كشف الغمة 273- كتاب الجنائز ( 11) باب: الصلاة على الميت من الأنبياء فمن دونهم غير الشهداء

للاستماع إلى الدرس

شرح العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ على كتاب كشف الغُمَّة عن جميع الأمة، للإمام عبدالوهاب الشعراني: 273- كتاب الجنائر ( 11) باب: الصلاة على الميت من الأنبياء فمن دونهم غير الشهداء

صباح الإثنين 4 شعبان 1446هـ 

نص الدرس المكتوب :

باب الصلاة على الميت 

من الأنبياء فمن دونهم غير الشهداء

"تقدم آنفًا أنه ﷺ كان ينهي عن غسل الشهداء وأنه صلى على بعض الشهداء. وكان رسول الله ﷺ يقول فيما يحدث عن ربه -عز وجل-: "يا ابن آدم خصلتان أعطيتكهما لم يكن لك واحدة منهما: جعلت لك طائفة من مالك عند موتك أرحمك وأطهرك به، وصلاة عبادي عليك عند موتك"، وكان ابن عباس -رضي الله عنهما- يقول: لما مات رسول الله ﷺ دخل الناس أرسالاً يصلون على رسول الله ﷺ حتى إذا فرغوا دخل الصبيان ولم يؤم الناس على رسول الله ﷺ أحد، وكان ابن عباس رضي الله عنهما يقول: لم يصل النبي ﷺ على أحد من الشهداء غير حمزة -رضي الله عنه-، وكان جابر -رضي الله عنه- يقول: أمر النبي ﷺ  يوم أحد بالقتلى فجعل يصلي عليهم فيضع سبعة وحمزة فيكبر عليهم سبع تكبيرات ثم يُرفعون ويترك حمزة ثم يدعو بسبعة فيكبر عليهم سبع تكبيرات حتى فرغ منهم"، وكان أنس -رضي الله عنه- يقول: لم يصل النبي ﷺ على شهداء أُحد ولم يغسلوا ولم يجردوا من ثيابهم سوى الحديد والفرا ودفنوا في ثيابهم الملطخة بالدم".

 

 اللهُمَّ صلِّ أَفضلَ صَلَواتِكَ على أَسْعدِ مَخلوقاتكِ، سَيِدنا محمدٍ وعلى آلهِ وصَحبهِ وَسلمْ، عَددِ مَعلوماتِكَ ومِدادَ كَلِماتِكَ، كُلََّما ذَكَرَكَ وَذَكَرَهُ اٌلذّاكِرُون، وَغَفِلَ عَنْ ذِكْرِكَ وَذِكْرِهِ الغَافِلوُن 

 

الحمد لله مُكرمنا بالشريعة الغراء، وبيانها على لسان عبده وحبيبه خير الورى، اللهم صلِّ وسلِّم وبارك وكرم على عبدك المجتبى المختار سيدنا محمد وعلى آله الأطهار وأصحابه الأخيار، وعلى من سار بمسارهم وبمجراهم جرى، وعلى آبائه وإخوانه من الأنبياء والمرسلين الراقين بالفضل والمجد أعلى الذُّرى، وعلى آلهم وصحبهم وتابعيهم، وعلى ملائكتك المقربين وجميع عبادك الصالحين، وعلينا معهم وفيهم برحمتك يا أرحم الراحمين، يا من يَرى ولا يُرى.

وبعد، 

فيذكر الشيخ -عليه رحمة الله تعالى- ما يتعلق بالصلاة على الميت، وأنه يُصلى على الميت ولو كان ذلك الميت نبياً ورسولاً من المرسلين -صلوات الله وسلامه عليهم،"- فمن دونهم؛ إلا الشهداء الذين قُتلوا في حرب الكفار وكان قصدهم أن تكون كلمة الله هي العليا، فإن لم يكن قصدهم ذلك، فهم أيضاً لا يُغسلون ولا يُصلى عليهم بمظهر أنهم شهداء، ولكن لا شهادة عند الله إلا لمن أخلص لوجه الله وقاتل لتكون كلمة الله هي العليا.

 

يقول:  "تقدم آنفًا أنه ﷺ كان ينهي عن غسل الشهداء".

