كشف الغمة -47- باب الاستنجاء وبيان آداب دخول الخلاء والخروج منه

للاستماع إلى الدرس

شرح العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ على كتاب كشف الغُمَّة عن جميع الأمة، للإمام عبدالوهاب الشعراني: باب الاستنجاء وبيان آداب دخول الخلاء والخروج منه

 صباح الإثنين: 13 محرم 1445هـ

يتضمن الدرس نقاط مهمة، منها:

  •  استيعاب الشريعة لشؤون الطهارة
  •  ضعف الإنسان وحاجته إلى إخراج الفضلات
  •  ما معنى الاستنجاء؟
  •  المراد بالحجر في الاستنجاء
  •  الجمع بين الماء والحجر
  •  ما هو الاستبراء والاستنقاء؟
  •  هل يجزئ استعمال الحجر في الاستنجاء؟
  •  المقصود من الخلاء
  •  كيف نختار موضع قضاء الحاجة؟
  •  تحرك الشجر بأمره ﷺ
  •  لماذا لا يدخل ﷺ الخلاء بخاتمه؟
  •  وصف خاتم رسول الله ﷺ
  •  مقدار البعد لمن يقضي حاجته في الصحراء
  •  عدم حمل شي فيه اسم الله للخلاء
  •  الاعتماد على الرجل اليسرى عند قضاء الحاجة
  •  لبس النعل وتغطية الرأس عند دخول الخلاء
  •  التعوذ وأدعية دخول الخلاء والخروج منه
  •  انبعاث رائحة المسك منه ﷺ
  •  شرب أم أيمن بول النبي ﷺ
  •  التعامل مع خروج الريح أمام الناس

نص الدرس مكتوب:

باب الاستنجاء وبيان آداب دخول الخلاء والخروج منه 

"كان ابن عباس رضي الله عنهما يقول : لم يكن في بني إسرائيل  أحد يستتر إلا موسى ولذلك رموه بالأدرة. قال أبو موسى الأشعري: "كان رسول الله ﷺ إذا أراد قضاء الحاجة يختار الموضع الدمث، ولقد دخل علينا يوماً فبال في أصل جدار ثم قال : إذا أراد أحدكم أن يبول فليرتد لبوله".

وكان ﷺ إذا أراد قضاء الحاجة يبعد عن الناس نحو الميل وإن كان هناك جدار أو وهدة استتر بها، وكان لا يدخل بخاتمه بل يضعه في مكان ثم يدخل، وكان نقشه "محمد رسول الله ﷺ" . 

وكان ﷺ يقول : "إذا دخل أحدكم الخلاء يعتمد على رجله اليسرى" ، وكان ﷺ إذا دخل الخلاء لبس نعله وغطى رأسه حياءًا من ربه عز وجل، وكذلك كان يفعل أبو بكر رضي الله عنه، وكان عثمان رضي الله عنه لا يدخل الخلاء بالثياب التي يجلس بها في المسجد. 

وكان ﷺ إذا أراد دخول الخلاء قال : "بسم الله اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث"، وكان ﷺ يقول : "إن هذه الحشوش محتضرة" ، وكان ﷺ إذا خرج قال : "غفرانك، الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني". وكان حماد بن زيد لا يقول: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث إلا بعد دخوله الخلاء . 

وكان ﷺ يقول : "إن نوحاً عليه السلام لم يقم عن خلاء قط إلا قال : الحمد لله الذي أذاقني لذته وأبقى على منفعته وأخرج عني أذاه"، وكان إذا وافى مكاناً صلباً من الأرض أخذ عوداً فنكت به الأرض حتى يثير التراب ثم يبول فيه . 

وكانت عائشة رضي الله عنه تقول : سألت رسول الله ﷺ فقلت : "يا رسول الله إنك تأتي الخلاء فنشم من موضعك رائحة المسك ولا نجد لك أثراً؟ فقال ﷺ: نحن معاشر الأنبياء نبتت أجسادنا على أرواح أهل الجنة وأمرت الأرض أن تبتلع ما كان منا". 

قال شيخنا وهذا يؤيد من قال من العلماء بطهارة فضلاته ﷺ، ويؤيده تقريره يعني إقراره ﷺ أم أيمن على شرب بوله ﷺ، وأما من قال من العلماء بخلاف ذلك فإنه استدل بأنه ﷺ كان يتنزه من فضلاته بالغسل، والله تعالى أعلم . 

وكان ﷺ  ينهى عن الضحك من الضرطة ويقول: "لِمَ يضحك أحدكم مما يفعل؟". وكان ﷺ ينهى عن قول الرجل أهرقت الماء ويقول: "إذا بال أحدكم فليقل بُلْتُ"، وكان ينهى عن الاستنجاء من الريح ويقول : من استنجى من الريح فليس منا".

