إرشاد العلماء للأمة في مواجهة التحديات المعاصرة والحرص على عقيدة أهل السنة والجماعة

للاستماع إلى المحاضرة

محاضرة العلامة الحبيب عمر بن حفيظ في ملتقى العلماء، في ولاية جالا، تايلاند، الأربعاء 30 ربيع الثاني 1447هـ بعنوان:

إرشاد العلماء للأمة في مواجهة التحديات المعاصرة والحرص على عقيدة أهل السنة والجماعة

نص المحاضرة:

الحمد لله ذي المواهب والعطايا، ونشهد أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ عالم الظواهر والخفايا، ونشهد أنَّ سيدَنا محمدًا عبده ورسوله، جامع الخصائص والفضائل وأعلى المزايا، صلّى وسلّم وبارك وكرّم عليه وعلى آله وأهل بيته الأطهار وأصحابه خيار السرايا، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين في الأقوال والأفعال والمقاصد والنوايا، وعلى آبائه وإخوانه من الأنبياء والمرسلين خيار البرايا، وعلى الملائكة المقربين وجميع عباد الله الصالحين، وعلينا معهم وفيهم، إنه أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين.

مكانة العلماء ومسؤوليتهم

أما بعد، فيا أهل الأمانة، ويا حُرّاس الديانة، ويا مسؤولين على هذا الدين بالقيام له بالحفظ والصيانة، يا مُتّصلين بأنوار الوحي والتنزيل، يا مُرتبطين بالنبي الجليل، يا مأمونين على موروثاته وتَرِكَته في البرية، يا من يتوجَّه إليهم الخطاب أولاً، وهم القدوة والأُسوة، وبقية أصناف الأمة لهم تَبَع، يا من يتمّيز أهل الصدق منهم والإخلاص وأداء الأمانة إلى أعلى المراتب وأعظم المرتفع.

 فإذا وُزِنَ دماءُ الشهداء بمداد العلماء -كما قال الحسن البصري- يوم القيامة، رجح مداد العلماء بدم الشهداء.

ويقول سيدنا أبو الدرداء الصحابي أو ابن مسعود رضي الله عنهما: "ليَوَدَّنَّ رجالٌ قُتلوا في سبيل الله شهداء، أَنْ يبعثَهم الله علماء؛ لِمَا يَرَوْنَ من كرامتهم عند الله".

ثم مَنْ لم يَرْعَ حق هذه الأمانة منا وأضاع شأنها، يكون مِن أول من تُسَعَّرُ بهم النار يوم القيامة.

يا مَن هم بهذه المثابة والمنزلة العالية الشأن، الأمر مُهِم وعظيم وخطير، ونحن أولى الناس بحماية هذا الدين ورعاية حقّ البشير النذير في أمته، وما يُطلَب من جميع الأمة فإن تطبيقه بين أهل العلم والتدريس والدعوة إلى الله تبارك وتعالى هو السبيل الأقوى لنشر ذلك الخير في الأمة.

فإنما ينتشر الإخلاص لله والصدق مع الله في عموم الأمة إذا قَوِيَ وانتشر بين العلماء والمدرسين والدعاة إلى الله، ولا تنتشر المحبة في الله والأخوَّة في الله والأُلفَة من أجل الله بين قلوب المؤمنين حتى تنتشر وتَقوَى بين العلماء والدُّعاة والمُدرسين.

بل وفي حُسن إقامة الفرائض، الأمة تبعٌ لهؤلاء، وفي حُسن اجتناب المحرمات والمكروهات والشُّبهات، بقية الأمة تبعٌ لهؤلاء، بل والإكثار من النوافل بعد أداء الفرائض تقربًا إلى الله ولتُنال محبته، الأمة فيه تبعٌ لهؤلاء.

فما أعظم مسؤولية هؤلاء من بين الأمة، وما أعظم قدرهم عند الله إذا قاموا بهذه المهمة.

مكائد إبليس ومخاطر الفُرقة

وإنكم لتَشهدون وتُشاهدون أيضًا ما يَحوكهُ إبليس وجنده من شياطين الإنس والجن لإضرار هذه الأمة ولإغوائها ولإضلالها وللتفريق بينها بالوسائل المختلفة، ما بين دعوة للكُفر والإلحاد، وما بين دعوة للاستخفاف بآيات الله تبارك وتعالى وعظيم شرعه، وما بين نشرٍ للفواحش وإثارة الشهوات بمختلف الوسائل، وما بين نشرٍ للمُخدرات والمُسكِرات بمختلف الوسائل، ويتركَّز الاستهداف بهذا على أبناء وبنات أهل العلم والأُسَر الطيِّبة الصالحة.