 

فالصلاة على الجنازة فرض كفاية وعليه جماهير العلماء

  • وإن كان في قول عند بعضهم أنه سنة كفاية كما يقول أصبغ من المالكية.

  • ولكن عامة المالكية والحنفية والشافعية والحنابلة يقولون أن الصلاة على الميت فرض كفاية.

 كذلك يقول الأئمة الثلاثة أنه لا يشترط فيها الجماعة.

  • قال المالكية: من شرط صحتها الجماعة، لابد يكون فيها صلاة جماعة. قال فإن صُلي عليها، يقول المالكية بغير إمام أُعيدت الصلاة ما لم يفت ذلك.

  •  فالجماعة أيضاً فيها سنة عند الجمهور، وواجب في قول المالكية.

وبعد ذلك الشهداء لا يُغسلون.

والمراد بالشهداء: من قُتل في مقاتلة الكفار المحاربين الصادين عن سبيل الله، فقُتِلَ بسبب القتال، فهذا لا يُغسّل لما جاء في الحديث أن النبي  قال في شهداء أحد: "ادفنوهم بدمائهم".

ولو كان الشهيد جُنُباً، ولو فرضنا أن الشهيد علمنا أنه جُنُب، فهل يُغسل أيضاً؟

  • يقول الجمهور: لا يُغسل

  • وفي رواية أبي الحنفية والإمام أحمد بن حنبل أنه يُغسل.

  • والأصح عند الشافعية كما هو عند أبي يوسف ومحمد من الحنفية أنه لا يُغسل لعموم الخبر: "فالشهداء لا تغسلوهم".

  • أما الإمام أبو حنيفة غير الصاحبين أبو يوسف ومحمد فيروى عنه أنه الجميع يُغسل الشهداء وغيرهم يُغسلون، والذي عليه الصاحبان كما عليه بقية الأئمة أن الشهيد في المعركة لا يُغسل ولو كان جُنُباً، إلا عند أبو حنيفة والحنابلة أنه إذا كان جُنُباً يُغسل. 

فهمت قول أبو حنيفة كان جُنُب أو غير جُنُب أنه يُغسل، لكن الصاحبان قالا لا يُغسل كما قال بقية الأئمة -عليهم رضوان الله تبارك وتعالى-.

 

إذاً: من قتله المشركون في القتال أو وُجد ميتاً في مكان المعركة أو بأثر جراحة أو دم لا يُغسل. 

قال  في شهداء أحد: "زملوهم بكلومهم ودمائهم ولا تغسلوهم" أخرجه النسائي بسند صحيح. 

  • ويقول المالكية والشافعية: كل مسلم مات بسبب قتال كفار حال قيام القتال لا يُغسل:

    •  سواء قتله كافر.

    • أو أصابه سلاح مسلم خطأ.

    • أو عاد عليه سلاحه فقتله.

    • أو سقط عن دابته فمات.

    • أو رمحته دابته فمات.

    • أو وُجد قتيلاً بعد المعركة ولم يُعلم سبب موته؛ كل هؤلاء لا فرق بينهم لا يُغسلون ولا يُصلى عليهم. 

  • وفهمت قول أبي حنيفة: أن الشهيد صغير وكبير يُغسل.

  • يقول الحنابلة: لا يُغسل الشهيد سواء كان مكلفاً أو غيره إلا أن كان جُنُباً كما أسلفنا.

 

وأما من قتله لصوص أو بُغاة ونحوهم؟ 

فعند الإمام أحمد روايتان، وعند الشافعية والمالكية يُغسل هذا، 

إنما الذي لا يُغسل من قُتل في معركة الكفار

أما بقية من جاء النص أنهم شهداء فهم شهداء آخرة وهم يُغسلون:

  • مثل الغريق والمبطون والمرأة التي ماتت في الولادة وغيرهم، هؤلاء شهداء في الآخرة.

  • ولكنهم باتفاق الفقهاء يُغسلون ويُكفنون ويُصلى عليهم.