اللهم صلِّ أفضل صلواتك على أسعد مخلوقاتك سيدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلم، عدد معلوماتك ومداد كلماتك، كلما ذكرك وذكره الذاكرون وغفل عن ذكرك وذكره الغافلون (3 مرات)

 

الحمد لله مكرمنا بشريعته الشاملة وبيانها على لسان صاحب الصفات الكاملة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبارك وكرم عليه، وعلى آله وصحبه المقتبسين فضائله، وعلى من والاهم واتبعهم بإحسان في كل قولٍ وفعلٍ وحركة وسكون إلى يوم يبعثون، وعلى آبائه وإخوانه من الأنبياء والمرسلين سادات من يهدون بالحق وبه يعدلون، وعلى آلهم وصحبهم وتابعيهم، وعلى الملائكة المقربين وجميع عباد الله الصالحين وعلينا معهم وفيهم إنه أكرم الأكرمين وأرحم الرحمين.

وعقد الشيخ رضي الله تعالى عنه الشعراني هذا الباب في ذكر ما ورد في "الاستنجاء وبيان آداب دخول الخلاء والخروج منه"؛ وفي هذا الإشارة إلى شمول الشريعة وعظمتها واستيعابها جميع حركة الإنسان وأحواله وأطوارهِ المختلفة، وكان مما شرع الله تبارك وتعالى لعباده الطهارة عن النجاسة والطهارة عن الحدث؛ لأجل الصلاة ولأجل الطواف بالبيت كذلك ولأجل مس المصحف وحمله، فلابد فيه من الطهارة عن الحدثين. وكذلك شرع لنا لكل صلاة الطهارة عن النجاسات بأصنافها.

وقد جعل الله تبارك وتعالى في تركيب الإنسان حاجته إلى الطعام والشراب، وجعل مع ذلك حاجته لإخراج الفضلات من طعامه وشرابه، فيعودُ إلى بول وإلى غائط يخرج من الإنسان حكمه نجس؛ فيحتاج إلى الاستنجاء؛ وفي ذلك معونةٌ من الله تعالى على فهم الإنسان حقيقة ضعفه وعجزه وعظمة خالقه ومكونه وتذكيره بحاجته إلى هذا المكون، وتذكيره بضعفه وعجزه فلا يستغني عن طعام والشراب ولا يستغني عن إخراج فضلات ذلك وإلا لتضرر وتعطل عليه شأن العيش.

وقال بعض الصالحين: وقد دُخل على أمير عنده بشربة ماء، فقال للأمير -الملك-: أرأيت لو حيلَ بينك وبين هذه الشربة إلا بنصف ملكك هذا أكنت تعطيه؟ قال: إذا لم أجد كيف أفعل! هل أموت ؛ قال: أخرج نصف الملك وآخذ الشربة. قال: أرأيت لو شربتها ثم احتبست عليك بولها ولم تخرج أتعطيه النصف الثاني ؟ قال: إذا لم أجد! كيف أعمل؟ ..  أفٌ للدنيا لا تساوي شربة واحدة ولا بولة، لو اختبرك الله وامتحنك بولة واحدة وشربة واحدة ما عاد يبقى معك ملك، ولكنه سبحانه وتعالى يملي لعباده ويختبرهم وينعم عليهم.

فالاستنجاء مأخوذ من النجوى وهو القطع، ويقول نَجَوْتُ الشجرة بمعنى: قطعتها. فالتخلص أيضًا من الشيء يقال له إستنجاء، يقول إستنجى حاجته أي استخلصها -خَلَّصَها-، وإذا قال إستنجيت الشجرة أي قطعتها من أصلها فهو مأخوذ من هذا القطع، والمراد به أن يقطع النجاسة الخارجة من أحد السبيلين، فيقال له استنجاء. فالاستنجاء في العرف عند علماء الشريعة إزالة ما يخرج من السبيلين إما بالغسل أو بالحجارة، ولا يعد بعد ذلك غسل النجاسات ما يطلق عليه الاستنجاء فهو في العرف -في الشرع مخصص-.

ثم يُذكر أيضًا في معاني الإستنجاء: 

