(228)
(536)
(574)
(311)
الدرس الثامن عشر من تفسير العلامة عمر بن محمد بن حفيظ للآيات الكريمة من سورة الفتح، ضمن الدروس الصباحية لشهر رمضان المبارك من عام 1444هـ ، تفسير قوله تعالى:
{لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا (5) وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (6) وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (7) إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (9)}
الحمد لله على نعمة القرآن وتنزيله، وبيانه على لسان عبده وحبيبه ورسوله سيدنا محمدٍ صلى الله وسلم وبارك وكرّم عليه وعلى آله وأصحابه وأهل الاقتداء به والموالاة له واتباعه في سواء سبيله، وعلى آبائه وإخوانه من الأنبياء والمرسلين محل اختيار الحق -سبحانه وتعالى- واصطفائه واجتبائه وتفضيله، وعلى آلهم وصحبهم وتابعيهم، وعلى الملائكة المقربين، وجميع عباد الله الصالحين، وعلينا معهم وفيهم إنه أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين.
أما بعدُ: فإننا في نعمة تأمّلنا لكلام إلهنا وسيدنا ومولانا وخالقنا -جلّ جلاله-، وتعليماته وخطاباته وإرشاداته، وصلنا في تأمّل أوائل سورة الفتح إلى قول الله جل جلاله: {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا (5)} ألحقنا اللهمّ بهم يا رب واجعلنا منهم. وذلك في جوابٍ على ما قال المؤمنون: هذا ما يُفعل بك يا رسول الله هنيئًا لك! لمّا قرأوا: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (2) وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا(3)} فما لنا يا رسول الله؟ وماذا يفعلُ بنا؟ فأنزل الله بعدها: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (4) لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا(5)}.
وكان خلقُ هذا الوجود ثم إرسال الرسل الذين خُتموا بزين الوجود -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- وبَلاغه عن الله، ليصير الأمر في نهاية هذا الخلق وغايته أن يدور على المكلّفين، وعلى هؤلاء العقلاء من الإنس والجن والملائكة، مَن سواهم كسائر الحيوانات تصير تراب {وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا} [النبأ:40]، والسماوات تشقق، وتُبدّل الأرض غير الأرض والسماوات، والشمس تنكسف وتُكوّر، والقمر ينخسف، وتوضع الشمس والقمر في جهنّم، وما عاد تبقى شيء من هذه الكائنات وهذه الكواكب، فأخبرنا مُوجد الخلق ومُنشئه أنّ الغاية العظمى في إرادته في هذا الخلق ترجع إلى مصير هؤلاء من الإنس والجن، أين يكون؟ والملائكة يكونون معهم في الجنة وفي النار، وهناك الاستقرار والدوام والأبد، فهذه غاية الغايات ونهاية ما يصير إليه الخلق والكائنات هذi أجمع.
فكان المقصود الأعظم فيها والحكمة البالغة: نهاية المكلفين من الإنس والجن، إلى أين يذهبوا؟ قال تعالى: {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ..} المتحقّقين بحقائق الإيمان ذكورًا وإناثًا {..جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ..} بساتين تجري من تحتها الأنهار كما شاءوا يجرونها بأمرهم، قال سبحانه وتعالى: {يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا} [الإنسان:6] وتجري بأمرهم من حيث شاءوا تحت بساتينهم، يقول سبحانه وتعالى يدخلهم هذه الجنات التي يُعجَزعن وصفها، وأبى الله تعالى أن يُحيط بما أعدّ فيها نفسٌ من النفوس {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ..} [السجدة:17] حتى الملائكة الذين يبنون في الجنة مباني بأمر الله، لا يُحيطون عِلمًا بما أعدّ الله لأهل هذه الجنة، حتى هم بعد أن يدخلوها يفاجئهم ربهم في كل وقتٍ بأشياء لم تكن تخطر لهم على بال {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة:17] يدخلون {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا..} على وجه الدوام والاستقرار إلى الأبد، بلا نهاية، بلا موت، بل بلا هرم، بل بلا مرض، بل بلا بؤس، ولا هم ولا غم ولا قذر ولا كدر ولا وسخ، تلك الحياة، تلك الحياة، اجعلنا اللهم من أهلها. ومن حَيُوا في الدنيا حياةً طيبة يتناسبون مع هذا الموضع الطيّب، يُنقلون إلى هذا الموضع الطيّب، ومن الذي يحيا الحياة الطيبة؟ يحيا الحياة الطيبة في الدنيا من آمن وعمل الصالحات {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً..} [النحل:97] أهل هذه الحياة الطيبة بما فيها من أذواق الإيمان واليقين والمعرفة والقرب والمحبة، يتناسبون مع تلك الحياة -في الجنة- الحياة الطيبة {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ ۙ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [النحل:32].
