كشف الغمة 215- كتاب الصلاة (105) صفة الأئمة - 3 -

للاستماع إلى الدرس

شرح العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ على كتاب كشف الغُمَّة عن جميع الأمة، للإمام عبدالوهاب الشعراني:  215- كتاب الصلاة (105) صفة الأئمة -3-

صباح السبت 23 ربيع الثاني 1446 هـ 

يتضمن الدرس نقاط مهمة، منها:

  •  صلاة ابن عمر خلف الخوارج
  •  حكم الصلاة خلف إمام فاسق
  •  فقه الحسن والحسين في الصلاة خلف مروان
  •  هل كان الصحابة يصلون خلف الحَجاج؟ 
  •  لماذا صلى الصحابة خلف أمراء الجَور؟ 
  •  الأئمة وفد بينكم وبين ربكم
  •  تفصيل حكم الصلاة إذا كره القوم الإمام
  •  قصة إمارة أسامة بن زيد
  •  من الأَولى بالتقدم لصلاة الجنازة؟

نص الدرس مكتوب:

"وكان ﷺ يرخص في إمامة أئمة الجور ويقول ﷺ: "صلوا خلف كل بر وفاجر"، وكان ابن عمر -رضي الله عنهما- يصلي خلف الخوارج ويقول: من قال حي على الصلاة أجبته، من قال حي على قتل أخيك وأخذ ماله، قلت: لا.

وكان الحسن والحسين -رضي الله عنهما- يصليان خلف مروان ثم لا يعيدانها في بيوتهما،وكان الصحابة رضي يصلون خلف الحجاج وكفى به جائرًا، وقد أحصى الذين قتلهم من الصحابة والتابعين صبرًا وظلمًا فبلغوا مائة ألف وعشرين ألفًا منهم عبدالله بن الزبير وسعيد بن جبير -رضي الله عنهما-؛ فأما ابن الزبير فألقاه بعد الصلب في مقابر اليهود وأما سعيد فألقاه على المزابل.

قال شيخنا -رضي الله عنه-: وهذا كله إذا خيف الفتنة من ترك الصلاة خلف ذلك الإمام كما سيأتي قريبًا، وإلا فقد كان ﷺ كثيرًا ما يقول: "اجعلوا أئمتكم خياركم فإنهم وفدكم فيما بينكم وبين ربكم"، وكان ﷺ يقول: "من أمّ قومًا وهم له كارهون لم تجاوز صلاته أذنيه". قال العلماء: هذا إذا كرهه أكثرهم لقصة أسامة بن زيد حين طعن بعض الناس في إمارته، وسيأتي في باب الجنائز قوله ﷺ: "من صلى على جنازة ولم يؤمر لم يقبل الله له صلاة".

آللهُمَّ صلِّ أَفضلَ صَلَواتِكَ على أَسْعدِ مَخلوقاتكِ، سَيِدنا محمدٍ وعلى آلهِ وصَحبهِ وَسلمْ، عَددِ مَعلوماتِكَ ومِدادَ كَلِماتِكَ،  كُلََّما ذَكَرَكَ وَذَكَرَهُ اٌلذّاكِرُون، وَغَفِلَ عَنْ ذِكْرِكَ وَذِكْرِهِ الغَافِلوُن 

 

الحمد لله مكرمنا بالشريعة الغراء، وبيانها على لسان عبده وحبيبه وصفوة خير الورى سيدنا محمد صلى الله وسلم وبارك وكرم عليه وعلى آله وأصحابه، من رفع الله لهم به قدرا، وعلى من تبعهم بإحسان وسار في سيرتهم سرًا وجهرا، وعلى آبائه وإخوانه من الأنبياء والمرسلين الراقين في الفضل والشرف أعلى الذُرْة، وعلى آلهم وصحبهم وتابعيهم، وعلى الملائكة المقربين وجميع عباد الله الصالحين، وعلينا معهم وفيهم إنه أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين.

وبعدُ،،

ويواصل الشيخ -عليه رحمة الله تعالى- ذكر الأحاديث المتعلقة بالجماعة، قال وكان ﷺ يرخص في إمامة أئمة الجور ويقول ﷺ: "صلوا خلف كل بر وفاجر"، كما جاء الحديث عند أبي داود والبيهقي والدارقطني وغيرهم.

