محاضرة العلامة الحبيب عمر بن محمد بن حفيظ ضمن سلسلة إرشادات السلوك في دار المصطفى، ليلة الجمعة 13 ربيع الأول 1447هـ، بعنوان:
فرقان حبيب الخالق بين جميع أصناف الخلائق
نص المحاضرة مكتوب:
الحمد لله عظيم الجود والإحسان، واسع الفضل والامتنان، مُنزِلِ القرآن على قلبِ سيد الأكوان، وحمله ذاكم الجَنان وبلَّغه عن الرحمن، فكان لنا من أجلِّ النعم التي منَّ بها المنَّان لنا به؛ نقاءُ القلبِ والطهارةُ عن الأدران، والرفعة إلى أعلى مكان "إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا ويضع به آخرين".
فصلِّ اللهم يا ربنا وبارِك وسلِّم في كل لمحةِ نَفَسٍ وحين، على من أنزلتَ عليه الذكر المبين، والقرآن الكريم، وهديتنا به إلى الصراط المستقيم، وجعلتنا به خير أُمَّة. صلِّ معه على آله المطهرين وأصحابه الغُرِّ الميامين، وعلى من والاهم فيك واتبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعلى آبائه وإخوانه من الأنبياء والمرسلين وآلهم وصحبهم وتابعيهم، وعلى ملائكتك المقربين، وعلى جميع عبادك الصالحين، وعلينا معهم وفيهم برحمتك يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين يا أرحم الراحمين، ووفِّر حظَّنا من هذه الرحمة، يا عظيم الرحمة، يا جزيل الرحمة، يا واسع الرحمة، يا حيُّ يا قيوم.
أسرار الرحمة الإلهية على الكائنات
- وفي أسرار هذه الرحمة الإلهية، التي ظاهرها وأوائلها عمَّت جميع البريَّة، من أولهم وآخرهم وإنسهم وجنِّهم وملائكتهم والنباتات والحيوانات والجمادات،
- فكلها عُمَّت برحمته إذ كوَّنها وأوجدها من العدم -جل جلاله-،
- وما جعل سبحانه من التمام والكمال في تصويرها وترتيبها وتقديرها -عزَّ وجلَّ- من خالقٍ حكيمٍ بديعٍ عظيم الحكمة (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ۖ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاءٍ مَّهِينٍ) [السجدة:7-8].
- ثم بعد ذلك جعل حتى للمذنبين والعصاة وللكافرين؛ مجالًا من الرحمة بعد الخلق والإيجاد، بأنواع من النِعَم الظاهرة،
- ثم وصول الدعوة إليهم،
- ثم إمهالهم المُهلة؛ ليُنِيب المنيب، وليُراجِع الكل منهم حسابه، وليتفكَّر في حقيقة ما خُلِق من أجله وعظمة خالقه
- (قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ ۖ أَن تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ۚ مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ) [سبأ:46]. صلَّى الله وسلَّم وبارك وكرَّم عليه وعلى آله وصحبه.
بل هو الهادي إلى سواء السبيل، بل هو السَّاقي لأحلى سلسبيل، بل هو خير مُعَلِّمٍ ودليل إلى ما يُوجِب التكريم والتفضيل، صلِّ يا ربِّ عليه وآله وصحبه ومن سار في دربه، وعلينا معهم وفيهم في كل شأن وحين، يا حيُّ يا قيوم يا كفيل.
عظمة رحمة الله بالمؤمنين
- ثم بعد ذلك اختَصَّ بأسرار هذه الرحمة -التي لا حدَّ لها ولا غاية- خصوص المؤمنين، ممن آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره من الله تعالى،
- وعَظُمَت لديهم الرحمة،
- وهيَّأ الله لكلٍّ منهم -مهما توفي على هذا الإيمان ولو على ذرةٍ منه- أن يَنتَقِل إلى الخلود في دار السُّعود، والعطاء غير الممدود، والكرم والجود، ومرافقة خِيَارِ أهل الوجود (ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ) [الجمعة:4]،
- وقال لنا: (سَابِقُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ..) ارزقنا حقيقة الإيمان بك وبرسلك يا رب (..آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) [الحديد:21].