يقول تعالى: {..خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ..} أي: أن دخولهم الجنة كان برحمة الله -تبارك وتعالى-، وإن كانوا يقتسمونها بأعمالهم، لكن الدخول إلى الجنة تفضّل عليهم من قِبل الحق، ولهذا قال {..وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ..} يعني: في أهل الجنة أصحاب سيئات، ولكن الله يكفّرها عنهم -سبحانه وتعالى- وبأنواع من التكفير، وقد أشرنا إلى ذلك فيما مضى {..وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ..} وكان هذا .. إدخال الجنة وتكفير السيئات {..عِندَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا}، وقلنا إننا نسأل من الله العظيم أن يُعطينا هذا الفوز العظيم، وقلنا أنّه لا يجوز لنا أن نعتقد ولا أن نستشعر ولا أن نحسّ أن فوزًا عظيمًا شيء آخر دون هذا، وما الفوز العظيم إلا هذا، اللهم هَب لنا الفوز العظيم. {..وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا} وارزقنا في جنتك مرافقة خير خلقك حبيبك الكريم، آمين.
{..وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا} فنائل هذا الفوز لو كان في الدنيا فقير أو مريض أو نقص عليه شيء، يتمنّى ملوك الأرض، كل من مات على الكفر منهم، ومن مات على سوء الخاتمة منهم، يتمنّى أن ينال ذرّة من عُشر ما يحصّل هذا الفقير والمسكين الذي دخل الجنة وفاز الفوز العظيم، وأنّى له به؟ وأنّى يُحصّله؟ فهم في الحقيقة أهل الحياة الطيبة. قال تعالى: {..وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا (5) وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ..} قدّم المنافقين لأنهم يُبطنون الكفر ويكتمون الكفر -والعياذ بالله- ويُظهرون الإيمان، وهذا من أخبث أنواع الكفر بعد الردّة، ما هناك كفر أخبث من النفاق، فأقبح الكفر الردّة بعد الإسلام، وبعدها النفاق -والعياذ بالله تعالى- من أقبح أنواع الكفر، ولهذا قال: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّار} [النساء:145] اللهم أجرنا من ذلك.
{وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ في وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ..} الذين أظهروا شركهم وكفرهم {..الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ..} والسَوء والسُوء بمعنى واحد، الكُره والكَره، والسَّوء والسُوء، قال تعالى: {..الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ..}، قال {وَذَٰلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ} [فصلت:23] {..وَلَٰكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ} [فصلت:22] هذا ظن السوء، ظن السوء: سوء اعتقادهم في صفات الله العلى وأسمائه الحسنى وعظمته، في نسبهم الشريك له، وهو المنزّه عن الشريك، ونسبتهم الولد له وهو المنزّه -سبحانه وتعالى- {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص:2-3] {وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ ۖ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِعِلْمٍ..} [الأنعام:100] -والعياذ بالله تبارك وتعالى- فيظنّون بالله ظنّ السوء، ثم يظنّون أنه يُضيّع عبده محمّد، وأنه لا ينصره، وأنه يمكنّهم منه، ويمكِّن منه عدوه، ايش -ما- هذا الظن! {..الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ..} كما سيأتي معنا في الآيات: {بلْ ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ..} ظنّوا أن الله يُسلِمهم، وأن يُسلّط عليهم عدوهم يقتلهم، وبيروحون من المدينة ما عاد بيرجعون إليها، {..وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْمًا بُورًا} [الفتح:12] فهذه ظنونهم! ويظنّون في محمد -صلى الله عليه وسلم- أنه يتخلّف بعض قوله، وأن شيئًا ممّا وعد لا يكون، ظن سوء بالله وبرسوله! {..الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ ۚ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ..} كل شرٍّ وضرٍّ وبلاء يتمنّونه فيكم، ويريدون أن يقع بكم - أن ينزل - يرجع عليهم، ويكون فيهم هم {..عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ..} هم الذين سيخسرون، وهم الذين سيُخذلون، وهم الذين سيُقتَّلون، وهم الذين ستصيبهم الآفات، وكل ما كان من توقّعهم السوء في النبي والصحابة يقع -يحصل- فيهم هم، والعياذ بالله تبارك وتعالى {..عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ..} وفوق ذلك، وأشدّ من ذلك، وأعظم من ذلك من الأمراض من الأسقام من الأتعاب من الهموم، أشدّ: {..وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ..} نعوذ بالله من غضب الله {..وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ..}، وفوق ذلك غضبًا مقرونًا بالطرد والإبعاد عن رحمته {..وَلَعَنَهُمْ..} فإنه قد يغضب إنسان على آخر وما يطرده، ولكن قد يغضب ويُبعده نهائيًا ويطرده، قال: {..وغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ..} طردهم من رحمته -والعياذ بالله تبارك وتعالى-.
هؤلاء: {..الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ..} وكم اليوم عندنا في العالم الموجود من المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات يظنّون أن شريعة الله فيها نقص، وأنّ بلاغ محمد -صلى الله عليه وسلم- فيه ضعف، وأنّ عندهم ابتكار أحسن واختراع أحسن! ظنّ السوء! يظنّون بالله -تبارك وتعالى-، فهم من جملة {الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ..} وكما دارت على من قبلهم تدور عليهم، وفيمن يظنّ ظنّ السوء بالله تعالى في زماننا من يجتهد في إفساد المسلمين وإضلالهم، ونشر الضرّ والفساد بينهم، ويظنّ أنّ الله يخذلهم، ودائرة السوء تعود عليه {..عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ..} ويا ويل من -وويلٌ لِمَن- لم يتب منهم ولم يرجع، معه فوق ذلك: {..وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ..} هيأها، الله أكبر! هيأ لهم جهنم {..وَأَعَدَّ..} هذا إذا إعداد قوي وإعداد قادر يكون صعب! أما لو كان إعداد واحد ضعيف بيعدّ على قَدْره؛ لكن هذا إعداد من الجبار الأعلى القوي القادر{..أَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ..} فلا يُطاق عذابها والعياذ بالله {..وَكَفَىٰ بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا} [النساء:55] {إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا * وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا * لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا * قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاء وَمَصِيرًا} [الفرقان:12-15] هل هذا الحال أحسن أم جنة الخلد؟! اللهم اجعلنا من أهل جنة الخلد يا رب.