 قال: "وكان ابن عمر -رضي الله عنهما- يصلي خلف الخوارج ويقول: من قال حي على الصلاة أجبته ، من قال: حي على قتل أخيك وأخذ ماله، قلت: لا" أي: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، أي: كان لما يؤمونه في الصلوات الخمس ما يحدث مشكلة ويصلي جماعة وحده، ولا يأبى الصلاة خلفهم ولكن في دعوتهم إلى الشر والمخالفة للسنة لا يقبلُ شيئًا من ذلك، ولا يدخلُ معهم في شيئ من ذلك.

فمن هنا جاء كلام فقه الشرع المصون عن الصلاة خلف الفاسق.

 الفاسق: الخارج عن سواء السبيل؛ وهو من ارتكب كبيرة أو أصرَّ على صغيرة، المُصِرُّ على الصغيرة والمرتكب للكبيرة فاسق.

 والعدلُ: المؤمن الذي لم يرتكب كبيرة، ولم يصرَّ على صغيرة. 

إذًا فالفاسقُ: 

  • يقول الحنفية والشافعية: يجوز الاقتداء به مع الكراهة، مهما وجد جماعةً أخرى وإمامًا  غير هذا الفاسق ولم يخشى فتنة؛ فيكره أن يصلي خلفه؛ فتصح الصلاة ويجوز الاقتداء بالفاسق مع الكراهة، هكذا عند الحنفية والشافعية:
  •  ويقول الحنابلة في رواية عن المالكية: لا تصح إمامة فاسقٍ بفعلٍ أو اعتقاد بفعلٍ؛ مثل سارق أو شارب خمر -والعياذُ بالله- أو نمام و نحو ذلك؛ أو بإعتقادٍ مثل خارجي أو رافضي، وقالوا: قال الله تعالى: (أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا ۚ لَّا يَسْتَوُونَ)[السجدة:18]، وجاء أيضًا في حديث في سنده ضعف يقول: "ولا تَؤُمَّنَ امرأةٌ رجُلًا، ولا يَؤُمَّنَّ أعرابيٌّ مُهاجرًا، ألا ولا يَؤُمَّنَّ فاجرٌ مُؤمنًا، إلا أن يقهرَه بسلطانٍ يخاف سيفَه وسَوْطَه".
  • المعتمد عند المالكية التفصيل: 
    • بين الفاسق بجارحة مثل شارب خمر ونحوه.
    • وبين من يتعلق فسقه بنفس الصلاة؛ كأن يقصد بتقدمه الكبر أو يخل بركن من أركان الصلاة، أو شرط من شروطها، بل قالوا: حتى إذا كان يُتَعَمَّد ترك سنة.

فقالوا: لا يجوز الاقتداء به، بخلاف الفاسق بجوارحه الذي فِسْقُه لا يتعلق بالصلاة، هذا المعتمد عند المالكية.

  • وفي الرواية الأخرى مثل ما قال الإمام أحمد لا تَصِحُ إمامة فاسق سواءً بفعلٍ أو اعتقاد.

 

