شئون سوابق الإرادة الربانية وحبال الاتصال بخير البرية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، مُكرِمنا بنورِ الحق، الذي يُحيي به القلوبَ ويروِّح به الأرواح، وينقذ به العباد كما شاء في ما سبق من إرادته الأزلية، ليكتملَ العددُ الذي أُحكِم في الأَزل ليكونوا تحت لواء الحمد، وليكونوا على الحوض، وليمرُّوا على الصراط، في مواكبَ من هذه الأمة معدودة، والعَجَب أن يمرَّ في المواكب الأولى من قَرُب إسلامُه، ويتأخر في المواكب من تقادم إسلامُه، ولكنها سوابقُ قد سبقت.
وفي يومٍ من الأيام وُضِعت في يده اليمنى أسماء، وقيل هذه أسماء أهل الجنة من أمتك، لا تزيد ولا تنقص، وفي اليد الأخرى أسماء، أهل النار من أمته، أهل النار من أمته، وفيهم من يموت في ديار الإسلام، وقيل له: هؤلاء لا يزيدون ولا ينقصون، وقيل له: هؤلاء لا يزيدون ولا ينقصون.
فسبحان مقلّب القلوب، وسبحان من يهدي مَن يشاء ويُضل مَن يشاء، سبحان مَن مدَّ حبال الهداية من طريق أهل النّور، وطريق أهل الصدق معه في البطون والظهور، حتى شُرّفتم بالجلوس في مجالسها، يُروَّح بها كم روح هو في الكفر، فيُنقَذ إلى الإيمان وكنا نحدثكم وستسمعون ثم ستعاينون، والوعد يوم يُبعثون، ويُعلم الحكم لِمَن، والأمر لِمَن، والقهرُ لِمَن، والعَظَمة لِمَن، والكبرياءُ لِمَن، يوم تتبدَّد أوهامُ تعظيم الفانيات، والزائلات، والمنتهيات، والمنقضيات، والأوهام والخيالات التي تقود اليوم الملايين على ظهر الأرض.
(إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ).
(كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ * كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ * ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ).
بسم الله الرحمن الرحيم (إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ * خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ)، ما وصلت إلى أسماعكم أنباءُ أوثق من هذه الأنباء، ولا أخبار أصدق من هذه الأخبار، من إلهكم الغفار، من جميع الإذاعات، من جميع مواقع الانترنت، من جميع المجلات، هذه أوثق الأنباء، وهذه أصدق الأخبار (إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ * خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ)، فيا ما أعزَّ مَن رُفع، ويا ما أذلَّ مَن خفضته تلك الواقعة، فمن يرفعه بعد ذلك؟ (خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ * إِذَا رُجَّتِ الأَرْضُ رَجًّا * وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا * فَكَانَتْ هَبَاءً مُّنبَثًّا * وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلاثَةً)، أصنافاً ثلاثة، لا رابع لها، بجميع اتجاهاتكم وأحزابكم وأفكاركم على ظهر الأرض (وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلاثَةً * فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ * وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ * وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ * فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ * ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلِينَ * وَقَلِيلٌ مِّنَ الآخِرِينَ)، إلهي ونحن في الآخرين، فذاك القليل أدخِلنا معهم، ذاك القليل اجعلنا فيهم، يا الله ..
لا يغرّنا الكثير بطغيانه، لا يغرنا الكثير بأوهامه، لا يغرُّنا الكثير بظنونه، مع هؤلاء القليل يا رب اجعلنا، يا الله يا جليل، يا أكرم الأكرمين، وهؤلاء القليل مِن هؤلاء الآخَرين كلهم تكتحل عيونُهم برؤية الطّلعة، طلعة الوجه الذي ما كمثلِه وجه، طلعة العينين اللَّتين رأتا الرحمن وهي في الدنيا، طلعة الصفيّ، طلعة الوفيّ، طلعة الخليل، طلعة الحبيب للرحمن، طلعة سيّد الأكوان، طلعة محمد، يرون البصرَ الذي قال عنه الواحد الأحد (مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى) يرون العين التي قال عنها ربُّ الأرض والسماء (مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى)، وهؤلاء القليل ممن يعيشون في زماننا، يصافحونه جميعاً، ويشربون مِن حوضه جميعاً، يمشون وراءه على الصراط في الزُّمر الأولى، في الزّمر الأولى، لعل الله يكرم ( توني ) يدخل معهم، كم من إنسان في زمننا وإن كان متاخراً له قلبٌ تعلّق، وما كان يحمله من إرادة إسلام أبويه وأهله، إن انفتح الباب في أبيه فسيلحقه كثيرٌ من أهليه، ويموتون مؤمنين إن شاء الله، بالله وما أنزل، ورسوله وما جاء به عن الحقّ عز وجل، وينشر الله الهداية في العباد.
