(236)
(536)
(575)
دعاء العلامة الحبيب عمر بن حفيظ في قنوت الوتر، ليلة الأحد 22 رمضان 1445هـ
( الصدقة )
اللّٰهُمَّ {رَبَّنَاۤ ءَاتِنَا فِی ٱلدُّنۡیَا حَسَنَة وَفِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ حَسَنَة وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ}
{رَبَّنَا لَا تُزِغۡ قُلُوبَنَا بَعۡدَ إِذۡ هَدَیۡتَنَا وَهَبۡ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحۡمَةً إِنَّكَ أنت ٱلۡوَهَّابُ}
{رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}
{رَبَّنَاۤ أَفۡرِغۡ عَلَیۡنَا صَبۡرࣰا وَثَبِّتۡ أَقۡدَامَنَا وَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَـٰفِرِینَ}
{رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسۡرَافَنَا فِیۤ أَمۡرِنَا وَثَبِّتۡ أَقۡدَامَنَا وَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَـٰفِرِینَ}
{رَبَّنَا لَا تَجۡعَلۡنَا فِتۡنَة لِّلۡقَوۡمِ ٱلظَّـٰلِمِینَ * وَنَجِّنَا بِرَحۡمَتِكَ مِنَ ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَـٰفِرِینَ}
{رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذۡنَاۤ إِن نَّسِینَاۤ أَوۡ أَخۡطَأۡنَا رَبَّنَا وَلَا تَحۡمِلۡ عَلَیۡنَاۤ إِصۡرا كَمَا حَمَلۡتَهُ عَلَى ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلۡنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَٱعۡفُ عَنَّا وَٱغۡفِرۡ لَنَا وَٱرۡحَمۡنَاۤ أَنتَ مَوۡلَىٰنَا فَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَـٰفِرِینَ}
{رَبَّنَا لَا تَجۡعَلۡنَا فِتۡنَةࣰ لِّلَّذِینَ كَفَرُوا۟ وَٱغۡفِرۡ لَنَا رَبَّنَاۤۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡحَكِیمُ}
{رَبَّنَاۤ ءَاتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحۡمَة وَهَیِّئۡ لَنَا مِنۡ أَمۡرِنَا رَشَدا}
{رَبَّنَا وَءَاتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخۡزِنَا یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ إِنَّكَ لَا تُخۡلِفُ ٱلۡمِیعَادَ}
(رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَ ٰنِنَا ٱلَّذِینَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِیمَـٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِی قُلُوبِنَا غِلّا لِّلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ رَبَّنَاۤ إِنَّكَ رَءُوفࣱ رَّحِیمٌ)
اللّٰهُمَّ اهْدِنَا فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنَا فِيمَن عَافَيْتَ، وَتَولَّنَا فِيمَن تَوَلَّيتَ، وَبَارِكْ لَنَا فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنَا شَرَّ مَا قَضَيْتَ؛ فَإنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقضَى عَلَيكَ، وَإِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، وَلَا يَعِزُّ مَن عَادَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وتَعَالَيْتَ، فَلَكَ الحَمْدُ عَلى مَا قَضَيْتَ، نَسْتَغْفِرُكَ ونَتُوبُ إليك.
اللّٰهُمَّ اسلُك بنا مسالك الذين أيقنوا بلقائك والرّجوعِ إليك وأنّه ليس لهم إلّا ما آتيتهم؛ فبادَروا إلى التّصدُّق بما فرضتَ عليهم وندبته لهم في جميع شؤونهم وأحوالهم، طيبةً بذلك أنفسُهم، مقبولة عندك صَدَقَاتُهُمْ؛ فَبَوَّأْتَهُمْ منازل القرب الأسنى مع عبادك الصّالحين.
اللّٰهُمَّ إنّها علامة المحبّة لك؛ أن يُنْفَق الّذي تُحِبّه النّفوس وتهوى إليه، من الأموال ومن أنواع الثّمرات والخيرات، اللّٰهُمَّ فإنّا نسألك صِدق محبّة لك؛ تقوم بها هذه العلامة كاملةً وجميعُ علامات المحبّة، في توفيق منك ويقينٍ وتمكين مَكين يا أرحم الراحمين.