 ويقول "وكان الحسن والحسين -رضي الله عنهما- يصليان خلف مروان" وهو من حكام الجَورِ، ومن أهل الملك العضوض "ثم لا يعيدانها في بيوتهما" رضي الله عنهما وهذا فقههم بالدين كما تَلَقَوهُ عن أبيهما باب مدينة العلم علي بن ابي طالب -كرم الله وجهه- ورضي عنهم أجمعين، قال "وكان الصحابة رضي يصلون خلف الحجاج" بن يوسف الثقفي "وكفى به جائرًا"، قال: "وقد أحصى الذين قتلهم من الصحابة والتابعين صبرًا وظلمًا فبلغوا مائة ألف وعشرين ألفًا" الذين قتلهم الحجاج منهم سيدنا  "عبدالله بن الزبير" -عليه رحمة الله تعالى- وقتله في الحرم، ومنهم  "سعيد بن جبير" وهذا من سادة التابعين وهو أخر من قتله، وقال له عندما أراد يقتله، قال: اللهم لاتسلطه على أحدٍ من بعدي فما قتل أحدً بَعْدَهُ ، بل أصابه المرض واشتد عليه النزع اسبوعًا، وكان يقول في النزع إن الله قتلني بكل نفسٍ قتلتها قتلة، وبسعيد بن جبير مئة قتله، وهو في سكرات الموت، وعاده عمل أشياء شنيعة قال: "فأما ابن الزبير فألقاه بعد الصلب في مقابر اليهود" -والعياذُ بالله- "وأما سعيد فألقاه على المزابل"، وكانوا يحضرون سيدنا سعيد بن جبير فكان إذا جاءوا الجنود إلى بيت يبيتون فيه، يقول لهم إن لم يكن بالإكراه والأمر دخول إلى البيت فأني ما أدخل البيوت الظلمة؛ قالوا له في بعض مراحلهم هذا المكان فيه سباع يأتين إليه في الليل، قال: ما عليكم من السباع إن كان ما تُكرهوني أدخل أنا ما أدخل، قال: أقعد -أجلس- فقام يصلي، وأتت السباع فكانت حوله تقعد وتقبّل رجله وتجلس تحرسه، هم يشاهدون ذلك فيتعجبون فيه، وكان بعضهم يقول له: إنّا مُكلّفين من أجل.. وإلا لا نريد أن نأخذك؛ ولا عذر لهم في ذلك، وحتى أوصلوه إلى الحجاج، يقول له: ما اسمك؟ قال: سعيد بن جبير، قال له: أنت شقي بن كسير، قال: لا، أبي وأمي أعلم بأسمي منك سمّوني سعيد وأبي اسمه جبير، ما حد سماني!؟ وأمر بقتله، فقال: اللهم لا تسلطه على أحدٍ من بعدي، وكان أخر من قتله وهو من سادة التابعين سعيد بن جبير -عليه رضوان الله تعالى-. 

 

فهؤلاء أمراء جور وظلم صلّى خلفهم بعض الصحابة دفعًا للفتنة، ولهذا قال شيخنا -رضي الله عنه-: "هذا كله -يعني به: الشيخ الخوّاص- وكان "هذا كله إذا خيف الفتنة من ترك الصلاة خلف ذلك الإمام، -كما زاد- وقد كان ﷺ كثيرًا يقول: "اجعلوا أئمتكم خياركم فإنّهم وفدكم فيما بينكم وبين ربكم "-جل جلاله- وتعالى في علاه.

 

فالأئمة يخاطبون الحق -تبارك وتعالى- عن الجماعة الذين ورائهم فينبغي أن يكونوا أهل الورع وأهل التقوى، "اجعلوا أئمتكم خياركم فإنهم وفدكم فيما بينكم وبين ربكم"، ومن أرادوا أن يفدوا على ملك من الملوك؛ فإنهم يقدمون من يكون له الوجاهة وله المنزلة عند ذلك الملك حتى ينجحوا في قصدهم، فإذا قدموا واحدًا ممن لا يحبهم الملك وأوفدوه عنهم يتكلّم فجدير بأن يُردُّوا بسببه -والعياذ بالله تعالى-. 

 

قال: وكان  يقول: "من أمّ قوما وهم له كارهون لم تجاوز صلاته أذنيه" تقدم معنا حديث "ثلاثة لا ترتفع صلاتهم فوق رؤوسهم شبرًا: رجل أمَّ قومًا وهم لهُ كارهون، وامرأةٌ باتت وزوجها عليها ساخط، وأخوان متصارمان"، فهؤلاء ممن لا تقبل صلاتهم -والعياذ بالله تبارك وتعالى-، ولو علموا ما يتعرضون له من هذا الخطر لما رضوا لأنفسهم لا بتصارم بينهم؛ ولا بخروج المرأة عن طاعة زوجها؛ ولا رضي يؤمُّ الناس هذا لو علم أن الله تعالى يرد عليه صلاة ولا يقبلها -والعياذ بالله تعالى-.

ومن هُنا تقدم معنا الإشارة إلى حُكم الإمامة بقوم وهم له كارهون

  • ويقول الفقهاء: يكره التصدي للإمامة إذا كان القوم يكرهونه.
  • وعلمنا ما قال الحنفية: 
    • إن كان القوم يكرهونه لفساد فيه أو لأنهم أحق بالإمامة منه؛ كُرِهَ ذلك تحريماً أن يتقدمهم وأن يؤمهم.
    • قالوا: وإن كان هو الأحق بالإمامة وليس لفساد فيه فله أن يتقدم ولا يُكره له، والكراهة عليهم؛ لأنها بغير سبب صحيح.

