(535)
(363)
(339)
يواصل الحبيب عمر بن حفيظ تفسير قصار السور، موضحا معاني الكلمات ومدلولاتها والدروس المستفادة من الآيات الكريمة، ضمن دروسه الرمضانية في تفسير جزء عم من العام 1437هـ.
﷽
(كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (7) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ (8) وكِتَٰبٞ مَّرۡقُومٞ (9) وَيۡلٞ يَوۡمَئِذٖ لِّلۡمُكَذِّبِينَ (10) ٱلَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوۡمِ ٱلدِّينِ (11) وَمَا يُكَذِّبُ بِهِۦٓ إِلَّا كُلُّ مُعۡتَدٍ أَثِيمٍ (12) إِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِ ءَايَٰتُنَا قَالَ أَسَٰطِيرُٱلۡأَوَّلِينَ (13) كَلَّاۖ بَلۡۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ (14))
الحمد لله الذي أبقى لنا في الموسم خاتمته، وفيها مزيدٌ مِنْ عِنايته ورعايتهِ تعالى، فالله يُغنّمنا خاتمة الشهر الكريم، وقد أقبلَت علينا أيامُ عشرهِ الأواخر بما فيها مِنْ غيثٍ ماطر، وجودٍ للكريم الفاطر، فلله الحمد رب السماوات ورب الأرض رب العالمين، وله الكبرياء فى السماوات والأرض، وهو العزيز الحكيم.
نسألهُ أَنْ يُصلِيَ ويُسَلِمَ على الذي فتح لنا به أبواب الخير والمِنح، وجاد علينا بواسطته بجودٍ منه -سبحانه وتعالى- لم يزل به يسمح، محمد بن عبدالله الرّحمة المهداة، والنّعمة المسداة، أدِم يا ربِّ صلواتك وتسليماتك عليه في كل حين ونفَس، وعلى آله المطهرين عن الأرجاس وأصحابهِ الصادقين الأكياس، وعلى مَنْ تبعهم واقتدى بهم مِنْ خِيار الناس، وعلى أبائه وإخوانه مِنْ الأنبياء والمرسلين، وعلى آلهم وصحبهم، وعلى ملائكتك المقربين، وعلى جميع عبادك الصالح وعلينا معهم وفيهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
أما بعد،،،
فإننا في تَوجُّهنا إلى الله، وتَلقّينا لفائضات فضله، وطيبات وصلِه، بتدبُّر الآيات التي أنزلها على خاتم رسله، والسُّوَر التي جاءت في القرآن العظيم، الذي أعرب الحق ورسوله عن عظيم فضله، وصلنا إلى التدبّر والتأمل في سورة المطففين، انتهينا إلى قوله تعالى: (كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (7) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ (8))، ويقول: (كِتَابٌ مَرْقُومٌ (9)) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (10)).
(كَلاَّ..(7)) تكرّرت كثيراً في القرآن وتحمل المعنيين:
(إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ)؛ وهم الذين فَجَروا بتكذيب الحق ورسوله ﷺ. (كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ)، لِمَ سُمُّوا فُجار؟ لميْلِهم إلى الفُجور، وخروجهم عن الفطرة والحكمة والتَّكرِمَة؛ التي كرم الله بها الإنسان، فهو يخرُج منها، وينفجِر عنها إلى السوء، فخلق الله الإنسان؛ ليُكرِمه، وجعل لهُ الفطرة السليمة، (فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عليها) [الروم:30]، وهذا يأتي يجحد ويُعاند ويُخالف! انفجر:
(كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ) -جمع فاجر- (لَفِي سِجِّينٍ)، (كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ(7))،
(كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (7) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ (8))؛ تعظيمٌ لشأنِ سجّين في سقوطها وشرِّها وضُرّها وفسادِها وخطرِها.
(وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ)، كتاب الفُجار في سجين؛ مكان متعلّق بالنار،
(كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ)، ويذكرُ بعض أهل العلم أنَّ مِنْ مواضع البرزخ (عليين وسجين)؛ وفيها تجتمِع الأرواح:
ولكل من هذه الأرواح وهذه الأرواح؛ نوع تعلُّقٍ بالمكان التي قُبرت فيهِ؛ ومِنْ هنا كان القبر:
اللهم اجعل قبورنا رياضاً مِنْ رياض جَنَّتك.
(كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (7) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ (8))؛ هذا الكتاب الذي هو كتاب الفجار، (كِتَابٌ مَرْقُومٌ (9))؛
فهي علامة الساقطين، والهابطين، والفاسقين؛ هذا كتاب الفجار..!
كما أنَّ كتاب الأبرار (لَفِي عِلِّيِّينَ (18) وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ (19) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (20))، كتابٌ معلوم، إذاً فيه علامة الرِّفعة والشرف والكرامة،
(أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ) [الجاثية:21]، لا المحيا سواء، ولا الممات سواء، هذا على حقيقة (إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ) [الانعام:162] وهذا محياه ومماته لِشروره، وشهواته، ونفسه، وللدنيا، وللساقطين، وللكفار، وللأصنام، كيف يكونوا سواء؟! ما يكونوا سواء!! لا مَحياهم سواء، ولا مماتهم سواء.
(أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ) [ص:28]؛ لا يُمْكِن!! (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) [ص:29].
(كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ(7))، ففُجّار وقتنا، ومَنْ قبلَهم مِنْ الفجار؛ كُلهم كتابهم في هذا الموطن، وفي هذا المعنى.. في سُفُل، في انحطاط، في سجن، وحبس، هذا كتابهم. وفي كتابهم: أفكارهم الموجودة الآن التي يفكّرون فيها، ومشاريعهم التي يقومون بها في الحياة؛ كل هذا موجود في سجين، هم وأعمالهم كلها؛ في سجين.
(كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ (7) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ (8) كِتَابٌ مَرْقُومٌ (9))؛ مثبوتٌ، واضحٌ، بَيِّن؛ فيه أحوالهم وشؤونهم وأعمالهم وأفكارهم ومُرداتهم ومقاصدهم ومرجعهم وعاقبتهم.
(كِتَابٌ مَرْقُومٌ (9) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ (10)) يوم الرجوع إلى الرَّبّ -يوم البعث- (أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (4)). هذا اليوم (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ) يوم البعث، في اليوم العظيم:
فلا يَغُرَّك أنَّ لهم ألقاب في الدنيا يُسَمّون بها، يسمَّوَن بها؛ يسمى بروفسور، وإنْ سموه خبير، وإنْ سموه مخترع، وإنْ سموه عبقري، وإنْ سموه متحرر، وإنْ سموه قائد، وإنْ سموه وزير، وإنْ سموه رئيس، وإنْ سموه رجل مخابرات، يسمونه ما يسمونه؛ هذا خاسر هالك، ساقط هابط، كُل مَنْ كذّب، يا ويل لهم..! فلا يغرك أسماءهم، ولا ألقابهم ممن يضحكون بها على كثير مِنْ الناس.
لكن المؤمن إذا وُفِق؛ هو أعقل وأكبر مِنْ أنْ يُضحك عليه بهذه المسميات والإعتبارات والزخارف.. لعبوا بها، صلّحوا مِنْ شأنها ثورات، ولعبوا بها على مسار المسلمين، على عقلياتهم وعلى عقولهم، وما هي شيء -ما هي والله شيء- وليست بشيء..! وفي ذلك حذّرنا الله أنْ نغتر بهم، يقول سبحانه وتعالى: (لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلادِ مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ) [ص:29].
إعرف الحقيقة لا تغتر، إن أتوا لك بألقاب وأسماء، وقالوا عملْنا، وعندنا، وماذا، وعلى ماذا، أين بدايتهم؟ و أين نهايتهم؟ ماهي عاقبتهم؟ اعقل؛ انت مؤمن
فهم أحرى وأولى أنْ يشبّهوا بجهال -أنْ يسمّوا جهال، أنْ يسمّوا ساقطين، أنْ يسمّوا سفهاء- أنت علمت، مَنْ إلٰهك، ومَنْ خلقك، لماذا خلقك، وإلى أين تصير؛ أنت أحرى أنْ تسمى عاقل، أنْ تسمى مُدرِك، أنْ تسمى مُتحرّر، أنْ تسمى مُنَوَّر، أنْ تسمى مُتقدّم، أنت أحرى بذلك.. غرُّوك بالألقاب هذه جاءوا بها للسقوط ، تريد تسقط معهم؟! لا يغرنّك.
(وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (10))، وقد كرّر الله هذه الكلمة -في سورة المرسلات- يقول سبحانه وتعالى: (أَلَمْ نُهْلِكِ الأَوَّلِينَ * ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الآخِرِينَ * كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ) [المرسلات:16-19].
يقول سبحانه وتعالى: (لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ * لِيَوْمِ الْفَصْلِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ) [المرسلات:12-14] يوم الحُكم الأكبر؛ الذي يفصل في القضايا بين الناس أجمعين، في كل خلاف، ينتهي لم يعد هناك خلاف، أمر واضح للكل.
أين هذا يوم الفصل؟ يوم الفصل لا يأتي في الدنيا..! هذه أراء وأفكار، ومحاكم أشبه بملاعب موجودة كثيرة، لكن يوم الحُكم ويوم الفصل، الكل يُقرّ، الكل يوقن، الكل يخضع. يوم الفصل؛ يفصل بين عباده فيما كانوا فيه يختلفون، (وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ) [المرسلات:14-15]. وبعد ذلك يقول: (أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاء مَّهِينٍ)، كيفية نشأتكم ووجودكم: (فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ)، متعجّبون الآن في مُكْنة الرحم، لمّا ينطبق على النطفة؛ مايتأتى خروج شيء، ولا دخول شيء؛ قرار مكين: (إِلَى قَدَرٍ مَّعْلُومٍ * فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِين)، فرجع إلى خلق الوجود (أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ كِفَاتًا * أَحْيَاء وَأَمْوَاتًا * وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاء فُرَاتًا) [المرسلات:21-27].
كلها آيات دلالات تدلُّ على:
(وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (28)) فيقال لهم في ذلك اليوم: (انطَلِقُوا إِلَى مَا كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ * انطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ * لا ظَلِيلٍ وَلا يُغْنِي مِنَ اللَّهَبِ)-نار- (إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْر) [المرسلات:29-33]، الشرارة: مثل القصر، الشرارة: مثل القصر.. شرارة مِنْ نار جهنم لو أُخرِجَت إلى الدنيا في المغرب؛ لوجِد حرارتها بالمشرق! -أجارنا الله منها- .
يقولُ: (إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ * كَأَنَّهُ جِمَالَتٌ صُفْرٌ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ * هَذَا يَوْمُ لا يَنطِقُونَ * وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ * هَٰذَا يَوْمُ الْفَصْلِ ۖ جَمَعْنَاكُمْ وَالْأَوَّلِينَ (38)) [المرسلات:33-38]، الكل انتهوا، من تريدون؟
كلهم هنا، وحُكم واحد..؛ الله الله..
(هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ) [يس:52]، بقية الأحكام كلها انتهت، والكلام الطويل العريض هذا في الدنيا أووووو..! انتهى، ذهب هباء منثور، لم يعد في شيء.. كم مذاهب ظهرت؟! وكم طرق؟! وكم مبادئ؟! وكم مِلَل؟! كلها باطل.. باطل.. باطل؛ لايوجد إلاَّ الرسل فقط، الرسل وما جاؤا به، ومَنْ تبعهم، الباقي كله باطل.. باطل.. باطل، ضلال.
قل: أين الذين يتجمّعون على الباطل؟! يَسُبّ بعضهم بعضا، يلعن بعضهم بعضا، لا يرجعون إلا الى رأسهم: إبليس، أنت السبب؛ (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ) [ابراهيم: 22]، فصِل، وقد حصل، انتهى كل شيء، أنا كذّاب؛ يقول الخبيث الشيطان: إنه هو كذّاب، وربي صادق، والرسل صادقين، وأنا كذّاب.. كلهم خانوا، وأنا وإياكم، كلنا كذّابين، أنا وإياكم معًا إلى النار سواء سواء (إنَّ الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فاخلفتوا موعدي)؛ (يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ۖ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا) [النساء:120]، (وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ)، من قال لكم تتبعوني؟ لماذا تتّبعوني؟ أمامكم رسل وأنبياء، لماذا لم تتبعونهم؟!
يقول تعالى: (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (10))، كرّرها، أنظر؛ كثير..فيا شقوة المكذّبين، يا شقوة المكذّبين:
آمنا وصدّقنا بذلك اليوم، فارزقنا كمال الإيمان يا رب.
