كشف الغمة 331- كتاب الصيام (08) حكم الجنابة للصائم والتحفظ عن الغيبة والفحش والكذب

للاستماع إلى الدرس

شرح العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ على كتاب كشف الغُمَّة عن جميع الأمة، للإمام عبدالوهاب الشعراني:  331- كتاب الصيام (08) حكم الجنابة للصائم والتحفظ عن الغيبة والفحش والكذب

صباح الأحد 11 محرم 1447هـ

يتضمن الدرس نقاط مهمة منها:

  • الاحتلام
  •  أقوال في حكم من يصبح صائما وهو جنب
  •  مقصود الصوم
  •  ترك الصائم للمعاصي
  •  هل يقال: "إني صائم" بقلبه أو لسانه؟
  •  معنى حديث "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه"
  •  معاني قول الله: "الصوم لي وأنا أجزي به"
  •  إنما الصيام من اللغو والرفث

نص الدرس مكتوب:

"وكان ﷺ كثيراً ما يصبح في نهار رمضان جنباً من جماع غير احتلام لعصمته منه ثم يصوم ذلك النهار ولا يقضي وكان يقول لمن يتنزه عن ذلك: "والله إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله وأعلمكم بما أتقي"، وكان أبو هريرة يقول: من أصبح وهو جنب فلا يصم ذلك اليوم، فبلغ ذلك عائشة فأرسلت إليه وأخبرته بأنه ﷺ كان يصبح جنباً فرجع أبو هريرة عن قوله وقال: إنما سمعت ذلك من الفضل بن عباس ولم أسمعه من رسول الله ﷺ.

 

فرع: وكان ﷺ يحث الصائم على التحفظ من الغيبة والفحش والكذب ويقول: "إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث يومئذ ولا يصخب فإن شاتمه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم إني امرؤ صائم"، وفي رواية: "إذا جهل على أحدكم وهو صائم فليقل أعوذ بالله منك إني امرؤ صائم"، وكان ﷺ يقول: "من لم يدع قول الزور والجهل والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه"، وكان ﷺ يقول: "ليس في الصوم رياء فإن الله يقول: الصوم لي وأنا أجزي به"، وكان ﷺ يقول: "الصيام جنة ما لم يخرقها، قيل: وبم يخرقها؟ قال بكذب أو غيبة"، وكان ﷺيقول: "ليس الصيام من الأكل والشرب وإنما الصيام من اللغو والرفث"، وكان ﷺ يقول للصائم: "إن سابك أحد فقل إني صائم وإن كنت قائماً فاجلس"، وكان ﷺ يقول للصائم: "رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر".

اللهُمَّ صلِّ أَفضلَ صَلَواتِكَ على أَسْعدِ مَخلوقاتكِ، سَيِدنا محمدٍ وعلى آلهِ وصَحبهِ وَسلمْ، عَددِ مَعلوماتِكَ ومِدادَ كَلِماتِكَ، كُلََّما ذَكَرَكَ وَذَكَرَهُ الذّاكِرُون، وَغَفِلَ عَنْ ذِكْرِكَ وَذِكْرِهِ الغَافِلوُن 

 

الحمد لله مكرمنا بشريعته وبيانها على لسان عبده وحبيبه وصفوته خير بريته، سيدنا محمّد صلّى الله وسلّم وبارك وكرّم عليه، وعلى آله وصحابته، وعلى أهل ولائه ومتابعته، وعلى آبائه وإخوانه من الأنبياء والمرسلين، وآلهم وصحبهم وتابعيهم، وعلى جميع الملائكة المقرّبين، وجميع عباده الصالحين، وعلينا معهم وفيهم، إنّه أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين.

 

وبعدُ،،

يواصل الشيخ -عليه رحمة الله تعالى- يقرأ ما يتعلّق بأحكام الصيام، ويقول -عليه رضوان الله- في من يُصبح في نهار رمضان وهو جُنُب، يقول: "وكان ﷺ كثيراً ما يصبح في نهار رمضان جنباً من جماع غير احتلام لعصمته منه" ﷺ، والعصمة من الاحتلام لجميع النبيّين؛ لا يحتلمون أي: بالرؤيا، لا يخرج المني منهم في النوم برؤيا.

وأما خروج المني:

  •  من دون رؤيا -وهذا بسبب امتلاء الأوعية من دون أي رؤيا-، فليس بمستحيل على الأنبياء.
  • وإنما المستحيل عليهم الرؤيا لأنها من ألاعيب الشيطان. 
  • ثم إنه إن كان يرى أهله وزوجته، يقول: فإنها كرامة. 
  • أو رؤيا محرَّمة، فذلك عقوبة عُجِّلت على شيء من أفكاره أو نظراته أو نيّاته، فتعجّلت له العقوبة. 
  • أو كان من غير صورة، فهذا رحمة ونعمة من نعم الله تعالى.

