كشف الغمة -31- فصل في أذكار تُقال عند النوم

للاستماع إلى الدرس

شرح العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ على كتاب كشف الغُمَّة عن جميع الأمة، للإمام عبدالوهاب الشعراني:  فصل في أذكار تُقال عند النوم

 

 الإثنين: 8 ذو الحجة 1444هـ

يتضمن الدرس نقاط مهمة، منها:

  •  أهمية الاشتغال بذكر الله عند النوم
  •  حديث سيدتنا فاطمة: التسبيح قبل النوم
  •  مجال الخدمة في البيت للرجال والنساء
  •  أحكام خدمة الزوجة ببيتها
  •  عمل سيدتنا فاطمة وسيدنا علي في البيت
  •  سؤال امرأة للنبي عن تفضيل الرجال: ما للنساء من أجر؟
  •  هل خدمة الزوجة واجبة عليها أو مكرمة منها؟
  •  قيام الزوج بخدمة زوجته
  •  ثلاثة أذكار نحرص ألا تفوت علينا
  •  دعاء نبوي قبل النوم يذكرنا بالمأوى

نص الدرس مكتوب:

فصل في أذكار تقال عند النوم 

"كان رسول الله ﷺ إذا وضع جنبه للنوم يذكر الله تعالى بما يلهمه من التسبيح والتهليل والقرآن والاستغفار حتى يأخذه النوم، فكان ﷺ تارة يسبح الله ثَلَاثًا وثَلَاثِينَ ويحمده ثَلَاثًا وثَلَاثِينَ ويكبره أربعاً وثلاثين فذلك مائة".

 وتارة يقول: "الحمدُ للهِ الذي كفاني وآواني وأطعمني وسقاني، والحمدُ للهِ الذي مَنَّ علَيَّ فأفضلَ والذي أعطاني فأجزلَ، والحمدُ للهِ على كلِّ حالٍ، اللهمَّ ربَّ كلِّ شيءٍ ومليكه، أعوذُ بالله من النارِ". 

وتارة يقول: "اللهمَّ أنت خلقْتَ نفسي، وأنت توفَّاها، لك مماتها و محياها، و إن أحيَيْتَها فاحفَظْها، وإن أمَتَّها فاغفِرْ لها، اللهم إني أسألُك العفو والعافية"، 

وتارة يقول: "لحمدُ للهِ الَّذي أطعَمنا وسقانا وكفانا وآوانا فكم ممَّن لا كافيَ له ولا مُؤوي". 

اللهم صلِّ أفضل صلواتك على أسعد مخلوقاتك سيدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم، عدد معلوماتك ومداد كلماتك، كلما ذكرك وذكره الذاكرون وغفل عن ذكرك وذكره الغافلون.

(3 مرات)

 

الحمد لله مكرمنا بنور الهدى ومبينه على لسان ويد عبده محمدٍ المجتبى المصطفى المقتدى صلى الله وسلم وبارك وكرم عليه وعلى آله وصحبه السعداء، وعلى من والاهم في الله وبهم اقتدى، وعلى آبائه وإخوانه من الأنبياء والمرسلين سادات أهل الهدى وعلى آلهم وصحبهم وتابعيهم والملائكة المقربين وجميع عباد الصالحين وعلينا معهم وفيهم إنه أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين. 

وابتدأ الشيخ الشعراني عليه رحمة الله يذكر بعض الأذكار التي وردت عن نبينا ﷺ قبل النوم وابتدأها بحديث سيدتنا فاطمة عليها رضوان الله تبارك وتعالى بعد أن قال: "كان رسول الله ﷺ إذا وضع جنبه للنوم يذكر الله تعالى بما يلهمه من التسبيح والتهليل والقرآن والإستغفار حتى يأخذه النوم على الذكر" ، وهكذا وجب أن لا يغفل المؤمن عن الذكر في جميع الأوقات ولكن في أوقات معينة يركز على الذكر؛ كعند الخروج في البيت، وعند دخوله إليه، وعند دخوله في المسجد وعند خروجه منه، وعند النوم وعند القيام من النوم، فإنه تطوى الصحيفة للإنسان عند نومه صحيفة يومه فيجعل قلبه مشتغلاً بذكر الله تعالى حتى يأخذه النوم على الذكر، وأن روح كل إنسان تشتغل غالباً في طيلة منامها بما اشتغلت به في يقظتها بالاهتمام والمحبة والتعظيم وخصوصًا بما ختم به عمله هذا النايم قبل نومه فيتشتغل به في النوم، وأشار إلى التسبيح "وأن يسبح الله تعالى ثلاثة وثلاثين ويحمد الله تلاثة وثلاثين و يكبرُ أربعاً وثلاثين فذلك مئة". وهذا الذي جاء في حديث السيدة فاطمة عليها رضوان الله تبارك وتعالى.

