ميزة المؤمنين بإيثار بضاعة الحق ورسله على كل ما يخالفها من البضائع المرديات
محاضرة العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ ضمن سلسلة إرشادات السلوك في دار المصطفى، ليلة الجمعة 7 صفر الخير 1447هـ، بعنوان:
ميزة المؤمنين بإيثار بضاعة الحق ورسله على كل ما يخالفها من البضائع المرديات
نص المحاضرة مكتوب:
الحمد لله الأول الآخر، الباطن الظاهر، المُقَدِّم المؤخِّر، الرافع الخافض، من بيده ملكوت كل شيء وإليه يرجع الأمر كله، فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون، يعلم ما تسرون وما تعلنون، لا إله إلا هو وحده لا شريك له، يجمع الأولين والآخرين فيحكم بينهم في جميع ما كانوا فيه يختلفون، ولا معقب لحكمه.
أرسل إلينا عبده المختار محمداً خاتِماً للنبيين، ورحمةً للعالمين، ونوراً مبيناً وسراجاً منيراً، يهتدي به من سبقت لهم سوابق السعادة وكتب الله لهم نيل الحسنى وزيادة. فصلِّ يا ربَّ الأرض والسماء، يا ربَّ العرش العظيم؛ على عبدك المجتبى محمدٍ، ذي الخُلُق العظيم، والمنهج القويم، والصراط المستقيم، خاتم النبيين وسيد المرسلين، وعلى آله وأهل بيته الطاهرين، وعلى أصحابه الغُرِّ الميامين، الأنصار والمهاجرين، الصادقين المخلصين المجاهدين، وعلى من والاهم فيك واتبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعلى آبائه وإخوانه من الأنبياء والمرسلين وآلهم وصحبهم والتابعين، وعلى ملائكتك المقربين، وعلى جميع عبادك الصالحين، وعلينا معهم وفيهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
طلب حسن المرافقة
وإذا صلَّى ربُّ العرش علينا معهم وفيهم؛ حشرنا معهم وفيهم، وأسكننا جنان الخلد معهم وفيهم. فلا تُخَلِّفنا عنهم يا ربنا، ولا تقطعنا عن ركبهم يا خالقنا، إذا حشرتهم فكانوا فريقين: (فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ) [الشورى:7]، (فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ) [هود:105]، (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ۚ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [آل عمران:106-107]. اجعلنا معهم يا ربنا.. يا الله.
بضاعة الرحمن مقابل بضاعة السوء
- وبالنسبة للمكلفين، منهم من النبيين والصديقين، ومن كتب الله أن يوالوهم ويتبعوهم ويُحشروا معهم؛
- عُرِضَت عليهم بضاعة الله في أيام تكليفهم على ظهر هذه الأرض؛ فعظَّموا بضاعة الله، وعظَّموا عرض الرحمن -جلَّ جلاله-، وعظَّموا منهجه، وعظَّموا دعوته، وعظَّموا تنزيله ووحيه،
- وأيقنوا أنَّ كُلَّ ما سواها من البضاعات المعروضة لا تساوي ذرَّة منها،
- وأنَّ مَن اِغتَرَّ وانخدع بشيء من تلك البضاعات التي تُخرجه عن أخذ هذه البضاعة الغالية، فهو المُعَرَّضُ للهوان الدائم، والخسران الدائم، والعذاب الأليم الدائم، وغضب الإله الجبار الدائم -جلَّ جلاله وتعالى في علاه-.
- بضاعة عرَضها عليهم الرحمن، فما وجدوا أدنى التفاتٍ واستجابة بعدها إلى ما يَعرِض عليهم من البضاعات عدو الله، ويُروِّجها؛
- بواسطة نفوسهم وأهوائهم، مستعينًا بشهواتهم، ومُوظِّفًا لها من الإنس والجن مَن أضلَّهم الله، وجعلهم جند إبليس عدو الله وعدوهم، فهم أعداء بعضهم البعض، وهم أعداء الجبَّار!.
- وهم مهما تعاونوا على تلكم الشرور، وبضاعات الكفر، وبضاعات الفسق، وبضاعات العصيان، وبضاعات السوء، وبضاعات الظلمة؛ يرجعون يلعن بعضهم بعضًا، وهم ملعونون من قِبَل الجبار؛ فتلعنهم السماوات والأرض، ويلعنهم الملائكة والناس أجمعون، ويلعنهم اللاعنون، -والعياذ بالله تبارك وتعالى-.
