كشف الغمة -192- كتاب الصلاة (83) صلاة سنة الوضوء وصلاة الحاجة وصلاة التوبة

للاستماع إلى الدرس

شرح العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ على كتاب كشف الغُمَّة عن جميع الأمة، للإمام عبدالوهاب الشعراني: كتاب الصلاة (83) باب صلاة التظوع- صلاة سنة الوضوء وصلاة الحاجة وصلاة التوبة

صباح الثلاثاء 24 محرم 1446 هـ 

يتضمن الدرس نقاط مهمة، منها:

  •  كراهة عدم الصلاة بعد الوضوء
  •  هل يفوت وقت صلاة سنة الوضوء؟
  •  مدوامة بلال على الصلاة بعد الوضوء
  •  إثبات وصول الأرواح للجنة
  •  هل تصلى سنة الوضوء في الأوقات المنهي عنها؟
  •  عدد ركعات سنة الوضوء
  •  لماذا نصلي صلاة الحاجة؟
  •  قصة الرجل الأعمى مع صلاة الحاجة
  •  استجابة الدعاء بعد صلاة الحاجة
  •  صلاة الحاجة ب12 ركعة
  •  كيفية صلاة الحاجة 4 ركعات بعد العشاء
  •  ما هو الدعاء الذي لا يرد؟
  •  كيفية صلاة التوبة
  •  حرص الصالحين على نية التوبة مع صلوات أخرى

نص الدرس مكتوب:

فصل في الصلاة عقب الطهارة

 

"كان رسول الله  يحث على الصلاة عقب كل وضوء ولو ركعتين، وتقدم في باب الوضوء قوله  لبلال عند صلاة الصبح: "يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة، فقال: ما عملت عملاً أرجى عندي أني لم أتطهر طهوراً في ساعة من ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي، فقال النبي : بهذا"

 

 

فصل في صلاة الحاجة 

                                                          

كان  يقول: "من كان له إلى الله تعالى حاجة، أو إلى أحد من بني من بني آدم، فليتوضأ فليحسن الوضوء ثم ليصل ركعتين، ثم ليثن على الله بما هو أهله، وليصل على النبي  ثم ليقل: "لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل برّ والسلامة من كل إثم، لا تدع لي ذنباً إلا غفرته ولا هماً إلا فرجته ولا حاجة هي  لك رضاً إلا قضيتها يا أرحم الراحمين"

 

فصل في صلاة التوبة

 

كان رسول الله  يقول: "ما من عبد يذنب ذنباً ثم يقوم فيتطهر ثم يصلي ثم يستغفر الله إلا غفر له ثم يقرأ: ﴿ وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَٰحِشَةً أَوۡ ظَلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ ذَكَرُواْ ٱللَّهَ فَٱسۡتَغۡفَرُواْ لِذُنُوبِهِمۡ ﴾ [آل عمران: ١٣٥]، وفي رواية ثم يصلي ركعتين أو أربعاً مفروضة أو غير مفروضة، وتقدم في باب التوبة أوائل الكتاب قول ثوبان -رضي الله عنه-: التوبة من الذنب هي أن تتوضأ وتصلي ركعتين، والله أعلم".

آللهُمَّ صلِّ أَفضلَ صَلَواتِكَ على أَسْعدِ مَخلوقاتكِ، سَيِدنا محمدٍ وعلى آلهِ وصَحبهِ وَسلمْ، عَددِ مَعلوماتِكَ ومِدادَ كَلِماتِكَ،  كُلََّما ذَكَرَكَ وَذَكَرَهُ اٌلذّاكِرُون، وَغَفِلَ عَنْ ذِكْرِكَ وَذِكْرِهِ الغَافِلوُن 

 

الحمد لله مُكرمنا بالشريعة الغراء، وبيانها على لسان عبده وحبيبه خير الورى، سيدنا محمد من جمع الله -سبحانه وتعالى- فيه المحاسن طُرًّا صلى الله وسلم، وبارك وكرم عليه، وعلى آله وأهل بيته الذين حازوا به طُهْرًا، وعلى صحابته الذين رفع الله لهم به قَدْرًا، وعلى من والاهم واتبعهم بإحسان إلى يوم أن يُحشر الناس أولاً وآخراً، وعلى آبائه وإخوانه من الأنبياء والمرسلين الراقين في الفضل أعلى الذُّرَى، وعلى آلهم وصحبهم وتابعيهم وملائكة الله المقربين وجميع عباد الله الصالحين، وعلينا معهم وفيهم، إنه أكرم الأكرمين، وأرحم الراحمين.