 وجاء في صحيح البخاري يقول سيدنا علي رضي الله عنه وكرم وجهه: أن فاطمة عليها السلام أتت النبي ﷺ تشكو لما تلقى في يدها من الرحاء، وبلغ أنه جاءه رقيق؛ أي جماعة من المملكين وزعهم على المسلمين، فلم تصادفه؛ أي ما وجدته في البيت، فذكرت ذلك لعائشة، فلما جاء أخبرته عائشة، قال فجاءنا ﷺ، خرج من بيته وقت الليل وقت النوم لما أن قالوا إن فاطمة جاءت ولم تجدك لحاجة فخرج بنفسه إلى بيت فاطمة لمكانتها عنده ومنزلتها لديه ﷺ ولدى ربه سبحانه وتعالى،  قال: فلما جاء أخبرته عائشة، فجاءنا، يقول سيدنا علي وقد أخذنا مضاجعنا فذهبنا نقوم، قال: على مكانكما، فجاء فقعدا بيني وبينه، فقال:"ألا أدلكما على خير مما سألتما إذا أخذتما مضاجعكما أو أويتما إلى فراشكما فسبِّحَا ثَلَاثًا وثَلَاثِينَ واحْمَدَا ثَلَاثًا وثَلَاثِينَ و كَبِّرَا أربعًا وثلاثين فهو خير لكما من خادم"قالوا فقائل هذا التسبيح قبل النوم يمده الله بنشاط وقوة حتى يستطيع أن يقوم بالمهام في يومه أحسن مما يكون خادمه يسعد عليها، فيمده الله تعالى بقوة من عنده وقدرة وبركة في حركته فيقضي بها مراده أحسن من مساعدة خادم له فهو من الأذكار المهمة قبل النوم.

وجاء في رواية الإمام أحمد عليه رضوان الله تبارك وتعالى يقول سيدنا علي قلت لفاطمة لو أتيت النبي ﷺ فسألته خادمًا فقد أجهدك الطحن والعمل وقال في رواية: أنه قد جهدك الطحن والعمل قالت فانطلق معي فانطلقت معها سألناه فقال ﷺ: "هل أدلكما على ما هو خير لكم عن ذلك إذا أويتما إلى فراشكما فسبِّحَا ثَلَاثًا وثَلَاثِينَ واحْمَدَا ثَلَاثًا وثَلَاثِينَ وكَبِّرَا الله اربعًا وثلاثين فتلك مئة على اللسان وألف في الميزان فقال سيدنا علي ما تركتها مذ سمعتها من رسول الله، فقال له رجل: ولا ليلة صفين؟ ليلة القتال والمعركة قال:"ولا ليلة صفين"، إذا أتيت بها من آخر الليل رضي الله عنه، ففيه المواظبة على العمل والاهتمام بالطاعة وذكرهم بها ﷺ. قال من ليلة أخبرني قال خلاص ولا ليلة تركتها إلى آخر عمره عليه الرضوان الله تبارك وتعالى.

وعند ذكر حديث السيدة فاطمة وشغلها في البيت يتحدث العلماء والفقهاء عن مجال الخدمة والفضل في الخدمة في البيت من قبل الرجال ومن قبل النساء، وكان ﷺ في بيته يكون في خدمة أهله، يطرح هذا ويشيل هذا ويقمُ البيت ويكنسه ويقطع اللحم، ويكون في خدمة أهله ﷺ، قال: هذا من المستحبات للرجل وفيها أيضا عدم لزوم أن يخدم زوجته مهما كانت قادرة على القيام بالعمل والخدمة، ولم تكن تُخدَم في بيت أبيها وهكذا. واختلف في ذلك العلم، ومن هذا الحديث أخذ جمهور المالكية وبعض أهل العلم، أنه يجب على الزوجة أن تقوم بالخدمة في بيت زوجها حسب المتعارف عليه. 

