(536)
(228)
(574)
(311)
شرح الحبيب العلامة عمر بن محمد بن حفيظ على كتاب الموطأ لإمام دار الهجرة الإمام مالك بن أنس الأصبحي، برواية الإمام يحيى بن يحيى الليثي، كتاب القرآن ، تتمة باب ما جاء في القرآن.
فجر السبت 4 جمادى الأولى 1442هـ.
تتمة باب مَا جَاءَ فِي الْقُرْآنِ
547- وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أبِي سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: "يَخْرُجُ فِيكُمْ قَوْمٌ، تَحْقِرُونَ صَلاَتَكُمْ مَعَ صَلاَتِهِمْ، وَصِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ، وَأَعْمَالَكُمْ مَعَ أَعْمَالِهِمْ، يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ وَلاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ، تَنْظُرُ فِي النَّصْلِ فَلاَ تَرَى شَيْئاً، وَتَنْظُرُ فِي الْقِدْحِ فَلاَ تَرَى شَيْئاً، وَتَنْظُرُ فِي الرِّيشِ فَلاَ تَرَى شَيْئاً، وَتَتَمَارَى فِي الْفُوقِ".
548- وَحَدَّثَنِي عَنْ مَالِكٍ، أَنَّهُ بَلَغَهُ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ مَكَثَ عَلَى سُورَةِ الْبَقَرَةِ ثَمَانِيَ سِنِينَ يَتَعَلَّمُهَا.
الحمد لله مُكرمنا بحُسن البيان، على لسان حبيبه المنزَل عليه القرآن، سيدنا محمّدٍ صلى الله وسلم وبارك وكرّم عليه في كل حينٍ وآن، وعلى آله وأهل بيته المطهّرين عن الأدران، وعلى أصحابه الغرّ الأعيان، وعلى من والاهم في الله وتابَعهم بإحسان، وعلى آباء سيدنا محمّد وإخوانه من الأنبياء والمرسلين من رفع الله لهم القدر والشأن، وعلى آلهم وأصحابهم وتابعيهم، وعلى ملائكة الله المقرّبين، وجميع عباد الله الصالحين، وعلينا معهم وفيهم إنه أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين الكريم الرحمن.
وبعدُ،
يواصل سيدنا الإمام مالك -عليه رحمة الله تبارك وتعالى- الأحاديث المتعلّقة بالقرآن الكريم وتلاوته وأحوال الناس فيه، ويذكر هذا الحديث المتعلّق بفئاتٍ من الأمّة يضلّون ويخرجون عن سواء السبيل، ولا يكون حظّهم من القرآن إلا تلاوته بالألسن، لا يجاوز القرآن حناجرهم؛ والحنجرة: أقصى أو طرف الحلق ممّا يلي الفم، وقيل أسفل من ذلك؛ فمعناه: أن صورة القرآن تتناول مخارج الحروف منهم، لا يتم إلى حلوقهم شيء فضلًا عن قلوبهم! فليس لهم من القرآن حقيقة، ولا نصيب من سرّه ونوره ومعانيه إلا حفظ ألفاظه وكثرة تلاوته صورةً -والعياذ بالله تعالى-.
وأجمع أهل العلم أن أوائل هؤلاء الذين ظهروا في الأمّة هم الذين خرجوا على سيّدنا عليّ وقاتلوا الصحابة الكرام -عليهم رضوان الله-، أنهم الذين ينطبق عليهم ذلك الوصف بدقة وصف رسول الله ﷺ. ثمّ من تناوله هذا الوصف أو مضى على ذلك السبيل، كما أشار سيدنا عليّ إلى أنه لا يزال في الأمة منهم، كلما قُطع منهم قرنٌ بدأً قرنٌ، حتى يقاتل آخرهم مع الدجّال -والعياذ بالله تبارك وتعالى- أعاذنا الله من الضلال والزيغ والخروج عن سواء السبيل.
