(233)
(536)
(574)
(311)
شرح العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ على كتاب كشف الغُمَّة عن جميع الأمة، للإمام عبدالوهاب الشعراني: كتاب الصلاة (56) باب صفة الصلاة -10- فرع جامع لأمور متفرقة
صباح الثلاثاء 27 ذو القعدة 1445هـ
فرع: جامع الأمور متفرقة
"كان رسول الله ﷺ يجمع النظائر في قراءته، فكان يجمع الرحمن والنجم في ركعة، واقتربت والحاقة في ركعة، والطور والذاريات في ركعة، والواقعة ون والقلم في ركعة، والمطففين وعبس في ركعة، وسأل والنازعات في ركعة، والمزمل والمدثر في ركعة وعم والمرسلات في ركعة. وكان ﷺ كثيراً ما يصلي بسور المفصل في الصلوات حتى يختم القرآن، وكان ﷺ كثيراً ما يقرأ الثلاث سور وأكثر من سور المفصل وغيرها في ركعة واحدة، وكان ﷺ كثيراً ما يقرأ ببعض سورة في كل ركعة، وكان ﷺ يكرر في بعض الأوقات السورة الواحدة مرتين في ركعة، قال الراوي : فلا أدري أكان ينسى أم كان يقرأ ذلك عمداً.
وكان رجل يؤم الناس في مسجد قباء فكان يقرأ بقل هو الله أحد في كل ركعة على الدوام، فأُخبِرَ بذلك رسول الله ﷺ فقال له رسول الله ﷺ: ما يحملك على لزوم هذه السورة في كل ركعة؟ قال : إني أحبها، قال: حبك إياها أدخلك الجنة، وكان ﷺ إذا سمع أحداً يجهر بالقراءة على أحد في الصلاة يقول: "ألا إن كلكم يناجي ربه فلا يؤذين بعضكم بعضاً، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة، أو قال في الصلاة"، وكان ﷺ يكره للقارئ خلف الإمام الجهر بالقراءة دون القراءة نفسها وكثيراً ما كان يقول : لمن يجهر خلفه : لا تسمعني وأسمع الله .
وكان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وغيره من الصحابة يقرؤون خلف الإمام في الجهرية بفاتحة الكتاب لا غير وفي السرية بالفاتحة وسورة بعدها .
وكان الأئمة من الصحابة يسكتون حتى يقرأ المأموم الفاتحة ثم يجهرون بالسورة بعدها، قال نافع -رضي الله عنه-: وصلى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بالناس مرة صلاة المغرب فلم يقرأ فيها بسورة بعد الفاتحة فلما انصرف قيل له: ما قرأت شيئاً؟ فقال: كيف كان الركوع والسجود قالوا: حسناً، قال: لا بأس إذاً، وكان ﷺ إذا قرأ آية سجدة في صلاة سرية سجد كما سيأتي بيانه في باب سجود التلاوة .
وسئلت عائشة -رضي الله عنها- كيف كانت قراءة رسول الله ﷺ بالليل، أكان يسرّ بالقراءة أم يجهر؟ فقالت: كل ذلك قد كان يفعل، ربما أسر بالقراءة وربما جهر، وكان لا يمر بآية رحمة إلا وقف عندها يسأل، ولا آية عذاب إلا تعوذ منها، وقام ﷺ ليلة كاملة بقوله تعالى: ﴿إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ اللَّهِ [المائدة: ۱۱۸]، قال ابن عمر -رضي الله عنهما- وصلى عمر رضي الله عنه- مرة عشاء الآخرة فلم يقرأ فيها حتى فرغ فقال له عبد الرحمن بن عوف: أرأيت ما صنعت هل هو شيء عهده إليك رسول الله ﷺ أم شيئاً رأيته أنت؟ قال: وما هو؟ قال: لم تقرأ في العشاء، قال: أو فعلت. قال: نعم، قال: فأني سهوت جهزت عيراً من الشأم حتى قدمت المدينة فأمر المؤذن فأقام، فصلى العشاء للناس وقال: لا صلاة لمن لم يقرأ فيها، والله أعلم".
