وحدة أهل نور الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله واهبِ المواهب، ومُعطي العجائب، ودافعِ المصائب، الحمد لله مُجري السحائب بالغيوث السواكب، الحمد لله الناظر إلى القلوب والتي جعلها سبحانه وتعالى ذات السلطة على القوالب، لا إله إلا هو منه أمرُ المبتدأ وإليه العواقب.
نسأله أن يصليَ ويسلِّم على أطيب الأطايب، عبدِه المصطفى محمد الهادي إلى سواء السبيل، والدالِّ بأحسن الدلالة على الحق الجليل، وعلى آله وصحبه ومَن سار في دربه، وآبائه وإخوانه من النبيين والمرسلين وآلهم وصحبهم، وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.
أولئك بقية أجناس الكون، من غير الآدميين والجن، من أنواع الطير وأنواع الحيوانات في البر والبحر، والملائكة الكرام، يوالونهم في الله ويحبونهم من أجل المولى تعالى في علاه، ويصلُّون عليهم لأن ملك المملكة ومكوِّن الكون اختارهم واصطفاهم واجتباهم وأحبَّهم وقرّبهم وأدناهم واختصهم، وقد أمرنا الله تعالى لنثبّت أساس الوصلة بهؤلاء القوم، أن ندعوه بالهداية في كل ركعة في صلواتنا، إلى الصراط المستقيم، وربطنا بأن هذا الصراط صراط هذه الكوكبة مِن عباده الصالحين، النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ)، عليهم صلواتُ الله وتسليماته مع سيدِهم المجتبى محمد، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
وبعد مرور الحوادث والأزمنة والدنيا بما فيها، بمختلف شئونها وأحوالها وملوكها ومملوكيها ومؤسساتها وشركاتها، وزراعاتها وطائراتها، وسياراتها وانتهاء كل ذلك، تعود العودة ويرجع الأولون والآخرون، مجموعين كلهم جمعاً واحداً، (قُلْ إِنَّ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ*لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ)، وقال تعالى ( فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا)، ولا واحد يتخلف، الكل حضر من الاول والآخر، وإذا بهذه الزمرة تحت لواء واحد اسمه لواء الحمد، يحمله النبي محمد، ويجتمع النبيّون والصِّديقون والشهداء والصالحون، اللهم اجمعنا معهم، اللهم اجعلنا معهم، اللهم احشرنا معهم، اللهم أظلَّنا بظل ذاك اللواء معهم، آمين ياربنا يا الله.
وهو الغاية، من محبة الصالحين والتعلق بهم، أو الحضور في حضراتهم، أو قراءة كتبهم أو كلامهم أو قصائدهم، أو الحضور في جمعياتهم أن تنتهي إلى الحضور تحت ذاك اللواء، وتحت ذاك اللواء درجات، ودرجات ودرجات، ليست بما يخطر على بال الناس في ذا أو ذاك، ولكنها بحكمةٍ من حكيم، وعلمٍ من عليم، هو والي التقسيم جل جلاله، وإنه يهب مَن يشاء ويعطي الحظَّ العظيم جل جلاله وتعالى في علاه، فالله يجعلنا في خيار تلك الزمرة، ومن الذين سبقت لهم سابقة السعادة الكبرى، آمين اللهم آمين برحمتك يا أرحم الراحمين.
