تفسير سورة المعارج -4- من قوله تعالى: (إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً(19))

تفسير سورة المعارج، من قوله تعالى: {إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً }، الآية: 19
للاستماع إلى الدرس

تفسير الحبيب العلامة عمر بن محمد بن حفيظ لسورة المعارج، من قوله تعالى: {إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً }، الآية: 19

نص الدرس مكتوب:

﷽ 

(إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23) وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ (24) لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26) وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ (27) إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28))

الحمدلله مُكرمنا بعزيز الآيات وشريف الخطاب وصلى الله وسلّم وبارك وكرّم على عبده المصطفى سيّد الأحباب، سيّدنا محمد بن عبد الله، وعلى آله وأصحابه خير آل وخير أصحاب، وعلى من سار في سبيلهم وإلى الله أناب، على مدى الأزمان إلى يوم المآب، وعلى آبائه وإخوانه من الأنبياء والمرسلين سادات أهل الإقتراب، وعلى آلهم وصحبهم أجمعين وملائكة الله المقربين وجميع عباد الله الصالحين، وعلينا معهم وفيهم برحمتك يا أرحم الراحمين، يا أكرم مَن لبَّى النّداء وللدّعاء أجاب.

وبعد،،،

فإنّنا في تأمُّلنا لكلام ربِّنا في الشّهر الذي أُنزِل فيه القرآن، مررنا على معاني تتعلّق بأوائل سورة المعارج، حتى انتهينا إلى قوله جلّ جلاله: (إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23) وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ (24) لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26) وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ (27) إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (31) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (32) وَالَّذِينَ هُم بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ (33) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34) أُولَٰئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ (35)). 

يُبيِّن الحقّ -جلّ جلاله- تكْوين هذا الإنسان وتركيبته بحُكم ما تنطبِع نفسُه عليه: 

  • بعد جعْل الرّوح في هذا الجسد. 
  • وخُروجه طِفلا مِن بطن أمّه إلى هذا العالم المليء بالتّزوير والغِشّ والكذِب والخِيانة والخِداع والنِّفاق وما إلى ذلك: 
    • فيلصق به ممّا يُشاهد ويُجالس صِفاتٌ في نفسه ذميمة تَهوي به. 

لكن يُمكن أن يتزكّى ويتطهّر عن ذميم تلك الصّفات ويتحلّى بمُقابِلها من الصّفات الحميدات، ولكن ذلك إنّما يكون للمؤمنين الذين: 

  • آمنوا بالله وأقبلوا بالصّدق على الله واستعدُّوا للقاء الله. 
  • فبرزت فيهم الأعمال المذكورة في هذه الآيات. 
  • فيخرِجون عن كل شُرور الطّبع البشري؛ فينتقِلون من: 
    • شَرّ الطَّبْع إلى حُكم الشّرع.
    • وبحكم الشّرع إلى كريم العِزِّ والرّفع.

فهم أُناسٌ لا ككلّ النّاس، وهم بشر لا كبقيّة البشر. 

فالذي يغلُب على طِباع البشر ممّا يَحتكّون به في شؤون هذه الحياة الدّنيا؛ الهَلع؛ ولمّا كان ذاك هو الغالِب والمستشري في عامّة البيئات الإنسانية وأكثر المُجتمعات البشرية، قال تعالى: 

  • (إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19)) أي: خُلِقَ على هيئةٍ تتأثّر بالواقِع المُحيط بها، وغالب الواقِع المُحيط بالبشرمما يؤثّر فيهم الهلع.
  • (إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا) والهَلوع هو الجَزوع المَنوع كما شرح الحقّ -جلّ جلاله- الذي يَجزعُ عند الشّدائد ويَمنع عند الرّخاء، لا يقوم بحقِّ شِدّة ولا بحقِّ رَخاء، لا يقوم بمُقتضى خيرٍ ولا بواجبٍ في مُقابلة الشّرّ.

يقول: (إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20)) كلّما نزلت به شِدّةٌ، مُصيبةٌ، تعبٌ، مرضٌ، حادثةٌ، حربٌ؛ أي نوع من أنواع الشّدائد والأذى؛ فهو عند ذلك هو الجَزوع الذي يضجْر ويجزع ويتبرَّم ويقول: ما هذه الحياة؟ ما لهذه الدّنيا؟ كيف الأمر هكذا؟! 

(إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا)

  • فَيجزع للآلام والأمراض، يجزع للفقر، يَجزع للسّجن، يَجزع للقَحْطِ، يجزع للحادِثة، يجزع للزّلزلة، لأي شيء ينزل به يجزع. 
  • يتقلقل باطِنه، يضطرب: 
    • كأنّه يُريد الأشياء تمشي على مُراده. 
    • كأنه يرى نفسه أَكرَم مِن أنْ يَناله شيء لا يهواه. 

وكل ذلك باطِل وضلال وخيال؛ فيشتدّ جزعه:

  • باشتِداد بُعُدِه عن الله.
  • و باشتِداد غفْلته عن الحقّ.
  • وبِرُسوخ السّوء والشرّ فيه. 

 (إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20))، فتجِدهم على مراتِب في الجزع وفي ثوران الجَزع:

  • فهذا يثور بأبسط الأشياء.
  • وهذا يُمضي الأمور الخفيفة ويتصابر.
  • وهذا يَظهر عليه الجزع عند اشتِداد الأمر. 

(إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ) نالَته: قُوّة، قُدْرة، حِكْمة، مال، عافية، أي شيء من أنواع الخير، هو (مَنُوعًا (21))، مَنوع لا يَصرِفُها في محلِّها، لا يَنْفع بها الخلق، لا يُعطيها أو ينفع أو يفيد بها أهل الحاجة إليها؛ فهو منوعٌ، إذا مَسّه الخير لا يُحب أن يفيد الناس؛ لا برأي ولا بِعقل ولا بِعلم؛ إلّا ما كان بمُقابِلٍ يراه وحظٍّ يعود عليه، فقط! فهو عَبد الحُظوظ والشّهوات، وعَبد النّفس والهوى، اسْتُعبِد لها -والعياذ بالله تبارك وتعالى- فاتَّخذ إلهه هواه.

(إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21))

  • فتجدهم بهذه الأحوال، يَظهر عليهم أثر الجزع عند أيّ مَساس بشر. 
  • فتجِدهم يُقعِّدون الدّنيا ويُقِيمونها على أيّ شيء مسّهم لا تهواه نُفوسهم يقولون: كيف؟ وكيف؟ 
    • ويستعملون كل طاقاتِهم لدفع لا يستطعون دفعه، وأنَّى لأفرادٍ أو جماعاتٍ منهم أن يدفعوا كلّ شيء لا يريدونه. 
    • بل هم مع قَهرِهم تحت جبروت الحقّ وأحكامِه -جلّ جلاله وتعالى في علاه- مُتطاولون، مُتكبِّرون، مُنازِعون للرُّبوبيّة ولا ينتهون إلى أمر.

(إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21))، ويقول: هذا لي، وهذا لأهلي وولدي، وهذا لجماعتي، وهذا لأهل بلدي؛ اِنْفَعْ، أفِد، اِفْتَح المجال! لا!  وعلى ضوء ذلك أُقيمَ بين النّاس كثير من هذه القوانين الغريبة الوضيعة في الاستفادة والانتِفاع بتجارة، بل بتملُّك أي شيء من شؤون الأموال، ويقول: بِطاقتك، جِنسيّتك وبَلدتُك، ومن أين؟! وكان الناس يعيشون من دون هذا. 

وجاءت شريعة الله -تبارك وتعالى- والمشركون حوله ﷺ ينتفِعون بأنواع المنافع: 

  • لا يَقطع على أحد منهم منفعة. 
  • واليهود والنّصارى مِن حوالَيه، ولهم أسواقهم، ولهم تجارتهم. 
  • بل وكانوا يتعاملون مع المؤمنين ويتعامل المؤمنون معهم. 

