سواطع أنوار عمر المصطفى وبلاغه
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم لك الحمد على ما أضأتَ من ذلك النور، الذي لم يزل في ازدياد على مدى العصور، وبه تنشرح الصدور، وبه يُعمر القلب، وبه ترضى يا رب، وبه يُغفر الذنب، وبه يُفرَّج الكرب.
اللهم لك الحمد على نور ساطع، وضياء لامع، لم يزل يستضيء به كل منيب خاشع، وكل مقبل عليك وتائب وراجع، وتُنيلهم بذلك المطامع.. لك الحمد على نور يمتد إلى الأبد، نور حبيبك محمد صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن سار في دربه.. ذلك النور الذي استطعنا به أن نشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وسطع به نور الإيمان في قلوبنا..
ذلك النور الذي عرفنا به نصلي، وعرفنا به نسجد للعليِّ الأعلى.. فقرأنا به القرآن.. ( فإنمَا يَسّرْناهُ بلِسَانِكَ لتُبَشّرَ به المتقَين وَتنذرَ به قوماً لداً ) ( قُلْ لَّوْ شَاء اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُم بِهِ ) لكن دريتم بي وتلوته أنا.. " قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به" ما نلتم الدِّراية لهذا النور ولا الاتصال بهذا الذكر المسطور، وكنتم في بُعد وعمى من غير نور؛ لكن بعثني وتلوتُ فتهيأتم للإدراك، فيا سعدَ من أدرك ( قُلْ لَّوْ شَاء اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُم بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ) تأملوه تجدوا أنه التهيئة لهذا الكلام، أنه المناسب للوحي من ذي الجلال والإكرام، هل رأيتم في ما مضى من العمر من قولي إلا صدقاً؟ وهل رأيتم مني فعلاً أو قولاً أو هدياً إلا حقاً؟ هل رأيتم مني إلا نوراً يشع؟ هل رأيتم مني إلا وفاء، وإلا أمانة، وإلا تُقى، وإلا إحسان، وإلا فضل وإلا جود وإلا كرم..
أول يوم من أيام ولادتي، وثاني يوم وثالث يوم، وأيام نشأتي.. ( فقد لبثتُ فيكم عمراً من قبله) يهديكم أني صاحب الأمر، يهديكم أني المتأهل لهذا الوحي وأني المأمون على هذا التنزيل، من حضرة الملك الجليل، (فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ) فتنظرون كيف عشتُ؟ أعشتُ كأحدكم!؟ أو رأيتم مَن عاش مثل عيشتي!؟ أو رأيتم مَن نشأ مثل نشأتي!؟ أو رأيتم ولادةً كمثل ولادتي!؟ فلِم تتعجبون اليوم!؟ ها أنا والنور يشع من حين وُلدت، ها أنا وحياتي كلها تنطق بأني مصطفى مَن خلَق، وأني مجتَبى مَن أرسَل وبعث سبحانه وتعالى، وهدى ورزق؛ فلم تتعجبون اليوم وتقولون ( ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي) أنا صاحب الاتباع.. أنا العبد المحض الخالص.. ( إنْ أتّبِعُ إلا مَا يُوحَى إليّ مِنْ رَبّي) إن تشرَّف أهل النبوة والملائكة بالعبودية لهذا الرب فأنا في رتبة العلوّ في هذه العبودية والسموّ والإمامة لهم فيها.. أنا أعلى مَن خضع للأعلى.. أنا أجلُّ من انقاد للأجلّ، أنا أعظم الخلق تذلُّلاً للجليل، فكنت أجلَّهم قدراً من ذاك الجليل بالتكريم والتبجيل (إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ من ربي) وفي هذا المدح قال له الله: (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى)..أُكرمتم أنتم بهذا النور فاجتمعتم، وجئتم واتصلتم ودعتكم الدواعي، ومرت عليكم الذكرى فحرَّكت ما حركت من القلوب، وطلب مَن طلب منكم طُهراً، وقدَّم ذكراً، ورام شكراً، وتعرَّض أن يوهب أجراً، وأن يرفع له الله قدراً، وأن يربطه بصاحب الذكرى، فإن الخلْق في العالم كثير، لكن هذا سيد الخلق..
فإذا ذهبت بنا مطامحنا وإرادتنا أن تكون لنا علاقة بذا أو ذاك، فهذا حبيب ملك الأملاك، أولى أن نرغب في العلاقة به، أولى أن نرغب في الصلة به، وأن لا يضيع من أعمارنا ولا من أفكارنا شيءٌ في طلبِ الصلة بسواه، هذا أحق من اتصلنا به مِن خلقِ الله، وأكرم مَن تعلَّقت به قلوبنا مِن عباد الله، بل ربنا وربّ كل شيء ما أذن لنا أن نحب من خلقه شيئ كما نحب هذا المصطفى من لؤي، محمد يا أُخيّ.. محمد.. محمد الذي لا يعرفه إلا الأحد، محمد صاحب السر الذي عميَ على أهل الأرض والسماء، محمد سيد أهل الأرض والسماء، محمد أكرم الكرماء على رب الأرض والسماء، محمد الشفيع الأعظم، محمد الذخر الأفخم، محمد حبيب الرحمن صلوات ربي وسلامه عليه..
