(228)
(536)
(574)
(311)
شرح العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ على كتاب كشف الغُمَّة عن جميع الأمة، للإمام عبدالوهاب الشعراني: باب التيمم (3).
صباح الأحد: 26 جمادى الأولى1445هـ
وجاء رجل إلى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله ﷺ الرجل يغيب لا يقدر على الماء أيجامع أهله؟ قال: نعم وكان عمران بن حصين يقول: "رأى رسول الله ﷺ رجلًا معتزلًا لم يصل في القوم فقال: يا فلان ما منعك أن تصلي مع القوم؟ فقال: يا رسول الله أصابتني جنابة ولا ماء، فقال: عليك بالصعيد فإنه يكفيك"، وفي رواية: "الصعيد الطيب وضوء المسلم ولو إلى عشر سنين"، "فإذا وجدت الماء فأمسه جلدك فإن ذلك خير"، وكان رسول الله ﷺ إذا وجد في الماء قلة بدأ بالناس فأسقاهم منه ثم فرَّقَ ذلك على من به جنابة، وكان علي يقول: إذا أجنب الرجل في أرض فلاة ومعه ماء يسير فليؤثر نفسه بالماء وليتيمم بالصعيد، وكذلك كان يقول ابن عباس -رضي الله عنهما-،وغيره. وكان ابن عباس -رضي الله عنه- يقول: أطيب الصعيد أرض الحرث، وسئل -رضي الله عنه- عن التيمم في اليدين فقال: إن الله عز وجل قال في كتابه حين ذكر الوضوء: (فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى المرافق) [المائدة:6]، وقال في التيمم: ﴿فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِنْه [المائدة:6]، وقال: ﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَأَقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا [المائدة:38] ، وكانت السنة في القطع إنما هو من الكفين فالتيمم في الوجه والكفين فقط.
وقال طارق بن شهاب: أجنب رجل فلم يصل فأتى النبي ﷺ فذكر ذلك له فقال: أصبت، ولم يأمره بالقضاء، وأجنب رجل آخر فتيمم وصلى فأتاه فقال نحو ما قال للآخر يعني أصبت، وقال أبو ذر: كنت أرعى غنم رسول الله ﷺ بالربذة فكانت تصيبني الجنابة فأمكث الخمس والست فأتيت رسول الله ﷺ فشكوت له ذلك فقال: ثكلتك أمك أبا ذر ثم دعا لي بجارية سوداء فجاءت بشنٍّ فيه ماء يتخضخض ما هو بملآنٍ فسترني بثوب واستترت بالراحلة واغتسلت، فكأني ألقيت عني جبلا".
آللهُمَّ صلِّ أَفضلَ صَلَواتِكَ على أَسْعدِ مَخلوقاتكِ، سَيِدنا محمدٍ وعلى آلهِ وصَحبهِ وَسلِّمْ، عَددِ مَعلوماتِكَ ومِدادَ كَِماتِكَ، كُلَّما ذَكَرَكَ وَذَكَرَهُ اٌلذّاكِرُون، وَغَفِلَ عَنْ ذِكْرِكَ وَذِكْرِهِ الغَافِلوُن.
الحمد لله مكرمنا بالهدى وبيانه على لسان عبده وحبيبه أحمدا، صلّى الله وسلم وبارك وكرّم عليه وعلى آله الأطهار وأصحابه السعداء، ومن والاه وأحبّه وبه اقتدى، وعلى آبائه وإخوانه من الأنبياء والمرسلين أئمة كل من وُفق واهتدى، وعلى آلهم وصحبهم وتابعيهم والملائكة المقربين وجميع عباد الله الصالحين، وعلينا معهم وفيهم إنه أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين.
وواصل الشيخ عبد الوهاب الشعراني -عليه رحمة الله تبارك وتعالى- الأحاديث التي تتعلّق بالتيمم، ويذكر عمّن سأل النبي ﷺ عن من لم يجد الماء أيَحل له أن يأتي أهله؟ أي: بتيممه أو تيممهم، فأخبره ﷺ أن ذلك جائز إلى أن يجدوا الماء فيغتسلوا بالماء فذلك هو الفرض اللازم، ولكن من فقد الماء ولم يجده فهو المعذور لذلك.
ويقول سيدنا عمران بن حصين -رضي الله تعالى عنه– ورزقنا العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة: "رأى رسول الله ﷺ رجلا معتزلا لم يصلِّ في القوم؛.." في أثناء فرض صلّوا فيه جماعة؛ فإذا بالرجل وحده جالس بعيد معتزل عن القوم، "فقال ﷺ: يا فلان ما منعك أن تصلي مع القوم؟ فقال: يا رسول الله أصابتني جنابة ولا ماء.." -وذلك في بعض غزواته ﷺ- "فقال ﷺ: عليك بالصعيد فإنه يكفيك".
