تفسير سورة طه - 9 - من قوله تعالى: {وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى} الآية 83 إلى الآية 99

للاستماع إلى الدرس

تفسير فضيلة العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ للآيات الكريمة من سورة طه  

{ وَمَا أَعْجَلَكَ عَن قَوْمِكَ يَا مُوسَىٰ (83) قَالَ هُمْ أُولَاءِ عَلَىٰ أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ (84) قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ (85) فَرَجَعَ مُوسَىٰ إِلَىٰ قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا ۚ أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدتُّمْ أَن يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُم مَّوْعِدِي (86) قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَٰكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِّن زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَٰلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ (87) فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَٰذَا إِلَٰهُكُمْ وَإِلَٰهُ مُوسَىٰ فَنَسِيَ (88) أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا (89) وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِ ۖ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَٰنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي (90) قَالُوا لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّىٰ يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَىٰ (91) قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) أَلَّا تَتَّبِعَن أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93) قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي ۖ إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94) قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ (95) قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَٰلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (96) قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّن تُخْلَفَهُ وَانظُرْ إِلَىٰ إِلَٰهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا (97) إِنَّمَا إِلَٰهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا (98) كَذَٰلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْرًا (99)

مساء الإثنين 26 شعبان 1446هـ

 

الحمدلله مُكرمنا بالقرآن وبيانه على لسان عبده المُختار سيد الأكوان، محمد ابن عبدالله الرحمة المهداة، والنعمة المُسداة، صلى الله وسلم وبارك وكرم عليه وعلى آله وأصحابه ومن والاه، واتبعه واهتدى بِهداه، وعلى آبائه وإخوانه من الأنبياء والمرسلين صفوة الرحمن من بَراياه، وعلى آلهم وصحبهم وتابعيهم وعلى الملائكة المقربين، وجميع عباد الله الصالحين، وعلينا معهم وفيهم إنه أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين.

 

أما بعد

فإننا في نعمة تأملنا لكلام إلٰهنا وخالقنا جلّ جلاله، وما أنزل على قلب نبينا وهادينا إليه ودالنا عليه محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.

قد انتهينا في سورة طه إلى ما قصّ علينا جلّ جلاله وتعالى في عُلاه، من خبر سيدنا موسى وقومه حتى نَجّاهم الحق تبارك وتعالى من فرعون وقومه، وأغرق فرعون وقومه، ووعدهم جانب الطور الأيمن، يَصلُ إليه فَيُنزل التوراة على موسى، هدًى وبيانًا لهم.

قال تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ) [المائدة:44] وقال سبحانه وتعالى: (وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ) [الإسراء:2] ويقول: (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَىٰ وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِّلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَهُم مِّنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ) [الأنبياء:49-48] 

 

وعدهم الحق بكل هذا، بعد أن أنعم عليهم بِنعمٍ كبيرة ونجّاهم من الغَم والفتون الكبير ومن فرعون وقومه، ووعدهم جانب الطور الأيمن ووعد موسى ثلاثين ليلة وأتمها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة.

(وَقَالَ مُوسَىٰ لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ) [الأعراف: 142

واستعجل إلى المكان شوقًا ومحبةً وتعظيمًا وإجلالًا للإله جلّ جلاله، فذهب إلى جانب الطور الأيمن فأوحى الله إليه: ﴿وَمَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى(83﴾) لم تعجّلت؟ ووصلتَ دونهم وتقدّمت قبلهم؟

قال: ﴿هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي (84﴾) بحسب ظنّه أنه وصّاهم وخلّف عليهم سيدنا هارون يحكم فيهم ويتبعونه إلى جبل الطور ويلقاهم هناك، فقال -أي بحسب ما في ظنّه- وما عهد إليهم أنهم الآن واصلون: ﴿هُمْ أُولَاءِ عَلَى أَثَرِي(84)) واصلين ليس بيني وبينهم مسافة، بحسب ما ظن.

