(229)
(536)
(574)
(311)
شرح العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ قصيدة ( يا قلب وحِّد واترك الخلائق) للإمام عمر بن سقاف السقاف رضي الله عنه، ضمن فعاليات الدورة التعليمية الثلاثين بدار المصطفى بتريم
الدرس الثالث: شرح قوله: وكن بمولاك الكريم واثق
عصر يوم الجمعة 29 ذو الحجة 1445هـ
لتحميل القصيدة pdf:
يَا قَلْبُ وَحَدْ وَاتْرُكِ الخَلَائِقُ *** وَكُنْ بِمَوْلَاكَ الكَرِيمِ وَاثِقُ
وَعَنْ سِوَى الله فَاقْطَعِ الْعَلَائِقُ *** وَالْزَمُ لِحُسْنِ الظَّنِّ لَا تُفَارِقْ
وذكرنا بعض معاني نِداءُه للقلب: "يَا قَلْبُ وَحَدْ وَاتْرُكِ الخَلَائِقُ" والله يُلزم قلوبنا حقائق التوحيد، والترك المحمود لأنواع الخلائق؛ الترك لأنواع الخلائق المحمود:
وأمثال ذلك. وهذا الترك للخلائق ضروري لمن قصد الخالق -جلَّ جلاله وتعالى في علاه-؛ فإن القصد للخلق بهذا المعنى لا يَتَفِقُ مع قصد الخالق -سبحانه وتعالى- بل يَتَضَادَانِ؛ فعلى قدر قصدِك له ينقطع قصدُك للخلق، ونظرك إلى الخلق، وتعويلك على الخلق، واعتمادك على الخلق، ونظرك إلى الخلق، فتبقى لا تتعامل مع الخلق إلا بما يُحب الخالق، وبما شرع وبما يرضاه -سبحانه وتعالى- فأنت تتعامل معهم له ومن أجله؛ فكأنما تتعامل معه سبحانه وتعالى.
"يَا قَلْبُ وَحَدْ وَاتْرُكِ الخَلَائِقُ" وإذا قمت بهذا الأساس؛ فأنت على مرتبة الثقة بالله تبارك وتعالى تتمكن منها، "وَكُنْ بِمَوْلَاكَ الكَرِيمِ وَاثِقُ"، وهذه الثقة بالله:
مكتسبة من اليقين وقوته؛ فمن تَيَقَنْ وعرف عظمة المولى الذي خلق وأنشأ وكَوَّن، وصنع وأحسن الخلق ورزق وراعى؛ فهو بذلك مولى، تولّاك لمَّا لم تكن شيء فجعلك شيء، جعلك روح، ثم تولى روحك وانتقالها، ثم تولى نطفتك وحوَّلها إلى علقة، وتولّى علقتك وحوَّلها إلى مضغة، وتولّى مضغتك وحوَّلها إلى عظام، وتولّى عظامك وكساها لحم، وتولّى العظام واللحم فنفخ فيه الرُّوح -جلَّ جلاله- إيش المولى هذا؟! هذا مولاك.. فهو أحق أن تثقَ به، طَوَرَكَ في هذه الأطوار ثم يسر لك السبيل للخروج من بطن أمك، ثم يسر لك السبيل لتنتقل من الطفولة إلى التمييز إلى الشباب والبلوغ وهكذا… فهو مولاك.
ومولاك هذا وَصْفُهُ الكريم، لو عاملك بما تستحق لما بقي لك سمع ولا بصر ولا طَعْمٌ ولا شرابٌ ولا شمٌّ، ولَتعطّلت بك الأسباب كلها ولكنه يعاملك بالفضل؛ فهو كريم. ومن كانت هكذا معاملته فلِمَ التغافل عنه والتناسي له؟! ثم الثقة بعقلك أو بنفسك أو بقوة فلان أو بالعلاقة مع فلان أو بالجماعة الفلانية، ما تدري أنهم كلهم ذرات في كونه يقلّبهم كما يشاء، وليس لهم من الأمر شيء ولا يقدرون يقدّمون ويُؤخِرون إلا ما أراد، وهو لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع، ولا رادّ لما قضى: (مَّا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا ۖ وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ) [فاطر:2].
كيف تركن إلى هؤلاء وتنسى ذا القوي؟ وتنسى ذا الغَنِّي، وتنسى ذا القادر، وتنسى ذا القاهر وتنسى هذا المُدَبِر، وتنسى ذا المهيمن، وتنسى هذا السميع البصير العليم القدير اللطيف الخبير؟! إن كانت ثقة.. فَبِه، وخابت كل ثقة بسواه كَائِنَةً ما كانت.