  • الإستطابة: وهو كذلك في الاصطلاح عندهم استعمال الحجارة أو الماء لإزالة النجاسة عن السبيلين، وخصصوا بعض الشافعية الإستطابة بالماء بدون الحجارة فتكون أخص من الاستنجاء، ومن قال أن الاستطابة تكون بالماء وبالحجارة فهو بنفس معنى الاستنجاء في الاصطلاح العرفي الفقهي.
  • كذلك يقال له الاستجمار: ومعناه استعمال الجمرات -أي الحصى-، استعمال الحجارة ونحوها في إزالة ما على السبيلين من النجاسة، لكن الحجارة المراد بها كل جامد طاهر قالع للنجاسة غير محترم، ليس مراد عين الحجر، لكن كل شيء جامد طاهر قالع للنجاسة بخلاف الذي لا يقلع النجاسة إما لملاسته أو للزوجته أو لتناثر أجزائه، فلا يكفي أن يُستنجى به، ولكن كل جامد طاهر قالع للنجاسة غير محترم، ما يأتي بأوراق فيها كلمات عربية ولا فيها شيء من اسم الله ونحوه، أو مطعوم -والعياذ بالله تعالى- يستنجي به؛ هذا حرام ولا يصح الاستنجاء به. فالجامد الطاهر القالع للنجاسة غير محترم هو المراد بالحجارة في الاستنجاء ومنه الاستجمار. ومن المعلوم أن أداء الواجب والسنة بأن يجمع بين الحجر والماء بأن يزيل النجاسة أولًا بالحجر فيزيل الحجر عين النجاسة ويبقى أثرها فيستعمل الماء فتذهب العين والأثر، وهذا أحد الوجوه في ثناء الله على أهل قباء بالطُّهْرِ ( فِیهِ رِجَالࣱ یُحِبُّونَ أَن یَتَطَهَّرُوا۟ ) [التوبة 108]، وأنهم كانوا يستعملون الاستنجاء بالماء مع الحجر فيجمعون بين الحجر والاستنجاء. وعامة العرب في تلك الأيام يكتفي خصوصًا رجالهم يكتفون بالحجر فقط ولا يستعملون الماء، ولما كان عند أهل الكتاب من أثر تعليمات سيدنا موسى عليه السلام ، وكان عندهم من أهل الكتاب من اليهود من تعلموا منهم الاستنجاء بالماء؛ فكان هذا نوع من الطهارة المثني عليها في الكتاب العزيز وعلى أحد الوجوه في تفسير قوله ( یُحِبُّونَ أَن یَتَطَهَّرُوا۟ ) [التوبة 108]، والأمر أوسع من ذلك.
  • كذلك يستعملون لفظة الاستبراء معناها: طلب البراءة من الخارج بما تعافه الإنسان، وهذا ما هو عين الاستنجاء ولكن مقدمة له بالنسبة للبول. ويأتي بمعنى الاستنقاء كذلك الاستبراء، ويحتاج الذي قضى حاجته من البول أن يستبرئ قبل الاستنجاء، والاستبراء معناه: أن يتأكد من خروج جميع القطرات حتى لا يبقى في المجرى شيء، ثم بعد ذلك يخرج فينجسه أو يبطل وضوءه إذا كان قد توضأ، ويستعين على ذلك: 
  • أما بمشي خطوات قبل الاستنجاء 
  • أو بالتنحنح  
  • أو النَّثْرِ وإمرار يديه حتى يتأكد نقاء الخارج، وأن لا يبقى شيء. لأن عامة عذاب القبر من عدم الاستبراء من البول، عدم التنزه من البول فيتسبب بذلك في عذاب القبر، وقد مرَّ رسول الله ﷺ على قبرين وقال:"إنَّهما ليُعذَّبانِ وما يُعذَّبانِ في كبيرٍ، بَلَى إنه لكبير"، أي: لا يعذبان في كبير في نظركم من الأعمال، بلى إنه كبير في الجزاء والحساب، "أما أحدهما فكان يَمْشِي بالنَّمِيمَةِ، وأما الآخر فكان لا يَسْتَتِرُ مِن بَوْلِهِ" ما يستبريء من البول، ما يبالي فيخرج عليه القطرات هذا واحد. فكذلك يأتي بعد ذلك التأكد من أنه لم يبق شيء من القطرات ولم يبق شيء من الأثر. 

وكذلك يأتي في الاستنجاء من الغائط: إما استبراء أو استنقاء يقال له، فتبقى الآثار في معاطف بدن الإنسان فيحتاج إلى التأكد من النقاوة وأن لم يبق أثر قليل ولا كثير؛ فهذا هو الاستنقاء أو النقاوة أو الإنقاء، أيضًا ينبغي الإعتناء لتحقيق الطهارة فإن الدين بُنِي على النظافة. فيكون هذا الاستنجاء إما بالحجر وإما بالماء، ولا يجزيء الحجر في إزالة النجاسة عند جمهور الفقهاء إلا بالنسبة للسبيلين فقط وفي حدودهما، وما عدا ذلك فلابد من استعمال الماء. واستعمال الماء أفضل والأفضل الجمع بينهما؛ ومن هنا إذا عرفنا تعريف الحجر فإنما استحدث من هذه المناديل الورقية يقوم مقام الحجر؛ لأنه جامد طاهر قالع للنجاسة غير محترم،، فينبغي أن لا يُخْلي المؤمن عامة وطالب العلم خاصة أماكن الخلاء في بيته عن وجود المناديل حتى يستعمل قبل الاستنجاء بالماء؛ فذلك من السنة. 

وقد كانوا يعتنون بإحضار الجوامد من هذه الطين يسمونها "الفقاش" -أي حجر الاستنجاء- عندنا ويضعونها في أماكن الخلاء ويعتنون بها وانتهى هذا؛ فبقي هذا سهل استعمال المناديل.

