مجلى التحرر والخلاص وشرف الارتقاء بصدق الالتجاء إلى الإله الحق وشهود مَّنته والتذلل بين يديه بخالص رجائه

للاستماع إلى المحاضرة

محاضرة العلامة الحبيب عمر بن حفيظ، ضمن سلسلة إرشادات السلوك، ليلة الجمعة 22 ذو القعدة 1442هـ في دار المصطفى بتريم، بعنوان:

مجلى التحرر والخلاص وشرف الارتقاء بصدق الالتجاء إلى الإله الحق وشهود مَّنته والتذلل بين يديه بخالص رجائه

 

نص المحاضرة:

 

 بسمِ الله الرَّحمنِ الرَّحيم

لك الحمدُ يا ربَّ كُلِّ شيء، لك الحمدُ يا مَلِكَ كُلِّ شيء، لك الحمدُ يا قادراً على كُلِّ شيء، لك الحمدُ يا مَن بيدِه ملكوتُ كُلِّ شيء، لكَ الحمدُ يا مَن منه المبتدأ وإليه المرجعُ والمنتهَى {وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ الْمُنتَهَىٰ * وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَىٰ * وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا * وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَىٰ * مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَىٰ * وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الْأُخْرَىٰ * وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَىٰ وَأَقْنَىٰ * وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَىٰ * وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَىٰ * وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَىٰ * وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَىٰ * وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَىٰ * فَغَشَّاهَا مَا غَشَّىٰ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَىٰ}

في أيِّ النِّعَمِ نتمارى؟ في أي المِنن نتمارَى؟

دعوةُ صاحبِ حراء واصلةٌ آثارُها وفائحة بالشَّذى أعطارُها، ومعقودةٌ ألويتُها وراياتُها تُرَفْرِفُ في الوجود. والمُجريات مِن الأحداث -الطيبة والخبيثة- تَمُدُّ أيدي الشهادة لصدقِ الصادقِ خيرِ الخلائقِ حبيبِ الخالق. فقد حدَّثنا عن الكل.. قد أخبرَ عن الكل.. مَن أخبره؟ مَن علَّمَه؟ مَن أنبأه؟ {مَنْ أَنبَأَكَ هَٰذَا ۖ قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ} رسول العليم الخبير، رسول الإله القدير، البشير النذير، السراج المنير، الذي كنتم به خير أمة؛ بُسِطَت لكم به بُسُطُ الرحمة..

تسمعون هذا الكلام الذي تستقي منه قلوبٌ وأرواحٌ يَطِيبُ لها الحالُ ليوم الحِمام والبرزخ ويوم القيامة، ثم تُدارُ لذائذ من كؤوس تَذْكَارِهِ في دار السلام..

 {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى} في كَنفِ هذا المصطفى ودعوتِه تجتمعون آمنِين مطمئنِّين، معافَين، أحرار، تلقطوا ما شئتم مِن بديع الثمار! لا تحمل هذا لكم أمنُ دولة ولا هيئة ولا شعوب؛ رَبُّ كلِّ مربوب بالحبيب المحبوب أقام لكم هذه الخيرات ونوَّر لكم هذه الدروب، وجمع هذه القلوب..

أنتم ثُلَّة من هذه الأمة في الموطنِ المباركِ المدبوغِ بأقدامِ الأكابرِ والصالحين والقائمةِ شؤونُ سندِه على أوثقِ العُرَى إلى خيرِ الورى صلى الله عليه وسلم.. ولكن معكم مَن يتابعكم هنا وهناك، ومعكم مِن الملائكةِ والجنِّ والروحانيين، ومعكم ملأ أعلى، وشؤون لما يجري في ساعاتِنا هذه في ساحة الأرض لها خبر عند العرش وحملة العرش ومَن حوله، وسدرة المنتهى، والبيت المعمور.. ما هذا!

{فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَىٰ * هَٰذَا نَذِيرٌ مِّنَ النُّذُرِ الْأُولَىٰ * أَزِفَتِ الْآزِفَةُ * لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ}

اكشف عنَّا الشدائد يا الله، ارفع عنَّا البلايا يا الله، ادفع عنَّا الآفات يا الله، قلوب اجتمعَت تطلب رضاك لا تُزِغ قلبَاً منها، ثَبِّتها على الحق والهدى حتى تلقاكَ وأنت راضٍ عنها..

