الكبريت الأحمر - 9 | تكملة أحوال الصوفية

للاستماع إلى الدرس

الدرس التاسع للعلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ في شرح كتاب: الكبريت الأحمر و الأكسير الأكبر في معرفة أسرار السلوك إلى ملك الملوك ، للإمام الحبيب عبد الله بن أبي بكر العيدروس . ضمن دروس الدورة الصيفية الأولى بمعهد الرحمة بالأردن.

مساء الإثنين 22 صفر 1446 هـ

 

نص الدرس المكتوب : 

بسم الله الرحمن الرحيم

من كتاب الكبريت الأحمر والإكسير الأكبر وبسندكم المتصل إلى صاحب الكتاب الحبيب عبد الله بن أبي بكر العيدروس رضي الله تعالى عنه وعنكم ونفعنا بعلومه وعلومكم وعلوم سائر الصالحين في الدارين آمين إلى أن قال:

  • ومن الأحوال: المحو، والإثبات.

"فالمحو: رفع العادات، والإثباتُ: إقامة أحكام العبادات.

وينقسم المحو إلى محوِ الزَّلة عن الظواهر، ومحو الغفلة عن الضمائر، ومحوِ العلة عن السرائر؛ ففي محو الزَّلة.. إثبات المعاملات، وفي محو الغفلة.. إثباتُ المنازلات، وفي محو العلة إثباتُ المواصلات.

والمَحْقَ يشبه المحو، لكنَّ المحقَ فوق المحو؛ لأن المحو يبقى له أثر، والمحقَ لا يبقى له أثر.

 

  • ومن الأحوال: السَتر، والتَّجَلِّي.

 

فالتجلي: نور، ومكاشفة من الله تعالى، يظهر في قلب العارف، يُدْهِشُهُ، ويُحرقه.

والسَّتر: أن يزول عنه ذلك التجلي؛ كي لا يحترق، ويضمحل في نور التجلي.

فالستر رحمةٌ من الله تعالى للعارف، كما أن التجلي نور منه، وفضل، وقربة.

  • ومن الأحوال: المحاضرة، والمكاشفة، والمشاهدة.

      

فالمحاضرة ابتداء، والمكاشفة بعده، ثم المشاهدة.

والمحاضرة.. حضور القلب، وقد يكون بتواتر البرهان وهو بعد وراءَ السَّتر، وإن كان حاضرًا باستيلاء سلطان الذكر.

ثم بعده المكاشفة، وهو حضوره بـنعت البيان، غير مفتقر في هذه الحالة إلى تأمل الدليل، وطلب السبيل.

ثم المشاهدة وهي وجود الحق من غير بقاء تهمة؛ فإذا أصحت سماء السر عن غيوم الستر .. فشمس الشهود مشرقةً عن برج الشرف." 

 

لا إله إلا الله وحده  لا شريك له.

أحوال ومنازلات أهل القرب من الله، وأهل الخصوصية في معرفة الله -تبارك وتعالى-، ألحقنا الله وإياكم بهم، ولا حرمنا بركتهم، ولا أخرجنا عن دائرتهم، إنه أكرم الأكرمين.

ممت ينزلهم في أحوالهم تلك ما يسمونه بالمحو والإثبات، يقول: "المحو، والإثبات".

"فالمحو: رفع العادات، والإثباتُ: إقامة أحكام العبادات."، فهم بين محوٍ وإثبات. قال: "فمن محوِ الزَّلة عن الظواهر، ومحو الغفلة عن الضمائر، ومحوِ العلة عن السرائر".

فمحو الزلات، واقتراف الخطيئات، وأنواع الغفلات الداهيات الداهمات على البواطن، إذا انمحت الزلة عن الظاهر من الذنوب والخطايا، والغفلة عن الضمير والباطل، ودام الذكر للمذكور -سبحانه وتعالى- وامتحت العلة والمَرض عن السرائر فصفت السريرة. قال: فيحصل بمحو الزلة إثبات المعاملات الحسنات، مع عالم الظاهر والخفيات والمُطلع على السرائر، رب الأرضين والسموات.

فيحصل بمحو الزلات؛ إثبات شريف هذه المعاملة مع رفيع الدرجات للعرش أهل الكمالات سبحانه وتعالى المطلقة.