وللحذر والخطر من التخلُّف عن أولئك نُهينا عن التشبه بالأشرار، وعن موالاة الكفار والفجار، وقال (لا يجتمع إيمان بالله ومودة في القلب لمن يحاد الله ورسوله، لمن يعادي الله ورسوله، لمن يرسم الخطط والسبيل للصدِّ عن سبيل الله، ويؤذي المؤمنين ويقطع الطريق على خلق الله، لا يتأتى مودة لهذا في قلب وإيمان، لا، (لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ)، يعرفون الولاء لله سبحانه وتعالى (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ*وَمَن يَتَوَلَّ الله وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ) اللهم اجعلنا فيهم ومنهم ومعهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
نهانا عن موالاتهم، وعن التشبه بهم، وعن مُكاثرتِهم (ومن تشبه بقوم فهو منهم)، ومن كثَّر سوادَ قوم حشره الله معهم، ومن احبَّ قوماً حشره الله معهم، يقول سيدنا الحبيب علي الحبشي عليه رحمة الله في منظوماته في هذا المعنى
قد قال في ما رُوي المرء مع من يحب ** وأنا أحبه وقولي صدق ما هو كذب
وعند ذكره ترى نطرب كما من طرب
فظهرت عليه مِن آثار الخلافة، من آثار الوراثة، لا ينظر الناظر إليه، ولا يجلس معه إلا خشع قلبُه، وإلا رقَّ قلبه، كان يقوم لتذكير الناس وجمعهم على الله في المجمع، فإذا انتصب قائم، خشعت القلوب وبدأ الناس يبكون قبل ما يتكلم، ما قال شي ولا نطق بكلمة، قام بينهم.. هكذا، يتهيأ للكلام وإذا برحمة ذي الإكرام قد خاضت القلوب وقد امتلئوا بالخشية من الله سبحانه وتعالى، لمكان الجمعية على الرب جل جلاله، وكان يقول جُلاس شيخه وشيخ والده الإمام عبدالله بن حسين بن طاهر: "ما شعرنا أننا في الدنيا إلا لما فارقنا هذا السيد" بعد ما مات شعرنا أننا في الدنيا "كنا نعيش معه جلسات ما نشعر بتعب الدنيا ولا كدرها ولا همها ولا غمها ولا ضيقها ولا شي لما مات حسينا نحن في دنيا، كنا نعيش معه في عالم آخر، أرواح متروِّحة بروح الأنس والقرب والرضى والذكر والحضور مع الله، ما شعروا بشيء من همِّ الدنيا ولا ما هم عليه.
يقول بعض أيضاً، شيوخه ومن أخذ عن شيوخه، الإمام عبيدالله بن محسن السقاف، وجماعة يترددون على شيخه الإمام عيدروس بن عمر الحبشي، فيذكرون ما يُنازل قلوبَهم وهم في الجلوس في تلك الحضرة، من نور الله ومن كرم الله ومن رحمة الله ومن جمعية على الله تعالى، يقول "تشعر أرواحُنا بلذّة لو أن سيدنا رضوان خازن الجنة وقف وقال قوموا ادخلوا ما نقوم من تلك المجالس لأن بتلك المجالس نترقى الدرجات في الجنة، وترتفع لنا المنازل في الجنة، وما نبغي بدخول الجنة ونحن في زمن التحصيل والارتقاء والدرجات والعطاء من المولى جل جلاله"، وما المقصود من الجنة وما فيها إلا رضوان الله سبحانه وتعالى (وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ) كما قال جل جلاله.
وما مصيبة النار مجرد الحريق الذي فيها، ولا العقارب والحيات، المصيبة التي فيها غضبُ الله، سخطُ الله، هو المصيبة، هو البليّة، فلو أن مرضياً عنه مِن قِبل الله دخل النار، لتأدبت له عقاربُها وحيَّاتُها ولصارت عليه برداً وسلاماً كما صارت على إبراهيم، ولذا تجد الملائكة يدخلون ويعملون بما أمرهم الله ولا تضرهم، ويدخل الشفعاء ليشفعوا في مَن يؤذن لهم في الشفاعة ويخرجونهم ولا تضرهم، بل تصيح منهم، كما جاء في الأخبار حتى مِن مرورهم تخاف، لما يمروا فوقها على الصراط، تقول (جُز يا مؤمن) امشي ( فقد أحرقني نورك)، وفي رواية (فقد أطفأ نورك لهبي)
هؤلاء أحباب الله، لما رضي عنهم ما قدرت عليهم النار، وإذا كانت النارُ مظهرَ غضبِ الله تعالى، فهؤلاء أهل رضوان الله تعالى، قال تعالى (ورحمتي سبقت غضبي)، (ورحمتي علت غضبي) فتتضاءل النار أمام أهل النور، إذا أقبلوا بنورهم، اللهم اجعلنا منهم (يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء)، (وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ)
وترى الخليقة على ظهر الأرض، في شرقها وغربها، (يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء)، ومن هداه الله لنوره خشع وخضع وأقبل وتواضع وتذلل وأناب واستجاب ولبّى النداء، واهتدى بالهدى وتصفى عن الأدران ولقيَ اللهَ على حالٍ طيب يرضاه الرحمن سبحانه وتعالى، وتُنادى روحُه ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ*ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً*فَادْخُلِي فِي عِبَادِي*وَادْخُلِي جَنَّتِي) ويا ما أعجبه ويا ما أطيبه.
