(536)
(239)
(576)
الدرس الرابع من تفسير العلامة عمر بن محمد بن حفيظ للآيات الكريمة من سورة الدخان، ضمن الدروس الصباحية لشهر رمضان المبارك من عام 1445هـ ، تفسير قوله تعالى:
{ وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ (30) مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ (31) وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (32) وَآَتَيْنَاهُمْ مِنَ الْآَيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاءٌ مُبِينٌ (33) إِنَّ هَؤُلَاءِ لَيَقُولُونَ (34) إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ (35) فَأْتُوا بِآَبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (36) أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (37) وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (38) مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (39) إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (40) يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (41) إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (42) }
الخميس 25 رمضان 1445هـ
الحمد لله الذي أكرمنا بالوحي والتنزيل، وبيانه على لسان رسوله خَيْرِ مُعلّمٍ وهَادٍ ودليلٍ، سيدنا محمد صلَّى الله وسلَّم وبارك وكرم عليه، وعلى آله وصحبه والسائرين في سبيلهم خير سبيل، وعلى آبائه وإخوانه من الأنبياء والمرسلين أهل القدر الرَّفيعِ والمقام الجليل، وعلى آلهم وصحبهم وتابعيهم، وعلى ملائكة الله المقربين، وجميع عباد الله الصالحين، وعلينا معهم وفيهم، إنه أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين.
أما بعد؛
فإنَّنا في نعمة ومِنَّةِ وفضل وكرامة تأملنا لكلام ربنا وإلهنا، وتنزيله على قلب نبينا صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، مررنا على الآيات من سورة الدخان.. إلى أن وصلنا إلى ما ذكر الحق -تبارك وتعالى- عن بني إسرائيل، وما كان من مقابلة فرعون لموسى، وما كان من هلاكه وقومه في ساعة من نهار، وأورث الله تعالى ما هم فيه من الأرض والزروع والبساتين والمجاري للمياه أو من النيل وغيره.. أورثها لبني إسرائيل الذين كانوا مستضعفين، وقال الله عن أولئك: (فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ (29)).
قال: (وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ (30) مِن فِرْعَوْنَ ..(31)) ، الذي استعمل سُلطته في ما استخفَّ به قومه فأطاعوه، ولم يزل أرباب السُّلْطات الذين غلبتهم الأهواء والشهوات يستخفِّون الأقوام، ومَن استخفَّوْهُ فقَبِلَ استخفافهم فأطاعهم صار مسخرة لهم يقضون به غرضهم، ويستخفِّون مَن استطاعوا مِن شعوب أو من دول بحسب ما يُتاح لهم من الفُرص، ويستخفِّون بالشعوب بالمنشورات والخداع في الإعلاميات وما إلى ذلك.. فتنقلب الحقائق عليهم؛ حتى صار هؤلاء يعبدون فرعون، وكان في فكرهم وظنهم أنه ما يمكن أن يُغلَب مثل هذا، وأنه لا يمكن أن يُقهر مثل هذا، وأنه لابد من طاعته وإلا مشكلة.. ستهلك! فكانت هكذا التصورات عند الناس.. وفي ساعة واحدة هلك هو ومن معه.
قال جَلَّ جلاله: (كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (26) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (27) كَذَٰلِكَ ۖ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ (28))؛ وقال لبيان حقارتهم -وأن كل ما كانوا يدّعونه من علو؛ كذب-: (فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ (29))، أي: قوم مُحتقرون لا قيمة لهم عند السماء والأرض إذ كفروا بربّها.
قال: (وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ (30))، الذي كان يمارسه عليهم فرعون بجنده وطاغوته ودولته وسلطته، (مِن فِرْعَوْنَ ۚ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِّنَ الْمُسْرِفِينَ (31)) ، أي: متكبرا بالغا مَبْلَغًا بين أهل الإسراف (..عَالِيًا مِّنَ الْمُسْرِفِينَ).
قال الله تعالى عن بني إسرائيل: (وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَىٰ عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (32))، فاختار الله أولئك الأنبياء، من سيدنا موسى وبعده سيدنا عيسى، ومن قبل سيدنا موسى من مثل داوود وسليمان، ومن قبلهم من مثل يوسف، ومن جاء بعده من بني إسرائيل؛ فهم والمؤمنون معهم كانوا خيرة الحق تعالى في أهل ذلك الزمان، فكانوا محل اتباع النبوة، وكانوا محل الإسلام والدين والهدى.