 

قال:

من يحتلم بصورة شرعية .. فإنها كرامة مرضيّة

وإن يكن بصورة قد حُرِّمت ..  فإنها عقوبة تعجلت

أو لا بصورة فتلك نعمة .. حكاه زروقٌ عليه الرحمة

 

فإذا طلع الفجر على أحد من الصائمين وهو جُنُب، فللعلماء في ذلك أقوال:

أشهرها والذي عليه جماهير العلماء والمذاهب في الفقه الإسلامي أنّ صومه صحيح؛ سواءًا كان في صوم فرض أو صوم نفل، أخّر الغسل عمداً أو كان لنوم أو نسيان، لعموم ما جاء في الحديث عندنا. وهذا عليه جماعة فقهاء الأمصار بالحرمين والعراق وغيرها من الأقطار، وعليه مذهب الإمام مالك وأبو حنيفة والشافعي والإمام أحمد -عليهم رضوان الله تبارك وتعالى-.

  • فالأئمة الأربعة وكثيرٌ من أرباب الفقه أيضاً يقولون بأن الصوم صحيح.
  • مقابله ما يذكر عن الفضل بن عباس وأسامة بن زيد أنه يبطل صومه، كائناً فرضاً أو غيره.
  • وثالثها: ما يفرّق بين أن يُؤخّر الغسل عالماً بجنابته أم لا، فإن علم وأخّره عمداً لم يصح، وإلّا صح، ويُذكر عن طاؤوس وعروة بن الزبير والنخعي.
  • ورابعها: فرّق بين الفرض والنفل، فلا يجزئه في الفرض ويجزئه في النفل. 
  • وخامسها: أنه يتم صومه ويقضيه. 
  • وسادسها: أنه يستحب القضاء في الفرض دون النفل. 
  • وسابعها: أنه لا يبطل صومه إلا إن أخّر الغسل حتى طلعت الشمس، وهذا على مذهب ابن حزم أن تعمُّد المعصية يبطل الصوم.

 

فالأئمة الأربعة على أن صومه صحيح، بل عليه أن يغتسل ويصلي الفجر.

 

قال: وكان يقول لمن يتنزه عن ذلك: "والله إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله وأعلمكم بما أتقي"،  فهو القدوة العظمى ﷺ، (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) [الأحزاب:21]. 

"وكان أبو هريرة يقول: من أصبح وهو جنب فلا يصم ذلك اليوم، فبلغ ذلك عائشة فأرسلت إليه وأخبرته بأنه ﷺ كان يصبح جنباً فرجع أبو هريرة عن قوله وقال: إنما سمعت ذلك من الفضل بن عباس ولم أسمعه من رسول الله ﷺ"، فكان مذهب الفضل بن عباس وأسامة بن زيد كما أشرنا. على كلٍّ فالجمهور على أنه لا يضرّ ولا يبطل، وأنه يصوم.

ثم يقول من يقول من الأئمة: أنه ارتفع الخلاف واستقرّ الإجماع على خلافه، أي: على خلاف القول بإبطال الصوم، كما ذكره الإمام النووي وغيره.

 

ثم أرشد إلى آداب الصوم ومهماته:

أن يتحرّز عن الرفث والمصاخبة والمشاتمة، يقول ﷺ: "إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث يومئذ ولا يصخب فإن شاتمه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم إني امرؤ صائم"، إذًا فمقصود الصوم:

  • تأكيد التقوى في القلب وحسن المراقبة للرّب.
  • وتنشيط وجهات الخير في باطن الإنسان.
  • وتقويته على المراقبة للإله في أحواله كلها (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة:183].

 فيتأكد على الصائم -كما هو واجب على الصائم والمفطر-: 

  • أن يترك الكذب، ويترك الغيبة، ويترك النميمة. 
  • ويتأكد على الصائم حتى في حالة جواز ذلك له في نحو إصلاح وغيره، فينبغي أن يؤخره إلى الليل، ولا يتعمد شيئاً من ذلك، فيكون بالنسبة للصائم مجاله أضيق من الفاطر.
  • وعند الأوزاعي يبطل أصل الصوم إذا حصل غيبة أو نميمة فيبطل الصوم كله.
  • كما هو أيضاً مذهب ابن حزم: أنه إذا تعمّد المعصية وهو صائم بطل صومه. ولم يصحّحوا خبر: "خمسٌ يفطِّرن الصائم…".

 

ثم أرشد ﷺ يقول: "وكان ﷺ يحث الصائم على التحفظ من الغيبة والفحش والكذب ويقول: "إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث  -أي: لا ينطق بما يستحي منه أهل المروءات- يومئذ ولا يصخب  -يرفع صوته فيه- فإن شاتمه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم إني امرؤ صائم"، وفي لفظ: "إني صائم، إني صائم".