تسْمعونهم في الختم في ليالي رمضان يسألون الله إيمان، كإيمان حارثة بيوم البعث والنشور، كإيمان حارثة.. حارثة بن النعمان هذا -أحد الصحابة استشهد في بدر- وهو ابن ثمانية عشر سنة، شاب ماعنده طيش، ماعنده خَبل، ما عنده خُبث، ما عنده ميل إلى السوء، لمّا قابله النبي في بعض الأيام، رأى على وجهه أثر النوم. يقول: "كيف أصبحت يا حارثة؟" ، قال: أصبحتُ مؤمناً بالله حقا"، أصبحت مؤمن. قال: "إنَّ لكل قول حقيقة، فانظر ما تقول؟ ما حقيقة قولك؟" ما حقيقة إيمانك؟ وأين علامتك؟ "كيف أصبحت مؤمن حقا؟ قال: "أصبحت كأني أرى عرش ربي بارزًا، وكأني انظر أهل الجنة يتنعمون فيها، وأسمع أهل النار يتعاوون فيها؛ يصيحون، وعزفت نفسي عن الدنيا، فاستوى عندي ذهبها ومدرها"؛ هذا حقيقة الإيمان عنده، "عبدٌ نوَّر الله قلبه، عرفتَ فالزم"، قال: ادعُ الله أنْ يرزقني الشهادة في سبيله، قال: "اللهم ارزق حارثة الشهادة في سبيلك".
ثم خرج مع أهل بدر، ابن ثمانية عشر سنة، وهو وحيد أمه -ليس لها إبن ولا بنت إلاَّ حارثة- كان مِنْ الأربعة عشر الذين استشهدوا في بدر، جاءهُ سهم مِنْ المشركين وقتل. في البخاري: "رجع النبي إلى المدينة، أقبلت أم حارثة: يا رسول الله أين إبني؟ قال: استشهد في سبيل الله، قالت:أخبرني أين إبني؟ قال: استشهد في سبيل الله -في بعض الروايات- احتسبيه عند الله. قالت: لست عن هذا أسألك، أخبرني أين إبني؟ أنت تعلم منزلة حارثة مني، وأنه ليس لي من الولد غيره، فأخبرني إنْ كان في الجنة؛ صبرت، وإنْ كان غير ذلك؛ لترينَّ ما أصنع. قال: "ويحك يا أم حارثة! إنها ليست جنةٌ واحدة، وإنَّ إبنك أصاب الفردوس الأعلى، إنَّ إبنك أصاب الفردوس"، فاطمئن قلب أمه. إبن ثمان عشر سنة! قُتل في سبيل الله، مؤمن حق.
(وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (10)) يا ويلهم هؤلاء، ولن يغني عنهم شيء؛ لا مِنْ أموالهم، ولا مِنْ أولادهم، ولا مِنْ حكوماتهم، ولا مِنْ أحزابهم مايغنى عنهم شيء، فهؤلاء يُرثىٰ لهم.
(وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (10) الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (11))، يوم الجزاء، الدين: الجزاء والمحاسبة، يُعطى كل واحد جزاءه (الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (11))، قال الله: (وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلاَّ كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12)) معتدٍ:
أثيم: كثير الإثم، يعني تعمّق في الإثم الذي يوصِل إلى الهلاك، ويوصِل إلى شديد العذاب.
(يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (11)) يُنكِر أمر هو علامة عليه، هو هو وخَلْقُه علامة عليه، والأرض علامة عليه، والسماء علامة؛ إنه حق.
كل هذا ليس بكافي؟! كل هذا دليل علامة؛
(إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا (17)) ما نؤخره إلاَّ لأجل معدود، الأجل المعدود، إذا جاء للناس؛ كلهم سيصِلون إليه؛ مؤمِنْ أو كافر، وكلهم سواء.. بعد ذلك يرَون بأعينهم "هذا ما كنتم به تكذبون" هذا الذي كنتم تكذبون به معشر الكفرة.
الحمد لله على نعمة الإيمان، نسأل الله أنْ يزيدنا إيمانا؛ وهو كما سمعنا مِنْ أعظم العطايا:
قال ماذا؟ أصبحتُ كأني أرى عرش ربي بارزاً، -وكأني أنظر أهل الجنة يقول- يتنعمون فيها، وكأني أسمع أهل النار يتعاوون، يصيحون، سيدنا حارثة كان يسمع الغيب؛ كأنه شهادة! -رضي الله عنه- .
