(228)
(536)
(574)
(311)
شرح العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ على كتاب كشف الغُمَّة عن جميع الأمة، للإمام عبدالوهاب الشعراني: كتاب الصلاة (68) باب صفة الصلاة -22- فصل: في السلام
صباح السبت 23 ذو الحجة 1445هـ
فصل في السلام
"قد تقدم في الباب قوله ﷺ: "وتحليلها التسليم"، وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول: فصلها التسليم، وقال ابن عباس رضي الله عنهما : "كان رسول الله ﷺ إذا سلم من الصلاة قال عن يمينه السلام عليكم ورحمة الله، ثم قال عن يساره السلام عليكم ورحمة الله"، وكان ﷺ يلتفت حتى يرى بياض خده في التسليمتين، وكانوا قبل أن يؤمروا بالسلام يشيرون بأيديهم إلى الجانبين، فقال لهم رسول الله ﷺ: "ما بالكم تسلمون بأيديكم كأنها أذناب خيل شمس، قولوا: السلام عليكم السلام عليكم قالها مرتين، وكان قبل أن ينزل التسليم يقبل بوجهه على الناس إذا فرغ من التشهد، وكان ﷺ يقتصر في بعض الأحيان على تسليمة واحدة فكان يسلمها تلقاء وجهه، ثم يميل إلى الشق الأيمن، وكان ابن عمر رضي الله عنه يفعل ذلك وهو إمام بالناس، وكان ﷺ يحذف السلام ولا يمده مداً، قال ابن عمر رضي الله عنه : ولما شرع السلام كان الناس يسلمون في أنفسهم لا يرفعون أصواتهم حتى رفع عمر رضي الله عنه صوته فتبعه الناس، وكان ﷺ يأمر المأمومين بالرد على الإمام.
وقال سمرة بن جندب رضي الله عنه : أمرنا رسول الله ﷺ أن نسلم على أئمتنا وأن نتحاب وأن يسلم بعضنا على بعض، وتقدم في باب شروط الصلاة حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ كان يقول : "إذا قلت التشهد فقد قضيت صلاتك إن شئت أن تقوم فقم وإن شئت أن تقعد فاقعد"، وفي رواية:"إذا أحدث الرجل وقد جلس لآخر صلاته قبل أن يسلم فقد جازت صلاته"، والله -سبحانه وتعالى- أعلم".
آللهُمَّ صلِّ أَفضلَ صَلَواتِكَ على أَسْعدِ مَخلوقاتكِ، سَيِدنا محمدٍ وعلى آلهِ وصَحبهِ وَسلمْ، عَددِ مَعلوماتِكَ ومِدادَ كَلِماتِكَ، كُلََّما ذَكَرَكَ وَذَكَرَهُ اٌلذّاكِرُون، وَغَفِلَ عَنْ ذِكْرِكَ وَذِكْرِهِ الغَافِلوُن
الحمد لله مُكرمنا بالشريعة وبيانها؛ على لسان عبده محمد صاحب المراتب الرفيعة والوجاهات الوسيعة، اللهم أَدِم صلواتك على من جمعت فيه الحسنى جميعا سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن اتبعه بإحسان إلى يوم وضع الميزان، وعلى آبائه وإخوانه من الأنبياء والمرسلين الذين رفعة لهم القدر والشأن، وعلى آلهم وصحبهم وتابعيهم، وعلى ملائكتك المقربين، وجميع عبادك الصالحين، وعلينا معهم وفيهم برحمتك يا أرحم الراحمين، ياكريم يامنان.
أما بعد،،
فيذكُرُ الإمام الشعراني عليه رحمة الله -تبارك وتعالى- في هذا الفصل السلام من الصلاة، الذي جُعل تحليل الصلاة كما جاء في الحديث "تحريمُها التَّكبيرُ وتَحليلُها التَّسليمُ"، وذلك لما انطوت عليه الشريعة المُطهرة من أقامة معاني السلام: بمعنى الأمان، وبمعنى التحية، ومعنى دفع الآفات؛ إلى غير ذلك مما يحمله السلام من معاني واسعات.
