(228)
(536)
(574)
(311)
تفسير فضيلة العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ للآيات الكريمة من سورة الإسراء:
{وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ۚ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا ۚ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا (59) وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ ۚ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ۚ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا (60) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا (61) قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (62) قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَّوْفُورًا (63) وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ ۚ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (64) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ۚ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلًا (65}
مساء الإثنين: 22 ربيع الآخر 1445هـ
الحمد لله مُكرمنا بالقرآن، وبيانه على لسانِ عبده المصطفى سيد الأكوان، صلى الله وسلم وبارك وكرَّم عليه وعلى آله وأصحابه ومن سار على منهجه بالصدق والإخلاص والإيقان، وعلى آبائه وإخوانه من الأنبياء والمرسلين أكرم الخلائق على الرحمن، وعلى آلهم وصحبهم وتابعيهم وعلى الملائكة المقربين، وعلى جميع عباد الله الصالحين، وعلينا معهم وفيهم إنه أكرم الأكرمين، وأرحم الراحمين.
أما بعد،،
فإننا في نِعمة تَدبُرنا لكلام إلهٰنا، ومليكنا وخالقنا، وتلقينا لتعليماته وتوجهاته وتبيينه سبحانه، وصلنا في سورة الإسراء إلى قوله جلَّ جلاله: (وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ..(59))، وقلنا أن المشركين بمكة كانوا يقترحون على الأمين المأمون أن تكون لهم آياتٌ يتصورونها بعقولهم، ويقولون:
وكان ﷺ شديد الحرصِ على إيمان أمته جميعًا وقومهِ بمكة، ويودُّ أن الله يُبرز لهم من الآيات مما طلبوا حتى يؤمنوا ويكفّوا أذاءهم، ويذهب التعب عن المؤمنين من إيذائهم، ويُنقَذوا من النار، وأخبره الجبّار جلّ جلاله: أنّ سُنتهُ إذا أبرز من الآيات ما اقترحتْهُ أيُّ أمة ثم كذَّبوا بعدها، أن يُعجَّل لهم العذاب ويشتدّ عليهم العذاب، وقيل لرسول الله:
وهكذا تعدَّدت الرِّوايات في شؤون هذه الآيات التي طلبوها، واقتضى رحمة الحق بهذه الأمة؛ أن لا تظهَر تلك الآيات فيعمُّهم العذاب، (وَمَا مَنَعَنَا) أي: صرفنا وجعل في قضائنا أن لا نُرسِل هذه الآيات: (وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالْآيَاتِ ..(59)) التي اقترحوها وطلبوها؛ إلا ما علِمنا من أنهم يُكذِّبون، وسنَّتنا؛ من كذَّب بالآيات بعد ظهورها وقد طلب؛ أن نعمّهم بالعذاب.
(إِلَّا أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ ..(59))، أي: أن الأولين من الأُمم الذين اقترحوا على الأنبياء ظهور آيات لهم فظهرت؛ فلم يؤمنوا فعُمُّوا بالعذاب وأُهلكوا. (أَن كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ) كما كان من قوم نبي الله صالح: (وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً) أبْرَزنا وأعطينا لهم آية الناقة تخرج من حَجَرة، من حَجَرَةٍ صماء من طرف الجبل تخرج ناقة، جلَّ الجبّار سبحانه وتعالى، ثم كذَّبوا وكفروا وعقروا الناقة؛ (فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ۖ ذَٰلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ) [هود:65] وذَكَر أيضًا قبل ذلك: (وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ)
قبل هذه الآية قوله سبحانه وتعالى: (وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا ..(55))، هو داود هو الذي ألَان الله له الحديد، وكان في بيان قُدرته سبحانه وتعالى وأنه يُحيي الموتى كما شاء. قال لهم: (قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا (50) أَوْ خَلْقًا مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ ..(51))، ثم جعل في ضمن الآيات ذِكْر النبي داود الذي ألان له الحديد، يقول: انظروا إلى تَصرُّفنا في الكائنات فليس شيء يَصعُب علينا، وهذا الحديد الصَّلب الذي فيه بأسٌ شديد، ألنَّاهُ في يدي نبينا داود؛ فصار يَنْعطِف له كما شاء، ويَتشكَّل له كما شاء، ولو كنتم حديدا لخلقناكم ورَددْناكم كما شئنا، وهذه الحَجَرة خرجت منها الناقة، ولو كنتم حِجَارة نُعيدُكم كما شئنا وكيف أخرجنا الناقة من الحِجَارة (قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا (50)).