ربطك الله به، علَّقك الله به، أوصلك الله به، لا فصل الله بينك وبينه، لا أبعدك اللهُ عنه، ولا عن نوره ولا عن مددِه ولا عن سُنته، ولا عن سيرته، ولا عن رسالته، ولا عن أخلاقه، ولا عن بلاغه عن الله؛ فهذا خيرٌ لك ثم خيرٌ لك ثم خيرٌ لك
ما أذن لنا الرب أن نحب أحدا في الخلق كما نحب محمداً، لسِرّ أنه هو لم يحب من الخلق أحدا كما أحب محمداً..
وإذا كان ملك الملوك والإله الحق ما أحبَّ أحداً كما أحبه، فكيف يحق لي – وأنا عبد – أن أحب مثل هذا المصطفى أو أقدِّم عليه أحدا في المحبة؟ لا يجوز لي وأنا عبد الله أن أحبَّ في الخلق أحداً كما أحب محمد بن عبد الله.. لا يجوز لي.
وأين من يعرف هذه الأحكام؟ ويقوم في شأنها بحق الإحكام!؟ سُقِي كؤوسها وشريف المدام الصحب الكرام.. واسألوا عما لهم من أفعال وكلام، اسألوا كيف انقضت بهم الليالي والأيام، اسألوا كيف خضعت لهم قصور بصرى وذلَّ لهم اليمن والشام، وكيف انتشر نور الله على أيديهم في الأنام، أحبوا.. تعلقوا.. عشقوا.. فامتلؤوا.. فلو أن ما تحمله شعرة من شعر الصديق والسابقين الأولين أو أحد السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار ما حلّ في شعرة واحد منهم من حقيقة المحبة التامة الكاملة الخالصة العميقة التي حملته شعرة لو تفرقت علينا في المجمع هذا، ما نمنا شهراً بعد اليوم.. وبذلك علمتم كيف كان يبعد عنهم المنام، وكيف كان يخرج أحدهم من بين أهله وبين فرش المنام وبين الشراب والطعام ليرى ذاك الوجه.. ليرى ذاك الوجه.. ما يقدر أن يصبر..
هو اليوم قد رآه، لكنه انبعث الشوق فيه، وإن كان قد رآه قبل ساعات لكن الآن يريد أن يراه.. فيخرج.. يخرجون من بين أهليهم.. يعبر عن هذا الحال والذوق والإدراك ما بين الصحابة، فيقول: يا رسول الله إذا ذكرتك في البيت وأنا بين أهلي وولدي.. فإذا ذكرتك صرت كالمجنون.. تعرف كيف كانوا يحبون؟ كيف تعلقوا؟ كيف تذوقوا؟ عشقوا التربة التي يمشي عليها صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله.. فما رأت العيون أحداً يعظم أحداً كما يعظم أصحاب محمد محمداً، ولا أدركت القلوب أحداً يحب أحداً كما يحب أصحاب محمد محمداً..
يا رب صلّ عليه واقسم لنا نصيباً من هذه المحبة ونصيباً من هذا التعظيم.. فإنه وإن طال العهد وإن طال العهد.. والزمان وتواترت فتن.. وإن دُعيت القلوب إلى التعلق بغير جد الحسن، وإن حصل ما حصل في العصر والزمن.. فلا يزال يدور ذلك الدلو، يُسقاه من أراد الرحمن أن يهنئئه، فيهنأ هنا، ويهنأ هناك وفي مثل هذا المعنى قالوا فيما يدور عليه من هذه الكؤوس في مثل هذه البلدة المباركة:
تريم بحمد الله طاب بها السكنى ***ونلنا بها الخيرات والمشرب الأهنى
شربنا بها كاسات أنس وراحة *** فأنعِم بهذا الشرب في هذه الغنَّاء
ولو سألتموهم عن ذاك الشراب لرأيتموه متصلاً بما أذكر لكم عن هذا الجناب، وبما نحكي لكم من هذه الأخبار عن سيد الأحباب.. فما دخلوا من باب غير هذا الباب.. ولا ارتقوا إلى شريف الرتبة إلا باتباع صاحب هذا الخطاب، سيد الأحباب الذي ذكره ينوِّر الألباب، وما ذكرناه في مجلس إلا وطاب.