أجارنا الله من الكفر والفسق والعصيان، وجعلنا من العباد الراشدين أتباع النبي الأمين، يا أكرم الأكرمين.
بضاعة فرعون الفانية وبضاعة الحق الباقية
وكان كُلُّ الأنبياء وأتباعهم تُعرَض عليهم البضائع.. الهاوية، والساقطة، والتافهة، من متع هذه الحياة الدنيا.. فيأبونها!! مقابل ترك سنة، أو مقابل وقوع في مكروه.. فضلًا عن الحرام، فضلًا عن ترك الواجبات!. عرفوا عظمة الله الذي شرَع، والذي اختار المنهج لكل عاقل خلقه على ظهر الأرض من الإنس والجن، (لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا) [الكهف:7]، (إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا * إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا) [الإنسان:1-2].
- وكان يَعرِضُ فرعون على قومه: (أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ * أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَٰذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ..) يقصد سيدنا موسى، وسيدنا موسى عليٌّ رفيع، والمَهِين هو، (..وَلَا يَكَادُ يُبِينُ..) يقصد في لسانه كَدْمَة،
- (..فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ..) هذه بضاعتهم؛ الذَّهب الذي يذهب، لكن بضاعة الحق ورسله الحسنات التي لا تفنى ولا تذهب،
- (..فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ) [الزخرف:51-53]. في تمويهٍ وتلبيسٍ وتدليسٍ؛ لإخراج الناس عن حكمة الله، وسُنَّتِه في إرسال الرسل، لا مُقتَرنِين بالملائكة ولا غيرهم؛
- ولكن (يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ) [غافر:15]، (اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ) [الحج:75].
- فيُريد أن يُبطِل صدق الصادقين الذين هم أصدق الخلق من النبيين؛ بهذا التلبيس، والتسويل، والتدليس (أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ..)،
- والمتأثرون ببضاعات الدناءة والفناء، قال الجبار عنهم: (..فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ) ما استفادوا من العقول ولا المدارك، ولا الأسماع والأبصار التي أعطيناهم إيَّاها؛ فسقوا وخرجوا عنها؛ خرجوا عن سواء السبيل، وعن النظر بالإنصاف، وعن إدراك الأمور على ما هي عليها؛ بما آتيناهم مِن قُوَى (..ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ * فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ * فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِّلْآخِرِينَ) [الزخرف:53-56].
بضاعة النمرود وقوم هود
- ومن قبلهم كذلك، كان نمرود يعرض بضاعته: (أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ..)،
- فقال في البضاعة التي معه سيدنا الخليل: (..فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ) [البقرة:258]، وقام يتابع بضاعته مع أصحابه: (قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ * قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ * وَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِينَ) [الأنبياء:68-70].
- وعرض قوم سيدنا هود بضاعتهم وقالوا: (مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً..)؟
- قال تعالى في عرض البضاعة العظيمة الغالية: (..أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ * فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَىٰ ۖ وَهُمْ لَا يُنصَرُونَ) [فصلت:15-16].
نهاية بضاعات الصد عن الله!
من لم ينصره الله من ينصره؟ طائفة، أو جماعة، أو دولة، أو قوم، أو حزب، أو مذهب؟
الذي ما ينصره الله من ينصره؟ (وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ) [آل عمران:22]، (وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ) [آل عمران:192]. مأواهم الهون، والعذاب، والعقاب، ولدغ الحيات والعقارب، وأكل الزقوم وشرب الحميم، وسياط الملائكة تضربهم ويُسحبون في النار على وجوههم: (يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ) [القمر:48].
- هذه نهاية بضاعات: كل مَن صَدَّ عن سبيل الله، كل من عارض منهج الله -بأي صورة من الصور-، وأصرَّ على ذلك واستكبر، حتى مات وهو معاند، وهو جاحد، وهو مُؤْثِرٌ لِمَا يُفارقه قَسْرًا، لِمَا يُفارقه حتمًا، لِمَا يُفارقه على رغم أنفه!.
