(228)
(536)
(574)
(311)
محاضرة العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ ضمن سلسلة إرشادات السلوك في دار المصطفى ليلة الجمعة 22 صفر الخير 1442هـ بعنوان:
مسارات المكلفين على ظهر الأرض فكراً وسلوكاً ما بين أوهام وظلام وبين نور الإله ورسله وعجائب العواقب للجميع
الحمدُ لله ربِّ العالمين يهدي اللهُ لنورِه مَن يشاء، وقد جعل سبحانه وتعالى الوسائلَ لذلك ما أنزل وأوحى إلى الأنبياءِ صلواتُ الله وسلامه عليهم، وهو في عالَمِ الدُّنيا وعالم الحسِّ يُحمَلُ إلى الناسِ ما نزلَ في هذا الوحي في قوالبِ كلماتٍ ومظاهر وأفعالٍ وعاداتٍ ورابطاتٍ وروابط قلبية تُبيِّنُ معاني الوحي مِن ربِّ البرية، وتُوقفُ صاحبَ الفطرةِ وصاحبَ العقلِ وصاحبَ التَّكليفِ مِن الإنسِ والجنِّ على حقيقةِ: لِمَ خُلِق وعَظَمَة مَن خلَق، ووُجوب شُكرِ هذا الخالقِ والاستعدادِ للقائه؛ فقد جعلَ هذه الحياةَ فرصةَ التأهُّب والتزوُّد والاستعدادِ والإعدادِ للرَّجعة إليه ولقائِه ومُقابلتِه ومُخاطبتِه ومُكالمتِه، ونَيلِ الفوزِ لمَن اغتنمَ هذه الفرصةَ القصيرةَ في هذه الحياة؛ نيل الفوز بقُربِه ونعيمِه ومرافقةِ أهلِ حضرتِه ورضاه والنَّظر إلى وجهِه الكريم.
تِلكمُ الغايات التي دونَها كلُّ ما يدورُ ويجري في أفكارِ الأوَّلين والآخِرين مِن بني آدمَ والجنِّ إلى أن تقومَ الساعة دونَه، تقصرُ عنها ولا تصلُ إليها، وعند الانتهاءِ إلى هذه الغايات يُحتقَر كلُّ ما دارَ في أفكارِ الرجالِ والنساءِ والأوَّلين والآخِرِين والزعماءِ والشعوبِ والدُّولِ والمفكِّرين والمختَرعين والمهندسين وأربابِ الفضاءِ وأربابِ الجيولوجيا وأربابِ البحار، يضمحِلُّ ويسقطُ ويقصرُ وإذا به هباء في هباء، وإذا به كلام لا غايةَ له ولا نهاية شريفة ولا وصولَ إلى حقائقِ كرامةٍ وسعادة.
وكلُّ ما ترتَّبَ عليه مِن أعمالٍ في انقطاعٍ عن ذي الجلال، مُفيضِ النَّوال وصاحبِ الوَحي والإنزال والإنباءِ والإرسال، لمَن شاء مِن عباده مُصطَفياً لهم ليكونوا سُرُجاً لبريَّتِه وأبواباً وسلالمَ وحبالًا بها يستمسكون؛ كلُّ الأعمال التي خرجت عن هذا الاتصالِ بهذا الجلالِ تحت دائرةٍ واحدة هي حقيقة ((وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا)) والله، هذه نهايةُ جميعِ أعمالِه، وعزَّةِ العزيزِ الجبارِ هذهِ غايةُ وعاقبةُ جميعِ أفعالِه.
