تفسير سورة النحل، من قوله تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ الله مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا وَلَا يَسْتَطِيعُونَ}، الآية: 73

تفسير سورة النحل
للاستماع إلى الدرس

تفسير فضيلة العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ للآيات الكريمة من سورة النحل، من قوله تعالى:

{ وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ الله مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا وَلَا يَسْتَطِيعُونَ (73) فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ الله يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (74) ضَرَبَ الله مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (75) وَضَرَبَ الله مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (76) وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ الله عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (77) وَالله أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (78) أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الله إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (79)}

نص الدرس مكتوب:

الحمد لله مكرمنا بالوحي والتنزيل على قلب عبده المصطفى الهادي الجليل، وبيانه بلسانه، وهو خير هادٍ ومعلم، ودليل اللهم صل وسلم وبارك وكرم على عبدك المصطفى سيدنا محمد، وعلى آله الأطهار وأصحابه الأخيار خير جيل، وعلى من والاهم فيك واتبعهم بإحسان إلى يوم الهَول المُهيل، وعلى آبائه وإخوانه من الأنبياء، والمرسلين أهل الكرامة والتبجيل والتفضيل وعلى آلهم وصحبهم وتابعيهم، وعلى ملائكتك المقربين وجميع عبادك الصالحين وعلينا معهم وفيهم برحمتك يا أرحم الراحمين.

   أما بعد،،

فإننا في نعمة تأمُّل كلام ربنا، وتعليمه وإرشاده، ووحيه إلى نبيه محمد ﷺ انتهينا في سورة النحل إلى قوله جل جلاله وتعالى في عُلاه (وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا وَلَا يَسْتَطِيعُونَ (73) فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (74)) ونقول إنه واقع في الوهم، والخيال كل ظان أن أحدًا غير رب العالمين يرزق العالمين؛ فهم وما يقوم بينهم من أسباب بإرادته، وتقديره جل جلاله خالق الكل، وباعثهم، ومُسيرهم، ومُسخرهم فيما يصدر منهم، وفيما يتسببون به، ومُسخِّر الأسباب كما يريد، والذي يؤتي بها المُسَبب كله أو بعضه أو لا يؤتي شيئا منه؛ فالرازق على الحقيقة هو الله وحده قل (هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ) [فاطر:3]، لكن العقول القاصرة في قصرها مُفتَتِنَةٌ فتنةً عظيمةً بالأسباب، وناسبة إليها التأثيرات؛ والحقيقة أنه كما قال سيدنا الخليل إبراهيم لقومه، قَالَ (أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ *وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ) [الصافات :95-96]. ووجود هذه الأسباب من وظائف، ومن مواد، ومن صناعة ومن تجارة، ومن منح ومن تبرعات؛ الكل محكوم بحكم الرب. وكل قلبٍ لم يُسلط الله عليه دواعي أن يُعطيه، فلا يعطي صاحبه شيء. وكل قلبٍ سلّط الله عليه دواعي أن يُعطيه، فلا بد أن يُعطيه، شاء أم أبى؛ فكلهم مُسخرون والأسباب قائمةٌ به؛ ولكن في فتنة الناس بالأسباب ينسون المُسبب ويلجؤون إلى الأسباب، كأنها الفعّالة وكأنها الرزَّاقة؛ وبذلك يدخل عليهم الشرك الخفيّ، وبذلك يتزعزع إيمانهم -والعياذ بالله تبارك وتعالى-. 