وقال جمهور العلماء من الشافعية والحنابلة: أنه لا يجب على المرأة أن تخدم في بيت زوجها، وإنما هذا من حسن المعاشرة وحسن المعاملة ومن التبرع والتطوع، لا إله إلا الله. بل قال أيضاً أكثر الفقهاء: أنه إذا كانت ممن تُخْدَم في بيت أبيها وأنها ألفت أن تُخْدَم يجب عليه أن يخدمها فإذا كانت من ذوي الأقدار وكانت ممن يُخدم يجب عليه أن يدبر لها خادماً يقوم بمصالحها المهمة. وهكذا يقول: إذا كان الزوج ذا سعة وهي ذات قدر ليس شأنها الخدمة فعليه. يقول الحنفية: إذا امتنعت المرأة عن الطحن والخبز من كانت ممن لا يَخدم أو كان بها علة، فعلى زوجها يأتيها بطعام مهيئ لأن نفقتها عليه يجيء لها بطعام مطبوخ، وإن كانت مِن مَن تخدم نفسها وتقدر على ذلك لم يجب عليه، ولا لها أخذ أجرة على ذلك.

ويقولون أنه عليه الصلاة والسلام قسم الأعمال بين علي وفاطمة، فجعل الأعمال الخارج على علي والداخل على فاطمة رضي الله تعالى عنها وهي سيدة نساء العالمين، فقيامها بالخدمة من أعظم القربات إلى الله تبارك وتعالى. وجاء أيضًا في الحديث أنه لما كلمته امرأة وقالت: إنِّي وافدةُ النِّساءِ إليكَ، وما من امرأة علمت بمخرجي هذا إليك إلا هي منتظرة مني الجواب…. يا رسول الله بعثك الله إلى النساء والرجال وقد فضلتم علينا معاشر الرجال بالجهاد والجمعة والحج فما لنا؟ أي من الثواب والأجر. هذا سؤال المؤمنات، جاءوا قالوا لهم زاحموا الرجال في الأعمال و تبرجن وتكشفن وطالبن بهذا!؟؟ ما كان يطالبن إلا بالثواب والأجر، ما لنا من الأجر أنتم؟ في الغالب ما يحضر في الجمعة النساء ولا يخرجن للحج إلا قليل، ولا يقُمن في الجهاد، حتى الرجال يقومون به فيحوزون بذلك الثواب قالوا، ونحن ماذا لنا عند الله تعالى يا رسول الله؟ ينقص أجرنا ومثوبتنا؟ فأعجبه سؤالها وقال: هل رأيتم امرأة أحسن سؤالًا من هذه؟ قال: "يا هذه أَبلِغي من وراك من النِّساءِ؛ أنَّ حُسنَ تَبعُّلِ إحداكنَّ لزوجِها تعدل ذلِكَ كلَّهِ". قال: تحسن التّّبَعُّل لزوجها فتطيعه تدخل السرور عليه، وتقوم بالخدمة في البيت تفوق وتعدل الحج والجمعة والجهاد، وكله تحصله هي وسط البيت، وتنال هذه المنزلة عند الله تبارك تعالى؛ منزلة أهل الجمعة والحجاج والمجاهدين في سبيل الله تحصله بحسن قيامها بالعمل في بيت زوجها وإدخال السرور عليه وطاعة أمره وهكذا. 

كما قلنا أنَّ الشافعية والحنابلة وبعض من المالكية يقولون: ليس على الزوجة أن تخدم على الوجوب، ولكن ذلك من المكارم والخيرات. لكن الحنفية يقولون: يجب على المرأة أن تخدم زوجها بالمعتاد وذكروا أن النبي ﷺ جعل الأعمال وسط البيت على فاطمة والعمل في الخارج على علي رضي الله عنهم.  لكن كما أسلفنا جمهور المالكية ومعهم أبو ثور وابن أبي شيبة وأبو إسحاق يقولون: على المرأة أيضا خدمة زوجها في الأعمال الباطنة التي جرت العادة بقيام الزوجة بمثلها، واستدلوا بقصة سيدتنا فاطمة مع سيدنا علي وأخذوا نص الحديث "لو كنْتُ آمِرًا أحدًا أنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ ،لَأَمَرْتُ المرأةَ أنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِها". وما جاء أيضًا عند بن ماجة بسند ضعيف يقول: "ولو أن رجلًا أمَرَ امرأتَه أن تَنْقُلَ مِن جبلٍ أحمرَ إلى جبلٍ أسودَ، و من جبلٍ أسودَ إلى جبلٍ أحمرَ لكان نولُها أن تَفْعَلَ." وكما كان ﷺ يعود نساءه في الخدمة في بيته له وللضيف وقد تقدم معنا "أطعمينا يا عائشة، أسقينا يا عائشة" لما جاء بضيوف أهل الصفة إلى البيت؛ وكانت تقدم لهم ذلك ومع صغر سنها وهكذا. 