ومن نشر التفريق والتشتيت بين المسلمين بمختلف الوسائل؛ إما باسم المذهبية، وإما باسم القومية والقَبَلية، وإما باسم المكانة والمنطقة، وإما بأي اسم آخر يؤدي إلى التشتيت والتفريق والتباعد.

 وهذا هو المشروع الأكبر لعدو الله إبليس حين أَيِسَ أن يعبده المصلون بعد رسول الله محمد ﷺ، وكلكم تقرأون في صحيح الإمام مسلم قول نبينا عليه الصلاة والسلام: «إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، فَإِنْ يَطْمَعْ فِي شَيْءٍ فَفِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ».

فمشروعهُ الأكبر أن يثير التحريش والتفريق بين الأمة، فيا ويل من كان عُنصرًا مناصرةً له وأثار الفرقة بين أحدٍ من المسلمين، ويا فوز من تصدّى له وسدّ ثغراته وعمل على جمع شمل المسلمين.

وخصلتان نصَّ ﷺ في بلاغ الرسالة أنه لا يخاف على الأمة منهما، وخصلتان نبَّه الأمة أنه يخاف عليهم منهما، فأما الخصلتان اللتان أخبر أنه لا يخافهما على الأمة:

  1.  فالأول الفقر، قال: «فواللهِ مَا الفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ»،
  2.  والثاني الشرك الأكبر، وقال كما جاء في صحيح الإمام البخاري: «أَمَا إِنِّي لَا أَخَافُ أَنْ تُشْرِكُوا مِنْ بَعْدِي».

وهذان يعمل إبليس وجنده على إثارة التحريش من خلالهما؛ يُخَوِّف الناس بالفقر، ويحملهم على أن يتعادوا بينهم البين في طلب هذا المال، وأن يقتحموا المنكرات في سبيل تحصيل المال، قال تعالى: (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).

وكذلك ينسب الناس إلى الشرك الأكبر ليُثير بينهم العداوة حتى الوصول إلى حدّ استحلال المال والعرض والدم والقتال بينهم، ويوحي إلى كثير ممن قدر عليهم من المسلمين: أَنْ أَنْقِذُوا الناس من الشرك، والناس هؤلاء مشركون، والناس وقعوا في الشرك الأكبر! فكأنهم يخافون الشرك على الأمة والنبيُّ الأنصح لا كما كان يخاف ذلك.. فمن الأعلم الأعرف ومن الأنصح؟

 ما خافه النبي ﷺ على أمته

وأما الخصلتان اللتان خافهما على الأمة ﷺ:

  1. فالأولى: التنافس غير المحمود وغير الشريف على الدنيا بكل مظاهرها. قال وصرَّح: «وَلَكِنْ أَخْشَى أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسَهَا مَنْ قَبْلَكُمْ، فَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ».

وقال كما جاء في صحيح البخاري أيضًا وغيره: «إِنَّكُمْ سَتَحْرِصُونَ عَلَى الْإِمَارَةِ، وَإِنَّهَا سَتَكُونُ نَدَامَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ».

وأخبر أن محبّتها وإرادتها يُفسد الأعمال الصالحة ولو كان جهادًا في سبيل الله، ويقول: «مَنْ غَزَا وَهُوَ يَنْوِي عِقَالًا فَلَهُ مَا نَوَى» ، أي: لا يبقى له شيء من عظيم ثواب الجهاد الكبير في الدنيا والآخرة إلا أَخْذُ هذا العِقال بسبب نيته وإرادته.

وقال: «رُبَّ قَتِيلٍ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِنِيَّتِهِ».

قال: «مَا تَعُدُّونَ الشُّهَدَاءَ فِيكُمْ؟» قالوا: مَنْ قُتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، فَقَالَ: «إِذًا، إِنَّ شُهَدَاءَ أُمَّتِي لَقَلِيلٌ، مَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَهُوَ شَهِيدٌ، وَالْمَيِّتُ بِهَدْمٍ شَهِيدٌ، وَالْغَرِيقُ شَهِيدٌ، وَالْمَبْطُونُ شَهِيدٌ، وَالْمَرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ وَوِلادَةٍ شَهِيدٌ». وقال: «أَكْثَرُ شُهَدَاءِ أُمَّتِي أَصْحَابُ الْفُرُشِ، وَرُبَّ قَتِيلٍ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِنِيَّتِهِ».