والخلاء مأخوذ من الخلوة، إذا خلا المنزل أو المكان من أهله يقال له خلاء، كما يطلق الخلاء على الفضاء البارز من الأرض يقال له: خلاء، ومكانٌ خلاء أي: لا أحد به، فلما كان قاضي الحاجة يطلب مكان خالي وليس فيه أحد سمي ذلك المكان خلاء، فنُقِلَ معنى الخلاء إلى البناء المعد لقضاء الحاجة أيضًا يقال له خلاء، ويُجمع على أَخْلِيَة، كما يقال له: الكنيف، ويقال له: المرفق، ويقال له: المرحاض، وكذلك يطلقون التَّخَلّي على قضاء الحاجة. 

وجاء في الحديث كان أناس من أصحاب رسول الله ﷺ يستحيون أن يتخلوا فيفضوا إلى السماء، أي: يستحيون أن ينكشفوا عند قضاء الحاجة تحت السماء، فيجعلون سقفاً؛ ويقضون الحاجة تحت السقف.  يقول: "كان ابن عباس رضي الله عنهما يقول: لم يكن في بني إسرائيل أحد يستتر عند الغسل ونحوه إلا موسى" في أيام سيدنا موسى عليه السلام، كان قومه يعتادون أن يغتسلوا ويستنجوا من دون ما يستترون، ما يبالون بِتَكَشُّفِهِم لبعضهم البعض، وكان سيدنا موسى لِمَا جبلَهُ الله عليه من عنايته ورعايته ورِفقِه يكرَه ذلك ويحافظ على ستر ما بين السرة والركبة، ولا يغتسل أمام الناس إلا وهو مستَتِرْ؛ فاتهموه بعد ذلك وكانوا يتكلمون عنه قالوا: هذا موسى ما يستِرْ نفسه إلا لأنه في عيب، هذا منتفخ الخصية، هذا عنده أُدْرَة-أُدْرَة يعني: منتفخ الخصية- وقالوا: ما يريدنا نحن نراه، هذا منتفخ. وما به عيب عليه صلوات الله؛ ولكنه كان حيِيًّا ولا يرضا بمثل هذا، حتى اغتسل يومًا خاليًا عاريًا وضع ثيابه وليس عنده أحد، ولكن لما خرج وكان جماعة من قومه مجتمعين في جانب، فطارَ الحجر بثوبهِ، فأخذ العصا يقولُ: ثَوْبِي حَجَرُ، ثَوْبِي حَجَرُ، حتى نَقَدَ في الثوب، فرأوه، فقالوا: والله ما به بأس، ما بمُوسَى مِن بَأْسٍ، وأخذ ثيابه بعد ذلك؛ فأراد الله تعالى أن يُظهِر لهم كذبهم في ظنهم واتهامهم لسيدنا موسى، ثم كان ما كان منهم من إساءة الأدب واتهام النبي موسى عليه السلام بمَا الأنبياء بل الصالحون من سواهم بُرَءاؤ منه، فأنزل الله ( یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَكُونُوا۟ كَٱلَّذِینَ ءَاذَوۡا۟ مُوسَىٰ فَبَرَّأَهُ ٱللَّهُ مِمَّا قَالُوا۟ۚ وَكَانَ عِندَ ٱللَّهِ وَجِيهًا) [الأحزاب:69]، صلوات الله عن نبينا وعليه وعلي جميع الأنبياء والمرسلين، فكان كذلك. 

الواجب لمن أراد أن يغتسل وأن يستنجي أو يقضي الحاجة يجب عليه أن يستَتِر عن أعين الناس؛ فلا يجوز له إظهار عورته للناس، "لعنَ الله الناظِرَ والمَنظورَ إليه". ومن كان في الخلاء فيجوز له، ولكن استتاره في الخلاء حيث لا يراه أحد من  السُنَّة، سُنَّة من السنَّن.

"وقال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه كان ﷺ إذا أراد قضاء الحاجة يختار موضع الدمِث،" أي: غير الصلب ولا القوي حتى لا يعود شيء من الرشاش عليه، ولقد تقدم مع النبي ﷺ كما يذكر عندكم الروايات أنه مع الأنبياء -كذلك- "تبتلِعُ الأرضَ ما يخرُجُ منهم"، فلا يبقى شيء على ظهر الأرض مما يخرج منهم، ومع ذلك كانوا يرتادوا أي يختاروا الموضع الذي يكون أنسب لقضاء الحاجة فيحتاجوا لقضاء حاجة البول إلى موضع رخو غير صلب حتى لا يعود عليه رشاش، ويختار لقضاء الحاجة الغائط أن يكون على شيء مرتفع فيطلب محل منخفض، ثم قال "يختار موضع الدمِثْ، ولقد دخل علينا يومًا فبال في أصل جدار.." في بستان من البساتين "وقال : إذا أرادَ أحدكُم أن يبولَ فليرتدْ لبولهِ"، يعني: يطلب ويتخيَّر موضعًا لائقًا به، وهكذا جاء في رواية أبي داود وأحمد في المسند ففيه تعليمه ﷺ. 

