نظر المؤمن إلى رجب وحاله مع الرب
محاضرة العلامة الحبيب عمر بن حفيظ في دار المصطفى ليلة الجمعة 1 رجب الأصب 1437هـ ضمن دروس إرشادات السلوك بعنوان: نظر المؤمن إلى رجب وحاله مع الرب.
بسم الله الرحمن الرحيم
نص المحاضرة:
" اللهم بارِك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان"، دعاءٌ دعا به حبيبُك سيدُ الأكوان صلى الله عليه وسلم، وكان كما جاء في عدد من الروايات أنه إذا هلَّ هلال رجب قال: "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلِّغنا رمضان" وفيه تشوُّق القلب إلى شهر رمضان، الله يبلِّغنا إياه أجمعين على حال جميل لنا وللمسلمين.
وقد جمعنا الله في هذه الليلة المباركة، أول ليلة من هذا الشهر، وكان يفرِّغ نفسَه للعبادة فيها سيدنا علي بن أبي طالب، فقد كان يفرِّغ نفسه للعبادة: أول ليلة من شهر رجب، وليلة النصف من شعبان، وليلة عيد الفطر، وليلة عيد الأضحى. وهم العُبَّاد الذين اقتدوا بسيدِ العُبَّاد صلى الله عليه وسلم وخير العِبَاد أجمعين، عرفوا هذه الأوقات وهذه الأشهر وهذه الليالي وما فيها، وكان من جملة دعائه فيها: "اللهم إنَّ مغفرتَك للظالمين وأنا من الظالمين فاغفر لي" هكذا كان يقول في تَذَلُّلِهِ، وهكذا مظاهر مَن بُورك لهم، مَن بورك لهم في أعمارِهم، مَن بورِك لهم في لياليهم، مَن بورِك لهم في أذواقهم، مَن بُورِك لهم في معاملةِ خلاَّقِهم، مَن بورِك لهم في الوعي لِما أوحى الله، ولِما أنزل ولِما بلَّغ نبيُّه محمد عليه الصلاة والسلام.
على ظهر الأرض يتذلَّلون للحق ربِّ الأرض والسماء جل جلاله، ويعترفون، وينكسرون، ويخضعون، ويخشعون، فأين منهم أهلُ القلوبُ الغافلة والقلوب المتطاولة والقلوب المتجرِّئة؟ يجيء رجب ولا يدري بشهر رجب، ولا يعرف معنى مغفرتك للظالمين..
بل كان أهل الجاهلية من آثار الأنبياء من قبل وآثار سيدنا إبراهيم وآثار الرسل تعظِّم الأربعة الأشهر الحُرُم، ومنها شهر رجب، فكانوا يسمُّونه الأصم لأنه لا يُسمع فيه حسُّ قتال، وكان الرجل منهم يرى قاتل أبيه فلا يتحرك ولا يضربه بشيء لأنه في شهر حرام، هكذا كانوا من قبل الإسلام، واليوم أهل الإسلام لا يدرون بشهر حرام ولا غير شهر حرام، وإن معهم قنابل بيضربونها، وإن معهم طائرات بيضربون بها، وإن معهم مختلف الأسلحة بيرمونها ولا هم مبالين.
حتى في آخر يوم من أيام شهر جمادى الآخرة لاحَ بعض الحربيِّين من بعض الكفار للمسلمين فتقاتلوا، فإذا بهم يوزعون الأخبار أن هؤلاء أتباع محمد ينتهكون الشهر الحرام وفي رجب قتلوا، وكانوا ظنوها آخر ليلة وهي ليلة الثلاثين من شهر جمادى آخر فصادفت أن كانت في رجب تلك الليلة، فطال الكلام بين الناس حتى نزل القرآن يُسكِت ألسن هؤلاء الكفار وقال: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ) أمر فظيع وكبير وما يجوز لأحد، لكن خذوا الأمر من أصله: (وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللَّهِ) أنتم كفرتُم بالله وبرسوله وخرَّجتم أهلَ الحرم من الحرم، وتنتقدون تقولون الناس تقاتلوا في شهر رجب!؟ الذي فعلتم أكبر وأجل وأعظم من هذا، أكبر عند الله، (وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ) جنَّبنا الله الفتن والمحن ما ظهر منها وما بطن.