فما يحصل إثبات المعاملة؛ إلا بعد محو الزلل والذنوب، والمعاصي والسيئات، وبهذا قالوا لنا: من وطَّن نفسه على ترك المعاصي، جالت روحه في عالم الملكوت، بمعنى: تصحُ له المعاملة مع الحي الذي لا يموت.

وإذا صحت معاملته تبارك وتعالى بترك الزلة فتجوهرت الأعضاء، بأنوار الطاعة الدائمة تحت تبعية (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ)، (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ)، (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ)، كلما أنهيت عملًا وقربةً إلينا (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ * وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَارْغَب) [الشرح: 7-8].

فبمحو هذه الزلات محاها الله عنا وعنكم، تثبت المعاملة الحسنة الشريفة، فيبدأ الإنسان المؤمن يعرف مبادئ سر المعاملة الخاصة مع الإله؛ لأنه انتفت الزلل عن أعضائه. ثم بانتفاء الغفلة عن باطنه؛ "في محو الغفلة إثبات المنازلات"، ما ينازله مما يبادئه به الحق من التفضلات، في المعرفات والتبيينات والتنويرات، والتقريبات، وأنواع الإفاضات.

هذه المنازلات تحصل عندما ينمحي عن الضمائر وعن القلوب الغفلة:

  • (وَلَا تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ) [الأعراف: 205].
  • (سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّۖ … ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ) [الأعراف: 146]. 

فالكبر والغفلة من أقوى أسباب عدم الوعي والفهم للآيات، وعدم وجود المنازلات. (سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّۖ … ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ)

فإذا انمحت الغفلة عن الباطن، ودام الذكر والحضور مع المذكور -جل جلاله- ثبتت المنازلات.. ثبتت المنازلات من حضرة الرب، في توليه لهذا العبد.

فإذا انمحت العلة من السريرة، فلم يبق شيء من الشوائب والكُدرات والأمراض، حينئذ تكون المواصلات الربانية، والمسامرات الرحمانية، والتجليات القدسية القدوسية، ويتهيأ هذا المؤمن لحضيرة سميت حضيرة: لأنها محظورة على غير أهلها، لهذا تسمى حضيرة القدس.

حضيرة القدس: تجتمع فيها أرواح مقربين، وصديقين، وصالحين، من أهل البرازخ ومن أهل الدنيا، يجتمعون في حضيرة القدس.

والشيخ محمد المجذوب غاب عن أصحابه، ولم يدروا أين هو لمدة أسبوع، وقت ما كان فيه حوادث الاختطافات هذه المنتشرة هذه الآن بين الناس، ودفن وغاب هذا؛  بينما هم جالسين جماعة من أصحابه، وإذا بورقة سقطت عليهم؛ مكتوب فيها: بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد المجذوب إلى إخوانه وأصحابه، صدرت من حضيرة القدس.. أما بعدُ، فعسى أنكم بخير وعلى العهد باقين؛ وإني في الحضيرة وبقي لي أطالع فيها من الألواح كذا، ثم أعود لكم في يوم كذا.

فكان بريد غريب، لا لاسلكي ولا إنترنت، ولا شيء يصل إلى هذا المستوى، صدرت من حضيرة القدس؛ لا إله إلا الله، سميت حضيرة: لأنها محضورة على غير أهلها ما يقدرون عليها..  لا إله إلا الله، القدس: الطهر؛ من لم يتطهر ما يصح.

ألذّ العيش كله مع أرباب البصائر***ولا الأسرار إلا لمن صفى السراير

إذن:

  • ونحتاج إلى محو الزلات والذنوب عن أعضائنا، لتثبت لنا المعاملة مع مولانا المعاملة الشريفة الحسنة.
  • نحتاج إلى محو الغفلات عن بواطننا، لتحصل لنا المنازلات من إلهنا.
  • نحتاج إلى محو العلل من السرائر حتى تتحقق لنا المواصلة.

يقول سيدنا الإمام العدني العيدروس: 

هبّت نسيم المواصلة *** بلا اتصال ولا انفصال

ما الاتصال والانفصال؟ الاتصال والانفصال وصف الجسمانيات، كما أن الحق مُنَزّه عن مشابهة الكائنات، فمواصلاته الرحمانية منزهة كذلك عن شؤون الجسمانيات؛ بلا اتصال ولا انفصال. 

