(536)
(229)
(574)
(311)
دعوات مباركة وابتهال وتضرع إلى الله عشية يوم عرفة، في صعيد عرفات الطاهر، للعلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ، عصر الإثنين 9 ذي الحجة 1439هـ
فإنك ربنا، وإنك مولانا، وإنك سيدنا، وإنك خالقنا، وإنك رازقنا، وإنك مولانا، وإنك تعلم ظواهرنا وخفايانا، وإنك محيطٌ بنا، وإنك رحيمٌ بنا، وإنك عليمٌ بنا، وإنك رؤوفٌ بنا، وإنك إلهَنا الذي لا إله لنا غيرك، وإنك ربُنا الذي لا ربّ لنا سواك. لا إله إلا أنت، قذفت في قلوبنا من نور الإيمان بك ما جمعتنا به في رحاب اقترابك، وأهل اقترابك والوجهة إليك، متبعين لسيد أحبابك، فيا جامعنا على هذا الخير حقق جمع قلوبنا عليك في كل حال.. حقق جمع قلوبنا عليك في كل حال حقق جمع قلوبنا عليك في كل حال.. يا مقلب القلوب لا تعلِّق قلوبنا بغيرك، يا مقلب القلوب لا تولّع قلوبنا بسواك، يا مقلب القلوب احفظ قلوبنا من الالتفات إلى من عداك.
يا الله، يا الله، يا الله، تعرَّف إلى هذه القلوب فتعرفك، فتحبك، فتعشقك، فتعكف على بابك، فتواصَل من جنابك وجناب حبيبك بما لا يخطر على بال ولا يتخيل بخيال، ونعوذ بك يا مقلب القلوب أن تقلب قلبًا منا إلى معصيتك أو ترده إلى مخالفتك.
يا سيدنا جددنا معك عهودنا في موقفنا هذا وعشيتنا هذه، أنك ربنا لا رب لنا سواك، وما كان من كل ما خالف ذلك من قلوبنا وجوارحنا فيما مضى من أعمارنا، فبجهلنا، وبعجزنا، وبضعفنا، فعلنا كل ذلك، وإنا نبرأ إليك، ونرجع إليك، ونتوب إليك، ونندم على ما كان منا، فجدد عهدنا معك يا برّ يا ودود، وأثبتنا عندك في أهل الوفاء بالعهود، فقد أيقنا أن لنا ربًّا يؤاخذ على الذنب أو يغفره إذا شاء، وأن من آخذه بذنبه هلك ذلك المؤاخذ، ومن عفا عنه نجا وفاز.
اللهم وقد وردنا إلى رحابك نقول لك: يا ربنا اغفر جميع ذنوبنا، ولا تؤاخذنا بشيء من سيئاتنا، ولا قبائح أفعالنا، ولا قبائح أقوالنا، ولا قبائح أحوالنا.
يا الله، يا الله، يا الله، إذا باهيت ملائكتك بأهل الموقف، فاجعلنا اللهم من أهل الخصوصية في تلك المباراة، بجود منك يا الله، وفضل منك يا الله، وأسمِع أرواحنا نداءك: "اشهدكم يا ملائكتي أني قد غفرت لهم، ولو كانت ذنوبهم عدد الرمال والأحجار ومياه البحار غفرتها لهم، انصرفوا مغفورًا لكم ولمن شفعتم له". فإذا سمعت أرواحنا ذلك طربت وحنّت إلى قربك وإلى لقائك وإلى رضاك، ولم يكن لها هم إلا أنت، يا حي، يا قيوم، ولم تلتفت إلى ما سواك، فيا حنان، تحنن على أرواحنا بسماع هذا النداء، وأدخلنا مع أهل ذلك الهدى، وكن بنا رؤوفًا حفيًّا فيما خفي وفيما بدا في حياتنا هذه وغدًا، يا عالمًا ما ظهر وما خفي، يا حي، يا قيوم، يا لطيفًا، يا من هو بنا حفي.
