أحوال شخصية,تصوف وآداب,فتاوى جامعة

29 شوّال 1443

217

يكون تذكيرُه بالقرآن الكريم، بما أمره الله أن يتبع نبيه وأن يقتدي بنبيه. فلو لم يبقَ مِن حِفظ الله تعالى للأمة سنة صحيحة، لكان الأمر القرآني معطلاً، وليس من أوامر القرآن شيء مُعَطَّل. وقد أمرنا بالاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة " وأمرنا بامتثال أمر

215

الصلاة المطلقة في غير الأوقات المنهي عن صلاة النفل فيها جائزة في أية ليلة كانت من غير ادعاء تخصيص بليلة ولا فضلا مخصوصا لم يرد فيه شيء من النصوص، فمن أراد أن يصلي فله ثواب الصلاة وفضل الصلاة من غير أن يكون ادعاء لفضل مخصوص لم يرد في النص، وقد قال صلى الله عليه وسلم: الصلاة خير موضوع فمن شاد فليستكثر

186

إنما يجوز الدعاء لأهله بالهداية ، والدعاء بأنواع الرحمة والمغفرة لمن مات وهو مُكذّب بمحمد صلى الله عليه وسلم وكافر بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم غير جائز، فإن في هذا معاداة لحكم الله الذي قد حكم به ((إن الله لا يغفر أن يشرك به)) فكل من أشرك بالله سواء صنماً معبوداً أو هوىً صده عن

184

بشُهودِ منةِ الله مُقَلِّبَ القلوب عليك، وأنه لو شاء لردَّ قلبَكَ كقلبِ أحدهم فكفرتَ، وأنه منَّ عليك بهذا الإيمان. شهودُك لهذه المنة من الرحمن جلَّ جلالُه ثم عملُك بمقتضاها ، ومقتضاها أن ترثى لهؤلاء وتُشفق عليهم من أن يموتوا على هذا الكفر فيُخَلَّدوا في النار، والعياذ بالله تبارك وتعالى. وعملُكَ

183

إن ما سمته من حاجة ومتطلبات راجع إلى الملابس، ومسلك المؤمن في الملابس مثلاً أو الزينة، وأين يسار بها، وماذا يقصد منها، ونقول: ينبغي بحسب المتيسر أن تُعد عدتها لزينة العيد على الضوابط الشرعية، وبعيدة عن التفاخر بالملابس التي سمعنا الحديث فيها (من لبس ثوب شهرة في الدنيا كأن حقاً على الله أن يذلَّه على

182

لا يؤثر عليك شيئاً، بل عليك أن تغتسل وتصلِّي، ولا يضر ذلك الصيام خصوصا وأنه خرج المني بدون مباشرة، إنما ما أشرت إليه من تكرُّره ينبغي أن تعالج ذلك برفع الفكر والوِجهة لك في الأمور العُلا ومعاني الكتاب العزيز والسُنَّة الغراء والشوق إلى الحق وإلى رسوله، فإنه إذا تمكن ذلك أذهب هذه الآثار، فإنه كثيراً

181

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا وتران في ليلة. رواه الترمذي والنسائي، وإذا صليتَ الوتر مع الإمام أول الليل فلك في الوتر خياران: الخيار الأول: إذا سلَّم الإمام من الركعة الواحدة فقم أنت وقد نويتَ ركعتين فأتِ بركعة، ويبقى وِترُك إلى آخر الليل وهذا أفضل، وإلا فيجوز لك أن تسلِّم مع الإمام من ركعة

180

الشياطين مصفدة في رمضان والمراد منهم المردة، واختلفوا في غير المردة؛ لأنه جاء نص في الحديث أنه تُسلسَل مردةُ الشياطين، إذا كان الأمر كذلك فإنه يبقى من الشياطين إما من صغارهم وإما إبليس الأكبر، ولكن المردة هم الذين يُسلسلون في خلال هذا الشهر الكريم، ومع ذلك كله فإنه يبقى عند المسلم فضلاً عن الكافر

179

كلما صدقت توبتُك فهي مقبولةٌ عند ربك تكفِّر ما مضى، ومهما عُدتَ إلى المعصية، فإنه هو التواب، أي كثير التوبة على عباده، فمهما لم تُصِر على الذنب وعزمتَ على ألا تعود إليه، فإنه يقبل منك ما مضى فيغفره لك، قال سبحانه وتعالى: ( وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ) لهذا قال بعض أهل التحقيق من

178

من أفطر متعمدا مختارا في رمضان فعليه أن يسرع بالتوبة إلى الله تبارك وتعالى، وأن يندم على ما كان منه، وأن يقضي ما فاته نادماً، فليس سوى صدق الندم والرجوع إلى الله من دواء له أبداً، وإنه لا يغني عنه لو صام العمر كله وهو غير نادمٍ وغير تائبٍ فلن يفيده ذلك، ولكن صدق ندمه وتوبته ورجوعه إلى ربِّه جلَّ