شرح قصيدة ( يا قلب وحِّد واترك الخلائق) - 14- شرح من قوله: ولم يكن مما يفوت محزون

للاستماع إلى الدرس

شرح العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ قصيدة ( يا قلب وحِّد واترك الخلائق) للإمام عمر بن سقاف السقاف رضي الله عنه
الدرس الرابع عشر:  ولم يكن مما يفوت محزون

عصر يوم الثلاثاء 24 محرم 1446هـ .

لتحميل القصيدة pdf:

https://omr.to/q-dawrah30 

نص الدرس مكتوب:

 

وَلَمْ يَكُنْ مِمَّـــا يَفُوتْ مَحزُونْ *** الكُلُّ مَقْضِيْ، سَابِقٌ وَلَاحِقُ
إِنْ لَاحَ بَارِقْ.. تَسْتَبِقْ دُمُوْعُهْ *** وَفَارَقَهْ جُنْحَ الدُّجَى هُجُوعُهْ
  وَزَفْرَتُهْ تَصعَدْ بِهَا ضُلُوعُـهْ *** يَشْتَاقُ لَيْلَى وَالظَّلَامُ غاسِقْ

 

الحمد لله تطوّفنا حول بعض معاني هذه الأبيات العظيمة والقصيدة الفخيمة، حتى وصلنا إلى قوله في وصف هذا العبد المزكّى، والله يزكّينا وإياكم، قال: 

"ولم يكن مما يفوت محزون"؛ ما يحزن على شيء فاته من المتاع الدنيا، ففي الله عوض عن كل هالك قال تعالى: (لِّكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) [الحديد:23].

فليس عنده حزن على شيء يفوت من المتاع الفاني؛ إنما يحزن على ما يفوت من الخير، على ما يفوت من الحضور مع الله، على ما يفوته من الرقي في مراقي القرب، وهكذا.. ولا يحزن على شيء من شؤون الدنيا، وهكذا.. فليس مفتون بزهراتها التي فتن بها كثير من الناس -والعياذ بالله تعالى- كما قال: (وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ) [طه: 131] وأكثر الذين اختُبروا فيها فشلوا، أكثر الذين اختبروا فيها سقطوا في الامتحان؛ والعياذ بالله، إلا من اصطفى الرحمن جلّ جلاله. 

قال: "الكل مقضي سابق ولاحق" فاطمئن بقضاء الله وقدره وسلّم لأمر الله تعالى كما قال الإمام الحداد -عليه رحمة الله تعالى-:

 وسلِّم للمقادير*** كي تُحمد و تؤجر

وكن راضٍ بما *** قدّر المولى ودبّر

ولا تسخط قضا الله *** رب العرش الأكبر

وكن صابر وشاكر

 تكن فائز وظافِر 

ومن أهل السرائر

 رجال اللَه من كل ذي قلبٍ منوّر *** مصفّى من جميع الدنس طيّب مطهّر 

ويقول بهذا الحال، وبهذه الأوصاف، وبهذه الأذواق، يلاحظ ما يبرق ويلوح من البروق في سماوات القرب، سماوات المعرفة، سماوات المحبة، في سماوات الرضا.. شؤون إلهية يتفضّل بها على عباده في سماواتها يلوح بارق وبارق وبارق بعد بارق، فكلما لاح له بارق.. فمن معرفته ومن محبته وشوقه ومن خوفه ومن رجائه وفرحه ومن رضاه تدمع عيونه..

"إِنْ لَاحَ بَارِقْ تَسْتَبِقْ دُمُوْعُهْ ***..........................." 

تسابقه الدموع وتخرج، ويطيب لهم ذلك خصوصًا في الخلوة وحيث لا يراهم أحد، وفي المجامع ما يحبّون أن تخرج الدموع منهم إلا ما غُلبوا عليه، وما لم يستطيعوا دفعه، ويحبّون في الخلوات أن تدمع عيونهم شوقًا ومحبةً وذوقًا وخوفًا وإجلالًا فرحًا بربهم جل جلاله.

"إن لاح بارق" من بوارق القرب الخاص أو المعرفة الخاصة أو الرضوان أو المحبة الخالصة، "تستبق دموعه" تغلبه، (وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ) [المائدة:83] جلّ جلاله.