وسُئِل: الرَّجُلُ يُقَاتِلُ شَجَاعَةً، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ حَمِيَّةً، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلْمَغْنَمِ، وَالرَّجُلُ يُقَاتِلُ لِلذِّكْرِ، فَأَيُّهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؟ وفي جوابه نفاهُم كلهم وأثبت واحدًا، قال: «مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ».

  1. والأمر الثاني الذي خافه ﷺ على الأمة: الأئمة المضلِّون. فقال كما روى الإمام أحمد في مسنده وغيره عنه ﷺ: «إِنّي من غَيْر الدَّجَّالِ أَخْوَف عَليكم مِنَ الدَّجَّالِ»، قَالُوا: وَمَا هُوَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «من الْأَئِمَّةُ الْمُضِلّينَ».

وقال: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ صُدُورِ الرِّجَالِ بَعْدَ أَنْ يُؤْتِيَهُمْ إِيَّاهُ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِمَوْتِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ عَالِماً اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤَسَاءَ جُهَّالًا، فَضَلُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَأَضَلُّوا».

قال سيدنا عمر بن الخطاب: "إن أخوف ما أخاف على الأمة المنافق العليم"، قالوا: كيف يكون منافقًا عليمًا؟ قال: "عليم اللسان"، فتبيَّن بذلك ما الذي خافه علينا نبينا لنحذر منه.

 منهج أهل السنة والجماعة في حفظ أركان الدين

وخير من تنبَّه لذلك في الأمة من بعد الصحابة وآل البيت الطاهر هُم علماء وأخيار وصلحاء أهل السنة والجماعة، فحافَظوا على العلم بأخذهِ عن أهله ورجاله بسنده، حتى لا يكون مِن بينهم منافق عليم ولا أئمة مُضلين. 

وأسسوا كيفية الاستنباط من النصوص في الكتاب والسنة بما جعلوا من أصول الفقه التي انتشرت، أول ما انتشرت على يد الإمام الشافعي عليه رضوان الله.

ولم يزل من القرن الثاني فما بعده، والسوادُ الأعظم من الأمة وأهلُ السنة أتباعَ هذه المذاهب الأربعة التي أظهرها الله تعالى ونشر اجتهاد أصحابها واستنباطهم: أبي حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد بن حنبل. 

ولم يزل أتباعهم في أَخْذِ علمٍ بسَنَد، بعيدين عن الأهواء وعن الإضلال، وإن كان لا يختصّ الاجتهاد ولا الاستنباط بهؤلاء الأربعة، ولكن هم الذين أظهرهم الله وأشهرهم بين أهل السنة.

وكذلك حافظوا على علوم الإيمان والاعتقاد، فحرَسُوا العقيدة مِما يطرأ عليها من الزيغ والزلل، وتمسكوا بما كان عليه أصحاب نبينا وأهل بيته ومن تبعهم من التابعين. 

واشتَهَرَ في المنافحين والحارسين للمعتقد الموروث عن رسول الله وأصحابه وأهل بيته، الإمامُ أبو الحسن الأشعري، الذي هو فرعٌ ومن ذرية سيدنا أبي موسى الأشعري الصحابي رضي الله عنه، وظهر في خراسان وبلاد ما وراء النهر الإمامُ أبو منصور الماتريدي، فالذين حافظوا على الاعتقاد الموروث عن رسول الله وصحابته وأهل بيته، اشتهروا بالأشعرية والماتريدية.

وقوَّوا الثبات على العلم الصحيح في الأحكام وعلوم الإسلام، وعلى الاعتقاد الصحيح في علوم الإيمان، بما انتهجوهُ من نهج الإحسان، الذي يرتفع فيه بِسُلَّم الإسلام والإيمان المؤمنُ إلى رتبة عَليّة في الأدب مع الله، وشهود اطِّلاعه وإحاطته وحُسن معاملته، وهو الذي عبَّر عنه رسول الله بقوله: «أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ».

فكما أنّ جميع علوم الفقه والأحكام تفرَّعت عن قوله ﷺ: «أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَأَنْ تُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا»، فكذلك جميع ما يتحدّث فيه الأشعريةُ والماتريديةُ ويُحَرِّرونه من علمٍ في الاعتقاد، فهو المتفرع عن قول رسول الله: «أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَبِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى».

فكذلك جميع ما اهتمّ به أهل التزكية والتنقية للقلوب وعلم الإحسان والمعارف وما تفرّع عنها، كلها مُتفرعة عن قول رسول الله: «أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ». واشتَهَرَ هذا العلم في الأمة بـ "علم التصوف".