فجُعِلَ:
وسمى الله الشريعة كلها (..سُبُلَ..)[المائدة:16] أي: طُرق السلام، وقال عن القرآن الكريم والنبي العظيم: (یَهۡدِی بِهِ ٱللَّهُ مَنِ ٱتَّبَعَ رِضۡوَ ٰنَهُۥ سُبُلَ ٱلسَّلَـٰمِ وَیُخۡرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ..﴾ [المائدة:16].
ولا يتحقق السلام بين العباد على ظهر الأرض أحسن وأجمل من أن يُطَبَقَ شرع الله -تبارك وتعالى- ويُعمل بكتاب الله وسنة رَسُوله؛ فما شرعه الحق ورسوله بالنسبة لما يتعلق بعلائق الخلق بينهم البَيْن أصفى وأوفى ما يمكن أن يتمَّ عليه حال البشر، وأعلى وأبعده عن الإضرار الحسي والمعنوي؛ وعن إيصال السُوء بأي معنىً من المعاني لمن تأدب بأدب الشرع المصون؛ الذي فيه يلاحظ باطنه عن أن يسيء الظن، ويلاحظ باطنه عن أن يظهر غير ما يبطن في أقواله وأفعاله، ويلاحظ باطنه عن أن ينطوي على سوء صغيرٍ وكبير، فهذا الشأن الكبير في الإسلام هو الذي يتحقق به السلام على الوجه الصحيح على ظهر هذه الأرض بمعانيها المختلفة والمؤدي إلى الدخول إلى دار سماها الله بدار السلام (لَهُمۡ دَارُ ٱلسَّلَـٰمِ عِندَ رَبِّهِمۡۖ وَهُوَ وَلِیُّهُم بِمَا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ﴾[الأنعام ١٢٧]، لما كان مسكن الذين قاموا بحق السلام في الدنيا، وكان المسكن فيه غاية الأمان والطمأنينة، ونزول السكينة والسلامة من جميع الآفات؛ سُمِّيَ بدار السلام، وقد سمى الحق سُبحانه وتعالى نفسه باسم السلام، وكان في دعاء نبينا الذي علمنا إياه بعد كل صلاة خاصة، وفي أوقات أخرى "اللهم أنت السلام ومنك السلام وإليك يعود السلام، فحينا ربنا بالسلام، وأدخلنا برحمتك دارك دار السلام تبارك ربنا وتعاليت يا ذا الجلال والإكرام".
وهكذا يحمل المؤمن لعباد الله السلام في حقيقة ما قال ﷺ: "والمؤمنُ من أمنَهُ النَّاسُ علَى دمائِهِم -وأعراضهم- وأموالِهِم.." لا يأتي منه إجحاف ولا يأتي منه تعسف، ولا يأتي منه ظلم ولا يأتي منه كسر خاطر، ولا يأتي منه إساءة هذا شَأنُ المؤمن، هم الذين يحملون السلام على وجه الحقيقة المؤمنون على ظهر الأرض وقال ﷺ: "المُسْلِمُ مَن سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِن لِسانِهِ ويَدِهِ" أما من يكذب عليهم؛ أما من يغشهم؛ أما من يخدعهم؛ أما من يظهر لهم أمر ويبطن آخر؛ فليس متحققًا بحقائق الإسلام، وليس من حاملي راية السلام، (يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ..)[المائدة:16].
