كشف الغمة -30- مواصلة شرح أحاديث باب آداب النوم والانتباه

للاستماع إلى الدرس

شرح العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ على كتاب كشف الغُمَّة عن جميع الأمة، للإمام عبدالوهاب الشعراني:  مواصلة شرح أحاديث باب آداب النوم والانتباه

 الأحد: 7 ذو الحجة 1444هـ

يتضمن الدرس نقاط مهمة، منها:

  •  كان ﷺ يكره النوم على البطن
  •  شرح حديث (إن هذه ضجعة يكرهها الله)
  •  النوم على الشق الأيمن والأيسر
  •  ما يكره في نوم المرأة
  •  هل نام ﷺ مستلقياً على ظهره
  •  كراهة نوم بعد الفجر وقبل طلوع الشمس
  •  ما هي الأوقات المكروهة للنوم؟
  •  ماذا يفعل من رأى رؤيا سيئة؟
  •  تفسير الرؤيا باختلاف حال الرائي
  •  عاقبة من يدّعي رؤيا لم يرها
  •  أهمية إغلاق الأبواب والأواني وإطفاء السرج ليلا

نص الدرس مكتوب:

مواصلة شرح أحاديث باب آداب النوم والانتباه

"قال ابن عباس رضي الله عنهما: وجاءت مرة فأرة تجر فتيلة حتى ألقتها بين يدي رسول الله ﷺ على الخمرة التي كان جالساً عليها فأحرقت منها موضع درهم، فقال رسول الله ﷺ: "إن الشيطان يدل هذه على مثل هذا فتحرق على أهل البيت متاعهم"

وكان ﷺ يكره النوم على الوجه ويقول: "إن هذه نومة جهنمية"

وكان ﷺ ينام كثيراً مستلقياً ظهره الأرض ويقول هكذا كان نوم الأنبياء قبلي.

وكان ﷺ يكره نوم الصبحة ويقول: "إن الله عز وجل يقسم أرزاق الخلائق ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس"، وكان يقول ﷺ: "إذا لعب الشيطان بأحدكم في منامه فلا يحدث به الناس"، قال ذلك لرجل رأى في منامه كان رأسه قطع، والله أعلم.

 وكان ﷺ يقول : "من تحلّم بحلمٍ لم يره كلف يوم القيامة أن يعقد بين طرفي شعيرة"

وكان ﷺ يقول: "أجيفوا أبوابكم فإن الشياطين لم يؤذن لهم في التسوّر عليكم"، والله تعالى أعلم.

اللهم صلِّ أفضل صلواتك على أسعد مخلوقاتك سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم عدد معلوماتك ومداد كلماتك كلما ذكرك وذكره الذاكرون وغفر عن ذكرك وذكره الغافلون (٣) مرات.

 

الحمد لله مكرمنا بأنوار الشريعة ومبيّنها على لسان عبده محمد الذي جمع فيه الحسن جميعه، صلّى الله وسلّم وبارك وكرّم عليه وعلى آله وأصحابه ومن سار على منهجه واقتدى به، وعلى آبائه وإخوانه الأنبياء والمرسلين المبشرين به، وعلى آلهم وصحبهم وتابعيهم وعلى الملائكة المقربين وجميع عباد الله الصالحين، وعلينا معهم وفيهم إنه أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين.

ويواصل الشيخ الشعراني -عليه رحمة الله تعالى- ذكر الأحاديث المتعلقة بالنوم واليقظة، ويذكر لنا في هذه الأحاديث الكيفية التي ينام عليها المؤمن واختلاف الكيفيات، ومنها ما هو منهيٌ عنه ومكروه، ومنها ما هو مستحب ومندوب، ومنها ما هو مباح، فذكر أنه "كان ﷺ يكره النوم على الوجه"، أن ينام الإنسان منبطح على وجهه وعلى صدره فيستقبل بظهره السماء وهي قبلة الدعاء، "فقال: إن هذه نومة جهنمي"" فإن أهل جهنم (يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ) [سورة القمر:48]، (يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ)؛ فهذه حالتهم أو هيئتهم في سحبهم في النار، فلا تشابههم ولا تقرُب من مشابهة هيئتهم وصورهم؛ فيُكره أن ينام الإنسان على بطنه حتى أنهم أجازوا لمن نام على بطنه أن يوقظ، أي: يوقظه أي أحد أو يحركه، ولا يتركه على هذا الحال؛ لأنها من النومات المكروهة؛ النوم على هذه الهيئة وكما قال "فإنها نومة جهنّمية".

