(370)
(606)
(339)
(535)
شرح العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ على كتاب الموطأ لإمام دار الهجرة الإمام مالك بن أنس الأصبحي، برواية الإمام يحيى بن يحيى الليثي، كتاب الجامع، باب مَا جَاءَ فِي تَحْرِيمِ الْمَدِينَةِ.
فجر الثلاثاء 26 جمادى الأولى 1444هـ.
باب مَا جَاءَ فِي تَحْرِيمِ الْمَدِينَةِ
2621 - حَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ طَلَعَ لَهُ أُحُدٌ فَقَالَ: "هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ، اللَّهُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ حَرَّمَ مَكَّةَ، وَأَنَا أُحَرِّمُ مَا بَيْنَ لاَبَتَيْهَا".
2622 - وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: لَوْ رَأَيْتُ الظِّبَاءَ بِالْمَدِينَةِ تَرْتَعُ مَا ذَعَرْتُهَا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "مَا بَيْنَ لاَبَتَيْهَا حَرَامٌ".
2623 - وَحَدَّثَنِي مَالِكٌ، عَنْ يُونُسَ بْنِ يُوسُفَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أبِي أَيُّوبَ الأَنْصَاري: أَنَّهُ وَجَدَ غِلْمَاناً قَدْ أَلْجَؤُوا ثَعْلَباً إِلَى زَاوِيَةٍ، فَطَرَدَهُمْ عَنْهُ.
قَالَ مَالِكٌ: لاَ أَعْلَمُ إِلاَّ أَنَّهُ قَال: أَفِي حَرَمِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يُصْنَعُ هَذَا.
2624 - وَحَدَّثَنِي يَحْيَى، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ رَجُلٍ قَالَ: دَخَلَ عَلَيَّ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَأَنَا بِالأَسْوَافِ قَدِ اصْطَدْتُ نُهَساً، فَأَخَذَهُ مِنْ يَدِى فَأَرْسَلَهُ.
الحمد لله مُكرمنا برسوله الذي اختصّه بفضله الكبير وفضله العظيم، صلى الله وسلم وبارك وكرّم عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، وعلى آله وصحبه ومَن ثبَتَ على منهاجه القويم، واقتدى به في صراطه المستقيم، وعلى آبائه وإخوانه من الأنبياء والمرسلين ذوي المكانة العالية والقدر الفخيم، وعلى آلهم وصحبهم وتابعيهم، والملائكة المقربين، وجميع عباد الله الصالحين وعلينا معهم وفيهم إنه أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين.
وبعدُ،
يواصل سيدنا الإمام مالك -عليه رحمة الله- ذكر الأحاديث المتعلقة بالمدينة المنورة، زادها الله شرفًا وكرامة، وذكر في هذا الباب "مَا جَاءَ فِي تَحْرِيمِ الْمَدِينَةِ." وأنَّ ما بين لابَتَيها من عَيرٍ إلى ثَور، -جبلان محيطان بالمدينة المنورة- حَرَمٌ عند جمهور أهل العلم، وبه قال الأئمة الثلاثة: سيدُنا مالكٌ والشافعي وأحمد بن حنبل، عليهم رحمة الله تبارك وتعالى.
وما رأى الإمامُ أبو حنيفة بحرمة ما يتعلقُ بتحريم قطع الأشجار، أو الصيدِ في بقعة المدينة المنورة.
وجمهورُ الذين قالوا: بأنه حَرَمٌ، كما جاءت به النصوص عن سيدنا علي بن أبي طالبٍ أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال: "المدينةُ حَرَمٌ ما بين ثَورٍ إلى عَير" رواه البخاري ومسلم وغيرهما. قالوا: أنه بقي أن الفدية مختصةٌ بحَرَم مكة، مَن قطع شجرةٍ صغيرةٍ أو كبيرةٍ، عليه مثلُها من النعَم أو ما يُشابهها، ومن قتلَ كذلك شيئًا من الصيد، فعليه ما يشابهُه ويماثلُه من النعم، هذا في حرم مكة المكرمة، وليس ذلك في حرم المدينة.
يقول عليه رحمة الله تبارك وتعالى: "مَا جَاءَ فِي تَحْرِيمِ الْمَدِينَةِ"؛ ما بين اللابَتَيْن، اللابَة: الحَرّةُ فيها أحجارٌ سود، "فمَا بَيْنَ لاَبَتَيْهَا حَرَامٌ".