يقول سيدنا أبو سعيد -رضي الله تعالى عنه- سعد بن مالك بن سنان الخدري: "سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: يَخْرُجُ فِيكُمْ"؛ يَخْرُجُ فِيكُمْ؛ أي: بينكم أو عليكم يكون المعنى فيه، "قَوْمٌ"؛ فكان منهم أهل النهروان الذين خرجوا على سيدنا عليّ، وتأوّلوا في الآيات تأويلاتٍ باطلة، واستحلّوا الدماء وقاتلوا الصّحابة الكرام -عليهم رضوان الله تبارك وتعالى- وكفّروهم. "يَخْرُجُ فِيكُمْ قَوْمٌ، تَحْقِرُونَ صَلاَتَكُمْ مَعَ صَلاَتِهِمْ، وَصِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ"، فكانوا يصومون النهار ويقومون الليل، حتى قال ابن عباس: "لم أرَ أشدّ اجتهادًا منهم!"، لكن داخلين في معاني: (عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ) [الغاشية:3] عمل بلا حقيقة، بِلا أجر، بلا ثواب بلا قبول عند الله تعالى، فما يغني عنهم ذلك شيء! وقد بكى سيدنا عمر لمّا رأى بعض المتعبّدين من النصارى -من الرهبان- يجوع في زهده واجتهاده وعبادته، بكى وتلا: (عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ). تعمل وتنصَب، تعب فقط ما فيه ثواب ولا أجر ولا مكانة لعدم إيمانهم بالنبي محمّد ﷺ.
وهؤلاء من الذين يقولون: لا إله إلا الله محمّد رسول الله، ولكن غلب على قلوبهم سوء الظن بعباد الله الصالحين، ووصلوا إلى التكفير وتأوّلوا، ولتكفيرهم لم يقبلوا شيئًا يُذكر عن رسول الله ﷺ، فما تبيّن لهم القرآن ولا عرفوا معانيه ودلالاته مِن المبيّن له؛ رسول الله، (..لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ..) [النحل:44]، انقطعوا عن سنّته، فانقطعوا عن حقيقة القرآن، وسوّلت لهم أنفسهم أنهم يجتهدوا، وأنهم يفهمون خطاب الله، وأنهم هم الذين يطبّقونه، وجاءوا إلى من يُشير الكتاب إليهم بالرفعة والعمل من السابقين الأولين، وخرّجوهم من الملّة وكفّروهم وقتّلوهم -والعياذ بالله- انظر كيف يفعل الشيطان بأتباعه حتى باسم الدين، هؤلاء باسم الكفر وهؤلاء باسم الدين، يلعب بهم لعب، ويُلحقهم بالأخسرين أعمالًا، والعياذ بالله سبحانه وتعالى.
كانوا يُكثرون صلاةً وصيامًا على غير هدى؛ على غير تقوى، على غير صحة في النظر، "وَأَعْمَالَكُمْ مَعَ أَعْمَالِهِمْ" لا أنها صلاة وصيام وحدها، كلها أعمال تقول أنهم مجتهدين وعبّاد! "يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ"، وفي رواية عند البخاري: "يتلون كتاب الله رطبًا"، أي: لكثرة مواظبتهم عليه أو تحسين أصواتهم به، "وَلاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ"؛ جمع حنجرة، -والعياذ بالله تعالى- يعني: قراءتهم لا يرفعها الله ولا يقبلها ولا يصل إلى قلوبهم من نور القرآن شيء، نعوذ بالله من غضب الله.. والحنجرة: آخر الحلق ممّا يلي الفم، وقيل أعلى الصدر. وقال ابن عبد البر يذكر في (الاستذكار): وكانوا لتكفيرهم الناس لا يقبلون خبر أحد عن النبي ﷺ، فلم يعرفوا بذلك شيئًا من سنته وأحكامه المبينة لمجمل القرآن، ولا سبيل إلى المراد بها إلا ببيان رسوله ﷺ.
"يَمْرُقُونَ" يعني: يخرجون سريعًا، "مِنَ الدِّينِ"؛ قيل: أي: من حقيقة الطاعة والعبادة ، وقيل: المراد بالدين الإسلام، والعياذ بالله تبارك وتعالى. قال الحافظ: وخرج الكلام مخرج الزجر، وأنهم بفعلهم ذلك يخرجون من الإسلام الكامل، "يمرقون من الدين كما يمرق السهم" وفي رواية : " مُرُوقَ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ" الرَّمِيَّةِ: الصيد المرمي الذي يرميه الصائد، فيمرق فيه السهم ويخرج من الناحية الأخرى. "كما -يخرج- يمرق السهم من الرمية"؛ يعني: يمرّ بسرعة من طرف هذه البهيمة إلى الطرف الثاني فيخرج منها، لا يستقرّ فيها؛ فكذلك شأنهم مع الدين، والعياذ بالله تبارك وتعالى. "كما يمرق السهم من الرمية"؛ الصيد المرمي، رميّة: فعيلة؛ بمعنى الصيد المرمي الذي يُوجّه إليه السهم.
