(228)
(536)
(574)
(311)
بسم الله الرحمن الرحيم
أساس الإيمان المحبة وتعلق القلب
الحمد لله الذي أنعمَ علينا بِنعمة الإسلام والإيمان، وجعلهما سُلَّماً لارتقاءِ مراتبِ الإحسان، وجعل الإحسانَ منفَذاً إلى مراتبِ العرفان أي المعرفة الخالصة به جل جلاله، ولكن الإسلام والإيمان إنما يرقِّيان إلى المراتبِ الإحسانيَّة إذا قَوِيا وثبتَا وتمَّت أركانُهما وأسُسهما على الوجهِ الأتَم، فالصدقُ في الإسلام يورِث تعلُّقَ القلبِ بالله ورسوله تصديقاً وتعظيماً ومحبة، ويهيِّئ السبيلَ لتقويةِ ذلك بتقويمِ الجوارحِ في أنواع الطاعاتِ وضبطِ الجوارحِ بأنواع العبادات.
فبالشهادتين يكمُل التعظيم للهِ ورسوله ويتعلَّق القلبُ بهما.
وبالصلاةِ والزكاة والصيام والحج يكملُ النموذج لانقيادِ الجوارحِ واستسلامِها لأمرِ لله..
وهي مؤشراتٌ للتعاملاتِ القلبيَّة والجوارح العملية والمالية، يتصل بها انتظامُ العمل كلِّه في مختلفِ التصرُّفات ضمن قانون الحقِّ تبارك وتعالى ومنهجِه وشريعتِه.
وبذلك يُعلم أن هذه الأركان الخمسة إنما هي أسسٌ تُبنى عليها حقائقُ الإسلام؛ حتى من البلوغ إلى الكمال والذروة في تحقيق معاني الإسلام وإقامة العلاقة بالحق ورسوله تعظيماً ومحبةً يصدر انحيازُ الإنسان وابتعادِه على أن يمسَّ أعراضَ الغيرِ أو أموالَهم أو حقوقَهم مِن تعلُّق قلبِه بالحق ورسوله واستعداده للدار الآخرة، وفي هذا يقول سيدنا النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: (المسلم مَن سَلِم المسلمون مِن لسانِه ويدِه).
وكذلك يعمل الإيمانُ في القلب قوَّةَ التعلُّقِ المُفضِي إلى حسن التخلُّق، والتخلُّق يُفضِي إلى التحقُّق، وقد جعل الله تبارك وتعالى مربوطاً بالإيمان به الإيمانَ بملائكته وكتُبِه ورسلِه والقضاء والقدر، فلما سأل سيدُنا جبريلُ النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم عن الإيمان؟ قال: أن تؤمن بالله؛ ثم نصَّ مع الإيمان بالله على ملائكته وكتُبه ورسلُه واليوم الآخر وبالقضاء والقدر خيرِه وشره من الله، وبهذا نعرف مكانةَ الأنبياء والملائكة، وأن إيمانَنا بالله متوقفٌ على الإيمان بهم، فلو فرضنا مُدَّعيا يدَّعي الإيمانَ بالله وأسمائه ثم يكذِّب رسولًا واحداً مِن رسله، أو يحتقرُ ملَكا واحداً من ملائكته، لكان بذلك خارجاً عن دائرة الإسلام والإيمان، غيرَ مقبولٍ عند الله تعالى. كذلك لو كذَّب بآيةٍ واحدةٍ من آيات القرآن، بل حرفٍ من حروفه، أو كذَّب بآيةٍ من الكتب التي أنزلها اللهُ تعالى.