- آثَرَ الذي يُفارقه فرَجَع إلى الخالق فلم يجد شيئا مما كان يعتمد عليه أو مما كان آثره (فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ) [محمد:27]،
- (وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ..) يضربونهم -والعياذ بالله- (..وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ ۖ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ) [الأنعام:93].
ضل ما كنتم تزعمون
- (..وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ..) كل واحد منكم وحده (..كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ..) الذي آثرتموه وعظَّمتموه من أجله عصيتم وخالفتم.. ما عاد حد هو عندكم ولا حد أنتم عنده (..وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ ۖوَمَا نَرَىٰ مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ ۚ لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنُكُمْ..) وفي القراءة الأخرى: (لَقَد تَّقَطَّعَ بَيْنَكُمْ) (..وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ) [الأنعام:94].
- فكُلُّ مَن زَعَمَ ملجأً أو حقيقةً يأوي إليها غير الله؛ يَبْطُل عنه ذلك (وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ).
- يا معتمداً على مال، يا مغروراً بنقود، يا معتمداً على سلطات ودول: سيأتي وقتٌ يَضِلُّ عنك ما كنت تزعم أنه يفيدك، ما كنت تزعم أنه يُنقذك، ما كنت تزعم أنه يَحرسُك، ما كنت تزعم أنه يرفعك (وَضَلَّ عَنكُم مَّا كُنتُمْ تَزْعُمُونَ).
- وصاحب البضاعة الغالية ينادي في الموقف، والأولون والآخرون فيه حاضرون، يقول: (ۚلِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ)؟ -جلَّ جلاله- (لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ۖ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ * الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ۚ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ * وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ ۚ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ..)
الأحق بالمراقبة: صاحب القضاء
(..يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ..) هو أحق بالمراقبة، وإلا غيره؟ وإلا غيره؟! أجهزة الدولة الفلانية، مخابرات الدولة الفلانية، مَن أحق بالمراقبة؟ (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ..)، أنت تِخَفِّي على ذا وعلى ذا وعلى ذاك، أي شيء تقدر تِخَفِّي عليه؟ إيش تقدر تُخفيه عليه؟ ومرجعك إليه! لا ذا ولا ذا ولا ذاك سيحاكمونك، هو الذي سيحاكمك! (..يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ * وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ ۖ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ) [غافر:16-20].
ليس إليهم مرجع الأشياء، ليس إليهم نهاية الأشياء، ليس إليهم عاقبة الأشياء (لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ)! وكل الذي خططوه راح، ما عاد بقي له أثر، ما عاد بقي له خبر، إلا تبعته مما كُتِبَ عليهم من الذنوب التي يُعاقبون عليها والسيئات التي يُعذَّبون عليها، (لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ) أصلاً ما عندهم قضاء، القاضي واحد، والحاكم واحد، ومالك المُلْك واحد؛ هو الله!
هو الله! تشرَّفتم بالإيمان به، فزادكم الله إيمانًا، وصفّى الله إيمانكم، وقوَّى الله إيمانكم، وجعل لكم منه زيادة في كل لمحة ونفس؛ حتى نلقاه وكل واحد مِنَّا ومنكم والحاضرين والسامعين وأحبابنا؛ على كمال اليقين، نحب لقاءه وهو يحب لقاءنا، نحب لقاءه وهو يحب لقاءنا، آمين.. آمين، آمين يا رب العالمين ويا أكرم الأكرمين.
أرباح التجارة الأبدية
- فيَا أهل هذه البضاعة الغالية:
- بضاعة لها منشور في كتاب الله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ..)،
- اسمعوا مِن أصدق قائل؛ ربِّ العالمين، يَذكُرُ أرباح هذه التجارة وفوائدها: (..يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ)،
- وكلها أرباح مضمونة، وكلها أرباح قوية، وكلها أرباح دائمة وأبدية: (..يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [الصف:10-12].
وصف المساكن الطيبة
- (مَسَاكِنَ طَيِّبَةً)؛
- "..لَبِنَةٌ من فضةٍ، ولَبِنَةٌ من ذهبٍ، ومِلاطُها المسكُ الأذفرُ"، هل عندكم مساكن مثلها؟ حق ملوككم، حق رؤسائكم، شيء مثل هذا؟،
- وهذا فقط؟ "...لَبِنَةٌ من فضةٍ، ولَبِنَةٌ من ذهبٍ، ومِلاطُها المسكُ الأذفرُ، وحصباؤها اللؤلؤُ والياقوتُ، وتربتُها الزَّعفرانُ،.."،
- ولهم فيها: (سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ * وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ * وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ * وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ) [الغاشية:13-16].