﴿وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى(84)) إنما استعجلت لترضى طلبًا لزيادة رضاك ﴿وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى (84)) قال: ﴿فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ (85)) اختبرناهم (فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ (88))  وأضلّهم السَّامري، فكان مصدرًا للإضلال وللإيقاع في المُخالفة، وهكذا يتصدّر الفتن في كل أمة؛ قومٌ وأفراد، يقعون الناس بسببهم في انحراف وفي ضلال.

 

(وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ (85)) وكان قيل أنه من قومِ فرعون، من الأقباط، وقيل من غيرهم وكان قومه يعبدون البقر، وكان قد سمع قول قوم موسى له: (اجْعَل لَّنَا إِلَٰهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ) [الأعراف:138] وكان أيضًا قد أبصر بجبريل على فرسه وضبط محلَّ حافر الفرس وإذا التربة تحته تهتز، فأخذ بِكفِّه من ذلك التراب من أثر حافر فرس جبريل عليه السلام.

وعندما فكروا فيما كان بأيديهم من الزينة والحُلِي، وبعضها كانوا استعاروها من قوم فرعون، فأمرهم سيدنا هارون عليه السلام أن يُفرزوها وأن يُبعدوها، وأمر بحفرة تُوضع فيها وأوقد عليها النار، فسوَّلت نفس السَّامري له، قال معك هذه التربة ضعها وأرسم لهم رسم من هذا الحُلي مثل العجل، وأقمْه بينهم وقل لهم هذا إلهٰكم، فأخذ من هذا الذهب الذي أُحرِقَ بالنار فكوّن ورسم منه صورة عجل.

قال: فلما أخبر الله موسى بما وقع فيه قومه من بعده، رجع مُسرعًا (فَرَجَعَ مُوسَىٰ إِلَىٰ قَوْمِهِ غَضْبَانَ (86)) لله تعالى على مخالفتهم أمر الله، ورجوعهم إلى عبادة غير الله جلّ جلاله وتعالى في علاه، (أَسِفًا) على ما حصل من قومه من هذا الانحراف، فأكثرهم ذهبوا وراء السّامري وأعجبهم الذهب وصورته، وتهب الريح فتُحْدث صوت مثل الخُوار الذي للبقر، فقال: (هَٰذَا إِلَٰهُكُمْ وَإِلَٰهُ مُوسَىٰ (88)) -لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم-

(فَرَجَعَ مُوسَىٰ إِلَىٰ قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا (86)) نجّاكم من فرعون وقومه، ومشى بكم وأخرج لكم سبحانه اثنتى عشرة عينًا وسقاكم، ووعدكم وعدًا حسنًا أن يُنزل عليكم كتابًا فيه منهج رضاه عنكم ومنهج صلاحكم وسعادتكم وفوزكم.

﴿أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ (86)) وهي أيام معدودة فيحصل كما يحصل للناس إذا طال العهد وطال الزمان بهم، أن ينسوا ويخالفوا ويكسلوا ويرجعوا ﴿أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ..) عاندتم أم (.. أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي (86))  بلحوقي إلى جبل الطُور لتلقِّي ما وعدنا الله به من الفضل وإنزال التوراة.

﴿أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي (86﴾) وما وعدتموني به أن تستقيموا على ما أرشدتكم وعلمتكم.

قالوا: حصل منّا هذا الأمر لا ندري كيف! ﴿مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا (87)) وفي قراءة بِمَلكِنا وفي قراءة بِمُلكنا ﴿مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا (87)) أي بقوتنا وإرادتنا الكاملة ولكننا وقعنا في الفتنة وما شعرنا بأنفسنا إلا وراء هذا العجل، فأكثرهم ذهبوا وراءه،  نحو ستمائة ألف فما بقي إلا اثني عشر ألف مع النبي هارون ثابتين ويراجعون قومهم وما تراجعوا لهم.

﴿مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا (87)) يعني أثقالا وسموها أيضًا أوزارًا لأن سبب الوِزر وسبب ما وقعوا فيه من شر ﴿أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ (87)) ما عنده (فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ (88)) جسد مجرَّد بدون روح، عجلًا جسدا له خوار، تهب الريح فيُحدِث صوت مثل صوت البقرة.