وعيون الخلائق كلهم في القيامة تبكي ويشتد بكائها إلا أن بكاء القيامة ما ينفع أصحابه شيء، وكل عين باكية يوم القيامة إلا:

  •  عين بَكَت من خشية الله.
  • وعين سهرت في سبيل الله.
  • وعين غضّت عن محارم الله.

فهذه الثلاث العيون ما تتعرّض لبكاء القيامة، باقي العيون كلها تبكي، إلا بكاء القيامة ما ينفع أصحابه. وأن أهل النار ليبكون الدمع ثم الدم.. حتى لو كانت سفن لجَرَت في دموعهم من كثرتها! أنهار من دموع أهل النار ما تنفعهم؛ ولو كان حزنوا في الدنيا وخاطبوا نفوسهم وتذلّلوا لربهم لحظة لنفعتهم ولكفتهم هذا كله، ولكنهم -والعياذ بالله- خُذلوا واغترّوا وافتروا وتجبّروا وعاندوا حتى صار هذا مآلهم. 

هؤلاء يبكون من خشية الله، ويبكون من محبة الله، ويبكون من معرفة الله، يبكون من الشوق إلى الحق سبحانه وتعالى وهكذا.. قالت السيدة عائشة: ما كنت أعرف أن أحد يبكي من الفرح إلا لمَّا رأيت أبي يوم دخل بيتنا النبي ﷺ وقت الهاجرة وقال: إن الله أذن لي في الهجرة؛ فقال أبوبكر: الصحبة يا رسول الله.. أريد أصحبك أكون معك، قال: الصحبة؛ فبكى سيدنا أبو بكر دمعت عيونه فرحًا بصحبة رسوله.

فكافأه الله بأن نصّ على صحبته في القرآن، قال: (إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) [التوبة:40]، فأنعِم بها من صحبة أثبتها الرحمن في قرآنه؛ فهو صاحب محمد في الحياة وفي البرزخ ويوم القيامة وفي دار الكرامة، صاحب محمّد، اللهم صلى عليه وعلى آله وسلم، (إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا).

يقول هذا الإنسان الموفق بهذه الأحوال والأذواق:

 "إن لاح بارق تستبق دموعه"

 لهذا ما يهنأ له الرقاد والنوم في دياجي الليالي، وساعات النكهة الخاصة والذوق الخاص للمناجاة، لهذا يقول: "وَفَارَقَهْ جُنْحَ الدُّجَى هُجُوعُهْ" الهجوع هو: النوم،  "فَارَقَهْ جُنْحَ الدُّجَى هُجُوعُهْ"" قال تعالى: (إنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُحْسِنِينَ* كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ) [الذاريات:16-17]، الهجوع النوم، (قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) [الذاريات:17-18]، يبيتون في أدب مع الله وحضور ومناجاة ويرجعون إلى الاستغفار كأنهم مذنبين.. وأحدنا يغفل ويذنب ولا يستغفر، وهؤلاء في الحال الجميل ويستغفرون الله تعالى.. فكم فرق بينهم وبين المسيء؟! لا إله إلا الله… 

 

قال: "وَفَارَقَهْ جُنْحَ الدُّجَى" وقت الظلام في الليل "هجوعه" (قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ* وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) [الذاريات:17-19] هؤلاء (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ* آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُحْسِنِينَ)[الذاريات:15-16]، أيام كانوا في الدنيا ما اغترّوا بفكر شرقي ولا غربي ولا لعب نفس ولا هوى ولا شيطان، أصغَوْا لكلام الحق الذي أنزل وأخبار المرسلين وما بلغوهم، (إنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُحْسِنِينَ) ومظاهر إحسانهم: 

  • (كَانُوا قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ)، هذا أول مظهر من مظاهر الإحسان يحبون الخلوة بربهم ومناجاة ربهم (قَلِيلًا مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ) 
  • (وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)
  • (وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ) ما قال معلوم؛ لأن هؤلاء محسنين ما يقفون عند حد معلوم في الزكاة والصدقة بعُشر أو غيره هؤلاء ما قال معلوم، (وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ)[الذاريات:19] ؛ لكن حق مفتوح ليس معلوم.. أولئك المتقين الذين دونهم من الأبرار هم (فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ* لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ) [المعارج:24-25]، أما هؤلاء محسنين ما قال معلوم .. 