يقول سبحانه وتعالى: {وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ..}، {....وَلَٰكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ * وَذَٰلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنتُم بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُم مِّنَ الْخَاسِرِينَ * فَإِن يَصْبِرُوا فَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ ۖ وَإِن يَسْتَعْتِبُوا فَمَا هُم مِّنَ الْمُعْتَبِينَ} [فصلت:22-24] ما عاد يُقبل عذر ولا استعتاب ولا رجعة، وإن يصبروا، فهذه النار قدامكم ماشي لكم غيرها! يقولون: {..إِنَّا كُلٌّ فِيهَا..} [غافر:48] كبارهم يقولون لصغارهم: {..إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ} [غافر:48] ويقولون: {..فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ * قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا..} [غافر:47-48] نحن وإياكم مرّة -معًا- {..إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ} [غافر:48] -جلّ جلاله وتعالى في علاه-. وهكذا يقولون كبارهم لصغارهم في ذلك المصير الذي يرجعون إليه، ويصيرون إليه أجمعين، يقول سبحانه وتعالى -الله لا إله إلا هو- يقولون: {..إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِن شَيْءٍ ۚ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ..} [إبراهيم:21] نحن أصلنا كلّنا ضالّين وأنتم جئتم ورانا تتبعونا، الأنبياء أمامكم، والأولياء أمامكم، و تركتموهم وجئتم إلى عندنا؟! والآن تقولون لنا: {..لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ..}! لو كنا مهتدين كنا بنهديكم! نحن ضالّين وجئتم معنا، وأنتم في الضالّين معنا خلاص! يقول: {..سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ} [إبراهيم:21] هو ذا هو النار نحن وإياكم والعذاب الشديد -والعياذ بالله تعالى- حتى إبليس بعدين يضحك عليهم ويقول لهم: {..إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم..} [إبراهيم:22] إيه! اسمعوا الحقيقة: {..مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ..} [إبراهيم:22]، القوة لله، والحكم لله، والأمر لله، والعظمة لله، وكلامنا هذا كله كذب خلاص! ماشي - لا شيء- إلا الذي قاله الرسل، والذي قاله الأنبياء، والذي قاله محمد، وأنا وإياكم كلامنا كله وخططنا وأقاويلنا ودعاوينا ووعودنا كذب في كذب، ما عاد منها شيء خلاص! {..مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ..} لا بتنقذونا ولا بنقذكم، حكم الجبار جاء، والنار قدامنا وما عاد لنا غيرها. نعوذ بالله من غضب الله -تبارك وتعالى- اجعلنا مع أنبيائك يا رب، ومع سيّد أنبيائك يا رب.
قال الله: {..وَسَاءَتْ مَصِيرًا (6)} بئس المصير مصيرهم، والنهاية نهايتهم، والغاية غايتهم، فهم مضيّعوا المستقبل، لا يضحكوا عليك أنهم صلّحوا ناطحات سحاب، ولا أنهم صلحوا...إِنهُم ضيّعوا مستقبلهم ضياع كامل! -والعياذ بالله- ويا ويلهم من المصير الذي يصيرون إليه، الله! لا إله إلا الله! {..وَسَاءَتْ مَصِيرًا}.
{وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ..} يكرّرها -سبحانه وتعالى- في السورة مرّات، {وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ..} ولو أراد مَلَك واحد من ملائكته ومن جنده بيقلب بهم الأرض قلبة! ولكن لا تغترّون بقوّتكم هذه، قل: {لِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ..} كلهم تحت حكمه، حتى ما تفعلون أنتم هذا تحت حكمه وأمره، إلا فتنتم أنفسكم واغتررتم، وإلّا هو من قوّته ومن إرادته أن يمشي، وإذا أراد أن يُبطله: يبطله في أي وقت، وإذا أراد يردّه عليكم: يردّه عليكم، فلا أحد يغتر بشيء {..وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ..} لِمَن؟ {..لِلَّهِ جَمِيعًا..} [البقرة:165] كلها حق الله القوة، ما أحد معه غيره شيء -جل جلاله وتعالى في علاه. يقول: {وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (7)} جلّ جلاله، لا يُبلغ وصفه، عزيز -جلّ جلاله- لا يغتني شيء عنه، يحتاج كل شيء إليه، وهو لا يحتاج إلى شيء؛ عزيز، حكيم يدبّر الأمر بحكمة، ويوفّق هذا ويخذل هذا، يقرّب هذا ويُبعد هذا، ويسعد هذا.. بحِكمة! حتى يصير كلٌّ إلى المصير الذي أراده لهم في الأزل، {..لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ..} [الروم:4].