ولذا قال الله تعالى: (وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَىٰ عِلْمٍ..) على علم بهم وأحوالهم، وعلى علم مِنَّا بحكمة اختيارهم (..عَلَى الْعَالَمِينَ (32)) عالَمِ زمانهم، (وَآتَيْنَاهُم مِّنَ الْآيَاتِ مَا فِيهِ بَلَاءٌ مُّبِينٌ (33))، أي: ما فيه فضل كبير عليهم وجود مِنَّا عليهم، من مثل نجاتهم من فرعون، ومن مثل انشقاق البحر لهم، ومن مثل إطعامهم المنّ والسلوى .. إلى غير ذلك من الآيات البينات.
ثم إنّ الحق -تبارك وتعالى- ذكر هذه المقولة التي يقولها أرباب السفاهة؛ بل أرباب فقد الوعي والعقل وهي: إنكار البعث والمحشر، مع أنَّ الحياة كلها التي عندهم من أول إلى آخر شاهد ودليل أنَّ ذلك في غاية الإمكان، وأنه يَسيرٌ على مَن كوَّن التكوين الأول أن يُكوِّن ثانيا وثالثا كما أراد، ومع ذلك فيُنكرون البعث! فإن رجعوا منّهم إلى مشاهدتهم للأموات وأنَّ عامتهم يصيرون ترابا.. فنقول قبل أن يصيروا تراب وقبل…: قبل كيف حيّوا أول من الأصل؟! كيف تكوّنت أجسادهم من الأصل؟ ومن أين جاءت؟ فما آلت إليه ليس بأغرب مِمَّا كانت عليه قبل!
وأنت بالله عليك.. التراب وإلا العظام النخرة أصعب أن تتحول لجسد من نطفة؟! عاد النطفة لا هي قريبة من العظم ولا من اللحم ؛ هذا أثر عظام ولحم ممكن إعادتها، لكن هذا ما شيء فيها أصلاً في النطفة! كم عظام في النطفة؟ كم مفاصل؟ كم عروق؟ كيف تكوّنت؟ جَلَّ الجبَّار! جلَّ الخالق! يرون هذا أمام أعينهم وكل واحد منهم دليل على البعث.. هو وأبوه، وأمه كلهم أدِلَّة على البعث! ويُنكرون البعث! يقول بعض الأعجام عندنا ممن يتعلمون العربية: مُخْ ما في! عقل ما في عقل! أدلّة البعث أمامك! وفوقها السماوات من فوقك والهوى والنجوم والكواكب.. ما هذه القدرة؟ بتعجّزها تردّك يعني؟ هل أنت بعقل أو بلا عقل تتكلم؟ لَا إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّٰه.
يقول: (إِنَّ هَٰؤُلَاءِ) -كفار قريش والذين كذّبوا بزين الوجود ﷺ- (لَيَقُولُونَ) يُرَدِّدُون القولة التي يُرددها البعيدون المُتَنَكِّبون المتناقضون مع العقول: (إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَىٰ وَمَا نَحْنُ بِمُنشَرِينَ (35))، نموت فقط! ومن أين جئت بها فقط؟ هل فيه مختبر عندك طلَّع فقط؟ هل فيه رسول من عندك جاء فقط؟ هل في خبر مِن المُكَوِّن قال لك فقط؟ من أين جاءت هذه؟ من أين جاءت؟ وهم وخيال وطربان.. وقالوا هو ذا علم! هذا علم هذا؟
(إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَىٰ وَمَا نَحْنُ بِمُنشَرِينَ (35)) يعني: مُقَامِين ومجموعين. يُنْشَر: بمعنى: نقوم ونحيا ونتحرك مرة أخرى -سبحان الله!- ما الذي حصل في القوة التي أحيتكم أول مرة؟ (وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا * قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا * أَوْ خَلْقًا مِّمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ..) [الإسراء:49-51]. أتصوّروا أشد جماد ما يُمكن يتحرك وارجعوا إليه سيُعيدكم (..فَسَيَقُولُونَ مَن يُعِيدُنَا ۖ قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ..)، هو الذي أتى بكم أول مرة سيرجعكم -سبحانه عزّ وجل- (..فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ ۖ قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيبًا) [الإسراء:51]؛ لأن كل آتٍ قريب..