وإنه بأسرار التنزّل في مثل هذه المواطن، يُمحى الكفرُ من الله تعالى، بالذي يمحو به الكُفرَ، بمحمد صلى الله عليه وصحبه وسلم، إن مَن قُدّر لهم أن يُسلموا من الأفواج الذين يدخلون في دين الله تبارك وتعالى في آخر الزمن في تلك الديار وما حواليها، يُمحى الكفر من قلوبهم بماحِي الكفر سيدنا البدر، بآثار ذكرِه وسيرتِه، وأخبارهِ، وأخلاقه وشريعته وأن تترقَّق القلوبُ وتتّصلَ بأسرار تلك الأخلاق فتحمل مثلَ تلك المعاني، وأن يأتي الأخُ إلى أخيه من أجل تغسيله من مسافة أربع ساعات، ما رآه في الدنيا قط، ولا عرفه، ولا بينه وبينه مواصلة جسمانية ولا حسيّة ولا دنيوية قط، ولكن رابطة لا إله إلا الله محمد رسول الله، رابطة الإيمان بالله جل جلاله ، والارتباط بمحمد بن عبدالله، مِن حبال امتدّت ما أوثقها، وما أقواها يهدي الله بها من يشاء، (يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء).
وإننا كما نستمحي الرحمن سبحانه الكفرَ بهذا النبي، من قلوب الكثير من الكافرين، وإننا نسأله أن يمحوَ من هذه القلوب الحاضرة معنا ظلمات الالتفات إلى غيره، والتعويل على مَن سواه، يا رب لا ترمِهم إلى أنفسهم، يا رب لا ترمِهم إلى أهوائهم ولا شهواتهم، ولا ترمِهم إلى قاطع يقطعهم عنك، ولا ترمِهم إلى شيطان من شياطين الإنس والجن، ولا تسلِّط عليهم الدنيا، ولا تسلِّط عليهم أهلَ الدنيا، ولا تسلط عليهم الهوى، يسِّر لهم الطريق إليك وامحُ هذه الظلمات مِن قلوبهم، فلا يخرج شهرُ ذكرى ميلاد نبينا، إلا والقلوب مجلوّة بأنوار الاتصال بالنبوّة وأرباب الصدق والفتوّة، يا مجيب الدعوات، يا سامع الأصوات، يا مُنيل الرغبات، يا رب الأرض والسماوات، هذا طلبنا رفعناه إليك، ووضعناه بين يديك، والجاه الكبير وسيلتنا إليك، فبجاه محمدٍ اقبل، فنحن في مجلسك ومجلسه، أيكون لنا أن نُحدِث هذه الخيراتِ من عند أنفسنا؟ ومن نحن يا ربنا؟ هؤلاء الذين كان كل واحد منهم، كان في زمن ماضٍ نطفة، ثم علقة، لا يملكون شيئا، ثم مُضَغ، ثم هياكل لحمية، هم الذين يقدرون أن يفتحوا أبواب هذه الرحمة دونك؟ ما كان ذلك إلا منك، إنا في مجلسك ومجلس حبيبك، فارحمِ الجالسين، وارحم السامعين، وارحم المتعلقين، اغسلهم بمياه هذه المجالس، يا جليسَ من ذكره، يا معزَّ من شكرَه، يا معطي من أقبل عليه، يا مقبلاً على المقبلين يا راحماً للمُذنبين، يا غافراً للمستغفرين، يارب العالمين، يا الله، يا الله، لو أنفقتُ جميع ما في جهدي ما استطعت أُحضِر نفسي بنفسي فكيف أُحضِر عبادك هؤلاء؟ أو كيف أربط قلوباً تسمعنا الآن في شرق الأرض وغربها مِن إنسك وجنّك، من الذي أقبل بهم على هذا الخير الممتد منك بواسطة نبيك.. أنتَ أنتَ أنتَ، أنت وحدكَ لا شريكَ لك، فأتمِم علينا وعليهم النعمة، وعلى مَن في أصلابهم، وعلى مَن في ديارهم وعلى جيرانهم، يا الله، وأرِنا دخول الناس في دين الله أفواجا، يا حي يا قيوم، يا رحمن يا رحيم، يا الله، يا الله، يا الله، وبالله تسعدون، فنادوا مَن يعلم الظهور والبطون، وقولوا يا الله، ولحظة منه تقرِّب، ولحظةٌ منه تنظِّف، ولحظة منه تصفِّي، ولحظةٌ منه تُدنِي، ولحظة منه ترفع، ولحظة منه تُصلح، الله، يقول للشيء كُن فيكون، الله..