فقال هو والذي معه من الذين زيّنت لهم أنفسهم: ﴿هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ (88)﴾ مسكين سيخرجنا الى مكان بعيد لنكلم ربنا، وإلهنا؛ فنسي -لاحول ولاقوة إلا بالله- نَسي موسى أن يُخبركم بأن هذا إله ونَسي أن إلههُ هنا، وذهب يبحث عنه في جبل الطور -لاحول ولاقوة الابالله-، وإنما هو مكان ضرَبهُ الله لهم موعدًا لِيَتَجَلى عليهم ويُنزِل التوراة على عَبدِه موسى.

 

(فَقَالُوا هَٰذَا إِلَٰهُكُمْ وَإِلَٰهُ مُوسَىٰ فَنَسِيَ (88) أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا (89)) أي لا يُكَلِّمهُم! هل هذا وَصف إلٰه هذا ؟! (وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا) يستطيعون أن يَدُكوه! يستطيعون وأن يَحرِقوه! كيف يَكون إلٰه! أين الإلٰه؟ أين العقول هذه؟! (أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا) لا يَستَطيع أن يُكَلِمهُم! أو يُخاطِبهُم! ولا يَرُد لَهُم قَول (وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا).

 

(وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ (90)) ونَصَحهُم وغَضِب عَليهِم، وقال: (يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِ) واغتَرَرتُم بشيء حقير، لا يُمكِن أن يكون فيه شيء في وَصفِه (وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَٰنُ) الذي خَلَقَنا وخَلَق كُل شَيء ( فَاتَّبِعُونِي) على الاستِقامة على ما تَرَكَنا عليه موسى على عبادة الله عز وجل وعلى اللحوقِ بموسى (وَأَطِيعُوا أَمْرِي)؛ لِنَذهَبَ ونَلحَقَ بِموسى، فما معه إلا اثنا عشر ألف من سِتمئة ألف.

 

قالوا له اسمَع: (لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ (91)) سنظل عابِدين لِلعِجل هذا وعاكِفين عليه حتى يَرجِع موسى ويُخبِرنا، قالت طائفة منهم: لن نُكَذِب السامِري حتى يأتي موسى، فإن كان إلٰهنا فقد قُمنا بِحَقه، وإن لم يكن إلٰهَنا تَبِعنا موسى وتَرَكناه، حاول معهم سيدنا هارون، وقد قال له: ﴿اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ) [الأعراف: 142] فرأى أنه إن ذَهَب ومَعه الإثنا عشر ألف، فَرَّق بين بني إسرائيل وتَرَك هؤلاء في شَر، وإن قام يُقاتِل الاثنى عشر ألف لن  يُقاوِموا الست مائة الألف، فرأى أن يتأنى ويصبر حتى يرجع موسى وهم قالوا له: (لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّىٰ يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَىٰ).

 

ورَجَع سيدنا موسى وتَوَجَّه بالخِطاب بعد ما خاطَب القَوم: لماذا تعملون هكذا؟ (أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدتُّمْ أَن يَحِلَّ عَلالَيْكُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُم مَّوْعِدِي (86))، بدأوا يَعتَذِرون ونَدِموا، وسُقِط في أيديهم، وَقَعوا في النَّدَم وقالوا: ﴿لَئِن لَّمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الأعراف: 149]، وجاءهم سيدنا موسى -عليه السلام- وعاتَبَهُم، وتَيَقَنوا أن كُلَ ما فَعَلوه باطل وضلال ونَدِموا على ما كان منهم. 

توجه إلى هارون قال: رُد يا هارون، أتتركهم هكذا يعبدون العجل أمامك ولا تتحرك؟! وأخذ برأسه ولحيته من شدة غيرته، (يَجُرُّهُ إِلَيْهِ) [الأعراف:150]، (قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) أَلَّا تَتَّبِعَنِ) على اللحوق بي كما أَمَرتُكُم (أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93)).

(قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ (94)) كان شَقيقهُ، ولكن ذَكَر الأمومة لكونها أقرب للعاطفة والرِّقة، قال: (يَا ابْنَ أُمَّ) يعني يا أبن أمي (لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (94)) وقعتُ في حال ووضع لا يمكن التصرف فيه إلا بهذا، وإلا أحدَثنا مَشاكِل (إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ)  ما جئتُ بقليل منهم وتركت الباقين، ولم أقمْ بقتال بينهم، ونحن في غِنى عنه (وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي) أي إنك لم تنتظر حتى أُبيِّن لك ما الذي حصل (وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي)، وفي معنى آخر، أنت تقول: (وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ) [الأعراف: 142] وأنا رَقَبتُ قولك ذلك وما خرجت عنه، حتى لا تقول (وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي).

 

قال: (قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94))؛ فأصغى إلى قوله وتبين الأمر منه، قال: (ابْنَ أُمَّ) -تَقَدم معنا في سورة الأعراف- ﴿إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي) [الأعراف: 150] فقد نصحتهم واغتاظوا عَلَيّ وكادوا أن يقعوا بي ﴿فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [الأعراف: 150-151].

 

قال: (قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ (95)) ، تعال أنت يا رأس الفتنة، السبب الذي سَوَّلَت لك نفسك ودعوتَ الناس لعبادة هذا؛ (فَمَا خَطْبُكَ) ما شأنك؟ ما الحال الذي وصلت إليه؟ ما الذي أوقعك في هذا؟ ما حَمَلَك على هذا؟ (فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ (95) قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ (96)) أنا رأيت جبريل لما جاء بالوحي إليك ورَقَبْتهُ ورأيت حافر فرسه؛ فأخذتُ من تحت حافر فرسه هذا التربة (فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ (96)) يعني جبريل (فَنَبَذْتُهَا) فوق هذا العِجل وقلت لهم، (وَكَذَٰلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (96)) 

 

والنفوس سبب وقوع الخلائق في أنواع الآفات والمصائب ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا﴾ [الشمس: 9-10]  ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ) [النازعات:40-41] (وَكَذَٰلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (96)).

 

ومن أول معصية وجريمة وقعت في الناس في بني آدم، قال الله عن قابيل: ﴿فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [المائدة:30]؛ فالنفوس هي سبب الإيقاع في هذه المصائب، يا ويل من اتّبع نفسه وهواه، يا ويل من لم يزكِّ نفسه بنور ربه الذي بعث به أنبياءه، وجاءنا خاتمهم المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم 

(وَكَذَٰلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي * قَالَ فَاذْهَبْ (97)) اعتزل منا ولا تَقرَبنا ولا تَقرَب أحدا بعد ذلك من بني آدم، اذهب (فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ) ما دُمتَ حيًا في الدنيا (أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ) لا تمس أحدا، فإن مسست أحدا أو مَسَّك أحد فلكم المرض (أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ) فجعل إن مَسه أحد أو مَسَّ أحد يُحَمَّى جميعًا، هو وإياه يمرضون ويأخذون شدة في المرض؛ فصار (لَا مِسَاسَ) لا أحد يلمسنا ولا ألمس أحد، وعاقَبَهُ الحق تعالى على يد سيدنا موسى (فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّن تُخْلَفَهُ  (97)) وهناك مَرجِع سترجع فيه إلى الله، ويوم  تَقِف فيه بين يدي الله تعالى، لا تستطيع أن تتأخر عن ذلك اليوم ولا أن تهرب ولا أن تغيب (لَّن تُخْلَفَهُ) يأتي به الله  (لَّن تُخْلَفَهُ) وتحضر فيه، لا تستطيع التخلف (لَّن تُخْلَفَهُ) ؛ فيكون؛

  • إما قَبولًا لتوبتك وإنابتك 

  • وإلا عذابًا لك إن لم تصدُق في التوبة

 

(وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّن تُخْلَفَهُ وَانظُرْ إِلَىٰ إِلَٰهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا  (97)) هذا الذي نصبته؛ جسد العجل (الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا) وجلستَ هذه الأيام تعبده وتأمر القوم أن يعبدوه (لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا) فَعَرَّضه للنار، وأتى بالمَبارد وقطّعوه بعد ذلك حتى جعله مطحونًا وذَرَّهُ في البحر (لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا).