وجعل الحق تعالى ختم الصلاة وهو: الخروج من حضرته الخاصة بالاعتبار الخاص؛ أن المؤمن إذا دخل إلى الصلاة انقطع عن الكائنات وعن هذا الوجود، بالحضور مع المُوجد المكون -جل جَلاله- الملك المعبود المقصود الموجود المشهود -سبحانه وتعالى-، ثم أنه يعود بعد ذلك لمزاولة مهامه على ظهر هذه الأرض، فيعود للناس فيبدأ بالسلام، فيخرج من حضرة السلام إلى الأنام بالسلام، فيخرج من الصلاة يسلم على من على يمينه ومن على شماله، فلا أحد منهم يخشى منه ضررًا ولا أن يصيبه منه شر، فأول ما يَبتدي به عند الخروج من حضرة الحق تعالى إلى الخلق يَبدأهم بالسلام، فيسلم على من على يمينه وعلى من على شماله، مؤكدا المسلك الذي شرعه الله له أنه لا يضر ولا يؤذي، ولا يجلب الشر لصغيرٍ ولا لكبير، بل يحمل السلام، فيسلم عليهم (السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله)؛ ولذا قالوا: يتناقض مع حال الصلاة من إذا خرج من الصلاة اغتاب أو سب أو آذى أو خدع فإنه يقول في الصلاة: السلام علينا على عباد الله الصالحين، يخرج يسبهم ويقول السلام عليكم ورحمة الله، ويؤذيهم ويؤذي خلق الله؛ فقوله شيء وفعله شيء آخر وحالهُ شيء آخر؛ فهو كاذب في إقام الصلاة.. كاذب في إقام الصلاة.. ما أحسن إقام الصلاة ولا أداها كما ينبغي.
وجُعل تحليل الصلاة السلام يخرج من السلام وهو من الواجبات بالاتفاق:
ولكن لوجود الفرق في اصطلاح الحنفية بين الفرض والواجب، أن الفرض ما ثبت بالدليل القطعي عندهم لا يحتمل التأويل فهذا واجب وليس بفرض، ولكنه واجب من تركه أثم وإذا تعمد تركه تبطل صلاته، فعندهم إذًا لا بد من التسليم للخروج من الصلاة.
"وتحليلها التسليم":
فَيُسَن أن يسلم التسليمتين الأولى فرض والثانية سُنَة من السُنَن، فإن يُسَلِم تسليمتين فتكون الأولى عن يمينه والأخرى عن يساره. وإن سلم تسليمة واحدة فتكون أمامه، من دون أن يلتفت يمنة ولا يسرة؛ وإنما يكون الالتفات بالرأس وحده، أما تحويل شيء من الصدر فذلك مخالف للسُنَّة وليس من السُنَّة، ولا يحول شيء من صدره وإنما يلتفت بالرأس ويلوي رقبته فقط من دون أن يلوي شيئا من صدره، لا إلى جهة اليمين ولا إلى جهة الشمال؛ فيبقى مستويا ويلوي عنقه، وإنما يكون ليُّ العنق عند التلفظ بقوله: ورحمة الله، فيبدأ السلام ووجهه إلى القبلة، وإذا قال: السلام عليكم، فيلتفت عند قوله: ورحمة الله عن اليمين.
فإن كان إماما نوَى السلام على:
وعند بعضهم يزيدُ وبركاته:
يقول: "وتحليلها التسليم"، وكان ابن عمر -رضي الله عنهما- يقول: فصلها التسليم، وقال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "كان رسول الله ﷺ إذا سلم من الصلاة قال عن يمينه السلام عليكم ورحمة الله، ثم قال عن يساره السلام عليكم ورحمة الله"، قلنا "وكان ﷺ يلتفت.." أي: عند التسليمة الأولى وقلنا محل الالتفات عند قوله: ورحمة الله، ثم يعود وجهه فيستقبل القبلة مرة أخرى ويبدأ السلام الثاني ويقول: السلام عليكم ويلتفت عند قوله: ورحمة الله إلى اليسار.