يقول الطبري: أن كل من كانت لها طاقة من النساء على خدمة بيتها في خبزٍ أو طحن أو غير ذلك أن ذلك لا يلزم الزوج إذا كان معروفًا أن مثلها يلي ذلك ويقوم بذلك. وكذلك يقول الجمهور: أن أيضًا إذا قام الزوج بخدمة زوجته فذلك من الشمائل والفضائل والمكارم التي يحوز بها القربة والاقتداء برسول الله، وذهب الحنفية: أنه ليس للزوجة استخدام زوجها الحر بجعله خدمته له مهرًا. وهكذا وتحرزوا من أن يقف موقف الخادم وفي الأمر سعة. ثم أن هذا الذكر عند النوم من المهمات حتى كان يقول بعض العارفين: إحرص على ما جاء من الأذكار في السنة، وما فاتك فاقضه، ولكن إلا ثلاثة أحرص أن لا تفوتك وتأتي بها في وقتها وهي سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم استغفر الله قبل صلاة الصبح مئة مرة، ولا إله إلا الله الملك الحق المبين، والثالث هذا الذكر قبل النوم تسبيح. احرص ألا تفوتك وتأتي بها في وقتها ومحلها لقوة أثرها وعظمتها.

ثم ذكر لنا من أذكاره ﷺ وتارة يقول: "الحمدُ للهِ الذي كفاني وآواني وأطعمني وسقاني، والحمدُ للهِ الذي مَنَّ علَيَّ فأفضلَ والذي أعطاني فأجزلَ، والحمدُ للهِ على كلِّ حالٍ، اللهمَّ ربَّ كلِّ شيءٍ ومليكه، أعوذُ بالله من النارِ". 

جاء في رواية أبي داود والنسائي والإمام أحمد عن ابن عمر "أن رسول الله ﷺ كان يقول: "إذا أخذ مضجعه الحمد لله الذي كفاني وأواني وأطعمني وسقاني والذي من علي فأفضل والذي أعطاني فأجزل الحمد لله على كل حال اللهم رب كل شيء ومليكه وإله كل شيء أعوذ بك من النار". 

وجاء في رواية البيهقي في شعب الإيمان يقول أنس بن مالك رضي الله عنه قال رسول الله ﷺ: "من قال إذا أوى إلى فراشه الحمد لله الذي كفاني وأواني، الحمد لله الذي أطعمني وسقاني والحمد لله الذي منَّ عليَّ فأفضل؛ فقد حمِدَ الله بجميع محامد الخلق كلهم" أي: يُكتب له ثواب حمد الحامدين. هكذا رواه البيهقي في شعب الإيمان، يقول: "كفاني" يعني: من الشر والأسوأ وأنواعها وأمَّنَني، "وآواني" أي: ضمني إلى بيت يكنني وفراش أتدثر به وأدفأ، "وأطعمني وسقاني" الله أكبر. (أَفَرَءَیۡتُم مَّا تَحۡرُثُونَ* ءَأَنتُمۡ تَزۡرَعُونَهُۥۤ أَمۡ نَحۡنُ ٱلزَّ ٰ⁠رِعُونَ﴾ [الواقعة:63-64]، (أَفَرَءَیۡتُمُ ٱلۡمَاۤءَ ٱلَّذِی تَشۡرَبُونَ * ءَأَنتُمۡ أَنزَلۡتُمُوهُ مِنَ ٱلۡمُزۡنِ أَمۡ نَحۡنُ ٱلۡمُنزِلُونَ) [الواقعة:68-69]، قال سيدنا إبراهيم الخليل: (وَٱلَّذِی هُوَ یُطۡعِمُنِی وَیَسۡقِینِ) [الشعراء:79] جل جلاله وتعالى في علاه. 