إذًا، فثق به وبما جاء عنه.
وهكذا مراتب الثقة تعلو إلى أعلاها مع النبيين، ومنها المظهر الكريم في غار حراء، إذ رأى أقدام المشركين وأبو بكر أيقن أن الجماعة خلاص بيننا وبينهم ثلاث أذرع و يدخلون ويأخذون نبي الله ويقتلونه… بكى، ما يبكيك يا أبا بكر؟ قال: يا رسول الله لو نظر أحدهم موضع قَدمه لرَآنا، فإن أهلك أنا فإنما أنا ابن أبي قحافة؛ لكن إن تهلك أنت تهلك الأمة من بعدك! قال: "يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما"؟ (لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) [التوبة:40]، رأيت مظهر الثقة؟ واستقى منها الصديق عليه الرضوان من الحبيب الأعظم صلَّى الله عليه وصحبه وسلم.
ولذا خير مُرَبِي كان رسول الله؛ فما ربى في قلوب من حواليه من الصحابة وخصوصًا السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، شأنٌ ما يُبَلِغُه من بعدهم؛ لأنهم استقوا من المنبع مباشرة ومن المعدن الأسنى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. ولهذا قال الله: (لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا) [الحديد:10]، كلهم أنفقوا وقاتلوا هؤلاء قبل الفتح وهؤلاء بعده، لكن سُقيا هؤلاء ليست كسُقيا هؤلاء، هؤلاء ما استقوا السُقيا التي استقاها مَن قَبْل من الرّوح الكريمة والقلب النبوي المحمدي؛ فَسَقَاهُم السابقون الأولون، فنالوا من حقائق الإيمان واليقين ما لم ينله من جاء بعدهم.
فكم من فرق بين الطُلَقَاء الذين أسلموا بعد الفتح و الذين أسلموا من قبل؟ حتى قال عنهم ﷺ لهؤلاء الطُلُقَاء: "فلو أنَّ أحَدَكم أنفَقَ مِثلَ أُحُدٍ ذَهبًا، ما بَلَغ مُدَّ أحَدِهم ولا نَصِيفَه"، يعني: هؤلاء السابقين الذين أسلموا من قبل الفتح "فلو أنَّ أحَدَكم أنفَقَ مِثلَ أُحُدٍ ذَهبًا، ما بَلَغ مُدَّ أحَدِهم ولا نَصِيفَه".
وكان يستقي هذه الثقة، يقول كُنَّا في الطريق نمشي فأحيانًا أذكرُ الطلب فأتقدم قبل النبي ﷺ؛ حتى لا يكون أحد طالبه من قدام قال: وأحيانًا أَذْكُرُ الرَصَد، الطلب من وراء، والرصد من أمام، فيكون إذا ذكر الرصد أمامه وإذا ذكر الطلب وراءه؛ لا يجيء أحد يلحق النبي ﷺ، وَيكثر التلفّت، قال: ورسول الله ﷺ يمشي ويقرأ لا يلتفت! ما يلتفت يمنة ولا يسرة، في الطريق ماشٍ على كمال الثقة صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله.
وهكذا إلى أن انتهى إليه المشرك وقد رَقَبَهُ من الجبل، وتَفرّق أصحابه نحو ظل الشجر، وشَجرة كبيرة لها ظل تركوها لرسول الله ﷺ، وَرَقَبَهُ من الجبل وهو يُعلِق سيفهُ بالشجرة، ويخرج ثيابه ﷺ العليا ويُعلقها بالشجرة، ثم يضطجع تحت الشجرة، فخرج من الجبل والصحابة متفرقون تحت الأشجار و اخترط السيف -أخذ السيف-، و أخرجه من غمده، فانتبه ﷺ ففتح عينيه، قال: من يمنعك مني يا محمد؟ فقال: "الله"، فما نطق بِاسم الجلالة إلا وارتعد سقط السيف من يده وحمله النبي، وقام قال: "ومن يمنعك مني الآن؟" هو ما يعرف الله ولا رسوله ﷺ هل يقدر يقول الله وهو معادي لرسوله؟! قال: لا أحد، كن خير آخذ.. تبسّم وردّ السيف في محلّه في غمده، وجلس يتكلم معه يدعوه إلى الإسلام، نادى في الصحابة، جاؤوا أقبلوا، وهذا الرجل قاعد عند النبي، قال: إن هذا جاءني كُنُتُ نائمًا فاخترط سيفي، فرفعه عليّ وقال: من يمنعك مني؟! قلت: الله، فسقط السيف من يده فحملته فقلت من يمنعك مني قال لا أحد كن خير آخذ، إنا قد عفونا عنه، ارجع إلى قومك أُدعهم.