لما سأل سيدنا أحمد بن حنبل شيبان الراعي قال له: كم زكاة هذه الأغنام؟  قال له على مذهبكم أو على مذهبنا؟ قال له: أفيها مذهبين؟!  قال: نعم، قال: إيش على مذهبنا؟ قال: على مذهبكم في كل أربعين شاة..شاة، إلى أن تصل مئة وواحد وعشرين ففيها: شاتان، إلى أن تصل مئة وواحدة  ففيها: ثلاث، ثم في كل مئة: شاة. قال: صدقت. فكيف على مذهبكم؟ على مذهبنا: العبد وما ملك لسيّده.. العبد وما ملك لسيّده! كله حق الله.. (وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ)[الذاريات:19] ما قال معلوم في هذه الآية لأنها آية المحسنين، قال: (حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ)[الذاريات:19]، عليهم رضوان الله تبارك وتعالى.

ن لاح بارق تستبق دموعه*** وفارقه وقت الدجى هجوعه"؛ نومه

"وَزَفْرَتُهْ تَصعَدْ بِهَا ضُلُوعُهْ *** ……………….……" 

وكان يُسمع أزيز لصدر سيدنا الخليل إبراهيم كأزيز المرجل؛ مثل الغليان في قدر كان أزيز صدره هكذا، وسُمع الأزيز لصدر سيد الوجود ﷺ في قيامه في الليل ومناجاته.. لصدره أزيز كمثل المرجل؛ يعني: القدر الذي يغلي …لا إله إلا الله! 

قال: "وَزَفْرَتُهْ تَصعَدْ بِهَا ضُلُوعُهْ"؛ هذا حالهم مع الله -جل جلاله- "يَشْتَاقُ لَيْلَى"..

  •  رتبة الوصال الأعذب في المقام الأقرب، والشرب الأطيب، والحال الأحبّ، والفناء المحقق، والشهود الأسنى هذه "ليلى". 

"والظلام غاسق" غفل أهل الغفلات، ونام أهل النومات، وسها أهل السهوات في ظلامهم، وهم في هذا النور الشارق، والشوق الذي غلب عليهم للقرب من الحق الخالق، فيا ما أحلى ما يذوقون من لذائذ لا يساويها الطعام ولا الشراب ولا النكاح ولا اللباس ولا الشهرة ولا الظهور ولا الإمارة ولا الرئاسة… ولا أي شيء في الدنيا ما يساويها!

كان  يُقال: لو يعلم الملوك ما نحن فيه بالليل لجالدونا عليه بالسيوف! مساكين أهل الدنيا خرجوا من الدنيا ولم يذوقوا ألذ شيء فيها.. قالوا: وما ألذ شيء فيها؟ قال: معرفة الله! يذكر شيء من هذه المنازلات سيدنا الإمام العدني وإحساسهم بالنداء، ايش النداء؟ حين يبقى من الليل الثلث الأخير ينادي منادي رب العرش رب العالمين: هل من سائل فأعطيه سؤله؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من مبتلى فأعافيَه؟ هل من طالب حاجة فأقضي حاجته؟ ينادي ينادي منادي ربنا إلى الفجر. 

قال :

 يا ذا الذي ناداني *** وقت السُّحير أشجاني

 نداه لي أسقاني *** من قرقفاه الهاني 

من قرقفاه الهانِي؛ وصل قربه ومحبته ومعرفته

 سكرتُ به..… ***...........................

 سكرتُ به؛ عن الخلائق والأكوان كلها، ولا بقي لي التفات لا لسماء ولا لأرض ولا الدنيا ولا الآخرة؛ أنا مع الرب.. 

سكرتُ به وأفناني *** عن كلّ ضدٍّ ثاني

من قاصٍ أو داني *** في العالم الجسماني

فأين رحت؟ قال:

 آنستُ أُنسَ الأنس*** في مهرجان القدسِ

وأفنيت هيكل نفسي *** وقالبي وحِسّي

وزالَ وهمُ اللَّبس *** وحندسات الحدسِ

 بالبارق النوراني *** …………….