يا أرحم الراحمين، يا أرحم الراحمين، يا أرحم الراحمين، بلغنا أنه إذا قال عبدك: "يا أرحم الراحمين" ثلاثًا ناداه مُنادٍ من قبلك: "إن أرحم الراحمين قد أقبل عليك، فسل". فنسألك يا أرحم الراحمين، يا أرحم الراحمين، يا أرحم الراحمين، أن لا تدع قلبًا من قلوبنا هذه، وقلوب من والانا فيك إلا نظرته، وصفّيته، وانتخبته، واخترته، وقربته إليك زلفى، وحشوته بأنوار اليقين التام، وأنوار الصدق الكامل، وأنوار المعرفة الخاصة، وأنوار المحبة الخالصة.
يا معطي، يا جواد، يا منعم، يا متفضل، على أبوابك، لذنا بأعتابك، توسلنا بكتابك، وسيد أحبابك، وأهل حضرة اقترابك، فاقبل يا كريم، وارحم يا رحيم، وافتح الأبواب، يا ربّ الأرباب، يا مسبب الأسباب، يا منزل الكتاب، يا مجري السحاب، يا سريع الحساب، اهزم الأحزاب وزلزلهم، اهزم الأحزاب وزلزلهم، اهزم الأحزاب وزلزلهم، ورُدّ كيد من عاداك وعادى رسولك وعادى أولياءك في شرق الأرض وغربها، رُدّ كيدهم في نحورهم، وادفع عن المسلمين جميع شرورهم.
يا الله، نستفتح أبوابكَ فافتح يا فتاح، وامنن بالعطايا والمنح الجزال يا منّاح، يا الله، يا الله، وعزّتك ما لنا غيرك، وعزتك ما لنا سواك، ربنا.. إلهنا.. سيدنا.. رب كل شيء، يا من بيده ملكوت كل شيء، إلى من تكلنا؟ إلى من تكلنا؟ بحقك عليك تولّنا، بحقك عليك خذ بأيدينا، بحبيبك عندك خُذ بقلوبنا ونواصينا وأيدينا إليك.. إليك.. إليك.. إليك يا ربنا أخذ أهل الفضل والكرم عليك، قوِّمنا إذا اعوججنا، وأعِنّا إذا استقمنا، ولا تكلنا إلى أنفسنا، ولا إلى أحد من خلقك طرفة عين، ولا تكلنا إلى أنفسنا، ولا إلى أحد من خلقك طرفة عين.
يا ربّ البرايا، يا عالم الظواهر والخفايا، يا واهب المزايا، يا حي، يا قيوم، نحن بين يديك، والحالُ لا يَخفى عليك، وقد وقفنا لائذين بك، متوجهين إليك، متذللين بين يديك، موقنين أنك الله الذي بيده ملكوت كل شيء، إلهنا فافتح الأبواب لنا، إلهنا ساعات وساحات العطايا، فأجزل لنا منك القسم والهدايا، وكن لنا بما أنت أهله يا رب البرايا، يا الله.
يا الله، انفع المتكلم والسامعين، واجمعنا بخير شافعين، وشفّعه فينا، يا أرحم الراحمين، يا ربنا، يا ربنا، يا ربنا، يا ربنا، ما كان من ذنوبنا وسيئاتنا وعيوبنا حائلًا بيننا وبين جودك الثجاج وعطائك الواسع الذي لا يزال صبابًا على أهل الاستواء على قويم المنهاج، نحِّ عنا شر ذلك وحيلولة ذلك بيننا وبين ما عندك، فإنا بك نستنصر، وبك نستجير، وبك نلوذ، وإليك نرجع، وبحبيبك إليك نتوسل ونتشفع، فشفّعه فينا، يا بارئنا، يا خالقنا، يا موجدنا، يا ربنا، يا ربنا، يا ربنا، يا ربنا، لا سوّدتَ وجهًا من هذه الوجوه يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، لا سوّدتَ وجهًا من هذه الوجوه يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، يا ربنا، لا سوّدتَ وجهًا من هذه الوجوه يوم تبيض وجوه وتسود وجوه، يا ربنا، لا أخزيت منا أحدًا، يا ربنا، لا تخزنا يوم القيامة، لا تخزنا يوم القيامة، لا تخزنا يوم القيامة، لا تخزنا يوم القيامة، لا تخزنا يوم القيامة، إنك لا تخلف الميعاد.
ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته، وما للظالمين من أنصار.
(رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا) فآمنا، فآمنا، فزدنا إيمانًا، وهبنا إيقانًا، واجعلنا نزداد إيمانًا في كل لمحة ولحظة ونفس، (رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَار) ، (رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَار).
يا كريم يا غفار، اجعل لحظة خروج روح كل منا من جسده لحظة امتنان واسع، وغيث هامع، ونور لامع، وقرب منك والحبيب الشافع، نلقاك ونحن نحب لقاك، وأنت تحب لقاءنا.
يا الله، نستودعك كل واحد منا ومنهم في لحظة الوفاة وساعة الموافاة، فاختم لنا بالحسنى، يا مولاه، يا غوثاه، يا مجيبًا من دعاه، نعوذ بعزّتك أن تخذل واحدًا منا أو منهم بذنب أذنبناه، أو بخطأ اقترفناه، أو بسيئة اكتسبناها، أو بزلة ارتكبناها، فاعف، فاعف، فاعف يا خير عفو.
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، يا كريم، يا رحمن، يا رحيم، ارحم من وقف ببابك بك، ولا ذ بأعتابك بك ، وسألك بك، ودعاك بك، ولولاك ما سأل ولا دعا، ولا عرف، ولا قال، ولا طلب، فيا واهبًا هذه المواهب، أتمم علينا النعمة، ولا تخذلنا، وكن لنا في جميع أمورنا بما أنت أهله وتولنا.
يا رب، بلغنا آمالنا، وأصلح أقوالنا، وأفعالنا، وحالاتنا، وأحوالنا، وأصلح نياتنا، ومقاصدنا، وألهمنا في كل حال رشدنا، يا حي، يا قيوم، ما بقي من عمر كل واحد منا اجعله سعيدًا، وهب له فيه مزيدًا، وخيرًا منك وافرًا مجيدا.
يا أكرم الأكرمين، يا أرحم الراحمين. بحقك عليك وعرفة وما تعرّفت إلى محبوبيك، لا تبقى زلة في صحيفة أحد منا ومنهم، ولا سيئة صغيرة ولا كبيرة، لا قديمة ولا أخيرة، ظاهرة ولا باطنة. يا ربي، يا ربي، يا رب العرش، يا مجيب، يا من هو أقرب إلينا من حبل الوريد، ووراء الحف وما كُتب فيها علمك فوق علم الملائكة، وفوق علم الكَتَبَة، وفوق علم الحَفَظَة، وفوق ما شهدت به الأعضاء، وفوق ما شهدت به الأرض. علمك، علمك، علمك الذي أحاط بكل شيء، وكم من أمرٍ خفي على الملائكة أنت تعلمه، من خير أو من شر، فنسألك يا رب ما كان من الشعور فينا مما خفي على ملائكتك، وما اطلعوا عليه أن تعفو عنا فيه، وتسامحنا، وتطهّرنا منه.
يا الله، يا الله، يا الله، وما كان من خير فزدنا منه، وزدنا من نوالك الذي لا يطلع عليه غيرك، ومن وصالك الذي لا يحيط به سواك، ومن أسرار الإخلاص التي تخفى على الملائكة أن يكتبوها، وتخفى يا مولانا على الرقباء أن يرقبوها، ولا يعلمها إلا أنت، ولا يطلع عليها أحد غيرك.