وجاء في ذلك روايات منها: عند الإمام أحمد وابن ماجة والبخاري في الأدب المفرد، يقول أبو أمامة مرّ النبي ﷺ على رجلٍ نائمٍ في المسجدِ مُنبطِحٍ على وجْهِهِ فضربَهُ برجلِهِ وقالَ: "قُم واقعُد فإنَّها نَومةٌ جَهنَّميَّةٌ". وهكذا جاء في رواية أبي داود في قصة مفصَّلَة يقول: كان من أصحاب الصفّة وهو طخفة بن قيس الغفاري، يقول: قال رسول الله ﷺ: "انْطَلِقُوا بِنا إلى بَيتِ عائِشَةَ"، مشى بهم وكانوا على جوع وعدد منهم، فذهب بهم إلى بيته ﷺ، -لما كانت تسكن فيه عائشة نُسب إليها، والحًجَر حُجَرُه هو الذي بناها لهن لأزواجه- قال:" فانْطَلقْنا، قال: يا عائِشةَ ! أطْعِمِينا، قال: فجاءت بحشيشة فأكلنا ثم قال: يا عائِشةَ ! أطْعِمِينا، قال: فجَاءتْ بِحَيْسَةٍ مِثْلَ الْقَطَاةِ -كمية قليلة- فأَكَلْنَا، ثم قال: يا عائِشَةَ ! اسْقِينا، قال: فجَاءَتْ بِعُسٍّ -من لبن- فَشَرِبْنَا، ثم قال: يا عائِشَةَ ! اسْقِينا، فجَاءَتْ بِقَدَحٍ صغِيرٍ، قال: فشَرِبْنَا، ثُم قال : إِن شِئْتُم بِتُّمْ ، وإنْ شِئْتُم انْطَلَقْتُم إلى المسْجِدِ"، تنامون عندنا أو تروحون إلى محلكم في المسجد، ومضوا ﷺ.  قال: فبينما أنا مضطجع في المسجد -من السحر- على بطني إذا رجل يحركني برجله، فقال: "إنَّ هذه ضجعةٌ يُبغِضُها اللهُ"، فنظرت فإذا رسول الله ﷺ ينهاه ويزجره عن أن ينام على هذا الحال ﷺ. 

قال: وفيه جواز التأديب بالتحريك بالرجل والضرب بها للنائم عن الصلاة أو بعد صلاة الصبح، ونحو ذلك من النومات المنهي عنها، "إنَّ هذه الضجعةٌ" يعني: هيئة في الاضطجاع، "ضجعةٌ يُبغِضُها اللهُ" -جل جلاله وتعالى في علاه-. ففيه هذه الكراهة وبقيت السنة في النوم على الشق الأيمن والإباحة في النوم على الشق الأيسر، وكذلك النوم مستلقيا وجاء هنا فيه بأحاديث وجعلوا بعضهم للعبّاد. وذكر أنه قد جاء عن بعض الأنبياء كذلك مستلقيا على قفاه، وإنما يكون هذا للمتفكرين في الآيات ومستقبلين للسماء بدعواتهم وتضرعاتهم، أو يكون على الوجه وهذا هو المنهي عنه والمكروه، كذلك كره بعض أهل الفقه النوم على القفاء للنّساء، يقول: إن نوم ذكور الشياطين على بطونهم وأن نوم إِناث الشياطين على ظهورهم، فلا ينبغي للمرأة كما جاء عن عمر بن عبد العزيز: أنه وجد ابنته مستلقية على ظهرها؛ فنهاها، أن تنام على الشق، فكره ذلك بعضهم للمرأة أو للنساء. الاستلقاء، وذكر فيه هنا أنه قد ينام ﷺ مستلقيًا على ظهره، ويقول: هكذا كان نوم الأنبياء قبلي، ولكن عامة ما نقل عنه، كما يُضجع في اللحد كما مرّ معنا وهو أن ينام على شقه الأيمن. ولعله كان أحيانا يقرأ أو يفكر ويدعو وهو مستلقيا ثم ينام على شقِّه، 