قال: "تَنْظُرُ" الرامي "فِي النَّصْلِ" حديدة السهم، هل ترى فيه أثر الدم؟ "فَلاَ تَرَى شَيْئاً"، "وَتَنْظُرُ فِي الْقِدْحِ" خشب السهم؛ ما بين الريش والسهم، هل من أثر؟ ما تجد أثر.. "فَلاَ تَرَى شَيْئاً، وَتَنْظُرُ فِي الرِّيشِ" ريش السهم لعلّك ترى فيه شيء "فَلاَ تَرَى شَيْئاً، وَتَتَمَارَى فِي الْفُوقِ"؛ موضع الوتر من السهم، تشك هل عَلِق به شيءٌ من الدم أو لا .."وَتَتَمَارَى"، يقول: لوجود نطقهم بالشهادتين، ومظاهر عبادة عليهم، فتبقى على شكٍّ من حالهم، هل هم مسلمين أو غير مسلمين؟ مؤمنين أو غير مؤمنين؟ كيف يقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله.. ويصلّون كثيرًا ويصومون كثيرًا… ويقاتلون الأخيار والصالحين؟!
تشك في إسلامهم.. ففيه عدم القطع بكفرهم ويبقى الشك، ولكن العلامات تدل أنهم ما عندهم شيء من حقائق الإسلام - والعياذ بالله تبارك وتعالى- ولهذا أبى سيدنا عليّ تكفيرهم، وقال عنهم: قومٌ أصابتهم فتنة فعموا وصمّوا وبغوا علينا وحاربونا وقاتلونا، ظلموا أنفسهم هؤلاء؛ هذا غاية وصفهم في فقه سيدنا الإمام عليّ -عليه رضوان الله- فما أعجب مسلك أهل السُّنة والحق والهدى في أدبهم مع الله تعالى، حتى مع من يستحق القتال، ومع من تشهد الشواهد على خروجهم من الملّة من أصلها -والعياذ بالله تبارك وتعالى- وعلى سوء المصير لهم، مع أنه قد قال ﷺ: "إني قاتلتهم"؛ يعني: الكفار "على تنزيله، ومن منكم يقاتلهم على تأويله؟" والتفت الصحابة، وكان سيدنا عليّ مشتغل بنعله، فقال: صاحب ذاك النعل! يقاتهلم على تأويله كما قاتلتهم على تنزيله، صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وهكذا، حتى قال سيدنا عليّ: لم أقاتل أهل النهروان على الشرك، قالوا: كفار هم؟ قال: هم من الكفر فرّوا، قالوا: منافقون؟ قال: المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلا، وانظر هم يذكرون الله كثير!.. قالوا: فمن هم؟ قال: قومٌ أصابتهم الفتنة؛ فعموا وصمّوا، إخواننا بغوا علينا، قاتلونا فقاتلناهم، عليه الرضوان.
ولكن فيهم طوائف، فهم توزّعوا، حتى الخوارج نفسهم إلى نحو عشرين فرقة، فيهم أشدّهم: من أنكر الصلوات الخمس كلها، وقالوا: صلاة بالغداة وصلاة بالعشي فقط! أين؟ ليس في القرآن خمس صلوات.. لا حول ولا قوة إلا بالله! ويريدون الاحتجاج بالقرآن، وقد انفصلوا عمّن أُنزل عليه القرآن ﷺ فكيف يعرفون القرآن؟! إنّا لله وإنا إليه راجعون! هؤلاء على كفر بيقين، كفار بمعتقد الأئمة كلهم؛ لأنهم أنكروا معلوم من الدين بالضرورة، ولكن عمومهم توقّفوا في تكفيرهم، وكان بعضهم قريبين إلى الحق وأهل السنة منهم.
واحتاط أهل السُّنة كثير في إطلاق التكفير على أنواع أهل البدع، وأهل الزيغ، وأهل الضلال، وإن كان الكثير من أهل الزيغ والضلال يبادرون إلى تكفير الصالحين والأئمة، ويسارعون إلى ذلك، ومن المعلوم كما صحّ في الحديث أنها تعود على من قالها، فكل "مَن قال لأخيه يا كافر، فقد باء بها أحدُهما"، "إن كان كما قال وإلا حار عليه"، كما جاء في البخاري وفي مسلم وغيرهما. ولهذا لمّا تأمل بعضهم قوله: فيها "تسعة أعشار الكفر" لما ذكروا له ﷺ نجد، كيف تسعة أعشار الكفر؟ فكان بعض أهل العلم والمعرفة يقول: أرى إطلاقهم التكفير على الأمة يعود عليهم؛ فصار الكفر كله عندهم! في الأرض نصارى ويهود، ولكن هؤلاء يكفّروا الصحابة، كم عدد الصحابة؟ ويرجع عليهم كفر بعدد كل واحد، يكفّرون التابعين، يكفّرون تابعي التابعين، ويكفّرون… بل يصرّح بعضهم على كفر الأمة من قرون! والعياذ بالله تبارك وتعالى.. فيرجع الكفر عليهم ولهذا قال فيها "تسعة أعشار الكفر" والعياذ بالله تبارك وتعالى، الله يخلّص الأمة من كل زيغ وضلال وشر وسوء.