أي: أن المراد في الحديث بمن يؤم الناس وهم يكرهونه لشرِّ فيه؛ لفساد فيه، وفي الغالب إنما يكرهون من يسيء التعامل معه؛ وسيء الخلق، وسيء الملكة، وسيء التعامل والتصرف، وإذا كان مؤذي أو ظالم أو سارق يكرهونه الناس، فأمثال هؤلاء مهما أمّوا الناس فإنه لا تقبل صلاتهم هم هؤلاء الأئمة -والعياذ بالله تعالى-.

 

  • ويقول المالكية: 
    • إن كرهه أقلُّ القوم ولو غير ذوي الفضل منهم لتلبسه بأمور مزرية؛ أو لتساهله في ترك السنن كرهت إمامته.
    • أما إذا كرهه كل القوم أو أكثرهم أو ذوي الفضل أو ذوي الفضل منهم وإن قلوا، قالوا: تحرم إمامته.

هكذا يقول المالكية: إن كان كرهه أقلُّ القوم ولأجل أمور مزرية مثل: تساهله في ترك السنن كالوتر والعيدين أو تركه النوافل، فهذا تكره إمامته، أما إن كرهه القوم كلهم أو أكثرهم أو كرهه أهل الفضل فيهم ولو قلّوا فتحرم إمامته، ولا يجوز له أن يصلي بهم.

  • علمنا من مذهب الإمام الشافعي: أنه يكره تنزيهًا أن يؤم الرجل قوما أكثرهم له كارهون، لأجل أمر مذموم شرعًا مثل: الوالي الظالم، أو متغلّب على إمامة الصلاة ولا يستحقها، أو من لا يتحرز من النجاسة، أو غير ذلك من الأسباب أمّا إذا كرهه الأقل فلا تكره له الإمامة. ولهذا يقول الخطيب الشربيني: يكره أن يولّيَ الإمام الأعظم على قوم رجلاً يكرهه أكثرهم يكره. 

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله

فلا ينبغي أن يولي الإمام إماماً أكثر القوم يكرهونه، وكما نص عليه الإمام الشافعي، وأمّا إن كرهه دون الأكثر فلا يكره، وأمّا تولي الحكم فتكره وإن كرهه قليل؛ إن كرهه الأقل فيكره له أن يتولى عليهم.

  • يقول الحنابلة: 
    • يكره أن يؤمّ رجل قومًا أكثرهم له كارهون، إذا كانت كراهته -قال الحنابلة- إذا كانت كراهتهم له بحق مثل خلل في دينه.
    •  أما إن كرهوه بغير حق، تحبروه وبغوا منه شيء لا يلزمه؛ ويريدون يستخدمونه في شيء ما هو واجب عليه وقاموا يزعلون منه، قالوا: ما عاد -بغيناك- إمام من غير حق، قال: إذا لم يكره له أن يأمهم إذا كان ذا دين وسنة وهم كرهوه بغير سبب مبرر -إلا بغوا يعطيهم شيء ما هو من حقه قالوا: ما يعطينا، وقاموا يكرهونه- وبعدين. وهكذا وكان يقول أيضًا الإمام أحمد بن حنبل: إذا كرهه واحد أو اثنين لا بأس بذلك حتى يكرهه أكثر القوم.

 

وسيأتي في باب الجنائز قوله ﷺ: "من صلى على جنازة ولم يؤمر لم يقبل الله له صلاة".

