المذاكرة في مجلس الذكر والتذكير في حولية الشيخة سلطانة بنت علي الزبيدي 1446هـ

للاستماع إلى المحاضرة

كلمة العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ في مجلس الذكر والتذكير في حولية الشيخة سلطانة بنت علي الزبيدي رحمها الله، في منطقة حوطة سلطانة، شرقي مدينة سيئون، ضحى يوم الاثنين 20 ربيع الأول 1446هـ

اقتباس من المحاضرة:

الحمد لله على هواطل فيوضات فضله، المؤذنة للمقبل عليه بنيل قربه ووصله. نشهد أنه الله الذي لا إله إلا هو وحده لا شريك له، غمر المؤمنين بعجائب طَوله، وخصّ هذه الأمة بخاتم رسله.

فنشهد أن سيدنا ونبينا وقرة أعيننا ونور قلوبنا محمدًا عبده ورسوله، وحبيبه وصفيه ونجيّه وخليله، اللهم أدم صلواتك على مفتاح أبواب رحمتك المجتبى المختار، سيدنا محمد وعلى آله الأطهار وأصحابه الأخيار، وأهل حضرته من أنبيائك ورسلك وآلهم وصحبهم وتابعيهم بإحسان إلى يوم الوقوف بين يديك يا كريم يا منان، وعلينا معهم وفيهم برحمتك يا أرحم الراحمين.

بسوابق فضل من حضرة الله الرحمن، رب العرش العظيم، كنتم في هذه الأمة، وكنتم في هذه المِلة، وكنتم في هذا المسلك لأهل السنة، وكنتم اليوم في هذه الزيارة في هذه الحضرة المُعظمة المباركة المنورة، باختصاصات سوابق إرادة رب العرش العظيم جل جلاله، مُكوّن الأكوان وخالق الإنس والجان والملائكة، ومميزهم عن بقية الكائنات بما آتاهم من سر العقول التي بها يعقلون خطابه، ويعقلون كلامه، ويعقلون من أسرار أفعاله وصفاته وأسمائه وعظمة ذاته ما لا يتحمله غيرهم من هذه الموجودات والكائنات والمخلوقات.

وبهذا السر الذي خصّهم اختار أن يظهر من بينهم في هذه العقول أكرم خلقه عليه وأحب عباده إليه، المصطفى المختار محمد ﷺ، الذي ابتدأ خلقه قبل أن يخلق من سِواه ﷺ، وجعله الأصل الذي تفرّع عنه إيجاده للكائنات والمخلوقات وحده جل جلاله وتعالى في علاه. 

وجعل أمته خير أمة وكنا منهم بحمد الله تبارك وتعالى، ولكن هذه الكينونة بحكم الإرادة الأزلية تقتضي من كل من جُعِل من هذه الأمة أن يكون له هِمة، وأن يكون له عزمة، وأن يكون له فقه؛ فقه التفضل الإلهي الذي يقتضي القيام في محراب الشكر، وبه تحصل حقائق العلم وحقائق الولاية، وحقائق القرب من الله، وحقائق الوعي والفهم لخطاب الله تبارك وتعالى.

ويأتي التطهُّر عن أدران الظنون والأوهام والخيالات التي يُحبس فيها أكثر الناس على ظهر هذه الأرض، ويُحجَبون بها عن سر الاستعداد ليوم العرض، وينطلقون في حياتهم في غفلاتهم، وينطلقون في حياتهم في اتّباع شهواتهم، وينطلقون في حياتهم في تبعية بعضهم البعض على غير بصيرة، يتَّخذ بعضهم بعضًا أربابًا من دون الله، ولكن تبعية الأمم لأنبيائهم، وتبعية أخيار الأمم لخيارهم ولصلحائهم في كل وقت وزمن؛ تبعية على بصيرة ارتضاها خالق الخلق، مُكوّن الأكوان جل جلاله.

تاريخ النشر الهجري

23 ربيع الأول 1446

تاريخ النشر الميلادي

26 سبتمبر 2024

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

العربية