- ما هو كذا فقط ؛ لا مرض فيها!. أي شيء من مساكنهم في الدنيا ما يشوف فيها مرض؟. ولا هَرَمَ فيها، أي شيء من مساكنهم ما يشوف فيها هَرَم؟، يظلُّون من دكتور لدكتور يصَلِّحون تحسين، ويهرم، وبعد ما عاد يقدر، ويسقط محلّه، ويجيب له فيتامينات ومقويات، تمر كم سنة سنتان ولا عاد تنفع شيئا. وساعة القلب، وساعة الرئة، وساعة سكتة قلبية.. وانتهوا.
- لكن ذي مساكن طيبة، لا مرض فيها، لا هَرَم فيها، لا همَّ فيها، لا موت فيها، "إنَّ لكم أن تشبّوا فيها فلا تهرموا أبداً، وأن تصحوا فيها فلا تسقموا أبداً، وأن تنعموا فيها فلا تبأسوا أبداً، وأن تحيوا فيها فلا تموتوا أبداً".
أي البضاعات غالية؟ بضاعة ربكم -جلَّ جلاله- (وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [التوبة:72].
بشارة للمؤمنين!
- قالوا حتى في عالم الدنيا نحن نرعى الصادقين معنا،
- ومهما حصل لهم من ابتلاء واختبار أو تسلُّطٍ أو عذاب؛ فعندنا لهم من الألطاف، واللطائف في الألطاف؛ عجائب،
- ومع ذلك نجعل العاقبة لهم والنُّصرة لهم (وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا ۖ نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) [الصف:13].
حقِّقنا بحقائق الإيمان حتى نكون من المُبَشَّرين. مبشرين مِن قِبَل مَن؟ على يَدِ مَن؟ مبشرين مِن مَن على يَدِ مَن؟! الرحمن الخلَّاق يقول: (وَبَشِّرِ)! يقول لحبيبه محمد أكرم الخلق. بشارة مِن أكرَمِ خالق تَصِلنا على يد أكرم خَلْق!
على قدر تحقُّقك بالإيمان؛ خُذها يقينية، خذها حقيقية -على قدر تحققك بالإيمان-: (ۗوَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ).
بضاعة المجالس والدورات
يا ربِّ هذا عرضٌ مُغرٍ عظيم! العاقل لا يقدم عليه شيئاً. وكيف نصل إليه؟ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنصَارَ اللَّهِ) [الصف:14]، وفي القراءة الأخرى (كُونُوا أَنصَارًا للَّهِ).
وخذوا يا أُمَّة محمد أمثلة من قبلكم، آخرهم الجماعة الذين التفّوا حول عيسى بن مريم من الحواريين وقاموا معه، والسُّلُطات تابعتهم، البضائع الأخرى آذتهم؛ ولكن صدَقوا.
بنفسه سيدنا عيسى أرسل اثنين وعزَّزهم بثالث إلى قرية أنطاكية، فنَسَبَ الحق الإرسال إليه: (وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ * إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ..) أرسلهم عيسى بن مريم يدعون إلى التوحيد والإيمان -البضاعة هذه حقنا-؛ بضاعة هذه المجالس، وهذه الدورات، وهذه الأماكن، لا لكونها دورة، ولا لكونها مجلساً، ولا لكونها بلدة؛ ولكن لكونها مرتبطة بسر الوحي والتنزيل، لكونها مُسْنَدَة للرسول الجليل، لكونها مَحَلُّ رِضًا من رَبِّ العرش.
هذه البضائع كانت بضاعة الأنبياء من قبلنا -صلوات الله وسلامه عليهم-: (وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ ۖ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ) [الأنبياء:73].