((وَقَدِمْنَا)): يقول الجبارُ خالقُهم وخالقُ أعمالهِم ((وَقَدِمْنَا إلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ)): أي مستوعبين ذرَّاتِ أعمالِهم فلا تبقَى ذرة، ((فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا * أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا * وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا * الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَٰنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا * وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ۗ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا))
فجميعُ أهلِ فكرِ القَطعِ عن الله جلَّ جلاله مِن مختلفِ الأديانِ وجميعِ أهلِ الأعمالِ القائمةِ على الانقطاعِ عن حقيقةِ الصِّلة بالخالقِ ذي الجلال جل جلاله وتعالى في علاه، ينشرونَ مِن الفكرِ والأقوالِ والأعمالِ ما يحجبُ الناسَ عن حقائقِ إكرامِهم، عن حقائقِ إسعادِهم، عن حقائقِ إمدادِهم بخالصِ الفضلِ مِن حضرةِ إلهِهم، عن حقائقِ معرفةِ نفوسِهم ومعرفةِ خالقِهم القدوسِ جلّ جلاله، ومَن تأثَّرَ بهم وسمعَ لهم وأنصتَ واستجابَ لهم يعيش في حجابِه مُعرِضاً عن مُوجدهِ وخالقهِ ومَن بيدِه أمرُه، مُغترّاً بشيءٍ مِن زُخرفِ القول وأنواعٍ من الغرور، في شهوات، في أهواء، في خيالات، في تصوُّرات، في محالات، في أوهام، حتى تنقضي الليالي والأيام، إذا لم تسبق له سابقةُ الاسعادِ مِن المَلِك العلّام، وينزل بساحتِه الحِمام وهو في ذاك الظّلام، فتنكشفُ السّتارة ويعرفُ الحقيقة، ويعضُّ على الأيدي ويودُّ أن لو اتَّبع خيرَ الخليقة، ويتبرأ من صِلاتٍ وعلائقَ وروابطَ بقومٍ أردَوهُ وعن الرَّب قطعُوه، وفي مساراتِ الهُلك سيَّروه
((يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا)) : ذاك الصَّدِيق المزعوم الزّاعم الكاذب، وتلك الجماعة المُنافقة الباطلة، وتلك الهيئة وذلك الفكر وذلك المبدأ، ((لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا)) : لأن نتيجة هذه العلاقة معه ((لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي)) عنِ القرآن، عن مَن أُنزل عليه القرآن، عن مُنزِل القرآن جلَّ جلاله ((لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا)) فيا ويلَ مَن أعرضَ عن القرآن، ((وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا)).
وكذلك بالحكمة الأزليةِ جعل الله العِيشةَ على هذا الكوكب وعلى هذه الأرض، ((وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ ۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا)) يهدي مَن يشاء وينصر رسلَه وينصر المؤمنين الصادقين، ((إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ * يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ ۖ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ))
يا معشَر مَن آمن بمحمد: تعظيم النَّبيين في قلوبِكم مددٌ مِن الواحدِ الأحد، خلَّصكم به مِن ظلمات مودَّةِ مَن أفسد، ومَن عصى وحسَد، ومَن أدبرَ عن الحقِّ وشرَد، فَحَلَّ في قلوبِكم محبةُ النبيِّين وتعظيمُهم بهدايةِ سيد المرسلين، وخاتمِ أولئك الأنبياء أصفى الأصفياء وأتقى الأتقياء وأزكى الأزكياء، أوفى الأوفياء النور والضِّياء، سيّدنا المختار نور الأبصار، سرُّ الأسرار حبيبُ المَلِكِ الغفّار، مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد المطلب صلوات ربي وسلامه عليه، فَحَلَّ في قلوبِ أتباعِه تعظيمُ الأنبياء، ثم مَن صَحِبهم وآلهم ومَن تبعهم بالصدقِ وهم حزبُ الله تعالى؛ وبذلك سَلِموا من كُدوراتِ التّعلُّقات بالمُنحطِّين وأنواع الفاسقين والمفسدين والمجرمين مِن أعداء النبيّين مِن الإنس والجنِّ أجمعين، الذين تجمعُهم روابطُ تعودُ عُقدتُها وأطرافُها إلى عدوِّهم إبليس الرجيم، ((إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ)).