يقول: (وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً ..(59))، واحدةٌ من نماذج ما كان من الأُمم السابقة، آتينا: أي أعطيناهم (النَّاقَةَ مُبْصِرَةً)، مُبصرة؛ الآية مُبصِرة أي واضحةٌ بَيِّنه:
وظهرت الناقة وكَذَّبوا فبقوا أيام يُماطِلون ثم عقروا الناقة؛ (فَظَلَمُوا بِهَا ۚ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ..(59)) يقول الحق: الآيات المختلفة الدَّالة على صدق رُسُلي وأنبيائي، والتي تَدُل الناس وذوي العقول على وحدانيتي وعظمتي وإرادتي وقُدرتي نُرسِلها للناس؛ تَخويفًا، رحمةً بهم؛ ليخافوا عظمة هذا الإله ومكْر هذا القادرالقوي؛ فيؤمنوا ويتوبوا ويَسلَموا، ويُحقَّ الأمر على من لم يعتبر بهذه الآيات ولم يستفد منها؛ (وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ..(59))؛
(وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا (59))؛ رحمةً مِنَّا بخلْقنا وتَلطُّفًا وتَنزُّلًا معهم:
أَبَعدَ تَنْزِيلِ رَبِّ العَالَمِين و ما *** أقامَ من حُجَجٍ كالشَّمسِ و القَمَرِ
يَبْقَى لِذِي مَرَضٍ أَو مِريَةٍ شُبَهٌ *** أَوْ مُشْكِلٌ لاوَرَبَّ البَيْتِ والحَجَرِ
لَكِنْ شَقَاوَةُ أَقَوامٍ وَحَظُّهِم الـ *** مَنَحُوسُ أَوقَعَهُم فِي اَلشَرِّ وَالشَرَرِ
-والعياذ بالله تبارك وتعالى-.
آيات الله عظيمة، ورُسله الأكرمون جاءوا للناس بما يكفيهم ويشفيهم، ومع ذلك فالجاحدون كثير و المعاندون كثير والمُكذِبون كثير، و(لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ) [الروم:4]، ومَرجِع الكل إليه وإليه المصير فَيُخلّد المؤمنين في جناته -جعلنا الله منهم- ويُخلِّد الكافرين في نيرانه المُوقدة التي تَطّلع على الأفئدة -اللهم أجرنا من النار-. وهكذا اقتضت الحكمة الإلهية(وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا (59))
(وَإِذْ قُلْنَا لَكَ) أخبرناك وأعلمناك وأوحينا إليك يانبينا (إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ)؛ بعقولهم وطريقة تفكيرهم، أحاط بهم علمًا، وأحاط بهم قُدرةً وأحاط بهم إرادةً، وأحاط سبحانه وتعالى بهم هيمنةً فهم في قبضته؛ (وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) [المائدة:67]، (فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ) [المائدة:44]، (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) [آل عمران:173].
(وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ ..(60))، وأعلمناك بهذه الحقيقة وأنت أعلم من يُدركها من الخليقة وأعظمهم شُهودًا لها. (وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ)؛ إذًا فاطمئن وبلِّغ الناس وحذِّر وأنذر وقُم بما طلبنا منك وبما خلقناك له، ولا تلتفت إلى هؤلاء الناس ولا تَخف من أحد منهم (وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ) [المائدة:67]، وكما قال سيدنا هود عليه السلام: (مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) [هود:56]، (إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ)، وبمكرهم وبخططهم وبتدبيرهم وما إلى ذلك؛ (فَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ ۘ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ) [يس:76] -الله أكبر- فيا فوز من صَدَق في الإيمان بهذا الإله، وتوكَّل عليه واعتمد وإليه استند، وسار قاصدًا رضاه على منهج حبيبه سيدنا محمد، جعلنا الله وإياكم من ذلك الصنف والفريق.
(وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ ..(60))؛ اختبارًا وامتحانًا، وهي رُّؤيَا الإسراء والمعراج، وهي رُؤيَا عيان؛ سرى به سبحانه، كما قال في أول السورة: (أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ..(1))، وفي قوله: (وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ ..(60))، بيان أن هذا الإسراء لا يعني بالنسبة للذات الإلهية مكانًا ولا جهة، فالأمكنة والجهات والسماوات والأرض خلقهُ وفعلهُ، وهو الذي كان قبل أن يكوِّن مكانٌ وزمانٌ، وهو الآن على ما عليه كان، (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) جلّ جلاله؛ ولكن الكائنات نفسها رتبها جلّ جلاله، وجعل بعضها أشرف من بعض، وجعل سماء وجعل أرض، وجعل ما بينهما، وجعل في الأرض خير بقاعها وأماكنها المساجد، وجعل شر بقاعها ما يُعصى الله فيه وخصوصًا ما يُخان فيه الناس ويُستغِّل بعضهم ويظلم بعضهم مثل الأسواق والأماكن التي يُعصى الله فيها شر أماكن الأرض، والكل خلق الله -جل جلاله وتعالى في علاه- لا يَحِلُّ في شيء ولا يَحِلُّ فيه شيء؛ (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [الشورى:11].
(وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ ..(60))، فلا يتوهّم أحد أن سيدنا المصطفى لما أُسري به إلى بيت المقدس - الله تعالى في بقعة من بقاع الأرض أو عُرج به إلى السماء- أن الله -تبارك وتعالى- يحلُّ في شيءٍ من السماوات أو الأرضين أو غير ذلك؛ بل الأمر أكبر من ذلك
(وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ). وكما نتَّجه في عبادتنا من الصلوات إلى الكعبة المشرفة؛ لا لشيءٍ يتعلق بجهةٍ بنحو الذات الإله جلّ جلاله، ولا مكان ولا شيء، ولكن بُقعةٌ مشرفةٌ وبيتٌ اختاره سبحانه ونسبه لنفسه فكان من شعائره، فعُظِّم من أجله -جل جلاله- وأمرنا باستقباله: (فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ) [البقرة:144]؛ فكذلك شأنُ هذا الإسراء والمعراج.
(وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ ۚ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ ..(60)) و اختبارًا؛ فمنهم من كفر بعد الإيمان -والعياذ بالله- لما سمع خبر إسراء النبي ﷺ إلى بيت المقدس وأخذ يُحَكِّمُ عقلهُ متناقضًا مع الإيمان بالإله الذي خلقه وخلق عقله، وعقله يهديه إلى قدرة الله وأنه لا يُعجزه شيء؛ (لخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [غافر:57]. يقول جلّ جلاله:
(وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ)، فافتتنَ من افتتن و استهزأ المشركون وقالوا: كيف ذهب في ليلة واحدة ورجع؟ وبعد ذلك استخبروه عن وصف المسجد فأجاد الوصف، وبعد ذلك سألوه عن عيرهم ووصف لهم العير، وأين لقيهم، ومتى يجيئون، إلى غير ذلك. وقالوا ساحر (فِتْنَةً لِّلنَّاسِ)؛ اختبار.
(وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ ..(60))، والشجرة الملعونة في القرآن أي (وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ) ولا جعلنا الشجرة الملعونة في القرآن؛ إلا فتنة للناس، اختبار. أمرناك أن تخبرهم بأننا خلقنا لهم في المصير دارين: جنة ونار، وأن تخبرهم أن في النار شجرة تنبت فيها: (طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ) [الصافات:65]؛ شجرة الزقوم، (إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ * طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ) [الصافات:64-65]، وأنها كلها أذى وشوك وبلاء على آكليها، فآكِلوها في اللعنة فهي ملعونة مبعودة مطرودة، ملعون من يأكل منها، يأكل منها من لُعِن -والعياذ بالله تبارك وتعالى- جعلناها فتنة للناس. فلما نبأتهم عن هذا جاؤوا أيضاً يريدون يُحكِّمون عقولهم فيما جعلنا من شجر الأرض، والنار التي في الأرض، مع أن لهم عِبَر؛ النار التي في الأرض:
النار تحرق ما أراد الله أن تحرقه، فليست حارقةً بنفسها، ولكن هي وحَرُّها وحَرقُها خَلْقٌ لواحدٍ اسمه الله جلّ جلاله، فقالوا: كيف هذا؟ النار تحرق الحجر وكما يقول محمد أنها: (وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ) [البقرة:24]، ويقول أن فيها شجرة، وكيف شجرة في وسط النار؟ النار تحرق الشجرة!. كأنهم يتحدثون عن شيء هم يصنعونه أو يتحكمون فيه، والنار التي أمامهم هذه الذي قاسوا عليها وافتتنوا بها هي أمام أعينهم لا تحرق بعض الأشياء؛ لأنها لا أمر لها في ذاتها وإنما بما يُسلطها الله تبارك وتعالى.
وهكذا، يأتي -سيدنا ثابت البناني- من التابعين رضي الله عنهم- يدخل عند سيدنا أنس، وإذا أراد أن يدخل عند سيدنا أنس، يقول سيدنا أنس: ثابت جاء، يقول: هاتي لي عطر، فإن هذا لا يدعني حتى يقول هاتي لي اليد التي مست يد رسول الله ﷺ فيقبِّلها. دخل عليه وإذا به عنده منديل يمسح به وجهه، ولما مرَّت عليه مدة وتوسخ، ناوله جارية معه يقول: نظفي هذا المنديل، وكان عندها نار توقد فيها، فرمت المنديل في النار وهو من خرقة، فعجب ثابت! إذا أحد يرمي المنديل في النار ستحرقه، وإذا بالنار تأكل ما علق بالمنديل من الأوساخ والأشياء ولا تمس في المنديل شيء، ثم أخرجته بعود وإذا به صافي، فعَجِب! رأى سيدنا ثابت وقال: أتعجب؟ قال عجيب!! ما المنديل هذا الذي لا تحرقه النار؟ قال: إن هذا المنديل كان لرسول الله، كان يمسح به وجهه وإن النار لا تمس شيئا مسَّ وجوه الانبياء-صلوات الله وسلامه عليه- فهذا شأن النار.
وهذا يقول كيف شجرة في النار؟! كيف عقلك؟! ما عرف قدرة خالق النار! يا جاهل يا صاحب الاغترار! يا من لا تدرك عظمة القهار؛ - يُخرج شجرة في النار، يُخرج أي شيء- وعندك بحر أمام عينك في الارض: عذب و مالح، يتحركون معًا، هذا يختلط بهذا، وهذا يختلط بهذا، عجيب! اخلطه بيدك؛ فلا يختلط، تفسح له ما ينفسح . ما السبب؟ وفي البحر عندنا ثلاثة أصناف: عذب و مالح ووسط بينهم؛ (وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا) [الفرقان:53]، الوسط تعيش فيه حيوانات، إن دخلتْ الى العذب ماتت وإن دخلتْ إلى المالح ماتت، والتي تعيش في العذب، إن دخلتْ إلى الوسط تموت أو راحت الى الماء العذب تموت، و التي تعيش في المالح إذا دخلت الوسط تموت، كل واحدة في مكانها؛ (وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا) [الفرقان:53]، ويكون كلهم في مكان واحد،و لا هذا يختلط بهذا، ولا هذا يختلط بهذا.