إن كان منكم من الأرواح من يشعر بالطيب عند ذكر الحبيب في هذا المجلس الذي الحاضر فيه لا يخيب، فإن ما انطوى من سرّ هذا الطيب أكبر من أن يدركه فهمُ اللبيب، ومُهيَأ ومُخبَّأ لليوم الغريب، لليوم الصعيب، تخبأ بركات مجالس الطيّب وطيب القلوب بذكره لتنفعك هناك، ولتأتي عليك آثارها من عند الغرغرة فما بعد ذلك.
يارب اقسم لنا بنصيب، يا رب وفِّر لنا حظاً وقسماً من هذا الخير العجيب.. ولا تجعل فينا شاكاً ولا مستريب.. أحلَّ حُبَّ الحبيب في كل قلبٍ لنا.. وفي كلِّ ذرة من أرواحنا وأسرارنا يا رب.. تخص بها من تشاء..
أفتسلِّط علينا محبة فانيات أو شهوات أو ملذات أو قبائح أو موجبات للفضائح أو ساقطين من عينك، أبو بُعداء عنك.. تسلط علينا محبة هؤلاء، وتحرمنا خالص ذوق هذه المحبة لسيد الأحبة!؟ لا يا رب، لا تفعل بنا ذلك.. أسألك بذاتك وأسمائك أن لا تفعل بأحد منا ذلك.. اسقنا كاس المحبة لهذا الحبيب..
يا رب في ذكراه تعود علينا عوائد بشراه.. فإنك أرسلته مبشراً للمتقين.. مبشراً للمستجيبن.. مبشراً للمحبين؛ وقد أعلن بشارته في منبره فقال: "المرء مع من أحب" و " أنت مع من أحببت".. فطربَت لها قلوب ذاك الرعيل.. وها نحن من بعدهم نستقيك فاسقِنا، ونطلبك فأعطِنا، ونسألك فلا تحرمنا، ونستغيثك فأغِثنا.. من ذاك الكأس اسقنا يا رب.. من ذاك الكاس اسقنا يا رب.. من ذاك الكأس اسقنا يا رب..
وإن حسِرت القلوب على مَن يحُرم مثل هذه المجالس وهو منها في الصورة قريب، ولا عذرَ له في حضورها، فإنك مهما قبلت الشفاعة نستشفع لك أن تحوِّلهم قبل وفاتهم، وأن تعود عليهم بعائدة قبل مماتهم.. يا حيّ يا قيوم اجعلنا من الفائزين بمحبة عبدك المعصوم.. وبلِّغنا بمحبته ما نروم وفوق ما نروم.. يا أكرم الأكرمين.
أُكرِمتم بالأعظم.. أُكرِمتم بالأكرم.. أُكرِمتم بالأفخم.. أكرِمتم بالبدر الأتمّ.. ما مع الأمم نبيٌّ كنبيِّكم، ولا نزل على الأنبياء كتابٌ كالقرآن الذي نزل على نبيّكم... ولا نعِمت البشرية برسالة تعمُّها مِن طرفها إلى طرفها كما أُنعِم عليها ببعثة خير البرية.. قال صلى الله عليه وسلم: كان النبيّ يبعث إلى قومه خاصة وبُعثت إلى الخلق كافة.. فأنت واحد ممن بُعث إليهم..
بعث إليهم من؟ الأكرم الأعظم الحبيب.. محمد، حبيب الرحمن.. هذا الإنسان الأكرم إليك بعث.. إليك.. إليك بعث؟ إليك إن تستشعر.. إليك إن تتذكر.. إليك إن تبصر.. نعم إليك.. ومن بعثه؟ الله.. الله.. الله.. فإذا الله رب العرش خالق كل شيء العظيم الجليل بعث إليّ هذا الأكرم الأفخم الأعظم الأمجد.. محمد.. فأنا محظوظ.. رب العرش يبعث إليّ حبيبه.. فحظي كبير إذن.. نعم والله كبير.. والله حظك كبير إن قبلت.. إن استقبلت.. إن أقبلت.. إن عرفتَ قدر المنعِم.. قدر المتفضل، تكون من ذي الأمة بماذا؟ بإيش كنت من ذي الأمة؟ هذا فضل العلي تفضل به عليك.. يجعلك في أي أمة يقدر.. وفي ذي الأمة ملء الأرض كفار جعلك في المسلمين لماذا؟ هذا عطاء.. من أين؟ وحده هو القادر على أن يعطيك من هذا.. الله جلّ جلاله وتعالى في علاه، فأعطاك هذا.. ألا تحمده!؟ جعلك في أمة هذا النبي، وجعلك مؤمنا به، وهيأ لك السبيل للإرتقاء إذا استقبلت مثل هذه الذكرى بنيات صالحات في وِجهتك، في صفاتك تتصفى.. تتصفى صفاتك ويتحول ما كان منها كدر إلى صافي.. وأبعِد صفات السوء عنك..