"عليك بالصعيد فإنه يكفيك"،أي: به تحلّ لك الصلاة وأداء الفرض في وقته؛ ولا يجوز أن تؤخر حتى يخرج الوقت، إلا أن يكون منتظرًا حصول ماء ونحو ذلك وفي أثناء الوقت وإلا فلا بد أن يُبادر إلى الصلاة بالتيمم.
وفي رواية "الصعيد الطيب" والمراد بالطيب: الطاهر، وخصّصه بعضهم بالطيب الذي يصلح للزراعة، ولهذا كان التراب المُنْبِت الذي يصلح للزراعة بالإجماع والاتفاق يصح التيمم به، والخلاف فيما عدا ذلك. واشترط الشافعية: أن يكون له غبار.
قال: "الصعيد الطيب وضوء المسلم.." أي: يقوم مقام الوضوء وينوب عن الوضوء وكذلك عن الغسل، "ولو إلى عشر سنين.." إذا لم يجد الماء، "فإذا وجدت الماء فأَمِسّه جلدك فإن ذلك خير"، وعند توفر الماء يجب المبادرة إلى استعماله لرفع الحدث الأصغر والأكبر.
قال: "وكان رسول الله ﷺ إذا وجد في الماء قلةً بدأ بالناس فأسقاهم منه.." ليشربوا "ثم فرّق ذلك على من به جنابة"، وقال: كأنه يشير إلى الحادثة التي حدثت وهو في غزوته ﷺ في رجوعه من الغزوة، اشتكى الناس العطش إلى النبي ﷺ، ونزل دعا بعض الصحابة مع سيدنا علي بن أبي طالب، قال: "اذهَبا فابْغِيا لنا الماءَ.." -اطلبا للناس الماء ابحثوا هاتوا للناس ماء- والناس في عطش وشدة، قال: "فانطلَقا، فيَلقَيانِ امرأةً بيْنَ مَزادتَينِ مِن ماءٍ.." معها اثنتين من القرب مليئة بالماء، واحد في الشق هذا وواحد في الشق هذا، "على بَعيرٍ لها،" تجيء، فقال
"فقالا لها: أين الماءُ؟".. من أين جئتي بالماء؟ "فقالتْ: عَهدي بالماءِ أمسِ هذه السَّاعةَ،" من المسافة يوم كامل من المحل الذي جاءت بالماء منه -من أمس مثل الساعة هذي أخذت هذا الماء وجئت به أريده لقومي-."قالت لهم: عَهدي بالماءِ أمسِ هذه السَّاعةَ، ونَفَرُنا خُلوفٌ" عندنا جماعتي وقومي هناك عِطاش وأريد أوصل الماء إليهم، قال: ما دام ماشي ماء في الجهة هذه كلها إلا مسافة يوم، والنبي هناك وصحابته! "فقالا لها: انطلَقي، إذَنْ قالتْ: إلى أين؟ قالا: إلى رسولِ اللهِ، قالتْ: هذا الذي يُقالُ له الصَّابئُ؟" -يسميه المشركون بهذه الكنية- يعني: تارك دين آباؤه وأجداده وقومه. "قالا -سيدنا علي والذي معه-:هو الذي تَعنينَ.." ما صلحوا معها مشاكل، ولا لمَ تقولين كذا وأنتِ فعلك ولا تركك.. هو ذا الذي تقولون له كذا، "هو الذي تعنين، فانطلقي.. جاءا بها إلى النبي ﷺ وحدَّثاه الحديث" وأخبراه الخبر، قالوا: الأرض قاحلة ولا ماء وهذه جابت الماء من مسافة بعيدة وتريده لقومها، قال: أنزلوها عن بعيرها ودعا بالإناء، وقال: خرجوا المزادتين، "أوكى أفواههما ﷺ فأطلق العزالي ونودي في الناس" تعالوا هاتوا أوانيكم، فقال: وجعل يصب ﷺ ويملؤون أوانيهم وكل من معه جاء وملأ آنيته؛ ويتوضؤون ويشربون ويتوضؤون، وهذه تنظر ما يُصنع بماءها! ولكن الماء ما ينقص، حتى اكتفى الجيش كله؛ شربوا وتوضؤوا، وقال: أعطوا من أصابته الجنابة ليذهبوا يغتسلون واغتسلوا وملؤوا أسقيتهم، قال: خلاص، ردّ القِرَب لصاحبتها، قال: فحملتها أَملأ منها حين أخرجتها، لما أخرجتها كان قد تتسرب منها بعض الماء، الآن لما رجعتها كانت ملآنة أكثر مما كنت، فقال ﷺ: "واللهِ ما رَزَأْناكِ مِن مائكِ شيئًا،" ما أخذنا شيء من حقك الماء، وقال: "اجمَعوا لها" من الأزواد، شي عندكم زاد أعطوها فجمعوا لها بعض الزاد فوق البعير وقالوا: روحي اسقيهم هذا الماء لا إله إلا الله، ثم لاحظت أن الصحابة يجون حوالي المشركين حواليهم وما يقصدونهم، قالت لهم: هؤلاء -أول ما جاءت- قالت لهم: أنا جئت من عند رجل إما هو صِدق رسول الله، وإلا عمل أجيب وإلا أسحَرَ الخلق -حاشاه ﷺ- لما لاحظوا أنهم يتجنبون خِباءها وقت القتال، قالت: هؤلاء قوم يعرفون المعروف ويتركون خِباكم متعمدين، اذهبوا وأسلموا كأن الماء هذا نفعهم اللي شربوا منهم. عندما مسك النبي القرب وصبّ منها لما جاءهم، أسلموا كلهم بعد ذلك ودخلوا في دين الله ﷺ وآله ورزقنا حسن متابعته.