"وكان يكره نوم الصُبحة" وهي: النوم بعد صلاة الصبح قبل طلوع الشمس هذه نوم الصُّبحة؛ والصُّبحة تمنع الرزق، تمنع البركة في الرزق؛ فإن الملائكة تقسم أرزاق العباد في هذا الوقت ما بين صلاة الصبح إلى طلوع الشمس. كان يكره نوم الصبحَ ويقول: "إن الله عز وجل يقسم أرزاق الخلائق ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس" ﷺ.

ويُروى في حديث بسند ضعيف أورده السيوطي في الموضوعات، أنه مرّ على سيدتنا فاطمة وهي مضطجعة بعد صلاة الصبح، فقالت: فحرّكني برجله إليها: "يا بُنيَّةُ ! قُومي اشهَدي رِزقَ ربِّك ، ولا تكوني من الغافلين ؛ فإنَّ اللهَ يقسِمُ أرزاقَ النَّاسِ ما بين طلوعِ الفجرِ إلى طلوعِ الشَّمسِ". فكان هذا من النومات المكروهة:

 أن ينام بعد صلاة الصبح قبل طلوع الشمس. 

كما يُكره النوم قبل أن يصلي العشاء. 

كما يكره النوم في عرفة في وقت الوقوف بعد ظهر يوم عرفة إذا زالت الشمس وينام.

 هذا محل نوم! أهذا وقت النوم؟ بل يبقى متضرع مبتهل إلى الله لا ينام من بعد زوال الشمس في يوم عرفة، وهو في عرفة حاج يُكره له النوم في هذا الوقت بل يتضرع ويبتهل ويتوجّه إلى الرّب -جل جلاله وتعالى في علاه-. وهكذا يأتينا الهيئات والأوقات التي يُكره النوم فيها، فمنها هذا الذي أشرنا إليه.

 وذكر هنا عندنا أيضًا في الحديث أنه إذا رأى الإنسان رؤية سيئة فلا ينبغي أن يحدّث بها لا نفسه ولا غيره، بل ينقلب عن الوجه الذي كان فيه، وإذا أحس ويتفل عن يساره ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم فإنها لا تضره، وهكذا لما ذكر له بعض الناس رجل قال: أنه رأى في منامه كأن رأسه قطع، فقال ﷺ: "إذا لعب الشيطان بأحدكم في منامه فلا يحدث به الناس"، أنه اطلع ﷺ على أن رؤيا الرجل من أضغاث الأحلام، وجاء في الرواية وهي عند مسلم، يقول: يا رسول الله رأيت في المنام كأن رأسي قُطع، قال: فضحك النبي ﷺ وقال: "إذا لعب الشيطان بأحدكم في منامه فلا يحدث به الناس". يعني: أنها من المعنى أن الرؤية أو الحلم من الشيطان أنه يحضرها ويفرح بها، يعني: يفرح بأي شيء يحزن المؤمنين يفرح به، وكثير حتى كثير من وسوسته وحديثه يقصد بها الإحزان فقط، إذا ما قدر على المؤمن أن يحرفُه في مسلكه الظاهر والباطن يحب حزنه، (إِنَّمَا النَّجْوَىٰ مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا) أي يدخل عليهم (وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ) [سورة المجادلة:10]، فيعرضوا عنه ولا يلتفتوا إليه، قال: "فلا يحدث به الناس"، فكأنه اطلع ﷺ على أن هذا المنام من الأضغاث وهكذا أعرض عنه، وإن كان أهل التعبير والتأويل يقول: إذا لم يكن من الأضغاث فيكون لقطع الرأس؛ دلالة إما على زوال نعمة أو سلطان أو اختلاف حال من حال إلى حال؛ فإن كان عبد مملوك! معناه: يُعتق، أو كان مريض! معناه: يشفى، أو كان صاحب دين! معناه: يقضى دينه، ويتحول حاله من حال إلى غير ذلك. ولكنّ الرجل علم ﷺ أن رؤياه ليست من المرائي المعبّرة المؤولة ولكن أضغاث أحلام، وذلك مما يحصل إما من آثار الطعام أو كثرة الفكر والوسوسة في اليقظة فتتكون منها رؤى لا تُعبّر ولا تؤول.