حتى قال العارفون "أن الشك في الرزق شك في الرزاق جل جلاله وتعالى في علاه". ولما أتت مجموعة من النساء عند بعض الصالحات، وقد سافر زوجها وتركها وأولادها، وأخذن يكثرنَ الكلام: عسى أن ترك لكم شيء؟ وكيف ذهب؟ وماذا خلّف لكم؟ وماذا عندكم؟ فلما رأت كثرة كلامهن في المسألة؛ قالت: أسألكن: أزوجي هذا الذي سافر آكِلُ رزق أم هو الرَّزَّاق؟ هل هو الرَّزَّاق أم آكل رزق؟ قلن: آكل رزق، قالت: ذهب آكِلُ الرزق وبقي الرزاق فما معنى سؤالكم هذا؟ عن ماذا تسألون ؟ الرزاق باقي، آكِلُ الرزق ذهب، ولكن الرَّزَّاق باقي، فعن ماذا تسألون؟ سكتْنَ، قال: ذهب آكِلُ الرزق وبقي الرَّزَّاق جل جلاله. 

فلما تكلم بعض المفتتنين بالأسباب مع مُقْعدٍ في البيت ويقولوا: إن ما يأتِ الرزق إلا بحركة وبسبب وبترتيب، قال: لا، الحركات والأسباب كلها تحت قُدرة مُسبب، إن أراد يرزقك بها يرزقك، مايرزقك مايرزقك، تشبع حركة وتشبع سبب ولا يجيك رزق، والرزق من عنده تعالى، قال: لاتزيد في الكلام، أنت اجلس مكانك ولا تتحرك وأنا سأخرج وسنرى من الذي يأتِ بالرزق، قال: على بركة الله، إذا أراد أن يرزقني قبلك فسيرزقني. خرج فوجد فاكهة - تفاحة - عند باب المنزل، فرمى بها له وقال: خذ، أنا الذي تحركت والآخر أخذها فأكلها. قال له: من الذي أتى بالرزق ؟ قال: أنت وأنا أكلتها، أنت خدّام ذهبت وأتيت برزقي الذي الله رزقني والتفاحة لي وليس لك فيها ذرة ولا لك منها شي وأنت ذهبت بحركتك وبسبب، مجرد شغّال منشان تخدمني وتأتي لي بالرزق الذي هو لي منه سبحانه وتعالى، والقاعد هو الذي أكل والذي يتحرك يذهب مرة أخرى ليبحث له عن رزق وإلا يجلس مكانه والأمر أمره سبحانه وتعالى واختبرنا بهذه الأسباب وشرع لنا أن نقوم بها على الوجه الحلال في وقت ما يتوجه علينا بها مخاطبة ومسؤولية في الإنفاق، وعندما لا يتوجه خطاب في الإنفاق على الغير، فالمؤمن على قدر قوة عزيمته و يقينه وتوكله. فإن كان من أهل التوكل الصادق الصحيح، والذين لا يجزعون ولا يتضجرون، فيمكنه أن يقعد ما دام غير مسؤول عن غير نفسه وعن سوى نفسه، وأما من كان مسؤول عن غيره، فيجب أن يُقيم من الأسباب ما قدر، الحلال الطيب بما شرع الرب جل جلاله، وأما من دون الله فَوعزة الله ليس بأيديهم الرزق، وليس بأيديهم العطاء. والأمور واضحة لكل مُتفطنٍ نَبيه؛ ولكن أكثر الناس لاَ يَعقِلُونَ ولاَ يَعلَمُونَ. (مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِّنَ السَّمَاوَاتِ) وما ينزل منها من الأرزاق الحسية، والمعنوية، والأمطار وما إليها، (وَالْأَرْضِ) وما ينبت من نباتها، وما يُكنز فيها من كنوز إلى غير ذلك، (وَلَا يَسْتَطِيعُونَ (73)) مايستطيعون ما يقدرون؛ لا يملكون ذلك ولا يقدرون عليه؛ فالكل عاجز كما نقرأ في الآيات الآتية؛ (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا.. (78)) فمن أين يكبر؟ و من أين يتسبب؟ و من أين يكون سبب؟ لأنه تحت قدرة قادر، وحكمة حكيمٍ وتدبير مُدبر، لا إله إلا هو. 

(فلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (74)) فإن تغلطون في ضرب الأمثال فلا تمثلونه بشيء من خلقه، ولكن هو بحكمته، وإحاطة علمه بالأشياء يضرب الأمثال لنعقل ولنعلم ( ضرب الله مثلاً) إذا ضرب لكم مثلاً أنتم فيما أقمتكم فيه، وأحييتكم فيه تفرِّقون بين مملوك لكم ملكتموه، وإنتم كلكم مُلكي ولكن عبد مملوك، أما مجرد العبدية فالكل عبيد الله، الملك المملوك كلهم عبيد الله؛ لكن عبد مملوك عندكم جعلتموه في دائرة مُلك بعضكم لا يستطيع أن يتصرف ولا أن يكسب شيء بل هو وما كسب مُلك لسيده (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَّمْلُوكًا لَّا يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ .. (75)) لكونه لا مال عنده، ولا له أن يتصرف او أن يتحرك إلا برضى سيده وترتيبه، وآخر(وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا.. (75))، ورجل آخر مُرزق من قبل الحق تعالى أرزاق حسنة واسعة مفيدة نافعة، وقائم في واقع حياة الناس يُنفق في السر، ويُنفق في الجهر، وينفع الناس. بالله عليكم أنتم بمشاعركم وأحاسيسكم وما أعطيناكم من عقول تُسَاوَوْن بين هؤلاء أو تفرقون؟ تُسَاوَوْن بين الْمَمْلُوك الذي لا يقدر على شيء، وبين صاحب الرزق الكثير الحسن وهو ينفق منه سرًا وجهرًا، هل يوجد فرق أم لا؟ عندكم فرق كبير! بالله عليكم! هؤلاء الذين تعبدونهم من دون الله لا يملكون شيء، ولا يقدرون على شيء، وربكم الخالق الرزاق وسيع الملك بيد ملكوت كل شيء؛ هو أحق أن يعبدوه، كيف تتركون الإله الغني القادر الخالق الرزاق؟ وتعبدون أصنام! وتعبدون شمس! وتعبدون قمر! وأنتم حتى الإنسان منكم الذي ما يقدرعلى شيء تفرقون بينه وبين الإنسان القادر صاحب الثروة. وتقولون: هذا ليس مثل هذا، وكيف تتركون الإله الذي بيده ملكوت كل شيء وتعبدون سواه كائنًا من كان؟! ما الفرق؟ اعقل مادمتم هكذا تفرقون، وتُدركون فكيف بكم تتركون إلهكم القادر على كل شيء الغني، وتذهبون إلى من لا يستطيع، فضلاً عن أن يملك لكم رزقاً من السماوات والأرض. 