إلهنا، إلهنا، ما علمنا من ذنوبنا وما لم نعلم، أنت.. أنت.. أنت لها، أنت وحدك لهان أنت وحدك لها، أنت وحدك لها، أنت وحدك لها.. أنت وحدك لها، فيا فوزنا إن محوتها عنا، عفوت عنّا فيها وحولتها إلى حسنات، والويل لمن لم تَعفُ عنه ولم تغفر لهُ، ويلٌ له ثم ويلٌ له، يا ربنا يا ربنا لا تجعل الويل لاحقًا أحدًا منا، بل ولا من أهلينا، ولا من أهل بيوتنا، ولا من قراباتنا، ولا من طُلابنا، ولا من جيراننا، ولا من أصحابنا، ولا ممن والانا فيك بحقك عليك اقضِ لنا في يوم عرفة بمحوِ تلك الزلّات كلها، وغفرِ تلك الخطيئات كلها، يا خير الغافرين.. يا خير الغافرين.
إلهنا وسيدنا وما وفّقتنا له من الخير فهو منك، فنسألكَ بكَ أن تجعله منك إليك مقبولًا عنك، لا تلحقه شيء من آفاتنا، ولا من أسباب إحباط العمل، ولا من سبب القطيعة، ولا من سبب الرد. فيُردّ علينا،
بحقك عليك اقبلنا، واقبل ما وفقتنا له من الخير ظاهرًا وباطنا، إلهنا وآمالنا وما رجونا منك في الدين والدنيا، والبرزخ، والآخرة، في أنفسنا، وأهلينا، وأولادنا، وطلابنا، وأصحابنا، وأحبابنا، وقراباتنا، وزمننا، وأهل زمننا، والأمة المحمدية.
أنت له وحدك، أنت له وحدك، أنت له وحدك، وعزّتك لا يتحقق شيء إلا ما حققته، ولا يكن منه شيء إلا ما كونته، ولا يتم منه شيء إلا ما أذنت وأتممت، يا إلهنا، وما تكون آمالنا عند ذرة كرمك؟ وعند ذرة إفضالك؟
يا حي، يا قيوم، فما في غيبك المكنون من أسرار العطاء والوصل والقرب والدنو والمحبة مما لا يطلع عليه غيرك، نسألك إياه وأنت له وحدك.. وأنت له وحدك.. وأنت له وحدك، ما لأحدٍ أن يُبلّغنا منه شيء إلا ما بلّغتَ.
اللهم فبالمحبوبين عندك بلّغنا من عطاياك وهِباتك ومواهبك للمحبوبين ما لا يبلغه سؤال، ولا تنتهي إليه الآمال، ولا يخطر على بال، وزِدنا من ذلك ما أنت أهله، يا أكرم وال ، وأعظم مفضال، يا من لم تزل نعمك في توال، وغيثه طال، يا مولى الموال، يا ذا العطايا الجزال، يا ربنا، ورب الأنبياء والمرسلين، والملائكة المقربين، يا ربّ محمد، ويا ربّ خديجة بنت خويلد، ويا ربّ أبا بكرٍ الصديق، ويا ربّ عمر بن الخطاب، ويا ربّ عثمان الشهيد، ويا رب علي بن أبي طالب، ويا رب فاطمة الزهراء، ويا رب أخواتها الكريمات، ويا رب إخوانها الكرام، ويا رب أولادها الحسن والحسين ومحسن وزينب وأم كلثوم، يا ربّ جبريل، يا ربّ ميكائيل، يا إلهي وإله آبائي، يا حيُّ يا قيوم، أنت المراد، وأنت المقصود، وأنت المعبود، وأنت المشهود، وأنت الموجود، فجد يا ربي بما يليق بالكرم والجود.