وجاء عن أبي هريرة في صحيح مسلم: أن رسول الله ﷺ جعل حول المدينة اثنَى عشر ميلاً حِمى. وجاء أيضًا في الأخبار: أن من اعتدى في حرم المدينة على شيءٍ من الصيد، أو قطع الشجر بغير حاجةٍ، أنه يجوز أن يُسلَبَ؛ أن يُؤخذ سلبه، أي متاعه.
وهكذا جاء عن عامر بن سعيد: أن سعدًا ركب إلى قصره بالعقيق، فوجدَ عبدًا يقطع شجرًا أو يخبِطُه فسَلَبه؛ أخذ ما يَقطَع به، فلما رجع سعدٌ، جاء أهلُ العبد فكلموه أن يردَّ على غلامهم ويرد عليهم، قال: معاذ الله أن أردَّ شيئاً نَفَلَنيه رسول الله ﷺ وقال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "من أخذ أحدًا يَصيدُ فيه فليَسْلُبه" رواه أبو داود. وهكذا جاء في صحيح مسلمٍ امتناعُ سيدِنا سعدٍ أن يرد إلى هذا، وجاء أيضاً عند أبي داود رواية سعدٍ عن النبي ﷺ "مَن أخذَ أحدًا يَصيدـ فيه -يعني حرم المدينة- فليَسلُبهُ"؛ يأخذ سلبه.
فعلى هذا القول يُباحُ لمن وَجَد آخذَ الصيد أو قاتلَه أو قاطعَ الشجر في المدينة، سلْبُهُ وأخذ ما معه، نعم إن كان على دابةٍ لم يملك أخذها، معلوم هذا ما له حق يأخذها.
فإذًا؛ يُفارق حرمُ المدينة حرمَ مكة:
للمساندِ والوسائد والرَّحل، لما جاء في الخبر، وكذلك من حشيشِها ما تدعو الحاجة إليه للعلف، كما جاء في مسند الإمام أحمد: عن سيدنا جابر رضي الله عن النبي ﷺ لمّا حرَّمَ المدينة، قالوا: يا رسول الله إنا أصحابُ عَملٍ وأصحاب نَضْحٍ، وإنا لا نستطيعُ أرضًا غيرَ أرضِنا، فرَخَّص لنا قال: "القائمتان والوسادةُ والعارضةُ والمَسنَدُ، فأما غيرُ ذلك فلا يُعضَدُ ولا يُخبَطُ منها شيءٌ. فرخّص لهم في ذلك.
وفي الحديث أيضًا: "المدينةُ حرامٌ.. إلا أن يَعْلفَ رجلٌ بعيرَه"، وجاء في روايةٍ عن سيدنا جابرٍ أن النبي ﷺ قال: "لا يُخبَطُ ولا يُعضَدُ حِمى رسول الله ﷺ، ولكن يُهَشُّّ هشّاً رفيقا". والمدينةُ يَقرُب منها شجر وزرع، ولو مُنِعَ من احتشاشِه مع الحاجة إليه أفضى إلى الضرر، خلافَ مكةَ، أرضٌ غير ذات زرع.
يقول الإمام أحمد: لم يلزمْهُ إرسالُه، بخلاف إذا أدخلَه إلى حرم مكة، وقال: أنه ﷺ كان يقول لأبي عمير: "يا أبا عُمَير ما فعَل النُّغَير" وهو من جملة الصيد، فظاهر هذا أنه أباحَ إمساكَه بالمدينة، إذ لم يُنكِر ذلك.
لا شيءَ من هذا في حرم المدينة، لا يأتي شيء من ذلك، ولكن في حرم مكة ينبغي أن لا يدخلَه الداخلُ إلا وهو محرِم.
يقول: "عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ طَلَعَ لَهُ أُحُدٌ"، يعني: ظهر وبدا له لما أقبل من السفر، "طَلَعَ لَهُ أُحُدٌ" وقت رجوعه من خيبر، يقول سيدنا أنس: خرجت مع النبي ﷺ إلى خيبرَ أخدمُه، فلما قدم راجعًا وبدا له أحُدٌ، قَالَ: "هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ"، "هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ" اللهم صلِّ عليه وعلى آله. وجاء أيضًا أنه قال لهم ذلك لما رجع من تبوك، وأشرفَ على المدينة، وقال: "هذه طابة" فلما رأَوا أُحُدًا قال: "هذا جبلٌ يحبّنا ونحبه"، وكأنه بمجموع الرواية تكرر منه هذا القول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
وبهذا اشتُهِر أن جبل أُحُدٍ من جبال الجنة، "جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ"، وبخلاف الجبل المقابل يقال له: جبل عَير.