 

 

قال:  "قال العلماء: هذا إذا كرهه أكثرهم لقصة أسامة بن زيد حين طعن بعض الناس في إمارته"، فلم يضرّ ذلك وأقره النبي  عليها، وقال: -شهد له- "إنه لخليق بالإمارة. لقد طعنتم في تأميري أباه من قبله؟! وايم الله إن كان لخليقا بالإمارة"، سيدنا زيد بن حارثة وهذا ولده ولّاه في آخر عمره  وكان في جيشه ساداتنا أبوبكر وعمر وكبار الصحابة، واشتد المرض برسول الله وعسكر بالجيش نحو المدينة وانتظر حتى توفي . فراجع بعض الناس سيدنا أبو بكر، قال له:  إن هذا أسامة صغير السن والجيوش الآن تقابل جبهات متعددة وأماكن مختلفة وأنواع من المقاتلين فأحسن تغيّره، قال: أنا أغيّره؟! رسول الله عقد له لواء وأنا أغيّره! من أكون أنا أغير لواء عقده الرسول؟! أول ما أبدأ به في خلافتي إنفاذ جيش أسامة، وقد سمعت النبي يقول: أنفذوا جيش أسامة -وجاء إلى عند أسامة- يقول: أنا الآن شُغِلت بالخلافة فأذن لي أن اتخلّف عن الجيش، قال: له أنت خليفة رسول الله أمرك، قال: لا، رسول الله  توفي؛ وأنت أمير علينا للخروج؛ فالآن إأذن لي وأستأذنك لعمر تبقيه معي لأني أحتاجه معي في أمر الخلافة، قال: لك ذلك والأمر لك، قال: فانفذوا، وخرجوا في اليوم الثاني فخرج يودعهم يمشي على رجليه وسيدنا أسامة راكب على الدابة، فكان يقول سيدنا أسامة: يا خليفة رسول الله اطلع وإلا أخرج أنا؟! قال: لا تخرج أنت ولا أطلع أنا، أمشي ما عليّ أن أغبّر قدمي في سبيل الله وقد سمعته  يقول: "مَنِ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ في سَبيلِ اللَّهِ حَرَّمَهُ اللَّهُ علَى النَّارِ."، كان حافي ويمشي في التراب حتى خرج به إلى طرف المدينة ودّعهم ورجع رضي الله تعالى عنه.

وكان سيدنا عمر بن الخطاب حتى أيام خلافته كلّما يلاقي سيدنا أسامة بن زيد،  يقول: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته  يا أميري، يقول: أنت أمير المؤمنين، يقول: لكن رسول الله توفي واللواء معقود بإمارتك عليّ فأنت أميري؛ فكان يقول له: السلام عليك يا أميري. وكان إذا لقي سيدنا عبدالله بن جعفر بن أبي طالب يقول: السلام عليك يا ابن ذي الجناحين -يقول: سيدنا عمر- السلام عليك يا ابن ذي الجناحين؛ لأنه سمع النبي يقول: أبدله الله مكان يديه جناحين يطيرُ بهما في الجنة حيث شاء؛ يقول: السلام عليك يا ابن ذي الجناحين -عليهم رضوان الله تعالى- ما أعرفهم بحق بعضهم وفضل بعضهم، وقد رباهم رسول الله ﷺ.

 

قال: "وسيأتي في باب الجنازة قال ﷺ: "من صلى على الجنازة ولم يؤمر لم يقبل الله له صلاة" فإنّما يصلّي على الجنازة  وليُّ الميت:

  • وأولاهم من كان له أب أو جد.
  • وإلا ابن أو أخ.
  • وإلا أو يأمرون من أرادوا أن يصلي عليه. 
  • وأمّا الذي يتقدم من دون ما يُطلب منه أولياء الميت فلا تُقبل له صلاة.. الله أكبر .

جعلنا الله من مقيمي الصلاة ومؤديها على وجهها الذي يرضاه، ومتحققين بحقائق الإقبال عليه، وكتب لنا القبول لديه وأعاذنا من كل سوء أحاط به علمه، وجعلنا ممن يقبل منهم صلواتهم فرضًا ونفلا، ويقبل منهم دعائهم وقراءتهم وتلاوتهم وذكرهم وزكاتهم وصيامهم؛ وجميع ما يوفقهم له من الخير، ويجعله مضاعفًا عنده إلى ما لا نهاية، وأن يُعيذنا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، ويتولانا في جميع أحوالنا، ويختم لنا بأكمل حسن وهو راضٍ عنّا.

 

 

بسر الفاتحة  

إلى حضرة النبي محمد اللهم صلِ وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه الفاتحة 

 

تاريخ النشر الهجري

25 ربيع الثاني 1446

تاريخ النشر الميلادي

28 أكتوبر 2024

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

الأقسام