 

ويذكر الشيخ -عليه رحمة الله- في هذه الفصول: 

  • صلاة سنة الوضوء: الصلاة عقب الوضوء.
  •  وصلاة الحاجة
  •  وصلاة التوبة

 

فيقول: "فصل في الصلاة عقب الطهارة"؛ أي: بعد الانتهاء والفراغ من الوضوء.

يقول: "كان رسول الله  يحث على الصلاة عقب كل وضوء ولو ركعتين". فيُكره للمؤمن أن يتوضأ ولا يُصلي بذلك الوضوء شيئاً حتى ينتقَض وضوءه -يحدث مرة أخرى- ولم يُصلي بذلك الوضوء شيئاً؛ بل ينبغي أن يُصلي بالوضوء الذي يتوضأه شيئاً من الصلوات، ومنها هذه التي استنبطتوها أنها سنة الوضوء؛ لأجل الوضوء يصلي ركعتين: 

  • فينبغي أن لا يتباطأ حتى يحدث ولم يُصلي بذلك الوضوء شيئاً.
  • بل قال الحنفية: يُصلِّيها ما لم تجف الأعضاء، قبل أن تجف أعضاؤه من أثر الوضوء، ولأنها تفوت إذا أحدث بالاتفاق وإذا أعرض عنها. 
  • وقيل: إذا جفت أعضاؤه ولم يبقَ عليه أثرٌ من أثر الوضوء.
  • واعتمد الشافعية: أن وقتها يبقى ما لم يحدث، فيمكنه أن يصلي سنة الوضوء، ما لم يعرض عنها.

 

فيقول: "وتقدم في باب الوضوء قوله  لسيدنا بلال -مؤذنه- عند صلاة الصبح: "يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة، فقال: ما عملت عملاً أرجى عندي أني لم أتطهر طهوراً في ساعة من ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي، فقال النبي : بهذا".

يقول: حديث سيدنا بلال -عليه رضوان الله تعالى- جاء فيه بعددٍ من الروايات، وفي بعضها يقول: "إني دخلتُ الجنة البارحة، فسمعتُ دَفََّ نعليك أمامي"، وفي رواية قال: "فسمعتُ خَشْخَشَة نعلٍ، وقلت: من هذا يا جبريل؟ قال: بلال المؤذن" -رضي الله تعالى عنه- ومن هذا أيضاً أخذ بعض أهل المعرفة والذوق: وصول الأرواح الطاهرة ودخولها إلى الجنة، فإنه يقول: "دخلتُ الجنة البارحة" فوجد بلال فيها، وهذا من غير شك أنه في هذا المشهد الذي رآه -ﷺ- وهو في الدنيا، أما يوم القيامة قد لا أحد يكون قدامه -قبله-، لا نبي ولا غيره، وهو أول من يحرِك حِلَق باب الجنة، ويقول: سيدنا رضوان: من؟ يقول: "محمد" يقول: بك أُمِرتُ، أمر ربي أن لا أدع أحداً يدخلها قبلك -ﷺ-، ففيه صلاة ركعتين سنة الوضوء، ومن أهل الفقه من نَازَعَ في ذلك، وقال: إنما يتوضأ من أجل الصلاة، وما يُصلي من أجل الوضوء، والجمهور وعامة الأئمة قالوا: إنه يُسَنُّ أن يصلي ركعتين سنة الوضوء، إذا توضأ أن يصلي ركعتين، هكذا يرى الأئمة الأربعة إلا أن الحنفية والحنابلة يقولون: إذا كان في الأوقات المنهي عن الصلاة النفل فيها، فلا تُصلَّى، مثل ما بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس، وبعد صلاة الظهر حتى تغرب، وقال الشافعية: يجوز صلاتها في هذا الوقت لأنها نافلة لها سببٌ متقَدم عنها، وإنما يحرم عندهم النفل المطلق، وما كان له سبب متأخر عنه كسُنَّة السفر، السبب السفر متأخر عن الصلاة، تُقَدَّمَ الصلاة، فهي لها سببٌ مُتأخر فلا تجوز في هذه الأوقات المنهي عن الصلاة فيها، بخلاف سنة الوضوء وتحية المسجد، أسبابها متقدمة، سنة القدوم من السفر كذلك سببها متقدم، يمكن أن تُصَلَّى ولو في هذه الأوقات عند الشافعية، ويرى الحنفية حُرمَة ذلك، كذلك يرى الحنابلة: أن لا يُصلي سنة الوضوء في الأوقات الخمسة التي تُكْرَهُ فيها الصلاة وهي: 