على بساط العلم والعبادة *** والغيب عندي صار كالشهادة
هذا لعمري منتهى السعادة *** سبحان ربي من رجاه ما خاب
الله أكبر..!
قال: (وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ) [البقرة:4] يوقنون، (إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا * وَنَرَاهُ قَرِيبًا * يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاء كَالْمُهْلِ * وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ) [المعارج:6-9]، لا إله إلاَّ الله القوي، مالك الملك ومن بيده الأمر كله.
(وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ) -بيوم الجزاء والحساب- (إِلاَّ كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا) -يسمعُ القرآن واضح بَيِنْ- (قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ (13)) مكتوبات السابقين:
قال تعالى: (أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا)، (رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا * لَّكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ)، (لَّكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ) [النساء:165-166] أنزلهُ بعلمهِ سبحانه، وبهذا يُتحدى به آل الشرق، آل الغرب، آل الفضاء، آل الجو، آل الجيولوجيا، آل الأرض؛ يتحداهم بذلك الكتاب..! هل في شيء مما اكتشفوه يخالف هذا الكتاب؟ لايوجد شيء.
هل فيه دلالات لِما اكتشفوا هم الآن؟ نعم هناك دلالات موجودة:
ألف وأربعمئة سنة؛ لا يزال هو الذي يُصلِح العباد! وكل ما فيه تكلم عن السماء، تكلم عن البحار، تكلم عن الأجنّة،..
اكتشِفوا لما تشبعوا، هو هو ذلك الكلام؛ مايرجع إلاَّ لهذا الكلام.. هيا اكتشفوا لما تشبعوا، تقدروا تبْطلوا؟! (ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ) [المؤمنون:13]، (إِلَى قَدَرٍ مَّعْلُومٍ)، لما تقدرون، يقول:
فهذا الكلام قال به قبل ألف وأربعمئة سنة، لايوجد فيه اكتشافات، لم يكن في تلسكوبات، لا أحد يعرف الأجنة، هيا اكتشفوا، تقدرون تتحدون هذا؟ أو هو يتحداكم؟ هو يتحداكم.. هو يتحداكم:
(وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى) [النجم: 3-4] ﷺ.
نسألكم، هاتوا لنا المرجع الذي دينكم يرجع إليه، أنتم بأي دين كنتم؟! ولو ملحدين، أعطوا لنا شيء مِنْ كلامهم قبل ألف وأربعمئة سنة، سنحذف أربعمئة؛ قبل ألف سنة فقط، أعطونا شيء من كلامهم لنرى، هل يتناسب مع العصر؟هم لايدرون ماذا قالوا من قبل!! لا يعرفون إلاَّ إنْ كان إنكار فقط بالآخرة، فقط هو ذلك، ليس عندهم كلام، مرجعياتهم قبل ألف سنة، أين؟
حتى الملحدين، أين مرجعياتهم؟ قبل ألف سنة، ماذا قالوا عن الأرض؟ ماذا قالوا عن الكون؟ يأتي كلام ساقط، وهابط، وهم ما حفظوا شيء منه، وكلّه تلاشى وذهب، لكن انظروا الى هذا الذي نخاطبكم به، بكل مَنْ فيكم مِنْ مكتشف، مِنْ مخترع.. تعال أنا أخاطبك (بكلام ربي):
ولا أحد يقدر يأتي بمثله -سبحان الله- معجزة محمدﷺ معجزة باقية…
يقول: (وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلاَّ كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (12) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ (13)) كلا، ما هذه أسطورة.! إذاً فالناس يتكلمون بكلام فارغ، ويتخذونه بعد ذلك، مبدأ ومنهج ومذهب، وهو كلام فارغ باطل؛ فلهذا، فنتعجب حتى فيما يمجِّدونه اليوم من الرأي العام كما يسمُّونه، ماذا يعني هذا؟! كلام الناس، كثير منه باطل وفاسد وإن قالوه كلهم، ما به اعتبار، ولا هو حجة، فكثير منهم كلما بُعث نبي أو رسول؛ يقولون: ساحر، مجنون، هل توجد حجة؟! هذا الرأي العام عندهم.