آللهُمَّ صلِّ أَفضلَ صَلَواتِكَ على أَسْعدِ مَخلوقاتكِ، سَيِدنا محمدٍ وعلى آلهِ وصَحبهِ وَسلمْ، عَددِ مَعلوماتِكَ ومِدادَ كَلِماتِكَ، كُلََّما ذَكَرَكَ وَذَكَرَهُ اٌلذّاكِرُون، وَغَفَلَ عَنْ ذِكْرِكَ وَذِكْرِهِ الغَافِلوُن
الحمد لله مكرمنا بهذه الشريعة، وأحكامها الححصون المنيعة، وبيانها على لسان صاحب الوجاهات الواسعة؛ سيدنا محمد ذي المراتب الرفيعة، صلى الله عليه وسلم وبارك وكرم عليه وعلى آله وأصحابه، ومن سار في دربه، وعلى آبائه وإخوانه من الأنبياء والمرسلين سادات أهل معرفة الله وقربه، وعلى آلهم وصحبهم وتابعيهم، وعلى الملائكة المقربين وجميع عباد الله الصالحين، وعلينا معهم وفيهم إنه أكرم الأكرمين، وأرحم الراحمين.
وبعد؛ فيذكر الشيخ عبدالوهاب الشَّعْرَاني -عليه رحمة الله- في هذا الفرع أحاديث متعلقة بقراءته ﷺ في الصلوات، ويقول: "كان رسول الله ﷺ يجمع النظائر في قراءته".
فذَكَرَ هذا الحديث الذي رواه ابن مسعود يقول: "يجمع الرحمن والنجم، -سورة الرحمن وسورة النجم في ركعة- و (اقْتَرَبَتِ) والحاقة في ركعة، والطور والذاريات في ركعة، و الواقعة و ( نٓۚ وَٱلۡقَلَمِ) في ركعة، والمطففين وعبس في ركعة، و سأل -أي (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ)- والنازعات في ركعة، والمزمّل والمدثر في ركعة، و (عَمَّ) والمرسلات في ركعة". فاختلفوا هل هذا في النافلة أم هو في الفريضة؟ لأن أهل العلم اختلفوا في قراءة أكثر من سورة في ركعة واحدة:
ففرق بعضهم بين الفرض والنفل كالحنابلة وقالوا: في النافلة لا بأس
عند الحنفية والمالكية يقولون: أن قراءة سورتين فأكثر في النافلة، والأفضل في الفرائض أن يقرأ في الركعة سورة واحدة؛ ولكن من جهة الأفضلية عندهم، وأما من جهة الجواز فمن غير شك جائز فلم يقل أحد ببطلان الصلاة بقراءة سورة ثانية أو سورة ثالثة في الفرض.
إذًا فالقراءة في سورة الفرض إن كانت سورة واحدة أو سورة قسمها في الركعتين أولى، ولكن يمكن بعد ذلك من دون أن يقول أحد ببطلان الصلاة أن يقرأ سورتين فأكثر، ولكن اختلفوا في الأفضل، فمالَ بعضهم إلى أن الأفضل أن يقتصر على سورة واحدة أو يقسم السورة بين الركعتين.
الشافعية يقولون: لا إشكال في أن يقرأ سورتين أو ثلاث في ركعة واحدة، وقد نُقِلَ ذلك في السنة الشريفة عنه ﷺ.
ويقول: "وكان ﷺ كثيراً ما يصلي بسور المفصل في الصلوات حتى يختم القرآن" وسُوَر المفصل في القرآن: وقد تقدم معنا أن المفصل من سورة قاف فما بعدها أو من سورة الحجرات فما بعدها عند الأكثر، وذكرنا فيه عددًا من الأقوال ما هو المفصل؟ ومن أي سورة يبدأ المفصل؟
يقول: "وكان ﷺ كثيراً ما يقرأ الثلاث سور وأكثر من سور المفصل وغيره في ركعة واحدة" وهو دليل الشافعية: أنه ليس الأولى أن يقتصر على سورة واحدة في الركعة الواحدة.
قال: "وكان كثيراً ما يقرأ ببعض سورة في كل ركعة، وكان ﷺ يكرر في بعض الأوقات السورة الواحدة مرتين في ركعة؛ قال الراوي: فلا أدري أكان يَنَسّى أم كان يقرأ ذلك عمداً" فجاء في ذلك روايات عنه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، فالأمر فيه سعة، والمهم في القراءة تدبر معانيها وحضور القلب فيها.