 

(وَانظُرْ إِلَىٰ إِلَٰهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا (97) إِنَّمَا إِلَٰهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا (98)) أي وسع علمه كل شيء، فلا يَنفكُ شيء عن علمه ﴿وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا) [الطلاق:12] -جل جلاله وتعالى في علاه-.

 

 وهكذا كان هذا العِجل الذي ضَلَّ به بنو إسرائيل، ويُروى أن لكل أمة عِجل وإن كل أمة بسبب من الأسباب يضلون عن سبيل أنبيائهم وعن مسلك الهدى الذي آتاهم الله "وعِجلُ أمتي قال: الدينار والدرهم" عِجل أمتي؛ فريق بعد فريق وطائفة بعد طائفة يمْشون وراءها؛ الدولارات، العُملات، الذهب الفضة، الدينار والدرهم.. عِجِل ينحرفون بسببه، يُضِلون، يخرجون عن منهج النبوة، يخرجون عن متابعة المصطفى ﷺ يخالفونه ويخالفون شرعه وراء هذا؛ فيعكفون عليه كما عكف بنو إسرائيل على العِجل "وَعِجْلُ أُمَّتِي الدِّينَارُ وَالدِّرْهَمُ" ولم يزل، والفتنة التي فَتَن الله بها الناس وكل من تعلق به أرداه وسقط في مَغَبات الإغواء والإضلال.

 

منهم الطوائف الذين "يُمسي أحدهم مؤمنًا ويصبح كافرًا، ويصبح مؤمنًا ويمسي كافرًا، يبيع دينه بِعَرَضٍ من الدنيا يسير" شيء حقير من الحقير،  الدنيا كلها أمر حقير وأمر يسير، من أولها إلى نهايتها، وهذا حقير من حقير ويسير من يسير يبيعون به دينهم -والعياذ بالله تعالى- ويقعون به في المصائب والبلايا والآفات.

 

قال: "وَعِجْلُ أُمَّتِي الدِّينَارُ وَالدِّرْهَمُ"؛ فوجب تَحَرُّر قلوب المؤمنين من أقدار وأكدار الالتفاتات إلى أنواع القواطع عن الله تعالى والمُغريات؛

  • فإن إبليس وجنده لا يجدون قوةً لهم مثل الإغراء بهذا الدينار والدرهم

  • ثم ما يكون في باطن الناس من الشهوات، إذا لم تُهَذَّب نفوسهم؛ فهي الأسلحة القوية لعدوهم ليهلكهم بها -والعياذ بالله تبارك وتعالى-،

  • ومن تخلّص من محبة هذا المتاع الفاني فقد قُطِع رأس الذنوب عنه؛ فإن "حُب الدنيا رأس كل خطيئة" كما أخبر عليه الصلاة والسلام.

ومِلكُها للذين يأخذونها من حِلها وحقها ويصرفونها في مَحَلِّها ومُستَحَقِّها وهو شأن الذين مَلَكوها ولم تَملِكهُم، ولكن من كان لأجلها ترك سُنة، فضلًا عن ترك واجب؛ فقد ملَكَتهُ ولم يَملكها؛ فسخرها الله لنا لِنَملِكَها فنصرفها ولا تَغُرُّنا، وإنما نأخذ كفايتنا منها بما يَسَر الله تعالى من أسباب، ثم إنه يُوَسِّع لمن شاء ويَقدِرُ لمن شاء -جل جلاله-؛ 

  • فيختبر هذا بالسعة والكثرة 

  • ويختبر هذا بالفقر وضيق المعيشة 

وقد يمر على الواحدِ أحوال في خلال أيام عُمره، وليعلم الله من يؤثره ومن ينصره بالغيب، ومن يُقَدِّم محبته تبارك وتعالى على كل شيء.