وما انقطعت هذه القلوب إلا بعد السوابق مِن علَّام الغيوب، أنّها لم تستمع ولم تنصت ولم يبلُغها هذا النّور المُشرق، كلّ صاحب فِطرةٍ على ظهر الأرض ليس المسيحيين وحدهم ولا اليهود وحدهم ولا مختلفِ أهل الملل، ولا هذا المسيحي وحده الذي كان مسيحياً متعلِّقاً بعيسى ابن مريم، وكان يتخيّل أنّ المسلمين يبغضون سيدَنا عيسى وما يحبون سيدنا عيسى وما يكرّمون سيدنا عيسى، وما درى هؤلاء المسيحيون أنّه مَن بشَّر بسيدِنا محمد، وأنه أخذ العهود أن يؤمن به وأنه من سينصر نبيَّنا، وسينزل إلى الأرض رافعاً راية لا إله إلا الله محمد رسول الله، وأنّه كما صح في الأحاديث يأتي زائراً إلى قبر المصطفى، قال صلى الله عليه وآله وسلم (وليَقفنَّ على قبري فليسلمنَّ عليَّ ولأردنَّ عليه السلام) ، وأنّ فينا وُزراءَه وفينا أنصارَه وفينا خاصَّته، وأنّه أحب الينا ونحن أحب إليه ممن يدَّعي اتِّباعه مِن مخالفيه الذين ألَّهُوهُ بغيرِ حق وقالوا أنَّه ابن الله بغير حق ((لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ * وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۖ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ * لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ))،
ولقد سمعتم فيما يحكي فِطر البشر وطبائعهم وأفكارهم، كان مُتحذِّراً ومُتخوّفاً مِن دخول المسجد، وبعد دخول المسجد كان متشبِّثاً بما سبق مِن اعتقاداتٍ في المسيح عيسى وأنّه إلهٌ وولدٌ للإله -نعوذ بالله من غضب الله-، وأنّه بعد أن سمع كلامهم عن هذا النبي بكلام الله وكلام رسوله المصطفى محمد، وأنّهم يحبونه ويعظّمونه كما يحبّون الأنبياء؛ عَلِمَ بِفِطرتِهِ أنّ هذا مسلكاً سَوِياًّ، فلمّا سَمِع كلامَهم في توحيد الإله وأنّه لا إله غيرُه، وجَلَّ أن يكونَ له ولد ((لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ))، فالإله لا يَصِح إلا أن يكون هكذا، كيف يكون إله يَلِد؟ وكيف يكون إله يشبهُ الخلق؟ وكيف يكون إله اثنين ثلاثة؟ ما يكون إله الا هكذا! فدخل الإسلام باطناً بعد أن كان تظاهر به مُدةً، وهذا الذي ظهر له من هذه الحقيقة التي عليها المسلمون ليلاً ونهاراً سراً وإجهاراً لو برزت لآلاف بل لملايين مِن القلوب مثل قلبه في مختلف الملل لأشرقَ نورُ التّوحيد في قلوبهم ولآمنوا بربِّهم ولأقبلوا عليه، فما أعظم تقصيرَ المسلمين وما أعظم افتراءَ المُفترِين ونشرِ أفكارهم بِهِمَمهم وبكلِّ ما أوتوا، ومع ذلك ما أعجبَ نصرَ الله للمؤمنين، وبقاءَ هذا الدين وظهورَه برعايةِ الربِّ جل جلاله.
ثم يتَّصل بهذه المعاني ما كان مِن اشمئزازٍ مما سمع مِن أخيه أنه يعظِّم الأولياء ويعظِّم العلماء، وما تبادرَ أيضاً إلى الذِّهن من الكلامِ البعيدِ عن الصحة، البعيد عن الاستقامة البعيد عن الحق، أنَّ التَّعظيم للأولياء والأصفياء والمُقرّبين بِدعة وشِرك؛ إنّما عَظَّمهم مَنِ اصطفاهم، مَن خَلقهم واجتباهم، إنّما عظَّمَهم الإلهَ ونشرَ تعظيمَهم على ألسنِ أنبياه، وأوجب ولاءَ المؤمنين عامَّة وخاصَّتهم خاصَّة، وسمَّاهم أولياءَه جلّ جلاله وتعالى في علاه، ولكن لما سمع الكلامَ وحضر مجمعَ الذكر انكشفَ غِطاء وزال غِشاء، وتأمَّل الأمرَ وإذا الفِطرة تميلُ إلى هذا قهراً لأنه صافي موالاة الحق وموادّته جلَّ جلاله، كذبَ مَن يدَّعي محبَّته وأبغض أولياءَه، كذب مَن يدَّعي مودَّته وهو يضادُّ أصفياءَه جلَّ جلاله، بل الحُبّ في اللهِ والبُغضِ في الله مِن أوثقِ عُرى الايمان.