وهذه المدة المتمادية للدنيا، سواء من خلق آدم أو من قبله من حين تكوين الأرض إلى وقت النفخ في الصور.. هذه المدة المتمادية إذا نُسِبَت إلى القيامة وما بعدها من البقاء والدوام صارت قليلة جداً. ما هو عمرك..لا، أنت عمرك ما يساوي شيء، عمرك قليل من قليل من قليل؛ تمادي مدة الدنيا من حين تكوين الأرض إلى وقت النفخ في الصور بالنسبة للقيامة وما بعدها هذا قليل جداً جداً جداً؛ بالنسبة للأبد، فلهذا يقول (قَرِيبًا) [الإسراء:51].
ولذا سيدنا محمد بُعِثَ وبعثته من علامات الساعة، يعني: المدة ما بين بعثته إلى النفخ في الصور هي بالنسبة لما مضى قبله من أيام آدم قليلة جداً، فكيف من قبل آدم من حين تكوين الأرض؟! وسكنها الجن قبلنا، وأفسدوا فيها وهلكوا، حتى قالت الملائكة: (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ) -لمّا قال لهم سأجعل خليفة في الأرض- (قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ..)، وعرضوا نفسهم للخلافة الكريمة قالوا: (..وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) [البقرة:30]؛ فخصَّص الله بها آدم وصُلحاء بني آدم أعطاهم هذا المزيَّة. اللهم أكرمنا بها، خليفة في الأرض.
فبالنسبة لهؤلاء الأرض تتحول لهم كُرسيَّ خلافة فيجلسون عليه؛ ولكن جلوسهم على كرسي الخلافة يُسخَّر لهم ما في الأرض، ويستعملون ما في الأرض في مرضاة خالقِ الأرض، ولا يغرّهم شيء مِمَّا في الأرض، ولا يضرهم شيء مِمَّا في الأرض، ولا يَحرفهم عن سواء السبيل شيء مما في الأرض، ولا يغشون، ولا يخدعون، ولا يكذبون، ولا يسرقون، ولا يأخذون حق الغير؛ ومع ذلك يُفتَح عليهم بركات من السماء والأرض، ثم مصيرهم إلى نعيم البرزخ، ثم إلى خيرات وبشارات القيامة، ثم إلى الجنة ودار الكرامة، فيَا فوز المؤمنين العاملين بالإيمان.
يقولون:(إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولَىٰ وَمَا نَحْنُ بِمُنشَرِينَ (35))، ما الحُجَّة عندهم؟ (فَأْتُوا بِآبَائِنَا إِن كُنتُمْ صَادِقِين (36)) هل نأتي آباءكم لكم أم للجمع عند الله بين يديه؟ هم منتظرينكم تأتوا من أجل الجمع بين أيدي الله، كيف يرجعون لعندكم؟ رجعوا طلعوا بهذه هو الله قال لكم أو الرسول: لن يرجعون للدنيا، قال: من فيه في الدنيا يؤبون إليهم ويجتمعون جميعاً بين يديه:
قال: هذه واحدة من دلائل قدرتنا وأنكم لا تطيقون أن ترجعوا أنتم الأرواح؛ ولا واحدةً قد مات، بل عندما تصل الروح للحُلقُوم قال: هاتوا قواكم كلها يا مكذبين برسلي وقولوا: أرجعوهم من الحياة الدنيا..
طيب يقول: يا جماعة وجودكم بأمري وقهري بلا اختيار؛ وموتكم بأمري وقهري بلا اختيار، فتتحكمون على المرجع بعد ذلك تصلحون وترتبوا لكم وتقولوا: لا أردنا كذا؛ هذا جنون هذا هو التناقض مع العقل تمام، هذا تبطيل مادة العقل ونعمة العقل التي آتاها الله الإنسان، ولكن أكثر الناس لا يعقلون.
يقولون: (فَأْتُوا بِآبَائِنَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (36))، يقول الله: نحن قد أهلكنا القرون بعد القرون بعد القرون، وهؤلاء ماذا يظنون؟ يقع لهم مصير غير هذا المصير؛ (أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ ..(37))؛ وتُبَّع أحد ملوك اليمن من حمير، كان في من يعبدوا النار أولا، ثم هداه الله للإسلام، وأسلم لكن قبل بعثة النبي محمد، قبل بعثة النبي عيسى، أيام كان دين الإسلام الذي بُعث به سيدنا موسى -عليه السلام-، وبقي بعض الأحبار والرهبان باقين على دين النبي موسى -عليه السلام-، فدخل في دين الله خرج من اليمن وهو الذي حيَّرَ الحيرة، وبنى سمرقند وعاد، فأحد ابنائه اغتيل في المدينة فغضب، وعزم على أن يُخرب المدينة ويقتل أهلها، فجاء وبدأ يحارب من فيها، وكان قد جاءها من اليمن الأوس والخزرج، فرأوه وهو غريب يقاتلهم؛ يحاربونه ويقاتلونه في النهار، وفي الليل يقرونُه -يقدمون له العشاء والطعام والأكل- فتأثر من أخلاقهم، قال: هولاء قوم كرام.