 

قال: وكان رسول الله ﷺ يقول فيما يحدث عن ربه عز وجل" -في الحديث القدسي في رواية عبد الرزاق- "يا ابن آدم خصلتان أعطيتكهما لم يكن لك واحدة منهما: -ما تستطيع أن تحرز لنفسك واحدة منها ولكن بفضلي وبرحمتي أعطيتك ذلك- جعلت لك طائفة من مالك عند موتك أرحمك وأطهرك به، وهو الثلث، الثلث فيجوز له أن يتصرف في الثلث من ماله ولو أشرف على الموت وكان في مرض الموت؛ فيجوز له أن يتصدق بالثلث من ماله فما دون ذلك، ولا حق لورثة ولا غيرهم أن يعترضوا، فهذا حقه من الثلث حظه من الله تعالى أعطاه إياه للتصرف فيه- "جعلت لك طائفة من مالك عند موتك أرحمك وأطهرك به"، "أَوَلَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللهُ لَكُم مَّا تَصَدَّقُونَ بِهِ ؟"، فأكرم الميت وإن أشرف على الموت بالثلث فما دونه من المال، 

"وصلاة عبادي عليك عند موتك" شرعتها وفرضت لهم من أجل أن تتعرض لرحمتي بدعائهم لك، وأنت ما تقدر تصلح شيء من هذا، ولكن أنا بفضلي شرعت ذلك لعبادي، إنك إذا مت صلى عليك المؤمنون؛ فكانوا سبباً لرحمتك وزيادة في درجاتك إن كنت من أهل الدرجات، وإلى غير ذلك مما جعل الله من منافع وفوائد في الصلاة على الأموات، يرحم بها الأموات ويرحم بها الأحياء الذين يصلون.

  • "ومن صلى على مغفور غفر الله له" 

  • "مَن شَهِدَ الجَنازَةَ حتَّى يُصَلِّيَ، فَلَهُ قِيراطٌ"

فهم يستفيدون الأحياء وهم ينتفعون، والميت كذلك ينتفع بدعائهم

  • "مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ ثَلَاثَةُ صُفُوفٍ فَقَدْ أَوْجَبَ"" غفر الله له.

  • "ما من رجلٍ مسلمٍ يموتُ ، فيقومُ على جنازتِه أربعون رجلًا ، لا يشركون باللهِ شيئًا ، إلا شفَّعَهم اللهُ فيه".

فالميت ينتفع بصلاتهم وهم ينتفعون كذلك بصلاتهم على الميت بفضل الله تبارك وتعالى.

 

قال: "وكان ابن عباس -رضي الله عنهما يقول-: لما مات رسول الله ﷺ دخل الناس أرسالاً يصلون على رسول الله ﷺ حتى إذا فرغوا دخل الصبيان"، ثم أذن للنساء فكنّ يأتين جماعات جماعات، وجاء في الروايات أنه كان هناك سيدنا علي وبعض أقاربه ﷺ من البيت يقفون، كلما دخلت جماعة يصلون عليه وكان يدعوا سيدنا علي ومن معه من البيت بدعوات ويخرجون والثاني والثالث وهكذا يصلون فرادى "ولم يؤم الناس على رسول الله ﷺ أحد، وإلى أن صلى عليه الرجال ثم الصبيان ثم النساء ثم قبِرَ ﷺ في اليوم الثاني أو الثالث من وفاته؛ ففيه الصلاة على الأنبياء، ولهذا معكم يأتي قول سيدنا أبو هريرة لما قالوا له: أتصلي على المنفوس يعني الذي مات في النفاس، مات في نفاس والدته لازال طفل يصلي على المنفوس وليس عليه ذنب، ليش تصلي عليه؟ قال: قد صُلي على رسول الله ﷺ ولم يقارف ذنبًا أبدًا ولا عصى الله طرفة عين، عاد هذا الطفل أفضل من رسول الله ﷺ؟  فيُصلى على الأنبياء ومن دونهم إلا من جاء النص بعدم الصلاة عليه من مثل هذا: الشهيد في معركة الكفار.  