"وكان ﷺ إذا أراد قضاء الحاجة يبعد عن الناس نحو الميل"، هذا محل بعيد جدًا، أي: إذا كان في الصحراء أو في السفر يبعد نحو الميل -محل مسافة طويلة، قريب مشي نصف ساعة بالمشي المعتاد على الرجل- وهذا على سبيل التقريب، "وإن كان هناك جدار أو وهدة استتر بها".

 وجاء في أنه كان ﷺ في بعض أسفاره وأراد قضاء الحاجة وإذا بها صحراء مكشوفة ما فيها محل مستتر، فقال للصحابي في الصحراء شجرتين متباعدتين، قال للصحابي: "قل لهما إن رسول الله ﷺ يأمركما أن تتقاربا" فلما ذهب يكلمهم تحركت هذه الشجرة والأخرى خطت حتى التصقت هذه بهذه؛ وصار سترًا ، فجاء وقضى حاجته ثم خرج، فقال: "قل لهما يرجعان إلى مكانهما الذي كانا فيه" فرجع يقول: أنه ﷺ يأمركما أن تعودوا إلى حيث كنتما؛ فعادت كل واحدة تخطُّ الأرض حتى وصلت إلى محلها. 

جاءت لدعوته الأشجار ساجدة *** تمشي إليه على ساق بلا قدم 

صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

قال: "وكان لا يدخل بخاتمه" لماذا لا يدخل الخلاء بخاتمه؟ لأن في خاتمه نقش فيه اسم الله واسم رسوله، فكان يضعه خارج ولا يدخل به الخلاء، "وكان لا يدخل بخاتمه بل يضعه في مكان ثم يدخل وكان نقشه -أي نقش خاتمه- محمد رسول الله"، وكان هذا النقش في آخر أيامه -في السنة السادسة- لما أراد يراسل الملوك -في السنة السادسة من الهجرة- لما أراد يراسل الملوك، وقالوا إن الملوك أولى في هذه الدول ما يقبلون كتاب إلا عليه ختم -يعني: رسمي-، فأمرهم أن ينقشوا في خاتمه "محمد رسول الله"، وكان يختم به، يضعه في الدواة ويختم به الكتب. ولكن قال للكاتب اجعل اسم محمد تحت -وطلع فوقها رسوله- اجعل اسم الجلالة فوق؛ حتى لا يكون اسمه فوق اسم الحق، لا يكتبها من تحت إلى فوق، فكتبها هكذا محمد وفوقه سطر رسول وفوقه سطر اسم الجلالة الله ، ليكون اسم الله فوق واسمه من تحت؛ من أدبه ﷺ، فكتبه كذلك؛ فكان يختم به الكتب. 

ويقال إنه ختمان أحدهما مدور والآخر مثلث وفي كلاهما مكتوب محمد رسول الله، وكان يختم به الكتب ولم يزل أثر بعض الكتب التي أرسلها المحفوظة إلى الآن في تركيا وغيرها عليها الخاتم المدور فيها محمد رسول الله، ثم إنه ﷺ بعد وفاته أمسك الخاتم سيدنا أبو بكر الصديق، ثم أمسكه سيدنا عمر، ثم أمسكه سيدنا عثمان وبينما كان يوم على بئر "أريس" قريب من مسجد قباء سقط الخاتم من يديه إلى البئر فأمر بنزحها، نزحوها ولم يعثروا عليه، حتى سميت بئر "الخاتم"، قريب من مسجد قباء، واشتهرت في القرون السابقة ببئر الخاتم وكان الناس يشربون منها، وفُقد هذا الخاتم. 

و جاءت هذه الأحاديث في رواية أبي داود، يقول أبو موسى: إني كنت مع رسول الله ﷺ ذات يومٍ فأراد أن يبول فأتى دمثاً في جدار فبال ثم قال ﷺ: "إذا أرادَ أحدكُم أن يبولَ فليرتدْ لبولهِ موضعا"، يعني: يطلب مكانًا لائقًا لا يعود عليه فيه الرشاش، فالدمِثُ: ما لان وسَهُل، وجاء في وصفه أنه : "دَمِثٌ لَيْسَ بِالْجَافِي"، أي لين الخلق في سهولة منه ﷺ. يقول ابن مسعود : إِذَا قرأت فِي "آلِ حم"، وقعتُ فِي رَوْضَاتٍ دمثات، يعني: جناتٍ فيها لين ورخاوة، فأراد به معنوية عليه رضوان الله تبارك وتعالى، يعني يطلب موضعا رخواً (فليرتدْ)؛ فهذا مستحب؛ متفقٌ على استحبابه. 

فإذاً إن كان يراه أحد يجب عليه أن يستتر ولا يجوز أن يكشف عورته بين الناس، وإن لم يكن مع أحدٍ فيكون مستحب له أن يستتر، إذاً يكون من المستحبات: 

  • إذا لم يكن بحضرة من يراه ممن لا يحل له نظره 
  • أما إذا حضر أحد يراه فيكون سترُه واجب. 