وحدّثنا بعد ذلك: "عَنْ مَالِكٍ، أَنَّهُ بَلَغَهُ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ مَكَثَ عَلَى سُورَةِ الْبَقَرَةِ ثَمَانِيَ سِنِينَ يَتَعَلَّمُهَا"، لا لبطء حفظه، كان يمكن يحفظها في يوم أو يومين، ثلاث أيام، أربع أيام،… ولكن كان يتعلّم فرائضها وأحكامها وما يتعلّق بها، ويعمل بها، ثم يمشي، وهكذا كان طريقة أخذهم للقرآن؛ يقفون عند الآيات التي يأخذونها ويتأمّلون معانيها، ويحسنون العمل بما فيها، ثم يأخذون أخرى وهكذا، فمكث ثمان سنين في سورة البقرة، عليه الرضوان.
وفي هذا: تعظيمهم للقرآن، وحسن عملهم بما في القرآن، فما عندهم تلاوة لا تجاوز الحناجر، ولكن تلاوتهم تملأ السرائر بنور المعرفة بالفاطر مُنزل الآيات، وبمكانة عبده المصطفى خير البريّات ﷺ.
ثم أكمل هذا الباب ليأتي لنا عند سجدات القرآن، والعجيب أنه بدأ بسجدة (إذا انشقّت..) مع أن المشهور عند المالكية: أنه لا سجود فيها، ولا سجود في سورة (اقرأ) كذلك. وكذلك رأوا أنه لا يقرأ الإمام بآية سجدة في السرّيّة، ولهم كلام حتى في قراءتها في الجهرية وكيف يسجد.
وحدّدوا مواضعها في الكتاب العزيز؛ هي: أربعة عشر عند الشافعية وعند الحنفية كذلك. وعند المالكية إحدى عشر موضع للسجدة.
ولكن الشافعية يعدّون في سورة الحج سجدتان، والحنفية يعدّون سجدة واحدة وهي السجدة الأولى عند قوله: (..إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ) [الحج:18] ولكن يعدّون السجدة الثانية التي كملت الأربعة عشر سجدة (ص)، والشافعية لهم كلام غريب في سجدة (ص) يقولون أنها سجدة شكر، وإذا تلوت الآية تسجد، أهي تلاوة أم شكر؟ ما توجد سجدة شكر كلما ذكرت النعمة تسجد لها…سموها سجدة شكر.
وهكذا مواضع في القرآن، ضبطوا عن النبي ﷺ أنه كان يسجد عندها، فصارت هذه السجدات:
وسيأتي معنا بعض الكلام فيما قرّره الأئمة الأربعة في اجتهادهم حول سجدات القرآن الكريم، وهي سُنّة عند الجمهور، وواجبة عند الحنفية، لمن قرأ آية سجدة أو سمعها، يجب عليه أن يسجد سجدة التلاوة لله تبارك وتعالى.
كما اختلفوا في إنشاء السجود لمن أراد أن يسجد، وإنما سجدة الشكر وسجدة التلاوة وسجدات الصلاة هذه المشروعة، ما عدا ذلك فهل يجوز إحداث سجودٍ؟.. ولكن بإحداث صلاةٍ أو عند حدوث نعمة غير معتادة أو اندفاع نقمة فتسمّى سجدة الشكر، أو عند تلاوة آيةٍ من الآيات التي فيها سجود، فيُسجَد عندها حينئذٍ، وبالله التوفيق.
رزق الله قلوبنا السجود لجلاله وعظمته وكبريائه أبدًا سرمدًا، وأذاقنا لذّة السجود له، وحقّقنا بحقائق السجود في نيّاتنا ومقاصِدنا وأقوالنا وأفعالنا، وذرّات أجزائنا وكليّاتنا، وألحقنا بسيّد الساجدين ونحن مؤتمّين به حسن الائتمام به، في كل حركةٍ وسكون في الظهور والبطون، بِسِرّ الفاتحة وإلى حضرة النبي المأمون ﷺ.
07 جمادى الأول 1442