من حقائق عظمة ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) وجواهرها وأسرارها في الدارين

للاستماع إلى المحاضرة

محاضرة العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ ضمن سلسلة إرشادات السلوك، ليلة الجمعة 18 ذو القعدة 1446هـ  في دار المصطفى بتريم، بعنوان: 

من حقائق عظمة ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) وجواهرها وأسرارها في الدارين

لتحميل المحاضرة (نسخة إلكترونية pdf):

https://omr.to/M181146-pdf

فوائد من المحاضرة:

https://omr.to/M181146-f

 

 

نص المحاضرة مكتوب:

الحمد لله المُنعِم بالإيجاد والإمداد، والفضل والإسعاد، والهداية والرَّشَاد، والفوز والفضل الذي ما له من نفاد، إنه الله الجواد، لا إله إلا هو وحده لا شريك له، بيده ملكوت كل شيء، وإليه مرجع كل شيء. مَن وجده فأيَّ شيء فاته، ومَن لم يجده ولم يعرفه فأيَّ شيءٍ وجد وأيَّ شيءٍ عرَف؟

النتائج العظيمة لكلمة التوحيد

يَخسَرُ مَن مرَّت حياته الدنيا لم يعرف الله! ولم يشهد شهادة الحق بمعانيها الواسعات التي ما لها من منتهى! فلا تنتهي معاني "لا إله إلا الله محمد رسول الله".

  • المعارف والعوارف واللطائف والتجلِّيات؛ كلها من ثمرات "لا إله إلا الله محمد رسول الله".

  • إلى ما انتهى إليه المُقَرَّبون من الملائكة في السماوات والأنبياء على ظهر الأرض والعباد والعارفون بالله؛ كلها من نتائج "لا إله إلا الله محمد رسول الله".

  • ثم شؤون الشفاعات في القيامة، والموارد والمواقف بأصنافها: ترجمةً لحقائق معاني "لا إله إلا الله محمد رسول الله".

  • ثم هم يَجنُون من ثمراتها ومعانيها ونعيمها وأذواقها وحلاواتها في الجنَّات ما يجنون!

  • إلى النظر إلى وجه الله الكريم، وكلما تكرر منهم النظر زاد لهم العطاء الأوفر، ولم يبلغوا نهايةً في "لا إله إلا الله محمد رسول الله"!

ولذا جاءنا في الأخبار أن أبواب الجنة منقوش عليها هذه الكلمة، كما هي على قوائم عرش الرحمن: "لا إله إلا الله محمد رسول الله".

الدعاء لنيل حقائق "لا إله إلا الله"

ثبِّتنا عليها يا رب، حقِّقنا بحقائقها يا إلهنا وخالقنا، وفِّر حظَّنا من سِرِّها، وفِّر حظَّنا من نورها، وفِّر حظَّنا من علمها، وفِّر حظَّ قلوبنا من التَّحَقُّق بحقائقها والارتقاء بها، ووفِّر حظَّ أعيننا وأسماعنا وألسنتنا وأعضائنا السبعة بالتحقُّق بحقائقها والتقيُّد بمعاني منهجها.

يا الله: اجعل القدوة لنا حبيبك. يا سيدنا: تلطَّخت قلوب كثير ممن يقولونها بألسنتهم، فجعلوا القدوات غير حبيبك، وجعلوا المنهج غير منهجك، فتداركهم يا رب، وأغِثهم يا رب، ورُدَّهم إليك مردًّا جميلًا!

ولما وقعوا في هذه الورطات تولاهم إبليس وجنده، فسخَّروهم بين المسلمين يلعبون ويؤذون ويُغيرون ويُشككون ويتقاتلون ويتضاربون ويعملون ما يعملون من أنواع الفساد!. هذا في تَبَع حزب، وهذا تبع وزارة، وهذا تبع هيئة، وذا تبع فكر فلاني، وذا تبع مؤسسة فلانية، ولَعِبُوا..! أنقِذهم يا رب، تداركهم يا رب، رُدّهم إليك مردًّا جميلًا.