يا الله .. يا الله .. يا الله

لا تُسَلِّط عليها شيطانا ولا هوىً ولا نفساً أمارة ولا دنيا غرَّارة.. يا الله

يا مُقَلِّبَ القلوب والأبصار ثبِّت قلوبَنا على دينِك، حتى إذا جرَى في سوابقِ إرادتِك الأزلية أن تَنتَخِبَ مِنَّا في أهل زمانِنا وأهل عصرِنا مَن ترتضي لنصرةِ حبيبِك وقُربِه والحشرِ معه.. فاجعلنا وأهل مجمَعنا ومَن يسمعُنا ومَن والانا فيك في خيارهم، وغِمَارِهِم، وأهل أنوارِهم الداخلين فيهم المرتضِين لك.. يا الله

سؤالُ ملكِ الملوك ربِّ الأرباب، الرحمن، الحي القيوم.. له الحمد، ولولاه ولولا جودُه ما سألناه ولا طلبنا. ونحن وسؤالنا وما اكتنفَه من أي توجُّه وتنبُّه فضلٌ من فضله، وجرى لنا بالفضلِ الربَّاني مِن معدن صاحبِ الشرف العدناني مَن خُصَّ بالمثاني..

جعلنا الله وإياكم مِن أنصاره، مِن جنده، مِن حزبه، مِن أهل قُربِهِ، من الشَّارِبينَ مِن شربِه

يا الله.. يا الله

نحن بضَعفنا وعَجزنا مأذونٌ لنا أن ننادي هذا الإله؟ هو تكرَّم وأَذِن ووفَّق..

 فما الذي بعد ذلك يقطعُنا عن أن نرجو أن يُجيبَ ويستجيبَ ويَهَب ويعطي فوقَ ما نرجو وفوق ما نؤمل!؟ ما يقطعنا ربي.. ماذا يقطعنا عن رجائك يا رب؟! وأنت أمام أعيننا مننتَ بمنَن ما استحققناها بعمل، ولا بصفة، ولا بحركة، ولا بجُهد، ولا بشيء من شؤوننا.. يا ربنا.. منك وحدك يا ربَّنا..

اللهم ما أمسى بنا مِن نعمةٍ أو بأحدٍ مِن خلقك، فمِنكَ وحدكَ لا شريك لك، فلك الحمدُ ولك الشكرُ على ذلك.

سيِّدُ الحمَّادين حاملُ لواءِ الحمد نبيُّكم، وأنتم تحمدون الإلهَ ببركته في هذه الساعات والساحات حَمْدَاً يقرِّبكم مِن جامعِ المحامد وحاملِ لواءِ الحمد..

والمسعودون في القيامة على مراتبَ ودرجاتٍ في السعادة مِن الذين يَستَظِلِّون بظلِّ لواءِ الحمد، ولا سعيدَ مِن إنسيٍّ ولا جِنِّيٍّ إلا وهو مُستَظِلٌّ بِظِلِّ هذا اللواء (آدمُ فمَن دونه تحتَ لوائي) قال

 واجعلنا تحته يا رب، واجعلنا وجميع الحاضرين والسامعين تحت ذاك اللواء يا الله..

فاحمدوا الله، فإنَّ اللواء اسمه (لواء الحمد) ومعنى حَمدِكم لله أن تستشعروا مِنَّةً بجمعيَّة أحدِكم في هذا المجمع حرَّره مِن كيدِ نفس وهوى وشياطين الإنس والجن ألوف وملايين في شرق والغرب أبطلَ كيدَهم كلَّه أمام قلبِه وربطَه به..

هذه منة، هذه نعمة..

مَن يقدر يعقد ألوية هذه المجامع التي لها رَجَّة لشأنِها في العالم الأعلى؟ مَن يقدر يعقد ألويتها وراياتها؟ لا بفكر؟ ولا بشطارة ولا بسياسة؟ ولا بمال؟

إفضال، نوال، عطايا جزال، تفَضُّلٌ مِن ذي الجلال ذي المِنَنِ الطِّوال بواسطةِ باهي الجمال، بدرِ الكمال، جامع شريف الخِصَالِ، الطُّهُر مولى بلال، خاتمِ الإنباء والإرسال..

جمعَكم اللهُ به، أدخلَنا اللهُ وإياكم في دائرتِه، أسعَدنا الله وإياكم بالحضورِ في حضرتِه، شرَّفَ عيونَ قلوبنا وأبصارَ أجسادِنا بالنَّظرِ إلى طلعتِه، والامتلاءِ بنورِ سَنيِّ غُرَّتِهِ..

