(535)
(365)
(605)
تفسير الحبيب العلامة عمر بن محمد بن حفيظ للآيات الكريمة من سورة الحاقة، من قوله تعالى: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ }، الآية: 13
﷽
(فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ (13) وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً (14) فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (15) وَانشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ (16) وَالْمَلَكُ عَلَىٰ أَرْجَائِهَا ۚ وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ (17))
الحمدُلله الكريم الرّحمن الرّحيم، ذي الفضل العظيم والجود الفخيم الحي القيوم، يهدي مَن يشاء إلى صراط مستقيم، فنشهد أن لا إله إلاَّ الله وحده لا شريك له رب العرش العظيم، جامع الأوّلين والآخرين ليوم يحكم فيه ولا مُعقِّب لحكمه، فما هم إلاَّ فريقان فريق في الجنة وفريق في السعير.
ونشهد أنَّ سيدنا ونبينا وقرة أعيُننا ونور قلوبنا محمدًا عبده ورسوله وحبيبه وصفيه وخليله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، وجعله الأمين المأمون، خاتم الأنبياء وسيد المرسلين.
اللّهمّ أدِم صلواتك على الصّفوة النّاطق بالحقّ، الهادي إلى الحقّ، عَبدك المُجتبى سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه وأهل حضرة اقترابه مِن أحبابه ومَن سار في دربه وصوابه، وعلى آبائه وإخوانه مِن الأنبياء والمُرسلين، سادات أصفياء الله وأحبابه وعلى آلهم وصحبهم وملائكتك المقرّبين وجميع عبادك الصالحين مِن كلّ صادق لله متذلّل لعظمته واقف على بابه، وعلينا معهم وفيهم برحمتك يا أرحم الراحمين، يا مَن لا حول ولا قوة إلاَّ به.
وبعد،،،
فإنّنا في نعمة غدواتنا الرمضانية المباركة، نغدو صبيحة كل يوم، نصبح نشهد أن لا إله إلاَّ الله وأنَّ محمدًا عبده ورسوله، والمُلكُ لله، في نعمة الله وعافيةٍ نؤدي الفريضة ونذكر الرحمن، ونتأمّل معاني البيان الربّانيِّ القرآن، المُنَزَّل على حبيب الرحمن صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
انتهينا في ذلك إلى ما ذكر الحق تبارك وتعالى عن حملِنَا في سفينة سيدنا نوح عليه السلام، وقد كنا في السفينة مجموعين في أصلاب الذين هم في السفينة (ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ)، فما بقي على ظهر الأرض مِن بني آدم إلاَّ مَن كان في صُلبِ نوحٍ أو أحدٍ مِن الذين معه في السفينة، (إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا) [الإسراء:3].
وقال لنا الرَّب: (إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاء حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ (11) لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ (12))، ومراتب الوعي عظيمة الاختلاف والتفاوت بين مَن يسمع ويعقِل عن الله ويعِي، يعِي إشاراته، ويعِي خطاباته، ويعي دلالات خطابه، ويعي معاني قوله -جلَّ جلاله- وكلماته..
(وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ (12)):
اللّهمّ اربطنا بالقرآن، وافتح علينا في القرآن، واجعل لنا حظًا مِن هذا الفتح في شهرنا هذا رمضان.
(وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ)، وإذا وَعَت أذن القلب كلام الرب، عَكَفَ القلب على حضرة ربّه، فلم يقوَ على الغفلة، ولا على الغَيبَة، بل دام حُضوره، إذ أشرق فيه منه نوره، وتكامل سروره وحبوره، فهو جليس ربّ العرش العظيم.
(وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ (12))، يقول الحقَّ -جلَّ جلاله وتعالى في علاه- في ذكر ذلك المصير الذي كذَّبت به ثمود وعاد، (وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَن قَبْلَهُ وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ (9))، وكذَّبوا بذاك اليوم، واليوم آتٍ لا ريب فيه.
(فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ (13))، واحدة، واحدة، واحدة، واحدة (لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ) [المدثر:28]، (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ) بأمر الجبَّار القدير على يد المأمور إسرافيل.
ويقولون عن الصُور؛ قرنٌ عظيم خلقه الله تعالى في السماء، فيه ثقوبٌ على عدد أرواح الإنس، والجن، والملائكة، وحيوانات البرّ والبحر، كم ثقوبه هذا؟ لا إله إلاَّ الله، مليارات المليارات.
فإذا أُمِر سيدنا إسرافيل أن ينفخ النفخة الأولى، ولقد استعد لها الاستعدادات الأخيرة لتلقي الأمر عند بعثة النبي، هذا آخر نبي يُبعَث، يقول: "بُعِثْتُ أنا والسَّاعَةَ كَهاتَيْنِ"، فقال إنَّ مَلَك الصُور قد أصغى، والتقم الصُورَ ينتظر الإذن بالنفخ؛ يعني؛ في المسافات هذه الألف وأربعمائة سنة، ألفين سنة، لا تساوي شيئا بالنسبة لما مضى مِن عُمر الأرض والسماء، حاجة يسيرة في وقت الاستعداد للنفخ، والأمر قد مضى على بداية خلقها وتكوينها، سبحانه عزَّ وجل، مُكوّنها.
يقول: (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ (13))، هذه النفخة الأولى، فيصعق مَن في السماء ومَن في الأرض..
كل واحدة لها ثقب في الصور، يُصعقون، والأرواح تطير إلى الصور، فيمتلئ الصور:
وإذا بها ملآنة بالأرواح، وقد صعق مَن في السماء ومَن في الأرض إلاَّ مَن شاء الله مَن الذين استثناهم كحملة العرش وسيدنا موسى عليه السلام.
(فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ (13) وَحُمِلَتِ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ (14))، تُقلَّع الجبال مِن الأرض، والذي هو غائص مِن كل جبل في بطن الأرض أكثر مما هو ظاهر، فيظهر مِن الجبال فوق سطح الأرض نحو الثلث، الغائص في الأرض ثلثين؛ لأنها أوتاد، (وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا) [النبأ:7]، لَمَّا تضرب الوتد من فوق، يغوص معظمهُ في الأرض، مِن أجل أن يمسك الخيمة، وهذه أوتاد الأرض.
أرسل جبالاً بأوتادٍ لها فَرَسَتْ *** وفي الرجالِ جبالٌ بل وأوتادُ
سَكَنَ العالَمُ المادّيُّ بالأجبالِ *** ولا سكونَ لعالَمِ الروحِ إلاّ بالرِّجالِ
يَسكُنُ ويستقرّ عالَمُ الروحِ بالرِّجالِ، كما استقرّ عالَمُ الأرضِ بالجبالِ.
أرسل جبالاً بأوتادٍ لها فَرَسَتْ *** وفي الرجالِ جبالٌ بل وأوتادُ
ولذا شبه البوصيري سادتنا الصحابة فقال:
هُمُ الجِبَالُ فَسَل عنهم مُصَادِمَهُم *** ماذا رَأى منهم في كٌلِّ مُصْطَدَمِ
و سَلْ حُنَيْنًا و سل بَدْرًا و سل أُحُدًا *** فُصُولُ حَتْفٍ لهم أَدْهَى مِن الوَخَمِ
رضي الله عن الصادقين المخلصين، (وَحُمِلَتِ الأَرْضُ)، (وَحُمِّلَتِ الأَرْضُ) في القراءة الأخرى: (وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا..(14))، أرض وجبال، الجبال تعني شيء، والأرض شيء، فلهذا ثنَّى قال: (فَدُكَّتَا)، (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا) [الأنبياء:30]، السماوات شيء، والأرض شيء، كانتا اثنين؛ جبال وأرض دُكَّتا.