وكان أول من قام للمُنافحة عن حقائق الإحسان وتثبيت معناها وأركانها، سيدنا علي زين العابدين ابن الحسين، ومن اتّصل به وسار على ذلك المنهاج من كبار التابعين، كأمثال الحسن البصري، والإمام سعيد بن المُسيّب، وسيدنا أويس القرني، ومَن على شاكلتهم ومَن تبعهم.

ثم كان للحارث المحاسبي -عليه رحمه الله- تحريرات كثيرة وتدقيقات في هذا العلم، ثم كان للإمام الجنيد بن محمد غوصٌ كثير على حقائق هذا العلم، وكان للإمام أبي طالب المكي اعتناءٌ بهذا العلم وتأليفٌ فيه، كمثل "قوت القلوب".

 التكامل بين علوم الشريعة (الإسلام والإيمان والإحسان)

وباجتماع هذه المعاني في حقائق الإسلام والإيمان والإحسان حُفِظَتْ حقائق الدين، وحُرِسَت الشريعة المُطهّرة وحُفِظَتْ، وكان بذلك التَّهيُّؤُ لمن أتقنه إلى نيل المعرفة الخاصة والمحبة الخالصة.

ولئنْ جئنا من بعد هؤلاء وأردنا أداء الأمانة وإحياء العلم، فلن نجد سبيلاً غير سبيلهم، العلماء وأهل الأربطة والمُدرسون في المدارس والدعاة وأهل الخطابة في المساجد، كلهم لا يستطيعون أداء الأمانة إلا بالجمع بين هذه العلوم الثلاثة.

وبها يحصُل التآلف بينهم والتكاتف والتعاون، ولا تستطيع النفس على من تَحقَّق بهذا النور بهواها ولا بشهوتها أن تغلب صاحبها، فيتحامل على الغير أو يؤذيه أو يسبّه من أجلها، كما لا تستطيع أيضًا النفس أن توقعهُ في مقاطعة الغير وأذاه لأجل جاه أو منزلة، أو لفرعٍ من فروع أمر الفقه وما يحتمل الرأي والنظر وما إلى ذلك من المسائل الفرعية.

وبذلك يُدرِكون، بل يعيشون، ما كان بين الأئمة الكبار -عليهم رضوان الله-، مِن مثل الأئمة الأربعة وغيرهم من أئمة الدين الذين حفظوه على مدى القرون، ما كان بينهم مع اختلافهم في الاجتهاد؛ من الأدب والاحترام والتعظيم والألفة والتزاور والثناء.

ومن الضرورة أَنْ نعودَ إلى نفس ذلك المسلك، ويعلَم كُل مِنا أنه كلما وفَّقه الله إليه وثبَّته وألهمه الصواب فيه فهو يخدم جزءًا من أجزاء هذا الدين، وأن الآخر فيما وُفِّقَ فيه وهُدِيَ إليه يخدم جزءًا من أجزاء هذا الدين، وكذلك الثالث والرابع، وأن كُل منهم عَضُدٌ للآخر وسند، وباجتماعهم يُخدَم الدين على وجه الحقيقة والصحة، ومهما تخالفوا فصار حالهم كحال من أراد أن يَقطعَ ويفصِل أجزاء الجسد الواحد ويعالج ذلك الجزء، فلا يتمكن من معالجته.

بل: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ الْوَاحِدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى».

مراتب العلوم وعلاقتها بالشريعة

وكُلنا نعلم أن الأصل في العلم هو علم الشريعة والدين، وهي هذه العلوم الثلاثة، وأنَّ الطريق الصحيحة في تلَقِّيها: أخذُها عن الشيوخ بالسند.

وأنَّ بقية العلوم منها ما هو فرض كفاية، ومنها ما هو مندوب، ومنها ما هو مُباح، ومنها ما هو حرامٌ.

  •   فأما ما حُرِّمَ، كعلم السحر والشعوذة، فذلك شرٌ كله يجب اجتنابه ومحاربته.
  •  وأما ما كان مباحًا أو مسنونًا أو فرض كفاية، فيجب أن يكون تحت نور علم الشريعة المُطهَّر، ويجب على علماء الشريعة أن يحثّوا ويُشجّعوا من يقوم بالعلم الذي هو فرض كفاية، كعلم الطب وعلم الهندسة وعلم الزراعة وما تحتاج إليه الأمة، ويُعلِّمونهم النية في ذلك، وأنهم يخدمون بذلك الدين والشريعة، ويرشدونهم إلى ما هو الأفضل.
  •   كذلك ما يُستحَب تَعَلُّمهُ من أنواع الحِرَف والصناعات التي تشارك في تغطية حاجة الأمة وتزيد إلى حدّ الرفاهية والمباح لهم، فما يدخُل من هذه العلوم في مساندة الحاجة للأمة فهو من العلوم المُستحبّة، وما تعلَّق بالكماليات دون الحاجة فهو من العلوم المباحة.