وبهذا تعلم ما يحملُ المؤمنون مِن تعظيمِ المرسلين والأنبياء صلواته الله وسلامه عليهم، فلا يمكن أن يُردَّ على معتدٍ ومُفترٍ بانتقاصِه لشيءٍ مِن أمور ديننا أن ننتقص أحداً من أنبياء الله أو كتُبهم. وبهذا المعنى والحقيقة في التعلُّق بعث اللهُ كلَّ نبي مصدِّقاً لمَن قبلَه معظِّمًا له، وعن رسالة سيدنا عيسى يقول الله تعالى أنه قال: ( إنِّي رَسُولُ الله إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) وربطهم بمن قبله إيماناً وتصديقاً، وربطهم بالنبي الذي يأتي بعده خاتم النبيين سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
ومن العجب أنه فيما حصل من الاعتداء والتحريفات في الكتب المنزلة أن بعض من حملهُ الحسد للنبي صلى الله عليه وآله وسلم على أن يمحو اسمَه من الإنجيل، أبقى اسمَ أحمد، ومحا اسم محمد فيما عنده من الصحف تمهيداً أن لا يصدق به، ونزل القرآن باسم أحمد.
ونعلم بذلك أن معنى إيماننا بالكتب أي بذات الكتب المنزلة التي أنزلها الله تبارك وتعالى، لا بما لَحِقها من تحريفٍ وتغيير وتبديل، فجميع كتبِ الله المنزلة متَّحدة في أصلِها ومصدرِها، وإنما تختلف الأحكام الفرعية في المسائل باختلاف ما اختار الله تعالى من أوقاتها والأزمنةِ النازلةِ فيها، والقوم الذين أُنزل إليهم، ثم خصَّنا بالقرآن، وتولى بنفسه تعالى حفظَه، وتكفَّل بأن يحرسه من أيادي التغيير والتبديل، بل وحفظ البيانَ له، وهو سنةُ نبيه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، فخُدِمت هذه السنةُ الكريمة خدمةً بقي محفوظاً فيها ومنها ما يوجب العلم، ما يكفي للبيانِ الكاملِ التام عن كتاب الله تعالى، فالحمد لله الذي وهبَنا هذه النِّعم، ونسأله تمامَها علينا، وتمامُها على كل فردٍ منا بحالتِه وشأنِه وشؤونِ قلبِه مع هذه الكتب، ومع الحقِّ ورسُله صلوات الله وسلامه عليهم، ومع سيدِهم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ولقد علِمنا في سِير الأنبياء والمرسلين ثم في سيرة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، إن الذين آمنوا به وصدَّقوه كانت أول الخطوات امتلاء قلوبهم بمحبتهم وتعظيمهم والتعلُّق بهم، ورد في ذلك الأخبار عن الأمم السابقة، ثم كان الاختصاص من الله لأصحاب نبيِّنا المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، فسرَت محبتُهم من قلوبهم للجناب الشريف حتى كان أحبَّ إليهم مِن أنفسهم وأموالهم وأولادهم، بل سرَت إلى آثاره وإلى بُقعتِه وإلى مكانه الذي يسكن صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
وفي الارتباط بين الإيمان وحقائقِ هذه المحبة يروي لنا الإمام الطبراني عليه رضوان الله تعالى بسندٍ رجالُه رجال الصحيح، عن واحدٍ من الأنصار انتقل من النفاق إلى الإيمان، فارتبط الإيمانُ بحقيقة المحبة، يقول سيدنا حرملة بن زيد أنه جاء للنبي عليه الصلاة والسلام وشكا إليه وقال: الإيمان ها هنا وأشار إلى لسانه والنفاق ههنا، وأشار إلى صدره، ولا يذكر الله إلا قليلاً..سكت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فكرر الكلامَ حرملة ثانياً وثالثاً، فأمسك النبي صلى الله عليه وآله وسلم بلسانِ حرملة ودعا له بدعوات قال: ( اللهم اجعله صادقاً، وارزقه محبتي ومحبةَ من يحبني، واجعل مآلَه إلى خير) فامتلأ قلبه إيماناً ويقيناً، وقال يا رسول الله: إن معي عدداً من المنافقين كنتُ أرأسُهم، أفلا أدلُّك عليهم؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: (لا، بل من جاءنا منهم كما جئتنا استغفرنا له كما استغفرنا لك، ومَن أصرَّ فالله أولى به، ولا نكشف لأحد سترا) فكان هكذا منهاجه الأقوم صلى الله عليه وآله وسلم.
