(610)
(535)
(387)
قراءة بتأمل وشرح واقعي لكتاب رسالة المعاونة للإمام عبد الله بن علوي الحداد، يلقيها الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ لكبار طلاب حلقات المساجد بمدينة تريم، لعام 1447هـ ، الدرس السادس عشر .. من قول المؤلف: ( واعلم أن الذي يتناول الحرام والشبهات قلَّ أن يُوفَّق لفعل العمل الصالح .... )
مساء الإثنين 26 جمادى الأولى 1447هـ
مواصلة بيان الورع، موضحًا أن صلاح القلب والعمل مرتبط ارتباطًا مباشرًا بما يدخل جوف الإنسان من طعام وشراب.
وبيّن أن حركة الجوارح في الطاعة تستمد قوتها من الغذاء، فإذا كان خبيثًا نتج عنه عجب ورياء وقسوة وفساد في الباطن، حتى وإن ظهر الإنسان ملتزمًا بالعبادات، واستشهد بحديث النبي ﷺ: «يطيل السفر أشعث أغبر» وتتوفر فيه أسباب إجابة الدعاء، ولكن: «مطعمه حرام ومشربه حرام… فأنى يُستجاب له».
ثم شرح الفرق بين المحرَّم لعينه (كالخمر والدم والميتة) الذي لا يحل إلا لضرورة قصوى، وبين المحرَّم لكسبه؛ كالأطعمة الحلال في ذاتها لكنها مغصوبة أو مأخوذة بغير حق.
كما تناول مراتب الشبهات، فذكر أن الشبهة قد تكون أقرب للحرام أو أقرب للحلال، وقد تتساوى فيها الاحتمالات، وأن علامة الورع ترك ما يُريب، امتثالًا لقوله ﷺ: «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك».
وأن المؤمن لا يبلغ مرتبة المتقين حتى يترك بعض الحلال مخافة أن يجرّه إلى الحرام.
وأكد أن الورع يشمل كل أبواب الحياة: المأكل، والمشرب، والملبس، والمسكن، والبيع والشراء، وحتى النظرات والكلمات، وأنه أساس طريق الصالحين.
وختم بالتنبيه إلى أن كثرة المتساهلين لا تجعل الحرام حلالًا، وأن على المؤمن أن يلقى الله بقلبٍ نقي من حقوق العباد، محذرًا من اقتطاع شيء يسير من حقوقهم، ولو «قُضيبًا من أراك.
29 جمادى الأول 1447