فلمّا استمعَ وأنصت وجدَ أنّ هذا هو الصواب وأن هذا هو الحق، فكم زالت مِن غشاوات وغطاءات وحُجب ظُلمات كان يعيش فيها، لو مات عليها كان مُخلَّدا في النّار؛ فأنقذه العزيزُ الغفّار، وهذه يحتاج إليها نُظراء في الأرض ألوف وملايين أن تنكشفَ عن قلوبهم هذه الغشاءات وهذه الغطاءات وهذه الأوهام والخيالات، فيجدون أنَّ في توحيد الله وتعظيم أنبياه وتعظيم أولياءه سرَّ الحياة، وحقيقةَ الموالاة وعظمةَ الصلة به تعالى في علاه، ((وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ)) ((إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ * يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ ۖ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ)).
فيا مَن وَصَلَتهُم هذه الأنوار: ماذا أدركتُم مِن واجبِكم بإبلاغِها إلى صدورِ وقلوبِ تكشِف هذه الغشاءات والغِطاءات والحُجُب الظُلمانيات، وصاحب الرِّسالة يناديكم: (بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً) (أَلاَ لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ مِنْكُمُ الْغَائِبَ)، ((وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون))، (مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ)، (فو اللَّهِ لأنْ يهْدِيَ اللَّه بِكَ رجُلًا واحِدًا خَيْرٌ لكَ من حُمْرِ النَّعم).
يا مَن هذه الأنوار في قلبه ما قَصُرَ مِن معرفتك لعظمتِها تدارك تقصيرك، واعلم أنَّ العظيمَ أعطاك عظيماً، وأنَّ الإلهَ الكريمَ أكرمكَ بأمرٍ فخيمٍ جليل؛ (إنَّ اللهَ يُعطي الدُّنيا مَن يُحِبُّ ومَن لا يُحِبُّ، ولا يُعطي الدِّينَ إلَّا مَن يُحِبُّ، فمَن أعطاه اللهُ الدِّينَ فقد أحَبَّهُ)، فإذا أعطاك الدِّين وأعطاك محبَّةَ النبيين والمرسلين والصالحين، وأعطاك الاقتداءَ والاهتداءَ والاستنانَ بسنَّة الآلِ والصحابةِ وخِيارِ الأمّة فقد أعظمَ عليك النعمة، إلهُ الرحمة جَلَّ جلاله، فهل تعرف قدرَ ما أعطاك؟ وهل تعرف ما شُكرُه؟ فماذا تتصوَّر عن واجبِك في إيصالِ هذا النور؟ يعيشُ معنا على ظهرِ الأرض قلوبٌ كثيرةٌ مُظلمة مُحتاجة لهذا النّور، لو وصل إليها لأُنقذت مِن غيِّها وظلامِها وأوهامِها وخيالاتِها وشقاوتها وسوئها وتنكُّبها، إلى هُداها ونورها وقُربِها ويَقَظتِها وحياةِ قلوبها ونعيمِها وقُربِ ربِّها، ومن يقوم بهذه المهام؟ ومَن ينشر النّور ويرفعُ هذا الظلام؟ إذا لم يكن لأهلِه عنايةٌ واهتمام، وسجودٌ في الظّلام، وإلحاحٌ على المَلِكِ العلّام أن ينشرَ النّور والهدى ويكفينا الزيغَ والرَّدى الذي قامت له أصنام الحطام، وعُبِدَت مِن دون الله وكان عِجلُ الدِّينارِ والدِرهمِ الذي تمثَّلَ بِزمانكم بعملةِ الدّولار وما ارتبطَ به، عِجلٌ للأمَّة يُعبَد مِن دون الله.. مِن قِبَلِ قلوبٍ كثيرة، حتّى أنَّ ظُلمةً مِن ظُلمةِ عبادتِه تتسرَّبُ لقلوبِ بعض المسلمين، تتعجَّب وهو ساجد لله وعنده شيء مِن السُّجود لعِجلِ الدينار، مغشوش ومخدوع,,
ومَن يُخرج الناس من هذه الخدائع؟ ومن يُبعِد عنهم هذا الغِش؟ إن لم يكن صِدقٌ مع مَن وهبَنا هذا النور، وجعلنا في أمةِ بدرِ البدور، لا باختيارٍ منّا، أنَحْنُ جعلنا أنفسَنا في هذه الأمَّة الخيريّة؟ أنَحْنُ جعلنا أنفسَنا في أهل هذا المسلك؟ الله.. الله رتَّب وقدَّر وجعلَنا في أمةِ حبيبه، كيف لا ندركُ عظمةَ هذه النعمة؟ كيف لا نقوم بحقِّها وواجبِ شكرِها؟ بأن نعرفَ أن مُهمَّتَنا الأساسيةَ الأصيلة على ظهرِ الأرض : أن ننقذَ، أن نهدي، أن نرشد، أن نُبيِّن، أن نُقرِّب، أن نحبِّب، أن نرفع الظَّلام، (فو اللَّهِ لأنْ يهْدِيَ اللَّه بِكَ رجُلًا واحِدًا خَيْرٌ لكَ من حُمْرِ النَّعم).