يقول: (هَلْ يَسْتَوُونَ)؛ ما يستوون! كل عقل ما يقدر يقول سواء، كيف سواء؟ عجيب! فإذا كان كذلك (الْحَمْدُ لِلَّهِ)؛ ارجعوا إلى الحقيقة -واضحة وبينة- فالثناء لهذا الإله، فارجعوا إليه، واطلبوا منه، واخضعوا له ووحدوه، واطلبوا الرزق منه (فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوالَهُ ۖإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [العنكبوت:17]. يقول سبحانه وتعالى: (قُلِ الْحَمْدُلِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ) [لقمان:٢٥] الحقيقة، فينسبون الرزق لغير الرزاق ويُعدون السبب كأنه مُسبب، وينسون القاهر القوي القادر الذي خلق الأسباب ومسبباتها جل جلاله، وهو الذي جعل هذا سبب هذا؛ ما أحد غيره. وتأتي دولة من الدول تقول: هذا النوى سبب طلوع التمر، لا نريد سبب ثاني خلاص؛ هذا زمان قديم، هذا موديل قديم من قبل قرون كثيرة. الآن نريد نخل من دون نوى، نحن نريد حديد يكون سبب نخلة؟ تقدر؟ ما تقدر! هو الذي جعل هذا سبب هذا، أنت مقهور تحت قدرته ومازلت معاند، ومازلت جاحد، ومازلت مُكابر، وأنت تحت قهره. هو الذي جعل هذا سبب هذا، ما تقدر تبدل أنت؛ طيب هذه بذرة التفاحة نريدها تسبب برتقالة، هذه بذرة البرتقالة نريدها تسبب بطيخ؛ لا، ما أنتم تقدمتم! هيا بدلوا، أبدل ماذا!! أنت متقدم متطور في زمن وصلت القمر. بَدِّل، هذا بذر البطيخ من أيام آدم، خلاص، اجعل  للبطيخ سبب ثاني ليس هذه البذر، سبب ثاني، ماذا ؟!! سبب ثاني؟! ماذا يعمل؟!! هو مقهور أصلًا، هو في حضارته هذه مقهور، في صناعته هذه مقهور؛ ولكنه مغرور، مقهور ومغرور في نفس الوقت، تحت القهر ومغرور؛ ما فيه عقل! لو فيه عقل ما يغتر هو مقهور أصلًا -لا إله إلا الله- لذا قال عن فرعون لما ادعى العلو (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ) [القصص:4] والعلو هو في السماوات، او في الأرض؟!! والأرض كلها نازلة، يعني ايش من علو هذا في الأرض؟ لما ذكر العقلاء ليدركوا الحقيقة (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا) [القصص:83]، علو صحيح؛ العلو مستمر دائم في الأرض في السماء في الدنيا في البرزخ في الأخرة، هؤلاء العقال ماذا؟ بس يريد علو في الأرض؟ بس علو في الأرض، علو في الأرض! هي الأرض كلها ناقصة هابطة، تريد علو في هابط؟!! -لا إله إلا الله-؛ يقول جل جلاله: (بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (75)). اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا) مثل بعد مثل لعلهم يعقلون لعلهم يتفكرون، لعلهم يعلمون.

(وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا)، مثل بعد مثل؛ لعلهم يعقلون، لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ، لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ. (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ رَّجُلَيْنِ) -منكم- (أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ) -مايقدر يتكلم- (لَا يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ) -لا إله إلا الله-؛ مايقدر يتكلم ما يقدر يصنع شيء، ما يقدر يزرع شيء، ما يقدر يقوِّم شيء، ما يقدر ينظف شيء. بعدين (وَهُوَ كَلٌّ عَلَىٰ مَوْلَاهُ .. (76)) وليُّه، ولي أمره كَلٌّ عليه؛ يعني ثقيلة المَؤونة عليه، كل شيء يبغاه من عنده، هو كَلّ على مولاه؛ مُتعب (أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ) في أي حاجة (لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ)؛ ما ينجح رجلٌ هكذا، في موجودين رجال بهذه الصورة !! (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَىٰ مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ ۖ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ ۙ وَهُوَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (76)) هل هذا مثل من( يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ ۙ وَهُوَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)؟ يُعلّم الناس، ويوضح الطريق ويُصلح بين الخلق، ويُقربهم إلى ما ينفعهم. وذاك أبكم؛ كَلّ على مولاه، بغى أحد يعطيه وهو ما يجيب شيء، و(أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ) في أي مهمة، ما ينجح (لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ)-لاحول ولاقوة الابالله-، بل يضر ويأتي بالمشاكل، هل هذا مثل الذي يأمر بالعدل ؟!! (وَهُوَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)؟ ينفع الخلائق، ويفصل بينهم الخصومات، ويؤلف بينهم ويصلح بينهم في النزاع، ويدلهم على ما ينفعهم، وهو على طريق ثابت، هل هذا مثل هذا؟ بالله عليكم! طيب، إذا كان الأمر كذلك، فالذين تعبدونهم هؤلاء بُكم ، إما شجر، أو حجر، أو صنم، أو غير ذلك، وبعدين ما تجيب لكم شيء، تبغاك أنت تصلحها، وانت تسويها وانت تنظفها تريد منك انت، ما تعطيك شيء، وترفعها انت وتحرسها انت، وهل هذا مستوي؟ مع إله عالم لكل شيء يقول لك: أسلك كذا، واترك هذا، وافعل هذا، واسلك هنا، هل هذا مثل هذا؟