وهو الذي قال لما نزلت الآية: (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ) لو علمتُ أني لو زدتَ على السبعين غفر لهم لزِدتُ عليها، وما خلق الله قلباً أرحمَ بالخلق مِن قلبِ سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم.
انظر في الدعاء لما دعا له بالإيمان، قال: وارزقه محبتي ومحبةَ من يحبني، مشيراً إلى أن حقائق الإيمان مرتبطة بأسرار هذه المحبة، بل كان بنفسه في دعائه يقول: (اللهم إني أسألك حبَّك وحبَّ من يحبُّك وحبَّ كل عملٍ يقرِّبني إلى حبِّك) وإن الحق تبارك وتعالى خلق الكونَ وحبَّبَ إلى النفس البشرية شئوناً، ثم فرض على عباده الإيمانَ به، وطلب منهم محبَّته، فجعل العلامةَ على محبتِه أن تُبذل المحبوباتُ للنفس البشرية، من أجل هذا الإله وأن تُسخَّر لنُصرته سبحانه وتعالى ونصرةِ دينه، ويعمل فيها بشريعته، ثم أكَّد على قيامها بين طائفة المؤمنين، وأنه وعلى قدرِ الإيمان به يكون ولاؤهم لبعضهم البعض ومحبتهم لبعضهم من أجله تعالى.
ووصف وصفاً لأحوال المؤمنين في آية كريمة، فقال جل جلاله: ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ) فبدأ بهذا الولاء إشارة إلى المحبة والمودة بينهم.
وذكر نتيجة ذلك في الواقع بينهم فقال: (يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ) أي لا يرضون لبعضهم البعض نقصَ الدرجات ولا الهبوط في الدَّركات، فبذلك يتناصحون، وبذلك يأخذ بعضُهم بيدِ بعض.
ثم ذكر الأعمدة التي يقوم عليها الدين فقال: (وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ)
ثم ذكر السياجَ لذلك كلِّه والحقيقة فقال: (وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ)
وذكر النتيجةَ لكل ذلك فقال: (أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ) وهنيئاً لمن فاز برحمة الله.
ووِجهتُنا إليه تعالى أن لا يصرفَنا من مَجمعِنا إلا وقد حقَّقنا بهذه الأوصاف، وأوجب لنا رحمتَه، ونتحقَّق بالولاء للمؤمنين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أنفسنا وأهلينا وأصحابنا، وحسنِ إقامِ الصلاة، وإيتاء الزكاة، ويجعل شعارَنا الطاعةَ له ولرسوله، فنُغمر برحمة الله، وتعمُّنا من كل جانب، ونحيا فيها ونموت فيها.
يا مَن رحمتُه وسعت كلَّ شي وفِّر حظَّنا من رحمتِك، وانظر العلامةَ لقبول الدعاء في تعلُّق قلبِك من ساعتك هذه بالحق ورسوله وبارتقاءِ الدرجات العُلى، وشعورك وأحاسيسك بقلبِك نحو المرسلين والملائكة والمؤمنين عامة وخاصتهم خاصة.
بأسرار هذه التعلُّقات والمحبة يحلو لك أداء الفرائض في أوقاتها والحرص على الجماعة فيها.
بتلك المحبة والتعلُّق لا تستطيع أن تهجرَ كتابَ الله، ولا أن تغفل عن ذكرِه في كلِّ صباح ومساء، وفي أحوالك المختلفة.
بتلك المحبة يحلو ويلذُّ لك أن تستغفر الحقَّ تعالى في آخر نهارِك وفي أول ليلِك كذلك، وعلى أساسِها قامت تلك الأعمال في حياة ساداتنا الصحب الأكرمين رضي الله عنهم..
