(536)
(228)
(574)
(311)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله المنفرد بالخلق والإيجاد، فلم يشرَكه أحد، فحقٌّ أن لا يتطاول من الخلْق أحدٌ ليشركَه في إقامة المناهج، ووضعِ أسسِ القِيَم، واتخاذ السبيل لصلاح هذا الإنسان على ظهر هذه الأرض، فسبحان رب السماوات والأرضين الذي شرَّفنا بالأنبياء والمرسلين، وختَمهم بالمجتبى الأمين، خاتم النبيين وسيد المرسلين، وحبيب رب العالمين وأكرم الأولين والآخرين على الله، صلواتُ ربي وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين، وأصحابه الغرِّ الميامين وعلى جميع أمته من المهتدين التابعين المُحبّين، وعلى آبائه وإخوانه من الأنبياء والمرسلين، وعلى أهل حضرته ودائرته والاتصال به من الملائكة المقربين، وعباد الله الصالحين، وعلينا معهم وفيهم برحمته إنه أرحم الراحمين، أدم الصلاةَ يا ربَّنا على الحبيب المصطفى، وآله وأصحابه أهل الصدق والوفاء، ومن أدرك بما بعثتَ معه كمالَ الدواء والشفاء، فحُمي من الآفات والعاهات والزيغ والضلال والجفاء، وتوجهَ إليك فقبلتَه وأقبلتَ بوجهك الكريم عليه فأسعدتَه، وجعلت مآبَه دار الكرامة ومستقر الرحمة، لك الحمد، اللهم ثبِّتنا على الحق في ما نقول، وثبِّتنا على الحق في ما نفعل، ثبتنا على الحق في ما نعتقد.
يا من علمتم أنكم عبيد هذا الإله الذي خلقكم، وجئتم إلى هذا الموطن تطلبون رضاه وتطلبون قربه وتطلبون نظره، وترتجون مغفرتَه وعفوَه ومسامحتَه وصفحَه، جل جلاله، وأن يقرِّبكم وأن يصفِّيَكم وأن يسعدكم وأن يهديكم وأن يأخذ بأيديكم وأن يهيئكم لمرافقة أنبيائه وأصفيائه وأوليائه في دار كرامته، اشكروا الذي وهبكم هذه النعم، وبسط لكم بساطَ هذا الكرم، واسمعوا بعد ذلك ما عساه أن ينبِّه القلوب: أن مختلف من على ظهر الأرض في حاجة لما ترك فيكم الحبيب المحبوب، ولما خلَّفه فيكم رسولُ الله طبُّ الأجساد والقلوب صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن إليه منسوب.
وما جمع الله لكم من كمال هذا الدين، في كمال التربية التي تُوورِثت فجمعت العلم، وجمعت التزكية وجمعت أسرار الدعوة إلى الله تعالى، وقامت على السند، وقامت على حسن النظر وقامت على الرحمة، وقامت على الأسس التي جاء بها سيدُ الخلق صلوات ربي وسلامه عليه، فكلُّ هذه المعاني اجتمعت لديكم، والعالم إنما هو محتاج إليها لأنها منحةُ ربه سبحانه وتعالى، ولأنها منّة إلهِه الذي خلقه جل جلاله وتعالى في علاه، ولا يصيبنا ولا يصيب الأمةَ من حوالينا أنواع الفتن والمحن إلا مِن إهمال، من إغفال، من مخالفةٍ لهذا المنهج والمنوال، الموروث عن باهي الجمال ومعدن الكمال، وخاتم الإرسال، سقاكم الله من كأس محبته الزلال، سقاكم الله من كأس محبته الزلال، يا أكرم الأكرمين ويا أرحم الراحمين، احيِنا لك وله محبين، وتوفنا بك وبه مؤمنين، واحشرنا في زمرته مع الصالحين، برحمتك يا أرحم الراحمين.