قال: "وكان ﷺ يلتفت حتى يرى بياض خده.." الأيمن من كان على يمينه، أي: يلتفت ما هوَ التفات خفيف هكذا؛ يلتفت التفات تام حتى المأمومين الذين على يمينه يرون خده ﷺ، وكذلك عند التسليمة الثانية يلتفت حتى يستطيع المأمومين الذين عن يساره أن يروا خده ﷺ، فهكذا يسلم ملتفتا دون أن يرفع ويخفض رأسه، كما يفعل بعض العوام… يصّلح هكذا.. ليش هكذا الحركة؟ التفاتة لا رفع ولا خفض، التفت عن اليمين التفت عن يساره، لا ترفّع ولا تخفّض بتنطح حد ولا ايش تصلح؟ إنما هو التفاتة فقط من أجل الإشارة إلى السلام على من على اليمين، وإشارة إلى السلام على من على اليسار فيلتفت عن يمينه ويلتفت عن يساره.
يقول: "وكان ﷺ يلتفت حتى يرى بياض خده في التسليمتين، وكانوا قبل أن يؤمروا بالسلام يشيرون بأيديهم إلى الجانبين، فقال لهم رسول الله ﷺ: "ما بالكم تسلمون بأيديكم كأنها أذناب خيل شمس، قولوا: السلام عليكم السلام عليكم قالها مرتين، ﷺ فأقله: السلام عليكم هذا هو الواجب.
وأن من قال عند السلام: السلام عليكم كتبت له عشر حسنات فإذا قال: السلام عليكم ورحمة الله كتبت له عشرون حسنة، فإذا قال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كتبت له ثلاثون حسنة؛ فإذا ايضاً عند الخروج من الصلاة كذلك يحرص على الثلاثين.
فإنه ﷺ كان جالسا فدخل رجل يقول: السلام عليكم؛ وردَّ عليه السلام وقال ﷺ: عشرٌ، ثم دخل رجل آخر وقال: السلام عليكم ورحمة الله فردّوا عليه السلام وقال النبي: عشرون، ثم أقبل الثالث ودخل عليهم، فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فقال ﷺ: ثلاثون. فهكذا بينّ أن في قول (السلام عليكم)؛ عشر حسنات، (والسلام عليكم ورحمة الله) عشرون حسنة، (السلام عليكم ورحمة الله وبركاته) ثلاثون حسنة.
"وكان ﷺ قبل أن ينزل التسليم يقبل بوجهه على الناس إذا فرغ من التشهد، -ثم شرع التسليم- وكان ﷺ يقتصر في بعض الأحيان على تسليمة واحدة.." وهذا لبيان الجواز وأنها الواجب واحدة. وعلمت أن مذهب الحنابلة يجب التسليم مرتين في الفرض إلا في صلاة الجنازة فتسليمة واحدة وكذلك الواجب في النفل عندهم تسليمة واحدة.
اذاً فالتسليمة الثانية سنّة عند المالكية وعند الشافعية، وواجب عند الحنفية وواجب أيضا عند الحنابلة أن يسلّم تسليمتين في صلاة الفرض
"ثم يميل إلى الشق الأيمن، وكان ابن عمر -رضي الله عنه- يفعل ذلك وهو إمام بالناس، وكان ﷺ يحذف السلام ولا يمده مداً.." ما يقول: السلاااام! ما هذا المد؟ لا يوجد مد! إلا مد بمقدار حركتين، السلااام عليكم! أووو زيّدت على الحد ما له داعي السلام لا يوجد فيه مد، السلام عليكم ورحمة الله.
"ولا يمده مداً، قال ابن عمر -رضي الله عنه-: ولما شرع السلام كان الناس يسلمون في أنفسهم لا يرفعون أصواتهم حتى رفع عمر رضي الله عنه صوته فتبعه الناس.." فرفع الصوت بالتسليم سنّة للإمام بالتسليمتين معا أن يرفع صوته ليسمعه المأمومون؛ كحال التكبيرات عند الانتقال من ركن إلى ركن وقول: سمع الله لمن حمده إذا رفع من الركوع، فكلها يجهر بها الإمام من أجل يعلم المؤمنون انتقاله ويعلم المؤمنون سلامه أيضا، أما غير الإمام فلا إلا أن يكون ذلك لتعليم ونحوه.
قال: "وكان ﷺ يأمر المأمومين بالرد على الإمام".