  1. بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس.
  2. وعند الطلوع حتى ترتفع قدر رمح.
  3. وعند استواء الشمس.
  4. وبعد صلاة العصر حتى تغرب. 
  5. وعند اصفرار أيضاً الشمس حتى تغرب. 

فهذه خمسة أوقات، ثم إنها تحصل بركعتين أو بأكثر من ركعتين، كما استحبَّها بعض الأئمة، تكون أربعة أو تكون ستة، قال: "أصلي ما قُدِّر لي" يقول سيدنا بلال.

 

ثم ذكر صلاة الحاجة وذلك لمن نزلت به حاجة مما يريد جلبه، أو سوء يريد دفعه عنه وحِراسته منه، فيلجأ إلى الصلاة، "كان ﷺ إذا حَزَبَهُ أمرٌ -أي: أهمَّه- قام إلى الصلاة" وهكذا تلقى عنه الصحابة، إذت نزلت بهم نازلة وحدثت لهم حاجة، قاموا إلى الصلاة، صلوا ودعوا القوي المتين القادر أكرم الأكرمين، فيُجيبهم -سبحانه وتعالى-، وجاء في صلاة الحاجة عددٌ من الروايات عنه ﷺ بعددٍ من الأدعية، ومنها ما في سنن الترمذي من رواية الأعمى، في رواية عثمان بن حنيف يقول: "كنا عند النبي ﷺ فدخل رجلٌ أعمى، فسلَّم على النبي ﷺ - صافَحه- وقال: ادعُ الله أن يردَّ عليَّ بصري فقال: "لو شئت صبرت ولك الجنة، وإن شئت دعوت" قال: ادعُ الله لي قال: "فاذهب فتوضأ وصلِّ ركعتين، ثم قل: اللهم إني أسألك، وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلى الله في حاجتي هذه -وتسميها- فشفِّعه فيَّ"، قال عثمان بن حنيف: فما طال بنا المجلس ولا تفرقنا حتى دخل علينا الرجل وهو يبصر -يوم صلى الركعتين، ودعا، فأبصر وجاء- قال ﷺ: "ما له؟" كما جاء أيضًا بسندٍ حسن زيادة قوله: "فإن كان لك حاجة، فافعل مثل ذلك".. "فإن كان لك حاجة فافعل مثل ذلك".

وهنا أيضًا أورد رواية أخرى في صلاة الحاجة عند ابن ماجه -عليه رضوان الله تبارك وتعالى-، وأيضاً في سنن الترمذي يقول: "كان  يقول: "من كان له إلى الله تعالى حاجة، أو إلى أحد من بني من بني آدم، فليتوضأ فليحسن الوضوء ثم ليصل ركعتين، ثم ليثن على الله بما هو أهله، -يَحْمَدُه سبحانه وتعالى- وليصل على النبي  ثم ليقل: «لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل برّ والسلامة من كل إثم، لا تدع لي ذنباً إلا غفرته ولا هماً إلا فرجته ولا حاجة هي  لك رضاً إلا قضيتها يا أرحم الراحمين».