عبادٌ بين يدي إله، خلقٌ بين يدي خالق، مملوكون بين يدي سيدٍ مالك، بشر بين يدي من فَطَر، خلقٌ من خلقك، أنت جعلتهم في أمة حبيبك، وهل لأحد منهم اختيار؟ أنت جعلتهم في أمة حبيبك، فبحبيبك اربطهم بحبيبك، لا يجلس أحد منهم الليلة معنا أو يسمعنا ثم يُحال بينه وبينه..
ياربي، أعوذ بجلال وجهك من هذا المصير المشؤوم، والعاقبة الخبيثة والمآل القبيح، ياربي، بعدما جلسوا وسمعوا يجتمعون وينظرون وللحبيب يرافقون، آمين، يا مَن يقول للشيء كن فيكون.. ندعوك، نسألك، نرجوك، نؤمِّلك نتضرّع إليك، نطلبك، يا الله، يا الله، فمِن صدقِكم قولوا يا الله، وبكليتكم قولوا يا الله، لا خيرَ لكم من الله، لا أحسنَ لكم من الله، لا أكرم لكم من الله، لا أجودَ لكم من الله، لا أحظى لكم من الله، لا أنفع لكم من الله، قولوا يا الله، قولوا يا الله، قولوا يا الله، قولوها بإذنه، قولوها بتوفيقه، قولوها بتجلّيه عليكم.
يا الله.. أكرِم هذه القلوبَ وقلوبَ مَن يسمعُنا بالسجود لعظمتك فلا نرفعُ أبدا، فإذا كُشف عن ساقٍ ودُعي الخلقُ للسجود سجدنا مع الساجدين، حين يبقى قوم لا يستطيعون (وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ * فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ * أمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ) اِجزه عنا خير يارب، ما سألَنا شيء ولا نقدر نعطيه شيء، ولا نقدر ننفعه بشيء، وهو الغنيُّ عنا بك، فاجزِه عنا خير الجزاء، ما سألَنا مغرَم، ولكنّه تكرَّم، ولكنه دعا لنا، ولكنه رحمنا، ولكنه سألك فينا، ولكنه توجه في شأننا، ولكنه بكى لك من أجلنا، اجزه عنا خير الجزاء، (أمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْرًا فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ * أَمْ عِندَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ * فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ) واجعلنا وراءه من الصابرين، وتداركنا بنعمتك.
وفينا وفي من يسمعنا مَن قد غرق في بعض المعايب والمعاصي، ولكن مَن ينقذ الغرقى يا ربي؟ ولا عاصم من أمرك إلا مَن رحمت، فبرحمتك المهداة وأسمائك وآياتك وصفاتك وذاتك خلّصهم من هذا الغرق، وأنجِهم إلى ساحات الصدق مع مَن صدق، والنقاء من مع من تنقّى وتنظّف يا حقّ، يا الله، يا الله، فإنك بفضلك تمحو الكفر عن قلوب، فامحُ هذه المعاصي، وامحُ هذه الذنوب والمخالفات والالتفاتات الدنيّات، يا الله، اجمع قلوبَنا عليك، وأوصِلنا بفضلك إليك، وارزقنا حسنَ التذلل بين يديك، أسجِد هذه القلوب لعظمتك يا الله، يا الله، يا الله.