و ضبطوا المقياس في ما يسن من البُعْدِ لمن أراد أن يقضي حاجته في صحراء: أن يبتعد بحيث لا يشمه له ريح ولا يسمع منه صوت. إذًا ينبغي التباعد عن الناس هذا إذا كان في غير الأماكن المعدة في البيوت، لكن إذا كان في صحراء في مكان عام بطريق واسعة في جو الجبل فيحتاج أن يبتعد عن الناس؛ بحيث لا يشم له ريح ولا يسمع له صوت، وفي الحديث إذا ذهب المذهب أبعد. 

  • ويقول بعض الحنابلة إذا وجد ما يستره كفاه الاستتار عن البعد
  • ولكن قال المالكية والشافعية :
    • إذا كان في فضاء ما يغني الاستتار عن البعد، 
    • أما في الأماكن المعدة فلا إشكال فيها، ما لم يكن عذرٌ من نحو خوف وغيره. 
    • فإذا كان هناك المكان آمن فيبتعد كما جاءنا. 
  • ثم لا يصطحب مع شيء فيه اسم الله، كما ذكرنا "أنه يخرج الخاتم"؛ لأن فيه اسم الله واسم رسوله، وأي شيء مكتوب عليه اسم الله واسم رسوله كذلك أو أي أحد من الأنبياء والمرسلين فلا يدخل به الخلاء 
    • وقيل بالكراهة وقيل بالحرمة في ذلك، 
    • ولكن قالوا من نسي فلم يشعر إلا وهو في محل الخلاء فينبغي أن يستره، وأن يجعل ما فيه من اسم مغطى بكفه أو نحوه، ومن سهى ضم عليه باليدِ.

فلا يحمل أي شيء فيه اسم الله ولا اسم رسوله ولا فيه آية ولا فيه حديث ولا شيء مما يُحترم. و جاء أيضًا عند أهل الفقه وجوب تنحية ما كان من مصحف معه ونحوه وأن ذلك واجب عليه، وأن الدخول به حرام في غير الضرورة إلى الخلاء،

  •  كما يقول المالكية والحنابلة كذلك فيحرم الدخول بمصحف إلا للضرورة و حاجة، 
  • وقال الحنفية: إذا كان ملفوف في شيء لا بأس بذلك والتحرز أولى. 

وبعد ذلك ذكر من السنن الاعتماد على الرجل اليسرى، الاعتماد على الرجل اليسرى، "إذا دخل أحدكم الخلاء يعتمد على رجله اليسرى" يعني: عند قضاء الحاجة؛ فذلك أيسر لخروج الخارج وأصح للإنسان. وقد كان كثير من السابقين عندنا يأمرون الباني لما يبني موضع الخلاء - أي: الكرسي العربي- أن يجعل محل الرجل اليمنى أرفع -يكون أرفع قليل كم أصبع- فأي جالس يعتمد على اليسرى ضرورة، فأي جالس يعتمد على اليسرى ضرورة، مازالت بعض البيوت القديمة هنا - أي: مدينة تريم- وفي مدينة سيؤون على -الطريقة القديمة في بناء موضع الخلاء-؛ من أجل السنة، حتى من لا يعرفها يعمل بها حرصًا منهم عليها، ثم بعد ذلك أتوا بهذه الكراسي التي يجلسون عليها؛ واكتشفوا أنها صحيا ليست ممتازة، فرجعوا يأتون تحتها ثانية للأرجل الكراسي يحطونها تحت من أجل يرفع الأرجل ويجلسون؛ لأن ذلك أصح وأيسر لخروج الخارج. 

"إذا دخل أحدكم الخلاء يعتمد على رجله اليسرى" ،وكان ﷺ إذا دخل الخلاء لبس نعله وغطى رأسه حياء من ربه عز وجل، وكذلك كان يفعل أبو بكر رضي الله عنه، وكان عثمان رضي الله عنه لا يدخل الخلاء بالثياب التي يجلس بها في المسجد". وكان شديد الحياء سيدنا عثمان وكان إذا أراد أن يدخل الخلاء فرش رداءه ويخاطب الملكين ويقول: ها هنا فاقعدا أكرمكما الله، ثم يدخل؛ لأنهم لا يصحبان الإنسان في الموضع القذر، وإن كانا يطلعان على ما يقول ويفعل ولكن ما يصحبانه في المكان القذر؛ فيبسط لهم رداؤه سيدنا عثمان يقول ها هنا فاقعدا أكرمكما الله فكان شهوده قوي.

"وكان ﷺ إذا أراد دخول الخلاء قال : "بسم الله اللهم إني أعوذ بك من الخُبُث والخَبائِث""، الخُبُث: جمع خبيث، والخَبائِث: جمع خبيثة؛ والمراد: ذكور الشياطين وإناثهم، "أعوذ بك من الخُبُث والخَبائِث". ويروى الخُبْث: وهو مصدر، "أعوذ بك من الخُبُث" مصدر الخَبَث، "والخَبائِث" أي: بأصنافها وأشكالها. 