 

"وكان ابن عباس رضي الله عنهما يقول: لم يصل النبي  ﷺ على أحد من الشهداء غير حمزة -رضي الله عنه-"  وإن أراد أكثر الدعاء له فهذا أمر متفق عليه، وإن أراد صلى صلاة الجنازة فلم يرد ذلك بنصٍ صحيح، وإنما كما يأتي في الرواية اللي بعدها عندكم يوم جهزوهم وحفروا القبور لهم وقف ﷺ وأمر أمامه بجنازة سيدنا حمزة ثم يؤتى بسبعة، فيدعوا ويدعوا لهم ويؤخذون، ويؤتى بسبعة آخرين ويدعوا لهم ويؤخذون إلى عند قبورهم ويؤتى بسبعة وهكذا في عشر مرات سبعين منهم، وسيدنا حمزة محله مع كل سبعة يأتون تركه أمامه يدعو له ولهم؛ حتى كمل السبعون وضعوهم عند قبورهم  جاء إلى القبور ﷺ، فكان يتناولهم ويقبرهم بيده الشريفة -صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين-، فكان يقبر الإثنين والثلاثة في القبر الواحد للضرورة، وكان إذا جاؤوا له بإثنين أو ثلاثة يسأل: "أيهما أكثر أخذًا للقرآن؟"، فإن أُشيرَ إلى أحدهما قدّمه إلى جهة القبلة وجعل الثاني خلفه وهكذا؛ حتى أتم دفنهم كلهم في عصر يوم السبت في العاشر من شوال. 

وعاد عليه الصلاة والسلام إلى المدينة المنورة فوصل إلى بيته قريب المغرب؛ حتى من أثر الجروح التي كانت به والتعب الذي كان به ما استطاع الخروج من على الدابة إلا بمساعدة سيدنا علي ومعه كان سيدنا سعد بن معاذ -عليهم رحمة الله تعالى-، فأخرجوه، وأذن المغرب فخرج يصلي بالناس المغرب ﷺ، وأثر الجهاد والتعب عليه، وعاد إلى بيته وأخذت السيدة فاطمة تضمد بعض جروحه، فخرج إلى صلاة العشاء فكان أخف منه؛ أخف منه من حين  صلاة المغرب وصلى بالناس، وسمع أثر بكاء على أحد من الشهداء فأقبل؛ فقال: ما هذا؟ قالوا: أن سعد بن معاذ جمع نسائه يندبن حمزة، قال: ما أردت هذا، -لسبب أنه لما رجع ﷺ من أُحد وجد الأسر يبكون موتاهم- فقال: ولكن حمزة لا بواكي له، لما سمعه سيدنا سعد بن معاذ راح إلى النساء، فقال: لا تبكين على أحد من شهدائنا ابكين على حمزة عم النبي، فلما سمعهن وقال: ما هذا هذا؟ قالوا إنهن نساء سعد، قال: لا ما أردت هذا ارجعن يرحمكن الله ارجعن الى منازلكن وبيوتكن، ودخل وجاءه في الليل بعض الصحابة بخبر أن المشركين يترادّون أمرهم أن يرجعوا إلى المدينة فخرج لصلاة الصباح وأعلن خروجه، فخرج في اليوم الثاني مباشرة ونادى في الصحابة: لا يصحبنا إلا من كان معنا بالأمس في أحد، وخرج ﷺ حتى وصل إلى حمراء الأسد اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله.

وهكذا كانت نصرة الحق لرسوله عند هؤلاء، عندما وصل أول مرحلة نزل فيها في الليل ونصبوا له خيمة وسأل: أين فلان وفلان اثنين من الصحابة يعرفهم ويعرف إيمانهم من أنصاره قالوا ما حد هم يا رسول الله، ولما دخل خيمته قال: سيأتي فلان وفلان؛ فإذا أتوا فأدخل بهم علي فوصلوا في الليل، فاستأذنوا فأدخلوهم على النبي ﷺ قال ما أخركم؟ قالوا: والله ما تأخرنا عنك يا رسول الله، ما هو إلا أن سمعنا مناديك فخرجنا؛ ولكن كان أخي أكثر جراحة مني فكان يتعب إذا مشى فكنت أحمله أحيانا ثم أضعه فيمشي ثم أحمله وهكذا، فهذا الذي أخرنا فدعا لهم ﷺ وفيهم جاء قوله تعالى: (الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ ۚ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ)[آل عمران: 172] بل وكان ﷺ عندما تنازله المكابدة والشدة في الجهاد ومواصلة العمل وقد يظهر الدم منه ويقول: "هل أنت إلا إصبع دميتِ وفي سبيل الله ما لقيتِ" ﷺ ورزقنا حسن متابعته.

