون" "يقول ابن عمر رضي الله عنهما : وكنا إذا بايعنا رسول الله ﷺ على السمع والطاعة يقول لنا: فيما استطعتم، وكان كثيراً ما يطلب من أصحابه المبايعة قبل أن يسألوه فيقول: ألا تبايعون فيبسطوا أيديهم ويبايعونه على ما يريد" مما يعلم لهم من نيل المزيد والكرامة عند الله بتلك البيعات ﷺ.
وجاء أيضاً في رواية تقول عقيلة بنت عبيد بن الحارث: جئت أنا وأمي قريرة بنت الحارث في نساء من المهاجرات فبايعنا رسول الله ﷺ وهو ضارب عليه قبة بالأبطح وأخذ علينا (ألا نشرك بالله شيئًا) إلى آخر الآية هذه المذكور في الآية فلما أقررنا وبسطنا أيدينا لنبايعه قال ﷺ: لا أمس أيدي النساء، فاستغفر لنا وكانت تلك بيعتنا ﷺ، وهكذا تعددت الروايات في ذلك.
"ويقول أنس رضي الله عنه : وجاءت امرأة بابن لها صغير فقالت : يا رسول الله بايع ابني، فقال رسول الله ﷺ : هو صغير" إنما تكون البيعة على من يؤخذ عليه الميثاق من البالغين، أما هذا صغير ما هو حق بيعة، "قال: هو صغير ثم مسح على رأسه ودعا له"، هذا الذي يليق بالولد الصغير، وليس البيعات، ما هو حق البيعة والبيعة إنما تكون من البالغ صلى الله على سيدنا مُحمَّد وعلى آله.
"قال ولما أخذ عبد الرحمن بن عوف يد علي رضي الله عنهما في قصة خلافة عثمان قال عبد الرحمن لعليّ : أبايعك" يعني: هل أبايعك "على اتباع كتاب الله تعالى وسنة مُحمَّد وفعل أبي بكر وعمر؟" فكان من خضوع وتواضع سيدنا علي والتذلل لله " فقال : اللهم لا ولكن على جهدي وطاقتي ." ما أنا في المقام صاحب الرسالة ولا في مقام الذين تقدموا قبلي من تواضعه رضي الله تعالى عنه فردها إلى عثمان، فبايع لهم عثمان.
وكان هذا الولد الصغير الذي مسح ﷺ رأسه ودعا له، فكان يخرج به جده عبد الله بن هشام إلى السوق يشتري الطعام يلقى ابن عمر وابن الزبير يقولان له: أشركنا فإن النبي ﷺ قد دعا لك بالبركة، فهات من الطعام الذي اشتريت بنشتري منك قد دعا لك بالبركة والبركة تشمل كل ما دخل في دائرتك، انظر إلى رعايتهم لمكانة النبي ﷺ وآثار دعاه، فكان سيدنا عبد الله بن عمر وسيدنا عبد الله بن الزبير يقولون له: أشركنا فالنبي قد دعا لك بالبركة فيشركهم، فربما أصاب الراحلة كما هي فيبعث بها إلى المنزل، رضي الله تعالى عنهم ما أفقههم وأوعاهم لمكانة كلام الله ورسوله ﷺ.
فجعل سيدنا عمر بن الخطاب أمر الخلافة بعده إلى هؤلاء الستة طلحة بن عبيد الله ، وعثمان بن عفان، وسيدنا علي بن أبي طالب، وسيدنا ابن الزبير، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف، فوض الجميع أمرهم إلى عبد الرحمن بن عوف ورضوا بمن يرضاه لها، بعد أن خلع نفسه عنها، قال: أنا ما أريدها فأعطوه، فقال في اليوم الرابع من دفن سيدنا عمر: يا أيها الناس إني قد سألتكم سرًا وجهرًا فلم أركم تعدلون بأحد الرجلين، قال تفقدت أحوالكم وسألتكم واحد واحد ومع الناس فما رأيتكم تعدلون بأحدهم إما علي وإما عثمان، ثم قال لعلي قم، وقد كانوا بعض متتبعي السيرة يقولون كان أراد سيدنا عمر أن يوصي بها إلى سيدنا علي، وهاب الموقف، وخاف من النفسيات فجعلهم ستة. وابتدأ سيدنا عبد الرحمن بن عوف بسيدنا علي قال لسيدنا علي قم قم فوقف تحت المنبر قال :هل أنت مبايع على كتاب الله وسنة رسوله وفعل أبي بكر وعمر؟ قال: اللهم لا ولكن على جهدي وطاقتي، قال: قم يا عثمان قال له مثل ما قال، قال: اللهم نعم، قال رفع عبد الرحمن رأسه إلى السماء فقال: اللهم اسمع واشهد اللهم إني قد جعلت ما في رقبتي من ذلك في رقبة عثمان، فازدحم الناس يبايعون سيدنا عثمان في شهر المحرم سنة 24 فمكث فيها 12 سنة.
رضي الله تعالى عنهم وجمعنا بهم في دار الكرامة ومستقر الرحمة، وأصلح شؤوننا والأمة وكشف كل غمة وعامل بمحض الجود والفضل والإحسان ووهبنا عطايا الجزل والامتنان ما هو أهله في كل شأن في السر والإعلان بسر الفاتحة إلى حضرة النبي الله اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه الفاتحة.
24 ذو القِعدة 1444