وهكذا، لما يُرى بعض الصالحين بعد موتهم كيف رأيت الموت؟ قال: "لو عرفت بما يعطينا لتمنيتُ الموتَ قبل اليوم".
وبذا قالوا:
فالموت للمُحسن الأواب تحفتُه ** وفيه كلُّ الذي يبغى ويرتادُ
لقا الكريم تعالى مجدُه وسما** مع النعيم الذي ما فيه أنكادُ
ولذا حدَّثنا النبي صلى الله عليهوسلم عن نداء يناديه من حُمِلت جنازته، سعيد كان أو شقي، مؤمن كان أو كافر، صالح أو فاسق، أحد النداءين، يقول "قدموني قدموني قدموني إلى جنة ورضوان ورب غير غضبان"، والآخر ينادي أيضاً، إذا احتملوه على أعناقهم يمشون به، "يا ويلاه إلى أين تذهبون بها؟ خلفوني خلفوني، خلفوني " فلا يُخلف، ولكن يخلِّفونه في قبره..
وخلفوكِ وما أسلفتِ من عمل ** فالمال مستأخر والكسب مصطحبُ
فيارب ثبتنا على الحق والهدى ** ويارب اقبضنا على خير ملةِ
وأهل الخوف في الدنيا من الله، هم أهل الأمان يوم لقاه، هم أهل الأمان في البرازخ، كان الإمام الحداد من خشيته من الحق يكثُر بكاء عينيه، في خلوته، وجلوته، ثم يقول "من يضمن لي مدة إقامتي في البرزخ؟" والذي ألحده مِن نور البصيرة، قال: شاهدت القبر يمتد من كل جانب، لما وضعته شاهدت القبر على مد النظر قد امتد، فلولا أمرُ الله والشريعة لقلت أنتظر مكاني ولا أخرج، ادفنوني معه.. ولكن مالي طريق إلى ذلك.. لأنه كان خائف من أيام البرزخ فأُمِّن في ذلك وامتد، وهكذا يمتد بالنسبة لروح المؤمن قبره الذي يبقى في نظر العين المجردة كما هو، ضيقاً هكذا، ولكن حقيقته للروح تمتد، وفتحة من القبر إلى المنازل في الجنة، تنفتح له أمامه، المشاهدة المباشرة والنقل المباشر لمنازله وما فيها في الجنة، يرى أسرَّته، ويرى النمارق، الوسائد، التي عليها، ويرى الزرابي، الفرش المبسوطة له فيها، ويرى الأشجار ويرى الأنهار، وفي كل يوم يرى منازلَه في الجنة، ويتمنى قرب الساعة، حتى جاءنا في الحديث الصحيح أن رسول الله يقول للمؤمنين في قبورهم ( أبشروا فإن الساعة قريب)، لأن المؤمن يحب قربَ الساعة ليدخل الجنة، والمنافق والكافر يحب أن يطول الوقت حتى لا تأتي الساعة فيدخل النار والعياذ بالله.
قال الله في قوم فرعون (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا) صباح ومساء فتحات إلى النار (النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ) اللهم أجِرنا من عذابك يوم تبعث عبادك يا أرحم الراحمين.
ولكن الله يهدي لنوره من يشاء، من لم يهده لنوره بقي مغرور، ذا مغرور وراء ترّهات وذا مغرور وراء الشهوات، وذا مغرور وراء الشهرة والسمعة، بين البريات، وذا مغرور وراء السلطات، وذا مغرور وراء الأموال الكثيرات، ويعيش حياته هكذا ويموت ماله نصيب من النور، (وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ)، ولكن (يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء)، والله يكثر الهداية هذه فينا وفي أهل زمننا، في الأمة في مشارق الأرض ومغاربها، انشر يا ربنا هذا النور، نوِّر به الصدور نوّر به القلوب، اهدنا لنورك فإنك تهدي لنورك من تشاء، يا مَن لا يكون إلا ما شاء، نوّرنا بنورك الأسنى، كن لنا في الحسِّ والمعنى، واختم لنا جميعاً بأكملِ الحسنى برحمتك يا أرحم الراحمين.