فهل يقول ذلك بقلبه لنفسه أو يقوله بلسانه لمن يخاطبه؟

ففيها أقوال:

  • قول أن يقول ذلك بلسانه: "إني صائم"، حتى يعلم من يجهل أنه معتصم بالصيام عن اللغو والرفث والجهل، فتنكسر سَوْرة المشاتِم والمقاتِل ويقف عن أمره.
  • والثاني: أنه يقول ذلك لنفسه، فيزجُر نفسه عن أن يُشاتم، أو يُسابّ، أو يمشي مع السابِّين والشاتمين، أو يرد عليهم، فليسكت وليتذكر أنه في عبادة يرجو قبولها عند الله، وأن المسابَّة والمشاتمة تتسبب في بطلانها وفي إحباط ثوابها.
  • والقول الثالث، يقول: إن كان في صوم فرض فليقلْ بلسانه، وإن كان في صوم تطوّع فليقل بقلبه. 
  • وجمع بعضهم بينها على رواية مرتين "إني صائم، إني صائم"، قالوا: فيقول المرة الأولى في نفسه لنفسه؛ ليردعها ويزجرها حتى لا تنطلق في الرّد، ثم في المرة الثانية يقولها برفع الصوت؛ ليُسكِّن سَوْرة هذا المشاتم أو المقاتل، فلْيقل إني صائم.

وفي رواية: "إذا جهل على أحدكم وهو صائم فليقل أعوذ بالله منك إني امرؤ صائم"، أنا محتمٍ ومتعوّذ بالله، وما أرد عليك ولا أجاريك فيما أنت فيه.

 

كذلك "وكان ﷺ يقول: "من لم يدع  -أي: يترك- قول الزور  -وهو كل قول محرم- والجهل والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه"، أي: لا يقبل منه الصوم، مجرد ترك الطعام والشراب وهو لا يترك قول الزور والجهل والعمل به، "فليس لله حاجة في أن يدع طعامه"، هو الله محتاج لشيء؟ والمعنى: أنه لا يقبله منه، هذا المعنى، وإلا الله ما له حاجة في شيء أصلاً، ولا يحتاج إلى شيء، ولا يحتاج لأحد، ولكن المراد: "فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه"، أي: لا يقبل الله منه تركه الطعام والشراب مجرداً عن ترك الرفث، فلا يقبله منه، ولا يستلمه منه، ولا يُثيبه عليه؛ هذا معنى "فليس لله حاجة". إذًا فهو كناية عن عدم القبول مثل قوله (لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ) [الحج:37]. يعني: ما ينال القبول عنده مجرد لحوم الهدي والأضاحي ولا دماؤها؛ ولكن التقوى التي في قلوبكم من قصد وجهه، هو الذي يصل إلى القبول لديه، وحيازة الثواب منه -سبحانه وتعالى-.

 

فإذاً:

ليس المقصود من شرعية الصوم نفس الجوع والعطش، بل ما يتبعه من كسر الشهوات وتطويع النفس الأمّارة للنفس المطمئنة، فإذا لم يحصل ذلك فلا قبول للصوم.

 

وكان ﷺ يقول: "ليس في الصوم رياء فإن الله يقول: الصوم لي وأنا أجزي به"، أي: تركه للشهوات من أجل الله تعالى، لا يتطرق إليه الرياء، لأنه يقصد به وجهه، وهو قادر على أن يتظاهر بالصوم ويكون مُفطراً، فتركه جميع المفطرات من أجل الله -تبارك وتعالى- دليل على أنه مخلص لوجه الله -جل جلاله-. 

  • قال فإن الله يقول: "الصوم لي وأنا أجزي به".
  • وفي الحديث الآخر: "كل عمل ابن آدم يضاعف له، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف يتضاعف كثيرا، إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به".

فمن معاني الصوم:

  • أن الصوم مخصوص بكونه لله مع أن جميع الأعمال لله، ولكن هذا تشريف وتكريم للصوم خاصة.
  • قيل: لا يقع فيه الرياء كما رأينا في هذه الرواية، لأنه ما يظهر لابن آدم بفعله، فلا يعلمون أنت صائم أو غير صائم. 
  • ويقولون: إن مختلف العبادات تظهر بفعلها، وقلّ أن يسلم ما يظهر من شوب بخلاف الصوم. 
  • والمعنى الثاني أيضًا: أن المراد بقوله: "وأنا أجزي به" أني أنفرد بعلم مقدار ثوابه، وتضعيف حسناته. فالأعمال كُشفت مقادير ثوابها للناس، وأنها تضاعف إلى عشر إلى سبعمائة إلا الصيام، يُثيب عليه من غير تقدير: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ) [الزمر:10].