وكان علي يقول: "إذا أجْنب الرجل في أرض فلاة ومعه ماء يسير -أي قليل ما يكفيه للوضوء وللعطش- قال: فليؤثر نفسه" أي: شُربها من العطش "بالماء ولْيتيمّم بالصعيد،" فإن الماء الذي يحتاج إليه لعطشه؛ بل ولو لعطش حيوان محترم يجوز أن يؤخره ويتيمم بدل ذلك، من يسر الشريعة وسماحتها "وليتيمم بالصعيد". وكذلك كان يقول ابن عباس -رضي الله عنهما- وغيره.
كان ابن عباس -رضي الله عنهما- يقول: "أطيب الصعيد أرض الحرث" فهذا من أطيب أنواع التراب، يصلح للزرع وينبت فيه الزرع، قال ﷺ في ذكر الأرض: "فكان منها طائفة طيبة قبلت الماء وأنبتت الكلأ والعشب الكثير" فهذا أطيب ما يكون، فينبغي إذا احتاج المسلم إلى التيمم أن يختص هذا التراب إذا كان موجود لديه التراب الذي يصلح للزراعة عليه، فيأخذ منه ويتيمم منه، وهو مُجزئ بالاتفاق والإجماع.
"وسئل ابن عباس -رضي الله عنه- عن التيمم في اليدين فقال: إن الله عز وجل قال في كتابه حين ذكر الوضوء: (فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى المرافق) [المائدة:6]، وقال في التيمم: ﴿فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِنْه [المائدة:6]، -ما قال إلى المرافق- وقال: ﴿ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَأَقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا [المائدة:38]"، أي: فهو من أطراف الأصابع إلى الكوعين.
مذهب ابن عباس وبعض الأئمة: أنه يجب مسح الكفين إلى الكوعين فقط في التيمم، بخلاف الوضوء فإنه مجمع على أنه يجب أن يصل للمرفق.
واعتمد كثير من الشافعية وغيرهم: أنه يجب المسح إلى المرفق، يجب أنه يقوم مقامه؛ كالوضوء في المسح.. هناك غسل الوجه واليدين وهذا مسح الوجه واليدين.
فإن اليد تُطلق في اللغة:
كل هذا يُقال له يد، وكانت السنّة في القطع أي قطع يد السارق إنما هو من الكفين، فالتيمم في الوجه والكفين في مذهب ابن عباس وبعض الأئمة الأربعة.
"قال طارق ابن شهاب: أجنب رجل فلم يصلي فأتى النبي ﷺ فذكر له ذلك فقال: أصبت ولم يأمره بالقضاء،" ولكن كان آخر الأمرين ما أشار إليه بقوله: "وأجنب رجل آخر فتيمم وصلى فأتاه، فقال نحو ما قال للآخر يعني: أصبت"، وهذا هو الآخر من قال أن الجُنُب إذا لم يجد ماءً يكفيه للغسل فعليه أن يتيمم ويصلي، ولا يجوز له أن يؤخر الصلاة.
وقال أبو ذر: كنت أرعى غنم رسول الله ﷺ بالربذة فكانت تصيبني الجنابة فأمكث الخمس والست فأتيت رسول الله ﷺ فشكوت له ذلك فقال: ثكلتك أمك أبا ذر ثم دعا لي بجارية سوداء فجاءت بشنٍّ فيه ماء يتخضخض ما هو بملآنٍ فسترني بثوب واستترت بالراحلة واغتسلت، فكأني ألقيت عني جبلا".