طلب حُسن الرفقة

سيدنا: والحاضرون في هذه المحاضر انظر إلى قلوبهم ونوِّرها بنور "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، وشَرِّف أعضاءهم بأنوار "لا إله إلا الله محمد رسول الله"؛ حتى لا يكون لهم منهج مرضي يلتزمون به إلا منهجك، ولا قدوة يقتدون به في سرهم ونجواهم وجميع أحوالهم إلا حبيبك محمد. ذاكم هو الفوز الأكبر، ذاكم الشرف الأفخر (فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [آل عمران:31]، و: (إِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا) [النور:54]، (وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا * ذَٰلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ عَلِيمًا) [النساء:69-70].

وإنما حَسُنَ أولئك رفيقاً؛ لأن مرافقهم يلقى الرحمن والرحمن عنه راضٍ، ولأن مرافقهم يَحِلُّ دار الرضوان، وتُنشَرُ له راية الكرامة والأمان، ويَخلُدُ في الجِنَان، ويُكرَمُ بِحُسنِ لقاء الكريم المَنَّان (وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا).

الخروج من الظلمات إلى النور

فيَا ربَّنا: داءُ وظلمةِ استحسانِ رفيقٍ غيرهم؛ أخرجه من القلوب والعقول، مِن جميع مَن يَنطِق بـ"لا إله إلا الله محمد رسول الله". يا الله: وقلوباً حُرِمَتْهَا، اهدِهم يا رب! منهم مَن طلب مِنَّا إخواننا الدعاء لهم بالهداية -كأبويّ هذا المتكلم فيكم- اللهم اهدهم إلى: "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، اللهم اقذف في قلوبهم نورها، واهدهم إليك يا الله.. يا الله.. يا الله

تنبيه لعظمة "لا إله إلا الله"

فيا حامليها، ويا مؤمنين بمعانيها: أمامكم من عجائبها وغرائبها وحقائقها وعلومها ومعارفها وأنوارها وأسرارها ومزاياها.. ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر!

ففيمَ التقصير؟! فيمَ الغفلة؟! فيمَ الإهمال؟! فيمَ مرور الأيام والليال بلا زيادة من نورها، بلا زيادة من علمها، بلا زيادة من فهمها، بلا زيادة من الانتهاج في نهجها، بلا زيادة من الارتقاء في مراقيها!

يا قائلين بها، يا مؤمنين بها: إنها المِنَن! وإنها الجنان، وإنها القُرب، وإنها المعارف، وإنها اللطائف، وإنها الفضل، وإنها السعادة، وإنها الحسنى وزيادة: "لا إله إلا الله محمد رسول الله"!

أحينا عليها يا حي، مُتحقِّقين بحقائقها، وأمِتنا عليها يا مميت، في أعلى التَّحَقُّق بحقائقها، واحشرنا عليها وابعثنا يا باعث مع خوَاصِّ أهليها. يا الله.

الاجتماع تحت لواء الحمد

  • وكل مُتحقِّق بحقائق "لا إله إلا الله محمد رسول الله" يرى وجه محمد بن عبد الله في مواقف القيامة، والويل لمن لا يراه يوم القيامة! ولن يُعَوِّضهم أحد، ولن يجدوا لهم مكانه شيئًا آخر ولا أحدًا آخر!.

  • وكُلُّ المتحققين بحقائقها يجمعهم لواء الحمد، وتحت ذاك اللواء يستَظِلّون، "آدم فَمَن دونه" : شيث بن آدم، إدريس، نوح، هود، وصالح، وأنبياء كثيرون بينهم.. إلى إبراهيم، وإسماعيل، وإسحاق، ويعقوب، ويوسف، ولوط ، وداود، وسليمان، وموسى، وهارون.. إلى عيسى بن مريم، ومن بينهم من النبيين، وجميع من في أُمَمهم من الصِّدِّيقين والصالحين: يجمعهم: لواء الحمد.

فمعهم يا رب اجمعنا، وفيهم يا ربنا اجعلنا، وبَوِّئنا المكان الشريف الأشرف في القرب من حامل اللواء، القائل: "ولواء الحمد بيدي آدم فمن دونه تحت لوائي يوم القيامة".

"تحت لوائي" يا رب اجعل وجهتنا ونياتنا ومقاصدنا وأعمالنا في الحياة الدنيا قبل الآخرة: تحت لوائه، حتى يكون هوانا تبعاً لِمَا جاء به.