آمين يا الله، آمين يا الله، آمين يا الله

أيدي فقرٍ امتدَّت إليكَ يا غنيّ، أيدي فقرٍ امتدَّت إليك يا غنيّ، أيدي ضعفٍ امتدَّت إليك يا قويّ، أيدِي تَذَلُّل امتدَّت إليكَ يا عزيز..

يا اللــه .. يا اللـــه

يا سامعَ نداءِ مَن ناداه، يا مجيبَ دعاءِ مَن دعاه، يا ربَّــاه، يا غوثـــاه، يا مولاه، يا غايةَ رغبتــــاه، يا حيُّ يا قيُّوم، يا رحمنُ يا رحيمُ، يا منَّانُ يا كريمُ، يا كريمُ يا وهَّاب، يا وهَّابُ يا جواد، يا جواد يا مُعطِي، يا مُعطِي يا غَفَّــار، يا غَفَّـــار يا رحمن، يا رحمنُ يا مَنَّــــان، يا ذا العطايا الحِسَــان.. بالذُّلِّ والافتقارِ طرَقنا بابَكَ يا قويُّ يا عزيزُ يا غفَّار، يا ربَّ الأرباب، يا مُسبِّبَ الأسباب، يا مُنزِلَ الكتاب، يا مُجري الرياح والسَّحَاب.. يا اللــــه .. يا اللــــه

قوم ما لهم غيرك، ما لهم سواك، أوفدتَهم أنتَ على رحابِ جودِك وساحاتِ كرمِك، ووفَّقتَهم أن يسألوك وأن يطلبوك، ونعم المسؤولُ أنت، ونعم المأمولُ أنت.. أتجمَعنا هنا ثم تفرِّقنا هناك؟ ربِّ لا نظنُّ بكَ ذلك..

يا مَن هو عندَ ظنِّ عبده به: اكتًب الجمعيَّة تحت لواء الحمد، الاجتماعَ تحتَ لواء الحمد، وعلى الحوضِ المورودِ لكلِّ حاضر معنا، ولكل سامعٍ لنا، ولكل موالٍ فيك ومِن أجلكَ يا حي يا قيوم

يا الله .. يا الله.. يا الله .. يا الله

احمُدوه واشكروه..

إنه تعالى جنابه مَن شكره ذكره أعطاه مِن كل بابه ** في حسابِه ومما ليس هو في حسابه

اصرف أمرك إليه وحِّده وحده ونابَه ** في مهمَّاتك إن عضَّك زَمَانُك بِنَابَه

ربِّ.. ربِّ: مِن الذنوب والمعاصي ظهرَت لنا بلايا ولكنَّا نتوب إليك ونستدفعُ تلك البلايا، ومنها هذه البلية التي بسببها أُغلِقَت مساجد وبُطِّلَت جُمُعَات وجماعات، وفَقَدَت الأمة خيرات وشعائر عظيمات، وقلَّ بها الحجاجُ والزوَّار والعُمَّار، وفدُك ووفدُ رسولِك من بني آدم..

اللهم يا دافعَ البلاء، يا كافيَ البلاء، يا رافعَ البلاء، يا مَن بيدِه الأمرُ كلُّه ارفع عنَّا هذا البلاء، وكلَّ بلاءٍ أحاطَ به علمُك.

كما أريتنا آثارَ هذا التأديبِ وهذا القهر وآثارِ هذه الذنوب نسألكَ أن تريَنا آثارَ العفوِ والمَغفرة، وآثارَ الجودِ والكرمِ فيما يُقبِل علينا مِن أعمارِنا.

يا إلهَنا يا مليكَنا يا حيُّ يا قيُّوم يا رحمنُ يا رحيم املأ قلوبَنا بالإيمان واليقين والصدقِ والإخلاص والحضورِ معك.

وبارِك لنا وللأمَّة في حجِّ كُلِّ حاجٍّ، وعمرةِ كُلِّ معتمر، وزيارةِ كلِّ زائر، اللهم وإن قَلَّ عددُهم بسببِ البلاءِ فنسألك أن ترفعَ البلاءَ وأسبابَ البلاءِ، يا حيُّ يا قيوم، يا قويُّ يا قادر.