فهذا مما ورد من الدعاء في صلاة الحاجة؛ إذًا فالصلاة عند الحاجة مُستَحَبَّة باتفاق الفقهاء، نعم؛ يُستَحَبُّ أن يُصلي، ويدعو ربه جلَّ جلاله، وهذا الحديث الذي هو عند ابن ماجه، وعند الترمذي، وفي رواية ابن ماجة زيادة: "يا أرحم الراحمين، ثم يسأل من أمر الدنيا والآخرة ما شاء فإنه يُقَدَّر له"، فهي ركعتان، ويحب بعض الحنفية: أن تكون أربع ركعات، وكذلك جاء رواية في صلاة قضاء الحاجة بِصلاة اثنتي عشرة ركعة، فمنها هاتان الروايتان اللتان ذكرناهما، ومنها رواية اثنتي عشرة ركعة، جاء فيما أورده المنذري في "الترغيب والترهيب" وما رواه عن الأصبهاني، يقول أنس -رضي الله عنه-: "أن النبي ﷺ قال: "يا عليُّ ! ألا أُعلمكَ دعاءً إذا أصابك غمٌّ أو همٌّ تدعوا بهِ ربَّكَ ؛ فيُستجابُ لكَ بإذنِ اللهِ، ويُفرَّجُ عنكَ ؛ توضأْ وصلِّ ركعتَينِ، [ واحمدِ اللهِ، وأثنِ عليهِ، وصلِّ على نبيِّكَ، واستغفرْ لنفسِكَ وللمؤمنِينَ والمؤمناتِ، ثم قلْ: اللهمَّ أنتَ تحكمُ بينَ عبادِكَ فيما كانوا فيهِ يختلفونَ، لا إلهَ إلا اللهُ العليُّ العظيمُ، لا إلهَ إلا اللهُ الحليمُ الكريمُ، سبحان اللهِ ربِّ السماواتِ السبعِ وربِّ العرشِ العظيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، اللهمَّ كاشفَ الغمِّ، مُفرِّج الهمِّ، مُجيبَ دعوةِ المضطرينَ إذا دعَوْكَ، رحمنَ الدنيا والآخرةِ ورحيمَهما؛ فارْحمني في حاجتي هذه بقضائِها ونجاحِها، رحمةً تُغنيني بها عنْ رحمةِ مَن سواكَ".

وجاء أيضًا في صلاة أربع ركعات، وفي بعض الروايات: كونها بعد العشاء، وإن صلاة الحاجة أربع ركعات بعد العشاء، وأنه يقرأ في الأولى: الفاتحة مرة وآية الكرسي ثلاثاً، وفي كلٍّ من الثلاثة الباقية يقرأ: الفاتحة والإخلاص والمعوِّذتين مرةً مرةً، ثم جاء في الخبر: أنه "كُنَّ له مِثْلَهُنَّ من ليلة القدر" وبالإشارة أيضًا إلى الرواية الأخرى حتى من دون حاجة، وهي: "أربعٌ بعدَ العشاءِ كعَدلِهِنَّ من ليلةِ القدرِ"، تعدُّ كأنه صلاها في ليلة القدر، (لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَيۡرٞ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرٖ) [القدر: 3]، فالركعة خيرٌ من ثلاثين ألف ركعة، فالأربع خيرٌ من مئة وعشرين ألف ركعة، (لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَيۡرٞ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرٖ) [القدر: 3]، الشهر ثلاثون ليلة، فإذا صلى ركعة ليلة القدر أفضل من ثلاثين ركعة، لأنه الشهر ثلاثين تضرب في ألف شهر، (لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَيۡرٞ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرٖ) [القدر: 3]، فتكون ثلاثين ألف، الركعة خيرٌ من ثلاثين ألف، فالركعتين ستون ألف، أربع -تكون-  بمئة وعشرين ألف.