{..وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} يقول الله في بيان هذه الحقيقة وهذه النهاية الكبيرة: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ..} يا حبيبنا يا عبدنا يا نبينا، {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ..} نحن بألوهيتنا وعظمتنا وقدرتنا على كل شيء {..أَرْسَلْنَاكَ..} ختمنا بك المرسلين وجعلناك إمامهم وسيدهم، {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا..} أقمناكَ مقام الشهادة، شاهدًا حاضرًا، تشهد للأنبياء من قبلك بالبلاغ، وتشهد لأمّتك، وتشهد على من كفر وكذّب، {..شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا..} للمؤمنين ولعاملي الصالحات ولمكتسبي الحسنات، {..وَمُبَشِّرًا..} تبشّرهم بثواب الطهر والوضوء وثواب الصلاة وثواب الصوم وثواب الزكاة، مبشّر -صلى الله عليه وسلم- بشّرنا قال: "من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر الله له ما تقدّم من ذنبه" مبشّر -عليه الصلاة والسلام-، وأعلى البشارات التي يمكن أن تحصّل عليها الإنس أو الجن: ما حمله إليهم الأنبياء، هذا أحسن البشارات. وأخطر إنذار، ليس الذي يصلهم من قِبل الأسلحة النووية، أخطر إنذار: ما أنذرهم منه الرسل فهو أخطرهم، ما حذروهم الرسل وأنذروهم منه هذا أخطر شيء عليهم، فلا أحسن لنا مما بشّرنا به الأنبياء، ولا أشدّ ولا شر علينا من مثل ما حذّرنا منه الأنبياء وخوّفونا منه، هذا الذي يُخاف، وتجد الناس اليوم حتى القطيع الكبير من المسلمين الذي خوّفهم منه الأنبياء خوفهم منه ضعيف، خلّهم ينشرون قليل من الصحة العالمية، أو خبر أو تحذير من بعض الدول، ويصلحوا كمامات واخرجوا بهذا ولا تعملوا هذا.. يخافون مما يخوّفهم منه هؤلاء!! الله ورسوله حذّروكم من أشياء هي أخطر، وهي أخسر، وهي أشد، وهي أعظم، فلا شيء أعظم ممّا أنذرنا منه الله ورسوله، وحذّرنا منه الله ورسوله، ولا شيء أحسن لنا وأجمل مما بشّرنا به الله ورسوله -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-. لا إله إلا الله! ولكن النفوس التي لم تتزكى ما تميل إلا إلى الحاصل القليل اليسير الحسّي فقط، ما تعرف إلا هو، حتى عرض على الناس من بني تميم بشارة -صلى الله عليه وسلم- من البشارات العظمى الكبرى، قالوا: قد بشّرتنا فأعطنا، بغينا شيء من هذا!، فأقبل بعض الأشاعرة قال: تقبلوا منّي البشرى فقد ردّها بنو تميم؟ قالوا: قبلنا يا رسول الله منك البشارة، وأخذوا البشارة. لا إله إلا الله.
{إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا..} مبشّرًا لمن آمن، مبشّرًا لمن عَمِل الصالحات، {..وَنَذِيرًا (8)} من الذنوب والمعاصي والسيئات والكفر، ومخبر بآثارها ونتائجها وعواقبها وعاقبتها وذنوبها وعقابها وعذابها. {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} وأنذر أيضًا من كل ما يُصيب الناس حتى في أبدانهم، حتى في دنياهم من البلايا والشدائد أنذر منه، وأنهم إذا خالفوا أمر الله -تبارك وتعالى- ومنهجه فتتحوّل الحياة عليهم إلى شدائد وإلى مصائب، {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الأعراف:96]، {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ} [الروم:41]، وأخبر أنهم بيصيرون هكذا، وأنهم بيتداخلون وبيقتل بعضهم بعض -والعياذ بالله تعالى-، ويظلم بعضهم بعض، وقد حذر من كل ذلك -صلى الله عليه وسلم- {..فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور:63].