وفيهم من يَستأجِر كُبارَ كُبار الصّحابة على حفر بِئرٍِ أوعلى نزح ماء من بِئرٍِ أوعلى شيء من الأعمال الأخرى: 

  • حتى أنّه في بعض الأيام اشتغل سيدنا علي بن أبي طالب عند بعض اليهود على تمرٍ يسلِّمُه له في ماءٍ يَنزَحُه له؛ لأجل أن يجلب القوت الضّروري، وليُطعِم أهل بيته، بضعة سيد الوجود والحسن والحسين وزينب و أم كلثوم الأطهار.
  •  ولمّا مَنع ثُمامة بن أثال على أهل مكة المِيرة والنّفقة وجعل عليهم حصارا اقتصاديا كما يفعل هؤلاء النـّاس اليوم، وقال -وكان مُطاعًا في قومه- لقومه: لا يَبِع أحد مِنكم لأهل مكّة شيئا من الطّعام؛ 
    • فتَعِبَ أهل مكّة، وكانوا في شِركِهم ومُقاتلتهم للنّبيّ محمّد، اشتدّ الأمر عليهم، وهو قال: والله ما تصِلكم حَبّة من أرضِنا -اليمامة- حتى يأذن فيها رسول الله. 
    • ولمّا اشتد عليهم الأمر وتعِبوا، كتبوا كتابًا إلى النبيّ: إنَّ صاحبك ثُمامة مَنعنا الميرة وتعِب النّاس بمكّة، ونالهم من الضُّرّ والشِّدّة كذا وكذا.. وأنت بُعثت بصِلة الرّحم -يقولون للّنبيّ محمّد.
    • أنتم الأرحام الذين لَعِبتم اللّعب كلّه وآذيتم وقاتلتُم وخَرّجتم، والآن تقولون له: بُعثتَ بِصِلة الرحم! فلمّا وصل الكِتاب، أرسل إلى ثُمامة بن أثال: أطْلِق عليهم الميرة، لا تمنع عن أحد.

فما هُناك في منهج النبيّين ومنهج أتباعِهم منعًا للخير، ولا لِمَا جعل الله النّاس شُركاء فيه في هذا العالم. ولكن أهل التقدّم يقولون غير هذا: هات جنسية، هات ترخيص، هات فيزا، هات، من أين جئت؟ هؤلاء أهل التّقدم! ضيّقوا الخِناق وبعد ذلك: (إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21))، هذا لي وهذا لأهل بلادي وهذا لآل جِنسيّتي وهذا لآل قَبيلتي وذا لآل كذا!

  •  أطلِق خيرَ الله لعباد الله! 
  • امْنع الظّلم، امنع العُدوان. 
  • امْنع السّرقة، امْنع السّطو. 
  • امْنع الخيانة والغِشّ. 

أمّا الانتِفاع الطّيب المشروع بوجهه، فلماذا المنع؟!

والعجيب في العبرة بمسلك النبوّة؛ حتى أنه بعد إجلاء اليهود من المدينة، ضلّ يهودٌ في المدينة ممّن لم يقف في صفّ القِتال ولا في صفّ النِّزاع ولا ذاك، بقي يهودٌ في المدينة! لكن الذين كانوا مع قومِهم في المُعاندة والمُضادّة، هؤلاء خرجوا.. فبقي يهود في المدينة، وتوفيَ ودِرعه مرهونة عند يهوديٍّ في آصعٍ من شعير، أخذها لأجل النّفقة -صلى الله عليه وسلم وعلى آله- ورهن دِرعه، انظُر منهج النُبوّة وعَظمته وسِعته؛ فمن الذي جاء للنّاس بالضّيق؟ ومن الذي جاء للناس بال؟ أصحاب الهلع، أصحاب الهلع، والعجيب أنهم يتبخترون بِهلعِهم! وهو عيب وعار، لكِنّهم يفتخِرون بالعيب، يا آدمي! فهم على هذا الحال. 

(إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21))؛ قال الله: (إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22))، الله! أهل هذه الأعمال، أهل هذه الصفات، يخرِجون من ذميم الطّبع البشري، وشرّ الطّبع البشري، وسوء الطّبع البشري إلى الزّكاة التي يُزكّيهم بها عن الله الأنبياء والمرسلون -الله أكبر!- (يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ) [الجمعة:2]، "إنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخلَاقِ".