- وعَظُمَت الرحمة لهذا الصنف.. أكابرهم أنبياؤهم، ثم آل الأنبياء وأصحابهم، ثم بقيَّة أفراد تلك الأُمَم لكل نبي؛ على قدر إرثهم لنبيِّهم وقُربِهم من نبيهم ومحبتهم لنبيهم.
مدار تحصيل الرحمة بالاتباع
- ثم جاء خاتم النبيين وسيد المرسلين، حبيب رب العالمين، الرحمة الكبرى للعالمين، النعمة العُظمى للخلق أجمعين صلوات ربي وسلامه عليه؛ فأشرقَت الأنوار، وتضاعفت المِنن من الغفار، وعَظُمَت المِنَّة في السر والإجهار، وكان حظُّ الأُمَّة على العموم من الرحمة حظًّا واسعًا، أوسع وأشرف وأكبر وأفخم وأضخم وأجل وأجمل من حظوظ الأمم كلها؛ على عظيم ما أُوتوا من هذه الرحمة.
- ولكن اختصَّ المختصون منهم بمزيد من تلك الخصوصية في الخصوصية في المزيَّة من الرحمة الإلهية، وسبقوا بها، واعتلوا بها،
- ومرجع ذلك كله -من أوائلهم من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار وآل بيت النبي المختار، ثم من يأتي من هذه الأمة في جميع الأعصار على درجة رفيعة عالية من سطوع الأنوار وأخذ النصيب الوافي المِدرار من رحمة مولانا الكريم الغفار- كلهم هؤلاء.. مدار نيلهم وتحصيلهم لهذه الرحمة أمر واحد: اتباع الحبيب الماجد، الانطواء فيه، التعظيم له.
- يُقَرِّرُ الرحمن ذلك في كتابه ويقول: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ..)
- ومع سعتها لكل شيء؛ ما الأشياء من جملة كل شيء التي تخصها بعظيم هذه الرحمة وجليلها وجزيلها وكبيرها؟ (..فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ..)
- ومَن الذين يتقون ويؤتون الزكاة وبآياتك يؤمنون؟
- ما قال (و) إلا تبيين لهؤلاء، ما قال (والذين يتبعون) فقط ؛ (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ) ؛ هم هذولا منهم كلهم (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ)، (..الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ..)،
يا ربِّ صلِّ عليه واجعلنا ممن اتبعَه وأحسنَ اتباعَه، وأهالينا كلهم، وأولادنا كلهم، وطلابَنا كلهم، وقراباتنا كلهم، وأصحابَنا كلهم، اجعلنا ممن أحسنَ اتباعَه.
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
- (..الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ..) يقول: توليتُ الثناءَ عليه وإشهارَ فضله في كتبي التي أنزلتُها من قبل،
- (..يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ..) فما أمرَ إلا بمعروف، وكل ما أمرَ به فهو المعروف، وكل ما قامَ على ما أمرَ به ونتجَ منه فهو المعروف،
- وكل ما لم يقُمَ على ما أمرَ به ولم يَنتُج عنه ولم يبتَنِ عليه فليس بمعروف.
- (..وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ..) وما المنكرُ إلا ما نهى عنه، وكل ما تفرَّع مما نهى عنه، وكل ما ابتنى على ما نهى عنه فهو المنكر،
- وما لم يدخل تحت ما نهى عنه ولم يَنتُج عن ما نهى عنه ولم يقم على ما نهى عنه فليس بمنكرٍ.
- فالمعروفُ كله أمره، وَالْمُنْكَرُ كُلُّهُ نَهْيُهُ.
- ما عرَفَ الله شيئًا وسمَّاه معروفًا؛ إلا ما أمرَ به على يد حبيبه وصفيه وعبده محمد، ولا يُنكِرُ الرحمن شيئًا من أفعال المكلفين ولا أقوالهم ولا أحوالهم؛ إلا ما أجرى النهيَ عنه على يد ولسان عبده وحبيبه وصفيه محمد.