رجع يقول: ياقوم هذا نبيّ! وأخبرهم القصة، ويقول: نَاَزَلَنِي من الرُعب والشدة ما لم أعرفه في حياتي، سقط السيف من يدي وأنا أرتعد، ووقف فوقي فما قدرت، وعفا وسامح وصَفح، يسمونه مجرم حرب ذا الآن، وفوقها يتقصّد الرأس ولكن سامحه -صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-؛ فكان سببًا بعد ذلك في الإسلام. وهكذا ثقته بالله، -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-، وتعلّمها منه من أولئك الصَحب وممن تلقى عنهم جيلًا بعد جيل.
"وَكُنْ بِمَوْلَاكَ الكَرِيمِ وَاثِقُ"، قامت ثقتهم بالله -تبارك وتعالى- فها هي آثار نجاحهم وفَلاحهم. هذه ما يُسمى بالحضارات وأنواع الإتجاهات، والتي تحوم حول الماديات والسلطة والثروات وكسبها وشيء من مُتَعْ الحياة القصيرة، بزوالها بِفنائها، بسرعة انقضائها، بالغصص التي فيها هم عبيد لها، الله تعالى رحمهم بإنزال الكتب وإرسال الرسل وبعث محمد ليخلّصوا أنفسهم من هذا الحبس الذي هم فيه، وهذا الحصر وهذا التفاهة التي هم فيها، تفاهة… أكثر ملوك الأرض ورؤساها وساستها في تفاهة، ناس تافهين مايعرفون إلا شهواتهم وأغراضهم الدنيوية الفانية المنغصة، وهذه هم عبيد لها من دون الله تبارك وتعالى.
هؤلاء تتقلب بهم أحوالهم وكل ساعة تجيء حضارة ثانية وفكرة ثانية وجماعة ثانية، ولكن اتفقوا في مدى العصور على: مضادة هذا المنهج القويم والصراط المستقيم وما بُعث به الأنبياء، فلم يزدد ما بُعٕثَ به الأنبياء إلا انتشارًا وقوة، انظر آثار الثقة بالله -تبارك وتعالى-، اسمع: ".. واللَّهِ لَيَتِمَّنَّ هذا الأمْرُ، حتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِن صَنْعاءَ إلى حَضْرَمَوْتَ.." ومكة ذاك الوقت فيها أخطار، ومكة فيها حكومة كفر، ومكة ليسوا آمنين فيها الصحابة، ولكن يقول: ".. والله لَيَتِمَّنَّ هذا الأمْرُ، حتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِن صَنْعاءَ إلى حَضْرَمَوْتَ، لا يَخافُ إلَّا اللَّهَ، والذِّئْبَ علَى غَنَمِهِ.."، وهكذا…
في أيام الخندق أصاب الرعب والخوف عامة الناس، وجاؤوا عشرة آلاف يقاتلون، وما في المدينة من يقاومهم من جهة العُدة والعَدد، فاعترضت القوم كُدية وهو في حفر الخندق، فالخط الذي خطّه لهم يحفرون، هندس لهم مكان الحفر من الجوانب كلها ، فصاروا يمشون على الخط، في الخط اعترضتهم كُدية قوية، المعاول لم تعمل فيها، ما أثرت فيها معاولهم، حتى أنهكتهم قالوا: نتقدّم قليلًا، قالوا: هذا خط رسول الله لا نتقدم ولا نتأخر، كيف نعمل، قالو: ارجَعوا وارجِعوا الأمر إليه، فجاء إليه بعضهم يقولوا: يا رسول الله اعترضنا عند الخط الذي خططت ونحن نحفر كُدية لم تعمل المعاول فيها. قال: إني نازل، أنا سأنزل أشوف كان يكلم بعض أصحابه وجاء هذا يكلمه، قال: إني نازل، نزل حصَّل الكُدية قدامه في المكان نفسه، قال: هات المعول، تناوله: سمى الله وضرب
فكان بعض المنافقين يقولون: إيش يقول هذا؟! ونحن لسنا آمنين هنا نروح حتى نقضي حاجاتنا في طرف المدينة وهذا يقول كسرى وقيصر والروم وصنعاء. وأما المؤمنون فعلموا أنه الحق. وذكر الله أخبار المنافقين عديمي الثقة بالله، هذه مصيبة، مصيبة النفاق: عدم الثقة بالله؛ فنَحسر على مؤمن يُشَابه المنافقين عديم الثقة بالله، لما يسمع تفسير بعض الآيات وكلام بعض أهل الله بالخير والبشارات يقول: كيف هذا؟! الوضع الآن كذا، القوة الآن متجهة إلى كذا، السياسة الآن قائمة بكذا؛ كلام المنافقين بالضبط، (مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا * وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا ۚ وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ ۖ )، وفريق يستأذنون النبي بيوتنا عورة يقولون سنذهب عندنا هناك نساء في البيت خائفين عليهم من يهود، (إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا) [الأحزاب:12-13]. وبعد؟
(وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَٰذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ۚ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا) [الأحزاب:22]، في مختلف الأوضاع الجارية في العالم والكون: توجد خِلافة للنِفاق وخلافة للإيمان قائمة في الأمة،
وهكذا الحوادث الدائرة الآن في العالم: المسلمون فيها ما بين من يشبه المنافقين، وما بين خلفاء المؤمنين، وهكذا في كل زمان.