وأرباب ذاك النور، في تواصُل أوائلهم بأواخرهم، وما يُعقد لهم مجمع إلا بترتيب، وإذن وعناية، ويتصل به ذا المجمع وذا المجمع، وإذا بالمجمع هنا وهناك، وفي الأول والآخر مجمع واحد، لاتحاد الوجهة، واتحاد الإمام، واتحاد المنبع، واتحاد المشرب، واتحاد المقصود والمطلوب، وإذا بهم هكذا في شرقِ الأرض وغربها، كأنهم في مكانٍ واحد، وإن تعددت بهم الأماكن، لأن المقصود في هذه الأماكن توحد، والوجهة توحدت، والأصل واحد، والمنبع واحد، وتجلى عليهم الواحد، فكأنهم واحد، لمَّا تجلى عليهم الواحد، فكأنهم واحد، وهكذا.. ولكن إن اختلف النصيب في أي مجمع، فعلى قدرِ ما يتسع القلب في المشهد، وفي الأدب، وفي الإقبال، وفي الوجهة، وفي الصدق، وفي الخضوع، وفي الخشوع، وفي التسليم، وفي الإنابة، وفي حُسن التلقي، وفي حُسن الأخذ، على قدر ذلك يختلفون وإلا فأدناهم إذا حضر أن يقال له (وله قد غفرتُ هم القوم لا يشقى بهم جليسُهم)، ولله الحمد..
ووفر أسباب المغفرة في هذه الأمة، ما لم يوفره للأمم السابقة، لربنا الحمد على كل إفضاله وإنعامه وإحسانه، وعسى يوفر حظَّنا من هذا النور، ويجعله في قلوبنا وفي صدورنا وفي أرواحنا وفي أسماعنا وفي أبصارنا، في لحومنا في دمائنا في عروقنا في عصبنا في ظاهرنا في باطننا أمامنا خلفنا عن أيماننا عن شمائلنا من فوقنا ومن تحتنا، حتى نُحشر مع أهل النور، أي يوم؟ مذكور في القرآن خبره، ومنشور أعلامه وذكره وما يكون فيه ومن جملة ذلك، هذا نموذج من خبر القيامة:
(يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ) الله أكبر، قال هذا حبيبي ما يُخزى ذاك اليوم، ما يشوف الخزي هذا الحبيب، (يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ) يارب عرِّفنا مكانه عندك وما بينك وبينه، ونحن الذين آمنا به أين نذهب؟ قال إذا توجد صلة ورابطة أيضاً، (وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ) فلما ذاقوا أثر هذا النور صار دعاؤهم أن يتم هذا النور، (يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا) ونحن نقول كما قالوا (رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا) قل لربك (رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) يا أرحم الراحمين.
أسأل اللهَ أن لا يميتَ أحداً منكم ولا ممن يسمعنا إلا وقد أتمّ نورَه، ووفَّر حظَّه من هذا النور، حتى يكون في تلك الزمرة محشوراً مع بدر البدور (يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ) آمين يا عزيز يا غفور، آمين يا مَن يعطي ولا يبالي، آمين يا مولى الموالي، آمين يا ذا الكرم المتوالي، آمين بِصاحب النور المتلالي، برحمتك يا أرحم الراحمين.
وبأهل حضرته من المقربين أجمعين، في مجمعنا نوِّرنا، وصفِّنا وطهّرنا، وفقّهنا وذكّرنا، واجعلنا ممن ترعاهم عين عنايتك في جميع الأطوار، من بديع الدعوات التي أجراها الله على لسان الحبيب علي عليه رحمة الله تعالى يقول "اللهم اجعلنا ممن رعتهم عين عنايتك في جميع الأطوار، فلم يمنعهم عن الدخول إلى حضرتك قبيحُ الأوزار، ولم يحجبهم عن مواهب فضلك سيئ الإصرار"، اللهم اجعلنا ممن رعتهم عين عنايتك في جميع الأطوار، رعتهم عين عنايتك في جميع الأطوار، فلم يمنعهم عن الدخول إلى حضرتك قبيح الأوزار، ولم يحجبهم عن مواهب فضلك سيئ الإصرار، آمين، آمين، آمين.