قبل أسابيع قصَّ عليكم أحدُ إخوانِكم ذهابَه إلى منطقة ليس فيها مسلم، أرادَ أن ينشرَ دينَ الله ونورَ الله، فتعرَّضَ للإيذاءِ والسبِّ والشتم وأنواع من الأذى، وصلَت إلى الضَّرب وإلى الاعتداءِ على الأولاد وإلى التهديدِ بالقتل، وصبرَ على كل ذلك؛ فدخل النّورُ في القلوب، وفي صحيفتِه اليومِ بلدةٌ كاملةٌ وهم يتَّصلون معه يقولون متى ترجعُ إلينا؟ معهم شوقٌ إليه، الذين كانوا رمَوه والذين كانوا عادوه.. في قلوبِهم شوقٌ إليه، شوقٌ إيماني، يقولون كيف ذهبتَ عنا وتركتَنا؟ قلنا له: قل لهم إنّما ذهبتُ عنكم لأزدادَ نوراً لكم ولأزدادَ محبَّةً لكم، ولأزدادَ قدرةً على إعطائكم، وسأعودُ إليكم، وأنقذَ الله به كثيراً مِن نارِ جهنَّم وهيأهم لجنَّاته، رجالاً ونساء صغاراً وكباراً، بعد صبرٍ وبعد تضحيةٍ أوقعَ الحقُّ في قلبِه أن مُهمَّة هذه النِّعمة أن تشكرَه، وأنَّ شُكرَها بالقيامِ بخِدمةِ هذه الشَّريعة والدّين، وهذا النبيِّ الأمين، ونشرِ هذا النّور في البريّة، فهي مُهمَّتنا العظيمة التي يجب أن نعتنيَ بها، وإنّه بالتَّخلّف وبالإهمال فيها صارت ظُلُمات الكُفر تحومُ حولَ الدِّيار، وتدخلُ إلى دِيار كثير من المُسلمين.
كان في فتراتِ بداية تنظيمات لبعضِ أهل الكفر لإفساد الأخلاق والفِكر.. الحبيب علوي بن شهاب يقول أرى دُخانات الكُفرِ في المُكلّا.. يعني أَشرَفَت على الوادي وقَربت مِن هنا وهناك، إشارة إلى خِطَّة إبليس وجندِه في زعزعةِ الإيمان، وفي زعزعةِ الثِّقة بالإله ورُسُلِه ونقلِها إلى أصنام مفسدين ومجرمين على ظهر الأرض، كيف يُوثَقُ بأهلِ الفساد والإجرام؟ وكيف تخرجُ الثّقةُ مِن أحباب ربِّ العرش ومِن رُسُلِه ومِن أصفيائه؟ ((اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ)) جل جلاله، أنت بِعقلَك مؤمن بهذا الإله الذين اصطفاهم ربُّك يُمكن أن يأتيَ مُفَكِّر شرقي أو غربي أحسن منهم؟ تعقل أو ما تعقل؟ تؤمن أو ما تؤمن؟ من هذا الذي سيأتي أحسن ممَّن اصطفاهم خالق العقول والفِطر ومَن أنشأ كلَّ ذُرَّة في العالم العُلوي والسُفلي لا شريكَ له في خَلقِ الوجود، الله .. مَن أحسن ممَّن اصطفاهم؟ أيّ مُفَكّر؟ أي صاحب نظام؟ أي صاحب عقل؟ وهم بعقولِهم هو الذي خلَقها، ولكن يهديِ اللهُ لنورِه مَن يشاء.