هذه البضائع حقَّهم! يا من يستخف بها: لا تستطيع أن توجد أغلى منها، ولا أثقل في الميزان منها. خلِّ الهَوَس يا مُتَهَوِّس بكل ما عندك، ولن يُنصَرُ الله ورسوله بغيرها، ولا بغير التَّحَقُّق بحقائقها. خلِّ أطماعك، وخلِّ أغراض نفسك، وخلِّ إيحاءات أهل الشرق والغرب؛ هذا مقتضى وحي رَبِّ المشارق والمغارب -جلَّ جلاله وتعالى في علاه-،
الله جعل هؤلاء أئمة!
(وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ) [السجدة:42]، (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ ۖ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ) [الأنبياء:73].
فإن كان معك غير هذه البضاعة وأنت تستهين بهذه الأعمال: فابحث عن مَن يجعلك إمامًا، الله ما يجعل إلا هؤلاء وأتباعهم أئمة فقط، جعل هؤلاء أئمة، وأنت ابحث لك أحدا يجعلك إماما غير الله، روح إلى عنده، وانظر ماذا سيفعل بك، وما ستكون عاقبتك وعاقبته!.
لكن هؤلاء: (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا ۖ وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ) [السجدة:27]، (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ ۖ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ) [الأنبياء:73]. وقال عنهم في بضاعتهم الكريمة: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) [الأنبياء:90]، هذه مسالكهم!
حقيقة البضائع الغالية عند الأنبياء
- يقول -جلَّ جلاله-: (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ * إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ..) هذه مسالكهم،
- هو هذا الذِّكر الذي تقول أنت إيش الفائدة منه، هذا مسلكهم. إن كان ما فيه فائدة، ما عاد في فائدة في شيء! فيك أنت فائدة؟ أو في وحيك الذي جاء عندك؟ هذا وحي الله! يذكر فيه مسالك أصفيائه من أنبيائه!
- (..يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ * وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً ۖ كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ * وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ)[ص:17-20].
- (وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ ۚ..) وإيش مع سليمان؟ ما البضاعة هنا؟ : (..نِعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ)!
- (إِنَّهُ أَوَّابٌ): لا يؤثر المال ولا المظاهر على الآخرة ولا على الحق -جلَّ جلاله-،
- (..إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ..) ممتاز من أحسن ما يُملَك من الخيول؛ عُرِضَت عليه وصُفَّت؛ فتأخر عن الوقت الذي اعتاد فيه الدعاء (إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ * فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ..) حب هذا المال (عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ..)
- تأخَّرت عن الذكر! (..رُدُّوهَا عَلَيَّ ۖ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ) ذبَّحها وقتَّلها كلها، ذبَّحها ذبَّحها وكسَّرها؛ حتى لا يُلهيه شيء عن الله.
- (فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ..) أي المال (..عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ..) تغرب الشمس عليّ وأنا سيَّبْت وِرْد الذِّكر! (..رُدُّوهَا عَلَيَّ..) هاتوها نُريها مكانها وجزاءها أين (..فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ) [ص:30-33].
- وثَبَت عليه الرضوان، و (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ * فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ * وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ * وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ * هَٰذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ * وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَىٰ وَحُسْنَ مَآبٍ) [ص:35-40].
- بضائعهم غالية، ونتائجها ونهاياتها رفيعة عالية؛ (وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَىٰ وَحُسْنَ مَآبٍ).
- (..وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ..) هذا شغلهم، هذه مسالكهم (..إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ)،
- فأوحى الله إليه: (ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ۖ هَٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ * وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَىٰ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ ۗ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا ۚ نِّعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ * وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ) [ص:41-45].
- أي شيء مسلكهم في الحياة هذه يا رب؟ في الخطط؟ ولا تقنية؟ ولا أجهزة؟ ولا إيش عندهم؟ (..إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ..) هذه بضائعهم (..وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ * وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ ۖ وَكُلٌّ مِّنَ الْأَخْيَارِ * هَٰذَا ذِكْرٌ..)،
- قال الله (هَٰذَا ذِكْرٌ)! هذا الذي تُذكَر به الحقيقة، هذا الذي يُنوِّر القلوب، (ۚ..هَٰذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ) [ص:46-49].
اللهم اجعلنا منهم، وأحسن مآبنا يا ربنا يا الله.