تعشُّق الاقتداء برسول الله ﷺ

يُحدِثُ مرور الأشهر والأيام فينا:

  • إحياء سُنَّتِه؛ في أنفسنا وأهلينا،

  • وخروج الميل إلى تقليد: كافر أو فاجر أو شرير أو فاسق، في مظهر، أو منظر، أو قول، أو فعل، أو زِيّ، أو حركة، أو غناء، أو سكون، أو أخذ، أو عطاء.

  • حبيبك عصمتنا، وهو منقذنا.

  • اشعل في قلوبنا: عَشْقَة الاقتداء به، واليقين أنه الهدى والحق والخير

وآية حُبِّ الله في اتباعه ** به وَعَدَ الغفران بعد المحبةِ

ومَن يطع الهادي أطاع إلهه ** ومن يعصه يَعصِ الإله ويمقتِ

مبايعة سيد الوجود ﷺ

ومَن بايع المختار بايع ربه ** يَدُ الله مِن فَوقِ الأيَادِي الوَفِيَّةِ

 

  • (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ..)، وما أعظمها مِن شهادة مِن الله للذين بايعوا تحت الشجرة!

  • وتزكية من عالم السر وأخفىٰ: (..فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا * وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا * وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَٰذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا..)، تتوالى مِنَنُ الله عليهم؛ بالدخول تحت هذه الراية وتحت هذا اللواء، ومبايعة سيد الوجود (..وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا * وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا * وَأُخْرَىٰ لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا) [الفتح:18-21].

  • وما وُجِدَ على ظهر الأرض قلوب تتحقَّق بهذه الحقيقة: "لا إله إلا الله محمد رسول الله"؛ فالحُكم صادر: (وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا * سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا) [الفتح:22-23].

  • ولكن في نفس وقت هذه البيعة تحت الشجرة -وكانت أغصانها مُتدلية يمسكها بعض الصحابة حتى لا تقع على رأس سيدنا رسول الله وهو يبايع- وبعضهم مَن بايعه في نفس الموقف مرتين وثلاث، وقريبٌ منهم في نفس الساعة قلبٌ مُبعَدٌ مطرود محروم مُظلِم يتوارى من الناس ويُبعِد ولا يريد البيعة!، ولم يَحلُِّ له شيء من هذا الرضا ولا من هذا العطاء! ومات على نفاقه، فهو مُعَذِّب من يوم موته إلى الليلةِ هذهِ، -والعياذ بالله تبارك وتعالى-!

  • ثم كان ممن لم يحضر تلك البيعة؛ قلوبٌ قريبةٌ منها.. في حياته، وفي حياة الخلفاء الراشدين، وفي القرن الثاني، وفي القرن الثالث، وفي القرن الرابع والخامس والسادس..،

إلى قرننا هذاقلوبٌ قريبة من البيعة ومن صاحب البيعة، وقلوبٌ بعيدة!.

فوز القلوب التي قربت

ويا فوز القلوب التي قَرُبَتْ وتحققت بحقائق "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، فلم يَبْقَ لها إلا منهاج الله، ولا قدوة أكبر عندها من محمد بن عبد الله.

وقدوتنا بالأنبياء؛ لأنهم أمناء الله وتحت هذا اللواء، وقدوتنا بالخلفاء الراشدين أو بالصالحين؛ لأنهم تبَع هذا اللواء وتبَع صاحب هذا اللواء، فهو رأس القدوة وهو رأس الأسوة (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) [الأحزاب:21].

فالله يُلحقنا بمن حَسُنَ رفيقاً (وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا).

بئس القرين أو حسن الرفيق

ويقول تعالى: (وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ..) يملؤون الدنيا منظمات ومشاريع وأنظمة، وطلعوا وخرجوا ونزلوا (..حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ) [الزخرف:36-38]. وقال في الآية الأخرى: (وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا) [النساء:38].

لكن أين الذي حَسُنَ رفيقاً؟ هذا الصنف الثاني ذاك: (وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا).