"قال أبو ذر:.." كما تقدم معنا في الأحاديث فالحديث هذا محمول على أنه منسوخ الأول، "وقال أبو ذر: كنت أرعى غنم رسول الله ﷺ بالربذة" -وهو المكان الذي توفي فيه عليه رضوان الله تعالى- "فكانت تصيبني الجنابة فأمكث الخمس والست" -هذه الأيام والليالي-، "فأتيت رسول الله ﷺ وشكوت له ذلك، فقال: ثكلتك أمك أبا ذر، ثم دعا لي بجارية سوداء فجاءت بشن فيه ماء يتخضخض ما هو بملآن" -من أجل يغتسل به- "فسترني بثوب،" قام ﷺ يخدمه ويغطيه وقتما يغتسل عن أعين الناس فأمسك الثوب فكان من الناحية هذه راحلة ومن الناحية الثانية رسول الله ﷺ ماسك الثوب ويستر أبو ذر -رضي الله عنه- "فسترني بثوب واستثرت بالراحلة واغتسلت، فكأني ألقيت عني جبلا". فرحان بما تمّ له من الطهارة.
ثم إنه كان يلحق النبي ﷺ في غزوة تبوك -آخر غزوة من غزواته- فتأخر لضعفه وكان يمشي، فبينما النبي جالس مع أصحابه وإذا سواد إنسان مُقبل، قالوا: هذا إنسان مقبل من بعيد يا رسول الله، قال: "كن أبا ذر"، فلما دنا قالوا: هو أبو ذر يا رسول الله، قال: "يرحم الله أبا ذر يمشي وحده ويعيش وحده يموت وحده ويبعث يوم القيامة أمة وحده"، فجاء، فلما كان في زمن سيدنا عثمان كان يمشي على الأغنياء، ويقول لهم: اخرجوا ما عندكم، وكان يرى أن ما زاد على قوت اليوم والليلة هو من الكنز، وأنه يجب فيه التصدق، فأعجب الفقراء مذهبه فكانوا يمشون وراه، فشكوه إلى سيدنا عثمان فنفاه إلى الربذة، خرج إلى مكان الربذة هذا وعاش هناك وحده هو وأهله ما أحد عندهم ومات وحده، ويقول له ﷺ أخبره قال: يشهد موتك وجنازتك عُصابة من المؤمنين؛ فلما أشرف على الموت وخرجت المرأة ترى أحد من الركبان يمر من شان يساعدون ويجهزون الصحابي، وإذا بجماعة مقبلين أشارت إليهم جاؤوا؛ قالت: إنه أبو ذر. قالوا: صاحب رسول الله؟ قالوا: نعم، أقبلوا فلما أقبلوا وجدوا آخر موته، قال: أبشركم، قالوا: بشرك الله بالخير ما تبشرونا؟ قالوا: أنكم من المؤمنين بشهادة رسول الله، إنه قال لي: يشهد موتك عُصابة من المؤمنين فأنتم العصابة اللي شهد لكم رسول اللهﷺ بالإيمان، فرحوا بذلك، ما عنده شيء للكفن. قال: اللي يحب يكفننا منكم بشيء من ثيابه، لا يكفننا من كان عراف أيام الجاهلية؛ ولا من كان والي؛ ولا من كان ولي مال يتيم، ما أردت شيء منهم أحد، فحضروا كلهم واحد قد كان كذا واحد كان كذا إلا واحد شاب عندهم ما قد تولى شيء من هذه الأشياء، قال: بس بثوبك أنت كفنّا، توفي وغسلوه وكفنوه بثوب الرجل -رضي الله تعالى عنه- أبو ذر، وكان في حياته يرعى غنم في نفس المكان هذا الربذة قريب من المدينة المنورة.
لا إله إلا الله..
فالله يحيي فينا حقائق الإيمان واليقين والمتابعة لحبيبه الأمين، ويفقهنا في الدين، ويصلح أحوال الأمة أجمعين، ويحوّل حالهم إلى خير حال ويدفع عنا وعنهم البلايا والرزايا والشدائد والآفات، ويرد كيد أهل الكفر والمكر والظلال والزيغ والاعتداء والظلم في نحورهم، ويكفي المسلمين جميع شرورهم، ويصلح لنا ظاهرنا وباطننا، ولايكلنا إلى أنفسنا ولا لأحد من خلقه طرفة عين.
بسِرَ الفاتحة إلى حضرة النبي
اللهم صلِّ وسلم وبارك علي وعلى آله وأصحابه
الفاتحة
28 جمادى الأول 1445