ويقول: في خطر التقول في الرؤيا: "مَن تَحَلَّمَ بحُلْمٍ لَمْ يَرَهُ كُلِّفَ -يوم القيامة- أنْ يَعْقِدَ بيْنَ  طرفي شعيرة" يا لطيف، كيف يعقد طرف الشعيرة بطرف الشعيرة؟! هذا أمر غير ممكن، ومعناه: أنه يعذب فواحد من الاثنتين؛ إما أن يكون الرجل والعياذ بالله مات على سوء الخاتمة، فهذا يخلد في النار، وإما أن يعرض له الأمر هذا مدة إذا مات وفي قلبه شيء من الإيمان، ويوقن بجراءته وخطأه فيما ادعى من رؤيا؛ لأن فيها معنى الكذب على الله تعالى؛ لأنه أراه وهو ما أراه، فشدّد ﷺ في شأن ذلك.

وجاءنا في صحيح البخاري يقول: "مَن تَحَلَّمَ بحُلْمٍ"، يعني: تكلّف، تحلّم، تكلف ادعاء رؤيا أو زاد فيها أو نقص بما يغير المعنى، قال: "كلف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل"، و "من استمع إلى حديثِ قومٍ وهم له كارِهونَ -أو يفرون منه- صُبَّ في أذنهِ الآنُكُ"؛ يعني: الرصاص المذاب بالنار. "صُبَّ في أذنهِ الآنُكُ يومَ القيامةِ" أجارنا الله من ذلك. 

قال: و "من صورَ صورةً عذب و كُلِّفَ يومَ القيامةِ أن يَنفخَ فيها الروحَ، وليس بنافِخِه"، من أين ينفخ فيها؟ فهذه من الذنوب التي يصعب تلافي عذابها أن يتقوّّل في رؤيا وما رأى، أو أن يصوّر صورة إما منحوتة بيده ينحتها، ويقال: "أحيوا ما خَلَقتُمْ"، يقال لهم: "إِحيوا ما خَلَقتُمْ" ما يقدرون!.  

وهكذا جاء في سنن الترمذي يقول ﷺ: في ما روى بن عباس يقول: "من تحلّم كاذبًا كُلِّفَ يوم القيامة أأنْ يَعْقِدَ بيْنَ شَعِيرَتَيْنِ، ولَنْ يعقد بينهما"، لا إله إلا الله. فالرؤيا جزء من النبوة؛ وهذا صاحبها كذّاب على الخالق، كذاب على أنه أُري وما أُري؛ فجاء في ذلك التشديد. كما جاء في التشديد في الكذب عليه ﷺ: "إنَّ كَذِبًا عَلَيَّ ليسَ كَكَذِبٍ علَى أَحَدٍ،مَن كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فلْيتبوَّأْ مقعدَه من النَّارِ"، كذلك جاء في الرؤيا والتقوّل الرؤيا، يقول: أنه رأيت وما رأى.

وبعد ذلك يرشدنا إلى إغلاق الأبواب عند النوم ﷺ، فيقول: "أجيفوا أبوابكم"، يعني: أغلقوها. "وأَكْفِئُوا آنيتكم"، يعني: إما غطوها أو أقلبها، لا تجعلها مكشوفة هكذا مفتوحة. "وأَوْكوا أسقيتَكم"، يعني: كما القِرب، أربطوها. "وأطفِئوا سُرُجَكم"، فإنه "لم يؤذن لهم في التسوّر عليكم"، يعني: الشياطين والجان لو كان مُكّنوا بيلعبون بآنيتكم، ولكن ما يُسلطون على إناء مُغطى أو مقفي أو باب مقفل، لهذا يقولون العوام عندنا: "مئة جني ما يفتحون باب"، لو مئة جني ما يقدرون يفتحون الباب؛ لأن الله ما مكّنهم. إذا كانوا يلعبون بأبواب إذا قفلت الباب ما عاد يقدر يدخل، فأرشدنا ﷺ إلى ذلك؛ وفيه أنواع من الفوائد والأمن والطمأنينة ودفع أنواع من الآفات.