قال: "وكان رجل يؤم الناس في مسجد قباء، فكان يقرأ بقل هو الله أحد في كل ركعة على الدوام، فأخبر في ذلك رسول الله ﷺ. فقال له رسول الله ﷺ: ما يحملك على لزوم هذه السورة في كل ركعة؟ قال: إني أحبها، قال: حبك إياها أدخلك الجنة" ويُروَى أن ذلك كان في سريَّة، أمَّر عليهم ﷺ رجلاً فكان يصلي بهم، وكان في المغرب وفي العشاء وفي الفجر إذا قرأ شيئا من القرآن أو أي سورة يختم بـ(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) [الإخلاص-1] ثم إنهم قالوا له: مالَكَ تفعل شيئًا لم نسمعه من رسول الله ﷺ ولا من معنا في المدينة؟ إما تقرأ سورة وتكتفي بها أو تقرأ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) [الإخلاص-1] وتكتفي بها. قال: إني أحب أن أختم كل ركعة بهذه السورة، فإن أحببتم يتقدم غيري. قالوا: لا، أنت أميرنا وأنت الذي تتقدم في الصلوات، ونسأل رسول الله ﷺ إذا رجعنا؛ فلما رجعوا أخبروا النبي ﷺ بأن هذا في كل ركعة إذا قرأ بعد الفاتحة أي شيء من القرآن أو أي سورة يختم بـ(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) [الإخلاص-1]. فقال: "اسألوه لماذا؟" فقال: إني أحبها لأنها صفة الرحمن. قال: "فإن الله يحبك كما أحببتها"؛ وفي هذه الرواية أيضًا: "حبك إياها أدخلك الجنة"، أي: تُيُقِّن به سبب دخولك الجنة، أو أنه أدخلك الجنة جنة المعرفة به في هذه الدنيا قبل الآخرة، ما قال سيدخلك الجنة، ولكن أدخلك الجنة، فإما بمعنى: التيقن أنه يكون سبب لدخوله الجنة، أو بمعنى: أنه قد دخل في جنة المعرفة بالله -تبارك وتعالى- قال: بسبب تعلق قلبه بصفة الرحمن وتعظيمه للإله ودوام تفكيره في أحديته -سبحانه وتعالى- وصمدانيته وانفراده -سبحانه وتعالى- بالخلق والإيجاد وعدم مشابهته ومماثلته لشيء من الكائنات والمخلوقات، (وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ) [الإخلاص-4] -جل جلاله وتعالى في علاه- وقد علمنا أن قراءة هذه السورة يعادل ثلث القرآن.
يقول: وكان ﷺ إذا سمع أحداً يجهر بالقراءة على أحد في الصلاة يقول: "ألا إن كلكم يناجي ربه فلا يؤذين بعضكم بعضاً، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة، أو قال في الصلاة"، فجعل الضابط أن لا يشوش بعضهم على بعض، وكل يناجي ربه -جل جلاله- فلا يرفع أحد صوته على وصف وحال يؤدي إلى التشويش على غيره الذي يقرأ أو يصلي في نفس الوقت، فإنه لا يجوز التشويش على المصلي بقراءة القرآن ولا بغيرها من الأذكار، فضلا عن المباحات وعما ليس بعبادة، بل بالقراءة نفسها يحرم أن يشوش على غيره من المصلين.
قال: "وكان ﷺ يكره للقارئ خلف الإمام الجهر بالقراءة دون القراءة نفسها وكثيراً ما كان يقول : لمن يجهر خلفه : لا تسمعني وأسمع الله"، هذا إن كان في السرية، أما في الجهرية فقد أمرهم بالاستماع إلى الإمام، وأمر أن لا يقرأ شيء من القرآن إلا بفاتحة الكتاب، كما جاء في الروايات، وعليه مذهب الشافعية والحنابلة أن المأموم يقرأ الفاتحة،
وأخذ الحنفية والمالكية بأن المأموم عليه مجرد الإنصات، فلا يشتغل بقراءة الفاتحة ولا غيرها، بل يكفي قراءة الإمام.
"وكان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وغيره من الصحابة يقرؤون خلف الإمام في الجهرية بفاتحة الكتاب لا غير" وفيه جاءت إرشادات عنه ﷺ قالوا: لا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب، وفي السرية بالفاتحة وسورة بعدها وإن كان مأموما لأنه لا يسمع سورة الإمام.
"وكان الأئمة من الصحابة يسكتون حتى يقرأ المأموم الفاتحة ثم يجهرون بالسورة بعدها"، يعني: يطيلون السكتة بين الفاتحة والسورة ليتسع الوقت لقراءة الفاتحة، وقد تقدم معنا أنه ينبغي في هذه السكتة أن يقرأ سرًا حتى لا يتعرض للقول ببطلان صلاته عند الحنفية وغيرهم، يقول: إذا طال سكوته بطلت صلاته.