 يقول: (إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21))؛ وهذه الطّبيعة المُستحكمة يَخرُجُ عنها الذين تزكَّوْا: 

  • (إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22))، أوّل خِصال التّزكية المُخرِجة للإنسان عن شرِّ طبعِه وعن كل سوء وما يَعلق به: الصّلآة، ولا شكّ أن الصّلاة لا تكون إلّا مع الإيمان بالله -تبارك وتعالى- والإذعان والتّصديق. 
  • (إِلَّا الْمُصَلِّينَ) فالصّلاة عمل فَعّال في تصْفِيَة القلب وتزكيّة النّفس وتطهير الطّبع البشري منَ الشّرور، إذا أُقيمت على وجهها (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ) [العنكبوت:45]. 

لكن الذي يُصلّي الصلاة بلا حُضور، بِلا خُشوع، بلا إقبال، بلا تدبُّر، لا يظهر عليه أثر تزكية؛ ولذا قرنَ بقوله: (إِلَّا الْمُصَلِّينَ) وصفًا مُتّصِل بالصّلاة في قوله: (إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23)) الدّائمون على صلاتِهم، كيف دائمون؟! كل عمرهم، كل وقتهم  يُصلّون؟! ليس المقصود كل الوقت وهم يُصلّون، و ليس لهم شُغل إلا الصلاة، لا ليس هذا، كيف على صلاتهم دائمون؟!

  1. أولها: محُافظة عليها في أوقاتِها، لا يُؤخِّرونها عن أوقاتها ويلتزِمون بها.
  2. ثانيها: إذا دخلوا إليها لم يشتغِلوا بغيرها فهم دائمون: 
    • الماء الدائم يعني ساكِن، ماء جاري، ماء دائم، دائم ساكِن؛ هذا في صلاته ساكِن، خاشِع. 
    • يعني إذا دخل الصلاة لا يَتَلفّت؛ لا بقلبه ولا بعينيه ولا برأسه ولا يعمل حركات غير حركات الصلاة، ولا بيديه ولا… 
    • دائم في صلاته، دائم قائم، راكِع، مُعتدِل، ساجِد، جالِس، دائم في صلاته ساكِن، إذا هو في ركوعٍ أو في سجودٍ؛ الله أكبر!
  3. بعد ذلك شؤون الصّلاة تَسري إلى قلبه؛ فتظلّ معه بعد خُروجِه من الصّلاة.

حتى أنّ الصِّفات السّت التي يتمّ بها الخشوع، قال الإمام الغزالي: "إنّها عند الصّادقين العارفين مُلازِمة لهم خارج الصلاة، كما هي في الصّلاة"، ما هي؟ 

  1. حُضور القلب: قُلوبهم حاضِرة مع الله دائمًا، حتى خارج الصّلاة، لا يَنقطِعون عن الحُضور مع الله، حتى وقت طَعامِهِم وشَرابِهِم. 
  2.  تَأمُّل المعاني، وكما يتأمّل المُصلّي المعنى في قِيامِه وفي أذكار القِيام من التّلاوة، ودعاء الافتتاح وفي رُكوعه ومع أذكار الرُّكوع وتسبحاته إلى غير ذلك؛
    •  فهؤلاء ايضاً هُم دائمًا يتأمّلون المعاني المبثوثة في آيات الله وكائِناته، كلّما سَمِعوا وكلّما نَظَروا لشيء، تأمّلوا المعنى الجامِع لهم على الله، عجيب! والحُضور  قبل تأمُّل المعاني.
  3.  التَّعظيم -مع التّعظيم- قال: فقد يَحْضُر القلب ويتأمّل معنى كلام صبي لكن بلا تعظيم، كلام طفل يُصغي إليه ويسمعه ويحضر قلبه إليه، لكن دون تعظيم. 
  4. ومع الهَيبة -حضور، تأمل معاني، تعظيم، هيبة، ليس كل تعظيم هيبة! تعظيم مَنشأُه الخوف: 
    • هيبة، فما كل مُعَظّم مُهتاب، التعظيم مع الهَيبة -الإجلال والإكبار والإعظام-. 
    • وهذا ملازمًا لهم أيضاً؛ فهم يُكَبّرون الله على كل شرف، هم يُكَبّرون الله ليلاً ونهارًا.
  5. والرَّجاء: وهو رغبة الوصول والقبول ونَيل الأجور.
  6. والحياء.