وهذه العلوم الثلاثة بل علم الشرع معها قد يطرأ عليه ما يَحرِفهُ عن أصله، فيصير بعد ذلك ما بين حرامٍ أو مكروهٍ والعياذ بالله، كل ما أراد أن يستخدمه صاحبه للإضرار بالغير، أو لتلبيس الأمر والتزييف فيه، أو لأخذ المال بغير حق، عاد بهذه المقاصد إلى مُحرّمٍ.

 الواجب العملي في الواقع المعاصر

ومِن أخصر وأجمع ما كُتب في هذه العلوم الثلاثة، ما حرَّره الإمام عبد الرحمن بن عبد الله بلفقيه، تلميذ الإمام الحداد، عندما سُئِل عن جامعٍ لهذا الدين وقيامٍ بِحَقّه كاملاً، فألَّف "تنوير بصائر الإخوان". لا يستغني عنه عالم ولا مُعلِّم ولا مُتعلِّم وطالب علم.

وبمجموع ذلك نعرف حاجاتنا وواقعنا الذي نعيش فيه، وكيف نقوم بالواجب.

من الواجب ما يتعلَّقُ بترتيب أوضاعنا في التمكُّن من الحفاظ على هذه الأمة وحراسة الدين فيها، بعد الاجتماع والتعاون، إلى اتخاذ الوسائل التي في مثل الأوضاع التي تعيشون فيها، بعضها يترتب على تحصيل شهادات رسمية معتمدة عند الدولة، فإن كُنا نعرف أن ذلك ليس أصلاً ولا تترتب عليه حقيقة العلم، ولكنه وسيلة صارت ضرورة لفسح المجال لإيصال الدعوة أو المحافظة على الدين في المراكز التي توجد بيننا، فنستعمل ذلك ليقوم جماعة منا بِسَدّ الثغرات في الأماكن التي منها النفوذ إلى واقع الأمة.

ومن الواجب أيضاً ما يتعلّق في الحفاظ على الأمة في عقائدهم وعلوم الإسلام والإيمان، فنحتاج ألا نقتصِر على معاهدنا ومدارسنا وزوايانا ومساجدنا، بل نخرج إلى المسلمين الذين لا معاهد لهم ولا مدارس عندهم، ومن لا يحضر في المساجد من المسلمين، لِنوصِل هذا الخير إليهم.

وكذلك الواجب في حماية سلوك الأمة وبُعدها عن المعاصي التي يُروَّج لها وتنتشر بينهم، كل ذلك يحتاج إلى اتصال بأصناف الأمة ونزول إلى أماكنهم ومنازلهم لحمايتهم والمحافظة عليهم ولحراسة دين الله تعالى.

ثم مِن نعمة الله تبارك وتعالى عليكم أنكم أيضاً تعيشون في دولة لا تمنعكم عن إقامة الشعائر، بل ولا عن تعليم الدين، بل ولا عن تربية أهليكم وأولادكم وأبنائكم، بل ولا عن الدعوة لهذا الدين بالأسلوب الطيب.

ولو كان غير ذلك، لاحتجتُم إلى صبر شديد كصبر رسول الله ﷺ والصحابة الذين بقوا في مكة سنين طويلة تحت حكم الكفار، وما قضاهُ مِن الصبر سنواتٍ سيدنا إبراهيم تحت حكم النمرود. 

وما قضاهُ سيدنا موسى عليه السلام من سنوات هو والمؤمنون معه تحت حكم فرعون، حتى قال له أصحابه: (أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِيَنَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا). ومع ذلك كان يسومهم سوء العذاب كما ذكر الله، ومع ذلك قال لهم موسى: (عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ)، ما يستخلفكم في الأرض لتمرحوا ولا لتنعموا بالأهواء والشهوات، ولكن ليختبركم ماذا تعملون وكيف تُطبِّقون هذا الدين وكيف تتقون الحق جل جلاله.

بل وكما صبر سيدنا نوح والذين آمنوا معه 950 سنة تحت حكم الكفار، بل وكثير من الرسل وأتباعهم، قال الله تعالى: (وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَىٰ مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّىٰ أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ).