كذلك الكفار على ظهر الأرض مثل الأبكم، الكَل على مولاه؛ (أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ) كيف؟ ما يدلونك على موجِب السعادة في الحقيقة قطعًا، ما يقدرون على ذلك، ما يقدرون على ذلك، وإن ادّعوا نفْعك في دنياك، فأنت إن لم تنتبه من أمر مولاك فيما ينفعونك فيه؛ فأنت خاسر في الدنيا قبل الآخرة، هل هؤلاء يستوون مع أنبياء، ورسل ومع أولياء، وعلماء صالحين يُدلون الناس على موجِب السعادة إلى الأبد في الدنيا وفي الآخرة؟! والله ما يستوون، والله ما يستوون، والله ما يستوون؛ ولكن كيف يذهب الناس بأنفسهم مع الأبكم الكَلّ الذي لا يقدر على شيء؟!!! (هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ ۙ وَهُوَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ)؟ كذلك المعبود من دون الله ماذا يساوي عند القادر الغني الذي (عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) [العلق: 5]، ويدل الخلق على ما ينفعهم ظاهرًا وباطنًا، وهو إِلَهَهُمْ الحق سبحانه وتعالى.

(وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ (77)) أي ما يغيب عن إدراكه، عن إدراك الحواس التي يؤتيها الله هذه الكائنات والمخلوقات؛ ما يغيب عن إدراكها، فهو عند هذا الحي القيوم، ليس من فرقٍ عنده بين الغيب والشهادة والحس، والمعنى والظاهر والباطن؛ كله سوى ( لتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ) [الطلاق:12] .

(وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ (77))؛ كل ما يغيب عن أذهان من يسكن السماوات والأرض وعن حواسهم؛ فهو مكشوف لله ومعلوم له جلّ جلاله، وهو المحيط علماً بهم، وبما يعلمون، وبما لا يعلمون وبما سيعلمون، وبما لا يعلمون أصلاً؛ فالعلم علم الله خالق كل شيء جل جلاله. (وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ (77))، مادام الأمر هكذا ما الذي يحملكم على استبعاد القيامة وعود الناس في الآخرة؟ (وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ)، (مَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ)، لأنه بأمر من يقول للشيء كُن فَيَكُونُ. (وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ)؛ بل هو أقرب؛ لأن لمح بصرك ربما يصيبك في أعصاب العين مرض فلا تقدر ترفع بصرك أو تغمضها ومعاد تقدر تفتحها، و تفتحها معاد تقدر تغمضها، و أحد يغطيها لك؛ لكن هذه لحظة واحدة يقيم الساعة سبحانه وتعالى (لا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً) [الأعراف:١٧٤]. 

(وما أمر الساعة) -قيام القيامة- (إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ) إيش الحكمة؟ (إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (77))  خلقكم بهذا الخلق، وجعل لكم من حواليكم هذه الكائنات، كوّن هذا التكوين، وأوجد هذه الآيات؛ فهو قادر على كل شيء، إيش الذي يحملكم على إنكار البعث؟ أمام أعينكم مثل البعث، الواحد منكم في كل يوم وليلة  ينام ويُبعث؛ ولذا كان يقول بعض العارفين: "من كان يُنكر الحياة؛ فهو كالذي يُنكر اليقظة"، يقول: ما في هناك يقظة؛ فعليه ينكر اليقظة، يقول: مافي يقظة، يتأتى؟!!. قال: والذي ينكر البعث مثل الذي ينكر النوم، يقول: ما في نوم. وإذا أقررت بأن في موت، فالنوم أخو الموت. وإذا أقررت أنك تبعث من النوم، فتبعث أيضًا من الموت؛ تموت وتبعث. كما ما يمكنك أن تنكر وجود النوم، ووجود القيام من النوم؛ فبعد -ان كنت تعقل- تنكر وجود الموت، والقيام من الموت؛ لأن النوم مثل الموت. 