من الذين يحبهم الله؟
لا لأحدٍ من الأولين والآخرين أن يدَّعِيَ معروفًا ولا خيرًا ولا نورًا ولا رفعةً ولا كرامة؛ مع انقطاعٍ عن هذا الجناب قط! ولا لأحدٍ من الأولين والآخرين أن يُوصَمَ بسوءٍ أو شرٍّ أو ضرٍّ دون مخالفة هذا الجناب قط! ما أعجبه من ميزان! وما أعجبه من فارقٍ! فرقان جعله الله الفارق بين جميع الأصناف.. بين أهل الجنة والنار، بين أهل السعادة والشقاوة، بين أهل الخير والشر، بين أهل الرفعة والانخفاض، بين من يحبهم ومن يبغضهم؛ هذا الفارق: محمد فارق.
لا يوجد أحد يحبه الله في الأرض ولا في السماء إلا وصلته حسنةٌ بالمحبوب الأكبر؛ إن يكن حملة العرش أو مَن حوله، أو جبريل أو ميكائيل أو إسرافيل أو عزرائيل، أو منكر أو نكير، أو رقيب أو عتيد، أو مالك أو رضوان، أو أهل سدرة المنتهى، أو الكروبيين، أو ملائكة الصفيح.. كلهم محبة الرحمن لهم؛ على قدر ما رتَّب لهم من الاتصال بمعرفة قدر هذا المصطفى.
تعرُّف الأنبياء على النبي محمد
- وأهل الأرض كذلك، أعرَفُ الخَلْقِ بعظمَةِ سيِّدِ الخلق:
- الأنبياء والمرسلون، هم أعرف وأعلم ممن سواهم بحقيقة محمد -وإن لم يحيطوا بها-، لكنهم أعرف ممن سواهم به وبعظمته، فلذلك لا أحد يبلغ شأو الأنبياء، لا من الصحابة ولا من الأولياء ولا من التابعين ولا من سواهم.
- ثم بعد ذلك الناس على مراتب،
- وهذه الأمة الخيرية في مراتب اتباعها كذلك، وفي مراتب انطوائها فيه، ومعرفتها بقدره عند بارئه -سبحانه وتعالى-.
ولهذا السِّرِّ جاءنا الخبر أنَّ اسمه مقرونًا مع اسم الإله على قوائم العرش.. فوق الكل، وعلى كل باب من أبواب الجنة. فالعرش مُحتَفِل بمحمد، مُنَمَّقٌ مُزَيَّنٌ باسم الله واسم عبده المصطفى.. صلوات ربي وسلامه عليه.
أدرَك هذا أول تعرُّفٍ من الله على أبينا آدم بعد تكوينه جسده وإدخاله الروح فيه.. أول تعرُّفٍ من الله على آدم من هذه الواسطة وبهذا السبب: "لمَّا نفختُ فيَّ من روحك، نظرتُ إلى قوائم العرش فوجدت مكتوبًا على قوائمه: لا إله إلا الله محمد رسول الله.." قال رأيتها ".. فقلتُ.." وذا أول تعليم لآدم "..فقلتُ إنك لم تُضِف لاسمك إلا اسم أحب الخلق إليك!" ومَن ذا الذي تحطه بجنب اسمك؟
وقَرَن اسمهُ مع اسمِهِ تنبيهًا على علوِّ مقامه ﷺ!
- "..فقلتُ: إنك لم تُضِف لاسمك إلا اسم أحب الخلق إليك!" ، هذا أول تعرُّف من الله إلى آدم؛ يُعرفُه بعظَمَة ذاته؛ عن طريق أعظم ذاتٍ في خلقه؛ وحطَّ اسمه عند اسمه؛ وتعرَّف آدم.
- وبذلك كان أيضا السبب في الكلمات التي تلقَّاها آدم من ربِّه (فَتَابَ عَلَيْهِ) [البقرة:37]،
- وتوجهه إلى الرحمن: (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الأعراف:23]، وقال: "اللهم بحقِّ محمد إلا ما غفرتَ لي".