ولو عرف المنتمون لهذا المنهاج ولهذا المصطفى صلى الله عليه وسلم، وما خلَّف فينا من توجيه وتنبيه وتذكير وتعليم وتفهيم وتقويم وتربية وتزكية وبلاغ كامل تام، وأدركوا مهمتَهم في واجبهم في ما يتعلق بأنفسهم وأسرهم وبلدانهم وفي ما يتعلق بالعالم؛ إن سمعتم بعض الأخبار عن نيوزلندة، فهي واحدة من البلدان التي أُرسل إليها نبيكم، وكُلِّفَ مع أمته أن يبلغوا الدعوة إليها، وأن يهدوا أصحابها فإن سمعتم شيئاً من هذه الأخبار، فهي أخبار أمة المصطفى عليه الصلاة والسلام، التي تشير إلى أضرار الإهمالات كيف كانت، الإلحاد الذي تحدث عنه ما كان معهوداً في نفس بلاده قبل مئات من السنين ما كان يُعهد بهذه الصورة أبداً، وكان استقرار القلوب أن لهم إله وأن لهم واحد خالق منتشر بين الخلق، المسيحيين وغير المسيحيين من مختلف أصحاب الأديان والاتجاهات.. فما الذي وسَّع رقعة الإلحاد؟
دعوات أهل الفساد، وجدَت سكوتاً ونوماً في دعوة أهل الرشاد، فلما كان ذاك السكوت والنوم والغفلة، وجدت سبيلَها إلى العقول فضلَّ بها من ضلّ، وها هم ينازعونكم من البلدان البعيدة إلى بلدانكم وإلى مواطنكم ليأخذوا من أبنائكم ومن بناتكم من يُخدع، ومن يُزيَّن له السوء، زخرف القول الغرور وحيُ شياطين الإنس والجن بعضهم إلى بعض، هو الذي شغلنا بالترَّهات، وأنسانا مهمتَنا في الوجود، أنسانا مهمّتنا في هذا العالم، لو اهتممنا بها ما حصّلنا فرصة لأن نشتغل بالتافاهات وبالبطالات ولا بالشؤون بيننا البين، مَن تصور هذه المهمة وهذا الواجب واتصل بالأساس، الذي بُعث به خير الناس، في مهنتِه وفي مهمته وفي واجبه، بحكم أنه آمَن بهذا الإله وأن مصيرَه إليه جل جلاله، ما وجد فرصة يتكلم على الناس، فضلاً عن أن يأخذ أموالهم، فضلاً عن أن يهتك أعراضهم، فضلا عن أن يستبيح ويستحلَّ دماءهم، ولا بيحصِّل بعد ذلك شيء من الدواعي التي تدعوه لمثل هذا، لا لسفكِ دم مسلم، لا عند شرطة ولا عند نقطة ولا عند وزارة دفاع ولا في مستشفى ولا في غيرها، لكن أُلهُوا، أغفِلوا، أُشغلوا عن حقائق مهامهم ونسبتهم إلى الحق ورسوله والدين والوحي بأغراض النفوس، بالمقاصد التافهة، بشيء من هذه الحثالة، بشيء من هذه اللعاعة، أُخِذوا بها، وصاروا يشتغلون بما لا يعنيهم وبما يُرديهم وبما يُبعدهم عن باريهم.
وسيّبوا أُسَر في ترك صلاة، مشكلة من أساس مشكلاتنا، سيَّبوا أُسَر فيها قطع رحم، مشكلة من أساس مشكلاتنا في واقعنا في العالم، في حاضر المسلمين وفي ما يدور في الوجود، لأن ما يدور في الوجود مرتّبٌ من قبل المكوِّن القاضي المقدّر على أحوال المسلمين مع الله، كيف تكون؟ إذا نسوا الله فأنساهم أنفسهم جاءت الأقدار بتسليط الكفار والفجار وبأن يعيثوا في الأرض فساد، وإذا صدقوا وأقاموا الركنَين، ركن الإيمان والعمل الصالح، إيمان وعمل صالح، تعرف معنى إيمان؟ إيمان يردعك عن الاغترار، يردعك عن الزور، يردعك عن التطاول على الغير، إيمان وعمل صالح، إذا قام فالوعد قائم من الملك العلّام (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ)، (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا)
وهكذا أساس المشكلات التي عندنا مهملٌ أمرُها، ترك صلوات، منع زكوات، إطلاق العيون في المناظر الفاسدات الساقطات المحرّمات، بضائع التافهين الغافلين المبعودين الملعونين، فتحنا لها ديارنا، فتحنا لها أيدينا وعيوننا وصدورنا، غشّينا بها أبناءنا وبناتنا وأهلينا..