فجاءهُ بعض الأحبار وقالوا له: أيها الملك بلغنا أنك تعزم على خراب هذه القرية وهلاكها؟ قال: نعم قُتل ابني بينهم غيله، وقال: ما أدري من قتله فعزمت على ذلك، قال له: لا تفعل، هذه القرية مهاجر إليها نبي يخرج آخر الزمان اسمهُ مُحمد من قريش يأتي ويهاجر إليها، فإنك إن تعش فيها لا نأمن عليك عاجل العقوبة من أن يعود البلاء في مكانك وقريتك، فإن الله باعث فيها نبيًا وإنهُ يقاتُلُه.. قال: من يقاتلُه وهو نبي؟ قال: يقاتله من لم يؤمن من قومه ويقاتلهم؛ فتأثر بكلامه وترك حرب أهل المدينة ومضى.
واستقبلته هُذيل وكانوا يخافونه ويريدون أن يمكروا به ويوقعوا به، قال: نريد ندلك على بيت يليق فيه كنز زبرجد وفضة وياقوت وجواهر، قال: أين؟ أي بيت هذا؟ قالوا: في مكة هناك البيت؛ يريدونه يتوجه نحو مكة من أجل عندهم: أنه ما يحارب هذه البنية وهذا المكان أحد إلا وهلك؛ يريدونه يهلك، فشاور بعض الأحبار، قالوا له: ما نعلم بيت لله تعالى مثل هذا البيت! هذا بيت ظاهر؛ وإنما أراد القوم هلاكك سيورطونك وتقع في المصيبة ويعرفون أن من حارب هذا البيت يهلك، قال: ها! هاتوا لي هؤلاء الذين يدلون على البيت، قالوا: أخذهم وصلبهم وقتلهم؛ لأنهم خانوه وكذبوا عليه.
وقالوا له: إذهب وعظم هذا البيت، راح و أحرم وكسى الكعبة؛ كان أول من كسى الكعبة، ونحر سبع آلاف، ووزع على الناس وأقام أيام في مكة وقد طاب البيت ورجع إلى اليمن؛ ولهذا كانت تقول السيدة عائشة: لا تسبوا تُبّع، فإنه كان رجلا صالحاً وكان رجل مسلم، لكن الله ذم قومه ولم يذمهُ،(أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ ..(37))؛
سمي تُبع:
يقول: (أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ أَهْلَكْنَاهُمْ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (37))؛ أي: سُنتنا أن أهل الإجرام والتكذيب بالأنبياء بعد إبلاغ الرسالة إليهم وإقامة الحُجه عليهم نهلكهم، ومضى على ذلك أولًا وثانيا وثالثا ورابعاً وخامساً وقرون كثيرة؛ كلهم حصل فيهم هذا، والجماعات هؤلاء ما الذي عندهم؟ يظنون أننا ما نقدر على أهلاكهم، (أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ أَهْلَكْنَاهُمْ ..(37))، (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ۖ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا) [محمد:10].
(إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (37))، وهذا سنتنا في أهل الإجرام لأننا لم نكون الكون لعباًً ولا هزواً ولا عبثاً: (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (38) مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ ..(39))، والحق الذي خلق لأجله السماء والأرض ما قضى من وجود العقلاء المكلفين من الإنس والجن على ظهر الأرض في المُمدد التي رتبها إلى وقت النفخ في الصور ثم جمعهم للفصل بينهم؛ حتى لا يبقى لذي حق حقه إلا أخذه، ثم جوزي المحسن بالمنة والفضل والنعيم المقيم، وجوزي المسيء بالعذاب والنار-أعذنا الله وأجارنا منها-؛ هذا حق خلق الله لأجله السماوات والأرض.
(وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (38)) ما هو يلاعبه وكل من في رأسه شيء صلحه، وكل من استخف بقوم ظلمهم واخذ ما عنده راحوا؛
ولذا يقول أولو الألباب في دعائهم لرب الأرباب: (وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [آل عمران:191] لا تعرّضنا للعذاب، لأن ما خلقت هذا الكون عبث، ليكون المصير إما جنة وإما نار، لهذا خُلق الكون ما هو لعبة، يأخذون ثروات الأرض ويتقاسمونها ويهضمون حق الضعيف ويروحون ويظنون أنهم فازوا، ما لهذا خلقهم الله، الله ما خلق لعب ولا خلق عبث (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ) [المؤمنون:115] -لا إله إلا الله- (وَلَٰكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ * وَذَٰلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ ) [فصلت:22-23]. اللهم أجرنا من العذاب.
(أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ أَهْلَكْنَاهُمْ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (37) وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (38) مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (39))، وما مظهر الحق ومجلاه في سرّ هذا الخلق؟
هذا هو الحق الذي لأجله خلق الله السماوات الأرض، فمن لم يعلم ذلك فهو جاهل، وإن كان قال أنا طلعت القمر، وبعد ذلك ماذا؟ طلعت القمر ورجعت ما الذي تصلح؟ تكذب وتغش وتخون وبعد ذلك ماذا؟ تأخذ حق الناس وطلعت القمر وانتهت المسألة، طلعت القمر وقدامك سقر، وقدامك سقر، وبئس المستقر، هل تنفعك طلعة القمر؟ المسألة أكبر من طلعة القمر، خَلْق لجبار عليّ عظيم حكيم رحيم، قادر بيد ملكوت كل شيء ما خلق عبث ولا لعب مرجع إليه وحكم منه يفصل بين عباده -جل جلاله وتعالى في علاه- (يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ ۖ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَٰنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا * يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَٰنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا * يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا * ۞ وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ ۖ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا * وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا) [طه:108-112].
قال: (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (40) يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ (41))، يقول: (إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ) [غافر:47-48] لا ننفعكم ولا تنفعونا، ويقولون لشركائهم: (فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِن شَيْءٍ ۚ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ ) [إبراهيم:21]، بل أنتم اتبعتونا نحنا الضالين جاءكم أنبياء، وأتباع أنبياء صالحين ضحكتوا عليهم ورحتوا منهم وجئتوا قفانا خلاص اللآن إحنا وإياكم في النار خلاص، لا يوجد كلام، ما عاد ينفع الكلام:
كنا بنتبع الأنبياء وبنتبع الأولياء لكنكم جئتم قلتوا لنا تقدم وتطور وحياة وعيش حياتك، وتركتونا نحن نُكذِّب الرسل ونكذب الحق تعالى الذي خلقنا والآن وصلنا للنار بسببكم أنتم؛ (لَوْلَا أَنتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَىٰ بَعْدَ إِذْ جَاءَكُم ۖ بَلْ كُنتُم مُّجْرِمِينَ) [سبأ:31-32] أنتم مثلنا مجرمين، (وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ) [سبأ:33]، هذه الاجتماعات التي صلحتوها والمؤتمرات وعملتهم وسيرتمونا لا نعرف لأين؟ (بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَادًا ۚ وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [سبأ:33] لا إله إلا الله.
لا أحد ينفع أحدا؛ (يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ (41))، ويقولون: نحن كنا تبعكم وكنا حلفاء لكم، والان لا يوجد إنقاذ لنا! لا يوجد فائدة! كيف لايوجد إنقاذ؟ يجتمعون على الرأس حقهم الكبير، يقولوا: يا رب رأس البلاء كله من إبليس هذا، هو الذي غوانا كبارنا وصغارنا؛ هو السبب الأول، ويقولون: الشيطان؛ فيؤتى بالشيطان، ويُجاء له بكرسي من نار بين الجنة والنار ينصب، ويقول له: اجلس، يجلس يرى أتباعه، وهم أكثر الخلق -نعوذ بالله- (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ) -هذه الخطبة للشيطان الآن- (إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ) [إبراهيم:22]، أن الله أعطاكم وعد حق، وأنزل لكم كتب ورسل وقال لكم: (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) [الزلزلة:7-8]، وأعطاكم كلام صحيح؛ وأنا وعدتكم وقلت لكم روحوا أنتم ملوك الأرض وأنتم أهل الحرية، دعوا الأنبياء ودعوا الرسل؛ والهفوا وكلوا واشربوا واعملوا الشهوات (وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ) [إبراهيم:22]، ما معي شيء لكم؛ (وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ) أنا جئت لكم بالقوة!
(وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم)، هل سترجعون اللوم علي الآن؟ أمامكم أصفياء وأنبياء وصالحين عرفتموهم وعرفتم خيرهم؛ كذبتموهم وجئتم معي، الآن بتلوموني أنا؟! (فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ) [إبراهيم:22]. هل تريدوا الحقيقة؟ (مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا بِمُصْرِخِيَّ) [إبراهيم:22]، ما أنا بنقذكم وما أنتم بتنقذوني، النار نار.. خلاص.. عذاب عذاب ..مهانة، إهانة هلاك هلاك، خسران خسران، لا يوجد غير هذا لايوجد، (مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ )[إبراهيم:22]. يقول ابن عباس -لما يقرأ الآية-: "قال ضحك عليهم في الدنيا وضحك عليهم في الآخرة"، في الدنيا شبع ضحك عليهم وفي الآخرة أيضا يضحك عليهم، يقول لهم: (فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم) [إبراهيم:22]، روحوا، لكن انظر الأنبياء.. انظر الأولياء.. يقولون: يا رب أمتي، ويشفعون في ذا وذا.
ولهذا قال: (وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ (41) إِلَّا مَن رَّحِمَ اللَّهُ ..(42))، (مَن رَّحِمَ اللَّهُ ..(42)) فوالى من أجله الأنبياء والى الأولياء والى الصلحاء هؤلاء، ويشفع بعضهم لبعض، ويأخذ بعضهم بيد بعض، ويحلون في دار الكرامة، وأما الولايات ذا والتحالفات بين الأشرار والفجار وأهل الفسق ما تنفع أصحابها شيء.
(يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ (41) إِلَّا مَن رَّحِمَ اللَّهُ ..(42)) من أهل الإيمان، فهؤلاء الشهيد يشفّع في سبعين من أهل بيته، سبعين من أهل بيته من قبيلتهم كلهم قد وجبت لهم النار ببركة الشهيد فيهم يعفون عن دخول النار ويشفّع فيهم هذا الشهيد، رأيت هذه الفائدة؟ (إِلَّا مَن رَّحِمَ اللَّهُ ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (42)) جل جلاله.
ثم ذكر لنا أخبار تلك الدار التي نحن آئلون إليها وراجعون إليها وواصلون إليها بيقين، من صدّق ومن كذب، من رضي ومن لا رضي؛ مرجع إلى هذه الدار إما الجنة وإما النار.
اللهم اجعلنا من أهل جنتك أجمعين، كما جمعتنا في الدنيا على الإيمان بك وبرسولك وبكتابك وتأمل كتابك فاجمعنا يوم القيامة مع هذا الرسول الذي أنزلتَ عليه هذا الكتاب ومع أتباعه، ومع آل بيته وصحابته، ومع خلفائه وورثته، ومع النبيين والصديقين وحقق لنا وأنجز ما وعدته، (وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا) [إبراهيم:22]؛ يا نِعم الرفيق اجعلنا معهم يا ولي التوفيق، ولا تخلف عن ركبهم منا ذكر ولا أنثى صغير ولا كبير، واغمرنا والحاضرين والسامعين بالدخول في دائرة رحمتك الواسعة والحشر مع نبي الرحمة، يا رب العالمين، ولا تخلف منا أحدًا، وزِدنا منك هدى وتولنا هاهنا وغدا، وأصلح منا ولنا وبنا ما خفي وما بدا، يا مصلح الصالحين يا موفق الموفقين، يا من بيده أمر الدنيا والآخرة أصلح شؤوننا في الدنيا والآخرة، وهب لنا خير الدنيا والآخرة وأعذنا من شر الدنيا ومن شر الآخرة، يا حي يا قيوم يا قوي يا متين، وأصلِح أحوال أمة النبي محمد، وفرّج كروبهم وادفع الخطوب عنهم يا أرحم الراحمين، ولا ينصرف عنا رمضان إلا وقد صرفت عنا الهموم والغموم والكروب والبلايا والأذايا والذنوب والشرور وكل محذور يا عزيز يا غفور يا حي يا قيوم يا بر يا شكور، يا من بيده الأمر كله وإليه يرجع الأمر كله في البطون والظهور، لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين آمنا بك وبرسولك؛ فثبّتنا على الحق والهدى وكن لنا بما أنت أهله ظاهرا وباطنا برحمتك يا أرحم الراحمين.
بسرّ الفاتحة
إلى حضرة النبي محمد ﷺ
اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه
الفاتحة
25 رَمضان 1445