واليوم أخوكم وبعد اتِّصاله بوسائلِ الذَّوق الرُّوحي المُستمَدُّ مِن أسرار (ذاقَ طعمَ الإيمانِ من رضيَ باللَّهِ ربًّا وبالإسلامِ دينًا وبمحمَّدٍ صلَّى اللَّهُ عليه وسلم نبيا)عن طريق السَّنَدِ إلى الإمام عبد القادر الجيلاني، عن طريق سندِه إلى الحسنِ بن علي، إلى عليِّ بن أبي طالب، وإلى الصِّدّيق والفاروق وعثمان الشهيد، إلى محمد صلى الله عليه وسلم، تَذَوَّق ما تَذَوَّق وشاءَت إرادةُ الرَّحمن أن توصلَه فيما بيننا، وأن تُهيّئه لأن يذوقَ شيئاً مِن الكؤوس الّتي تُدار، وما وراء ذلك أعظم وأسطع من الأنوار، والله يُثبِّته ويُقوِّيه ويأخذ بيديه، ولا يَحرمنا ولا أهل بلدنا ذوق هذه الحلاوة، حلاوةِ القُرب، حلاوةِ الشرب من مَشربٍ كان أوائل الشّاربين منه أحباب الحق من أنبيائه، وتوارَث مَن توارث وهم في الدنيا المُقرَّبون مِن التَّسنيم الخالص، ومَن دونهم لهم الرَّحيق المَخْتوم، ((وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ)) كما يكون الحال بعد ذلك في الجنة، وهل في الجنة شيءٌ غير ترجمة ما مضى عليه الخلق في الدُّنيا، كلُّ أنواعِ نعيمِه نتيجة ما صلّوا ما صاموا ما قرأوا ما نَووا ما تَصفَّوا ما تَزكّوا ما تَطهّروا؛ كلّ النَّعيم مرتَّب على هذا، والجَحيم كذلك نتيجة ما زنَوا وما سرقَوا وما شربوا الخمرَ وما تركوا الصَّلاة وما عقّوا الوالدين، هو النَّار كلّها مكوَّنة مِن هذا، ماشي من غير هذا هي مكوَّنة من هذا، فما يُعانون في النَّار إلّا نتائج أعمالِهم التي كانوا يعملونها في هذا الدَّار، وإنها الجنَّة أبدا أو النَّار أبدا.
أسعِدنا يا ربِّ بما أسعدتَ به خواصَّ السُّعداء، وأصلِح لنا ما خفيَ وأصلِح لنا ما بدا، وأصلِح أحوالَنا في هذه الدُّنيا وغدا، وادفَع عنَّا شرورَ العِدا، نحمدك.. يا مَن جعلتَ صوتَ الكِتاب والسُّنة والحبيبَ الأعظم واضحاً بينَنا قائماً ينتشر نورُه وضَوؤه، ويُنشَقُ ريحُه وعِطرُه في شرقِ الأرض وغربِها، واجتماعاتٍ أذِنتَ بها طَيّبة تُدارُ فيها الكؤوسُ من تزكية النفوس، ويُسمع فيها صوتُ وحيِك وصوتُ خاتمِ رسلِك، وأصوات ورثةٍ له مِن كلِّ قرن إلى قرنِنا، لك الحمد فأتمِم علينا وعلى الأمّة النِّعمة، واجعل يا ربَّنا خاتمةَ ظفرِ ظفراً لنا ولأهل الإسلام بإزاحة الظلام، وإشراقِ نورِ الحقِّ والهدى وما جاء به نبيُّك عنكَ من الوَحْي والتَّنزيل يا حي يا قيّوم يا سامع الدُّعاء، وأن تجعل شهرَ ربيع الأوّل مُشرِقاً لنا بأنوارِ معرفةٍ بِك، وقُربٍ منك ورضا عنك ومِنك، ومحبّة مِنك ولك، يا حي يا قيّوم ما اجتمعنا إلا نقصدُك، ما اجتمعنا إلا نطلبُك، ما اجتمعنا إلا موقنين أنك وحدَك الاله الذي لا إلهَ لنا غيرك، وقُمنا ببابك ولُذنا بأعتابك، موقنين أنَّ أمرَ السماء بيدِك، وأمرُ الأرض بيدك، وأمرُ الدنيا بيدك، وأمرُ البرزخ بيدك، وحكم القيامة بيدك، والجنة بيدك، والنار بيدك، وأنت الله وحدك.