يا الله، يا الله، قل له "يا الله" يسمعك، وأنت في محل تعرفه في ساعة مباهاة الملائكة بأهل الموقف؛ أنت في هذه الساعة، أنت في هذه الساحة، أتدري من فيها؟ أتدري ما فيها؟ أتدري نظر الرحمن إليها؟ أتدري الحاضر؟ أتدري الناظر؟ أتدري الباصر؟ أتدري من عن يميني؟ أتدري من عن يساري؟ أتدري من أمامي؟ أتدري من خلفي؟ إن قصرت عينك على الأشباح والأجساد، فوراء ذلك ما لا يحصره التعداد، توجّه إلى الكريم الهاد، المعطي الجواد، إنه يتَجَلَّى، إنه يتَجَلَّى، وكم من عبد يتَمَلّى.. إنه يتَجَلَّى، وكم من عبد يتَمَلّى.. إنه يتَجَلَّى، وكم من عبد يتَمَلّى.. إنه يتَجَلَّى، وكم من عبد يتَمَلّى.. إنه يتَجَلَّى، وكم من عبد يتَمَلّى.. إنه يتَجَلَّى، وكم من عبد يتَمَلّى.. إنه يتَجَلَّى، وكم من عبد يتَمَلّى.. إنه يتَجَلَّى، وكم من عبد يتَمَلّى، إنه يتجلّى، إنه يتَفَضّل، إنّهُ يُكرم، إنّهُ يَرحَم، إنّهُ يَرأَف، إنّهُ يُواصل إنه يُوصِل، إنّهُ يُقرِّب، إنّهُ يُدنِي، إنّهُ يَهَب، إنّهُ يُعطِي، إنّهُ يَغفِر، إنّهُ يَجود، إنّهُ يَنظُر، إنّهُ يَنظُر، إنّهُ يَنظُر، ومن نَظَر إليهِ سعِدَ سعادةً لا يَشقَى بَعدها أبدا.. إنّهُ يَنظُر، ومن نَظَر إليهِ سعِدَ سعادةً لا يَشقَى بَعدها أبدا.. إنّهُ يَنظُر، ومن نَظَر إليهِ سعِدَ سعادةً لا يَشقَى بَعدها أبدا.. ولَعلَّهُ يَنظُرُكَ الآن.. ولَعلَّهُ يَنظُرُكَ الآن.. ولَعلَّهُ يَنظُرُكَ الآن يا حاضرا ويا سامع، ويا كل متوجه إليه بصدق، لعلَّهُ الآن يَنظُر إليك، لعلَّهُ الآن في رحمته إياك، وعطائه إياك وتفضّله عليك، إنه الله! أَمَا تشتاق الله؟ أَمَا تُحبّ الله؟ أَمَا تعظّم الله؟ أَمَا تُكبّر الله؟ أَمَا تُوحّد الله؟ أَمَا تُجِلّ الله؟ أَمَا تسترحم الله؟ أما تستكرم الله؟ أَمَا ترجو الله؟ أَمَا تؤمل في الله؟ أَمَا تخضع لله؟ أَمَا تعشق ربك؟ أَمَا تعشق قُرب ربك؟ أَمَا تعشق فضلَ ربِّك؟ وقد فتح لك الباب بعالي الجناب سيّد الأحباب، إمام أهل حضرة الاقتراب، حقيقة وقوفه في هذا الموقف وقف بها كل واقف قبله وبعده، فهو الواقف في الحقيقة، والربّ المطلوب المسؤول بلسان سيدنا الرسول وقلب سيدنا الرسول، فيما بينك وبينه يا برّ يا وصول، أنلنا فوق السول، وأعظم من المأمول، وما أنت أهله في الدين والدنيا والبرزخ والآخرة، واكفِنا كلّ هولٍ مَهول، وزكِّ لنا العقول، يا بر يا وصول، بسيدنا الرسول، هب لنا ما نرجو، وفوق ما نرجو من كل مأمول، في الدنيا والآخرة، يا الله.. يا الله.
ما أقربه.. ما أقربه! لا تذكر لي قلُرب حبل وريد مني فهو أقرب، ولا تذكر قُرب شيء من الكائنات فهو أقرب! لا تذكر لي قرب نفسي إلى نفسي فهو منها أقرب! الله.. الله .. الله! وكم من متباعد منه بوهمه وخياله حتى وهو في عرفة! فيا ربّ بالقلوب التي جلّيتها وصفّيتها ارحم هذه القلوب المحجوبة، وارحم هذه القلوب المعرضة، وأَقبِل بِها إليك.. وأَقبِل بِها إليك.. وأَقبِل بِوجهك الكريم علينا وعليهم، يا بَرُّ يا رحيم، يا الله.. يا الله.