كم عالق بك من صفات السوء؟ تخلَّص منها، فهذا الطُهر وهذا الطاهر وهذا المطهِّر.. طهَّر الله به قلوباً قبلك، أفيُعجزه قلبك!؟ ما يُعجزه قلبك.. تقرب، ضع القلب عند الطبيب سيتطهر ويتصفى.. الله الله..
وتجدهم يتوصلون في عالم الحس إلى زراعة عضو محل العضو ليقوم بشيء من مهمته، لكن هذا الطب في القلوب إذا جيت نفس قلبك هو يحوله.. نفسه من دون ما يقول هذا معطل.. نفسه يحوله.. بدَّله إلى طاهر نقي صافي مُنوّر.. ما هذا الطب القوي؟ أخرجهم من كفر ومن شرك.. هل يوجد شيء أظلم من ظلمة الشرك والكفر!؟ فصاروا سادة أهل الدنيا وسادة أهل الآخرة.. فين عدّوا؟ عدوا على مصفاة.. تصفوا وتنوروا فسَادُوا أهل الدنيا وسادوا أهل الآخرة، فلو رأيت راياتهم في القيامة تنتشر، (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار ) بحيث تقول الأمم كأن هؤلاء أنبياء فيقال لهم: ما فيهم نبي إلا محمد فقط هو فيهم نبي صلى الله تعالى وسلم عليه.. الحمد لله على هذه المنن
قد كان مولده والمبعث بأرض البطاح*** وساعة الوضع صار الليل مثل الصباح
فمن عرف قدر صاحب الرسالة هذه ليله صباح.. ما عاد شي إلا نور عنده.. ما عاد شي ظلمة أبداً.. الله ينوِّرنا بهذا النور. كما سمعت قول العباس:
نحن في ذلك الضياء وذلك النور وسبل الرشاد نخترق
والحمد لله على هذه النعمة والمنة..
وساعة الوضع صار الليل مثل الصباح *** والكون لباه بالتشميت له حين صاح
فإن طربنا فما في ذا الطرب من جناح..
إذا الطرب عمَّ الغرب والشرق والأرض والسماء عاد باقي واحد من المؤمنين ما يطرب؟ لما يذكر حبيب الرب وكيف كان ذاك المولد الأعجب.. ما عرفت البشرية مولد مثله لا قبله ولا بعده..
من الذي خرج من بطن أمه فخرَّ ساجداً يناجي الرب إلا نبيكم صاحب المقام المحمود؟ يا رب صل عليه صلاةً تجمعنا بها عليه.. وتجمعنا به عليك، يا حيّ يا قيوم يا حيّ ياقيوم
جاءوك طالبين لما عندك فما قُصدتَ إلا أنت، ولا كان مبنى ولا مكان ولا أشخاص أوجدتَهم إلا وسائل ودلائل، وأنت المقصود وحدك.. جئنا من أجلك يا رب وجئنا لك يا رب.. نطرق أبواب فضلك بحبيبك، وبسر ما اتصل بنا من بلاغه ورسالته، فيا مقصود وردنا إلى ساحات كرمك فلا تمنع عنا كرمَك الفيّاض، وجودك الذي لا ينضب ولا يُغاض.
لا إله إلا أنت نوِّر هذه القلوب بأنوار المحبة.. أدخِلنا وإياهم دوائر الأحبة.. ورقِّنا إلى أعلى رتبة يا أرحم الراحمين.. بقية الأعمار اجعلها في أنوار، واجعلها في اتباع للمختار، وفي سلامةٍ من الأضرار والأشرار والفجار ومن طوارق الليل والنهار إلا طارق يطرق بخير منك يا كريم يا غفار..
اصرفنا والقلوب مربوطة وجميع هممنا بهمّته منوطة.. ووِجهتنا بوجهته مربوطة ظاهراً وباطناً.. أقدامنا على اتباعه مستقيمة مضبوطة.. آمين يا رب.
نِعمَ من تسألونه وتدعونه.. وحقيقة الأمر لولا أن دعاكم ما دعوتموه، ولولا أن وفَّقكم ما ذكرتموه.. ولقد جئتم وسألتم فظننا به الجميل أن يكرمنا وإياكم بمرافقة هذا الحبيب الجليل.. اللهم احشرنا في زمرته.. وأسعِدنا بمرافقته.. وثبِّت أقدامنا على متابعته.. واختم لنا بكمال محبتك ومحبته.. والشوق إلى لقائك ولقائه، واجعل آخر كلام كل منا من الدنيا لا إله إلا الله، متحققين بحقائقها وأنت راض عنا.
والحمد لله رب العالمين..
13 ربيع الأول 1434