 

  • ومن معاني "الصوم لي": أنه أحبّ العبادات إليّ والمقدم عندي، هذا معنى. 
  • ومعنى أيضًا "الصوم لي": أنه إضافة، إضافة تشريف وتعظيم، مثل ما يقال "بيت الله"، والأرض كلها أرض الله، ولكن هذا أضيف إضافة تشريف وتكريم وتعظيم. ولهذا يقول: التخصيص في موضع التعميم لا يُفهم منه إلا التعظيم والتشريف. 
  • ومن المعاني أنه يقول: أن فيه من سرّ الصمدانية، فإن الاستغناء عن الطعام والشراب وغيره من الشهوات من صفات الصمد. ولهذا قال: "إلا الصوم فإنه لي".
  • أو أنه بذلك الصوم شابه ملائكة الرحمن.
  • وكذلك من معاني "فإنه لي": أنه لا حظّ للنفس فيه، ولا حظّ للعبد فيه، فهو لله خالص، فإن النفس لا تحب ترك الطعام، ولا تحب ترك الشراب، ولا تميل إلى ذلك. 
  • وقيل: أنه من معانيه أنه لم يُعبد به غير الله، فإن الذين اتخذوا لهم آلهة باطلة من دون الله، فإنهم يعبدونهم بصورة الصلاة من ركوع وسجود ونحوه، ويعبدونهم بقصدهم والمجيء إليهم، كالحج، وبالطواف بهم، وما إلى ذلك، ويعبدونهم بإخراج الأموال مثل: الزكاة، ولكن ما يعبدونهم بالصوم، فما كان أحد من أجل الصنم يصوم، ولا من أجل الشمس ولا القمر، ولا من أجل البقر يصوم، فلا يتعبّدون بالصوم، فلا يُتعبد بالصوم إلا لله -جلّ جلاله-، فهذا من معاني قوله: "فإنه لي".
  • ومعنى آخر جاء فيه أثر عن ابن عيينة -وهذا معنى عظيم إذا صح- وهو أنه تُوَفَّى مظالم العباد يوم القيامة من أعمال الناس، إلا الصوم، فلا يُؤخذ منه في المظالم، بل يبقيه الله تعالى، حتى يُرضي الخصماء الذي له الصوم المقبول. قال ابن عيينة: إذا كان يوم القيامة يحاسب الله عبده ويؤدي ما عليه من المظالم من عمله، حتى لا يبقى له إلا الصوم، فيتحمّل الله ما يبقي عليه من المظالم، ويدخله بالصوم الجنة.
  • والقرطبي يقول: أنا كنت استحسنت هذا الجواب حتى فكرت في حديث المقاصّة، فإنه ذكر فيه جملة من الأعمال المفلس الذي يأتي يوم القيامة بالصلاة والصدقة والصيام، ويأتي وقد شتم هذا وضرب هذا وأكل مال هذا، فيؤخذ لهذا من حسناته وهذا من حسناته حتى إذا لم تبق له حسنة... معناه حتى الصوم.

 

وكان ﷺ يقول: "الصيام جُنَّة -أي: وقاية وحماية وحصن- ما لم يخرقها، قيل: وبم يخرقها؟ قال بكذب أو غيبة"، وكان ﷺيقول: "ليس الصيام من الأكل والشرب وإنما الصيام من اللغو والرفث"، وكان ﷺ يقول للصائم: "إن سابَّكِ أحد فقل إني صائم وإن كنت قائماً فاجلس"، وكان ﷺ يقول للصائم: "رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع" والعطش -والعياذ بالله تبارك وتعالى- "كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش"، أمثال الذي يفطر على حرام، أو يُمسك عن الطعام والشراب ولا يمسك عن الغيبة والنميمة ونحوها، أو الذي لا يحفظ جوارحه من الآثام، فهذا ما معه من الصوم إلا الجوع والعطش، وحقائق الصوم وفوائده ونورانياته وروحانيته وثوابه ما معه شيء منه -والعياذ بالله تعالى-.

 

رزقنا الله الإنابة والاستقامة، وأتحفنا الله بالكرامة، وكان لنا بما هو أهله في الدنيا والبرزخ ويوم القيامة، وثبّتنا على الحق فيما نقول، وثبّتنا على الحق فيما نفعل، وثبّتنا على الحق فيما نعتقد، ورزقنا كمال الاقتداء بنبي الهدى فيما خفي وما بدا، وجعلنا من خواص أنصاره ظاهرًا وباطنًا في لطف وعافية.

 

بسر الفاتحة

 إلى حضرة النبي محمد

 اللهم صلّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه

 الفاتحة

تاريخ النشر الهجري

11 مُحرَّم 1447

تاريخ النشر الميلادي

06 يوليو 2025

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

الأقسام