والمثال عندكم أيضًا، في الذكرى اليوم لسيدي الوالد -عليه رحمة الله تعالى- كان واحد من أهل الثقة بالله، فما عمل الله به؟ أعطاه الشهادة.. وقال: كُل ما تمنيت من خدمة ديننا وشريعتنا سأجعله قائمًا على يد أولادك وأتباعك فوق ما رُمت، وأكتب لك ثواب ذلك كله، فهل نقص عليه شيء؟! بمن كان يثق الذين اختطفوه؟ وبمن كان يثق هو؟ فإلى ماذا انتهت ثقة الذين اختطفوه؟ وثقوا بحزب اسمه الاشتراكي، ودولة كانت اشتراكية اسمها روسيا، فماذا بقي لهم من الحزب؟! وما بقي الآن ينصرهم من روسيا؟! أين راحوا؟ تمزقوا وتفرقوا.. ولا عاد لهم حسنة تُذكر، ورجعوا إلى الحكم العدل المحاسِب، فإيش نتيجة هذه الثقة؟ ونتيجة هذه الثقة؟ في تلك الأيام يقولوا: هذا السيد إلى أين يمشي؟ الدنيا ثانية سيُعرّض نفسه للهلكة.. فطلعت ثقته هي المضبوطة ونتائجها هي الخيور المبسوطة، والثقة بزمجرة الحزب الذي يقولون: لا صوت يعلو فوقه فوق صوته، والذي يقولون ثورة إلى الأبد! طلعت خاربة وانهالت وروَحت، لا إلـٰه إلا الله! .
فهكذا شؤون الشر في الوجود، تتوالى، تخلف بعضها بعض وتتغير هذا..هذا..وهذا؛ ولكن هذا المنهج من عهد آدم إلى الآن منهج "لا إلـٰه إلا الله"؛ ثابت وقائم على يدِ من أراد الله ومن أحب الله -جلَّ جلاله- ، وما قدروا أن يغيروا منه شيء، فيا ربِّ ثبتنا وارزقنا كمال الثقة بك.
وهكذا حتى لا تنقضي الأيام إلا وكَتَبك في ديوان من جعلهم من أنصاره وأنصار رسوله هم وأهل ديارهم وأراد حشرهم معه في القيامة، يا سلام! يمكن كل ذلك إذا صدقت معه.
"وكن بمولاك الكريم واثق *** وعن سوى الله فاقطع العلائق"
وهكذا يطول الكلام وقد مضى الوقت معكم.
رزقنا الله الإيمان، رزقنا الله اليقين، رزقنا الله كمال التوحيد وحقيقته، ورزقنا الثقة به والاعتماد عليه والتوكل عليه، قال لنبيه محمد صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله: (رَّبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا) [المزمل:9] اتَّخذنا الله وكيل.. حسبنا الله ونعم الوكيل، ونعم الوكيل ربنا، اللهم انصرنا، (فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ ۚ نِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ) [الأنفال:40]، انصرنا على أنفسنا، انصرنا على أهوائنا، انصرنا على شياطين الإنس والجن، انصرنا على جميع القواطع، انصرنا على جميع الحُجب، أوصلنا إليك، أوصلنا إليك، أوصلنا إليك، ودلّنا بك عليك، يا أرحم الراحمين يا أكرم الأكرمين، واجعلها ليالي من أبرك الليالي، أحسن لنا خاتمة هذا العام، وأقبل علينا العام المقبل بالفوز والنجاح، والسعادة والفلاح، وترويح الأرواح، والعطاء الواسع يا منّاح يا فتاح.
بسر الفاتحة
إلى حضرة النبي محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
الفاتحة.
29 ذو الحِجّة 1445