رِبَا، يكاد أن يكون مستحلّا! لا يُنكر منه شيء، يؤخذ ذات اليمين وذات الشمال، وقد هدَّم أموال الكفار أنفسهم هذا الرِّبا، الذي قال عنه ربنا (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ)، يمحق الله الربا، أتريد فائدةً وربحاً من حيث محقِ الله؟ من حيث ما يمحقُ الجبّار جل جلاله؟
قطيعة في الأرحام، عقوق للوالدين، استهانة بالحقوق، ظلم للأفراد من الضعفاء إما صغار وإما نساء، استحوذ على مالهنَ او إرثهن أو ملكهن أو غير ذلك، تشبّه من النساء بربَّات الفجور، وربَّات الفساد والتبرُّج، هذه مشاكلنا الأساسية! أين العقول التي تفكر في حلِّها؟ في إنقاذنا من ورطاتها ومن نتائجها الصعبة؟ نتائجها الشديدة صرفوا عقولنا لأن نزيد الطينَ بلَّة، ونزيد الواقعَ مضاربة ومقاتلة ومنازعة، هذا حلّ؟ هذا المنقذ للناس؟ بميزان مَن؟ وعلى مناهج من؟
بعث الله الأنبياء ينقذون الخَلْق من الظلمات إلى النور، بماذا؟ بالبغضاء أم بالشحناء أم بالتحامل أم بالكِبر أم بالعُجب .. بماذا؟ ما أنقذوا الناس ولا خلَّصوهم إلا بتصفية القلوب، بالصدق مع علام الغيوب، بالخضوع بالخشوع بالإيمان، باليقين، بتطبيق شرع الرحمن جل جلاله وتعالى في علاه.
وإذا ذكرنا مثل هذه الثلّة، واحد في المائة من الشعب مسلمين، علاقتهم كما ذكر بحكومتهم ودولتهم، هذه العلاقة التي كانت يجب أن تكون مع المسلمين المنتشرين في مختلف أقطار الأرض، والدول غير المسلمة ليحملوا حقائق الإسلام وجماله، ويكونوا فائزين ومسعودين بشرف أن ينتشر على أيديهم الإسلام إلى تلك الديار، والإسلام واصل، ومنتشر إلى تلك الديار كلها، نيوزلندا كغيرها لا يبقى فيها بيت إلا ودخله دين محمد، لابد أن يكون ذلك، لكن على يد مَن؟ على يد من يذهب إلى تلك البلدان وما همّته ونهمته ونيته وفكرته إلا لُقَم؟ إلا لعاعة من الدنيا يأخذها؟ أو ينحطّ أشد من ذلك إلى أن يسابق أهلَ تلك المجتمعات الملحدة المنحلّة إلى شهواتهم الوبيئة الساقطة الخبيثة .. على يد هؤلاء ينتشر الإسلام..!؟ لا، لا، لا، ما يفوز بشرف نشر هذا الإسلام إلا قلوبٌ خشعت، خضعت صدقت عرفت قيمةَ ما هم فيه، من السقاطة فترفّعت، وشهدت المشهد الفوقي العُلوي ( الله ابتعثنا لنُخرج العبادَ من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جَور الأديان إلى عدل الإسلام) مَن يعرف أنه مبعوث من قِبَل الله؟ يعرفون الناس قدر مبعوث من دولة صغرى، من دولة كبرى من أمم متحدة، أمم متحدة ولا ملحدة، ما له قيمة ما عند البعثة من رب الأرض والسماء، من يعرف هذه القيمة؟ يعرفها من يشرّفه الله، ومن يريد كرامته لينصر الحقَّ على يده، وينصر الإسلام على يده، تعرفها أهلُ القلوب التي عرفت عظمةَ الله، ولم تستبدل بالله صغاراً ولا كباراً، شعوبا ولا حكومات، ولا أموالا ولا جاهات ولا جنودا ولا أسلحةً ولا غيرها
الله الله ولا شيء يغني عن الله، ولا شيء يعوض عن الله، جل جلاله وتعالى في علاه
فتعرِفون واجبَكم الكبير على ظهر الأرض، يا أتباع سيِّد أهل الأرض، وهو سيّد أهل السماء، إذا اجتمع الخلق لفصلِ القضاء ما تقدّم للمقام المحمود من أهل الأرض ولا من أهل السماء إلا الأسمى، الذي محمد يسمّى.. ربطكم الله بهذا النبي ربطاً لا ينحلّ.