رجب: شهر حرام من الأشهر الحرم ذكره النبي صلى الله عليه وسلم فابتدأ به قبل الثلاثة السَّرد وقال: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ) رجب مُضَر الذي بين جمادى وشعبان، وذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، (فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ)
وقد بلَّغكَ اللهُ هذه الليلة، بينما أناسٌ كثيرٌ ممن في سِنِّك وأصغر منك وأكبر منك ظنُّوا أن يبلُغوها وما بلغُوها، الليلة ما منهم أحد على ظهر الأرض، ومنهم مَن فاضت روحُه قبل غروب الشمس بقليل وانتهوا وخرجوا من ذي الحياة، والفرصة التي أُعطوها كمُلت، ووصلت أنت إلى هذه الليلة، الله يبارك لك فيها ويجعلك مِن خواص أهليها، تَذَلَّل لهذا الإله وانكسِر له تعالى في علاه، واتصل بأسرار بركته التي يبارك فيها فيمن يشاء ولمَن يشاء وفي أثره، وليس لبركةِ الله من نهاية.
بلَغَتْكَ وأدركتَها وأدركت مثلك وأنت في ذا المكان أو تسمع هذا الكلام من حيث ما كنت متوجِّه إلى الملك العلام جل جلاله في موكب كبير من الملائكة والروحانيين وأرباب القرب من الله تبارك وتعالى.
وكان يقول بعض الدعاة إلى الله والمذكرين في الوادي الحبيب علي الحبشي يقول: ما أحد يعقِد لك موكب وحدك، إذا تريد نفحات ربك فادخل مع أهل المواكب، وتعال في مجامع الخير ومجامع النور، وما أحد يعقد لك أنت موكب لوحدك، لتنزُّل النفحات الكبيرة، شوفها في مجالس أهل النور، في مجالس أهل الخيور، وفي مجالس أهل الحضور مع الله تبارك وتعالى.
جاءتك أول ليلة من رجب في ليلة جمعة مباركة شريفة، "خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة" وأنت تصلي على الحبيب صلى الله عليه وسلم، وتقرأ القرآن الكريم، وتسمع الوعظ، وتسمع التذكير، مِنَن ساقها الله عليك، عسى تمام النعمة، تمام ذي النعمة يقبس وينقدح نور في قلبك من الليلة تحس به بالبركة في عمرك وفي ذوقك وفي إيمانك وفي أخلاقك وفي صلواتك، من ذي الليلة وأنت مبارك لك في الصلاة، من ذي الليلة أنت مبارك لك في الاستغفار، فأكثروا فيه من الاستغفار، جاء في بعض الأحاديث: "فإن لله في كل ساعة منه عتقاء من النار"، في كل ساعة من رجب عتقاء من النار، وجاء هكذا في حديث رواه البيهقي في شعب الإيمان عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من صام يوماً من يوم رجب كان له بصيام سنة".
وذكر فضل هذا الشهر وكونه من الأشهر الحرم، وأن الله سبحانه حمل فيه سيدنا نوح عليه السلام في السفينة.. وأنه سيدنا نوح عليه السلام صام شهر رجب ومن معه في السفينة، وأنها جرت بهم في مياه تجري على ظهر الأرض ممثلة بقول الله تعالى: (فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ * وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ) ولو انفتح مثل هذا قولوا لأرباب التكنولوجيا والأسلحة في العالم أمعكُم قوة لهذا؟ الذي فتح هذه الأبواب هو الموجود بيننا، وهو الذي نهابُه، ومن أجله نعقد هذه المجالس، ومن أجله نقيم هذه الأعمال جل جلاله وتعالى في علاه، لو فتح هذه الأبواب عليهم لذهبت أسلحتهم، وذهبت تكنولوجياتهم، وذهب تطورهم، وذهب ما عندهم، (فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ * وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِر) مقدَّر ومحسوب بذراته هذه المياه وبقطراتها، (وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ) وذه أمواج ما تخلي مسمار ولا تخلي خشبة، (أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ) وما الألواح والدسر؟ هذه التي حفظت وقابلت هذه الأمواج كلها، اليوم كثير من هذه المستحدثات من الباخرات إذا زادت الأمواج والرياح عليها تكسرت وهي بقوة وروّحت، وهذه ذات ألواح ودسر، مسامير وألواح خشب رتبها سيدنا نوح بأمر ربه، كيف قاومت هذه الأمواج كلَّها؟ قال لك رب الأرض والسماء: (تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا) (جَزَاءً لِّمَن كَانَ كُفِرَ) لمن كذبوه وآذوه واستغشوا ثيابهم ووضعوا أصابعهم في آذانهم، يضربونه حتى يُغشى عليه، فإذا أفاق رجع يدعوهم ثاني مرة، من الله عليه السلام سيدنا نوح، (سلام على توح في العلايمن) (وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ * تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِّمَن كَانَ كُفِرَ * وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ) والحق يذكرنا كلنا هذه نعمة أنا وإياكم كنا في أصلاب أهل السفينة هذيك كنا هناك، يقول سبحانه وتعالى: (إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ) سفينة نوح، (لِنَجْعَلَها لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) ولولا كوننا في أصلابهم ما عاد ظهرنا في الأرض، أما من لم يركب السفينة فما عاد بقاء لهم ولا لهم ذرية ولا لهم أولاد ولا لهم أحد، قد ذهبوا وانقطعوا، فما بقى غير أصحاب السفينة، فاليوم الملايين منا البشر كلهم من ذرية أصحاب السفينة، هلك الباقون وما نجى إلا أصحاب السفينة.