- فتوسَّل به وتوجَّه إلى الله، قال الرب: "كيف عرفت محمدًا ولم أخلقه؟" ، وربي أعرَف به وهو يتعرَّض به إليه ! ، قال: "لمَّا نفختَ فيَّ من روحك وقع نظري على قوائم العرش فرأيتُ فيها مكتوبًا: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فقلتُ إنك لم تضف لاسمك إلا اسم أحب الخلق إليك، فتوسَّلت به إليك". قال: "صدقتَ، إنه أحب الخلق إليَّ، وإنه من ذريتك، ولولاه ما خلقتك، ولا خلقتُ سماءً ولا أرضًا، وإذ توسلتني بحقه فقد غفرتُ للوالد بالولد، ولو تشفَّعتَ إليَّ بمحمد في أهل السماوات والأرض لشفَّعته فيهم"، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه.
أدب الإمام مالك عند زيارة النبي
وبذا قال سيدنا مالك لما سأله الأمير أبو جعفر المنصور.. زاروا النبي ﷺ في الحجرة الشريفة وسلموا عليه ثم أراد أن يدعو، قال: يا إمام، أأستقبل القبلة وأدعو أم أستقبل القبر فأدعو؟ ، قال: ولِمَ تولِّ وجهك عنه؟! وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم من قبل؟! ، يعني صاحب الوجاهة عند الله هو، بتولِّ وجهك إلى فين؟! الكعبة شريفة لكن ذا أشرف! كلُّ كريمٍ على الله هذا أكرم! كلُّ رفيعٍ القدر عند الله، هذا أرفع! ولِمَ تولِّ وجهك عنه؟ وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم من قبل!
صلى الله وسلَّم وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومَن سار في دربه، ورزقنا حقائق حُبِّه، وحقائق حسن متابعته.
دين الرحمة واليسر
- (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ..) فلا طيّبَ إلا ما أحل، ولا خبيث إلا ما حرَّم،
- (..وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ..) ثقلهم وشدّتهم (..وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ..) فجاء بيسر من الله -تبارك وتعالى- وجاء برحمة، وجاء بتسهيل، ما جعَل لنا في الدين من حرج (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) [البقرة:185]، (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) [الحج:78].
-
فلاح مَن آمن به وعزَّره ﷺ
- (..فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ..)، ارزقنا كمال الإيمان به يا رب، وكل من الحاضرين والسامعين ما آتيتهم من الإيمان بك وبحبيبك محمد فزده إيمانًا، زده في ليلتنا هذه إيمانًا، واجعل الزيادة مستمرة إلى أن يلقاك كلٌّ مِنَّا يا الله،
- (..وَعَزَّرُوهُ..) عظَّموه وأجلُّوه وبَجَّلُوه. وما آتيتَ قلب المتكلم والحاضرين والسامعين من تعزيره وتبجيله؛ فزدنا منه وزدنا منه حتى نلقاك يا الله..
نصرة رسول الله ﷺ ومراتبها
- (..وَنَصَرُوهُ..)، ونصرته مراتب، ولأنصاره من الله الواهب جزيل المواهب؛ على قدر تلكم المراتب.
- انصر محمدًا في نفسك، في وجهتك، في نياتك،
- انصره! لا تنوِ السوء، لا تنوِ الشر، فإنه نهاك عن ذلك.
- علَّمك خالص النيات، و: ولصالح النيات كُن مُتحَريًا مستكثراً منها وراقِب واخشَعِ.
- انصره في نيَّاتك، وقوِّ نصرته في نياتك من ليلتك هذه وإلى الممات.
- زِدْ من نصرة رسول الله في نياتك، وكل نية تخرج عن نصرته أخرجها عنك وأبعدها منك، وتحوَّل إلى محض نصرة له.
- انصره في بيتك وأسرتك، انصره في عاداتك، انصره في معاملاتك، انصره في عينيك..لا تنظر إلى المسلم بعين احتقار، لا تنظر إلى الدنيا بعين استحسان وإكبار، لا تنظر إلى العورات، لا تتبع المرائي الخبيثات.