دُكَّت الجبال والأرض؛ تُقَلَّع الجبال مِن أعماقها، وتُصكصك وتُدكّ بالأرض، فتتابع مراحلها:
(لا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلا أَمْتًا) [طه:107] لا انخفاض ولا طلوع، أرض مستوية تمامًا، -الله، لا إله إلاَّ الله-.
وأين إذًا الأجساد التي وسط الأرض المدكدكة هذه؟
وبقية الأجساد تُكوّن في ذلك اليوم، يُنزِل الله تعالى مطرًا مِن السماء يغوص في الأرض، عندما يصل إلى عجْب الذنب مِن كل حيوان ينبت عليه الجسد الذي كان، في مقدار هذه الأربعين؛ إمَّا يوم، أو سنة، أو شهر ما بين النفخة الأولى إلى النفخة الثانية.
قال: (فَيَوْمَئِذٍ) -عند ذاك الحال، عند هذا الشأن- (وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (15)) حلَّت القيامة وجاء اليوم الموعود (فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ) حلَّ ميعاد القيامة، صَعِقَ مَن في السماوات والأرض، تهيّأوا لِلإحياء بعد الإماتة، والجمع في يومٍ يجمعُ الله فيه جميع أهل الأرض مِن أول مخلوقٍ ذي روح إلى آخر مخلوق، ومَن في السماوات كذلك، فيَجمعهم كلهم صفوفًا، صفوفًا، صفوفًا
قال تعالى: (فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (15) وَانشَقَّتِ السَّمَاء..(16)):
فأوّل المراحل عند بداية تشقّق السماوات، يكون المَلَك -اسم جنس للملائكة- أي ملائكة..
جاء في الحديث الذي يرويه الإمام أحمد في مسنده أنَّه ﷺ مرَّ على جماعة مِن الصحابة، مرت سحابة قال لهم: "ما هذا؟"، قالوا: سحابة يا رسول الله، قال لهم: "ومُزن"، قالوا: ومُزن، قال: "وعنان"، قالوا: وعنان -أسماء السحاب-. قال: "كم بين السماء والأرض؟"، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: "إنَّ بينها مسيرة خمسمائة عام، وإنَّ غِلَظَ كلِّ سماءٍ خمسمائة عام، وبين كل سماءٍ وسماءٍ مسافة خمسمائة عام،" وذكر أن بعد ذلك: "فوق السماوات فضاء وبحر كما بين السماوات كلها والأرض، وذكر ﷺ شؤون، بعد ذلك قال: "وفوق العرش"، وجاء أيضًا عنده في الحديث يقول: "أُذِن لي أن أُحدِّث عن ملكٍ من ملائكةِ اللهِ في السماوات، ما بينَ شحمةِ أُذنهِ إلى عاتقِه، مسيرةُ سبعمائةِ عامٍ"، -سبحان الخلاق جلَّ جلاله-.
يقول: (وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ (17))؛ ثمانية مِن جهة العدد أو ثمانية أصناف ؟ ثمانية صفوف مِن الملائكة، يقول ابن عباس والضحاك: ثمانية صفوف، كل صف لا يعلم عددهم إلاَّ الله.
كما قال في هذه السماوات؛ لأن لها كم ملايين من السنين وهذه المسافات الطويلة، والعرض خمسمائة عام، وما بين السماء والسماء خمسمائة عام، ولا أحد يعمل لها صيانة ولا تصليح -جلَّ جلاله وتعالى في علاه- مِن حين أن خلقها سبحانه وتعالى، يقول: (إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ أَن تَزُولا) [فاطر:41]، الله يمسكها، فالسّماوات والأرض وحَمَلَة العرش، والعرش كلّها محمولة بقدرة الله، وبإرادة الله وبعظمة الله، لا إله إلاَّ الله.
(وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ (17))، ونسب -سبحانه وتعالى- الربوبيّة له عند ذِكر حَملِ العرش أضافها إلى حبيبه:
(وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ (17)):
(وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ (17)):
لا إله إلاَّ الله محمد رسول الله، فكيف تصِحّ لنا حياةُ إيمانٍ وصفاءٍ إنْ لم نعرف قدر صاحب هذا الاسم؟ وإن لم تمتلئ قلوبنا بتعظيم الله وتعظيم رسوله صلوات ربي وسلامه عليه.
(وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ (17) يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ..(18))، اليوم يوم العرض، تُعرَض بِنِيَّاتِك، بِوِجهاتِك، بأقوالك، بأفعالك، بمقاصدك، بحركاتك، بسكناتك، تُعرَض بكسبِ عينيك، وأذنيك، ولسانك، ورجلك، وفرجك، وبطنك، ويدك، تُعرض؛ وفي مُسند الإمام أحمد بن حنبل أيضًا: أنَّ العرض ثلاثة:
(يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ (18))، لا شيء يتستّر مِن شُؤونكم وأحوالِكم، ومَقاصدكم، ونياتكم، ظَواهركم، وبَواطنكم، وإراداتِكم، وما كان في جَلواتكم وخَلواتكم.
(فَيَوْمَئِذٍ لّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ * وَلا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ) [الفجر:25-26]:
ما هذه القوة والعظمة؟! وإذا أراد يستُر ستَر:
حتّى إذا أراد أن يُذكِّره، نشر عليه كنفه فلا يدري الملائكة ما يقول له، يقول: اذكر ذنبك كذا، اذكر ذنبك كذا، بينه وبين الله، لا يدع أحدا أن يسمع؛ لأنه يريد أن يستره -جلَّ جلاله-، يقول: أقرَرت يا رب، أقرَرت يا رب، أقرَرت يارب، أقرَرت يا رب حتى يظن أنَّه هلك، ثم يقول: سترتها عليك في الدنيا وأنا اليوم أغفرها لك، يكشف الستار ويقول: قم فادخل الجنة برحمتي، ويُنادي المَلَك: سَعِدَ فلان بن فلان سعادة لا يُشقى بعدها أبدًا.
وموقف عند العرض، تدخل الهيبة قلوب الأنبياء:
حتّى جاء في الأخبار أنَّ عيسى ابن مريم، مِن هيبة الله يرتعِد وتلتصق إحدى ركبتيه بالأخرى ويجثو على الرّكبتين، عندما يقول الله له: (أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ)؟
هذه قصة عرض نبي مِن أولي العزم مِن الرّسل، فما هي قصة عرضي وعرضك عليه؟ ما القصّة؟ وما لَنا إلاَّ رحمته ولا يَسعُنا إلاَّ عفوه ونسأله سَتره الجميل وجُوده الجزيل وعطائه الجميل، يا رحمن!
(يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ (18))، وماذا بعد ذلك؟
هيّأنا الله لها وصحِبنا فيها بلطفه ورأفته ورحمته وعفوه، اللّهمّ إنك عفو تحبّ العفو فاعفو عنا، آمِنَّا يوم تجمع عبادك، آمِنَّا يوم تبعث عبادك، آمِنَّا يوم الهول الأكبر، واجْعلنا فيمَن قُلت عنهم: (لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَٰذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ * يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ) [الأنبياء:103] الله! الله! الله!؛ بعرضها وِبطولها، بكُبرها، بعمقها، بشدّتها صارت مطويّة كما صارت سجلات الكتب، يا الله، بعد أن تتشقّق تنطوي.. وتنطوي.. انتهى لا أرض ولا سماء، الخبر خبر ربّ الأرض والسّماء.
رزقنا الله كمال اليقين، كمال الإيمان، كمال التّوفيق، إنَّه أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين.
بسرِ الفاتحة
وإلى حضرةِ النَّبي اللَّهم صل عليه وعلى آله وصحبه،
الفاتحة
10 رَمضان 1440