وأن نرد على أئمتنا في الحديث يعني: السلام إذا سّلم عليهم
فالمأمونونَ ينوون الرد على الإمام كما هو ينوي السلام عليهم وينوون السلام على من على إيمانهم من الملائكة ومؤمني الإنس والجن أيضا، وكذلك عند اليسار ينوون إن كانوا على يمين الإمام فعند الإلتفات على اليسار ينوون الرد على الإمام، فالرد على الإمام من كان على يمينه ينوي الرد عليه بالتسليمة الثانية لأنه يتوجه نحوه بها؛ ومن كان على يساره فينوي الرد على الإمام بالتسليمة الأولى لأنه يلتفت نحو الإمام.
فمن كان خلف الإمام مباشرة، قال: أنا وراءه مباشرة ،لا أنا عن يمينه ولا عن يساره؛ فينبغي أن ينوي الرد بالأولى ويمكن بالثانية ولكن الأولىٰ أن يكون بالأولى أن يرد عليه، وكذلك عندما ذكروا أن ينوي السلام على من على يمينه.
قالوا: وكذلك من أمامه من الملائكة ومن الإنس والجن وكذلك عند التسليمة الثانية على من على يساره وكذلك من خلفه الملائكة ومن الإنس والجن؛ فيشمل الجهات الأربع بالسلام من أمامه ومن على يمينه بالأولى، ومن على يساره ومن خلفه بالثانية؛ وينوي بها الخروج من الصلاة، وقد أوجبه بعضهم وذلك كله بالقلب.
"وقال سمرة بن جندب -رضي الله عنه-: أمرنا رسول الله ﷺ أن نسلم على أئمتنا وأن نتحاب.." بقلوبنا ونستعمل من الوسائل والأساليب ما يقوّي المحبة في الله تعالى والمودة في الله من الابتسامة ولين الكلام وحسن المعاملة ومن الهدية ومن المساعدة في الحاجة لغير ذلك.
"وأن يسلم بعضنا على بعض" كل ما التقينا وتحية المسلم السلام.
"وتقدم في باب شروط الصلاة حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ كان يقول : "إذا قلت التشهد فقد قضيت صلاتك إن شئت أن تقوم فقم وإن شئت أن تقعد فاقعد"".
"وفي رواية:"إذا أحدث الرجل وقد جلس لآخر صلاته قبل أن يسلم فقد جازت صلاته"، ولكن يكون ترك واجبا.
اللهم أنت السلام ومنك السلام وإليك يعود السلام فحينا ربنا بالسلام وأدخلنا برحمتك دارك دار السلام تبارك ربنا وتعاليت يا ذا الجلال والإكرام.
وكان في هدي نبينا ﷺ أن يبدأ من لقيه بالسلام، فكان هو المباشر الذي يبدأ قبل أن يسلم عليه من يلقاه هو الذي يبدأ ﷺ، وقال عن المتلاقيين من المسلمين: "وخيرهما الذي يبدأ صاحبه بالسلام" وخصوصا من كانت بينهما وقفة أو سوء تفاهم أو قطيعة فخيرهما الذي يبدأ صاحبه بالسلام، "خيرهما الذي يبدأ صاحبه بالسلام".
وكان ﷺ مسارعا فيبدأ من لقيه بالسلام من كل صغير وكبير وذكر وأنثى وأبيض وأحمر وأسود ﷺ فيسلم على الجميع صلوات ربي وسلامه عليه، حتى يقول سيدنا أنس: كان يمر على الصبيان فيسلم عليهم ﷺ.
أحيا الله فينا حقائق الصلاة والعمل بالشريعة على الوجه الذي يرضاه، ورزقنا حسن متابعة حبيبه ومصطفاه، ووقانا به شرور الأنفس وسيئات الأعمال، وتولانا به في جميع الأحوال.
بسر الفاتحة
إلى حضرة النبي محمد ﷺ اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله
الفاتحة
26 ذو الحِجّة 1445