 

 

يقول تعالى: (كَذَٰلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ..) ونبيِّن لك عجائب حكمتنا فيما دار ومر على الأمم السابقة وما وقعوا فيه من أطوار، لتكون أمتك على بينة فيما يُنازلهم، وليأخذوا العِبرة والإدكار والانتباه واليقظة فيما يطرأ لهم من أحوال، فإن جميع ما يطرأ لهم يشابه أحوال قد طرأت من قبل في الأمم السابقة. 

 

(كَذَٰلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ (99))  ممن مر من الأمم وآتيناك الكتاب الأعظم الأنور الأطهر الأهدى؛ 

  • (وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْرًا (99))  

  • (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ) [الزخرف:44] 

  • ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحجر:9]؛ فما أعظمه من ذِكرٍ.

  • ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ) [المائدة: 48].

 

 (وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْرًا (99)) وهذا؛ هو الفارق بين أمتك إلى أن تقوم الساعة، مَن قام بِحَق هذا الذِكر وعظمه واتبعه وعمل بمقتضاه؛ فله الفوز والنجاح والسعادة في الدارين، و (مَّنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا (100)) إثمًا وظُلمة ذنوب شديدة (خَالِدِينَ فِيهِ (101)) أي في نتيجة ذلك الوِزر من العذاب (وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا (101))  ثِقلُ الإعراض عن القرآن والمخالفة له (وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا)، (وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا (111)) كما سيأتي معنا، ومن أعظم الظلم الإعراض عن كتاب الله سبحانه وتعالى وعن القيام بحقه، جعلنا الله من القائمين بحق القرآن والمُعَظمين له والتالين له المتدبرين لآياته.

 

وقد أقبل علينا الشهر الذي ابتدأ فيه إنزال هذا القرآن، قال تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ﴾ [البقرة: 185]، وقال: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) [القدر:1] ، ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ * فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) [الدخان:3-4] فكان الابتداء في ليلة القدر، أنزل الله القرآن من اللوح المحفوظ إلى البيت المعمور في السماء الدنيا جُملة، وأنزل الخمسة الآيات الأولى (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾ [العلق:1-5] على يد جبريل إلى غار حراء إلى قلبِ نبينا المصطفى محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم؛ فهو شهر القرآن، وفَّر الله حظنا من رمضان ومن تلاوة القرآن فيه، ومن تفهُّم معاني القرآن فيه ومن الفتح في القرآن فيه، إنه أكرم الأكرمين.

 فهو الشهر الذي ينفتح فيه من أبواب الفهم في كتاب الله تبارك وتعالى ما لا ينفتح في غيره، ولأهل الله مع القرآن في رمضان شأن وأي شأن! وكان سيدنا الإمام الشافعي في رمضان يختم ختمة بالنهار وختمة بالليل، فلا يمضي رمضان إلا على ستين ختمة، وهكذا لهم مراتب في الاتصال بهذا القرآن.

 

ربطنا الله به وبَيّن لنا معانيه، وكَشَف لنا بنصيب وافٍ من أسراره، وجعلنا من الممتثلي أمره والمُجتنبين لزجره؛ حتى يكون شاهدًا لنا عنده في العَمل بما دعانا إليه ويكون حُجة لنا لا حجة علينا، ويرفعنا بهذا القرآن "إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ" والعياذ بالله تبارك وتعالى من أعرض عنه؛ (فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وِزْرًا (100) خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا (101)).

 

اللهم اجعلنا من المُقبلين على القرآن والمقبلين بالقرآن عليك بحسن امتثال أوامره واجتناب نواهيه وزواجره، وأوقفنا على معانيه الواسعة وأسراره العظيمة واجعلنا ممن امتزج القرآن بلحمه ودمه وحتى نكون عندك من أهل القرآن الذين جعلتهم أهلك وخاصتك، يا أكرم الأكرمين ويا أرحم الراحمين.

 

تاريخ النشر الهجري

03 رَمضان 1446

تاريخ النشر الميلادي

02 مارس 2025

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

الأقسام