إلى مَن يرجعُ عبادُك وأنت القائل {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا} تضرَّعنا، ابتَهلنا إليك، سألناكَ وأمَّلناك، وحطَطنا الحِملَ حِملَ الأمةِ كلَّها على بابِ سؤالك، والاضطرار إليك، والافتقارِ إليك، وكرمِك وإحسانِك وجودِك وامتِنانِك، موقنين علمَ اليقين وعينَ اليقين وحقَّ اليقين أنَّ الأمرَ لك وبيدِك، ولا لإنسيٍّ ولا لجِنيٍّ ولا لِمَلَكٍ ولا لمَن سِواهم ذَرَّة معك في مُلكِك وملكوتِك، يا حيُّ يا قيوم..

فبِمَن أحببتَ فرِّجِ الكُرَب، وبمَن أحببتَ ادفع عنَّا شرَّ مَن أبغَضت.. يا الله، واجعَلنا فيمَن تحب، ومع مَن تحب، يا حيُّ يا قيوم، وممَّن لك يُحِب.

يا الله .. يا الله

نَزِّه قلوبَنا عن التعلُّقِ بمَن دونك واجعَلنا مِن قومٍ تحبُّهم ويحبونَك.. آمين .. آمين

أتدري إذا قُبِلَت فيكَ هذه الدعوة.. يا قريب يا بعيد يا حاضر يا غائب: إذا قُبِلَت فيك هذه الدعوة أين تكون؟ وإلى أين تصير؟ ومع مَن؟ ومن تُرافِق؟ وفي أيِّ حالٍ؟ وتسمع أيَّ نداء؟

يا رب اِقبَل، حَقِّق إجابةَ الدعوةِ في القائلِ والمستمعين، يا أكرمَ الأكرمين، يا أولَ الأولين، يا آخرَ الآخرِين، يا ذا القوةِ المتين، يا راحمَ المساكين.

 يا أرحمَ الراحمين، يا أرحم الراحمين، يا أرحم الراحمين، حَقِّق مرامَنا، وبلِّغنا مطالبَنا، ونوِّر قلوبَنا، واغفر ذنوبَنا، واكشِف كروبَنا.

كُلٌّ مِن أهل الجمع ومَن غشَّيتَهم بهم مِن عبادِك وملائكتِك نستغفرُك يا الله لنا عن أنفسِنا وعن المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات؛ فَيَا غفار اغفِر ذنوبَنا، ويا ستار استُر عيوبَنا، ونستدفع بك البلاءَ فادفع عنَّا البلايا والرزايا في الظواهرِ وفي الخفايا

يا الله .. يا الله

رأينا اجتهادَ المجتهدِين في شرقِ الأرض وغربِها فيما أُقيم مِن شبحٍ بينهم وسمُّوه "فيروس الكورونا" وأنواع اجتهاداتِهم لدفعِه ولصرفِه وللتخفيفِ منه.. وما إلى ذلك؛ فتأمَّلنا بأعينِ الأجسامِ والبصائر؛ فما وجدنا أكثرَ دفعاً وأبعدَ وقوعاً إلا في الذين اتَّصلوا بك، إلا في الذين اعتمدوا عليك، ورأينا أثقلَه وأكثرَه مع مُدَّعِي التقدُّم والحماية والقدرة مِن الخلق.. سبحانك، ولك آيات، ولكَ آياتٌ كبيراتٌ في البريات..

اللَّهمَّ فهو وما تعلَّقَ به وكل قاطع يقطعُنا عن سبيلِ الصدق معك والاقترابِ إليك أبعِده عنَّا وزحزِحه وأزِله وارفعه وادفعه، وأنت القائل: {إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّهَ} آمنَّا بك فادفَع عنَّا ودافِع عنَّا، واصرِف عنَّا كُلَّ بلاء..

يا رب.. فقراءُ سألوا الغني، ضعفاء سألوا القوي، مساكين سألوا الرحمن، يا راحمَ المساكين ارحمنا ونوِّرنا ونوِّر قلوبَنا..