اللّٰهُمَّ إنّك أمرت بالتّصدّق ووعدت بالإخلاف الحَسن؛ فلك الحمد؛ فوفقّنا اللّٰهُمَّ لأداء الزّكوات في أموالنا، وصدقة الفطر الّتي شرعتها لنا طُهرةً لنا من اللّغو والرفث في صيامنا، وسببًا لقبولنا عندك، اللّٰهُمَّ فارزقنا أداءها على الوجه الأتمّ الأكمل الأرضى؛ طيّبةً بها نفوسنا مقبولة لديك يا أكرم الأكرمين.
اللّٰهُمَّ وارزقنا الإنفاق والتّصدُّق من أجلك؛ من أموالنا ومن عقولنا ومن نيّاتنا ومن أوقاتنا، ومن جميع ما آتيتنا وأعطيتنا وتكرّمتَ به علينا؛ نطلبك ونُحِبّك ونقصد وجهك ونريد وجهك، فاجعل لنا في ذلك قدمًا راسخا يشهد لنا بالوفاء والصدق عندك في عبادك المختصّين بالفضل الواسع يا أكرم الأكرمين.
اللّٰهُمَّ وقد جعلت النّماذج العُليا لذلك أنبياءك وصالحي آلهم وصحابتهم، اللّٰهُمَّ؛ فارزقنا الاهتداء بذلك الهدي واتّباع القوم الذين أثنيت عليهم؛ حتى يكون ما نُنفق في سبيلك ولوجهك أحبَّ إلينا ممّا نَدَعُ؛ مقتدين بحزبك المفلحين وعبادك المُقرّبين.
إلهنا؛ تفضّل علينا بحسن التّصدُّق المقبول لديك، وإذا جعلت كلّ امرئٍ في ظلّ صدقته يوم القيامة؛ فاجعل لنا ظلًّا ظليلّا ممّا تَمُنُّ علينا به من التّصدّق في سبيلك.
اللّٰهُمَّ إنّه توفيقك لمن سبقت لهم منك السعادة؛ وهذه أيدينا إليك ارزقنا حسن النّظر فيما يُرضيك، وحسنَ التصدق في كلّ ما آتيتنا وتكرّمت به علينا، مما تحبّ بالتصدق فيه لك ولوجهك واجعل ذلك خالصًا لوجهك الكريم.
اللّٰهُمَّ ومكِّن ذلك السّرّ في محبّتك والإنفاق من أجلك، في قلوبنا وقلوب أهلينا وأولادنا وأصحابنا وطلّابنا وأحبابنا ومن وَالَانا فيك، حتى نخرج عن وَصمة البخل وعن وصمة الشحِّ وعن عار ذلك، وعن كلّ ما لا تُحِبّه ظاهرًا وباطنًا يا ربّ العالمين.
اللّٰهُمَّ أكرمنا بحقيقة محبّتك وبذل جميع ما آتيتنا لوجهك مُخلصين لك، مُقْبِلِينَ عليك، مقبولين لديك، مُمَدَّين منك بأعلى التوفيق وأجلّه وأجمله وأفضله في كلّ شأن وحين، ووفّقنا لما هو وأحبّ وأطيب وأرضى لك ولرسولك يا ذا القوّة المتين.
سألناك أن تسلُك بنا مسالك أولئك الأخيار الّذين أثنيت عليهم وَقَبِلْتَ منهم؛ فلا تخلِّفْ منّا صغيرًا ولا كبيرًا ولا ذكرًا أنثى يا خير المعطين، يَا أَوَّلَ الأَوَّلِيْنَ يَا آخِرَ الآخِرِينَ، يَا ذَا القُوَّةِ المَتِيْن يَا رَاحِمَ المَسَاكِيْن يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ؛ اجعل جميع ما نُنفِق في الوجه الأحبِّ إليك والأرضى لك، والأنفعِ لعبادك من حيث أحاط بذلك علمك، توفيقًا منك ومنّةً منك وجودًا منك يا خير المُكْرِمِيْنَ، يا أكرم الأكرمين يا الله.