يقول الله: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8) لِّيُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ..} في قراءة، وفي قراءة: {لِّتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (9)} يقول عامّة أهل التفسير: أن الضمير في قوله {..وَتعَزِّرُوهُ وَتوَقِّرُوهُ..} راجع إلى رسوله -صلى الله عليه وسلم-، {..وَتُسَبِّحُوهُ..} راجع إلى الحق -جل جلاله وتعالى في علاه-. منهم من حملها كلها على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومعنى تسبيحه: تنزيهه عمّا نزهه الله عنه من الجنون والسحر والكهانة، وما إلى ذلك من الشؤون. {لِّتؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ..} يعزروه بمعنى: ينصرونه، يقومون معه، في قراءة: {يُعزّزوه}. يعزروه بمعنى: ينصرونه ويتقدّمون بين يديه بالسيوف وبالأسلحة، يقدّمون أنفسهم وأموالهم من أجله، {..وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ..} يعظّموه ويجلّوه، ما يفعلون ذلك نفاقًا ولا خوفًا من شيءٍ من الدنيا، ولكن موقنين أنه الصادق المبعوث من الحق بالحق -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-. ويوقروه، ويسبّحوا ربهم بكرةً وأصيلا، يعني: ويسبحون بحمد ربهم وينزهونه -سبحانه وتعالى- عن كل ما لا يليق بجلاله، {..بُكْرَةً وَأَصِيلًا} أي: عشية، بكرة وعشية، صباحًا ومساءًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلا. ولمّا صلى مرّة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال الأعرابي من خلفه: الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا، فلما سلّم قال: من القائل؟ قال: أنا يارسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما أردت إلا خيرًا، قال: "لقد عَجبتُ لها لقد فُتحت لها أبواب السماء"، فقال ابن عمر: فما تركتها منذ سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول ذلك. فُتحت لها أبواب السماء! الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا {..وَيُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} فَنِعمَ ما يُسبّحون ونِعمَ من سبّحوا، ونِعمَ من وقّروا وآمنوا، والله يرزقنا كمال الإيمان بالله ورسوله، وتعزير هذا الرسول -عليه الصلاة والسلام-.
والآن من تعزيرنا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نُبعد من أجهزتنا ومن ديارنا ما يُخالف شريعته ومنهجه، وما ينشره أعداؤه، وأن نُقاطع ذلك، عزّروا رسول الله! آمنوا برسول الله وعزّروه! أبعدوا ما يخالف شرعه ومنهاجه من جوالاتكم ومن لابتوباتكم ومن جميع أجهزتكم، وما يدور في بيوتكم مما يُخالف شريعته، أبعدوه، انصروه، انصروا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ووقروه، عظّموا هذا المصطفى -صلى الله عليه وسلم-. ومن تعظيمكم له حُسن متابعتكم له و انتباهكم من العشر الأواخر من رمضان، اقتدوا واهتدوا به، كان يجتهد فيها ما لا يجتهد في غيرها من رمضان، فاجعلوها خير من الأيام التي مَضَت قبلكم، واقبِلوا فيها بالصدق وبالإخلاص وبالقوة وباليقين، اقتدوا به واتّبعوه -صلى الله عليه وسلم- ووقروه، وسبّحوا بحمد ربّكم بكرةً وأصيلا، له الحمد سبحانه جلّ جلاله وتعالى عما يقول الظالمون والكافرون والمشركون علوًّا كبيرا {..لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى:11].
زدنا اللهمّ إيمانًا ويقينًا، وكن لنا بما أنت أهله ظاهرًا وباطنًا، وفرّج كروبنا وكروب أمّة نبيّك محمد أجمعين، واجعلنا في الهداة المهتدين، واختم لنا بالحسنى وأنت راضٍ عنّا. وجاء التفسير وتأمنا لمعاني سورة الفتح في الأيام التي خرج في مثلها -صلى الله عليه وسلم- لفتح مكة في رمضان وحتى دخلها في العشر الأواخر -صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم-.
الله يكرمنا وإياكم بفتحٍ مبين، ومتابعة للنبي الأمين، وصلاحٍ لأحوالنا وأحوال المسلمين، وجودٍ منه واسع سبحانه وتعالى يصلح بها شؤوننا في الدنيا والدين، ورقَّنا به إلى أعلى مراتب علم اليقين وعين اليقين وحقّ اليقين، وألحقنا بعباده العارفين المحبّين المحبوبين الصادقين المخلِصين المخلَصين الموفقين لكل خير المحفوظين من كل شر وضير.
بسر الفاتحة
إلى حضرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم
الفاتحة
20 رَمضان 1444