من بحار كرمه سيل يسيل يعم الأقطار والأماكن، كم من كُربة تُفَّج الآن، كم من شدة ترفع الآن، كم من كافر يسلم الآن، كم من عاص يُتابُ عليه الآن، كم من كرب يُكشف، كم من بلية تُرفع، يا سبحان ربكم! سبحان من بيده الملك والملكوت.
الحمد لله الذي أوقفكم بين يديه، اللهم اقبلهم أجمعين .. اللهم اقبلهم أجمعين.. اللهم اقبلهم أجمعين.. واجعل من قبولهم أن تجمعهم على حوض هذا الحبيب، على حوض هذا الحبيب، يا رب، على حوض هذا الحبيب، يا إلهي، على حوض هذا الحبيب، يا رب مع أوائل الواردين إلى حوض هذا الحبيب.
يا الله، وارزقنا جمعًا تحت لوائه، لواء الحمد الذي يستظل به آدم، وإدريس، ونوح، وهود، وصالح، وإبراهيم، وإسماعيل، وإسحاق، ويعقوب، ويوسف، وشعيب، وموسى، وهارون، وزكريا، ويحيى، وعيسى، ومن بينهم من النبيين، ويستظل به أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، والذين بايعوه تحت العقبة في البيعة الأولى والثانية، ويستظل به أهل بدر وأهل أُحُد، والذين بايعوا تحت شجرة، وقُلتَ عنهم (لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا) يا من علِمت ما في قلوبهم اجعل مما في قلوبهم في قلوبنا، حتى تعلم ما في قلوبنا ما تعلمه في قلوبهم.
يا الله.. يا الله، هذه أيدينا بالتوبة وتجديد العهد معك ومبايعتك ومبايعة حبيبك، أن نكُفّ عن ما كان من الذنوب منا ومن المعايب وأن نعزم عزيمة الصدق أن نُطيعك فيما بقي من أعمارنا ونعمل بكتابك ووحيك ونحكّمك ونُحكّم رسولك ولا نتّبع أهواءنا.
اللهم فكل صادق معنا اقبل يده عندك، وألحقها بتلك الأيدي، ألحِقها بتلك الأيدي التي قُلت عنها (إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) (يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ).. (يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ).. (يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ).. (يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ).. (يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ).. (يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ).. يَدُ اللَّهِ.. يَدُ اللَّهِ.. يَدُ اللَّهِ.. (يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) هل تسمع؟! هل يسمع قلبُك؟! يَدُ اللَّهِ.. يَدُ اللَّهِ.. يَدُ اللَّهِ.. (يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) هل تسمع روحك؟! هل تسمع روحك؟ يَدُ اللَّهِ! (يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) هل يُشاهِد سِرُّك؟! هل يُشاهِد سِرُّك؟! هل يُشاهِد سِرُّك؟! (يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ).. (يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ).. (يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِه) لا تجعل فينا أحدًا منهم يا الله وأعذنا من النكث فيما بقي من أعمارنا، (وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ).. (وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) اجعلنا ممن أوفى بما عاهدك عليه.. اجعلنا ممن أوفى بما عاهدك عليه وآتِنا أجرًا عظيما يا عظيم.
يا الله.. يا الله، ما جمعتنا وأنت تُريد أن تردّنا ولا أن تُفرّقنا يوم القيامة، فبحق حبيبك الجامع اجمعنا تحت لواء حمده يا الله، ربّ يا ربّ يا ربّ وإن لم يكن لمثل هذا اللسان العاصي والقلب العاصي واليد العاصية أن تسألك أي شيء، ولكن منك فتحت لنا باب السؤال حتى للعصاة، ربّ ومع ذلك فإني أسألك أنا ولمن والى بصدق أوائل الصفوف تحت اللواء.. أوائل الصفوف تحت اللواء.. أوائل الصفوف تحت اللواء، لو لا كرمك ما نطق اللسان، ولا طمع الجَنَان، يا رحمن اجعلنا ومن صدق في الولاء فيك في أوائل الصفوف تحت ذاك اللواء.. في أوائل الصفوف تحت ذاك اللواء بجاه حبيبك الأول، بجاه حبيبك الأفضل الآخر الظاهر الباطن الفاتح الخاتم، يا الله.. يا الله.. يا الله، هذا الدعاء ومنك الإجابة وهذا الجهد وعليك التُّكلان، ولا حول ولا قوة إلا بك، يا عليّ يا عظيم، يا منّانُ يا كريم، يا رحمنُ يا رحيم.