بمقتضى مطلع خفي *** وليس للعلم به مجال

أي: يخفى عن العلم المقتنص بالشبكات الخمس الحواس الخمسة، وليس العلم في مجاله، -العلم المقتنص بالشبكات هذه- 

لأنه ثمرة اليقين *** ومرتقى رتبة الكمال.

فمن لزم ما أمر به *** من العمل واليقين نال

حلول جنات أنسه *** يجتني ثمرة الوصال

 

يقول الحبيب علي الحبشي: 

أحيا ولكن حياتي عند ذكر الوصال *** متى متى في حمى ليلى نحط الرحال

 

أحيا ولكن حياتي عند ذكر الوصال… ولكن حياتي البديعة، الكبيرة، الرفيعة، القوية، الهنيئة، عند ذكر الوصال.

          *** متى متى في حمى ليلى نحط الرحال

ننزل على أنس كامل *** في ثخين الظلال

سعف الرجال الذين *** هم في الحقيقة رجال

لا إله إلا الله، هذا فيما يتعلق بالمحو والإثبات.

ثم وراء المحو محْقٌ، قال: "والمَحْقَ يشبه المحو، لكنَّ المحقَ فوق المحو" -لكنه أشد وأقوى- المحق فوق المحو،"" "لأن المحو يبقى له أثر، والمحقَ لا يبقى له أث.

، لكن المحق خلاص ما عاد يبقى أي أثر

قد لقيت مرة بعض الصالحين، يقول: ادعو الله لي يمحقني ويسحقني"، هذه أشياء غريبة وعجيبة، قال: بغيت محق وسحق، يعني لا تبقى فيّ بقية لغيره قط، فوق المحو المحق ما يبقى معه أثر.

قال: قال: ويحصل لأرباب هذه المنازل الرفيعة تجلٍّ وستر؛ تجلٍّ وستر؛ تجلٍّ وستر؛ لطفًا من الله بهم. فعلى قدر ما هيَّأهم له واستعدوا له؛ وعلى قدر ما سبقت لهم من عنايته يواصلهم، وكلما واصل أحدا منهم؛ بحسب الحال الذي هو فيه، والمقام الذي وصل إليه، والاستعداد الذي عنده، والقدرة التي معه بشيءٍ جديد من فضله الذي يتجدد في كل نفس عَظُم عليه؛ فيبرزه له فتتعرض القوى للانهداد فيستره؛ ثم يطلعه ويكشِفُهُ له ويستره، حتى إذا قوِيَّ كاشفه بما هو فوق ذلك، فأيضاً يخاف على قواه، فيستره ثم يكشفه، هكذا التجلي والستر من أحوالهم.

 

قال: التجلي نور، ومكاشفة من الله تعالى، يظهر في قلب العارف، يُدْهِشُهُ، ويُحرقه"، لأنه معرفة جديدة، ورتبة شريفة مجيدة، تجددت لهذا الإنسان ليرقى، يقول: "فهذا في هذه الحالة، يواصل بهذا الجديد، يكون قوي عليه يندهش، وتحترق فيه بقايا ما لا يتناسب مع هذا العلو والسمو فيرحمه الحق، فستره بأن يزول عنه ذلك التجلي، كي لا يحترق ويضمحل في نور التجلي، (فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ ﴾ [الأعراف 143]

لا إله إلا الله.

ولهذا قالوا عن هذا التجلي: كم فيه موسى صَعِق، كم فيه قد دُّكَّ طور، كم فيه موسى صَعِق، كم فيه قد دُّكَّ طور لا إله إلا الله، وجبال الحجب سواء كانت من الظلمة أو من الأنوار تندك عندما يأتي التجلي الأعلى.

قال: "فالستر رحمةٌ من الله تعالى للعارف، كما أن التجلي نور منه، وفضل، وقربة"، فكله خير، والذي رعته عناية الرب دائم في خير، كل حاله في خير، ويمتد هذا بوصف عام، ولطائف قريبة للإيمان بخصوصية الإيمان وحده.

"عَجِبْتُ لأمرِ المؤمنِ ، إنَّ أمرَهُ كُلَّهُ خيرٌ "، ولكن خواص المؤمنين الخيرية لهم أصفى، وأوفى، وأوفر، وأكبر في كل حال، وهم في خير، الله أكبر، "فالستر رحمةٌ من الله تعالى للعارف، كما أن التجلي نور منه، وفضل، وقربة"، وكله خير.