وأنتَ تريد مع من؟ حَسُنَ رفيقاً؟ أم تريد بئس القرين؟ -والعياذ بالله تبارك وتعالى-

صفات الدخول في حقائق "لا إله إلا الله"

  • وإنما هو صدق، ومنهج، واقتداء، واهتداء، وأدب، وخضوع، وخشوع، واتِّصاف بالأوصاف التي يحبها ربك -جل جلاله وتعالى-، من: إقامة الفرائض، وترك المحرمات، والحرص على السنن، ونبذ المكروهات والشبهات، وحُسن التربية للأبناء والبنات والأولاد، ودعوة الأصحاب والأصدقاء لتعظيم أمر الله وأمر رسوله، والتعاون على البر والتقوى، والدعوة إلى الله -تبارك وتعالى- (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) [فصلت:33].

  • فتلك هي الصفات التي بها تدخل في المتحققين بحقائق "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، وتتهيأ لمرافقة من قال الجبَّار العليم الذي أحاط علماً بكل شيء عنهم: (وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا * ذَٰلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ ۚ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ عَلِيمًا) [النساء:69-70].

في مقعدِ الصِّدقِ الذي قد أشرقت ** أنواره بالعندِ يا لك من سَنا

والمتقون رجاله وحضوره ** يا ربِّ ألحِقنا بهم يا ربَّنا

الدعاء للحجاج وطلب القرب من الله ورسوله ﷺ

يا ربِّ ألحِقنا بهم يا ربَّنا .. يا ربِّ ألحِقنا بهم يا ربَّنا.. يا ربِّ ألحِقنا بهم يا ربَّنا

واجعل جميع مَن يتوجَّه لحجِّ بيتك وزيارة نبيك؛ في اتصاف وتخلُّق بأخلاق "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، وسبباً لإحيائها في البرية. اللهم وفِّقهم، واقبلهم، وأعِنهم، وأوصلهم، وبلِّغهم، وأعِدهم سالمين غانمين إلى أوطانهم. وافتح أبواب الفرج للمسلمين، والغياث للمؤمنين، يا رب العالمين، يا أكرم الأكرمين.

وقرِّبنا من صاحب هذه البيعة، ومَن قلتَ عنهم: (يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) [الفتح:10].

وَمَنْ بَايَعَ الْمُخْتَارَ بَايَعَ رَبَّهُ ** يَدُ اللَّهِ مِنْ فَوْقِ الْأَيَادِي الْوَفِيَّةِ

(إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) [الفتح:10].

يَا مُنْزِلَ الْقُرْآنِ، يَا بَاعِثَ الْمُصْطَفَىٰ خَتْمًا لِلأَنْبِيَاءِ بِالرَّحْمَةِ وَالْهُدَىٰ وَالْبَيَانِ: أَكْرِمْنَا بِالْقُرْبِ مِنْكَ وَمِنْهُ، وَالرِّضَا مِنْكَ وَمِنْهُ، وَالرِّضَا عَنْكَ وَعَنْهُ، وَالْمَحَبَّةَ لَكَ وَلَهُ، وَالْمَحَبَّةَ مِنْكَ وَمِنْهُ. 

شرِّفنا على ظهر هذه الأرض بأخذ هذه الأنوار، ووفِّر حظَّنا من أسرار "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، أعلى ما أعطيتنا وأعظم ما به شرفتنا، فزدنا تشريفاً وتكريماً.

يا حي يا قيوم: كما نصبَت البيت الحرام علمًا وهدىً للناس ورحمة منك وبركة، اللهم زِده تشريفًا وتكريمًا وتعظيمًا وبرًّا ومهابةً، وزِدْ من زاره وممن حجَّه واعتمره برًّا وكرامة يا الله. وأحيي فينا معالم الدين، وشعائرك وسنة سيد المرسلين، يا أكرم الأكرمين يا أرحم الراحمين، يا أكرم الأكرمين يا أرحم الراحمين.

 يا توَّاب تُبْ علينا.. يا توَّاب تُبْ علينا، وارحمنا وانظر إلينا.. وارحمنا وانظر إلينا..

 يا توَّاب تُبْ علينا ** وارحمنا وانظر إلينا

تاريخ النشر الهجري

17 ذو القِعدة 1446

تاريخ النشر الميلادي

15 مايو 2025

مشاركة

اضافة إلى المفضلة

كتابة فائدة متعلقة بالمادة

العربية