اعلموا قدر البضاعة الغالية
- فنُذكِّر مَن أمدهم الرحمن، رب العرش العظيم، بنور "لا إله إلا الله محمد رسول الله":
- أن يعلموا قدر البضاعة،
- وأن يقوموا بحقها في أزمنتهم وأوقاتهم -مهما كان فيها-،
- وإن ظهرت فتن ومفاسد وآفات وخطط خبيثة من هنا وهناك؛ فالذي بيده النواصي واحد، والأمر إليه عائد؛
- اصدقوا معه، وأخلصوا لوجهه، وتعاونوا على مرضاته، وتحابوا فيما بينكم.
- (وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا ۖ نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) [الصف:13].
- ووراء ذلك ما هو أعظَم؛ من قُربِه، ومحبته، ومعرفته، ومرافقة حبيبه المصطفى والعباد المقربين.
اللهم انظر إلينا
يا ناظراً إلينا: انظُر إلى قلوبنا ونزِّهها عن إيثار غيرك عليك، في جميع الشؤون، في جميع الاعتقادات، في جميع الأقوال والأفعال، في جميع الحركات والسكنات؛ أعذنا من أن نُؤثِر عليك غيرك، أنت ربُّنا، أنت مليكنا، أنت إلهنا، أنت المحيط بنا، أنت القادر، أنت القاهر، أنت العزيز، أنت المُوجِد، أنت الفاطر، أنت الذي إليك المَرجِع، أنت الحاكم يوم الدين، أنت المالك يوم الدين، أنت مَلِك يوم الدين، أنت ربُّ العالمين،
- أَعِذنا من أن نُؤثِر غيرك عليك، ونُقَدِّم سواك عليك،
- لا نُقَدِّم تعليمات غيرك على تعليماتك، ولا توجهات غيرك على توجهاتك، ولا مناهج غيرك على مناهجك،
- ولا نَنْصِب لنا قدوة مُخَالِفة لحبيبك محمد -من أي أحد كائناً من كان-.
- ارزقنا كمال التبعية لخير البرية، واجعل من في المجمع وأهاليهم ومن يسمع وأهاليهم؛ في خُدَّام هذه الشريعة المُطهَّرة، والسنة الغراء، والمنهج القويم، والصراط المستقيم؛ بالأموال، والأنفس، والأرواح، والعقول، والأوقات، وكل ما وهبتنا؛ من أسماع وأبصار، وقُوَىً، وقُدْرَة.
يا مُوفِّق المُوفَّقين، يا مُثَبِّت المُثَبِّتين: ثبِّتنا بالقول الثابت، وضاعف الهِبَات، وأجزل العطيات، وادفع الآفات.
دعاء لأحوال المسلمين
عجِّل بالفرج لأهل غزة وأهل الضفة الغربية وأكناف بيت المقدس، ولأهل الشام، ولأهل اليمن، ولأهل الشرق، ولأهل الغرب، واقضِ بكشف كل كرب، ورُدَّ كيد الظالمين المعتدين أهل بضائع السوء والكفر والعصيان. اللهم رُدَّ كيدهم في نحورهم، يا مُنزِل الكتاب، يا سريع الحساب، يا هازم الأحزاب، يا مُنشِئ السَّحاب: اهزمهم وزلزلهم ،اهزمهم وزلزلهم، اهزمهم وزلزلهم، واكفِ الأرض وأهل الأرض جميع شرورهم، وبلاياهم، وظلمهم، وآفاتهم، وزورهم.
- يا قوي يا متين: أنت ملجؤنا، وإليك أنت ملاذنا، وإليك التجاؤنا، وعليك اعتمادنا،
- (رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) [الممتحنة:4]،
- (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) [آل عمران:147]، (وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ)، (وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).. يا الله،
- (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ) [الحشر:10].
- بسِرِّ هذه البضاعة الغالية؛ هذا شيخهم في ألمانيا، الشيخ محمود النمساوي، وَرَد إلى هذا الموطن وشرب كأساً، ومن ذا الكأس يفيض الله عليه من سِرِّ نور هذه الشريعة وهذا الخير، وكم هدى الله به من قلوب.
- وبضاعة الحق ورسوله أغلى البضائع، لا تُؤثِروا عليها غيرها!.
ثبَّت الله قلوبكم، ثبَّت الله أقدامكم، قَبِلنا على مافينا، إنه أكرم الأكرمين أرحم الراحمين.
07 صفَر 1447