- انصر رسول الله في عينيك! انصره في عينيك؛ فإن نصرته في عينيك، نصر الله عينيك حتى ترى وجوه الأنبياء والمقربين، ولها الجنة والنظر إلى وجه الله الكريم.
- انصره في أذنيك، انصره في لسانك، وبطنك، وبقية أعضائك،
- انصره في معاملاتك مع الصغير والكبير.
- (فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ..) وبذلك يُشرِق النور في قلبك وتَتَّبِع، وتُحسِن الاتباع، (..وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)[الأعراف:156-157].
اجعلنا يا ربنا منهم، اجعلنا يا ربنا منهم، اجعلنا يا ربنا منهم، اجعلنا يا ربنا منهم، اجعلنا يا ربنا منهم، وارزقنا الفلاح والفوز والسعادة في الدنيا والآخرة، يا فتَّاح، يا ذا العطايا الواسعات الرِّجاح، يا ذا الغيث المُسْبَلِ السَّحَاح.
دعاء بالغياث للأمة
يا الله .. يا الله.. يا الله: نازلت أُمَّته شدائد وآفات؛ بانصرافاتهم عنك، وعن أمره، وعمَّا جاء به، فتدارك أمته يا سريعَ الإغاثات، أغث أمته يا سريع الإغاثات، عجِّل بغيَاثِ أمته يا سريع الإغاثات.
يا سريعَ الغَوثِ غَوثاً *** مِنكَ يُدرُكُني سَريعا
يَهزِمُ العُسرَ وَيَأتي *** بِالَّذي نرجو جَميعا
يا قَريباً يا مُجيباً *** يا عَليماً يا سَميعا
قَد تَحَقَّقَت بِعَجزي *** وَخُضوعي وَاِنكِساري
قَد كَفاني عِلمُ رَبّي *** مِن سُؤالي وَاِختِياري
لَم أَزَل بِالبابِ واقِفٌ *** …
باب الرحمن الرحيم، وهو الذي أكرمنا بالوقوف عليه فله الحمد
لَم أَزَل بِالبابِ واقِفٌ *** فَأَدِم رَبّي وُقوفي
وَبِوادي الفَضلِ عاكِفٌ *** …
فضلك يا مُتفَضِّل يا عظيم الفضل يا ذا الفضل العظيم
وَبِوادي الفَضلِ عاكِفٌ *** فَأَدِم رَبّي عُكوفي
وَلِحُسنِ الظَنِّ لازِمٌ *** وَهوَ خِلّي وَحَليفي
وَأَنيسي وَجَليسي *** طولَ لَيلي وَنَهاري
قَد كَفاني عِلمُ رَبّي *** مِن سُؤالي وَاِختِياري
حاجَةً في النَفسِ يا ربِّ *** فَاِقضِها يا خَيرَ قاضي
وارفعوا حاجاتكم إليه، فهو السميع القريب، بِوَجَاهَةِ الحبيب يقضيها..
حاجَةً في النَفسِ يا ربِّ *** فَاِقضِها يا خَيرَ قاضي
وَأَرِح سِرّي وَقَلبي *** مِن لَظاها وَالشَواظِ
في سُرورٍ وَحُبورِ *** وَإِذا ما كُنتَ راضي
فَالهَنا وَالبَسطُ حالي *** وَشِعاري وَدِثاري
قَد كَفاني عِلمُ رَبّي *** مِن سُؤالي وَاِختِياري
ربِّ فاجعل مجتمعنا *** غايته حُسن الخِتامِ
واعطنا ما قد سألنا *** من عطاياك الجِسامِ
واكرِم الأرواح مِنَّا بلقاء خير الأنامِ
واكرِم الأرواح مِنَّا بلقاء خير الأنامِ
واكرِم الأرواح مِنَّا *** بلقاء خير الأنامِ
وأبلغ المختار عنَّا *** من صلاة وسلامِ
برحمتك يا أرحم الراحمين.. يا أرحم الراحمين، والحمد لله رب العالمين.