وفيه: أن الله تبارك وتعالى يَجعلُ في الجمادات من المدارك والشعور ما يليقُ بها، وأنها تُحبُّ وتُبغض، وحتى جاءنا في الأخبار أن تارك الصلاة من المسلمين، يُبغضُه ثوبُه الذي يلبسُه ولقمتُه التي يأكلها، ويقولان: تأكلُ رزقَ الله وتضيِّع فرائضَه يا عدو الله! لولا أن سخّرنا الله لك لفرَرنا منك.
وهكذا قال الحق تعالى لمّا هلك فرعون وقومه: (فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأرْضُ) [الدخان:29]. قال سيدنا علي: إذا مات ابن آدم بكى عليه موضعان: موضعٌ في الأرض وموضعٌ في السماء، أما موضعه في الأرض فَمُصلّاه، محلُّ سجوده، وأما موضعُه في السماء فمَصعَد عمله.
وجاء أنه ﷺ خاطبَ جبل أحدٍ لما اضطرب مرة، كان طلع عليه ومعه سيدنا أبو بكرٍ وعمر وعثمان، ولمّا اضطرب الجبل قال: "اسكُن أُحُد فإنما عليك نبيّ أو صدّيقٌ أو شهيد"؛ فكان هو النبي، والصدّيق أبو بكر، والشهيد عمر وعثمان، ما شاء الله.
وجاء عن أنسٍ يقول: فإذا جئتموه فكلوا من شجرِه ولو من عَضاهِه"، الشجرٌ عظيمٌ ذا شوك؛عضاه، قال: خذوا شيئُا منها، يقصد سيدنا أنس -رضي الله عنه- أنه بركة،.
.يقول ﷺ "اللَّهُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ -عليه السلام- حَرَّمَ مَكَّةَ"؛ ومعناه أكَّدَ التحريمَ الذي حرَّمه اللهُ -تبارك وتعالى- في مكة، وقام بحقّه وورَّث ذلك لأولاده ومَن آمن به، جمعًا بينه وبين رواية: أن مكةَ حرَّمها اللهُ ولم يحرِّمْها الناس. ولكن إبراهيم أوكلَ الله إليه بناءَ البيت، وبنى وأتمَّ وأعاد الحُرمةَ إلى مكة، وقام بحقّ تحريمها، وعهِدَ بذلك إلى ولده ومَن آمن به، فنُسب إليه.
قال ﷺ: "وَأَنَا أُحَرِّمُ مَا بَيْنَ لاَبَتَيْهَا"؛ أي: حرَّتيها، الحرةُ التي كان ينزلُ بها الحجاج إذا جاؤوا، والأخرى مقابلتُها من الناحية الثانية، شرقي المدينة المنورة.
ويروي لنا بعد ذلك حديث: " أبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: لَوْ رَأَيْتُ الظِّبَاءَ بِالْمَدِينَةِ تَرْتَعُ مَا ذَعَرْتُهَا"، "لَوْ رَأَيْتُ الظِّبَاءَ" جمع ظبيٍ "بِالْمَدِينَةِ تَرْتَعُ"؛ يعني: تسعى وترعى، "مَا ذَعَرْتُهَا"؛ أي: ما أفزعتها ونفّرتها، يعني ما قصدتُ أخذها فأخفتها، كنّى أنه لا يجوز صيدُها.
جاء عن ابن عباس عنه ﷺ: "إن الله حرَّم مكةَ لا يُخْتلى خَلاها ولا يُنَفَّر صيدُها"؛ يعني: ما ينحّيه من الظلِّ، ولا يزعجه؛ لأنه في حرم الله تبارك وتعالى، "قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: مَا بَيْنَ لاَبَتَيْهَا حَرَامٌ" اللابة الشرقية واللابة الغربية، ويتصلّان كلٌ منهما بالجانب الجنوبي والجانب الشمالي، فجميعُ ما هو داخل ذلك، داخلٌ في الحرم.
يقول أبو هريرة أيضًا: "حرَّم رسولُ الله ﷺ ما بين لابتَي المدينة، فلو وجدتُ الظباءَ ما بين لابتيها ما ذَعَرتُها، وجعلَ اثني عشر ميلاً حول المدينة حِمى" رواه الإمام مسلم.