قال في عموم المؤمنين: "إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له"، "وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ"، غير المؤمن ما يمكن تكون أحواله هكذا، فكيف بخواص المؤمنين؟ الله يُرْزِقْنَا محبتهم ويلحقنا بهم.

قال كما أن من الأحوال ما يسمونه "بالمحاضرة، والمكاشفة، والمشاهدة".

المحاضرة: قوة حضور، والمكاشفة: انكشاف شأن من الشؤون الإلهية الربانية، في معاني اسم من أسمائه، وصفة من صفاته في عظمته وجلاله، والمشاهدة: سطوع أنوار حق اليقين.

"والمحاضرة.. حضور القلب، وقد يكون بتواتر البرهان"، فبتواتر برهان الحقيقة، فيكون قوي الحضور وعاده لا يزال وراء سَتْر، "وهو بعد وراءَ السَّتر، وإن كان حاضرًا باستيلاء سلطان الذكر"، فيحضر مع المذكور بكليته، ولم يزل في سَتْرٍ، ولكن تأتي المكاشفة ترفع السّتار.

"ثم بعده المكاشفة"، كما أن شؤون القيامة، والوعد والوعيد فيها مغيّب عن أذهان الناس وعن عقولهم وعن مداركهم في الدنيا، مجرد ما يموتون ينتقلون  إلى عالم البرزخ (لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾ [ق: 22] لكن أرباب المجاهدات والصدق مع الله، ينكشف الغطاء معه في ذلك اليوم ينكشف من قبل فبصرهم اليوم حديد إلى شؤون الوعد والوعيد، وعظمة الحميد المجيد، ومعارف أهل حقيقة التوحيد، وخصوصية نُورانية سيدهم خير العبيد ﷺ، إن نظرت رتبة السجود التي هي القرب من الله فهو سيد الساجدين، إن نظرت رتبة المعرفة بالله فهو سيد العارفين، إن نظرت رتبة المحبة فهو سيد المحبين، سيد المحبوبين صلوات الله وسلامه عليه.

فلا يعرف محمداً إلا ربه؟ إلا ربه -جل جلاله وحده- الله وحده يعرف حقيقة محمد ﷺ، ومن دونهم من الملائكة والأنبياء ما يدركون إدراك الإحاطة بالحقيقة المحمدية قطّ، سمعتم قول سيدنا أويس لسيدنا عمر وسيدنا علي: "ما عرفت من رسول الله إلا الظّل" " قالوا: والله ما عرفنا منه إلا ظله ﷺ".

قال: "ثم بعده"، أي بعد المحاضرة، "المكاشفةوهو حضوره لكن بنعت البيان" والعيان، الذي يتعلق بالمقام الي بعد المكاشغة "غير مفتقر في هذه الحالة إلى تأمل الدليل، وطلب السبيل".

هل يحتاج المعايِن إلى دليل؟ واحد يشوف الكتاب هذا قدامه، ايش الدليل بأن هذا كتاب؟ والدليل بأنه هذا كتاب له جلدة ويقومون بالقراءة منه، هذا الدليل، فيه ورق كذا..من قابل؟؟ طيب إيش وصفه؟! ما الدليل؟ روح ما في دليل واحد غايب تقول له أين الدليل؟ أما واحد حاضر ومشاهد يطلب دليل إيش!! بالإسم وذلك،  فهذا يقول لك: "اعبُدِ اللهَ كأنَّك تراه، فإنْ لم تكُنْ تراه فإنَّه يراك" إذا ما وصلت إلى هذا الشهود، فلا أقل من أن تشهد رؤيته لك وإطلاعه عليك، وتحضر معه. لا إله إلا هو.

ثم قال: "غير مفتقر في هذه الحالة إلى تأمل الدليل، وطلب السبيل. ثم المشاهدة وهي وجود الحق من غير بقاء تهمة"، ولا وهم، ولا خيال، ولا ذنب، بل نعت العيان المجرد، "فإذا أصحت سماء السر"  أصحت صارت صحو، ما فيها غبار، ولا سحاب، ولا شيء يمنع، سماء صاحية، أصحت سماء السر عن عن غيوم الستر .. فشمس الشهود مشرقةً عن برج الشرف" والتكريم، لمواصلة الكريم، فكأنه يرى، فكأنه يرى هكذا.

 

تاريخ النشر الهجري

10 صفَر 1447

تاريخ النشر الميلادي

04 أغسطس 2025

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

الأقسام