وسَنَّ لنا نبينا ﷺعندما نستيقظ من النوم نقول "الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور"، (للَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى) [الزمر:42]، وكم من إنسان نام وبعدين معاد قام، فالذي يقيم الإنسان ما هو نفسه إلا مُحْييه، والذي يُنيم الإنسان أيضا ما هو نفسه، ولكن فارض فرض عليه هذا النوم وخلق له النوم جل جلاله، فكما خلق النوم واليقظة، خلق الموت والحياة (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا) [الملك:2]. قالﷺ في تبليغه الرسالة عندما جمع قريشًا وبلّغ، وأشهر الرسالة من الخفاء إلى الظهور، قال: "وإنكم تموتون كما تنامون وستُبعثون كما تستيقظون، وإنها الجنة أبدًا أو النار أبدًا"، هذا النظر البعيد للغاية في مستقبل الإنسان حمله إلينا أنبياء الله كلهم عن خالق الإنسان؛ أن هذه غايتك ومستقبلك الكبير، إنها الجنة أبدا أو النار أبدا، اللهم اجعلنا من أهل جنتك، اللهم اجعلنا من أهل جنتك، اللهم ادخلنا الجنة بغير حساب. 

يقول تعالى:(وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) لا يعجزه شيء، ولا يصعب عليه شيء، (بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ) [يس:83]. (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ) حتى لا يزال الحساب عندهم واقف إلى الآن، حجم الإنسان الذي يخرج من بطن الأم، والمنفذ الذي يخرج منه، ذراع، شبر، كيف يتم؟ كيف يتم؟ (للَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ)؛ (مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ * ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ) [عبس:19-20] ،لا إله إلا الله. (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ) أخرجكم في حالة لا تعلمون شيئا، في حد منهم هؤلاء هو الآن بروفسور! خرج من بطن أمه بروفسور! يعني خرج من بطن أمه دكتور! خرج من بطن أمه حامل الماجستير؟ كلهم (أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا)؛ ولا عندكم علم بشيء -الله الله- ولماذا الكبر هذا؟ قريب كنت كذا ( صغير جدا) وقبل كذا، كنت نطفة وعلقة ومضغة، والآن تتأمر على خلق الله، وتعاند الخالق الجبار، وتكذيب رسله! عقل ما فيه! لو فيه عقل ما يكون بهذه الصورة! وَلَـكِنَّ أَكثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْقِلُونَ، كما قال تعالى.

(وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (78)) أعطاكم إِيَّاهَا، ولو لم يعطك السمع ما سمعت، ولو لم يعطك البصر ما أبصرت، ولو لم يعطك الفؤاد ما فقهت، وأعطاك السمع والبصر والفؤاد، فاِجْتَلَبَ لك السمع والبصر والفؤاد، الفوائد التي رتبها الله، فتجحد بها، وتخالف أمره بها، وما أعطاك إِيَّاهَا لتلعب بها، وما أعطاك إِيَّاهَا تتصرف كما شئت، أعطاك إِيَّاهَا؛ (لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)، (وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) من أجل تشكر المُعطي وتعبده وتطيعه بها، تقوم تأخذها منه وتنكره وتخالفه وتعصيه. وأنت من إين جئت بها أصلاً؟ عسى ماهو صديقك الذي أغراك على المعصية! هو الذي أعطاك السمع والبصر والفؤاد! صديقك! حزبك الذي اشتراك وسيَّرك فيما يخالف أمر الله! تضر بعباد الله؛ هو الحزب الذي خلق لك السمع والبصر والفؤاد؟! عيب عليك، سمعك وبصرك وفؤادك ومحصَّلاتها! اشكر بها واهبها، واشكر معطيها الذي أعطاك إِيَّاهَا جل جلاله،  ولا تكفره بها وتخالف أمره بها. 