وهكذا مهما كانت الأهوال والفتن من له عناية من الله يجري في الحياة بعين ربه فلا تضره الفتن كما قال في السفينة: (تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا) ولا تظن أن ما يجري في العالم معدوم فيه الذين يجرُون في أمر الله وعنايته وسطة، وهم أهل النجاة من كل فتنة ومن كل ظلمة ومن كل مدلهمة، جعلنا الله وإياكم ممن يرعاهم الله بعين عنايته، اللهم ارعنا بعين عنايتك، نطلب منه سبحانه العناية، والرعاية والتأييد، التسديد، إن الناس يلجأون إلى بعضهم البعض، ذا مؤمن وذا محصن وذا دبلوماسية وغيرها، وكلهم سيهلكون، لكن مَن رعتهُ عنايةُ الباقي الحيُّ القيوم هو الذي سيربح، وهو الذي سيفوز، عسى عنايةٌ مِن الله ترعاكم، يا رب اجعلنا والحاضرين والسامعين في عناية من الله ترعانا وترعاكم، يا رب اجعلنا والحاضرين والسامعين ممن ترعاهم عين عنايتك في جميع الأطوار في الدنيا والبرزخ والآخرة، يا كريم يا غفار يا الله. مغفرتك للظالمين ونحن من الظالمين، وما لنا إلا غيرك يغفر لنا، فاغفر لنا يا خير الغافرين.
وبارِك لنا في رجب، ومن البركة في رجب ينقدح النورُ في قلبك فيزداد، وتعرف تصلي على الوجه المرضي، ولا ترضى بتضييع صلاة الوتر، ولا ترضى بتضييع صلاة الضحى، ولا رواتب الصلوات، والصلاة في جماعة، وتحافظ على السواك، ( ركعتان بسواك خير من سبعين ركعة من غير سواك ) وتترك المناظر السيئة، في رجب لا تمد عينك إليها ولا إلى زخرف الحياة الدنيا، يبارك لك في رجب، وإذا جاءت البركة في رجب سعدتَ في شعبان، وإذا سعدتَ في شعبان تمت السعادة في رمضان، وكل ليلة لك عند الله مكان ومنزلة فهي مواسم خيور وأرباح كبيرة لمن يتاجر، لمن يعرف شأن تجارة البقاء وشأن تجارة الدوام وشأن تجارة الخلود والأبد، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ) فالله يقسم لنا بأرباح في هذه التجارة تجارة الحسنات الباقيات الصالحات، تجارة القرب من الله، تجارة الرضوان، تجارة العفو من رب عفو كريم، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا برحمتك يا أرحم الراحمين.
واجعل لنا مِن بركتك لنا في رجب كشف الغمم عن المسلمين، دفع البلاء عن المؤمنين، صلاح اليمن والشام والشرق والغرب، يا رب اليمن ويا رب الشام ويا رب الشرق ويا رب الغرب، نسألك بمن أرسلته إلى اليمن والشام والشرق والغرب أن ترحمنا، أن تفرج عنا، تدفع البلاء عنا، أن تحول الحال إلى أحسنها ..
يا رب، ضاق الخناق من فِعل ما لا يطاق، فامنن بفك الخلاق لمن بذنبه رهين
واغفر لكل الذنوب.. واغفر لكل الذنوب.. واغفر لكل الذنوب..
طهر قلبي وطهِّر قلوبهم أجمعين، طهِّر جوارحي وطهر جوارحهم أجمعين من جميع ما اكتسبنا، من الزلات والسيئات ظاهرها وباطنها.
واغفر لكل الذنوب، يا الله، نبيت وصحائفنا عندك بيضاء لا تبقي ذنباً في الصحائف التي نُوافى بها يوم القيامة في يوم قلت فيه: (وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ۖ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً * مَنْ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفسِهِ) يا من هديتنا لدعائك لَبِّ نداءنا وأبعِد من الصحائف ما يسيئنا في القيامة وما تسود به الوجوه يوم القيامة، فلا تعرِّضنا لفضيحة في ذلك اليوم يا الله، واغفر لكل الذنوب واستر لكل العيوب واكشف لكل الكروب يا الله.
كم مِن طفل مكروب، اكشف لكل الكروب، كم مِن امرأة مكروبة، اكشف لكل الكروب، كم من مظلوم مكروب في سجن أو في ظلم أو في آفة أو تحت قصف أو في شدة أو في جوع أو في ظمأ أو في عِري واكشف لكل الكروب..