نسألك اللهم يا مَن اختصّصتهم بتلك المراتب أن تهبَنا من تلك المواهب، فإن نبيَّكم يقول: (في كل قرنٍ من أمتي قوم سابقون) أي في كلِّ زمان منهم مَن يلحقُ بالسابقين أهل المراتب العلية، وليس عنوان ذلك في الدنيا إلا صدق المحبة والتعلق المُفضِي إلى التخلُّق المُوصل إلى التذوُّق والتحقُّق؛ وشاهِدهُ قولُ نبينا صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: ( المرءُ مع مَن أحب) ففي الصفوف الأولى التي يصطفُّها أهلُ الجنة من هذه الأمة يحضر فيها من كل قرنٍ طائفةٌ من الناس، ولقد فتح لنا صلى الله عليه وآله وسلم بهذا الخبر صدقَ الرغبِ إلى الله واللجاء أن نلحقَ بأصحابِ هذه المراتب العليَّة، فعسى تنبعِث منا الهمم ونُصدق العزيمة مع مولى الكرم، فكم في لحظةِ صدقٍ معه وهبَ من العطايا ما لا يُتوهَّم، فإليه نتوجه أن ينظر إلى قلوبِنا، ويطهِّرَها مِن التعلُّق بجميع القواطع وكلِّ ما يعوق عن الوصول إليه، حتى نمسيَ ليلتَنا وهو ورسولُه أحبُّ إلينا مما سواهما، ومِن أجله نحب أنبياءَه وملائكتَه وصالحي عبادهِ خاصة والمؤمنين عامة، ثم نحب الخيرَ لجميعِ الكائناتِ تقرُّباً إليه وعُبوديَّةً له، وهو المطَّلِع على قلوبكم فتوجَّهوا إليه، والسامع خواطركم، والناظر سرائركم فأقبِلُوا عليه..
نمد أكفَّنا إليه، ونرفع أيديَنا إليه، ما لنا غيرُك يا الله، ما لنا إله سواك يا الله.. كرمُك يسعُنا يا الله، ومهما كان منا فأنتَ لذنوبنا يا الله، أنت تؤاخذُ عليها إن شئت، وتغفرها إن شئت، ولا يغفر الذنوبَ إلا أنت، فادفع عنا شرَّ الذنوب، وآثارَ الذنوب، وأصلِح القلوب، واجعل قلوبَنا في الطاعة لك، وجوارحَنا في الطاعة لك، واعمُر جوارحَنا بأنوارِ العبادة، واعمُر قلوبَنا بأنوار المعرفة، واعمُر أرواحَنا بأنوار المحبة، واعُمر أسرارنا بأنوار المشاهدة.
اللهم إنا بِتَوفيقِك وقَفنا بين يديك، ولُذنا بكَ وتذلَّلنا لك.. وأنت أرحمُ الراحمين، وأنت أكرمُ الأكرمين، قال نبيُّك: (إن الله حيِّيٌ كريمٌ، يستحي إذا مدَّ العبد إليه يديه أن يردَّهما صِفرا) يا الله، وقد مدَدنا أيدينا إليك، والحال لا يَخفى عليك، لا تردَّ منا أحدا، ولا تقطع منا صغيراً ولا كبيراً ولا ذكراً ولا أنثى، اقبلنا على ما فينا يا ربنا، وأصلِح ظاهرَنا وخافينا يا إلهنا.