"وكان ﷺ يقول: "إن هذهِ الحشوشُ محتضرةٌ"،  أي: يحضرها وفرة من الشياطين فإنهم يتناسبون مع القاذورات والنجاسات، فيكثرون حيث تكون الأوساخ والقاذورات الشياطين. كما أن الملائكة والأرواح الطاهرة تكثر حيث يكون الروائح الطيبة وحيث تكون النظافة، فكذلك الشياطين يتكاثرون وتوافرون حيث تكون الروائح المنتنة وحيث تكون القاذورات. لأن كل له مجانسة مع حاله ومع شأنه. وكان ﷺ يقول : «إن هذهِ الحشوشُ محتضرةٌ»، أي: هي محل توافر وتكاثر الشياطين؛ فلهذا أُمرنا بالتعوذ عند الدخول: "اللهم إني أَعُوذ بك من الخُبُثِ والخَبَائِث"، وذكر الإمام الغزالي: "اللَّهُمَّ إني أعُوذُ بِكَ مِنَ الرِّجس النَّجِسِ الخَبِيثِ المُخْبِثِ‏:‏ الشَّيْطانِ الرجِيمِ‏". 

"وكان ﷺ إذا خرج قال : "غُفرانك""  يعني: أسألك غفرانك، وأطلبك غفرانك، وفي رواية ثلاثة: "غُفرانك"، "غُفرانك"، "غُفرانك"، بعد الثالثة يقول:  "ربنا وإليك المصير"، "الحمدُ للهِ الذي أَذْهَبَ عني الأذى وعافاني" عز وجل، ونعمه على عباده تترى سرًا وجهرًا وهم لا يشعرون؛ ( وَإِن تَعُدُّوا۟ نِعۡمَةَ ٱللَّهِ لَا تُحۡصُوهَاۤ ) [لنحل: 18].  

"وكان حماد بن زيد لا يقول: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث إلا بعد دخوله الخلاء"،  وفيه تجوُّز أن يقول الدعاء وسط الخلاء، والأفضل أن يقوله قبل الدخول، وإذا خرج تلا الدعاء بعد الخروج. 

وكان ﷺ يقول : "إن نوحاً عليه السلام لم يقم عن خلاء قط إلا قال : الحمدُ للهِ الذي أذاقني لذَّتهُ"  لذة الطعام والمشروب، "وأبقى على منفعته" ما ينتشر في الجسم من الغذاء، "وأخرج عني أذاه" صلى الله على نبينا مُحمَّد وعلى النبي نوح وجميع الأنبياء والمرسلين. 

"وكان ﷺ إذا وافى مكاناً صلباً" أرض كلها قوية ما فيها رخاوة "من الأرض أخذ عوداً" -دقّ به- "فنكت به الأرض حتى يثير التراب ثم يبول فيه". فإذا كانت الأرض صلبة فيسن أن يرخيها بعود أو بحجر حتى تصير رخوة. 

"وقالت السيدة عائشة "يا رسول الله إنك تأتي الخلاء فنشم من موضعك رائحة المسك -ما لك رائحة سيئة أصلًا- ولا نجد لك أثراً؟ فقال ﷺ: نحن معاشر الأنبياء نبتت أجسادنا على أرواح أهل الجنة وأمرت الأرض أن تبتلع ما كان منا"" ﷺ، وكان بعض أصحابه تنبعث منه الرائحة الزكية وتعجب نسائه كان عنده أربع نسوة؛ يجتهدن في جلب أطيب الطيب والتطيب به ويكون رائحته أزكى منهن، حتى فاتحنه بعض الأيام قالوا له: نجتهد بأحسن الطيب وأنت تأتي رائحتك أحسن؛ ما هذا الطيب، قال: ما عندي طيب؛ إلا كنت صغير أيام كنت طفل جاءتني حكة، فحملني أبي إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، قال: فنزع عني ثيابي وبصق ومسحني ببصاقه؛ فمن ذاك اليوم وهذا الريح عندي، أنا لم أستعمل طيب ولا شيء، طول عمره وكان زوجاته يجتهدن يحضرون أحسن الطيب ما يزدن عليه، هو يجي طيبه أحسن، قالوا:٤ الآن من أين هذا الطيب عنده؟ قال: من أيام الصغر من يوم تفَل عليه  ومسحني بريقه والريح عبق فيه ﷺ. قالوا: 

ويوجد منه أحسن طيبٍ ****وإن لم يكن قد تطيب

ومع ذلك يستعمل الطيب تشريعا. 

"وذكر الشيخ الشعرانيوهذا يؤيد من قال من العلماء بطهارة فضلاته ﷺ، ويؤيده تقريره يعني إقراره ﷺ أم أيمن على شرب بوله ﷺ"، وذلك أنها قامت ووجدت الكوز فظنَّته ماء وشربته، في الصباح يقول: يا أم أيمن أخرجي الكوز وارمي ما فيه من البول، قالت: أهو بول يا رسول الله؟ قد شربته، قالت: قمت من الليل كنت عطشة، وشربته- فظنته ماء- وفي أنها لم تشعر بشيء لا في رائحته ولا في طعمه، ظنَّتُه مثل الماء، قال: "إذًا لا توجعك بطنك أبدا"، فما وجعتها بطنها حتى ماتت. 

