(228)
(536)
(574)
(311)
من كتاب رسالة المعاونة للإمام عبد الله بن علوي الحداد، يلقيها الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ لكبار طلاب حلقات المساجد بمدينة تريم، لعام 1444هـ. ( الدرس الثاني: المحافظة على صلاة الجماعة والجمعة )، القراءة من قول المؤلف رضي الله عنه:
(وعليك) إذا صليت خلف إمام أن تحسن المتابعة له؛ فإنما جعل الإمام ليؤتم به، واحذر أن تقارنه في شيء من أفعال الصلاة، فضلاً عن أن تتقدم عليه. والذي ينبغي، أن تجعل أفعالك في صلاتك تابعة لأفعاله بالأثر. وقد قال عليه الصلاة والسلام: "الذي يخفض ويرفع قبل الإمام إنما ناصيته بيد الشيطان".
(وعليك) بالمبادرة إلى الصف الأول والمزاحمة عليه من غير إيذاء لأحد. واحذر أن تتأخر عنه مع إمكان التقدم إليه، فقد قال عليه الصلاة والسلام: "لا يزال قوم يتأخرون" أي عن الصف الأول "حتى يؤخرهم الله" أي عن فضله ورحمته. وقال عليه الصلاة والسلام: "إن الله وملائكته يصلون على الصف المقدم" وكان صلوات الله عليه وسلامه يستغفر لأهل الصف الأول ثلاثاً وللثاني مرة.
(وعليك) برصِّ الصفوف وتسويتها. فإن كنت إماماً كان الأمر منك بذلك آكد، وهذا أمر مهمٌّ في الشرع وأكثر الناس غافلون عنه، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرض على ذلك ويتولى فعله بنفسه ويقول: "لتسون صفوفكم أو ليخالفنَّ الله بين قلوبكم" وكان يأمر بسدِّ الفُرَج ويقول: "والذي نفسي بيده إني لا أرى الشيطان يدخل في خلل الصف كأنه الخذَف" يعني الغنم الصغار.
(وعليك) بالمحافظة على فعل الصلوات الخمس مع الجماعة والمداومة على ذلك؛ فإن صلاة الجماعة تفضل على صلاة المنفرد بسبع وعشرين درجة كما في الحديث الصحيح، واحذر أن تدع الصلاة في الجماعة لغير عذر أو لعذر فاسد. ومهما جئت إلى موضع الجماعة فوجدتها قد صليت، أو قعدت في بيتك تبتغي بذلك السلامة في دينك فينبغي أن تضم إليك من يصلي معك؛ ليحصل لك ثواب الجماعة وتسلم من الوعيد والتهديد الوارد في حق تاركيها، مثل قوله عليه الصلاة والسلام: "لينتهين أقوام عن ترك الجماعة أو لأحرقن عليهم بيوتهم" وقوله عليه السلام: "من سمع النداء فارغاً صحيحاً فلم يجب فلا صلاة له"، وقول ابن مسعود رضي الله عنه: لقد رأيتنا وما يتخلف عنها يعني صلاة الجماعة إلا منافق معلوم النفاق ولقد كان الرجل يؤتى به على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف- يعني من الكِبَر.
وإذا كان هذا التشديد كله في ترك الجماعة فما ظنك به في ترك الجمعة التي هي فرض عين وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من ترك ثلاث جمع تهاوناً طبع الله على قلبه" فإذا وقع لك عذر في ترك جمعة أو جماعة فقدر أن في الموضع الذي تقام فيه رجلاً يفرق دنانير على الحاضرين فإن نشطت للحضور ورغبت فيه فعذرك غير صحيح واستحي من الله أن يكون غرض الدنيا أعز عليك مما عنده.
10 جمادى الآخر 1444