فيا أرباب الإيمان من بقي في قلبه ذرّة من إيمان، يجب بإيماننا بالآخرة أن نسموَ بأنفسنا لا يكون فكرُنا فكر من كفر، الدنيا غايتُهم، الدنيا نهايتهم، الدنيا قصدُهم، الدنيا مرادُهم، الدنيا كلُّ ما في نظرهم، ونحن نعتقد ونؤمن أنها لا تساوي عند الله جناحَ بعوضة، فكيف يساوي فكرُ هذا فكرَ هذا؟ أو كيف نتفق معهم في طريقة التفكير؟ يا من آمن بالله واليوم الآخر علمتَ أن مآلكَ دوام وأبد إما في جنة وإما في نار، فالعمل العمل، والاستعداد الاستعداد، والزاد الزاد، وبرهَنةُ التصديق، أين برهان التصديق؟ في طريقة فِكرك، في طريقة عملك، في طريقة انطلاقِك في الحياة، إن فكَّروا في الحقير يجب أن لا نهمل تفكيرنا في العظيم الكبير، يجب أن نعدَّ عدَّتنا للقاء مولانا ولمرافقة هادينا ومعلِّمنا ومصطفانا، يجب أن نعدَّ عدَّتنا لخروجنا من هذه الدار.
يا من بقي في قلبه مثقال ذرة من إيمان، من أهل السياسات: والله وظيفة أو كرسي تصل إليه بعد أن تشْرَك في سفكِ دم واحد بنصف كلمة، وبالٌ عليك وسوءٌ وعارٌ وفتنةٌ ورزيّةٌ وسقوط ومصيبة.
اترك بيعَ الآخرة بالدنيا، اترك بيعَ الدين بالدنيا، اترك بيع رضى الخالق تعالى بإرضاء نفسِك، بإرضاء هواك؛ أترضي نفسك وهواك وتُغضب الجبار!؟ أفيك طاقة لغضبه؟ أم قدرة على مقاومة عذابه؟
يا أيها الراغبون في الأموال: من بقي في قلبه منكم ذرةُ إيمان لو مال الدّنيا كلّه تحوزه وفيه كذبة واحدة أو غش لفرد واحد، أو درهم من ربا، لكان شؤماً عليك، وبالاً عليك، بلاءً عليك، مصيبةً عليك.
لا ينفعك، ولن تتمتعَ به في الدنيا متعةً صالحة، إلى ما يُفضي بك إلى الدار الآخرة، (فمن استحلّ مالاً حراماً أدخله الله النار) قيل يا رسول الله ولو يسيراً؟ قال (ولو قضيباً من أراك)
هذه حقائق الدين، هذه حقائق المنهج الرباني الذي يحتاج أن نستوعبه ونتفهَّمه، ونفهِّم به مَن حوالينا وننادي الناسَ إليه، ونقوم بما أحب الله منّا (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ) اللهم اجعلنا منهم، وارحمنا برحمتك الواسعة.
كلٌّ يعلم مهمّته في اتصاله بهذا الخير، ويحمد الله على ما وصل إلينا من حقائق الدين القويم، على أيدي أهل الصراط المستقيم.
مُسندة في دفاترها عن أهل الروايات ** شيخ عن شيخ يروي عن خيار البريّات
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
نعلم واجبَنا ومهمّتَنا في استعدادنا للقاء مولانا جلّ جلاله، وتعاوننا على ما يرضيه، وحسن خدمتنا لديارنا، لأهالينا، لبلداننا، لأسرنا، لمن حوالينا، ورسالتنا التي تعمّ العالم، (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)، (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا)، (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا)
فيا أتباع هذا النبي: ما أعجب شرعَه وما أعظم هدْيَه، به اهتدوا وبه اقتدوا يحبِبكُم ربُّ الأرض والسماء، (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)، الله يلهمنا رشدنا، ويأخذ بأيدي صغارنا وكبارنا ورجالنا ونسائنا لما فيه الصلاح والفلاح والنجاح والسعادة في الدنيا والآخرة
جنّبنا وبلداننا وأراضينا الفتن، والمحن ما ظهر منها وما بطن، وأعلِ كلمةَ الهدى والدين وولِّ علينا خيارنا، واصرف عنا شرارنا، وادفع عنا وعن أراضينا الظلم والظالمين والبغيَ والباغين وجميع أعداء الدين، لا تبلِّغهم مراداً فينا ولا في أحد من المسلمين، وأنقذ الأمة مما نازلَها، ومما دهاها، ولا تبلِّغ أعداءها واعداءك فيهم مراداً من قريب ولا بعيد، أنجِز لنا ما وعدتَنا فإنك لا تُخلف الميعاد واجعلنا مفاتيحَ للخير مغاليق للشر.
واجعلنا ممن بهم تكفّ الظلم، وممن بهم تدفع النقم، وممن بهم تجمع القلوب، وممن بهم تنشر الخير والهدى
اللهم ثبتنا على ما تحب، واجعلنا جميعاً في مَن تحب، وتوجهوا إلى الرب الكريم، الإله العظيم، وما جمعكم سبحانه وتعالى بفضله إلا ليُولِيكم من فضله، فأتمِم ياربي علينا وعليهم النعمة، اجعلنا في المقبولين، ننصرف من المجمع مسعودين بقبولك وبشريف إقبالك، أقبِل بوجهك الكريم علينا يا الله، يا الله، أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرِنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادُنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، واجعل الموت راحةً لنا من كل شر يا الله.