وكُلَّ فردٍ مِن الحاضرين والسامعين اجعَله عنصرَ هُدى، وسببَ خير، ومفتاحاً للخير مغلاقاً للشر، يا حيُّ يا قيُّوم، مُحَرَّرَاً عن الاسترقاقِ لعدوِّك إبليس وجندِه مِن شياطينِ الإنسِ والجن والقواطعِ عنك مِن الدنيا وجاهاتِها ومِن الشهواتِ والنفسِ الأمَّارة وأهوائها؛ حَصِنَّا واحفظنا واحرُسنا يا قويُّ يا متين، يا قادر يا قاهر، يا أول يا آخر، يا باطن يا ظاهر.. يا الله

بما وصلَتنا رسالةُ نبيك.. وهذا صوتُ اللاجئين إليك اللائذين بك المستغيثين بك من أمته على ظهر الأرض يَضِجِّون إليك، ويلجأون إليك ويعتمدون عليك، ويستَندون إليك، فكما أبقيتَ هذا الخيرَ في هذه الأمة حَقِّقِ الإجابة، وارزقنا الإنابة، وادفعِ البلايا والإصابة، وادفعِ البلايا عنَّا، وادفع الآفاتِ عَنَّا، والمصاب بشيء من العاهات ظاهرا وباطنا: يا شافي، يا معافي، يا كافي، يا ذا العطاء الواسع الوافي، يا عالمَ كلِّ الظاهرِ والخافي.. يا اللــــــه..

اطرقُوا بابَه، ألحِّوا عليه، كريم عظيم يُحِبُّ الملحِّين عليه، ويفرح بتوبةِ المذنب إذا تابَ إليه..

 يا رب إن كانَ المتكلِّم وكثيرٌ مِن الحاضرين والسامعين أذنبوا فأنت تفرح مِن عبدِك إذا تاب إليك، وتقبل دعاءَ المذنبِ فكيف بالطائع! تقبل دعاءَ العاصي فكيف بالمُحسِن!  ربَّنا.. يا ربَّنا يا ربَّنا يا ربَّنا يا ربنا ندِمنا على ما كان مِنَّا، تُبنا إليك، تُبْ علينا، واغفر لنا، واغفر لنا، واغفر لنا، إنك خير الغافرين..

يا الله.. يا الله..

سُقتَهم وأوفدتَهم حتى طرقُوا بابَك، فافتحِ الباب، أزِلِ الحجاب، بلِّغِ الآراب، ادفعِ الأوصاب، أصلِح لنا الحالَ والمآب، تُبْ على مَن تاب يا توَّاب، يا ربَّ الأرباب، يا مُنزلَ الكتاب يا مجريَ السَّحاب..

كلُّ مَن تحزَّب في مضادَّةِ ما بُعِث به نبيُّك اهزمِ الأحزاب، وزلزِلهم وادفع شرَّهم عنَّا وعن أهلِ "لا إله إلا الله" أجمعين، برحمتِك يا أرحمَ الراحمين، وأتمِم علينا النعمة، وكُن لنا في كُلِّ مهمَّة وادفع عَنَّا كُلَّ نقمة..

إلهَنا في بدايةِ أيامِ هذا الاجتماع في هذه الدورة نتوبُ إليك، ونستغفرك ونسألك التوبةَ والمغفرة، والبركةَ في الليالي والأيام والساعات حتى تكونَ كلُّ لحظةٍ لنا خيراً مِن اللحظة التي قبلَها، وكل نفَسٍ خيرٌ لنا من النفسِ الذي قبلَه، جُدْ يا جواد، أكرِم يا ربَّ العباد، أوسعِ الإمداد، هَبْ لنا عطاياك ورزقَك الذي ما له مِن نفاذ..

يا رب العباد، يا كريمُ يا جواد يا الله..

قل: "يا الله"، مُعَظِّما "لله"، مُتَذَلِّلَاً بين يدي "الله"، راغباً فيما عند "الله"، يسمعُك ويراك، ويَطَّلِعُ على خفاياك، ويحيطُ بك مِن كلِّ جانب، قل "يا الله"، قُلها اليوم وخُذ خيرَها بعد اليوم، قُلها اليومَ وخذ بركتَها ذاك اليوم، قُلها اليوم والحَق بها في خيارِ القوم، قل له وهو يسمعُك ويراك: يا اللـــــــه

لك الحمدُ شكرا ولكَ المَنُّ فضلا، أتمِم علينا النعمة، وادفع كلَّ نقمة، وفرِّج على جميعِ الأمة، اختِم لنا بالحسنى وأنت راضٍ عنَّا، يا أرحمَ الراحمين، يا أرحم الراحمين، يا أرحم الراحمين، أجِب واستجِب، وزدنا مِن فضلِك ما أنت أهلُه، يا أكرمَ الأكرمين..

سبحانك اللهم ربنا وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك، وآخر دعوانا أنِ الحمدُ لله رب العالمين..

 

للاستماع إلى المحاضرة:

للمشاهدة

 

العربية