يا الله، ما أعجبك! ما أكرمك! ما أحلمك! ما أرحمك.. ما أفضلك.. ما أعظم فضلك! ما أجزل نوالك! مثلنا تأذن لهم أن يفدوا إليك وأن يسألوك، وأن يطلبوك، وقد علمتنا عظُمت إساءتنا الأدب، وعظُم منا العَطَب، في الظاهر والباطن والحسّ والمعنى، وما منع عنا ذلك أن تطلبنا وأن توفّقنا وأن تُحضرنا وأن تجعلنا طالبين وسائلين في ركب المقربين والصالحين والمهتدين وأهل السوابق منك، فلك الحمد شكرا ولك المن فضلا، إلهنا لا تخذُلنا بعدها، ولا تقطعنا بعدها، ولا ترمنا إلى سوء بعدها، وكُن مُتَوَلِّيًا لنا حيث ما كنا، إلهنا، اجعل قلوبنا لك ذاكرة، لك شاكرة، لك خائفة، لك راجية، فيما عندك طامعة، تهابك أن تطمع في غيرك، وتهابك أن تخاف سواك، وتهابُك أن ترجوَ من عَدَاك، يا الله، بهيبة قوية من معرفة قوية، في همة سنيّة، وعطايا ربانيةٍ رحمانيةٍ صمدانية، بوجاهة الحضرة المحمدية الأحمدية. يا الله.. يا الله، لو لا فضلُهُ ما اجتمعتم ولا سألتم ولا جُمِعتم ولا كان استفتاح هذه الأبواب، لنا ولكم من فيضِ فضل الفتاح الكريم الوهاب، لا إله إلا هو مُسبّب الأسباب يا توّاب تب علينا وعليهم توبةً نصوحا، توبة لا نقض ولا نكث ولا إخلاف لوعدها، توبة الصادقين، توبة الصادقين، توبة الصادقين، توبة المقبولين، توبة المقربين، يا تواب، يا خير التوابين، اللهم اجعلنا من التوابين، واجعلنا من المتطهرين، واجعلنا من عبادك الصالحين، يا الله.
اللهم وفي ظل العرش اجمعنا، وعلى الحوض اجمعنا، وعند المرور على الصراط، وفي جناتك، وفي الفردوس الأعلى، وفي ساحة النظر إلى وجهك الكريم، اللهم من غير سابقة عذاب ولا عتاب ولا فتنة ولا حساب يا الله، لك جند تنتخبهم من أمة حبيبك يوفون بعهدك وينصرونك وينصرون حبيبك، ويقومون في كراسي الخلافة عنك على وجه الأرض، إلهنا.. إلهنا.. إلهنا، أيدينا امتدت إليك، لتدخلنا فيهم، وتجعلنا منهم، فانتخِبنا، واصطفِنا فيمن تصطفيهم، اجعلنا من جُندِك وعبادك الذين ليس للشيطان عليهم سُلطان، الناصرين لك ولرسولك بأقوالهم وأفعالهم وأموالهم وأرواحهم وحسهم ومعناهم، وظاهرهم وباطنهم، يا الله. فإن الملك ملكك، سفهٌ مِنّا نلتفت إلى ما سواك وأنت الملك، وأنت الذي ملكتنا وملكت ما معنا! وتنزّلت علينا تنزّلاً بالفضلِ وقُلتَ (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم) وهل أنفسنا إلا ملكك، وهل أموالنا إلا منك وملكك أصلًا! ثمّ أقمتنا مقام البائعين، ووقفت مقام المُشتري، وأنت الذي وهبت، وأنت الذي ملكت، وأنت الذي أعطيت تنزلًا منك لعبادك، فارزقنا الوفاء بعهدك، وارزقنا بيعةً نقوم بحقها، لا نقيلُ ولا نستقيلُ منها، يا الله، يا الله، يا الله.