والحمد لله على وجود هذه الخيرات، تشاغلَ أهلُ الغفلات ومَن لا يحسن طرقَ بابِ الله، بسماعِ الأخبار المزعجات وأنواع الفتن في المشارق والمغارب المتقلبات، فهذه أنباءُ من الإذاعات المباركات النورانيات تُنشَر، ليتذكر من يتذكر وليتنوَّر مَن يتنور، وليتطهَّر مَن يتطهر، وليُدرك مَن يدرك أن فوق الكون مكوِّن، وفي المملكة ملك، وأن صفيّ الملك والمكون في الكون والمملكة عبدٌ كريمٌ اسمه محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن حكيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة، بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، يتصل نسبه إلى إسماعيل بن إبراهيم، ويرتفع عبر الأصفياء، والانبياء والأتقياء، إلى شيث بن آدم، وهو سيّد آدم وولد آدم، أمه اسمها آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن حكيم بن مرة، إلى آخر نسبه الشريف، معه احشرنا، ومعه أحيِنا، ومعه نعيش، ومعه أمِتنا، ومعه ابعَثنا، ومعه مُرَّ بنا على الصراط، ومعه أدخِلنا الجنة، ومعه أدخلنا الجنة، ومعه أدخلنا الجنة، يا الله، يا الله، يا الله
(وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)، وارفعوا إليه حاجاتكم، ضعوا بين يديه طلِباتكم، إنه الرحمن الرحيم المنان الكريم الإله الحق العظيم الواحد الأحد، القدير الفرد الذي بيده ملكوت كل شيء، ذاكم يا أحبابنا هو الله، هو الله (الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
سألناه أجمعين، دعوناه أجمعين، لا تكلنا إلى سواك، لا ترمِ بنا إلى من عداك، خذ بأيدينا، خذ بنواصينا، خذ بقلوبنا، إليك يارب، أخذَ أهل الفضل عليك يارب، ارحم صغارنا وكبارنا، رجالنا ونساءنا، وأهل القبور زد أهلَ النعيم نعيماً إلى نعيمهم، ولا ننسى مَن يُصلى روحه بألم عذاب في القبر فتداركهم يارب، أغثهم يارب، واجعل من قِرَى هذا الشهر عندك أن ترفع العذاب عنهم، يا الله، يا الله، وكل واحد منا ومن سامعينا آئل إلى قبر فاجعلها رياضاً من رياض الجنة، اجعلها رياضاً من رياض الجنة، اجعلها ياربنا رياضاً من رياض الجنة، لا تجعل فيها حفرة من حفر النار، يا عزيز يا غفار، يا كريم يا قهار، يا مَن يكوِّر النهارَ في الليل والليل في النهار، يا مطوِّر الأطوار، يا الله.
واشمل ذنوبَنا بمغفرةٍ من عندك، وعيوبَنا بسترٍ من عندك، حاجاتنا من حيث أحاط بها علمُك اقضِها على خير الوجوه، أنت أعلم بأعدائنا فاكفِنا شرهم، اجعلنا في حصونك الحصينة، حُروزك المتينة، وانشر الهداية في البريّة واجعلنا من أسبابها وأبوابها، وحبالها وسرُجها، ومِن الذين تُجريها لهم وعلى أيديهم، يا الله، أهلُ الرتب العلى من خيار الملأ، مَن في عصرنا ومن مضى، زدهم أنواراً، بركات وأسرارا، تحفاً من عندك رحمانية ورقياً إلى ما لا يكيّف ولا يوصف، وسرّ قلوبهم بما تفيضه عليهم وعلى أهل زمانهم يا حي يا قيوم يا الله.
له الحمدُ على ما جمعكم وعلى ما أسمعَكم وعلى ما نفعكم، وعلى ما أوصل إليكم، وليس لكم غيره، ولا إله إلا هو، فدومُوا على حبه، ودومُوا على الإنابةِ إليه، والتذلل بين يديه، وتعظيمِ أمرِه في أنفسكم، وأهليكم وذويكم، وأحسِنوا خاتمةَ الشهر ووداعه، ووراءكم ليلة الإثنين ويوم الإثنين ومساءها والله أعلم بأنبائها، وبما يجودُ على أوليائها، وعلى مَن يدرك ما فيها، ومَن لا يدرك ما فيها، وذلك مِن فضل الله على العباد، يقول صلى الله عليه وسلم:(وذاك يوم ولدتُ فيه ولنعم الصوم فيه)، فيارب ارزقنا فيه صدقَ الاقبال واجعلنا من الأسعد من أمته به في كل حال، فرّج كروب الأمة أجمعين، يا ذا الإفضال يا جزيل النوال..
والحمد لله رب العالمين.
26 ربيع الأول 1436