وقد كان ﷺ كما يقول العلماء بالنسبة للنجاسة أنها عامة في حق الأنبياء وغيرهم، يقول: إنه كان يتنزه من الفضلات بالغسل ﷺ، وقال أهل الفقه: يكره للإنسان أن يخرج الريح أمام الناس، ولكن من سبقه شيء وخرج منه ريح له صوت، فيحرُم على الآخرين أن يضحكوا من ذلك؛ "وكان ﷺ  ينهى عن الضحك من الضرطة ويقول: "لم يضحك أحدكم مما يفعل؟"". 

ويكره أن يقول الإنسان: "أهرقت الماء"، ويقول: "إذا بال أحدكم، فليقل بلت"، ولا يقول أهرقت الماء. وجاء في رواية أبي داود وغيره "إن هذهِ الحشوشُ محتضرةٌ"، فإذا أتى أحدكم الخلاء يقول: "أَعُوذ بك من الخُبُثِ والخَبَائِث". وكذلك ما جاء عن ابن عباس:" كان يكره أن يقول الرجل أهرقت الماء ولكن يقول بلت". وهذا ما أرشد إليه ﷺ؛ لا يعجز أحدكم إذا دخل مرفقه أن يقول: "‏اللَّهُمَّ إني أعُوذُ بِكَ مِنَ الرِّجس النَّجِسِ الخَبِيثِ المُخْبِثِ‏ الشَّيْطانِ الرجِيمِ‏"، شفت هذا الحديث عند ابن ماجه و ذكره الغزالي في كتاب "بداية الهداية"، "‏اللَّهُمَّ إني أعُوذُ بِكَ مِنَ الرِّجس النَّجِسِ الخَبِيثِ المُخْبِثِ‏‏ الشَّيْطانِ الرجِيمِ‏"، يقال: من الرجس النجس، النَجس أو النِجس بكسر النون وإسكان الجيم، رجس النجس، وكذلك يقال له: نَجَس، ويقال: نَجِس إذا فتح النون، فالنْجِس ونَجَس و نَجِس، الخبيث في ذاته المخبث لغيره. 

وكان ينهى عن الاستنجاء من الريح؛ لأنه ليس فيه تلوث ولا فيه نجاسة؛ فيكون وسوسة. وبذلك قال الفقهاء: يكره الاستنجاء من الريح، فالاستنجاء:

  • يكون واجبًا من كل ملوث خارج من أحد السبيلين 
  • ويكون مستحبًا من غير الملوث من الجامد أو مباح 
  • يكون مكروهًا من الريح أن يستنجي من الريح 
  • ويكون حرامًا أن يستنجي بمطعوم أو بعظم حرام 

و يكون مباحًا من الخارج الغير الملوث -من الخارج الجامد الغير ملوث-، وأما كل ملوث فيجب الاستنجاء منه فيكون واجبًا ويكون مستحبًا ويكون مباحًا ويكون حرامًا ويكون مكروها إذا كان من الريح الاستنجاء من الريح؛ فهذا أحكام الاستنجاء.

ملأنا الله بالإيمان واليقين وجعلنا في الهداة المهتدين ورقانا أعلى مراتب علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين، ورزقنا الطهر وجعلنا في عباده الصالحين .. عباده المتطهرين من عباده التوابين، وأثبتنا في ديوان حبيبه الأمين مقتدين به في كل شان وحال وحين، وفرج كروب أمته أجمعين، واجعل العام من أبرك الأعوام علينا وعليهم وعلى جميع عباد الله، مع دفع الشرور وصلاح الأمور وانشراح الصدور ودفع البلايا عنا وعن أهل لا إله إلا الله أجمعين، ويختم بالحسنى وهو راضٍ عنا.

 

بسر الفاتحة

 إلى حضرة النبي محمد اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابة

 الفاتحة

 

الأسـئلـة و الأجوبة: 

س1- بعضهم قال :عندهم كوافي عليها صور لمثال لبعض نعاله ﷺ، فهل يضر دخولها الخلاء؟ هل يضر دخوله فيها الخلاء؟ 

ج1-إذا لم يقصد بذلك شيء من التقصد والإهانة، فما فيها اسم لو فيها اسم أو فيها شيء معظم؛ لأن النعلين يدخل بهم إلى الخلاء فما يكون في ذلك شيء، وإن خلعها ووجد ساتر للرأس وغيرها، فهذا من باب زيادة الأدب؛ وإلا فلا إشكال في دخولها الخلاء.

تاريخ النشر الهجري

14 مُحرَّم 1445

تاريخ النشر الميلادي

31 يوليو 2023

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

الأقسام