وهكذا يقول في الرواية الأخرى ﷺ: "خمِّروا آنيتَكم يعني: غطوها "وأَوْكوا أسقيتَكم وأجيفوا أبوابَكم" يعني: أغلقوها "وأطفِئوا سُرُجَكم؛ فإنَّ الشَّيطانَ لا يفتَحُ بابا مجافا ولا يكشِفُ غطاءً ولا يحُلُّ وِكاءً، وإنَّ الفُوَيْسِقَةَ" يعني: الجرذ، الفارة "تُضْرِمُ علَى أهْلِ البَيْتِ بَيْتَهُمْ في النار"، إذا وجدت شمعة أو شيء من النار الملتهبة تسقطها بالعمد من أجل تحترق، من أجل تلهب النار في الفرش وفي القطيفة وفي الثوب تحترق، فتحب تسقطها من أجل يحترقون أهل البيت. وكما تقدم معنا أن الشيطان يدل على هذه الفويسقة (الفارة) على مثل هذا، لا إله إلا الله. 

وما جعل الله تعالى في أمر يسير يقوم به الإنسان حماية وحراسة له وحصن، وإذا توّج ذلك وشفعه بذكر الله والتسمية انتهت المسألة؛ وصار في حصن حصين وحرز متين. فلا يلومن أرباب الإصابات إلا أنفسهم لأنهم هم الذين قصروا، فلو امتثلوا السنة واتبعوا الأمر ما وقع عليهم هذه الإصابات والبلاء

يقول: "أجيفوا أبوابكم فإن الشياطين لم يؤذن لهم في التسور عليكم"، فصلَّ الله على مرشدنا ومنقذنا وهادينا ومعلّمنا، وجزاه عنا وعن الأمة خير ما جزى نبيا عن أمته، وحشرنا الله في زمرته ورزقنا حسن متابعته وخلّقنا بأخلاقه وأدّبنا بآدابه وجعلنا في الهداة المهتدين، ومن ترعاهم عين العناية في كل شأن وحال وحين.

وكذلك في النوم قبل العشاء قالوا:

 إذا علم أنه يستيقظ اختلفوا في كراهته، وإذا أيقن أنه يقوم ويصلّي الجماعة ولا تفوته مثل رمضان أو غيره تخف الكراهة

أو يصل إلى حد الاباحة عند المالكية؛ يباح وخصوصًا إذا كان قبل دخول الوقت. 

ومثل ذلك النوم في الأماكن التي نزل العذاب على أهلها وغضب الله عليهم؛ لا ينبغي أن يمر في أماكنهم إلا جاريًا يشد خطاه ويخرج من تلك المواطن بسرعة؛ قال "لا تَدْخُلُوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلَّا وأنتم باكون؛ أنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ ما أصَابَهُمْ"، الله، لاإله إلا الله. 

نسأل الله أن يقبلنا وحجاج بيته وزائريه إلى نبيه ويجعل حظنا موفر من هذه الليالي ومن هذه الأيام وما بقى لنا من الليالي العشرالتي أقسم بها ربنا يجعل لنا فيها نصيبا كبير من عفوه ومن عافيته ومن مغفرته ومن رضوانه ومن إحسانه ومن محبته ومن معرفته ومن قربه ومن الصدق معه، ومن الإقبال عليه، ومن التلقي لفائضات جوده الواسع وغيثه الهامع وجوده المتتابع، وأن يصلح الشأن لنا وللأمة أجمعين، ويفرج كروب المسلمين، ويقبل الحاجين والزائرين والمعتمرين، ويعيدهم إلى أوطانهم سالمين، وأن يصلح الشأن لنا وللأمة أجمعين، ويجعلنا ممن ترعاه عين عنايته في كل شأن وحين، وتكون لنا الحسني ويرضى عنا في خير ولطف وعافية. 

بسر الفاتحة

 إلى حضرة النبي محمد اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابة

 الفاتحة

تاريخ النشر الهجري

07 ذو الحِجّة 1444

تاريخ النشر الميلادي

25 يونيو 2023

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

الأقسام