"قال نافع -رضي الله عنه-: وصلى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بالناس مرة صلاة المغرب فلم يقرأ فيها بسورة بعد الفاتحة فلما انصرف قيل له: ما قرأت شيئاً؟ فقال: كيف كان الركوع والسجود قالوا: حسناً، قال: لا بأس إذاً"، يعني ليست بواجبة السورة ولكنها سنة، "وكان ﷺ إذا قرأ آية سجدة في صلاة سرية سجد كما سيأتي بيانه في باب سجود التلاوة" وعلى المأموم أن يتبع الإمام ويسجد بسجود الإمام إذا سجد لأجل آية السجدة وإن كانت الصلاة سرية.
"وسئلت عائشة -رضي الله عنها- كيف كانت قراءة رسول الله ﷺ بالليل، أكان يسرّ بالقراءة أم يجهر؟ فقالت: كل ذلك قد كان يفعل"، ربما أسر بالقراءة وربما جهر.
وكان لا يمر بآية رحمة إلا وقف عندها يسأل -الله الرحمة- ولا آية عذاب إلا -وقف عندها- تعوذ -بالله من العذاب- منها، وقام ﷺ ليلة كاملة بقوله تعالى: (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم)[المائدة: ۱۱۸] ذكر كلام سيدنا عيسى في أمته يقول: (مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۚ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾[ المائدة: 117-118]
وكررها وجعل يبكي صلى الله عليه وسلم، فسأل الله إلى سيدنا جبريل عليه السلام، قال له: ما يبكيك وأنا أعلم؟ فرجع يقول: إن ربك يسألك ما يبكيك وهو أعلم، فقال: مررت على قول عيسى في أمته: {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ۖ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)، فذكرت قول إبراهيم في أمته: (فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ۖ وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [إبراهيم:36]، فتذكرت أمتي وما حالهم من بعدي وما يفعل بهم في القيامة، فلهذا أنا أبكي. فرجع جبريل عليه السلام يقول: يا ربي، أنت أعلم بما قال عبدك محمد، قال: كذا وكذا، قال: ارجع إليه وقل له: إنا سنرضيك في أمتك ولن نسوءك فيهم، صلى الله عليه وسلم. وهكذا كان حال كثير من الصحابة ثم من التابعين وتابع التابعين ومن بعدهم أن يقف عند آية فيكررها ويكررها حتى يطلع الفجر، أو يقف عند كلمة حركت فيه كوامن وأثارت فيه وجداناً يطيب به حاله مع الله سبحانه وتعالى فيكررها ويكررها حتى يطلع الفجر.
كما جاء عن الإمام محمد بن الحسن جمل الليل أنه مر على قوله تعالى: (إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ ٱلرَّحْمَٰنُ وُدًّا)[مريم:96] وانفتح له باب المودة مع الله سبحانه وتعالى، فأخذ يكرر "وُدّاً وُدّاً وُدّاً" حتى طلع الفجر، وهكذا جاء عن جماعة من السلف في عهد التابعين وتابع التابعين قراءة أحدهم الآية طوال الليل.
"قال ابن عمر -رضي الله عنهما-: وصلى عمر رضي الله عنه- مرة عشاء الآخرة فلم يقرأ فيها حتى فرغ فقال له عبد الرحمن بن عوف: أرأيت ما صنعت هل هو شيء عهده إليك رسول الله ﷺ أم شيئاً رأيته أنت؟ قال: وما هو؟ قال: لم تقرأ في العشاء، قال: أو فعلت. قال: نعم، قال: فأني سهوت جهزت عيراً من الشأم حتى قدمت المدينة فأمر المؤذن فأقام، فصلى العشاء للناس وقال: لا صلاة لمن لم يقرأ فيها، والله أعلم" إذا لم يقرأ بفاتحة الكتاب، أما السورة فقد تقدم معنا أنه قال لما قالوا: لم تقرأ شيئا بعد الفاتحة، "قال: كيف كان الركوع والسجود؟ قالوا: حسنًا، قال: كفى". وأما هذا لم يقرأ أصلاً فغفل عن القراءة حتى ركع ولم يقرأ شيئًا، فلذلك أمر بإعادة الصلاة وأعادها -رضي الله تعالى عنه-.
رزقنا الله إقامة الصلاة على وجهها الأمثل وحالها الأفضل، وجعلنا ممن يصدق معه عز وجل، وسرت إلينا سرايات الحضور مع مولانا، وأصلح الله ظواهرنا وخفايانا، ونظمنا في سلك أهل رضوانه الأكبر، وأصلح لنا ما بطن وما ظهر في الدنيا والبرزخ والمحشر في لطف وعافية.
بسرِّ الفاتحة
وإلى حضرةِ النَّبي اللَّهم صلِّ عليه وعلى آله وصحبه،
الفاتحة
28 ذو القِعدة 1445