ثم ذكر لنا حديث أبِي أَيُّوبَ الأَنْصَاري: "أَنَّهُ وَجَدَ غِلْمَاناً قَدْ أَلْجَؤُوا ثَعْلَباً إِلَى زَاوِيَةٍ، فَطَرَدَهُمْ" يعني: اضطروا ثعلب وضايقوه إلى أن وصلوا إلى زاويةٍ، ناحيةٍ من نواح المدينة، لعلهم يريدون اصطياده، "فَطَرَدَهُمْ" أي: فدفع أبو أيوب الغلمان "عَنْهُ" يعني: أنه لا يجوز لكم تصيدوا في المدينة المنورة.
"قَالَ مَالِكٌ: لاَ أَعْلَمُ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ: أَفِي حَرَمِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ يُصْنَعُ هَذَا"؛ أي: لا يجوز لكم أن تنفرّوا الصيد في حرم زين الوجود صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
"قَالَ: دَخَلَ عَلَيَّ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَأَنَا بِالأَسْوَافِ"، موضعٌ ببعض أطراف المدينة، هذا بين الحرّتين، "قَدِ اصْطَدْتُ نُهَساً"؛ طائرٌ يقال له: نُهَس يشبه الصُرَد، يحركُ رأسه وذَنَبَه دائمًا، وهو يصطاد العصافير -هذا النُّهس- "فَأَخَذَهُ مِنْ يَدِى فَأَرْسَلَهُ" العصفور قالوا يشبه القنبرة، هذا العصفور طائرٌ غير ملمّع، ودائمًا يحركُ ذنبه ورأسه، "فَأَخَذَهُ مِنْ يَدِى فَأَرْسَلَهُ". جاء في رواية البيهقي قال: "فعَركَ أذُني ثم قال: خلِّ سبيلَه". وهكذا جاء عن شرحبيل يقول: أخذت نـهَسًا بالأسواف، فأخذَه مني زيدُ بن ثابت، فأرسله ، وقال: أما علمتَ أن رسول الله ﷺ حرَّمَ ما بين لابتيها؟
وهكذا جاء في رواية عن شرحبيل بن سعد يقول: أتانا زيد ابن ثابت ونحن في حائطٍ لنا، ومعنا فخاخٌ ننصب بها، فصاح بنا وطردنا، وقال: ألم تعلموا أن رسولَ الله ﷺ حرّم صيدَها؟ وهكذا جاء في روايةٍ أخرى يقول سيدنا زيد بن ثابت: ورأى مع شرحبيل طيرًا اصطاده، قال: فلطم قفايا، وأرسله من يدي، وقال: أما علمتَ يا عدوَّ نفسك أن رسول الله ﷺ حرَّم ما بين لابتَيها؟ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
وهكذا يقول سيدُنا ثمامةُ بن أثال لما أسلم: ما كان بلدٌ أبغضَ إلي من بلدك، فقد أصبح بلدُك أحبَّ البلاد كلها إليّ. وقالوا للذي تعلّق بمحبة مخلوقٍ، إنسانٍ مثله، اهتز لما رأى كلباً أسود، قالوا له: ما لك؟ قال: كنت يومًا في حي ليلى فرأيتُ في حيّها كلب أسود، فكلما رأيت كلبًا أسودًا اهتزّ لذلك، لمّا رأيته في حيّها!… فكيف بمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟.. لذا قال الحبيب علي:
حِبْ طيبة ومَن هم وسَط طيبة يَحلُّون *** واعشق القاعَ لي سادتي فيها يَسيرون
قال: فقد أصبح بلدُك أحبُ البلاد كلها إلي.
وبذلك عاش المؤلف الإمام مالكٌ في المدينة، لا يمشي إلا حافيًا ولا يركب، ويقول: أستحي أن أطأَ بحافرِ دابةٍ تُربةً تردّد فيها جبريل بالوحي على رسول الله ﷺ، ومشى فيها رسول الله، وفيها مدفنُه وقبرُه الشريف، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. ولذا قال صاحب المحبّة:
فيا ساكني أكنافَ طيبةَ كلُكُم *** إلى القلب من أجل الحبيب حبيبُ
ولمّا قدِمَ وفدُ المدينة على سيدنا عمر بن عبد العزيز، أكرمَ قِراهم ونُزُلهم وضاعف جوائزهم، لأنهم أهلُ مدينة رسول الله ﷺ.
رزقنا الله حسن متابعته وكمال محبّته، وحشرنا في زمرته، ورَزَقنا الاقتداء به والسير في سيرته في عافية، بسِرّ الفاتحة إلى حضرة النبي ﷺ.
27 جمادى الأول 1444