يا الله، وكروب الأمة في المشارق والمغارب، أنت لها فجلّها عنا وعن أمة حبيبك محمد، يا مغيث المستغيثين، نستغيثك للمكروبين، نستغيثك للمأسورين، نستغيثك يا مولانا لأهل الشدائد، نستغيثك لمن حلّت بهم النوازل، نستدفع بك ظلم الظالمين، واعتداء المعتدين، وافتراء المفترين، وكذب الكاذبين، فادفع شرهم عنا، يا أكرم الأكرمين، واجعلنا في حصنك الحصين، وفي حرزك المتين، إلهنا. وأرنا رايات حبيبك منشورة في كل دار على ظهر الأرض، في طولها والعرض، إنجازًا منك لوعدك الذي وعدته إياه، حتى لا يبقى بيت حجر، ولا مدر، ولا وبر، إلا ودخله ديني هذا، بذل ذليل، أو عز عزيز. اللهم وبعزتك، وبالعزة منك لنا يدخل دينه كل دار على وجه الأرض، وكل بيت على وجه الأرض. اللهم واجعلنا في زمرته يوم العرض، يا أرحم الراحمين. إلهنا، والحوائج منها ما نعلم، ومنها ما لم نعلم، ورفعناها إليك، فاقضِ حاجاتنا...
حاجةً فِي النفسِ يا رب فاقضِهَا يا خَيرَ قاضِ
حاجةً فِي النفسِ يا رب فاقضِهَا يا خَيرَ قاضِ
حاجةً فِي النفسِ يا رب فاقضِهَا يا خَيرَ قاضِ
وأرح سرِّي وقلبي من لَظاهَا والشَّواظِ
في سرورٍ وحبورٍ وإذا ما كنت راضِ
فالهناء والبسط حالي!
ونبيت الليلة يا ربّ في هناء ونصبح في هناء وباقي عمرنا يمرّ في الهناء، ونلقاك في الهناء، برضاك عنا، برضاك عنا، برضاك عنا. وإذا ما كنت راضي فالهنا والبسط حالي، وشعاري، ودثاري، إن لم يكن بك علينا غضب، فلا نبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لنا، فعافِنا، واعفُ عنا، وأيدنا، ولا تختبرنا، ولا تمتحنا، ولا تبتلنا، يا حي، يا قيوم، لا تبتلنا بعدها بذنب، ولا تبتلنا بعدها بمصيبة، وعاملنا بالفضل في جميع الأحوال، وزدنا من نوالك ما أنت أهله، يا جزيل الإفضال، واختم لنا أجمعين بالحُسنى وأنت راضٍ عنا، وعهدنا معك، نجدده فنقولُ (لا إله إلا الله) عهد بينك وبينه احضر قلبك له وقُلها بكليتك جسمك ولسانك وقلبك وروحك وسرك وكلّك قُل له: ( لا إله إلا الله .. لا إله إلا الله، محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في كل لحظة أبدا عدد خلقه، ورضى نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته) أحينا عليها يا حي وأمِتنا عليها يا مُميت، وابعثنا عليها يا باعث، واكشف لنا عن أسرارها، واكشف عنا أستارها، واجعلنا من خواص أهلها، وحققنا بحقائقها، وتوَفّنا عليها متحققين بحقائقها، برحمتك يا أرحم الراحمين، وبسر الفاتحة إلى حضرة حضرة حبيبك الأمين، ومنه إلى أرواح اله وصحابته وأهل بيته وسيدتنا خديجة بنت خويلد، والسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، وأهل حجون، وأهل معلاة، وأهل شبيكة، وأهل بقيع الغرقد، وأوليائك في الشرق والغرب، ووالدينا، ووالدي الحاضرين والسامعين خاصة، وموتانا وموتاهم موتى المسلمين عامّة وأحيائهم إلى يوم الدين، وإلى حضرة النبي محمد.
09 ذو الحِجّة 1439