 

 

يقول: "وكان جابر -رضي الله عنه- يقول: أمر النبي ﷺ  يوم أحد بالقتلى فجعل يصلي عليهم فيضع سبعة وحمزة فيكبر عليهم سبع تكبيرات ثم يرفعون ويترك حمزة ثم يدعو بسبعة فيكبر عليهم سبع تكبيرات حتى فرغ منهم"، وهذا معنى قولهم في الرواية: أنه صلى على شهداء أحد وكبر سبعين تكبيرة، جاءت على سبعة سبعة وهم سبعين، وكل سبعة يكبر عليهم سبعة تكبيرات؛ فهم عشر مرات جاءوا فهي سبعون تكبيرة، فهذه السبعون تكبيرة وهي ليست صلاة جنازة ولكنه دعاء دعاء دعاء دعاء دعاء فيخلطه بالتكبيرة،  فصلى عليهم سبع تكبيرات؛ والثانيين سبع تكبيرات؛ منهم سبعين كل سبع؛ سبع؛ سبع؛ عشر مرات جاءوا فصلى سبعين، سبعين تكبيرة لأن عشرة في سبعة صارت سبعون تكبيرة.

 

"وكان أنس -رضي الله عنه- يقول: لم يصل النبي ﷺ على شهداء أُحد ولم يغسلوا ولم يجردوا من ثيابهم سوى الحديد والفرا" يعني: الجلود -جمع فروة- الجلود التي كانت عليهم أمر بنزعها، وبنزع ما كان أيضًا من حديد؛ وأما بقية ثيابهم فأبقاهم فيها "ودفنوا في ثيابهم الملطخة بالدم" شهادةً لهم في القيامة سيأتي وجروحهم تنضب دماً؛ اللون لون الدم والريح ريح المسك، "ما من شهيد يُكْلَم في سبيل الله -الكلمة يعني الجرح- إلا جاء يوم القيامة وعليه كلم جراحته اللون لون الدم والريح ريح المسك"

 

ثم يتكلم على الصلاة على الطفل أيضًا والسقط وهذا يأتي فيه أيضاً التفصيل: 

 

  • وكل من خرج من بطن أمه فظهر عليه أي علامة من علامات الحياة فحكمه حكم الكبير. 

  • ولكن من خرج من بطن أمه قبل تمام أشهره ولم تظهر عليه علامة من علامات الحياة فيجيء الاختلاف فيه:

    • ومعتمد الشافعية أنه إذا قد تم خلقه؛ ظهرت عليه أمارات الخلق: أنه يُغسل ويُكفن ويُدفن ولا يُصلى عليه؛ إلا بقول الرملي: أنه إذا كان قد مضت ستة أشهر على الحمل فيُصلى عليه وإن لم تظهر علامة من علامات الحياة. 

    • فأما إن خرج السقط وليس عليه تكوين أصلاً ولا تخليق عاده لم يتخلق ما ظهرت عليه؛ فهذا لا يجب في حقه شيء وإنما يُسن أن يُلف بخرقة ويُدفن إذا كان لا يزال ما بين العلقة والمضغة -بعده ما تكون- فهذا يُلف في خرقة ويُدفن ندبًا.

 

رزقنا الله الاستقامة وأتحفنا بالكرامة، وبارك لنا في أعمالنا وأعمارنا وختمها لنا بالحسنى وهو راضٍ عنا، وأصلح شؤوننا بما أصلح به شؤون الصالحين، ورقّانا أعلى مراتب علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين، وألحقنا بعباده الصالحين ولا وكلنا إلى أنفسنا ولا لأحد من خلقه طرفة عين.

 

بسرِّ الفاتحة  

إلى حضرة النبي محمد اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه

الفاتحة

تاريخ النشر الهجري

23 شَعبان 1446

تاريخ النشر الميلادي

21 فبراير 2025

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

الأقسام