بل ومن نعمة الله أنه مع ذلك يمكن أن تساعدكم هذه الدولة في فسح المجال لكم، وفي إمدادكم ببعض الحاجات التي تقومون فيها بالتربية ونشر هذا العلم والدين.

فما شُكْرُ هذه النعمة من الله تعالى لله تعالى إلا أن تجتهدوا في جمع شملكم، والقيام بنشر دينكم ونصرته وإقامته على الوجه الذي هو أحب وأطيَب وأنفع للخلق، وأجدر أن يُستجلى فيه جمال هذا الدين وكماله وبهاؤه وحسنه.

الدعاء بالقبول والتوفيق

وفّقكم الله تعالى وأعانكم وأيَّدكم، وجمع شملكم، وجَمَع قلوبكم عليه، وصِدق الوجهة إليه، وبارك في مساجدكم، وبارك في معاهدكم، وبارك في مدارسكم، وبارك في تعلُّمكم وتعليمكم، ورزقكم الانتفاع وحسن الاتباع وحقائق الارتفاع والعطايا الوساع، والخير الذي يعمّ البقاع، والسعي في أكرم المَساع.

وجعل سعيكم مشكورًا، وعملكم مبرورًا، وقلوبكم مُطهَّرة، وأرواحكم منوَّرة، وسرائركم مصفَّاة، ورقَّاكم مراقي قُربه ورضاه، ورزقنا وإياكم التحقق بحقائق الإسلام والإيمان، ورقَّانا في مراقي الإحسان، وأكرمنا بالمعرفة الخاصة والمحبة الخالصة.

دائرة المعرفة الخاصة

فإنه بعد التحقُّق بحقائق الإسلام والإيمان والإحسان، تبدأ دائرة المعرفة الخاصة، وهذه خاتمةٌ لما قبلها ولكنها أُولى لما بعدها. فليس لحقائق معرفة الله من نهاية، ولا يزال العارفون يترقّون في درجاتها، حتى الأنبياء والمرسلون، حتى سيدهم خاتم النبيين.

فكان يقول في كل ليلة: «سُبْحَانَكَ لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ».

وقال له ربه: (وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا).

زادنا الله وزادكم علمًا، ورزقنا فهمًا، ودفع عنا وَهمًا، ونشر لكم أعلام الصدق معه والنصرة له، الله يضاعف خيره لكم، ويضاعف جوده عليكم.

وصايا في ختام المحاضرة

 وسبيلكم: حُسن الاتصال بالكتاب العزيز وتأمُّل الآيات، والمحافظة على الأوراد والأذكار، والقيام بالليل، والاستغفار بالأسحار. 

وهي الوصايا التي أوصى الله بها الرحمنُ الخالقُ عبدَه سيدَ الخلائق، فمن يستغني عنها وهي وصية الله لأكرم خلقه؟

رقَّاكم الله أعلى المراقي، وسقانا وإياكم من أحلى السواقي، وكان لنا بما هو أهله في جميع الأحوال، وربطنا بنبيّه محمد ربطًا ليس له انحلال، وتولانا به في الدنيا والمآل، ورزقنا قربه ومرافقته في الدنيا والبرزخ والقيامة، وفي دار الكرامة، وفي ساحة النظر إلى وجه الله الكريم.

الدعاء لأهل فطاني والمسلمين

اللهم تولَّ أهْلَ فطاني بما أنت أهله في كل قاصٍ ودانٍ، وبلِّغْهُمْ غايات الأماني، واسقهم كأس محبتك الهاني، بأسرار المثاني، ووجاهة صاحب الشرف العدنان. آمين اللهم آمين.

انصر بهم الدين وانصرهم، أيِّد بهم الحق وأيِّدهم، واجعلنا وإياهم في قومٍ يهدون بالحق وبه يعدلون. واجعل جمعنا هذا مذكورًا في العالم الأعلى بخير ما تَذكُر به مجامع المحبوبين، واجعل له آثارًا واسعة في الصلاح والفلاح والنجاح في الدنيا والدين، يا أرحم الراحمين. 

نسألك لنا ولهم وللأمة من خير ما سألك منه عبدك ونبيك سيدنا محمد ﷺ وعبادك الصالحون، ونعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك ونبيك سيدنا محمد ﷺ وعبادك الصالحون.

اللهم اكتبنا وإياهم في ديوان أهل الصدق، وألحقنا بخيار الخلق، وارزقنا قصب السبق، وتولَّنا بما توليت به محبوبيك والمقربين إليك يا أكرم الأكرمين.

 يا أول الأولين، يا آخر الآخرين، يا ذا القوة المتين، يا راحم المساكين، يا أرحم الراحمين. 

