(228)
(536)
(574)
(311)
من كتاب رسالة المعاونة للإمام عبد الله بن علوي الحداد، يلقيها الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ لكبار طلاب حلقات المساجد بمدينة تريم، لعام 1444هـ. ( الدرس الثالث: شرح المحافظة على صلاة الجمعة )، القراءة من قول المؤلف رضي الله عنه:
(واعلم) أن العذر الصادق غايته إسقاط الحرج، وأما الثواب فلا يحصل إلا بالفعل "نعم" قد يحصل الثواب لمن تعذر عليه الحضور من كل وجه، كالذي يكون عذره الإسهال المتواتر، أو الحبس عدواناً ونحو ذلك، أو لا يتعذر عليه الحضور ولكن يلحق بسببه لمسلم غيره مشقة شديدة، كالذي يكون عذره تمريض الضائع ونحوه، فصاحب هذا العذر والذي قبله إن قارن عذرهم الحزن والتحسر على ترك الحضور حصل لهم الثواب.
ثم إن المؤمن الكامل لا يدع شيئاً مما يقربه إلى الله وإن كان له في تركه ألف عذر حتى يعلم أن تركه أحب إلى الله من فعله، وهذا أقل ما يتفق، ولذلك تحمل الكمل من أهل الله في فعل ما يقربهم إلى الله أموراً تعجز عن حملها الجبال الرواسي. وأما من ضعف إيمانه وقل يقينه وقصرت معرفته بالله فلا يعول في ترك ما افترضه الله عليه إلا على سقوط الحرج (ولكل درجات مما عملوا وليوفيهم أعمالهم وهم لا يظلمون).
(وعليك) بحمل كل من لك عليه ولاية من ولد وزوجة ومملوك على فعل الصلوات المكتوبة. فإن امتنع أحد من هؤلاء من فعلها فعليك بوعظه وتخويفه، فإن تمرد أو أصر على الترك فعليك بضربه وتعنيفه، فإن إمتنع ولم ينزجر عن الترك فعليك بمقاطعته ومدابرته فإن تارك الصلاة شيطان بعيد عن رحمة الله، متعرض لغضبه ولعنته، تحرم مولاته وتجب معاداته على كل مسلم، وكيف لا وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد أشرك" وقد قال صلى الله عليه وسلم: "لا دين لمن لا صلاة له وإنما مثل الصلاة من الدين كمثل الرأس من الجسد".
(وعليك) بالتفرغ يوم الجمعة من جميع أشغال الدنيا، واجعل هذا اليوم الشريف خالصاً لآخرتك، فلا تشتغل فيه إلا بمحض خير ومجرد الإقبال على الله، وأحسن المراقبة لساعة الإجابة وهي ساعة تكون في كل يوم جمعة لا يوافقها مسلم يسأل الله فيها خيراً ويستعيذه من شر إلا استجاب الله له.
(وعليك) بالبكور إلى الجمعة ولو أن تروح إليها قبل الزوال، وبالقرب من المنبر، والإنصات للخطبة، واحذر أن تشتغل عنه بذكر أو فكر، فضلاً عن اللغو وحديث النفس، واستشعر في نفسك أنك مقصود بجميع ما تسمعه من الوعظ والوصية واقرأ بعد السلام وأنت ثان رجليك وقبل أن تتكلم الفاتحة والإخلاص والمعوذتين "سبعاً سبعاً" وقل أيضاً بعد الانصراف من الصلاة سبحان الله العظيم وبحمده "مائة مرة" ففي الخبر ما يدل على فضل ذلك وبالله التوفيق.
14 جمادى الآخر 1444