من هذا الذي يريد أن يُعَجِّزَ القدرة؟ (وَهُو عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ) [الحديد:2] جلّ جلاله؛ فصارت فتنة لهم، الشجرة الملعونة في القرآن، شجرة الزقوم حدّثهم عنها السيد المعصوم، فجاء مثل أبوجهل يقول: زقوم! تعرفون الزقوم؟ أخذ يفسر الزقوم من عنده؛ بخير ما ذكر الله من الشجرة، ماذا عندك؟ قال: العجوة حق المدينة، التمر بالزُبد يكون الزقوم، ثم أتى بتمر المدينة وأتى بزبدة، قال: زقِّموني زقِّموني! يأكل منه ويستهزئ بشجرة الزقوم! (وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا (60))، يقول لك خالقك الذي كوَّن السموات والأرض، يقول لك أمامك نار موقدة! أنقذ نفسك منها واستجب لدعوته! يقوم يضحك ويستهزئ بهم يقول كيف شجرة وسط النار؟! وهذا الزقوم مثل ذا، (وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا (60)).(وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ)، في القرآن جعلناها فتنةً واختباراً للناس؛
(وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا (60))؛ إذًا فالآيات الواضحات والبراهين الجليَّات، ينفع الله بها من سبقت له السعادة، والله يجعلنا وإياكم منهم، ولا يزيد الكفار والفُجار الذين سبقت عليهم الشقاوة إلا غرورًا وإلا كبرًا إلا عنادًا -والعياذ بالله تبارك وتعالى- (يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ) [النور:35]. اللهم اهدنا فيمن هديت وانشر هدايتك في البرية في شرق الأرض وغربها ياهادي.
واذكر: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ ..(61))، كَوََّن الله آدم واختاره وانتخبه وأمر الملائكة بالسجود له، فسجدوا له إلا إبليس، وقد أُمر أن يسجد معهم؛
(أَرَأَيْتَكَ هَٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ..(62))، أبقَيْتني في الحَياة الدُّنيوية إلى يوم القيامة؛ (لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ ..(62))، لأسْتَولِيَنّ عليهم ولأتَسلَّطَنَّ على ذُريته، ولأحتَنِكَنَّهم كما يُجعل في حَنَك الدّابة قِياد فلا تستطيع أن تَتَخَلّف عنه فَتُقاد. قال له: أنا سأتَسَلّط عليهم وأسْتَولي عليهم. (لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ..(62))، ولكن أَدرك أن لله حِكمَة وأن من ذرية آدم من لا يَقدر عليه، ولا يستطيع أن يُغويه، ولا أن يُغرِقه؛ (إِلَّا قَلِيلًا (62))، الذين تَختارهم للوعي الحَقيقة وإدراك الحَق، أنا ما أقدر عليهم؛ (لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (62).
قال لنا ربنا في الآيات: (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ) [سبأ:20]، يعني: أخذ الأكثر من بني آدم -فالعياذ بالله تبارك وتعالى-، إحتَنَكَهُم وهو يَقودهم، ألا ترون ماذا يفعلون؟ عُقال .. مجانين أو .. بهائم، ماذا يرجعون هؤلاء؟ مُحتَنِكهم، يَلعَب بهم. هكذا يفعلون أمام أعيننا. ألاترون ماذا يفعلون في الحياة؟ تنظرهم كيف يتصرفون في الواقع؟ مُحتَنَكين مَساكين في قَبْضة إبليس.
(لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (62) قَالَ اذْهَبْ ..(63))، انطَلِقْ إلى مُهِمَتك الخَسيّسة وفِتنَتَك العَظيمة وما أردت من إضلال وضرِّ بني آدم، (اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ ..(63))، إنقاد لك ومشى وراءك وكَذب رُسْلي ووَحيي (فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ ..(63))، لم يقل: جزاؤهم، بل قال: (جَزَاؤُكُمْ)، أنت واحد منهم، أنت وإياهم مع بعض، (فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ ..(63)، والشيطان معهم، ويقول لهم: (مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ) [ابراهيم:22]، لن أُنقذكم ولا تُنقِذونا في الآخرة، كُلُهم في النَّار والعياذ بالله تعالى. (قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا، إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ)[غافر:48]، يقولون لِجماعَتهُم: (إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ* قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا) [غافر:47-48]، نحن وإياكم في النار في أوسطها؛ (إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ) [غافر:47-48]، لا إلٰه إلا الله، اللهم أجرنا من النار.
(قَالَ اذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَّوْفُورًا (63)): كاملاً، على كُل ما فَعلتُم وجَحدتُم وكَذَّبتُم وعاندتم وخدعتُم واخترعتُم وعمِلتُم الفَواحِش وشَرِبتُم الخُمور وفَعلتُم كل ما حَرمت عَليكم وآذيتُم ونَهبتُم وقتلتُم وخَططتم وخَبطتُم، (جَزَاءً مَّوْفُورًا (63)) على كُل عَمَل من أعمالكم أُجازيكم عليه وتَأخذون جزاء كاملا، لا يترك صَغيرة ولا كَبيرة -اللهم أجرنا من النار ومن عذاب النار-، (فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَّوْفُورًا (63)).
وخُذ الخِطة التي تَمشي عليها إلى أن تَقوم الساعة؛ (وَاسْتَفْزِزْ ..(64))، إدفع وإخدع وخُذ (مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ ..(64))، بصوتك؛ (زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا) [الأنعام:112] :
هذا صوتك:
(وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم ..(64))، إجَمْع وانطلق بقوة، (بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ)، بالراكبين والمُشاة الذين يمشون في طريقك،
(وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ)، (وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ)، رِبا وسَرِقة ونَهِب واغتِصاب، وأخذ بغير حق، وحِيل، ومَكر، وإنفاق في المُنكرات، وإيذاء الناس بَعضهم البَعض، (وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ..(64))، (وَالْأَوْلَادِ) من يَأتي عبر الزِنا ومن يأتي أهله وَلَا يُسَمِّ بِاسْمِنا فيتمكن قَرينه من المُجامعة معه، و أولاد هَيّأهم للتجنُّد في سبيل الشر وللإيذاء وللضر، للإفساد، لنشر الفساد، لقتل الناس وما إلى ذلك.
(وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ ..(64)) قل لهم: لا توجد آخرة، لا يوجد بعث، ما ورائكم أي عذاب(يعتقدون بأنه ليس هناك عذاب لهم )؟!
وهكذا، وهذه أيضاً الوعود التي أوحاها بقوة إلى هؤلاء الصهاينة والذين يَقومون مَعهم، وأنهم شَعبُ الله المُختار، وأنّ دولتهم ستمتد من أين إلى أين؟. كلها وعود من عنده، لكن والله كلها غرور. (وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (64))، كان (يَعِدُهُمُ) من أيام دخلوا واستولوا على بيت المقدس والأراضي المُقدسة -قبل خمسة وسبعين سنة- يقول لهم سنتين .. ثلاثة .. أربع سنين، أنتم سَتَملِكون كل الأرض سبع سنين، ثمان. مرت خمسة وسبعين سنة، ثم يقتلون الأطفال، يُبعِدون الناس من هذا المكان، من هذا المكان، فالحاصل عندهم وعود، ويقول لهم: تحركوا سيخافون منكم، كل الفلسطينيين بيشردون ويتركون الأرض لكم، أنتم تقدموا، يأتي الله بالفلسطينين ويقولون: لن نخرج، (وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (64)).