الواقع أنَّ هؤلاء بعيدين عن السِّحر، فماذا ينفع أنَّ الرأي العام قال: ساحر، مجنون؟!! وهو بعيد عن الجنون، بل مِنْ أعقلهم أعقلهم أعقلهم، وأزكاهم لبّاً وعقلاً؛ هم الرسل، يقولون عنهم؛ مجانين!!..ممكن؟! وحتى بنفسهم بينهم البين؛ يتراجعون!!
قالوا: يأتون الناس إلى الحج ويسمع بعضنا من يقول عن محمد: أنه ساحر، وبعضهم يقول: مجنون، بعضهم يقول: كذاب، بعضهم يقول كذا، هاتوا كلمة واحدة نجتمع عليها، يعني هم يدرون بأنفسهم، أنها تلفيقات، تلفيقات لا شيء منها صحيح؛ ولكن يريدون أن يصدَّون الناس عن الإيمان به، يريدون كلمة قريبة قليلا، ويجتمعون عليها؛ من أجل أن يصدقهم الناس..
يعني هم يقولون كلام، هم يعلمون إنه كذب أصلاً، ويسمّونه مجنون!! (كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ) [الذاريات:52]، كلام غير مُعتبر، ولكن اعتبروه مبدأ لهم، كهؤلاء الذين أصلهم مسلمين ويتخذون مبادئ كلام غير معتبر، عيب عليك!.
يا مسلم يا عاقل، الأمر أكبر مِنْ ذلك، معك كلام الله، معك كلام رسوله، ماذا عندك مِنْ هذه الآراء، ماذا عندك مِنْ هذه التخييلات الفاسدة؟! إلى مَنْ مرجعيتك! وهكذا قالوا؛ أحسن شيء فقط سنقول: كذاب، كيف يجرّبون عليه الكذب؟ طول عمره عندنا ما جربنا عليه كذبة واحدة.. ثم قالوا أقرب شيء نقول: ساحر، قالوا هكذا.
نقول هذا يسحر الناس، ويفرق بين الرجل وابنه، وبين الرجل وقريبه، والرجل والذي معه؟! فوزَّعوا الناس، يقولون: في هنا واحد ساحر انتبهوا منه، فكثير مِنْ الذين وفدوا للحج يقولون؛ مَنْ هذا الساحر كي نراه، فصاروا خدام! عملوا له دعاية..! بعضهم جاؤوا ورأوا وجهه؛ فأسلموا.. انظر! كيف تفكير المخالفين!
في النهاية تخطيطهم، يرجع في صالح أهل الحق، وهم يريدون العكس، ولا يزال الأمر كذلك، سبحان الله..! (لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ) [الصف:9].
وحتى بعض الصحابة مِنْ أول ما دخل؛ حذروه وحذروه وحذروه، إلى حد أنه قال: الآن لن أقرب من المحل العام والكعبة والمسجد ألّا بعد أن أضع الكُرسُف - الصوف والقطن في أذنه- مِنْ أجل مايسمع محمد، مِنْ كثرة ماكلّموه..! ووضعه في أذنيه وسدّهما، وخرج، وهو خارج يطوف، صُدفة، إلاَّ والحبيب ﷺ أمامه! لما وقع عينه عليه رأى وجه بديع كريم! قال: لماذا هؤلاء يحذرونا؟! أنا عاقل، وأعرف الكَهنة، وأعرف السحر، وأعرف الشِّعر، أنا سأسمع منه. قرُب مِنه؛ فأخرج القطن من أذنيه، بم جئت به؟ "جئتُ بشهادة أنْ لآ إله إلاَّ الله وأنَّ محمد رسول الله، وأنْ تعبدوا الله ولاتشركوا به شيئاً"، وأنْ تترك الشرك والظلم، ماذا عندك؟ تلا عليه. قال: والله هذا كلام عظيم، ليس بكلام كاهن ولا ساحر!! قال: أشهد أنْ لا إله إلاَّ الله وأنَّ محمد رسول الله. هذا قد حذروه تحذير، الى أن وضع القطن في أذنيه، وبعد ذلك يأتي ويؤمن على يد النبي صلى الله عليه وعلى آله!! (يهدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ) [النور:35].
(وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (10) وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلاَّ كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (11) إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ (12)). (كَلاَّ) تأتي بمعنى ردع وجزر، أو بمعنى حقاً، (بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم) -غَطَّى- (مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ (13)) من الإثم والذنوب والسيئات، غطّى على قلوبهم؛ حتى أنكروا الحق الواضح؛ فصاروا يجحدون شيء يعلمون في بواطنهم أنه حق، كما قال لهم في الآية: (قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ يَقُولُونَ يَقُولُونَ ۖ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ) -بواطنهم تعرف أنك صادق- (لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ) [الأنعام:33] فقط يكابرون، فقط يعاندون، يجحدون، وإلاَّ هم يعلمون أنك صادق..