يا الله أغِثنا.. يا الله ارحمنا، يا الله تولَّنا، يا الله خُذ بأيدينا، يا الله أسعِدنا بفضلك، ومُنَّ علينا بِطَولِك، وارزُقنا صدقَ الإقبالِ عليك، يا إلهنا كم يبيتُ الليلة من قلبٍ في دوائرِ الصدق معكَ فاجعل قلوبَنا منها، لا تؤاخِذنا بما عمِلنا، ولا تعامِلنا إلا بفضلك، بدِّل سيئاتِنا حسنات، بدِّل سيئاتنا حسنات، بدِّل سيئاتِنا حسنات، اغفِر لنا ما مضى، واحفظنا فيما هو آت، يا مجيبَ الدعوات يا قاضي الحاجات، يا غافرَ الخطيئات، يا كاشفَ الكُرُبات، يا عالمَ الخفيَّات، يا ربَّ الأرض والسموات، يا كثيرَ الخيرات، يا جزيلَ العطيَّات.
يا الله ارحمنا برحمتِك الواسعة، وارفعنا مراتب قُربِك الرافعة، واجعلنا في أهلِ القلوب الخاشعة، وأثبِتنا في ديوانِ الصادقين، وألحِقنا بالصادقين، واجمَعنا بنبيِّك الأمين، وارزقنا متابعتَه في كلِّ حالٍ وحين، واحشُرنا في زمرتِه يا أكرم الأكرمين، يا الله..
هذا الدعاءُ ومنك الإجابة، وهذا الجُهد وعليك التُّكلان، إلى مَن نذهب، وأين يكون المَهرب، يا الله لا ملجأ ولا منجأ لنا منك إلا إليك، يا الله ارحمنا في ضعفِنا، وارحمنا في عجزِنا، وارحمنا في فاقتِنا وفقرِنا إليك، يا غنِيُّ عنا ارحمِ اللهمَّ فقرَنا وجُد بعطفِك علينا، وأصلِح الشأنَ كلَّه لنا يا الله، يا غوثاه يا رباه يا أكرم الأكرمين.
اللهم يا أولَ الأولين، ويا آخرَ الآخرين، ويا ذا القوة المتين، ويا راحمَ المساكين، ويا أرحمَ الراحمين، أنجِز لنا رحمةً مِن عندك نسعدُ بها في الدنيا والآخرة، واجعلنا من أهل الوجوهِ الناضِرة التي هي إليك ناظِرة.
ارحم جمعَنا يا ربَّنا، واقبَلنا على ما فينا يا خالقَنا.. يا الله افتح البابَ لنا، يا حي يا قيوم يا الله، اكشفِ الشدائدَ عنا يا إلهَنا، يا الله أنت الرجاء، وإليك المُلتجأ، والأمر كلُّه بيديك، والحال لا يخفى عليك، أصلِحنا وإياهم، وأسعِدنا وإياهم وأصلِح لنا الظواهر والبواطن.. يا الله
يسمعكمُ الله، فتوجَّهوا إلى الله.. يراكم الله، فأقبِلوا على الله.. وقولوا جميعا: يا الله، يا الله..
نزِّه قلوبَنا عن التعلُّق بمَن دونك، واجعلنا مِن قومٍ تحبُّهم ويحبُّونك، وأصلِح لنا شؤونَنا كلَّها بما أصلحتَ به شؤونَ الصالحين.
( رَبَّنا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النار)
( ربنَا اغفِر لنا ولإخوانِنا الَّذينَ سبقُونا بالإيمان ولا تَجعل في قلوبِنا غلًّا للذين آمنُوا ربَّنا إنك رءُوف رحيم )
(رَبَّنا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الوَهابُ)
( رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَاد)
(ربَّنا تقبَّل منا إنك أنتَ السميعُ العليم وتُب علينا إنك أنتَ التوابُ الرحيم)
نسألك لنا ولهم وللأئمة من خير ما سألك منه عبدُك ونبيُّك محمدٌ صلى الله عليه وآله وسلم، ونعوذ بك مما استعاذ منه عبدُك ونبيُّك سيدنا محمدٌ صلى الله عليه وآله وسلم، وأنت المستعانُ وعليك البلاغ، ولا حول ولا قوة إلا بك يا عليُّ العظيم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
25 جمادى الأول 1432