اخترت أصفياء وأنبياء وملائكة فالحقنا بهم واجعلنا في صفوفهم ولا تخرجنا عنهم، وغضِبت على أشقياء وبُعداء ومفسدين بلغتهم دعوتك فأعرضوا عنك وآثروا الحياة الدنيا فادفع شرّهم عنا، ولا تُسلّطهم علينا ولا على أحد من رجالنا ولا نساءنا ولا شعوبنا ولا دولنا، اصرفهم يا صارف البلاء، يا دافع البلاء عنا وعن جميع أهل لا إله الا الله، وحَوِّل الأحوال إلى أحسنها، وكلّ حاضر وسامع اجعله سبباً لنشر النُّور وإخماد الظَّلام، قُرَّة عينٍ لِخيرٍ الأنام، وسبباً لنصر الحقِّ والهدى في جميع الأنام.
يا الله اقبل دعاءنا وحقق رجاءنا ولبِّ نداءنا، يا سيدنا يا إلهنا يا خالقنا.. وَهَبْتَنا يقيناً إنَّهُ مع عَظَمَة ذنوبنا واجتراءنا وتقصيرنا وقلة أدبِنا معك، وَهَبْتَنا يقيناً أنّكَ وعفوكَ وجودكَ أعظم منا ومن تقصيرنا ومن كل ما عندنا، لا نستقلُّ من حيث الكسب والمُواجهة لك ذنوبنا وسيّئاتنا بل نعوذ بك من شرّها، ولكنّا إذا قارنّاها بما عندك استحيينا أن نراها أمام ذرّة من عَفْوك عظيمة، ليست بعظيمة بل تخفّ أمام ذرّة من عفوك لأنك الله.. لأنك الله.. لأنك الله.. التّواب الرّحيم المُنعم العظيم، يا فوزنا بك يا ربنا، جعلتنا في أمة حبيبك فاربُطنا به ربطاً لا ينحلّ، في كل نيّة وقصد وعمل وفي الحياة وعند الوفاة، وفي البرازخ ويوم الموافاة وتحت اللّواء وعلى الحوض وعند المرور على الصراط وفي الجنّة.. وفي الجنَّة.. وفي الجنّة ربطاً بحبيبك، اتّصالاً بحبيبك، قُرباً من حبيبك، مع أهل تقريبك يا الله.
من أيّام ما أنزل الله أبانا آدم إلى الأرض إلى الآن ما يُدعى الرّحمن ولا يُسأل أعظم مِن هذا، هذا أعظم ما يُسأل مِنه، على ألسن الأنبياء وعلى ألسن المُقرّبين هذا أعظم ما يُسأل من الرَّب، أفترون عظمة المسؤول وعظمة ما يُسأل مِنه، وهو الذي أحضركم في مجالس سؤاله ذلك، وما جاء بنا ليُخيّبنا حاشاه، ولا أتى بنا ليردّنا تعالى في علاه، يا غني عنّا أحضرتنا بالفضل فأتمم علينا الفضل، وأوصلتنا بالنّعمة فأتمم علينا النّعمة حتى تجمعنا جميعاً في الجنّة يا رب من غير سابقة عذاب ولا عتاب ولا فتنة ولا حساب ولا توبيخ ولا عقاب يا الله.