 ستة: حضور قلب، تَدبُّر معنى، تعظيم، هَيبة، رَجاء، حياء؛ إذا اجتمعت هذه السّتة الأوصاف فأنت خاشِع؛ هذه هي حقيقة الخشوع: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) [المؤمنون:1-2]؛ فإذا تَحَقَّقتَ بها امتَدَّت أثارُها إلى خارِج الصلاة، وإذا بأثَرها يمتد في باقي حياتك؛ فأنْتَ دائم الصّلاة. 

ولهذا لمَّا قال الإمام أبو الحسن الشاذلي -عليه رحمة الله- وقد حَضَرَ مجلساً مع بعض كُبار العلماء في مصر لمّا قَدِم إلى مصر، وتكلّموا وكان الإمام ساكِت بينهم يَسْمَع، ثم قالوا: أنت أبوالحسن لم تكلّم بشيء! قال: ماذا أقول؟ أنتم علماء الإسلام وعلماء البلد وعلماء الزّمن، قالوا: تَكَلَّم مَعَنا بشيء، قال: صلّيتم؟ قالوا: تقول للعلماء صلّيتم؟! كيف صلّيتم؟! قال: إنّما عَنِيتُ الصّلاة الدّائمة، أما سَمِعتُم قول الله؟ (الَّذِينَ هُمَْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23)) وديموميّة الصّلاة في شؤون قلب الإنسان وحاله مع القضاء والقدر وأخذ يتكلّم ... صَاح العزّ بن عبد السلام وقام يُنادي: تعالوا أيها الناس اسمعوا هذا الكلام حديث عهد بربّه، هذا الكلام العجيب الذي يَنزِل مِنَ الفَتح الرَّباني! وأَخَذ يَشرح معنى: (الَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ)

وأولئك علامَتهُم في ديموميَّتِهُم للصَّلاة عِشْقُهُم لِهذه الصَّلَوات، يقول سَيّدُهُم فيها: "وجُعِلَت قُرَّة عَينِي في الصّلاة"، وإذا صَلّى عشرين وَدّ أنّها ثلاثين، وَدّ أنّها أربعين، لو كان ستكون ثلاثين أربعين أحسن؛ ما يودّ أنّها تنتهي. 

وهكذا كُلّما جاء وقت صلاة؛ فهو مُشتاق، وكان ﷺ إذا حَزبْهُ أمرٌ، قام إلى الصلاة وكان يقول لسيدنا بلال: "أرِحْنا بها يا بلالُ"، "وجُعِلَت قُرَّةُ عَيني في الصَّلاةِ"، (إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23))، اللهم حققّنا بحقائق الصلاة، واجعلنا منَ الذين هم على صلاتهم دائمين برحمتك يا أرحم الراحمين.

  •  قال تعالى: (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ (24) لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25))، المُطَهَّرون مِنَ الأنانيّة، الرَّاغِبون في نَفع البشريّة، والمُتَفَقِّدون لِذَوي الحَاجة. 
  • (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ (24) لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ):
    • للسائل الذي يُظهِر حاجَتَه ويَسأل الناس.
    • والمحروم الذي يَضيق رِزقُه ويَكتُم ويَضطر ويحتاج؛ فيَتَفَقَّدُه المُتَفقِّد فيُعطيه.

(فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ (24) لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) فأقلُّهُ: ما فَرَض اللهُ مِنَ الزّكاة، وما تَعلَّقَ بعد ذلك مِنَ الحُقوق، ثم بعد ذلك هم درجات:

  • وهذا يُخرِج الربع، وهذا يُخرِج الثُّلث، وهذا يُخرِج النِصف من أمواله، وهذا يُخرِج الثُّلثين، وهذا يقال له: ما تركت لأهلك وولدك؟ يقول: تركت لهم الله ورسوله.
  • هُم درجات ومِنْ كُمَّلِهِم قومٌ يَنْتَظِرون مَحابَّ الله ومَرْضاتِه؛ فيُمسِكون حتى يَتَبيَّنَ لَهُم إنفاق: القَليل، الكَثير، الكُل -يفعلونه- قليل، كثير، كل؛ يَتَرقّبون مَواطِن مَرْضاة الحَقّ والحاجة مِن ذوي الرُّسوخ في اليقين والمعرفة والإلهام، وهؤلاء مِن كُمَّلِهِم.
  • هُم أُمَناء على ما يَصِلُ إلى أيديهِم، مُندَرِجةٌ في مَشهدِهِم؛ مُلكيّتهُم في مُلكية المَلك الحق، فلا يَرَون المُلك إلا له.