انظر إلى أحبابنا هؤلاء العلماء، واجْزِهِم اللهم فيما يقومون به خير الجزاء، وتولَّهم في الظاهر والباطن بما أنت أهله حسًّا ومعنى. اللهم زدهم زيادة، وأسعدنا وإياهم أعلى السعادة، ورَقِّنَا ذُرَى القرب منك، والفهم عنك، والصدق معك، والاتصال بنبيك محمد وآل بيته وصحابته والتابعين، برحمتك يا أرحم الراحمين.

وبسر الفاتحة، إلى أرواح والدينا ومشايخنا وذوي الحقوق علينا، وإلى أرواح جميع شيوخكم وشيوخنا وجميع سلاسل إسنادهم إلى النبي محمد ﷺ، أنَّ الله يجزيهم عنا خير الجزاء، ويجمعنا بهم في دار الكرامة والهناء، ويُصلح الظاهر والباطن.

بسر الفاتحة إلى أرواحهم، وإلى حضرة النبي محمد ﷺ، الفاتحة.

 

فقرة الأسئلة والمداخلات

معكم حلمي من ماليزيا، لدي سؤالان:

الأول: نود أن يتصل السند بكم ولو بحضور مجالسكم عن بُعد ، هل يتأتى ذلك وكيف؟

الثاني: نحن الشباب تعترينا غفلة عن الله، فهل ممكن تفيدنا بذكر أو قراءة شيء من أوراد السادة آل باعلوي، سواء كان ذكراً عاماً أو خاصاً لإبعاد هذه الغفلات عن قلوبنا، وجزاكم الله خيراً كثيراً.

(سؤال: حول الاتصال عبر الوسائل الحديثة)

الاتصال عبر الوسائل إذا تمّ على وجه الانتباه والمحبة، وكان ذلك المنشور موثقًا وصحيحًا، فهو نوع من أنواع الاتصال، يشبه اتصال من سبق قبلنا في الشهود في الرؤيا في المنام، والرؤيا أيضًا بعضها في اليقظة لبعضهم لمن تقدم من الأكابر واتصلوا بهم. وهذا نوع من أنواع الاتصال ويحصل به خير، والاتصال المباشر بالمجالسة والتلقي المباشر له شأنٌ أقوى وأرفع.

وذكرنا التوثيق أيضًا نظير ما يحصل من التخبط في المرائي، وما يحصل الآن من الذكاء الاصطناعيِّ وغيره.

(سؤال: عن الأذكار والأوراد)

وأعظم الأذكار ما جاء في الكتاب وأُثِرَ عن النبي ﷺ، ثم ما أُثِرَ عن الصحابة والصالحين على مدى القرون. وكل من قرأ بشيء من تلك الأذكار اتصل بأربابها وأصحابها، ونازلهُ من ذلك معاني صِلة باطنية وخيرات موهوبة من الإله.

وكان يقول الإمام أبو الحسن الشاذلي عليه رحمه الله: "من قرأ أورادنا فله ما لنا وعليه ما علينا". وهذا لسان خواص العارفين كلهم.

إلا من سبق له الاتصال بشيخ معين من الشيوخ المُمَكَّنِين الراسخين، فينبغي ألا يرتب على نفسه وردًا إلا بالاستئذان منه، والأصل عند أئمة الطرق والمشايخ أنَّ المجال مفسوح ومفتوح لجميع المسلمين، ولكن قد يكون في النظر إلى حال الفرد والشخص أنه يحتاج إلى نوع من الأذكار ونظرٍ فيها خاص، ومن هنا يحتاج إلى إذن شيخ.

(طريقة آل أبي علوي)

وآل أبي علوي لهم اعتناء بالأذكار الواردة في السنة المطهرة، ثم لهم عدد أيضًا من الأذكار لأئمة من أئمة الطرق، وعدد من الأذكار لأئمتهم.

وطريقتهم مؤسَّسَة على خمس خصال: العلم، والعمل، والإخلاص، والورع، والخوف من الله عز وجل؛ يبنون عليها بعد ذلك فروع الطريقة.

وهي طريقة لشيوخها اتّصال بأئمة الطرق المشهورين في العالم، فلكثير من مشايخ طريقتنا وأئمتها اتصال من حيث السند بسيدنا أبي الحسن الشاذلي، وبسيدنا أحمد البدوي، وبسيدنا أحمد الرفاعي، ولكل أهل الطريقة أيضاً اتصال بسيدنا عبد القادر الجيلاني.