"إِنْ لَاحَ بَارِقْ تَسْتَبِقْ دُمُوْعُهْ"..

  بالبارق النوراني *** والوارد الربّاني

 لا إله إلا الله.. 

هذا مقام الوهبِ *** لا يُرتقى بالكسب

وليس هذا سِربي *** لكنّني به أُنبي

عن حال أهل القربِ *** نعم وإن شاء ربي

 كمثلهم أعطاني *** فهو العظيم الشانِ  

 

فيا أسارى الغفلة *** ويا سُكارى المهلة

أُنبيكم عن خصلة *** فيها الفضائل جُملة

 أكرِم بها من مِلة *** في دين خاتم رسله

المصطفى العدنان *** دينه محا الأديان

قال: تمسّكوا به واتبعوه واقتدوا به ستدخلون لهذا المقام وتصلون إلى هذه المراتب الرفيعة؛ تمسّك بالحبيب واقتدِ به ستصل؛ لأنه قائد شريف كريم حكيم إذا سلّمت قيادك له ما يقودك إلا إلى فوق!

 إلى أين سيقودك محمد ﷺ؟ غيره قد يقودك يمنةً أو يسرةً، لكن هو سيقودك إلى أين؟ 

لما أرسل الله سيدنا موسى إلى فرعون: (فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ * وَأَهْدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ فَتَخْشَىٰ) [النازعات:18-19].

سأرفعك من الحال الذي أنت فيه ذا: (أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ) [النازعات: 24]. كلام فارغ فيه خيالات وباطل وضلال وأوصلك إلى  ربك، أجعلك تعتزّ وتتشرف بعبوديتك لهذا الإله وتحظى بالعز الأكبر، (هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ)؛ تتطهر من الوسخ الذي أنت فيه، قال: (أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي) [الزخرف:51]، (أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ)، (مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرِي) [القصص:38]، إيش هذا؟  ثم في الغرغرة قلت: آمنت أنه لا إله إلا الله وانتهيت… (فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ) نطهرك من الوسخ ذا (هَل لَّكَ إِلَىٰ أَن تَزَكَّىٰ * وَأَهْدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ)؟ هذه مهمة الرسل إذا قادوك يوصلونك لفوق، ما تسقط، ما تسقط  كذا أو كذا.. سلِّم قيادك لهم تشوف أين يوصلونك هؤلاء. 

وهكذا.. وكان العوام يتأثرون بأذواق هذه المعاني حتى يقولون: من ساير الجاويد وقع جِيد؛ وهذه العصافير والدجاج التي تذهب إلى محل الوسخ تأكل يقولون: من ساير الدجاج دخلته للمزبلة؛ وصلته للمزبلة وصلته للقمامة، من  سار وراءها توصله للقمامة؛ لأنها تأكل من القمامة.. وأنت إذا سلّمت فكرك وعقلك لأحد من هؤلاء الخبيثين والساقطين أين سيوصلك هذا؟  سيوصلك إلى القمامة.. لكن سلِّم زمامك للنبيّ سلِّم زمامك لخلفاء النبي وورّاث النبي.. تشوف أين سيصلونك هؤلاء …لا إله إلا الله.. 

يقول الله في فرعون، ومن سلموا زمامهم لفرعون: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ*  إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَاتَّبَعُوا أَمْرَ فِرْعَوْنَ ۖ وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ* يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ) [هود:96-98]  انظر وصّلهم إلى أين؟ (فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ ۖ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ * وَأُتْبِعُوا فِي هَٰذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ)[هود:98-99]. (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ) [الزخرف:54]. 

 لكن الذين يتابعون الأنبياء، سيقدمونهم الأنبياء، وإذا قدموا الأنبياء فأين سيوصلونك؟ إلى جنة الله والقُرب من الله.. الله يجعلنا معهم وفيهم، ويجعل قائدنا في شؤوننا عبده وحبيبه وصفيّه محمّد الذي قال: "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئتُ به"، (وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا)[النور:54] (مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ) [النساء:80] يا رب صلِّ عليه.

تاريخ النشر الهجري

08 صفَر 1446

تاريخ النشر الميلادي

13 أغسطس 2024

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

الأقسام