وهكذا كنّا نَسمع العوامَ في أمثالهم -وما أحسن أمثلة العوامَ الذين شرِبوا من مَشارِب الخَواصّ- ويقولون: "ما حد في الكون يَعطي حد، إلَّا يا عبدي أَعطِ عبدي":

  • ليس إلا ياعبدي أعطِ عبدي، يعني المالك واحد وهو الله. 
  • ويُسَخِّر ذا لذا وذا لذا. 
  • ومَن وَفَّقهُ الله فهو مُعطي هو-جلّ جلاله-. 
    • قال زَين الوجود: "إنَّمَا أنَا قَاسمٌ واللهُ يُعطِي" سبحانه وتعالى.  

(وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ (24) لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25))، وركيزةٌ تُقيمُ هذهِ الصفات: (وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7)):

  • (وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26)) تَصديق القطعِ والجِزمِ الذي يَغلُب عليهم فكأنَّه أمامَ أَعينهم. 
  • (وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ) يوم الجَزاء والحِساب، ومَلِك يوم الدين هو ربّكم، وحاكم يوم الدين هو إلهكم؛ الله.
  • (وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ) ومَعَ هذهِ الخَيرات كُلَّها، لا يُفارقهم هَيبة الجبَّار والخَشية منه؛ ولو كانوا على أحْسَن الأعمال وأفْضَل الأحوال.

 (وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ (27)) قال الله: عن سادتنا الملائكة والمخلوقين من النّور المعصومين العُبَّادِ لله تعالى 

  • (الَّذين لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) [التحريم:6].
  • (وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ) [الأنبياء:28].

ومَن عَرَفَ الله كيف لا يُشفِق؟! من عَرَفَ الله كيف لا يَخافُه؟! مَن عَرَف الله كيف لا يَهابُه؟! ولا يوجد أَهْيَب منهُ، ولا شيء يَقدر يأثِّر عليك ولا يَضُرُّك إلَّا بأمره، كيف لا يُهاب؟! وهؤلاء عَرفوا الله -جلّ جلاله- (بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ * لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَىٰ وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ) [الأنبياء:26-28]؛ هذا وصف الملائكة، وأنت الذي تَعصي، لا تَخشى؟! لقلّة معرفتك به! وعظمته وجلاله.. 

  • وأَخْشَانا أَعْظَمَنا طاعة وأَطْهَرُنا عَن النَّقائِص؛ الذي خُلِقَ في كمال إلى كمال -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه و سلّم-: "أما إنّي أخشاكم لله" ، فكم دمعت عيناه؟ وكم بَكى مِن خَشْيةِ مولاه؟  
  • ولمَّا قَدِم بعضُ الوفدِ مرةً إلى المدينة، وقابلوا النبي ﷺ يَدعوهم للإسلام، وتلا عليهم آيات، وبكى -قد يمسح الدموع عن عينيه- يقول له بعض الوفد: مِن خشية الذي أَنْزَل عليك هذا تبكي؟ تبكي مِن خشية الذي أَنْزَل عليك هذا القرآن؟ قال: "أجل، نعم، أنا أبكي من خشيته ﷺ".

في رابع يوم من رمضان، في دمع؟ أو ما في دمع! في خشية أو ما في خشية! كل ليلة كان يبكي ﷺ، أصحابه تعلمّوا منه ذلك.

قال: (وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ (27) إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28)) يعني: 

  • لا يجوز لأحدٍ أنْ يأمنَ مكرَ الله تعالى، ولا أنْ يَأمنَ عَذابه ولو كان على ما كان من فِعل الخير والطّاعة. 
  • فإنَّ الأمْنَ من مَكْرِ الله من أشدِّ المعاصي، من أعظم الذنوب، فلا يجوز أن يَعصيَ الله بالأمن من مكر الله. 
  • هذه معصية لا تجوز لأحد ولو كان ملك وهم معصومون من هذا، قال: (وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ) [الأنبياء:28]. 
  • ولو كان نبيّ وهم معصومون، ولو كان صِدِّيق، ولو كان مُقَرَّب، ولو كان قُطبُ الزَّمان؛ لا يَجوز له أنْ يَأمن مِنْ مَكر الله. 