كنا نتذكَّر في أسابيعِنا مرورَ صالحٍ بعد صالح، ووليٍّ بعد ولي، ومُقبِل بعد مُقبِل، وذكرنا بعضهم في الأسبوع الماضي وكان مِن جملة مَن ودَّعناهم في الأسبوع الماضي الشَّيخ سعيد بن الشيخ سالم بن سعيد بكيِّر عليه رحمة الله تبارك وتعالى، ثم لَحِق حبيبنا عبد الله بن علي بن أبي بكر المشهور عليه رحمة الله تبارك وتعالى، صاحب نور القرآن، صاحب نور الخضوع للرَّحمن صاحب نور التذلّل للديّان، ومَضوا.. وللشّيخ سعيد كانت مجالس وحلقات ونصائِح ويتذكّر بها آثار كانت مِن مُجالسة قبله، ومن درس على أيديهم في ذلك الزّمن من قبل خمسين سنة ونحوها، فالحمد لله على كلّ حال والله يخلفنا فيهم بخير خلف ويرفع لهم الدرجات.
وكُنّا فارَقنا نوراً من أنوار الشام ومِن غيرها الشيخ نور الدين عِتر وغيرهم، فالله يرحمهم ويخلف منهم أمثالهم في مواضعنا ومرابعنا وأقطارنا وفي هذه الأمة، يا ربِّ نظرك وكم غيرهم ممّن عرفنا وممّن لم نعرف من أرباب هذه الصلة بالله ممن ذاقوا الكؤوس الحالية في المودة الربانية، يا ربِّ أعظِم لنا الاجر فيهم واخلُف فينا أمثالهم، يا ربِّ وانشر هذا النور في كثير منا، يا ربِّ وقلوب مُعرضة ما تدرك سرَّ هذه الوِجهة إليك أيقِظها مِن نومِها وأخرِجها مِن غفلتِها، وبيِّن لها بعد غيِّها، أرشِدها يا مولانا إلى هُداها، يا مقلِّب القلوبِ والأبصار ثبِّت قلوبَنا على دينِك، قلوب الحاضرين والسَّامعين ومن في ديارهم وقراباتهم ومن في جوارهم، وقلوب أهل لا إله الا الله وقلوب كتبتَ لها أن تشهدَ أن لا إله الا الله بحق قبل مماتِها فأصلِح هذه القلوبَ كلَّها، وبنُورِ محبّتِك نوِّرها وبِعطر الصِّدق معك ومع حبيبِك عطِّرها ومِن جميعِ الأدناسِ والالتفاتِ إلى الغَير طهِّرها، يا الله.. يا الله..
وقلبُ المُتكلِّم أحوجُها إلى أن تفعلَ به ذلك، فافعل بي وبهم ما أنت أهلُه يا ملك الممالك، فإنّا بفضلك مدَدنا أيدينا إليك، وتذلّلنا بتوفيقك بين يديك ولولا فضلُك ما سألناك ولا طلبناك، ولاأمَّلناك ولا رجَوناك، كم قلبٍ رميتَه على باب شرٍّ أوضرٍّ أو فسادٍ أو حكومة أو قبيلة أو غيرها، وأوصلتَ قلوبَنا إلى أن تُلِحَّ عليك وتسألك وترتَمي بين يديك، فلك الحمدُ، فأتمِم النِّعمة، وابسط الرحمة، وادفع النِّقمة، وكُن لنا في كل مُهمَّة، يا ولي النعمة يا حيُّ يا قيُّوم يا الله.
اسمُ ربِّكم المنعِم عليكم فاستَحلُوه وانطقوا به بتعظيم وإجلال ونادُوه وناجُوه وقولوا يا الله، أذِن لكم بذلك فاغنَموا فضلَه عليكم ونادُوه واطلبوه واسألوه وادعوه وقولوا يا الله، حرَمها كثيراً واعطاكم إياها فاغنَموها، واستعدُّوا للقائه وارجَو ما عنده، وتذلّلوا بين يديه وقولوا يا الله، أنت أقربُ قريب، أنت السَّميع المُجيب، أنت ذو العطاء الرَّحيب، أنت الله..
عقولُنا وعقولُ حملةِ العرش وأهلِ السَّماء والأرض أمام ذرَّةٍ مِن عظمتِك تذوب، أنت الله.. بك آمنَّا، وبرسولك آمنَّا، وما جاء به عنك فاجعلنا مِن أهل جواره، واجعلنا مِن أهل أنوارِه، واجعلنا مِن رفقائه، أظِلَّنا بظلِّ لوائه، واحشُرنا في زُمرته يا أرحم الراحمين، والحمد لله رب العالمين.
22 صفَر 1442