وكذلك هذه الرواية الأخرى جاء: "أن من الدعاء الذي لا يُرَدُّ، أن يصلي العبد اثنتي عشرة ركعة، يقرأ في كل ركعة بأم الكتاب، وآية الكرسي وقل هوالله أحدٌ فإن فرغ خرَّ ساجداً، ثم قال: "سبحان الذي لبس العزَّ وقال به، سبحان الذي تعطف بالمجد وتَكَرَّمَ به، سبحان الذي أحصى كل شيءٍ بعلمه، سبحان الذي لا ينبغي التسبيح إلا له، سبحان ذي المَنَّ والفضل، سبحان ذي العزّ والكرم، سبحان ذي الطول، أسألك بمعاقد العزِّ من عرشك، ومُنْتَهَى الرحمة من كتابك، وباسمك الأعظم، وجدك الأعلى، وكلماتك التامات العامات التي لا يُجَاوِزْهنَ  بَرٌّ ولا فاجرٌ، أن تُصَلِّيَ على محمد وعلى آل محمد، ثم يسأل حاجته التي لا معصية فيها، فيُجَابُ إن شاء الله تعالى"، رواه ابن مسعود عنه ﷺ، وفي سندها اختلافٌ، قالوا: وهي من المجربات في قضاء الحاجة، الله أكبر!

"من كان له إلى الله تعالى حاجة، أو إلى أحد من بني من بني آدم، فليتوضأ فليحسن الوضوء ثم ليصل ركعتين، ثم ليثن على الله بما هو أهله، وليصل على النبي  ثم ليقل: "لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل برّ والسلامة من كل إثم، لا تدع لي ذنباً إلا غفرته ولا هماً إلا فرجته ولا حاجة هي  لك رضاً إلا قضيتها يا أرحم الراحمين"، هذا من مجموع الأدعية التي وردت للحاجة، هذا ما يتعلق بصلاة الحاجة.

 

ثم ذكر صلاة التوبة، وأورد الحديث: "ما من عبد يذنب ذنباً ثم يقوم فيتطهر ثم يصلي ثم يستغفر الله إلا غفر له ثم يقرأ: ﴿ وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَٰحِشَةً أَوۡ ظَلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ ذَكَرُواْ ٱللَّهَ فَٱسۡتَغۡفَرُواْ لِذُنُوبِهِمۡ ﴾ [آل عمران: ١٣٥]، وفي رواية "ثم يصلي ركعتين أو أربعاً مفروضة أو غير مفروضة"، وتقدم في باب التوبة أوائل الكتاب قول ثوبان -رضي الله عنه-: التوبة من الذنب هي أن تتوضأ وتصلي ركعتين".

كذلك الصلاة للتوبة مُستَحَبَّة باتفاق الفقهاء، رزقنا الله التوبة الصادقة، الخالصة لوجهه الكريم، وفي لفظ في رواية: قال: "ما من عبد يذنب ذنبًا، ثم يقوم فيتطهر، ثم يصلي ركعتين، يُقْبِلُ بقلبه على الله، إلا غُفِرَ له"، فهذه صلاة التوبة، وهكذا يحرص كثيرٌ من العباد الصالحين أن يصلوا، فإذا صلوا في أول النهار صلاة الضحى أشركوا فيها نية التوبة، لأنهم يجددون توباتهم في كل يوم وفي كل ليلة، كذلك في بَعْدِية المغرب، أو في ركعتين من الأوابين بعد المغرب ينوون بها التوبة، وكذلك ينوون الاستخارة مع صلاة الضحى، ويأتي معنا باب صلاة الاستخارة.

 

رزقنا الله الاستقامة، وجعلنا من مُقِيمِي الصلاة، والمكثرين منها، والخاشعين فيها، والمُقِيمِينَ لها على وجهها الأحب إليه، والأرضى له في خير ولطف وعافية.

 

 

 بسِرَ الفاتحة إلى حضرة النبي 

اللهم صلِّ وسلم وبارك علي وعلى آله وأصحابه

 الفاتحة

تاريخ النشر الهجري

24 مُحرَّم 1446

تاريخ النشر الميلادي

30 يوليو 2024

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

الأقسام