وكم من مواعيد يُعطي كل من انقطع عن الإلٰه -جل جلاله- وعن حبال الله من رُسله وأنبيائه، مواعيد تعمل في أذهانهم و يضحك عليهم، حتى مسلمين يَغُرهم ويَضُرهم، والنهايات بعد ذلك -سبحان الله - يروحون كذا، يروحون كذا، ويغفلون، ويخالفون شرع الله. ثم تطلع المواعيد كلها كذب؛ (وَعِدْهُمْ ۚ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (64))، (يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ) [النساء:120]، وفي الٱية الأخرى(وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (64))، قال اسمع: (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ..(65)).
اللهم اجعلنا من عبادك الذين ليس للشيطان عليهم سلطان، هؤلاء موجودين في أمة النبي محمد إلى آخر الزمان وإلى أن ينزل سيدنا عيسى بن مريم ويجد في القوم مثل حواريه في هذه الأمة لا يزال هؤلاء؛ (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ..(65))، آمنوا بي وصدقوا بما أوحيت إلى رُسلي وتَوكلوا علي واعتمدوا علي، أترى أني أسلطك عليهم يا خبيث؟! أنت ومن معك من شياطين الإنس والجن؛ ما تقدرون على هؤلاء ولا تضحكون على عقولهم ولا تخدعونهم ولا تستطيعوا أن تَستَحِلوا بيضة أتباع محمد ﷺ.
(إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ۚ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلًا (65))، ما يُضَيع الذي توكل عليه، والذي صَدَق معه وآمن وآثرُه سبحانه وتعالى على الشَهوات وعلى الدنيا وعلى كل ما سواه، ما يُضَيعه ولا يُسلِمه ولا يَسَلَّط على إبليس ولا غير إبليس؛ (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ ۚ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلًا (65)).
نِعم الرب ربنا، أنت حسبنا ونعم الوكيل، اللهم إنك سَلطت علينا عدوا بصيراً بعيوبنا مُطلعاً على عوراتنا من بين أيدينا ومن خلفنا وعن أيماننا وعن شمائلنا، يَرانا هو وقبيله من حيث لا نراهم، اللهم آيسه منا كما آيسته من رحمتك وقنِّطْه منا كما قنّطهُ من عفوك، وباعد بيننا وبينه كما باعدت بينه وبين جنتك بقدرتك يا أقدر القادرين، ورحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم وبالقرآن المُنزل والنبي المرسل وأنبيائك ورسلك أجمعين، أنجِ المسلمين في غزة وعسقلان والضفة الغربية وبقية فلسطين وبقع الأرض كلها، اللهم خلصهم من شر المعتدين والظالمين والغاصبين والمعاندين لك ولرسلك والمُريدين السوء بعبادك، اللهم رد كيد أولئك الكفار والفجار في نحورهم.
مُنزل الكتاب سريع الحساب مُنشئ السحاب هازم الأحزاب، اهزمهم وزلزلهم وادفع عنا وعن المسلمين جميع شرورهم وبلاياهم فإنك وكيلنا ومعتمدنا وإليك استنادنا وعليك اعتمادنا، فلا تكلنا إلى أنفسنا ولا إلى أحد من خلقك طرفة عين. يا قوي بيده ملكوت كل شيء لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين، ولا تجعلنا فتنة للقوم الكافرين ونجنا برحمتك من القوم الكافرين.
ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين، ربنا أفرغ علينا صبرًا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين، ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا وأرنا وأسمعنا ما تسر به قلب نبيك وقلوب الصالحين وَالْطُف بنا وَبِالْأُمَّةِ فِي مَا تَجْرِي به الْمَقَادِيرِ وَكُنْ لَنَا عَوْنًا وَنَصِيرًا فِي كُلِّ مَا إِلَيْهِ نَصِير، برحمتك يا أرحم الراحمين.
وبسر الفاتحة
إلى حضرة النبي محمد ﷺ
اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله
الفاتحة
23 ربيع الثاني 1445