واكشف لكل الكروب.. واكشف لكل الكروب.. واكفِ أذى المؤذين.. واكفِ أذى المؤذين.. واكفِ أذى المؤذين.. أصلح الله أمور المسلمين صرف الله شر المؤذين..
واغفر لكل الذنوب واستر لكل العيوب، واكشف لكل الكروب واكفِ أذى المؤذين
واختم بأحسن ختام إذا دنا الإنصرام وحان حين الحِمام.. واختم بأحسن ختام إذا دنا الإنصرام وحان حين الحِمام وزاد رشح الجبين يا أرحم الراحمين.. يا أرحم الراحمين.. يا أرحم الراحمين فرج على المسلمين.
وجدِّدوا توبتكم إلى الله وكلنا نستغفر الله ونتوب إليه، ونستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ونتوب إليه، يا باسط يده بالليل ليتوبَ مسيء النهار ها نحن مسيؤا النهار وأنت باسط اليد بالليل كما أخبر نبيك الناطق بأصدق القول، فيا رب تب علينا توبة نصوحا، واغفر لنا ما مضى واحفظنا فيما بقي.
نستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ونتوب إليه مِن جميع الذنوب والمعاصي والآثام، بيننا وبين الله، وبيننا وبين عباد الله ومن جميع ما يعلمه الله، لنا ولوالدينا وآبائنا وأمهاتنا وذوي الحقوق علينا وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات، تب يا تواب علينا وعليهم توبة نصوحة واقبل التوبة منا أجمعين، يا باسط موائد التوبة والمغفرة تبنا إليك فتُب علينا، تب علينا لنتوب، يا حي يا قيوم يا غافر الذنوب يا الله.
اللهم بارك لنا في رجب وفي شعبان وبلِّغنا رمضان أجمعين، وأعنَّا على الصيام والقيام واحفظنا من الآثام، ورضِّنا باليسر من المنال، اللهم نظرتك إلينا في الجمع فلا ينصرف أحد ولا يُحرم أحد ممن يسمعنا ولا من يُوالي فيك إلا كسوته كسوة من عطاياك في ليلتنا هذه تعفو بها وتغفر ما سلف وتحفظه فيما بقي في قلبه وعينه وبطنه وفرجه ويده ورجله وسمعه وبصره، يا الله.. يا الله.. كن لنا ولهم حافظاً يا خير مستودع.. كن لنا ولهم حافظاً يا خير مستودع في الدين والدنيا والآخرة، وديعة عندك نحن وإياهم وإيماننا وما آتيتنا، فاجعلها ليالي زاهية مباركة لنا ولهم وعلينا وعليهم يا حي يا قيوم، تُسقى فيها هذه القلوب سُقيا الإيمان، سُقيا اليقين، سُقيا المحبة، سُقيا الرضوان، سُقيى الإخلاص لوجهك الكريم يا الله،
اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان.. بركة كاملة، بركة تامة، بركة حسنة، بركة متنامية، بركة أبدية، بركة سرمدية، بركة لا حدَّ لها، بركة لا غاية لها، يا معطي يا وهاب يا منّاح يا فتّاح يا الله.. يا الله.. يا الله.. على بابك وقفنا، بأعتابك لُذنا وأنت الله.. وأنت الله.. وأنت الله.. وأنت الله.. وأنت الله.. وأنت الله.. البر الرحيم، المنان الكريم، الواحد الأحد، الفرد الصمد، أنت الله ونحن عبيدك على بابك، على أعتابك، لائذين بجنابك، متوجهين بأحبابك، بكتابك ومَن أنزلت عليه كتابك، وأهل ذاك الجناب الأشرف، جُد يا كريم، وارحم يا رحيم، وهب لنا الخيرَ العظيم، صحائفهم طهِّرها كلَّها ونقِّها كلها، وقلوبهم صَفِّها، ، يا رب لا نخون ولا يخونون الأمانة بعد الليلة، في طول الأعمار حتى نلقاك على خير الحالات والأطوار، نحب لقاءك وأنت تحب لقاءنا.. يا مولانا وأنت تحب لقاءنا فنلقاك على خير حال يا ذا النوال، يا ذا الإفضال، يا ذا العطايا الجِزال، ساعة من ساعات عطاياك فأدخِلنا في أهل رضاك، وجُد علينا مِن جودِك الواسع يا ملكَ الأملاك ما أنت أهله يا أكرمَ الأكرمين ويا أرحمَ الراحمين، ووِجهةٌ جميعاً إلى الرحمن، وقولوا يا أرحم الراحمين.. يا أرحم الراحمين.. يا أرحم الراحمين.
01 رَجب 1437