اللّٰهُمَّ وصُنْ قلوب المسلمين وأيديهم عن الإنفاق في الحرام والشّرّ والسّوء والمعصية، ومُناصرة العدو من أعدائك أعداء الدّين وناشر الفساد والضّرّ، اللّٰهُمَّ خلِّصهم من كلّ ذلك، واحمهم من كلّ ذلك، واستخلصهم من كلّ ذلك، واستخرجهم من كلّ ذلك، ووفّقهم أن لا ينفقوا إلّا لك ولما يُقرّب إليك، وما ينصرون به دينَك ورسولك في جميع شؤونهم ظاهرًا وباطنًا، لا تلتبس الأمور عليهم بتلبيس عدوّك إبليس وشياطين الإنس والجنّ الذين سُلّطوا على كثير من أهل هذه الملّة؛ اللّٰهُمَّ فخلِّص أهل ملّة الإسلام، وأنقِذ أهل ملّة الإسلام، وادفع عنهم شرّ الكفرة اللّئام، يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الطول والإنعام، يا الله يا الله يا الله.
واجعل ذلك من أسباب الفرج للمنكوبين والمكروبين والمظلومين من هذه الأمّة، في غزّة والضّفّة الغربيّة ورفح وأكناف بيت المقدس، وفي السودان وفي الصّومال وفي ليبيا وفي العراق وفي الشّام وفي اليمن، وفي جميع أقطار الأرض يا عالم السّرّ والعلن، عجّل بالفرج يا قريب الفرج، وارفع الضّيق والحرج، وقوِّم كلّ معوّج واخذُل أعداءك أعداء الدّين، من الظّالمين والمعتدين والغاصبين، ولا تُبلِّغهم مرادًا فينا ولا في أحد من المسلمين.
إليك نشكو، وعليك نُعَوِّل، وتحت بابك طرحنا أثقالنا، وإلى حضرتك العليّة وجّهنا سؤالَنا، وأنت القائل {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ}؛ فاستجب لنا وأغِث يا خير مغيث، وادفع عنّا شرّ كلّ خبيث، وعجِّل بالغياث الحثيث، يا الله يا الله يا الله.
وقد سمّيتَ الّذين يُنفقون لأجلك بالمقرضين لك وأنت الغنيّ الواسع الكرمِ والجودِ، ولكنّك المتفضّل المانح المعطي الجزيل العطاء والجزيل الفضل والإحسان، وقلت {مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً}؛ فاجعلنا من أهل ذلك القرض الحَسَن، وضاعف لنا أضعافًا كثيرةً، واسعةً كبيرةً؛ تقرُّ بها أعينُنا في القبور ويوم البعث والنّشور، وفي دار الكرامة يا عزيز يا غفور يا الله.
ثبّتنا على الاستقامة وأتحِفنا بالكرامة، وأعِذنا من موجبات النّدامة، وكن لنا في الدّنيا والبرزخ ويوم القيامة وفي دار المُقامة، في مرافقة المصطفى المختار المُظلّل بالغمامة، إمام أهل الإمامة، وكريم أهل الكرامة، وزعيم أهل الزعامة، سيّد الكونين وشفيع الثّقلين، به عليك لا فرّقت بيننا وبينه، بمنزلته عندك لا باعدْتَ أحدا منّا عنه، بمكانته لديك شرّف كلّ عين منّا وأهلنا وأولادنا بالنّظر إلى طلعته الغرّاء ومحيّاه الأزهر، في الدّنيا ويوم القيامة ويوم المحشر، وفي دار الكرامة والنّظر، يا الله يا الله يا الله، يا غوثاه يا ربّاه، يا حيّ يا قيّوم، يا رحمن يا رحيم.
نسألك لنا ولأمّته من خير ما سألك منه عبدك ونبيّك المصطفى محمّد، ونعوذ بك لنا ولأمّته من شرّ ما استعاذك منه عبدك ونبيّك المصطفى سيّدنا محمّد، وأنت المستعان وعليك البلاغ ولا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم.
{رَبَّنَا تَقَبَّلۡ مِنَّاۤ إِنَّكَ أنت ٱلسَّمِیعُ ٱلۡعَلِیمُ}
{وَتُبۡ عَلَیۡنَاۤ إِنَّكَ أنت ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِیمُ}
وصلى الله على سيدنا محمد النّبيّ الأمّيّ وعلى آله وصحبه وسلّم.
23 رَمضان 1445