فإن شيخ الطريقة سيدنا الفقيه المقدم محمد بن علي، أشهر أسانيده في الطريقة سندان: سند أخذُه بالمراسلة عن سيدنا شعيب أبي مدين المغربي، وهو أَخْذ عن أبي يعزى، وله أَخْذٌ بالواسطة ثم بالمباشرة عن سيدنا عبد القادر الجيلاني، كانت المباشرة في حجّه لما أدركه في بعض الحجّات وقدَّمهُ إليه فأخذ عنه.

وأحبُّ كتبِ شيوخ الطريقة: كتب الإمام الغزالي والإمام الشعراني، ثم بقية كتب الصالحين، إلا ما يُخاف على المريد أن يفهمها على غير وجهها.

وكُل من قرأ شيئًا من أورادهم كان بينهم وبينه حبل صلة، فالمجال واسع والعطاء واسع، والله أوسع وأكثر وأطيب.

 الإجازة والسند

في "الخلاصة" خلاصةٌ من الأذكار الواردة في السنة، ثم ما أُثِرَ عن الصالحين.

وأحبابنا العلماء الحاضرين أجزناهم فيما جاء في كتاب "الخلاصة" من أذكار وأوراد، وأَذِنَّا لهم أن يجيزوا من أحبوا من مريديهم وطالبيها عنهم.

ونجيزهم في التعلم والتعليم، والتذكُّر والتذكير، والنفع والانتفاع، والدعوة إلى الله عز وجل. كما أجازنا مشايخنا، ومنهم شيخنا أحمد بن حسن بن أحمد الحداد:

  •  * عن أحمد بن حسن بن عبد الله العطاس،

  •  * عن الحبيب أبي بكر بن عبد الله العطاس،

  •  * عن الحبيب أحمد بن عمر بن سميط (قطب الدعاة في وقته)،

  •  * عن والده زين وعمه محمد،

  •  * عن الإمام أحمد بن زين الحبشي (صاحب الرسالة الجامعة)،

  •  * عن قطب الدعوة والإرشاد سيدنا عبد الله بن علوي الحداد،

  •  * عن الإمام عمر بن عبد الرحمن العطاس،

  •  * عن الإمام الحسين بن الشيخ أبي بكر بن سالم،

  •  * عن والده الشيخ أبي بكر بن سالم،

  •  * عن سيدنا شهاب الدين أحمد بن عبد الرحمن،

  •  * عن والده عبد الرحمن،

  •  * عن عمه سيدنا الشيخ عبد الله العيدروس ووالده الشيخ علي بن أبي بكر،

  •  * عن أبيهما أبي بكر السكران وعمهما عمر المحضار،

  •  * عن أبيه سيدنا عبد الرحمن السقاف،

  •  * عن أبيه محمد مولى الدويلة،

  •  * عن عمه عبد الله بن علوي ووالده علي،

  •  * عن أبيهما سيدنا علوي بن الفقيه المقدم،

  •  * عن أبيه سيدنا الفقيه المقدم محمد بن علي،

  •  * عن والده علي وعمه علوي،

  •  * عن أبيهما محمد صاحب مرباط،

  •  * عن أبيه علي خالع قسم،

  •  * عن أبيه سيدنا علوي،

  •  * عن أبيه محمد،

  •  * عن أبيه علوي (وهو أول من سُمِّيَ بعلوي في أهل البيت، ومنه جاءت النسبة "آل باعلوي" والعلويون نسبةً إلى هذا)،

  •  * وهو عن أبيه سيدنا عبيد الله،

  •  * وهو عن أبيه المهاجر إلى الله أحمد بن عيسى (وهو أول من وصل إلى حضرموت من أهل البيت الطاهر)،

  •  * عن أبيه سيدنا عيسى، عن أبيه سيدنا محمد (وهما مقبوران في البصرة في العراق)،

  •  * عن أبيه علي العريضي (وهو مقبور بجانب المدينة المنورة)،

  •  * عن أخيه موسى الكاظم (مشاركةً له في صغره)، عن أبيهما جعفر الصادق،

  •  * عن أبيه سيدنا محمد الباقر،

  •  * عن أبيه علي زين العابدين،

  •  * عن أبيه الحسين بن علي،

  •  * عن أبيه سيدنا علي بن أبي طالب وأمه فاطمة الزهراء،

  •  * وهما عن حبيب الرحمن سيد الأكوان، مَن أُنزل عليه القرآن، سيدنا محمد ﷺ.

فأجزناكم في ذلك بهذا السند.

 

تاريخ النشر الهجري

16 جمادى الآخر 1447

تاريخ النشر الميلادي

07 ديسمبر 2025

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

العربية