معصية يجب يتنزّه عنها، ويبتعِد منها، فهم من أطْهر النّاس عنها، لا إله إلا الله. 

(إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ)، اللهم أجِرنا مِن عذابِك، اللهم أجِرنا من عذابِك، في الدنيا والآخرة برحمتك يا أرحم الراحمين، في الدنيا ويوم تبعث عبادك أجِرنا من عذابك، (وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ (27) إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28)) -إلى آخر هذه الصفات التي يأتي تأمُّلها مَعَنا إن شاء الله تعالى- فهؤلاء من جُملة البَشَر لا جزع ولا منِع، ليس عِندهم هلع؛ عِندهم وَرع، عندهم وَلع، عندهم رِفعة، عِندهم كَرامة، عِندهم رَحمة، عِندهم خَيرات خالصة؛ الطَّبع البشري قد تَخَلَّوا عنه، عن شَرِّه كُلِّه، تَخَلَّوا عن جميع شَرّ الطبع. 

وهكذا كما يقول لنا -سبحانه وتعالى- في بيان هذه الحقيقة، يقول على هذا الإنسان: (وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَىٰ أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ لَّيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ ۗ أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ * وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ * وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي ۚ إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ * إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) [هود:8-11]: 

  • لا فرِح فخور، ولا يؤوس كفور، كُلّ الهَلع والجَزع والمَنع واليأس والكُفران للنِعمة والتبختُر والتّفاخُر والفرح بغير الله تعالى. 
  • كل هذا وصف المُنافقين الكفّار والأشرار، ولكن أهل هذه الصلوات، أهل هذه الصِفات، أهل هذا الصبر، ليس عندهم هذا. 

(إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ)، من هم هؤلاء؟  

  • هؤلاء، قال عنهم: إذا أَذاقَه الله رحمة ثُمَّ نَزعها مِنهُ لا يَيْأس ولا يَكفُر بالنِّعمة. 
  • وإذا أذاقَه نعماء بعد ضراء مسّته لا يقول: هذا لي وأنا هذا.. ولا يَفرح بذلك ولا يَفتخِر؛ بل ينكسِر ويُبذِل النَّعمة في موضعها.

(إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ)، غيرهم (وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ * وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاءَ بَعْدَ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي ۚ إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ * إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَٰئِكَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) [هود:9-11]، لا عِندَهُم جَزع ولا عندهم يأس ولا عندهم كُفران ولا عندهم تبختُر ولا عِندهم تفاخُر ولا عِندهم تكبُّر ولا يقولون: هذا لي ولا هذا من عندي؛ بل يقولون: "اللهم ما أَصْبَحَ بي من نعمةٍ، أو بأَحَدٍ من خلقِك، فمِنك وحدَك، لا شريكَ لك، فلك الحمدُ، ولك الشكرُ على ذلك". 

بل في وَصْفِهِم وقد تمكّن لمن منهم يَحمُدون الله تعالى على كل شدة ورخاء:

  •  يَحْمدونه عند الشدّة، كما يَحْمدونه على الرَّخاء.
  •  يَحْمدونه في العُسر كما يَحْمدونه في اليُسر.
  •  يَحْمدونه في المرض كما يَحْمدونه في الصّحّة والعافية -الله أكبر!-.

 وهو الذي يَستَحِقُّ الحمد، والحمَّادون أول من يدخُل الجنّة يوم القيامة، ولواء الحمد يَحمِلُه سيّد الحمَّادين، "ولواءُ الحمدِ بيدي يومَ القيامةِ"، الله يربِطنا به. 

اللَّهُمَّ أَعِنَّا على ذِكرِكَ وشُكرِكَ وحُسنِ عِبادتِكَ، واجعلنا ممّن تُخلِّيهم عن شرور الطَّبع، وتُحَلِّيهم بنور الشّرع، وترفعهم مراتب القُرب خيرَ رَفْع، يا مجيب الدّعوات ياقاضيَ الحاجات.

 بسرِ الفاتحة 

وإلى حضرةِ النَّبي محمد

اللَّهم صل عليه وعلى آله وصحبه، 

الفاتحة

تاريخ النشر الهجري

04 رَمضان 1440

تاريخ النشر الميلادي

09 مايو 2019

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

الأقسام