والله (جَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) من أجل أن تحوزوا شرف الشكر؛ فيعطيكم ما هو أعظم،  وما هو أجل، ويسمعكم ما لم تسمعوا، ويريكم ما لم تروا، ويعلمكم ما لم تعلموا، وأعد لكم إذا شكرتم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. فإن أبيتم إلا أن تكفروه وأن تعصوه بهذه الأعضاء؛ فقد أعد لكم جحيمًا يشوي آذانكم وألسنتكم وعيونكم ويحرق قلوبكم (الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ) [الهمزة:7] -لا إله إلا الله- (وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ * نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ) [الهمزة:5-7]، تأتي للفؤاد الذي الكفر، الفؤاد الذي خلقه القادر الوهاب فانحرف عن توحيده وعن الإيمان به وخالف أمره؛ تحرقه، تحرقُ الجلد، والعظم واللحم وتصدع الفؤاد؛ تحرقُ الفؤاد؛  موقدة (تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ). يقول سبحانه وتعالى: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ * نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ) [الهمزة:5-7]،  ما تحرق جلدك فقط ولكن تصل أيضًا الى قلبك تحرقه -يالطيف-، (إنها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٍ) [الهمزة:9]. كما فتح لهم الأبواب ليعرفوه، و يعملوا بطاعته؛ فأوصدوا أنفسهم وراء إبليس شهواتهم فقط، والمحسوسات، وكذبوا بالغيب، كذبوا بما فتح لهم من مجال واسع في المستقبل الكبير؛ فتوصد النار عليهم، كما أوصدوا أنفسهم في ذلك الكفر والفسوق في الدنيا؛ فلهم جزاء وفاقا (جَزَاءً وِفَاقًا * إنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا * وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا) [النباء:26-28]. 

يقول تعالى( لعلكم تشكرون (78) أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (79)) هو الذي خلقهن على الهيئة هذه؛ القابلة للطير بقدرته وبالموازين التي وضعها، فما أحد منكم غيره يمسكها في الهواء ولا يعلِّمها الطيران، وما تعلمتم بتعليمه من خلقه؛ فأحدثتم ما تطير به الطائرات؛ فوالله لا يمسكها غيره، والله لا يمسكها غيره. إن أراد في أي لحظة والطائرة صحيحة ومضبطة، يزعزعها قليلا فيسقطها، في أي لحظة تسقط، وما أحد بيمسكها، ولا زيد ولا عمر ولا شعب ولا دولة؛ ترتمي مكانها -لا إله إلا الله- (مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (79)). 

اللهم ارزقنا كمال الإيمان، اللهم ارزقنا كمال الإيمان. ولا يزال ربنا يقص علينا بفضله وتنزُّله لنا، يقول : جعلت لكم كذا، وجعلت لكم كذا، وجعلت لكم كذا، شوفوا الذي أمامكم هذا كيف؟ كيف صنعته؟ كيف خلقته؟ فوائده لكم! ومردوداته عليكم! وتنظيمي له! وقياسي له! وشوفوا الثاني! وشوفوا الثالث! وانظروا الرابع! وانظروا الخامس. وتجحدون إلى متى؟! ما ينبهكم شيء! فنمضي على ما يبيِّن لنا، نعم المبين ربنا، نعم الرحيم بنا ربنا. تنزَّل سبحانه وتعالى إلينا، وعلمنا وفهمنا وجاءتنا آيات واضحة بينة (وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ *يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا ۖ فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ) [الجاثية:8] والعياذ بالله تبارك وتعالى. اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، إلهي كل شيء يدل على عظمتك، فارزقنا الأدب معك والعمل بطاعتك، والوفاة على مرضاتك. نحب لقاءك، وأنت تحب لقاءنا برحمتك يا أرحم الراحمين بوجاهة نبيك الأمين، وأهل التمكين. 

بسر الفاتحة إلى حضرة النبي ﷺ .

تاريخ النشر الهجري

02 رَجب 1444

تاريخ النشر الميلادي

23 يناير 2023

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

الأقسام