قال: "والحمد لله الذي مَنَّ" أي: تفضل علي بنعمته "فأفضل" أي: زاد، الفضل هو الزيادة على الكفاية، "الحمدلله الذي أعطاني فأجزل" يعني: أوسع العطاء أجزل عظم وغلظ وكبَّرَ العطاء له الحمد "الحمدالله على كل حال اللهم رب كل شيء ومليكه" أي: ومالكه، المليك لغة في الملك، "وإله كل شيء" لا إله إلا الله. وهكذا سمعنا رواية البيهقي "من قال إذا أوى إلى فراشه الحمد لله الذي كفاني وأواني الحمد لله أطعمني وسقاني والحمد لله الذي من علي فأفضل فقد حمد الله بجميع محامد الخلق كلهم". فيأخذ المؤمن نصيبه من أذكار نبيه ﷺ. 

وتارة يقول: اللهمَّ أنت خلقْتَ نفسي، وأنت توفَّاها، لك مماتها و محياها، و إن أحيَيْتَها فاحفَظْها، وإن أمَتَّها فاغفِرْ لها، اللهم إني أسألُك العفو والعافية"، وتارة يقول: "لحمدُ للهِ الَّذي أطعَمنا وسقانا وكفانا وآوانا فكم ممَّن لا كافيَ له ولا مُؤويﷺ". جاء في صحيح مسلم عن ابن عمرأنَّهُ أَمَرَ رَجُلًا إذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ قالَ: اللَّهُمَّ خَلَقْتَ نَفْسِي، وَأَنْتَ تَوَفَّاهَا، لكَ مَمَاتُهَا وَمَحْيَاهَا، إنْ أَحْيَيْتَهَا فَاحْفَظْهَا، وإنْ أَمَتَّهَا فَاغْفِرْ لَهَا، اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ العَافِيَةَ. فَقالَ له رَجُلٌ: أَسَمِعْتَ هذا مِن عُمَرَ؟ فَقالَ: مِن خَيْرٍ مِن عُمَرَ؛ مِن رَسولِ اللهِ ﷺ".

وهكذا أيضًا جاء في رواية ابن حبان والطبراني وأبي يعلى، عن ابن عمر يقول: "كان إذا آوى إلى فراشه، قال: اللهم أنت خلقت نفسي وأنت تتوفاها لك مماتها ومحياها، اللهم إن توفيتها فاغفر لها وإن أحييتها فاحفظها اللهم إني أسألك العافية، وقال له الرجل: أكان عمر يقول هذا؟ قال: بل خير من عمر كان يقوله"، أراد به النبي ﷺ. 

وجاء أيضًا في صحيح مسلم وأبي داود والترمذي وعند الإمام أحمد بن حنبل، يقول أنس رضي الله عنه: إن الرسول ﷺ، كان إذا أوى إلى فراشه قال: "الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا، فكم ممن لا كافية له ولا مُؤوي" يذكرنا بالنعم ﷺ؛ أي: كثير من خلق الله لا يكفيهم الله شر الأشرار، ولا يجعل لهم مسكنًا يتركم يتأذون في الصحاري بالبرد والحر. ولا إله إلا الله، وكم من مُنْعَم عليه لم يعرف قدر نعمة الله فكفر بها. لا إله إلا الله، 

فالله يبارك لنا في يقظتنا ومنامنا، ويجعلنا على أدب نبينا في جميع أحوالنا، ينظمنا في سلك أهل الصدق ومعه والإنابة إليه، إنه أكرم الأكرمين وأرحم الرحمين.

كان صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه وقال ربنا: ( يا یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱذۡكُرُوا۟ ٱللَّهَ ذِكۡرًا كَثِیرًا وَسَبِّحُوهُ بُكۡرَةً وَأَصِیلًا﴾ [الأحزاب:41-42]، اللهم ارزقنا المعونة منك على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وإتمام ذلك وأدائه على الوجه الأرضا لك و الأحب إليك بمحض فضلك في لطف عافية.

بسر الفاتحة

 إلى حضرة النبي محمد اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابة

 الفاتحة

تاريخ النشر الهجري

08 ذو الحِجّة 1444

تاريخ النشر الميلادي

26 يونيو 2023

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

الأقسام