نسألك فعلَ الخيرات، وتركَ المُنكرات، وحبَّ المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا وتتوب علينا وإذا أردتَ بعبادك فتنةً فاقبضنا إليك غير مفتونين، يا أرحم الراحمين، يا أرحم الراحمين، يا أرحم الراحمين، أرِنا رايةَ الحق في جميع الأقطار منشورة، ومعالمَ الإسلام والإيمان بأهلها معمورة، معنى وصورة، يا مجيب الدعوات، يا قاضي الحاجات، نستغفرك للمؤمنين والمؤمنات، فهذه أيدينا إليك ونواصينا بين يديك، اعترفنا بما اقترفنا، (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)، فاغفر يا خير من غفر، واستر يا أكرم من ستر، وانصر الحقَّ وأهله يا أعزَّ من نصر يا حي قيّوم يا بر، يا من هو الله أكبر.
يا الله يا الله وأنت نادِ الله، واسأله أن يأخذ بقلبِك إليه، وبناصيتك إليه، وبيدك إليه، يارب خذ بأيديهم ومَن يسمعنا وأهل بلداننا، وصغارنا وكبارنا، ورجالنا ونساءنا، اجعلهم أتباع محمد لا أتباع مَن فسد، اجعلهم اتباع الهادي لا أتباع من غوى من كل عادي، يارب أصلح لنا الخافي والبادي، يا الله يا الله يا الله، وتوجهوا إلى الله، يرحم المسلمين، يفرج على المسلمين، يصلح شأن المسلمين، يجيب دعوة المضطرين، في الاضطرار دعوناك (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ)
بارِك في هذه السحائب المعنوية، المُرسلة المنشأة ببركة ما أنزلت في ذي المجالس البهيّة، وأمطِر سحائبها في صلاح أمور الأمة المحمدية، في شرق الأرض ومغاربها، وانفع بها القاصي والدّاني، يا حي يا قيوم يا حي يا قيوم يا حي يا قيوم، وأرِنا من ثمارها ومِن بركاتها ياربنا في الزمان المقبل القريب، ما يطيب لنا به الحالُ خير طيب، مع كل طيبٍ قريب، وسالكٍ منيب.
يا الله أرِنا في يمننا يُمناً وأمناً وإيماناً ورحمة وخيرا وبِراً وهدىً ونورا، يا الله، بدعوة نبيِّك بالبركة في اليمن والشام، يا الله، يا ذا الجلال والإكرام أرِنا سرَّ هذه الدعوة، وبركةَ هذه الدعوة، بارِك لنا في يمننا وشامنا، بارِك لنا في يمننا وشامِنا..
وإن اشتدت الأحوال فلها أيام وليال، وهي ذاهبة وآيلة إلى الزوال، وسترون اليمنَ وسترون الشام في خير حال، يكون ذلك، ويكونوا مآلاً للعباد من المشارق والمغارب.. قضاءُ الله كما قضى وإشارة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في ما أنار وأمضى، ولكن أوقات الفتن تأخذ من استشرف لها، والله يسلمنا وأهل ديارنا ويسلمنا وأهل بلداننا، ويسلمنا وجيراننا ويكفينا شر الفتن والمِحن، ما ظهر منها وما بطن.
يا الله غارتَك السريعة، وغياثَك العاجل، يا الله يا الله، وقولوا يا أرحم الراحمين، قولوا يا أرحم الراحمين، قولوا يا أرحم الراحمين، سبحانه يسمعكم، لو عاملَنا بأعمالنا ما قدرنا نحصّل هذه الساعة، ولا نحصّل هذه الجماعة، ولا نحصّل هذه الأنوار المشاعة، لك الحمد يا الله، قولوا يا أرحم الراحمين، قولوا يا أرحم الراحمين، فأرحمُ الراحمين يسمعُكم، أرحم الراحمين يراكم، أرحمُ الراحمين يطّلع عليكم، أرحمُ الراحمين ينظر إليكم، أرحمُ الراحمين يجود عليكم، أرحم الراحمين يستجيب لكم..
يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين فرِّج على المسلمين
يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين فرج على المسلمين
يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين فرج على المسلمين
16 صفَر 1435