حتى كبارهم، الذي كان يشتد عليه -مثل أبو جهل- بشهادة أصحابه قبل موته بقليل، وهو خارج لغزوة بدر، يختلي به بعض كبارهم وعُقَّالهم من المشركين يقول: تعال -بيني وبينك- أخبرني عن محمد، صادق أو كاذب؟ قال: أما محمد فصادق، ما جربنا عليه كذب قط، هذا أبوجهل.. يقول له: عجيب! وكيف تكذّبون به؟ قال: اسمع كنا نحن بني عبد الدار وابن هاشم، -كفرسي رهان- أطعَموا أطعمنا، سقَوا سقونا، وكان عندهم السقاية وعندنا الرفادة، والآن ظهر فيهم نبي، من أين لنا نبي؟! فلا شيء إلاَّ نُكذِّب لما نموت. لاحول ولا قوة إلاَّ بالله العلي العظيم. عرف قصدهُ، إعتذر منه، ورجع مِنْ الطريق، وقد سمع أبو جهل يقول كذا.
إسمعْ سيدتنا صفية أم المؤمنين قالت: ليلة خرج أبوها -حُيي بن أخطب- وعمها الذين هم مِنْ كبار علماء اليهود إلى النبي، والتقوا بالنبي ورجعوا، سمِعتهم يتحدثون. قالت: سمعتُ أبي يقول لعمي: كيف وجدتَ الرجل؟ قال: هو الذي بَشَّر به موسى هو نفسه، الذي بَشَّر بِه موسى، نفس الأوصاف المذكورة عندنا في التوراة هو، هو هذا!! قل: فما قررت في حقه؟ قال: معاداته إلى أنْ نموت، قال: معاداته إلى الموت..! وهو يوقن أنه نبي يعلم؛ لكن نفسه وهواه، وخائف على سلطته الزمنية، وعلى ماله هذه، مع إنه لو أسلم؛ لأزداد خيراً ظاهراً وباطناً، ولكن شقاوة -والعياذ بالله- سمِعتْهم يتحدثون، كانت قد أخْبرت النبي بعد ذلك، قالت له: رجعوا مِنْ عندك، وسمعت عمي يقول لأبي وأبي يقول كذا، وعمي يقول كذا.. قال أبوها: إنه هو الذي بَشّر به موسى، هو نفسه الموصوف عندنا في التوراة بكل صفاته يقين، ما قررتَ؟ قال: معاداته إلى أنْ نموت، ما نُسْلِم له، أعوذُ بالله، رضوا بالنار!.
(إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ (12)) كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ (13))، فماذا يحصّلون في ذاك اليوم؟
يارب كما أكرمتنا بالإيمان، فزدنا إيمان وقوِّهِ لنا، وإجعلنا يامولانا في ذلك اليوم مسعودين، مِنْ عبادك المقربين، ليس فينا محجوب ولا مبعود يا الله، ولا معذب في نار جهنم، إدخلنا الجنة واجعلنا مِنْ خواص أهلها.. بسر الفاتحة إلى حضرة النبي محمد.
كل يوم مِنْ أيام العشر الأواخر إجعل لنا زيادة في الإيمان، زيادة في اليقين، زيادة في التقوى، زيادة في المعرفة، زيادة في المحبة، زيادة في القرب، يا رب يا رب يا رب يا رب يا رب يا رب… هذا الدعاء ومنك الإجابة وهذا الجهد وعليك التكلان، فاجعلنا وإياهم ومَنْ يسمعنا كذلك من الظافرين في هذه الأيام العشر، بما يفوق الحد والحصر وبما لا يتصوره فكر كما أنت أهله بما أنت أهله، يا صاحب القدرة، يا صاحب القوة، يا صاحب العظمة يا حي يا قيوم يا واحد يا أحد يا سميع يا بصير.
والحمد لله رب العالمين
بسرِ الفاتحة
وإلى حضرةِ النَّبي اللَّهم صل عليه وعلى آله وصحبه
23 رَمضان 1437