ودعوة أخرى من بدائع ما أجرى اللهُ على قلبه ولسانه، يقول "اللهم إني في قبضتك حيثما كنت، فلاحِظني بعين عنايتك حيثما كنت، اللهم إني في قبضتك أينما كنت، فلاحظني بعين عنايتك أينما كنت، اللهم إني في قبضتك حيثما كنت وأينما كنت، فاجعلني في رحمتك حيثما كنت وأينما كنت"، اللهم إنا في قبضتك حيثما كنا، فلاحظنا بعين عنايتك حيثما كنا، اللهم إنا في قبضتك أينما كنا، فلاحظنا بعين عنايتك أينما كنا، اللهم إنا في قبضتك حيثما كنا وأينما كنا، فاجعلنا في رحمتك حيثما كنا وأينما كنا.
والله يقبلها لنا ولكم، سر القلوب والألسن التي قالتها من المقبولين، آمين يارب العالمين
ودعوة ثالثة من بدائع الدعوات، أجراها الله على قلبه ولسانه، يقول "اللهم اجعل مستقرَّ العلمِ النافعَ قلوبنا، ومستقر أربابه ديارنا، اللهم اجعل مستقر المعرفة بالله قلوبنا، ومستقر أربابها ديارنا، اللهم اجعل مستقر الورع الحاجز قلوبنا، ومستقر أربابه ديارنا، اللهم اجعل مستقر اليقين التام قلوبنا، ومستقر أربابه ديارنا"
وندعو ربنا بها، ونسألها مولانا، ونطلبها من خالقنا: اللهم اجعل مستقر العلم النافع قلوبنا، ومستقر أربابه ديارنا، آمين، اللهم اجعل مستقر المعرفة بالله قلوبنا، ومستقر أربابها ديارنا، اللهم اجعل مستقر الورع الحاجز قلوبنا، ومستقر أربابه ديارنا، اللهم اجعل مستقر اليقين التام قلوبنا، ومستقر أربابه ديارنا.
انظر إلى القلوب والديار، ومن فيها من الصغار والكبار، واحفظهم في جميع الأطوار، وجنّبهم الشر والأشرار، ولا تفرّق بينهم وبين حبيبك المختار، واجعلنا وإياهم ممن اتبعه واقتفى الآثار، وسار من حيث سار، في الإسرار والإجهار، آناء الليل وأطراف النهار، حتى نلقاك يا كريم يا غفار.
طهِّر ديارَنا من ظلمات الغفلات، ومن آثار الأشقياء وأهل البُعد وأهل الطرد عن الرحمات، اللهم أصلح البيوت والديار ومن فيها، وأصلح شؤونَهم ظاهرها وخافيها، واجعل الإمامةَ فيها لنبيك محمد في جميع أحوالِهم قاصيها ودانيها، يا الله، عمّر ديارنا، ونوِّر قبورنا، واجعلها رياضاً من رياض الجنة، وقبور آبائنا، وأمهاتنا، ومشايخنا، وذوي الحقوق علينا، يا الله، يا الله، يا الله..
ألحُّوا عليه، ألحُّوا عليه، ألحّوا عليه، فإنه يحب المُلحّين في الدعاء، وتوجَّهوا إليه، وتوجهوا إليه، وتوجهوا إليه، وتذلَّلوا بين يديه، وتذللوا بين يديه، إنه يراكم، وينظر قلوبَكم، ويطلع على ضمائركم، ويسمع دعاءكم، ويلبي نداءكم، ويُجزل عطاءكم، ويرحم أحياكم وأمواتكم، إنه مولاكم، إنه خالقكم، إنه إلهكم، إنه ربكم، إنه الرحيم بكم، إنه القادر عليكم، إنه الذي مرجعُكم إليه، ونهايتُكم إليه، والحكم له وإليه، ولا ملجأ ولا منجى منه إلا إليه، ربكم الكريم، إلهكم الرحيم، مولاكم العظيم، مُنزل (طسم)، مُكرمكم بالرسول العظيم، إنه الرحمن الرحيم، إنه المنّان الكريم، إنه رب العرش العظيم، إنه الله..
(هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ*هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ*هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
اقبلنا يا كريم، وابسط لنا بساطَ التكريم، وتولّنا في الدنيا والبرزخ ويومَ الهول العظيم، وأدخِلنا جناتِ النعيم، وأدخِلنا جناتِ النعيم، وأدخِلنا جناتِ النعيم، مع السابقين، مِن غيرِ سابقةِ عذاب، ولا عتاب، ولا فتنة، ولا حساب، يا خير من أجاب، يا رب الأرباب.
والحمد لله رب العالمين.
20 ربيع الثاني 1435